الكرمُ طريق من اتّجاهَين

لا أقصدُ أنّ كلا الطّرَفَين يعطيان. وإنّما أنّهما يستقبلان معًا نتائج هذا الكرَم.

طلبَ أستاذٌ جامعيّ من تلاميذه أن يعملوا على مساعدة شخص آخر وقضاء وقت وجهد معه إذا شعروا أنّهم لا طاقة لهم للقيام بأعمالهم هم. وتعجّب الطلّاب من ذلك واعترضوا أنّه لو لم يكن لديهم طاقة ليعملوا على مشروعاتهم هم، فمن أين لهم بالطّاقة ليعملوا مع غيرهم ويساعدوه! ولكن دهشتهم كانت أشدّ حين نفّذوا ما طلب منهم الأستاذ.

فعلى عكس ما توقّعوا، انتهوا من هذه التجربة يشعرون بالحيويّة والنشاط. فكانت نتيجة مساعدتهم غيرهم أنّهم كافأوا أنفسهم.

الكرمُ ليس تضحيةً من الكريم بنفسِه أو وقته أو مالِه في سبيل الآخرين فقط. الكرمُ ليس طريقًا من اتّجاه واحد. الكريمُ يكافئ نفسَه بكرَمِه كما يُكافئ غيره. كالمُتبسّم في وجه النّاس، يضيف إلى وجوههم البسمة، وكلّ بسمة يراها تغذّي شعورَه بالسّعادة.

لا عجَبَ أن التبسّم في وجه النّاس من الصّدقة. فكلُّ صدقةٍ تزيد في المتصدّق والمتصدّق عليه على السّواء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *