ضَعها في جملة مفيدة

تعوّدنا ونحنُ صغار أن نُسأل في المدرسة: ضع كلمة كذا في جملة مفيدة. وهو تمرين حَسَنٌ يا حبّذا لو نستمرّ عليه في كبرنا كما تعلّمنا.

حين نقول: عَين. ونسكت. لم نفهم المقصود منها. أعَين ماء؟ أم عيننا التي نبصر بها؟ أم فلان بعينِه؟ إنّنا بحاجة إلى سياق ليستقم لنا المعنى.

وكذا في أحوالنا اليوميّة. نسألُ: هل نعفو؟ والجوابُ عادةً أنَ العفو مستحبّ. ولكن هل نعفو عن سارق سرق مرّتين فنعوّده السرقة والنجاة من العقاب؟

هل نعفو عمّن تأخر عمدًا عن موعده دون مسوّغ وهو يعلم أن هناك من ينتظره وأنّ الوقت الفائت لا يُعوّض؟

هل نُحارب؟

بل نتجنّب الحرب ما استطعنا. ولكن: ألا نُحارب من اغتصب بيوتنا؟ ألا نُحارب من يفسد في الأرض؟

هل نُحبّ؟

نعم.

بدون سياق. الحُبّ مطلوب في كلّ سياق. في السّلم وفي الحرب. مع الطيّب ومع الشّرير. مطلوب إذا عفونا وإذا عاقبنا.

الحُبّ لا سياق له. هو جملةٌ مفيدةٌ من حرفين.

ضَعها في جملة مفيدة Read More »