قفصُ الأمان

وكُلُّ كلامٍ يُلقي بالمسؤوليّة على عاتقِ القارئ يُنبَذُ إلّا مِنَ العارفين. لا ترى كلمةً تنتشر على صفحات الإنترنت انتشارًا واسعًا إلّا وكانت ممّا يُلقي بالمسؤوليّة على الغير، أو يضع القارئَ موضع الضحيّة المظلومة التي جارَ عليها المجتمع والزمنُ معًا.

كلّا. بَل أنتَ مَن زرع. وأنت لا تحصُدُ إلّا نتاجَ أفكارك وأعمالك.

ونحنُ نُكثرُ مِن ترديد: لن يتغيّر شيءٌ ما لَم نُغيّر شيئا، ولا نُدركُ أنّنا -في كثير من الأحيان- لا نريد تغيير شيءٍ أصلًا.

فقد أَلِفنا ما نحنُ فيه، وإن كُنّا في عذاب. هذا الشعور بالأُلفة والاعتياد يضعنا في دائرة الأمان، أو هكذا نظنّ، ونخشى كلَّ ما كان خارج حدود هذه الدائرة.

وتصبح دائرةُ الأمان هذه قفصًا نَسجُنُ أنفسنا فيه، فلا نتصوّر حياةً خارجه، ولو كانت حياتُنا فيه ذُلًّا ومهانة.

قفصُ الأمان Read More »