اليوم: 20 فبراير، 2019

قليلٌ دائم خيرٌ من كثيرٍ منقطع

صفحة واحدة من الكتاب كلّ يوم، تساوي كتابًا أو اثنين في نهاية العام.

جنيه واحد من الصدقة كلّ يوم، يساوي تقريبًا اثني عشرة وجبة غَداء في نهاية العام.

خمس دقائق من التمارين الرياضية يوميًا، كفيلة بأن تبقي جسدك نشيطًا إلى حدٍ ما.

أن تتّصل بصديق واحد كلّ أسبوع، سيبقيك على صلة بكلّ أصدقائك المقرّبين، ولن تشعر أبدًا بانقطاعك عنهم.

كلّ شيء إذا قمنا بأقلّ القليل منه بشكل منتظم، يتجمّع هذا القليل ويكون له أهمّية كبيرة. لكنّنا لا نقنع بالقليل. نحن نريد أن نتمرّن ساعتين يوميًا، وأن نقرأ كتابًا كلّ أسبوع، وأن نُطعِم فقراء الحيّ كلّهم في يوم واحد، وأن نقابل كل أصدقائنا كلّ أسبوع. نحن نريد أن نقوم بالأمر كما نطمح، أو ألّا نقوم به.

ولكنّنا لا نفكّر في عاداتنا اليومية الموجودة بالفعل، والتي سيكون علينا استبدالها بالعادات الجديدة التي نطمح إليها. لا نفكّر في صعوبة التخلّص من القديم، ناهيك عن صعوبة اكتساب الجديد. لا نفكّر أين نقف. فقط نفكّر في أين نريد أن نذهب.

والعجيب، أنّنا لا نصل أبدًا، ونصرّ على عدم الالتفات لقراءة لافتات الطريق.

حكم غيابي بالإعدام

تطرّق بي الكلام مع أمّي اليوم إلى فكرة من ينتظر تنفيذ حكم الإعدام فيه. ولوهلة، بدأنا في التأسّف على حال أولئك المحبوسين الذين صدر بحقّهم الحكم النهائي بالإعدام، ولا يعرفون متى يدخل عليهم الجنديّ بأمر تنفيذ الحكم. يا لها من حياة بائسة، أو هكذا ظننّا..

ثمّ لم نلبث أن خطرت ببالنا فكرة واحدة في نفس الوقت. قد تكون خطرتْ ببالك الآن. ألسنا جميعًا في هذه الحال؟ أليس مصيرنا جميعًا، عاجلًا أم آجلًا، أن نموت. هو حكم نهائيّ على جميع الخلائق، ولا ندري متى يأتي إلينا ملَك المَوت بتنفيذ الحكم.

لكنّنا، لسبب عجيب لا أعرفه حقّ المعرفة، لا نحيا كما يحيا ذلك السجين. لا نفكّر في الموت، كما يفكّر فيه. بل ونتأمّل في حالهم ونشفق عليهم. على الرغم من أنّ أجلنا قد يكون أسرع من أجلهم. من يدري؟

ليس هذا فقط. ماذا لو كان ذلك السجين ابنك؟ أو زوجك؟ أو أحد والدَيك؟ كيف ستشعر؟ كيف ستعامله؟

أليس هذا هو الواقع؟ ألم يُحكم على كلّ من تحبّ (ومن لا تحبّ) بالإعدام غيابيًا منذ أن خُلقوا؟


كُتبت هذه التدوينة بالأمس. وفوجئت الآن أنّه لم يتمّ نشرها بعد، وقد نشرتها بالأمس على فيسبوك.