مَن أطلقوا لخيالهم العنان

بين الحين والآخر، تجمعنا الأقدار في موقفٍ نَشهدُ فيه شخصًا منفعلًا بشكل بديع مع موضوع ما يُلهبُ حماسَته ويُثير فُضوله، وتملأهُ البَهجةُ وهو يتحدّثُ عنه أو يكتب.

نَشهدُ إنسانًا استحوذَت عليه فكرة ما فكانت النتيجة غاية في الإبداع والجَمال والرُّقيّ.

مُحاضرٌ شهير يتكلّم عن الفيزياء وكأنّها أعظم فنون الكَون. أحدُهم أثار الكَون الفسيح اهتمامَه وملكَت السّماء قلبَه فتتبّع ما تحتويه من نُجوم وسُدُم وعرّفَنا على اتّساع الكَون وقُدرة خالقه. إحداهُنّ تملّكها خيالُها فأبدعت قَصصًا وحَكَتها بمهارة لا مثيل لها.

صديقٌ يحكي لك مشروعَه الذي يعكف عليه منذ أسابيع، وتشعّ عيناه بالطّاقة والحماس. أخٌ يأتيك مهرولًا ليعرض عليك الدرسَ الذي سيُلقيه غدًا على زملائه في الجامعة بعد سهر طويل من البحث وترتيب الأفكار.

كُلّها أشكال مُختلفة من الفنّ البديع.

كلّها مشاهد تُثير في مَن يستسلم لها الإلهام والأمل.

يكاد الإنسانُ الذي تملّكته فكرة ما يلمس السماء بأصابعه. ويكادُ مَن ينظر إليه متأمّلًا أن يلمسَ السّماء بخيالِه الذي تحرّرَ لتوّه من قَيد الخَوف.

مَن أطلقوا لخيالهم العنان Read More »