ما الذي ما يزال من المُسلّمات؟

كان من الطّبيعيّ أن ترى صديقًا لك قد اشتقت إليه، فتصافحه بحرارة وتعانقه.

كان من الطّبيعيّ أن تذهب إلى مكان عملِك المزدحم بزملائك وتحضرون اجتماعات واحتفالات بعيد ميلاد أحدكم بين الحين والآخر.

كان من الطّبيعيّ أن تذهب للتسوّق ويداك عاريتان لا تخشى شيئًا، وتعود إلى منزلك فلا تغسل يديك مرّات ومرّات فقط لأنّك أمسكت بمقبض الباب، أو السيّارة.

كان من الطّبيعيّ أن متى ما توفّرت الفرصة، تحجز تذكرتك وتسافر للتنزّه أو العمل.

كان من الطّبيعيّ أن يؤذّن منادي الصلاة في النّاس يوم الجمعة، فيهرعوا إلى المساجد.

كان من الطّبيعيّ أن تزور أقاربك وأصدقاءك في شهر رمضان، ويجودُ الناسُ عليك وتجودُ عليهم، راجين ثواب الله.

كان من الطّبيعيّ أن يحجّ ملايين النّاس بيت الله الحرام في كلّ عام، ويعتمر فيه مئات الألوف كلّ يوم.

هكذا عرفنا الحياة. ثمّ جاء أمر الله فما نكاد نعرف منها شيئًا.

تهدّمت معارفُنا الرّاسخة، وكأنّنا في عالَم جديد.

عالمٌ جديد سنحتاج وقتًا للتعوّد عليه، وللتكيّف معه، ولاعتباره، مرّةً أخرى، من المسلّمات.

ما الذي ما يزال من المُسلّمات؟ Read More »