الحياة ليست خطّيّة

احسب العشر سنوات القادمة من حياتك. ما هو مقدار ثروتك الذي تتوقّعه؟

لو كنت مثلي في العشرينات من عمرك، فعلى الأرجح، ما ستحسبه وفقًا لدخلك الحالي ومصروفاتك الحالية لن يكفي لشراء سيّارة. أمر مؤسف، أليس كذلك؟ إن كنت لن تستطيع أن تشتري سيارة، ماذا عن البيت، ومدارس الأطفال، وما لا نتوقّعه من صروف الدهر؟!

لكن، لا تقلق. أنا لا أكتب هنا لأسبّب لك الاكتئاب، أو أفقدك الأمل. ولكنني أظنّ أنّ حساباتنا هذه هي التي تسبب الكثير من حالات الاكتئاب، وفقد الأمل.

لنعد عشر سنين إلى الوراء، ونعيد حساباتنا من تلك النقطة. كم كان لدينا من دخل حينها؟ وكم كانت مصروفاتنا؟ هل يمكن أن نحسب دخلنا بعد عشر سنوات (دخلنا الحالي) من دخلنا في ذلك الوقت الذي غالبًا ما كنّا نتقاضاه مصروفًا أسبوعيًا من الأهل؟ سذاجة الأمر واضحة الآن.

ما زلنا نحسب بنفس السذاجة، ولكنّنا نظنّ أنّنا كبرنا وفهمنا. الحياة ليست خطّيّة، بمعنى أنّ النموّ ليس ثابت المقدار مع الزمن. بل هي أُسّيّة، فيها قفزات سريعة جدًا، لا يمكننا أن نتنبّأ بها بتفكيرنا الخطّيّ. ولو فكّر كلٌّ منّا في حياته الشخصية، وحياة المقرّبين منه، لما استطاع أن يهمل هذه الحقيقة التي تحدّق به كما الشمس في نهار الصيف.

لا تهتمّ بالحسابات المستقبليّة البعيدة، فأنت لا تدري شيئًا عن المنحنى الذي تسير عليه. واكتفِ بحساب الأزمنة القصيرة فقط وتدبير ما كان منها في حكم المضارع.

الحياة ليست خطّيّة Read More »