النّاصحُ الأمين

هو مَن ينظرُ في نَفسِه قبل النُّصح، وأثناء النّصيحة، وبعدها.

قلّما يَنصحُ النّاصحون دون تلقّي نصيحةً في المُقابل، أو ردّ فعل يقوم مقام النّصيحة.

ينبغي للنّاصح النّظر في حالِه هو قبل تقديم النّصيحة. لا لينتهِ عن تقديمها إذا ما وَجد نفسه محتاجًا إليها، ولكن ليعترف علنًا بأنّه أوّل المحتاجين. وهو ما يزيد من مصداقية النّصيحة ويُبدي الإخلاص.

وينبغي له متابعةُ المَنصوح أثناء تلقّيه النّصيحة، ومتابعة استعداده العاطفيّ لخَوض تلك المغامرة في أعماق نفسه. فإذا لم يجد لكلامه صدًى، اكتفى بالقليل الدالّ دون التفاصيل المُبيّنة.

وينبغي له متابعة حاله بعد النّصيحة حتى لا يظنّ في نفسه الصلاح والهداية. فكثيرًا ما ننخدع بما تقوله أفواهنا ولا نُلقِ بالًا لأعمالنا. فلينتبه النّاصح لنفسه ليكبح جموحها ويجبرها على التواضع.