28 نوفمبر، 2021

أيّها الطّيّب السّاذج

من تعليمات السلامة والأمان في الطائرات أن تبدأ بنفسك إذا سقطت أقنعة الأكسجين من سقف المقصورة. عليك ارتداء قناعك أوّلًا قبل مساعدة أطفالك في ارتداء أقنعتهم. ذلك لأنّك لن تستطيع مساعدتهم لو لم تستطع التنفّس.

حتّى نستطيع مساعدة الآخرين، لا بدّ لنا من تغطية احتياجاتنا أوّلًا.

كثيرًا ما يحاول أصحاب القلوب “الطّيّبة” التضحيةَ بأنفسهم من أجل الآخرين. وهو فخّ ساذج يقعون فيه ظنًّا منهم أنّ ذلك من حسن الخلق. ولكنّ حسن الخلق لا يهمّ في هذه الحالة، المهمّ أن نساعد النّاس بشكل فعّال. وهو ما لا يمكننا القيام به ونحن متعبون، أو مشغولون ذهنيًا، أو مرضى، أو مشتّتين. لا يمكننا تقديم أفضل ما لدينا لو لم نكن نستطيع التنفّس.

نحن لا نساعد النّاس حين نفعل ذلك، بل نظلمهم. لأنّنا نعرّضهم لحالة سيّئة من أنفسنا، وليس لأفضل حالاتنا كما اعتادوا. بدلًا من أن نكون عاملًا مساعدًا لهم، نصبح عبئًا عليهم.

الخطوة الأولى لمساعدة النّاس هي أن نساعد أنفسنا على النموّ، والتقدّم إلى أبعد حدّ ممكن. وبذلك، نخدم البشرية جمعاء، ونحقّق الغاية من وجودنا في هذه الحياة.

أيّ شيء أقلّ من ذلك هو خيانة لأنفسنا، وذنب عظيم.

أيّها الطّيّب السّاذج Read More »

ربما لا تريد الذهاب إلى العمل

ولكنّك تذهب على الرغم من عدم رغبتك. لماذا؟ لأنّك قرّرتَ مُسبقًا أنَّ العملَ مهمّ، وأنك ستذهب كلّ يوم لتحفظ وظيفتك.

وهكذا يعلّمنا العمل أنَّ الإنسانَ المحترف لا يرضخُ لرغباته اللحظيّة، ويسعى نحو أهدافه رغم الملل والكسل وبريق البدائل.

نستطيع اتخاذ قرار والسير فيه حتى النهاية. والدليل أنّنا نذهب إلى العمل كلّ يوم.

نستطيع استخدام هذه المهارة في مساحات حياتنا خارج العمل كذلك. ذلك الكتاب الذي تحلم بكتابته منذ أعوام. تلك التمرينات التي ترغب في المداومة عليها. تلك الوجبات التي تريد الإقلاع عنها. كلّ هذه العادات ممكنة.

ونقطة البداية هي قرارٌ لا رَجعةَ فيه بالالتزام التامّ. بغضّ النّظر عن شعورك.

ربما لا تريد الذهاب إلى العمل Read More »