طاوع نفسك للخير

بدلًا من أن تطوّعها.

تطويع النّفس ضروريّ لكنّه لا يشترط أن يكون بالتصادم معها. ربّما تبدأ بمطاوعتها للخير.

إنّ كل اختيار نختاره أساسه قصّة نحكيها لأنفسنا. وتغيير الاختيار سهل إذا غيّرت القصة—بل هو ضرورة تلقائية.

بدلًا من أن تحكي لنفسك قصّة المَنع عن الشهيّ من الطعام، احكِ قصّةً عن الجسد القويّ والتدرّب على ضبط النّفس. ستجد نفسَك أقرب للالتزام.

بدلًا من أن تحكي لنفسك قصّة التقيّد بإشارات المرور. احكِ قصّة التزام ينتج عنه حريّة أكبر في الحركة؛ حيث أنّه لو انعدمت هذه الإشارات ستكتظّ الشوارع دون نظام وربّما تعطلت حركة السير لساعات.

بدلًا من أن تحكي لنفسك قصّة التلذذ بالشهوات المختلفة، احكِ قصّة التزام بأمر الله الذي ضبطَ الكون بحكمته المطلقة وشرّع لك ضوابط فيها نجاتك وفلاحك ولكنّك قد لا تفهمها جميعًا الآن. قصّة عن التسليم لمَن هو مُطلق العلم والحكمة والخبرة سبحانه وتعالى.

وهكذا في كلّ اختيار. وكلّ قصّة. هناك حكاية ترغب فيها نفسُك وحكاية ترغب عنها. فابدأ بمطاوعتها للخير تطاوعك، ثمّ تتطوّع هي فتكون مطاوعتك لها خيرًا في الحالَين.