أين تذهب الـ٢٤ ساعة؟ (٢)

دعوتك بالأمس لتجربة تسجيل الساعات الـ٢٤ فيمَ نقضيها وأين تذهب.

هاك ما لاحظتُه بشدّة أثناء قيامي بهذه التجربة.

وتنقسم تجربتي إلى قسمَين. قسمٌ سجّلتُ العملَ قبل القيام به، وكتبت الوقت المتوقّع لإنجازه. وقسمٌ سجّلتُ العمل بعد القيام به، وكتبت الوقت الذي انقضى فيه حسب ما أتذكّر.

في القسم الأوّل، شعرتُ أنّني منتبه أكثر لما أفعله. وحاولتُ قدر المستطاع الالتزام بالوقت الذي حددتُ له سلفًا، ولو لم أستطع، كنتُ منتبهًا لكم من الوقت زاد، وأضفتُه إلى ملاحظاتي.

وفي القسم الثاني، لم أكن منتبهًا للوقت الذي يمرّ. وبعد انتهاء المهمّة التي أقوم بها، أو حين أتذكّر فأبدأ التسجيل، أجد أنّني قد أضعتُ وقتًا أطول ممّا يجب.

ساعدني على الانتباه للوقت فكرة ضبط المنبّه ليرنّ كلّ ١٥ دقيقة. أصبح اليوم وكأنّه عبارة عن أرباعٍ من الساعة، كلّما مرّ ربعٌ منها انتبهت فسجّلت في ملاحظات الهاتف أو في رأسي ماذا أفعل، ولم أفعله، وكم من الوقت انقضى فيه.

لم يكن اليوم، بأي شكل من الأشكال، يومًا مثاليًا.

أضعتُ الكثير من الوقت، كالمعتاد.

لم أستطع القيام بكلّ المهام التي أريد، كالمعتاد.

ولكنّني أصبحتُ واعيًا أين يذهب يومي. لا أشعر اليوم أنني أتساءل: أين تذهب الـ ٢٤ ساعة؟ فأنا أعلم تامًا أين ذهبت.

لا يمكننا قضاء جميع أيّامنا نسجّل ما نفعله. ولكننا يمكننا، بالتأكيد، الحرص على لك يومًا واحدًا.

إن لم تكن قد بدأت بالأمس، ابدأ اليوم.

ابدأ الآن.

أين تذهب الـ٢٤ ساعة؟ (٢) Read More »