في الشارع الجانبيّ

إذا انحرفتَ يمينًا أو يسارًا من الشارع الرئيسيّ، ومشيتَ بضعَ مئات من الأمتار، لوجدتَ عالمًا مختلفًا تمامًا.

الناسُ مختلفون. يرتدون ملابس مختلفة، ويتكلّمون لغةً مختلفة، ويمشون ويجلسون بطريقة مختلفة، ويأكلون بشكل مختلف.

الشارع الموازي للشارع الرئيسيّ الواسع، ضيّق جدًا لا يكاد يسع سيّارة واحدة. الأطفال في هذا الزقاق يرتدون قميصًا مرقّعًا أو ممزّقًا، وضاقت أحذيتُهم بأقدامهم فترى أصابع أقداهم تخترق مقدّمتها أحيانًا.

يبدو كلّ شيْ عشوائيّ هنا. ما هذا العالم؟

هذا هو عالمُك الآخر. الذي تخفيه عن الناس.

لكلٍّ منّا شارعه الرئيسيّ، المزيّن بالمحالّ والأضواء والملابس القيّمة. هذا الشارع هو ما نحاول أن يراه النّاسُ منّا. ولكن، بداخل كلّ منّا، وعلى مقربة من تلك الزاوية، زاوية أخرى، مظلمة، نحاول إخفاءها ما استطعنا. زاوية ليست مبهرة كالشارع الرئيسيّ، بل على العكس، قد تكون مقزّزة.

وتكون المصيبة عظيمة إذا غفلنا عن وجود هذه المناطق العشوائيّة بداخل أنفسنا، واغتررنا بالشوارع الرئيسة. بداخل كلٍّ منّا مناطق تحتاج إلى ترميم، أو إعادة تصميم. وهذه المناطق حريّة بالانتباه إليها.

في الشارع الجانبيّ Read More »