هل تشعرُ بالألم؟

أذكرُ أنّي كنتُ أتمنَّى وأنا صغير أن أُحبّ الألم. كنتُ قد شاهدتُ فيلمًا أو مسلسلًا تحبُّ بطَلَته الألم وتؤذي نفسها عمدًا. لم أكن أرغبُ في إيذاء نفسي، ولكن أعجبتني فكرة حُبّ الألم. بالطبع لأنّني، كأيّ طفل، أخشى أن أتألّم.

ثمّ بعد سنوات، عرَفتُ أنّ كُلّ ألم يُصيب المُسلم يُمحو من خطاياه، فأحببتُ فكرةَ الألم. ليس هذا النوع من الحبّ مثل الذي شاهدته في الفيلم، ولكنّني شعرت أنّ أمنيتي يمكن تحقيقها من هنا.

ثمّ أدركتُ أنَّ الألم ما هو إلّا عَرَض هام. وأنّه لولا الألَم لما عرفنا أنّنا في خطر، ولما أبعدنا أيدينا عن النّار، أو عالجنا الضرس المُصاب، أو استدعينا الطّبيب لإنقاذنا من مرض هو الذي سبّب الألم.

ويكونُ الألمُ أحيانًا علامةً على النّموّ. الرياضيّ يعرفُ أنّ العضلةَ تحت التمرين إذا تألّمت. ويعرفُ أنّه يقوم بالحركة بشكل خاطئ بنوع آخر من الألم كذلك.

إنّ الألمَ كلمة مشحونة بالكثير من العواطف السلبية. ولكنّها في الحقيقة أخدُ العناصر الهامّة للبقاء، وللصّحّة الجيّدة.

أظنّ أنَّ الطّفل بداخلي قد حقّقَ أُمنيته، بطريقة ما.