وَهمُ المستثقفين

الدرايةُ السطحية بكثير من الصطلحات توهم صاحبها بأنّه من “المثقّفين”. لا أعرف ما تعنيه كلمة مثقّف على أيّة حال. ولكنّها تعزّزُ الغرورَ بلا شكّ.

أن تستطيع مناقشة سياسات الدول الكُبرَى، وما يفعله الاتّحاد الأورُبّيّ، والأمم المتّحدة، والحرب بين أمريكا وإيران، وتركيا وليبيا، ومجاعات أفريقيا، وطفرة ماليزيا وسنغافورة…

كلُّ هذه الأشياء توهم صاحبها بأنّه يعرف الأشياء “المهمّة”. وأنّه مطّلع على كُبريات القضايا العالَميّة. وهو واقع في بئرٍ من الوَهم ليس له قرار.

أوّلُ البئرِ أنّه لا يعلم شيئًا عمّا يتوهّمُ أنّهُ يعلمه. ويستقي “المعرفة” عنها ممّن لا يعرفون شيئًا.

وآخرهُ أنّ هذه “المعرفة” الوهميّة إن صحّتْ فهي لا تنفع صاحبها بشيء. ماذا يفيدُ الخبّازُ من معرفة أخبار عن قارّة أخرى؟ ماذا يُفيدُ أحد أن يطّلع على حادث في بيت فنّانة؟ قد يفيد من هذه الأخبار المتخصّصون المشتغلون بمجالات محدّدة، ولكنّها لا ينبغي أن تشغل العامّة من النّاس (أي غير المتخصصين). ناهيك عن اعتقادهم بأنهم عالِمون.

وَهمُ المستثقفين Read More »