فخّ الاستهانة بالتغيير البسيط

نحن نعاني من هذا الأمر كثيرًا. وأزعم أن الاستهانة باليسير من التغيير سبب رئيسيّ في حالة الإحباط المنتشرة بيننا في هذه الأيّام. وسأضرب مثالًا، وبالمثال يتضح المقال.

من المشاكل المعروفة في الشركات متعددة الطوابق مشكلة الزحام في المصاعد، وطول وقت الانتظار أمام المصعد ووقت الرحلات بين الطوابق. قامت شركة تيليبيرفورمانس ببناء زحلوقة (وهي الكلمة العربيّة الفصيحة لزوحليقة العامّيّة) حتّى يستخدمها الموظّفون في النزول سريعًا من الطوابق العليا، مخفّفين بذلك الضغط على المصاعد شيئًا ما.

انتشرت القصّة لغرابتها في مصر وحكيت عنها لبعض معارفي. وكان الردّ الأشهر الذي سمعته: ولكن كيف سيصعد الناس إذن؟ مازالت المشكلة موجودة.

لم ينظر أولئك لفكرة أنّ الشركة نفّذت حلًّا مبتكرًا للإسهام في حلّ المشكلة جزئيًّا. نظروا مباشرةً للجزء الذي لم يتمّ حلّه بعد. واستهانوا بالأمر كأنّما لم يحدث فرقًا.

تمامًا كما استاء المعلّمون في وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنّي بعد صدور نظام التعليم الجديد واشتكَوا أنّ الوزير لم يحلّ بعد مشكلة المعلّم. واستغلّوا هذا في مهاجمة النظام الجديد. أليست تلك نقرة أخرى؟ أليس النظام الجديد خطوة جديرة بالاحترام في طريق طويل لا يبدو أنّ له نهاية؟

نحن أيضًا قساة بنفس الطريقة مع أنفسنا. عندما نحاول أن نغيّر كلّ شيء دفعة واحدة، فنجد أنّنا عاجزون عن ذلك لضخامة الحِمل، فنستسلم، ونستخفّ بقدراتنا، ونقنع أنفسنا أنّنا لا قيمة لنا، وأنّنا لن ننفع العالَم بشيء أبدًا.

هذه نظرة خطيرة وقصيرة المدى للتغيير. وجهل بقدراتنا التي من الممكن أن تنكشف لنا بالسعي المبدأي في الخطوات الصغيرة الأولى.

فانتبه.

فخّ الاستهانة بالتغيير البسيط Read More »