ثُمّ تعتادها

هل تذكر أوّل مرّة شاهدت فيها منظرَ الدّم على الشاشة؟ ربّما كانت قنبلة تمثيلية في فيلم أو رجلًا ذبح عدوًّا له أو رصاصةً أصابت أحد أفراد العصابة في المسلسل .. وربّما حتّى كان مشهدًا في الأخبار.

لا بدّ أنْ سرتْ في جسدك قشعريرة حينها وتقلّصت ملامح وجهك وربّما جحظت عيناك من الذهول.

اليوم نسمع عن وفاة العشرات ولا نحرّك ساكنًا ولا نتأثّر أبدًا. لقد اعتدنا هذه الأخبار، وهذه المشاهد.

أذكر جيّدًا أوّل مرّة عرفتُ فيها أنّ فلانًا صديقي يدخّن السجائر كدتُ أن أقطع علاقتي به تمامًا. واشترطتُ عليه أنْ لو تريد مرافقتي لا تدخّن وأنا معك. كان الأمر مفاجئًا ومربكًا بالنسبة إليّ.

اليوم بعض مَن أعرفهم يدخّن الحشيش ويشرب الخمر، ولا يثير ذلك عَجَبي على الإطلاق.

وهكذا نعتاد كلّ ما نتعرّض إليه مرارًا وتكرارًا. فلنختر ما نعرّض أنفسنا له.

ثُمّ تعتادها Read More »