خواطر يوميّة

عزاؤنا أنّنا نتعلّم

لا نفرح حين نخسر. ربّما نحزن. ربّما نغضب. ربّما، للحظات، نظنّ أنّ الكَون ظالِم.

ولكن عزاؤنا أنّ لدينا فرصة للتعلّم.

الخسارة كالألم، تنبّهنا أنّ هناك مشكلة ما تحتاج علاجًا سريعًا.

تنبّهنا لمناطق الضعف التي تحتاج انتباهنا.

وهذا هو عزاؤنا في كلّ خسارة.

مَن لم يتعلّم من الهزيمة، لا عزاء له.

عزاؤنا أنّنا نتعلّم Read More »

قبل اتّخاذ القرار

ماذا سيحدث لو توقّفنا لحظة قبل اتّخاذ أيّ قرار وتأمّلنا دوافعنا؟

كثيرًا ما تكون دوافعنا غير ما يبدو لنا.

كثيرًا ما نتسرّع في الحُكمِ على الأمور.

ترويضُ النّفسِ على تأمّل البواعث عادة صحّيّة.

بواعِثُ الفِعل ربّما تعكسُ صورةً أوضح من نتيجته.

قبل اتّخاذ القرار Read More »

عقلٌ كالماء

ارمِ حصاةً في بحيرة راكدة.

ثمّ، بعد سكون الماء، ارمِ حَجَرًا كبيرًا.

هل لاحظتَ شيئًا؟

تفاعلَ الماءُ مع الحصاة على قدرها، ثمّ تفاعلَ مع الحجرِ على قدرِهِ. ثمّ عادَ لسكونه في الحالَين.

لا تعودُ البحيرة لتتذكّر الحجرَ فتهتزّ من جديد!

عقلٌ كالماء Read More »

اليومُ الثّاني

كثيرًا ما نزرعُ ونروي ونراعي، ثمّ نتوقّف.

ظرفٌ طارئ أو صدفة ما تسببت في ضياع يوم دونما ريّ. ثمّ يَسهُلُ ضياع اليوم التالي، ثمّ يهونُ الأمرُ كلُّه.

نتوقّف تمامًا حتّى تجِفُّ الأرضَ، ويضيع ما زرعناه.

ويصعُبُ علينا البدء من جديد، ويبدو لنا الحصادُ بعيدًا جدًّا؛ فنتكاسلُ عن إعادة بذل جعد قد يضيع مجدّدًا.

كلُّ هذا لأنّنا سمحنا لأنفسنا بتضييع اليوم الثاني.

اليومُ الأوّلُ قد يكون نتيجة نسيان أو طارئ طرأ.

اليومُ الثّاني هو المفتاح.

ضياعُ اليومِ الثّاني لا يكون إلّا إهمالًا وتقصيرًا.

لا تضيّع اليوم الثّاني، مهما كانت الظروف.

اليومُ الثّاني Read More »

ترياقُ الخَوف

ترياقُ الخَوفِ الإيمان.

مَن خاف ولم يكُن له إيمان يستند عليه فَزِع.

الإيمان يتخطَّى الخَوف، ويدفعك للعمل وللقرار رغمًا عن خوفك.

الإيمانُ يسمح لك بالسير مع الخوف جنبًا لجنب.

الخوف يشلُّ غير المؤمنين.

ترياقُ الخَوف Read More »

على حساب راحتك

الرّاحةُ عُملةُ كلِّ فعلٍ قيّم.

الرّاحة عُملة

الرّاحةُ عُملةٌ يُكرَهُ فيها الادّخار.

الرّاحةُ عدوُّ الالتزام. والالتزام صديق النجاح.

أنفِق من راحتِك في سبيل النجاح.

على حساب راحتك Read More »

هل أنت متأكّد؟

الأمور التي تحتملُ التأكّد قبل الإقدام عليها نادرة جدًا.

بالطبع لستُ متأكّدًا!

لا أحد يدري ماذا يحدث غدًا، أليس كذلك؟

لدينا ما لدينا من المعطيات الآن، وعلينا التعامل معها.

وفي اللحظة التالية، أو في اليوم التالي، أو في السنة التالية، سيتغير شيءٌ ما. وتتغيّر المُعطيات. وربّما تتغيّر اختياراتُنا.

لا أعرفُ بالتأكيد، ولكنّني أظنُّ الخيرَ وراء هذا الباب. إنّها مُخاطرة مَحسوبة.

هل أنت متأكّد؟ Read More »

أبواب 🚪

لا ندري ماذا وراء الباب إلّا لو فتحناه.

لا ندري ما هو حقيقةً إلّا لو دخلنا.

دخولنا من هذا الباب يعني فواتَ فرصة الدخول من باب غيره.

لا ندري العوالمَ التي ضحّينا بها من أجل العالَم الذي اخترناه.

لا ندري، ولن ندري أبدًا. وهذا جزء لا يتجزّأ من الرحلة.

أبواب 🚪 Read More »

لا أرغب في الكتابة اليوم

لا أرغبُ في العمل.

لا أرغبُ في القيام بمهام المنزل.

لا أرغبُ في التحدّث مع أحد.

بين الحين والآخر، ينتابنا شعور بالذّبول.

ولكنّ المحترف يكتب، ويعمل، ويقوم بمهامه المختلفة.

لا يشترط أن يفعل ذلك وهو محبّ سعيد. ربّما هو غير سعيد. ولكنّه محترف.

يستيقظ ويذهب إلى عمله، سواء رغب في ذلك أو لم يرغب.

يفعل ما يجب فعله ولو لم يسمح مزاجه.

هذا الالتزام بالنتائج بغضّ النظر عن العواطف هو الذي سمح لكلّ تطوّر أن يكون.

لا أرغب في الكتابة اليوم Read More »

الارتجال

المُرتجل الماهر قضى سنوات في التدريب وصقل مهارته حتّى أصبح يرتجل بسهولة ويُسر.

المذيع الخبير يستطيع الارتجال لو لم تسعفه الظروف للإعداد. ولكنّ المذيع المبتدئ لا يستطيع مهما كانت مهارته عالية.

الارتجال ليس مهارةً. إنّما هو خبرة متراكمة.

الارتجال Read More »

انفعالات العاطفة

في حالات الانفعال العاطفيّ الشّديد، يصعبُ علينا التمييز. وإذا استطعنا التمييز صَعُبَ اتّخاذ قرار سليم.

الانتظار حتّى تهدأ عاطفتنا مهارة ينبغي التدرّب عليها.

ومع ذلك، لا بأس أن ننجرفَ قليلًا. المهم أن نعود بسرعة.

انفعالات العاطفة Read More »

بلا عُنوان

ابدأ الكتابة من المنتصف.

نقضي وقتًا طويلًا نفكّر في المقدّمات والختام، والعنوان. قد يؤخّرنا عن كتابة الموضوع نفسه.

ابدأ من المنتصف، ثمّ، بعد أن تكتب، أطلق عُنوانًً، واسرد المقدّمات.

المهم أن تبدأ.

يمكنك دائمًا تعديل ما تكتب إذا لم يعجبك.

ابدأ. الآن.

بلا عُنوان Read More »

إذا أردتَ أن تُطاع

فأمُر بما يُستطاع.

حتّى مع نفسك. لا يمكنك طلب ما لا يُمكن.

مثلًا لا تخطّط عملًا يتطلّبُ ساعةً في عشر دقائق!

لا تتوقّع أن تُنجز أعمالك في الرابعةِ صباحًا وأنت مستيقظ منذ الثامنة صباحَ اليوم الفائت!

لا تُجدول مَهمّتين في نفس الوقت، أو تخطط لمَوعدين في نفس الوقت.

الخطّة تساعدك على الفشل أو النّجاح. فإذا أردت التحقيق، ابدأ بالتخطيط.

إذا أردتَ أن تُطاع Read More »

صَوتُك

كيف هو؟

حين يقرأ النّاسُ ما تكتب، أو يسمعون حديثك، أو تمرُّ بذهأنهم صورتُك، ماذا يسمعون؟ هذا هو صوتك الذي يحكي للناس مَن أنت.

لكلّ منّا صوت فريد.

بعضُ الأصوات مصدر مستمرّ للبهجة والسعادة والامتنان، وبعضها شكّاء يبعث الحزن والكآبة والضّيق.

بعض الأصوات تخرج مطمئنّة مؤمنة، وبعضها تخرج مرتبكة متردّدة.

ما صوتك؟

صوتُك هو ما يتردّدُ منك كثيرًا. لو أردت تغييره، اختر ما تردّد.

صَوتُك Read More »

سؤال وجواب

الإجابات مُغريةٌ لأنّها تعني الوصول إلى نهاية الطريق. ولكن، أيّ طريق؟ وهل هي النهاية حقًا؟

في الإجابات شعور زائف بالاطمئنان.

في الأسئلة حياة.

في الأسئلة سعي، واضطراب.

في الأسئلة حياة.

سؤال وجواب Read More »

ماذا ستخسر؟

ربّما حياتك.

وربّما احترامك لنفسك.

وربّما احترام النّاس لك.

وربّما وظيفتك.

وربّما ألفة مريحة.

وربّما .. ربّما، لن تخسر شيئًا.

ماذا ستخسر؟

ماذا ستخسر؟ Read More »

الإبحار ضِدّ التيّار

إن كنتَ لا تملِكُ سوى الشِّراع، ربّما يجدرُ بك الإبحار مع التّيّار.

لتُبحرَ ضِدّ الرِّيح، لا بدّ من امتلاكك قوّةً دافعة ضخمة.

قبل الاندفاع، يجدرُ بنا قياس قوّتنا الدافعة، ومقارنتها بشدّة الرّيح.

من الذّكاء ألّا نواجه ريحًا يمكن أن تكسرنا.

الإبحار ضِدّ التيّار Read More »

الفائز في الجدال

مَن وافقَ رأيَ الطرفِ الآخر.

لا يمكنك مُجادلة مَن وافقك الرأي.

وافقهم إن أردتَ النّأيَ بنفسك عن الجَدَل.

فُزتَ في جدالك لهم أو خسرتَ، أنت خاسرٌ في الحالَين.

الفائزُ مَن لم يجادل من البداية.

الفائز في الجدال Read More »

كيف نستجيب لمشاعرنا؟

رُبّما لا تَملِكُ اختيار شعورك، ولكنّك تملك اختيار استجابتك لهذا الشعور.

بعضُ النّاس لا يُدرِكُ المسافة الزمنية بين الشعور والاستجابة أصلًا. تجده يغضبُ فيثور، ويحزنُ فيخمل، ويفرح فيقفز، غير معتبرٍ لمكانه أو مَن حَولَه.

وبالتّدريب، تطولُ هذه المسافة، وتزيدُ سيطرتك عليها.

ربّما أفادَ المبتدئُ مِن عدّ الأرقام من واحد إلى خمسة قبل استجابته لشعورٍ ما كُلّما تذكّر. وربّما أفادَ كذلك من تغيير جِلسته أو وضع جسدِه. وربّما أفادَ مِن الانتباه إلى تعبير وجهه.

في هذه المسافة الزمنية بين الشعور واستجابتنا له، يتميّزُ الحكيمُ مِنَ الأحمق.

كيف نستجيب لمشاعرنا؟ Read More »

لكي يهتمّ بك النّاس

اهتمّ بهم.

وضِدُّ ذلك أن تهتمّ بنفسك فقط. وأن تطالب الآخر بتفهّم الوقف.

بحثُك عمّا يهتمّون به. سؤالك عن أحوالهم بنيّة أن تطمئنّ عليهم حقّا. محاورتهم فيما يحبّون. الإنصاتُ بصدق. كل هذه علامات أنّك مهتمّ.

لكي يهتمّ بك النّاس Read More »

منحة المحنة

لو لم تظهر على المريض أيّة أعراض، لَمَا عرف أنّه مريض وما سعى نحو العلاج.

الأعراضُ التي نكرهها ونسعى لتخفيفها هي ذاتها التي تدلُّنا على طريق الشِّفاء.

وكذلك المِحَن.

كُلّ مِحنةٍ عَرَض يشير نحو طريق نموّ.

والذّكيّ مَن يقرأ الإشارات ويتقبّلها ويسعى نحو النموّ.

منحة المحنة Read More »

حسابُ الوَقت

لا يُحسبُ الوقت بالسّاعة، بل بالبركة في كلِّ ساعة.

فربّما ساعة تَعدِلُ في ميزان الحساب عشر ساعات.

ويُحسبُ الوقت بالمشاعر.

فربّما ساعة تتقلّب فيها الأحداث والمشاعر تعدل في ميزان القلبِ سنوات.

حسابُ الوَقت Read More »

صُدفة

ما لا يُصمّم، يحدث صُدفة. لو لم نتعمّد بناء عاداتِنا التي تقرّبنا إلى أهدافنا التي نرجوها، لبُنيت عاداتَ لا نريدها تبعدنا عن أهدافنا.

ولكن الصدفة لا تحدث دون تدخّل منّا. نحن نتدخّل حين نقرّر ألا نتدخل.

صُدفة Read More »

بماذا تشعر؟

والأهمّ، لماذا تشعر؟

هل أنت غاضب؟ لماذا؟

هل أنت سعيد؟ لماذا؟

هل تشعرُ برغبةٍ مُلحّة لشراء شيء ما؟ لماذا؟

هل تشعر بالحزن؟ لماذا؟

قلّما نتفقّدُ مشاعرنا حقًا لنسمّيها باسمها، ثمّ نفهم مصدرَها.

ونادرًا ما نستطيع التعامل مع ما لا نفهمه.

بماذا تشعر؟ Read More »

محطّات (٢)

ثمّ تكادُ تفترُ عزيمتُك، وتكاد تنفدُ طاقتُك، حتّى تمرّ بمحطّة تتزوّد منها بالوقود، وتشعل فيك الحماس.

ولعلّها من حكمةِ الله أن جعل السنةَ مواسمَ وفصولًا.

فها هي مرحلة انتقاليّة جديدة، وموسم جديد قد لاح في الأفُق، فهلّا اغتنمناها وصمّمنا عاداتِنا كما نشاء لا كيفما اتّفق!

محطّات (٢) Read More »

شِئتَ أو أبَيت

أنت تُغيّرُ العالَم.

حتّى لو قرّرت ألّا تغيّر شيئًا، سيغيّرُ قرارُك العالم.

ربّما لا يغيّرُ كُلَّ العالَم، وربّما لن يؤثر في ملايين البشر .. لكن لكلٍّ منّا عالمُه الذي يتغير بالتأكد.

تغيير العالَمِ حاصل لا محالة. فانظر كيف تغيّر.

شِئتَ أو أبَيت Read More »

احلم لتنمو

لا ترضَ بالأقلّ. لا تقبل التنازل.

اسعَ نحو الأفضل. نحو القمّة. نحو ما لا تعرف كيف تصل إليه.

الأهداف القريبة لا تحرّك الطموح، ولا تدفعُ بك نحو الأمام.

ضع أهدافًا بعيدة، لا تقبل بالقريب.

احلم لتنمو Read More »

الثّقة

يرمي الأبُ طفلتَه عاليًا في الهواء وهي تضحك بثقة عجيبة. لا تخشى السقوط لأنها توقنُ أنّ أباها لن يتخلّى عنها.

لن يدعها تسقط.

لذلك تستمتع وتضحك.

لو وثقنا ورجَونا خيرًا لضحكنا كالطفلةِ يرميها أبوها عاليًا، ثمّ يلتقطها.

الثّقة Read More »

اللعبة لا تنتهي

لعبةُ الحياة لعبة ليس لها وقت معروف سلفًا -بالنسبة إلينا على الأقل. لا نعلم متى تنتهي. وعدمُ معرفتنا بموعد النهاية هو ذاته يعطي للعبة قيمتها.

كأنّك تقرأ كتابًا، ولكن صفحة صفحة. ولا تملك سوى صفحة في آن. وكلما انتهيت من صفحة، حصلت على أخرى. حتّى ينتهي الكتاب فجأة، في معترك الأحداث.

غير أنّك تقرأ وتكتب معًا. حتى ينفد المداد فجأة، فلا يُزاد حرف ولا يُنقص.

اللعبة لا تنتهي Read More »

أسوارٌ تغيّرُ هُويّتنا

في عيادة الطبيب، يتساوى المَرضى في المكانة. كلّهم مرضى.

في سجلّ الأحوال المدنيّة، يتساوى المواطنون. كلهم راغبون في إنهاء معاملة ورقيّة.

في غرفة التدريب، يتساوى جميع المتدرّبين. كلّهم يتعلّمون.

في السجن، كلّهم مقيّدون.

في الشارع، لا يتساوى أحد!

أسوارٌ تغيّرُ هُويّتنا Read More »

كلُّ آتٍ آت

أحيانًا نظنّ أنّ دوام الحال ممكن. وأنّنا لو تجاهلنا شيئًا لن يحدث.

تنبّأَ علماء الأمراض بفيروس خطير ينتقل عبر الهوا، ولكنّ العالمَ تجاهلهم إلى أن فات الأوان.

كَم تجاهلنا من تنبّؤات؟

كَم حاولنا الهروب والتغلّب على مشكلة بالتجاهل؟

نتغافل حتّى يفوت الأوان.

كلُّ آتٍ آت.

كلُّ آتٍ آت Read More »

عادات لا نحبّها

هي سرّ نموّنا.

عادات لا يحبّها النّاس. ولا يسعون إليها لو تركوا أنفسهم لما تهوى وترغب.

وذلك سرُّ تميّز مَن ينمّي هذه العادات ويرعاها حتّى تتمكّن منه.

ذلك الشخص يكاد يكون فريدًا.

النّفسُ تحبّ أن تُمدَح، وتحب أن تهرب من المسؤولية، وتحبّ الكسل، وتحبّ النّوم، وتحبّ اللهو ..

النّفسُ لا تحبُّ الاجتهاد، والاستيقاظ المبكّر، ولا تحبّ إهداء الفَضل لغيرها، ولا تسعى لتحمّل العواقب الوخيمة ..

مَن عكسَ الآيةَ فاز.

عادات لا نحبّها Read More »

الاختباء وراء كلّ شيء

كلّ شيء = لا أعرف شيئًا محدّدًا.

كلّ النّاس = لا أعرف شخصًا محدّدًا.

التحديد مهارة لم يتدرّب عليها أكثر الناس.

مَن كان مُحدّدًا، زادت فرصته في الفوز.

الاختباء وراء كلّ شيء Read More »

انفعالات حادّة

لن تنفعنا الانفعالات الحادّة.

ننفعل دون جدوى. لأنّنا نغترُّ بقوّتنا، أو لأنّنا نتوهّم ضعفنا، أو لأنّنا نسيء تقدير الأمور.

ماذا لو جرّبنا السّكينة؟

ماذا لو قرّرنا أننا سنتمالك أعصابنا؟

ماذا لو أدركنا المسافة بين الفعل وردّ الفعل؟

ماذا لو تحكّمنا فيما يحدث في هذه المسافة؟

انفعالات حادّة Read More »

لحظة بلحظة

الوقت المناسب هو الآن. لا تنشغل بسواه.

نقضي معظم وقتنا في الماضي والمستقبل. بين ذكريات ومخاوف. بين حزن وقلق.

ماذا عن اللحظة الحالية؟ ماذا عن الآن؟

عِش لحظة بلحظة.

استثمر في وقتك الآن.

لحظة بلحظة Read More »

الثّمن

لا يحصدُ مَن لم يزرع ثمّ يروي ثمّ يعتني.

كُلُّ مَن حصد، إمّا زرع أو استغلّ زرعًا سبقه إليه أحدهم.

للتجربة ثمن. ولتجنّب التجربة ثمن.

لكلّ قرار ثمن. وعدم الاختيار اختيار.

الثّمن Read More »

هناك نوعان من الناس

نستطيع تقسيم الناس إلى نوعين بعشرات الطرق. هناك آلاف الأنواع من الناس؛ بل أنواع الناس بعددهم.

كلّ ما علينا فعله هو اختيار “المحاور” التي نقسّم منها.

قد يختار أحدهم محاور لا تناسبك. فلا تكترث لها.

هناك نوعان من الناس Read More »

لحظةُ الاعتراف

لحظة تعلّم شيء ما، أيّ شيء، هي لحظةُ اعترافٍ منّا بجهلنا.

ولو للحظة، علينا الإقرارُ أنّنا لا نعرف، وأنّنا غير أكفاء، وأنّنا ينقصنا أشياء.

لحظةٌ يهرب منها الفاشلون، وينتظرها المتعلّمون.

لحظةٌ واحدة تبيّن لك مَن يحاول، ومَن يُعاند.

لحظةٌ تكشف لنا استعدادنا للتعلّم، وتبيّن لنا مواضع غرورنا.

لحظةُ الاعتراف Read More »

ماذا نفعل بعد اتّخاذ القرار؟

نموتُ فداه.

بعضُ قراراتِنا تحتمل تغيير المسار فيما بعد، وهذا وارد حدوثه في حال ظهرت معطيات جديدة لم نأخذها في الحسبان أوّل الأم.

لكن مشكلتنا ليست في تغيير المسار. بل نحن نغيّر مسارَنا كثيرًا جدًا حتّى لا نكادُ نستقرّ على طريق.

مشكلتنا عدم الثّبات على القرار. مشكلتنا غياب العزم على التنفيذ. مشكلتنا التساهلُ في التراجع. وكأنّه لا بأس علينا لو قرّرنا وتراجعنا، مهما كانت الظروف.

فإذا اتّخذت قرارَك وفكّرت جيّدًا وتأمّلت زواياه المختلفة، ثمّ لم يظهر إلا ما كنت تعرفه، فإياك والتراجع.

بل أنت فِداء قرارك، لو تطلّب الأمر.

ماذا نفعل بعد اتّخاذ القرار؟ Read More »

بُنيَت لتَبقى

يأتي النّاسُ من أنحاء العالَم المترامية لزيارة منشآت بُنيت لتبقى.

ينبهر الناسُ من دقّةِ التفاصيل، ومن إتقان البناء، ومن عبقريّة المعمار، ومن الجهد الاستثنائيّ. وفوق كلّ هذا، ينبهرون بأنّها ما زالت باقية بعد آلاف السنين!

ربّما تكون الآثار الفرعونيّة أعظمَ ما شُيّد على الإطلاق. وربّما لن تتكرّر أبدًا.

لكنّ بقاءها حُجّة علينا جميعًا. حجةٌ على كلّ من تقاعس، وكلّ من تساهل، وكلّ من سلك الطريق السّهل.

بقاؤها حُجّة تؤرّق نومَ المُتقنين. كيف نفعل مثلهم؟ كيف نُتقنُ عملَنا هذا الإتقان؟ كيف نبني بناءً ليبقى؟

لا أتحدّث عن مبانٍ من حَجَر فقط بالطبع، وإنّما بناء من فِكر، وكلمات، وبرامج، وموسيقى، وغناء، وكتب، وفنّ من أيّ نَوع.

في عملنا غدًا، هلّا سألنا أنفسنا: كيف نَبني شيئًا ليبقى؟

كيف نتركُ بَعدنا أثرًا يُشارُ إليه؟

بُنيَت لتَبقى Read More »

الأنانيّة في النصيحة

نكون أنانيّين حين ندفع شخصًا آخر نحو رغباتنا نحن.

نكون أنانيّين حين نعتقد أنّنا نعرف ما يدور في حياتهم.

نحاول صنع نسخةً ثانيةً منّا.

نحاول أن نعيش فيهم.

الأنانيّة في النصيحة Read More »

أسماء الشوارع

تخيّلتُ لو بُعثَ خالد بن الوليد وعَلمَ أنّنا أطلقناه اسمَه على شارع رئيسيّ تخليدًا لذكراه.. لا بُدّ أنّه سيشعرُ بالفخر .. إلى أن يصل الشارعَ ويرى حالَه المُخزي.

شارعٌ كريه الرائحة، مليء بالقمامة، لا يكادُ يسعَك لتمشي فيه رغم اتّساعه، والفضلُ في ذلك للباعةِ الذين احتلّوا ثُلثي الطريق ولم يحترموا حقَّه.

أكانَ أكرمَ لسيفِ اللهِ المسلول ألّا يُطلِقوا اسمَه على الشارع؟

هل يُذكّرُنا شارع عبّاس العقّاد مثلًا بأعماله وأفكاره وتحليلاتِه؟

ألا نُسمّي الأشياءَ بأسمائها؟

فلتكُن مكتبة العقّاد، ولتكن رائحة الكتب في أروقتها، وليكُن التعلّمُ هواءها.

فلتكُن مدرسة خالد بن الوليد الحربيّة. نُعلّمُ فيها أولادنا فنون الحرب والتخطيط العسكري.

وهكذا يبقى الاسم والأثر.

أسماء الشوارع Read More »

كلّ هذا سيمرّ

هل تذكر تفاصيل يوم مضى منذ خمس سنوات؟

كم ساعة في يومك تقضيها في التفكير في أصدقاء الطفولة؟

أصدقاؤك الذين لا تتخيل حياتك بدونهم الآن، سيرحلون. كما رحل من قبلهم.

لن يتبقّى سوى الأثر الذي نتركه في نفوس من حولنا. ذكرى تمرُّ على فترات متباعدة، فيتبسّمون أو يستاؤون.

الخيار بيدك اليوم لتبني تلك الذكرى غدًا.

كلّ هذا سيمرّ Read More »

العَينُ اليُمنَى

العينُ اليُمنَى عَينُ الرَّحمة. تنظر من الزاوية المقابلة. تتعاطف. وتتواجَدُ مع مَن تنظر إليه.

العَينُ اليُسرَى أنانية. قاسية. تنظرُ من زاويتها فقط. لا ترى سوى ما يؤكّد لها أنّها الأفضل.

طوبى لمَن نظرَ بعينِه اليُمنَى.

العَينُ اليُمنَى Read More »

العجائب تحدث طوال الوقت

تحريكُنا أصابعنا أحدُ العجائب.

إنّها عملية معقّدة جدًا لو تأمّلناها. ولكنّنا ألِفناها فصارت عاديّة!

ربّما يجدرُ بنا الانتباه قليلًا. سنرى ما لا يمكن أن نتجاهله.

العجائب تحدث طوال الوقت Read More »

ماذا لو لم نستطع؟

إذا لم تستطع تغيير جانب ما، غيّر جانبًا آخر. سيتحسّن الجانب الأوّل أيضًا.

حياتُنا متداخلة.

غيّر ما تستطيع. اختر الطريق الأسهل إن لم تستطع اختيار الطريق الأفضل.

ماذا لو لم نستطع؟ Read More »

غَرِّد

قدّمَ أحمد أمين سيرته في “حياتي” بفكرة أننا نتاجُ الظروف التي مررنا بها. وأنّه لو كان أحد غيرنا مكاننا وفي نفس ظروفنا لكان كما كُنّا.

نكتسبُ تفرَّدَنا منَ اختلاف ظروفنا. لم يمُرّ أحد بما مررنا به تمامًا.

لذلك لا يمكننا فَهم شخص ما دون قضاء وقت طويل في سماع قصّته. بماذا مرّ؟ ماذا تخطّى؟ علامَ تغلّب؟ متى هُزم؟ متى انتصر؟ متّى تقدّم؟ كيف تأخّر؟

ولن نتمكّن من فهمهم تمامًا، ولكننا نقترب من الفَهم كلّما سمعنا أكثر.

وعلى الجانب الآخر، يختار كلٌّ منّا قصّته التي يحكيها لنفسه من هذه الظروف. هل هي قصّة حزينة مأساوية يقع فيها ضحيّة الظروف وقسوة العالَم؟ أم قصّة مُبهجة يلعبُ فيها دور البطل؟

لا يشترط أن ينتصر البطل في كلّ المعارك. حتّى في أفلام السينما ينهزم البطل.

البطلُ مَن يسعى.

البطل مَن لا يستسلم لقصّةٍ لم يخترها.

لا يشترط أن يكون البطلُ أسدًا مُحاربًا. ربّما يكونُ البطل هدهدًا مُغرّدًا.

غَرِّد Read More »

لا يليق بك الانتظار

انظر حولك.

راقب أغنى الناس في مدينتك، أو أغنى أغنياء العالَم. مَن هُم؟ هل يكتفون بفعل كلّ ما يطلب منهم؟ أم يُفكّرون ويبحثون عن المشكلة ويبتكرون لها حلًّا؟

هل يملأون مكانَهم فقط؟ أم أكثر؟

لا يكفي أن تفعل ما يُطلبُ منك.

لا يليق بك أن تنتظر.

كُن مُبادرًا.

ابحث عن التحدّيات وحاول تخطّيها.

هكذا يتقدّمُ العالَم.

لا يليق بك الانتظار Read More »

بذرة

هذه الشجرة العملاقة التي يبلغ طولها عشرات الأذرع بدأت كبذرة مدفونة تحت التراب تبحث عن الضوء والغذاء.

جذبت إليها ما يناسبها من غذاء، وصبرت طويلًا حتّى نمت جذورها، وظهرت فوق سطح الأرض جذوعها، ثمّ تفرّعت أغصانُها وتلوّنت أوراقها وتعدّدت ثمارُها.

هذه البذرة لوّنت العالمَ باللون الأخضر.

ولكنّها صبرت طويلًا قبل ذلك. وتختلف مدّة الصبر باختلاف نوع البذرة.

ألا تُذكّرك هذه البذرة بشخصٍ ما؟ أفلا نعتبر؟

بذرة Read More »

عادة يوميّة واحدة

مَهمّةٌ يوميّة واحدة تستمرّ عليها لها دور كبير في ثقتك في إرادتك. حين تنوي القيام بعمل جديد، لا تشكُّ في قدرتك على الالتزام.

التزامُك بهذه المهمّة يلغي من عقلك الباطن فكرة عدم الالتزام، ويقدّم فكرة العزم والإرادة القويّة.

اكتب خاطرةً كلّ يوم.

اقرأ سطرًا من كتاب.

التقط صورةً.

مارس تمرينًا رياضيًا.

كُل وجبةً واحدة صحّيّة.

لا يهمّ ماذا تختار. المهم أن تختار عملًا محدّدًا وتلتزم به.

لا أعذار.

عادة يوميّة واحدة Read More »

حين نُحاسب الآخرين

حين نحاسب الآخرين على تصرّفاتهم، ينبغي علينا أن نحسب حساب ما حول هذه التصرّفات.

ماذا كانت المدخلات المختلفة في ذلك الوقت؟

ومن هذه المُدخلات، تصرّفاتُنا نحن تجاههم.

ومنها أيضًا حالةُ الطّقس، وموعد استيقاظهم من النوم، وصحّة أحبابهم … إلخ.

لا تكون المعادلة أبدًا: فلانًا = تصرّفًا. وإنّما فلان + تصرّفاتي + الظروف المحيطة في هذه اللحظة = تصرّف.

حين نُحاسب الآخرين Read More »

القرارُ والهويّة

حين نختار بين طريق وطريق، نحن لا نختار فقط الطريق الذي سنسلكه، وإنّما نختار هويّتنا معه.

كُلُّ قرار يشكّل هويّتنا. هل سأكون الشخص الذي يسلك الطريق السهل؟

هل سأكون الشخص الذي يتجنّب الخوف؟

هل سأكون الشخص الذي يغامر؟

هل سأكون الشخص الذي يتقدّم نحو الخوف، وعدم اليقين؟

نحن لا نختار الطريق فقط، وإنّما نختار مَن نكون.

القرارُ والهويّة Read More »

القرارُ والقدَر

نحنُ نقرّرُ ونحن لا ندري نتيجة قراراتنا. نختار غَيبًا. في كُلّ اختيارٍ نَوعٌ من الإيمان بنتيجةٍ نرجوها ولكننا لا نستطيع الجَزم بحصولها.

نختارُ في ظلّ ظروفٍ معيّنة، ثمّ تتغيّر هذه الظروف مع الوقت. فتكون النتيجة غير ما توقّعنا. وليس لذلك علاقة بصحّة قرارنا.

سلامةُ قرارنا تعتمدُ فقط على سلامةُ تفكيرِنا وقتَ اتّخاذ القرار.

ما هي المعطيات؟

ما هي مشاعرنا؟

كيف تؤثر عاطفتنا على شعورنا؟

ماذا نريد؟

هل يؤثّرُ ما نريد على استنتاجاتنا؟

كيف نعوّض هذا التأثير؟

نفكّر في كلّ ذلك، ثمّ نختار، ثمّ لا يصير إلا القدَر.

القرارُ والقدَر Read More »

بين الموهبة والمهارة

وَصفُ الماهرِ بالموهوب إهانة لمهارته التي اكتسبها بجهد وعرَق.

الماهر شخصٌ تدرّب تدريبًا قاسيًا لسنوات طويلة حتى وصل لمهارته هذه. عمل بجدّ رغم تقلّبات المزاج، وتغيّر الصّحة، واضطرابات النّفس .. واجتاز كلّ ذلك.

حين تشاهد عازفًا محترفًا، أو جرّاحًا ماهرًا، أو مصوّرًا ذا عدسةٍ ساحرة، لا تقل موهوبًا؛ بل قل ماهرًا، أو محترفًا.

بين الموهبة والمهارة Read More »

لا يليقُ بالكريم سوى الكرَم

لا يُحسنُ الكريمُ من أجل الآخرين، وإنّما لأنّه لا يَليقُ بالكريمِ سوى الإحسان.

لا أرى غياب الإحسان والإتقان في أيِّ عملٍ تقوم به إلّا تحقير منك لشأن نفسك. أنت تستحقّ الإتقان. وتستحقّ الإحسان. لا يليق بك سواهما فلا تقنع بدونِهما.

لا يليقُ بالكريم سوى الكرَم Read More »

أغنى أغنياء العالَم

لو كانت قائمة أغنى أغنياء العالَم تشمل جميع سكّان الكوكب، كَم سيكون مركزك في تقديرك؟

ربّما لن تكون في الألف الأولى. ولكنّك، على الأرجح، ستحقّق تقدير امتياز بين بقيّة سكّان الكوكب!

لو اعتبرنا كلّ الاعتبارات، وحسبنا كلّ الممتلكات، وأخذنا كل مسبّبات الساعدة في حُسباننا، لعلّك تكون من أغنى أغنياء العالَم.

سيكون ترتيبنا عاليًا أكثر ممّا نتخيّل.

إنّ ذلك جدير أن يشعرنا بضآلتنا.

كم نأسَى على اللاشيء. كم نملّ ونتأفّف ونحن في نِعمة لا تُحصى.

ماذا لو لم نقارن أنفسنا بأغنى شخص في وطننا أو أغنى شخص في العالَم؟ ماذا لو وضعنا في حسباننا المليارات السبعة كلّهم؟

سنجد أنّنا من أغنى أغنياء العالَم.

أغنى أغنياء العالَم Read More »

كيف يؤثر الرادار على السائق؟

ماذا يفعل السائق حين يعرف بوجود “رادار” على الطريق؟

يُبطئ من سرعته حتَّى يتخطّاه، ثمّ يسرع.

وعلينا أن نسأل أنفسنا دائمًا: ما هو الهدف؟ ما الهدف من الرادار؟ إن كان الهدف هو التزام السائقين بسرعة محددة لا يتخطّوها، فهو بالتأكيد لا يحقّق ذلك. أو على الأقل، لا يحقّقه بفعالية عالية.

وإن كان الهدف جمع الأموال، فقد يكون يحقق ذلك بشكل كبير.

لكنني لا أريد التحدّث عن الهدف الرادارات ولا سرعة القيادة. أنا أريد مناقشة فكرة العقاب وفعاليتها.

ماذا نُعلّمُ النّاسَ حين نعاقبهم؟

ماذا نعلّم الطفل حين نصرخ في وجهه؟

ماذا نعلّم الموظّف حين نحاصره بالقوانين والجزاءات والعقوبات؟

أحيانًا يكون العقاب مهمًّا.

ولكن، في كثير من الأحيان، يكون العقاب كسلًا من المُشرّع ليس إلا. نتكاسل عن البحث عن جذر المشكلة. نبحث عن طريق سريع يُشعرنا أننا نقوم بواجبنا.

كيف يؤثر الرادار على السائق؟ Read More »

المعنى حياة

الحيُّ مَن وجدَ معنًى في حياتِه.

المعنى هو قيمة الحياة. لا شيء أثقل على الإنسان من عملٍ لا معنى له، يكون مُكرهًا عليه.

يحكي فِكتُر فرانكل عن المعنى ويتذكّر تعذيب الجنود النازيين لهم بأمرهم حمل أحجار ثمّ إعادتها إلى مكانها مرّةً أخرى، ويحكي كيف أنّ حملَ الأحجار لم يكن أمرًا مؤسفًا في ذاته؛ وإنّما حملها بلا معنى هو التعذيب الحقيقيّ.

مَن وجد معنى فيما يعمل، فقد وجد الحياةَ.

المعنى حياة Read More »

ثلاثة أسئلة

ماذا أفعل؟ لماذا أفعل ذلك؟ هل هناك شيء آخر أكثر أهمّيّة يمكنني فعله؟

أسئلة ثلاثة قد تغيّر مسارنا تماماً.

الخطوة الأولى في هذا التغيير هي أن نعي ما نفعل ونركّز على الهدف منه ونصبح مدركين لما نقوم به.

نصحني أحدهم مرّة بضبط المنبّه كل ١٥ دقيقة لأنتبه كيف أقضي وقتي. وقد جرّبتها يومين وكانت نافعة جداً.

مُلاحظةُ ما نقضي فيه وقتنا – مجرّد الملاحظة – تسهم في زيادة إنتاجيتنا وحُسن استغلالنا لهذا الوقت.

ماذا أفعل؟

لماذا أفعل؟

كيف يمكنني استغلال الوقت بشكل أفضل؟

ثلاثة أسئلة Read More »

عضلاتٌ قويّة

نستخدم أيدينا كلّ يوم لكنّها لا تَقوى عضلاتُها، لماذا؟

لأنّنا لا نؤلمها. لا نُجبرها على بذل جهد خارج حدود راحتها.

تَقوَى العضلاتُ بالتمرين المؤلم. كُلّ ما قبل الشعور بالألم لا يُسهم في تقوية العضلة حقًّا. تبدأُ عضلاتُنا بالنّموّ بعد الشعور بالألم.

هناك عضلاتٌ خَفيّة في غاية الأهمّيّة ولكننا قد لا ننتبه إليها بحُكم طبيعتها الخفيّة. منها القدرة على إنتاج الأفكار، والإرادة (التركيز).

سَل أول عشر أشخاص تقابلهم عن ٢٠ فكرة لتحسين مستوى دَخلهم مثلًا. وستلاحظ تفاوتًا عظيمًا في كمّ وجودة أفكارهم. وهذا الفارق يعود إلى فكرة التمرين.

مَن اعتاد التفكير ليلَ نهار والبحث عن الجديد، والإبداع، سيُنتج بكلّ تأكيد أفكارًا أقوى وأفضل من زملائه.

مَن اعتادَ الكسل الفكريّ سيقول: لا أعرف.

لا أعرف هي صيغة أخرى لقول: لا أريد أن أعرف. لأنّك تستطيع أن تعرف لو أردت، وبضغطة زرّ فقط.

عضلاتٌ قويّة Read More »

لا تضع أهدافًا ذكيّة

اعتاد النّاسُ على وضع أهداف يصفونها بأنّها “ذكيّة”، وجاءت هذه الصفة من الكلمة الإنجليزية المختصرة

SMART

وتشير إلى هدف محدد، وقابل للقياس، وممكنُ التحيقي، وواقعيّ، ومحدد بوقت.

والأهداف الواقعية قد تكون مناسبة حين نتحدّث عن خطوات للوصول إلى هدف بعيد. هدفٌ واقعي أي أنّه قريب التحقيق سهل الوصول إليه.

إذا اعتمدنا تصنيف بوب برُكتُر للأهداف، فالنوع الأول هو هدف حققناه من قبل، والنوع الثاني هدف لم نصل إليه بعد لكننا نعلم جيدًا كيفية الوصول إليه، والنوع الثالث هدف لا نعرف بعد كيف نصل إليه – إذا اعتمدنا هذا التصنيف، فالهدف الواقعيّ هو هدف من النوع الأول أو الثاني.

إما شيء وصلنا إليه من قبل ونرجو العودة إليه، أو شيء لم نصل إليه بعد لكننا نستطيع إذا فعلنا كذا وكذا .. وفي النوعَين قليلٌ من النموّ إن وجد.

والنوع الذي ينبغي أن نطمح إليه هو النوع الثالث: هدف لا نعلم بعد كيف ننجزه ولا من أين نصل إليه، ولكننا نريده ونسعى إليه .. نخطو خطوة فتتضح لنا خطوات. نفتح بابًا تلو باب، ولا نعرف -يقينًا- أين تقودنا هذه الأبواب. ولكننا نؤمن في الله وفي أنفسنا أنّنا نستطيع إذا عزمنا.

فلننسَ الأهداف الذكيّة. ولنبحث عن أهداف بعيدة لا نعرف كيف نصل إليها .. ولكنّها أهداف تحرّكنا وتنمّينا.

يقول زِج زجلَر: لا يهم ما تحصل عليه حين تحقق هدفَك، المهم هو مَن تكون حين تفعل.

لا يهمّ أن تجمع مليونَ جنيه مثلًا. المهم أن تكون شخصًا يستطيع أن يملك مليون جنيه. لا بدّ أنّ ذلك الشخص مختلف تمامًا عمّن أنت عليه الآن.

احلم. واسعَ. وانمُ.

لا تضع أهدافًا ذكيّة Read More »

العفو

إذا عَفَوْتَ فكأنَّ ما كان لَم يكُن.

فرصة جديدة.

صفحة بيضاء.

ليس هناك ما نعودُ إليه.

ليس هناك ما يُذكّرنا بما كان.

ما كان قد كان.

فإمّا أن تعفو، وإمّا أن تتذكّر.

لكنّهما لا يجتمعان.

يُرحّبُ اللهُ بمن يتوب إليه ويفرح به، ويمحو عنه خطاياه، ويبدّل سيئاتِه حسنات.

فلندخل إلى الله من أبوابِ صفاتِه.

العفو Read More »

إضاعة الوقت من علامات الحُبّ

مَن تُضيّع وقتَك معه دون حساب، اعلم أنّك تحبّه.

ومَن قضى معكَ وقته دون حساب، اعلم أنّه يحبّك.

الوقت والانتباه هديّتان غاليتان.

إضاعة الوقت من علامات الحُبّ Read More »

الفكرةُ الوَليدة

كالوَليد من أيّ كائن حَيّ؛ تحتاج رعاية خاصّة حتّى تزدهر.

تُولدُ آلاف الأفكار في عقلنا كل يوم وتموت لأننا لَا نُلقي لها بالًا.

الأفكارُ التي تبقى هي التي نتعهّدها بالرعاية. ورعايةُ الأفكار تأمّلُها وإعادة تصوّرها مرّةً بعدَ مرّة.

الفكرةُ الوليدةُ ضعيفة. لا ركائز لها تقومُ عليها. لا يعني هذا أنّها فكرة غير قابلة للتنفيذ. تمامًا كالطفلِ الوَليد الذي لا يستطيع حكَّ أنفِه بيدِه، سيشُبّ ساعدُه مع مرور الوقت والغذاء المناسب.

غذاءُ الفكرة التفكيرُ فيها.

فإن خطرت لك فكرةٌ تراها بعيدةَ المنال، لا تتعجّل الحُكمَ. أمهلها وقتك وانتباهك، تراها تنمو وتقوى.

ومَا كلُّ ما حَولنا سوى أفكار بدأت ضعيفة واهية، ثمّ أُمهلت، فأُنجِزَت.

الفكرةُ الوَليدة Read More »

إشارة (٨٤)

لا يأسى مَن أنصتَ لروحه.

لا يُحبطُ من آمنَ بقدرةِ اللهِ التي أودعها فيه.

لا ييأس مَن عاش تلميذًا.

لا يقنَعُ مَن طَلَبَ المَجد.

لا يهدأ مَن وجدَ هدفَه.

إشارة (٨٤) Read More »

الهزيمة

الكلُّ ينهزم في جولةٍ أو أكثر.

القائدُ المتميّز يستغلُّ هذه الهزائم، ويستخدمها كدافع نحو فوزٍ قادم. يحوّل الهزيمة إلى عزيمة.

لا يحكي لنفسه قصّةَ فشله، وإنّما قصّة تقصيره الذي يمكن أن يُعَوّض. قصةٌ عن تلميذ ما زال يجرّب، ويتعلّم، ويعيد التجربة.

الكلامُ سهل.

فيمَ هُزمتَ مؤخرًا؟

ما هي عوامل التجربة؟

كيف يمكنك تغيير بعض هذه العوامل لتتغيّر النتيجة؟

هل لديك الأسباب الكافية لتلتزم بهذا التغيير؟

كتابةُ إجاباتك على هذه الأسئلة هو التحدّي.

فهل من شُجاع؟

الهزيمة Read More »

قصّة القرار

ما القرارُ إلا قصة نختار أن نحكيها لأنفسنا.

كلّ ما نحتاجه لنغيّر قرارنا أن نحكي قصة أخرى.

كلّ ما نحتاجه لنقرّر هو اختيار القصّة.

كلّ ما نحتاجه لنقنع شخصًا آخر هو تغيير القصّة التي يحكيها لنفسه.

قصّة القرار Read More »

يوم لا جديد فيه

كيف حالُك؟

لا جديد.

قالها بملل وكأنّ اليوم الذي لا جديد فيه يوم غير مرغوب.

فلنُلقِ نظرةً على نشرة الأخبار، لنرى جديدَ أقوام أخرى. هل هذا الجديد ترغب فيه؟

فلنَعُد بذاكرتنا إلى الوراء قليلًا، إلى اليوم الذي أُصبنا فيه أو أُصيب من نحبّ. إلى يومٍ كانت لدينا مشكلة في العمل تهدّد بقاءنا فيه. إلى يومِ فقدنا أحد أحبّائنا. هل هذا الجديد ترغب فيه؟

اليوم الذي لا جديد فيه يومٌ ذهبيّ. يومٌ بديع. يومٌ وجدنا فيه طعامًا نأكله، وسقفًا يُظلّنا، واتّصالًا بالإنترنت، ولدينا أسرة تحبّنا ونحبّهم، أو أصدقاء مقرّبون.

حين يسألك مَن يمرّ بك: كيف حالك؟

أجب بكلّ حماسٍ: لا جديد، والحمدلله!

يوم لا جديد فيه Read More »

دَور المكانة

إذا فكّرنا في من نحبّ مصاحبتهم، سنجد أنّنا نحبّ مَن تزيد مكانتُنا بمصاحبتهم.

نحبّ مثلًا أن نصاحب أناسًا في مناصب مرموقة، نشعر بأهميتنا إذا جاورناهم.

نحبّ أن نتصوّر مع الفنّانين والمشهورين، نشعر حينها أنّ مكانتَنا قد ارتفعت.

نحبّ مَن يحبّوننا. لأنّهم يشعروننا بأهمّيّتنا ومكانتنا.

بم يشعر الناس حين يصاحبوك؟

هل تزيد مكانتهم بمرافقتهم لك؟

دَور المكانة Read More »

ما هَمّنا بالنتيجة؟

بعضُ التّجاربِ نخوضها ولا يهمّنا نتيجتها.

المُحِبُّ لا يهتمّ إن كان سينتج عن حُبّه زواج وأسرة أو لا. هو يحبّ دون اختيار منه. هو يحبّ ويستمرُّ في حُبّه حتّى لو كان سببًا في ضيقِه كثيرًا من الأحيان.

رائدُ الأعمال يُقدمُ على مغامرةٍ جديدة لا يضمن عاقبتها. ولكنّه يمضي على أيّة حال.

يُقدمُ الجنديُّ في المعركة ببسالة لا يخشى الموت، ولا يضمن الحياة. ولكنّه يمضي على أيّة حال.

يغنّي كاظم الساهر: “وما همّني إن خرجتُ من الحُبّ حَيًّا؟ وما هَمّني إن خرجتُ قتيلًا؟!”

مثل هذه التّجارب هي الحياة. ما مُتعة الحياة إذا لم نغامر؟ فما همّنا بالنتيجة؟! المهم أن نحيا.

ما هَمّنا بالنتيجة؟ Read More »

تخيّر

تخيّر من تصاحب.

تخيّر من تُكرم.

تخيّر من تمدح.

تخيّر من تنصح.

تخيّر من تقضي معهم وقتك.

تخيّر موضع كلامك.

تخيّر أحلامك.

تخيّر أفكارك.

تخيّر أين تنفق طاقتك.

تخيّر أين تذهب.

تخيّر متى تنسحب.

تخيّر متى تعود.

لكن قلّما ينفعك تخيّرك متى تبدأ. ابدأ الآن.

تخيّر Read More »

لماذا؟

سؤال سحري قلّما نتساءله.

لن أفعل كذا. لماذا؟

سوف أفعل كذا. لماذا؟

لن أَقبل كذا. لماذا؟

سوف أَقبل كذا. لماذا؟

سوف أذهب إلى هذا المكان. لماذا؟

سوف أُنتج هذا الفيلم. لماذا؟

سوف أخصّص وقتًا لهذه المهمّة. لماذا؟

لماذا نفعل ما نفعله؟

لماذا لا نفعل ما لا نفعله؟

لماذا نقول؟

لماذا لا نقول؟

لماذا نذهب؟

لماذا لا نذهب؟

لماذا؟

سنفاجأ أنّنا لا نملك أسبابًا لكثير مما نفعل أو لا نفعل. سنفاجأ أنّنا لم نفكّر من قبل: لماذا؟

لماذا؟ Read More »

أمنيات لا محدودة

ما هو القاسم المشترك بين قصص العفاريت؟

كلُّها تحتوي على عدد محدود من الأمنيات.

والعجيب أنّنا نتطلّع إلى هذه القصص ونتمنّى لو يظهر لنا عفريت ليحقّق لنا بعض ما نتمنَّى

قلّما ننظر إلى المصباح السحريّ المتاح لنا دائمًا.

ربّما لأنّه ليس سحريًا بالمعنى الذي نتمنّاه. فقانون الحياة يتطلّب بذل جهد لإيجاد نتيجة.

وفي مقابل ذلك الجهد، ستجد أنّ أمنياتك لا محدودة.

وعلى الرغم من ذلك، الكثيرون سيفضّلون الأحلام المجّانيّة.

أمنيات لا محدودة Read More »

العالَمُ أصغر ممّا نظنّ

نظنّ أنّه ينبغي علينا أن نكون عُلماء حتّى نُسهم في تقدّم العالَم.

لا بدّ أن نصنع مكوكًا فضائيًا، أو عقارًا طبّيًّا، أو نبني مبنًى عملاقًا مثل برج خليفة، أو نخترع برنامجًا عبقريًا للحاسب مثل إكسِل الذي أنتجته مَيكرُوسوفت أو مثل فِسبُك، أو أن نوقف حربًا وننقذ الملايين.

هكذا نظنّ في كثير من الأحيان.

ولكن تغيير العالم أسهل مما نتوقّع.

لأنّنا لا نحتاج أن نغيّر سوى عالمَنا نحن. نغيّر في دائرتنا الصغيرة. نُسهم في تقدّم أسرتنا، أو الشركة التي نعمل بها، أو نسهّل حياة إنسان آخر، أو حتّى حيوان أو نبات.

العالم بالنسبة إلينا هو مَا حولنا.

العالمُ بالنسبة لمن حولنا هو نحن وما حولهم.

فإذا غيّرنا فيهم أو في أنفسنا، فقد غيّرنا العالَم، بالنسبة إليهم.

العالَمُ، إذا أنعمنا النظر، أصغر مما نظنّ.

العالَمُ أصغر ممّا نظنّ Read More »

حذاءٌ من جِلد

الطريق وعر. المشي حافيًا يشكّل خطرًا على قدميك. يُحكى أنّ ملِكًا من ملوك الأمم الفائتة كان إذا أراد زيارة مكان ما، أمر خدَمَه ففرشوا له الأرض بالجلود حتى لا تتأذّى قدماه.

ثمّ جاء رجل حكيم فصنع له نعلًا من الجلد يرتديه الملك، فلا يدوس إلا على الجلد الناعم أينما ذهب.

فكرة بسيطة ولكنّها ذات أثر عظيم.

قد يكون طريقُك وعرًا. وقد لا تملك أن تفرش الأرض جلدًا؛ فأنت لست ملِكًا!

ولكن يمكنُ لأيٍّ منّا أن يصنع حذاءً من الجلد.

فانظر بين يديك، وفكّر. كيف تصنع حذاءً من الجلد؟

حذاءٌ من جِلد Read More »

حبّة من خردل

هل يتهاوى جسرٌ من الحديد الصلب بسبب قفل لا يبلغ وزنه ٢٠٠ جرامًا؟

اشتهر جسر الفنون الذي يعبر نهر السّين في فرنسا باسم “جسر الحبّ” لاعتياد العُشّاق تعليق قفل على سوره كرمز لحبّهما الذي لن ينتهي. وفي عام ٢٠٠٦، أطلقت البلديّة حملة لنزع هذه الأقفال، لأنّها أصبحت تشكّل خطرًا على بقاء الجسر.

مصير الجسر الحديديّ مرهون بقفل صغير. لأنّ مجموع وزن هذه الأقفال قد بلغ ٤٥ طنًّا!

لا أظنّ أنّ أوّل من علّق قفلًا على جسر الحبّ كان يتخيّل أن يصل الأمر لهذا الحدّ. ما كان يدور بخلده إلّا أنّ قفلًا صغيرًا لن يؤثّر في هذا الجسر العملاق.

وهكذا نفكّر أيضًا حين تلوح لنا فرصةً صغيرة. نقول لأنفسنا: “ما عسى هذه الفرصة الصغيرة أن تفعل في كلّ هذه المشكلات التي لدينا؟”

وحين يلوح لنا عملٌ من أعمال الخير الذي نستحقره. أو حين يلوح لنا عملٌ من أعمال الشرّ الذي نرغبه. نقول في الأولى: أيّ فارق سينتج عن هذه الحسنة؟ ونقول في الثانية: أيّ فارق سينتج من هذه السيّئة؟

كالرّجل الجائع الذي يرى أمامه فيلًا جاهزًا للأكل فيقول: ما عسى هذه القضمة الصغيرة أن تفعل بهذا الفيل؟!

{يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُن فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ}
– سورة لقمان

لا تَحقِرَنَّ مِنَ المَعْرُوف شَيْئًا، وَلَو أنْ تَلقَى أخَاكَ بوجهٍ طليقٍ.
– حديث شريف

لا تحقرنّ من أعمالك شيئًا، فربّما أسقط قفلٌ صغير جسرًا حديديًا عملاقًا.

حبّة من خردل Read More »

كُن حيًّا

ماذا يميّز الكائن الحيّ؟

القدرة على التكيّف.

جرّب أن تسدّ طريقَ نملةٍ تبحث عن طعامها، ستجد أنّ النملةَ تغيّر اتجاهها بحثًا عن طريق آخر مفتوح.

أجبَرَ سُكّانُ جزيرة رونَلدسي الشمالية خرافَهم على التغذّي على نوع من عشب البحر لسنوات طويلة (لأنّهم أرادوا الحفاظ على المقدار الصغير من غذائها الأساسي ليكون غذاء الأبقار) فتكيّفت وتعلّمت الاعتماد على عشب البحر الذي يتميّز بنسبة نحاس قليلة واشتدّت حساسيتها لاستخراج النحاس من هذا الغذاء.

حتّى الأشجار تتكيّف مع نسبة الضوء التي تصل إليها والمياه.

الجمادات تبقى كما هي مهما تغيّرت الظروف من حولهم.

فماذا نقول عن إنسان يقضي عمره يشكو من تغيّر الظروف وتبدّل الحال؟

حيّ، أم جماد؟

كُن حيًّا.

تكيّف.

كُن حيًّا Read More »

عن الكتابة

الكتابةُ تجبرك على توضيح الفكرة. تجبرك على البحث عن وصف دقيق.

تكتب، فتقرأ ما كتبتَ، ثمّ تراجعه وتعيد صياغته حتّى يتّضح معناه.

ربّما كتبَ الكاتبُ ليوضّح فكرةً للنّاس، ولكنّ نتيجة الكتابة دائمًا أن تتّضح الفكرةُ للكاتبِ أولًا، وتتبلور.

وهو ما يجعل الكتابة حِرفة تستحقّ الممارسة. لأنّنا نستحقّ أن نفهم أفكارنا.

عن الكتابة Read More »

متى نقول لا؟

حين يكون رفضنا نتيجة قبلونا أمر آخر.

نرفضُ الخروج مع أصدقائنا والتنزّه لأنّ لدينا ارتباط عائليّ هام.

نرفضُ إعطاء السائلين في الطريق لأننا نقول نعم لشارعٍ خال من عصابات الشحاذة.

نرفض مجالسة مريض الكورونا أو رؤيته لأننا نقول نعم لصحّتنا وسلامتنا.

نرفض السهر لأننا نقول نعم ليوم جديد نشيط.

نقول لا لأننا نقول نعم. وهذه اللا تكون قويّة وواضحة ويمكن تفهّمها بسهولة. وقد أطلق “وِليَم أُري” على هذا النوع من الرفض اسم “الرفض الإيجابي”.

درّب نفسك حين ترفض شيئًا أن تبدأ بنعم لما تريد قبل لا لما لا تريد.

كن واعيًا حين ترفض، لماذا ترفض؟ لم تقول نعم إن قلت لا الآن؟

متى نقول لا؟ Read More »

العاجل، والمهمّ

العملُ المستمرّ على المهام العاجلة يخمد الحماس، ويستهلك الطاقة، دون إنجاز تقدّم حقيقيّ.

قد نُطفئ حريقًا، ولكن سرعان ما سينشب حريق آخر.

ينبغي علينا البحث عن السبب، وتخصيص وقت للعمل على المُهمّ.

وكلّما أحرزنا تقدّمًا في المُهمّ من المهام، قلّ احتياجنا للعمل على الطارئ منها، وزاد حماسُنا، وإحساسنا بقيمة وقتنا.

العاجل، والمهمّ Read More »

بواعث العمل

تتحدّدُ قيمةُ العملِ من بواعثِه، وليس من نتيجته.

فإن كان الباعثُ حسَنًا حَسُنَ العمل ولو ساءت نتيجتُه.

وإن كان الباعثُ سيّئًا ساء العملُ ولو حسُنَت نتيجته.

فهلّا فتّشنا في بواعثنا فيما نفعله؟

بواعث العمل Read More »

أن تكون

يقول جِم رُون: “إذا ربحت مليون دولارًا، فالأحرى بك أن تكون مليونيرًا بسرعة؛ حتى تستطيع الحفاظ على المال.”

الفقير لا يكون غنيًا إذا ربح مليون دولارًا. مسابقة اليانصيب تؤكّد ذلك. أكثر من يربحون هذه المسابقة يعودون لفقرهم في غضون ثلاثة أعوام.

قد يحصل الفقير على المال بطرق مختلفة، ولكن ما زال تفكيره فقيرًا وتصرّفاته فقيرة، فسيعود فقيرًا.

يقول زِج زِجلَر: “ما تحصل عليه حين تحقق أهدافك ليس بمثل أهمّيّة مَن تكون حين تحقق هذه الأهداف.”

ربّما تستطيع سرقة مليون دولار، أو ربح اليانصيب، ولكنّك لن تكون شخصًا آخر.

تأمّل أهدافَك. ثمّ فكّر من ستكون لو حقّقت هذه الأهداف. واحكُم إن كان الأمر يستحقّ.

أن تكون Read More »

إشارة (٨٣)

أحيانًا نفهم الأمر بالمقلوب. ننتظر شعورنا بالحيويّة حتى ننجز المهام.

إنجاز المهام يولّد شعورًا بالحيويّة، وليس العكس.

فإذا أردتَ مزيدًا من الحيويّة، أنهِ مزيدًا من المهام.

إشارة (٨٣) Read More »

لا يمكننا إيقاف الحرب

كنتُ أقرأ في الجزء الثاني من سيرة “رِتشارد برَنسِن” مؤسس العلامة التجارية “ڤِرجِن” وكان يحكي كيف حاول إيقاف الحرب بين الولايات المتّحدة الأمريكية والعِراق.

اصطحب في طائرته الخاصّة “نِلسُن مَندِلّا” وحدّد موعدًا لمقابلة الرئيس صدّام حُسَين. ولكن محاولته باءت بالفشل.

أذكر أنّ دهشتي بما أقرأ كانت كبيرة. هذا الرجل الواحد كان بمقدوره إيقاف حرب بين دولتين! يصطحب في طائرته الخاصّة زعماء العالَم متّى أحبّ! قوّة عظيمة حقًّا!

هذا الرجل يستطيع تغيير العالَم! ناهيك عن أنّه غيّر العالَمَ بالفعل بما كان له من إسهامات في التّجارة والإبداع.

ثمّ فكّرتُ أنني لا أستطيع تغيير العالم بهذا الشكل، على الأقلّ في الوقت الحالي. وعلى الأرجح، أنت أيضًا لا تملك مثل هذه القوّة التي يتمتّع بها السّير رِتشَرد.

ولكن ما يزال بإمكاننا تغيير العالَم. أنا وأنت. تغيير عالمنا نحن. أو تغيير عالم شخص ما.

نستطيع التبسّم في وحه زملائنا في العمل كلّ يوم دون انقطاع. البسمة المستمرّة عُملك نادرة هذه الأيّام.

نستطيع التدرّب على حِرفتِنا حتّى نُتقنها.. ونزيد في إتقانها كلّ يوم.

نستطيع تشجيع مَن يجتهد.

نستطيع تقديرَ مَن يستحقّ.

نستطيع زيادة كفاءة بيئة العمل ١٪؜.

نستطيع مساعدة عائلتنا وتسهيل حياتهم ولو يومًا.

نستطيع مصالحة اثنين من أصدقائنا اختلفا على أمرٍ تافه.

نستطيع أن نكون صوتَ العقل حين نجد من حولنا عَمَتهم العاطفة.

نستطيع أن نكون مصدر عطف حين تتغلّبُ العقلانية على أحدهم.

ربّما لا نستطيع إيقاف حرب بين دولتين. ولكن ما زال بإمكاننا -بكلّ تأكيد- تغيير العالَم.

لا يمكننا إيقاف الحرب Read More »

راقب نفسك

متى تشعر بالسعادة؟

متى تشعر بالغضب؟

متى تشعر بالحزن؟

متى تشعر بالملل؟

متى تشعر بالحماس؟

متى تشعر بالرضا؟

متى تشعر بضيق؟

متى تشعر بالراحة؟

متى تشعر بالمتعة؟

متى تشعر باللذة؟

متى لا تشعر بشيء؟

راقب نفسك Read More »

اختر لنفسك حِرفة

حِرفة تتدرّب عليها كلّ يوم.

حِرفة تقدّمها هديّةً للعالَم.

هديّة تحلّ لهم مشكلة ما، تضيف قيمةً ما، تُثري حياتَهم بشكل ما.

قد تكونُ حِرفتُك متعلّقة بوظيفتك، وربّما لا تكون.

الحِرفة غير الهواية.

الهواية لنا.

الحِرفة للنّاس.

الحِرفة تزيدُ في العالَم.

الهواية تزيد في عالَمنا نحن فقط.

الحِرفة عمل ذو قيمة.

الهواية عمل قيمتُه في المتعة من ورائه.

اختر لنفسك حِرفة.

تدرّب عليها كلّ يوم.

قدّمها لنا كلّ يوم.

ما حِرفتك؟

اختر لنفسك حِرفة Read More »

الفضول

كلّ شيء شائق في بدايته. يدفعنا الفضول. يحرّكنا البحث عن الجديد.

كلّ شيء مألوف بعد البداية.

نبحث عن بداية جديدة.

نبحث عن فضول جديد.

لم يعد الاستطلاع من بعيد كافيًا.

نبلّل أقدامنا في الماء، نستكشفها. ثمّ نغوص برؤوسنا لننظر داخل البحر.

ثمّ نغوص أكثر وأكثر. لأنّنا، كلّما تعمّقنا رأينا أشياءً جديدة.

ثم نصل إلى قاع البحر. لا جديد.

نصعد مرّةً أخرى. ننظر لأعلى.

ثمّ نقفز.

ثمّ نحلّق.

ثمّ نطير.

نخترق السماء.

نخترق الفضاء.

نبحث عن الجديد. يحرّكنا الفضول.

مَن لم يجد في نفسه الفضول تقهقر.

ومَن لَم يجد ما يجمحُ فضولَه تاه.

الفضول Read More »

الحياةُ فُرَص

فرصٌ ضائعة. وفرصٌ تنتهز.

كلّ فرصة ضائعة فرصة لنتعلّم انتهاز الفرص.

لا شيء يضيع كلّه إلّا ما نتخلّى عنه.

كم فرصةً ضيّعتَ اليوم؟

كم درسًا تعلّمتَ اليوم؟

كم فرصة أمامك الآن؟

ماذا تنتظر؟

الحياةُ فُرَص Read More »

مؤشرات

العقبات فرصٌ للنّموّ. مؤشّرات لمناطق الضعف. تحدّياتٌ لقدراتنا الإبداعيّة، وللتفكير خارج حدود المألوف.

كلما وجدنا مهمّة لا نستطيع تنفيذها، أو وجدنا جدولًا مكتظًا بالمهام لا يمكننا إنهاؤه في الوقت المطلوب، كان هذا نداء للإبداع.

نداءٌ يخبرنا أنّ كلّ هذه المهام ليست على نفس القدر من الأهمّية. نداء يطلب منّا التسامي، والتنظيم، والتمكين.

وكذا في حياتنا الخاصّة، خارج مهام العمل. لدينا أيضًا الكثير من المهام التي لا يتّسع لها الوقت.

مقابلة تنتظرها منذ زمن بعيد ولا تستطيع إنجازها لضيق الوقت: استبدلها بمكالمة هاتفية لمدة ١٠ دقائق.

حلُم بعيد بالسفر في إجازة طويلة للراحة وشحن الطاقة: استبدله بنصف يوم منعزلًا تمامًا عن كلّ ما تحتاج الابتعاد عنه.

لن تحقق ما تريد تمامًا، ولكنّك قد تكتشف أنّ هذا هو كل ما تحتاجه.

مؤشرات Read More »

إكرامُ الطَيف

يقول تميم: دمي فداءٌ لِطَيْفٍ جادَ في حُلُمٍ بقُبلتَين فلا أعطى ولا حرَما

يتحدّث تميم عن عاشقٍ يحلمُ بحبيبته. وآخذ أنا المعنى ليشمل كلّ مشتاق. هناك مَن يرى في حلمه طَيفَ الحبيب، وهناك من يرى طَيف الجاه في منصب جديد، وطَيفًا من اختراع لا يوجدُ إلا في أحلامه، وطيفًا من واقع مختلف.

ربّما لا يعطينا الطيفُ شيئًا في الحقيقة، ولكنّه أحيانًا يكون كلّ ما تحتاجه النيران من إذكاء.

ربّما يدفعك الطيفُ لمطاردة الحلم في الواقع، فيصير واقعًا.

ربّما كان كلّ ما نحتاجه لنطارد أحلامنا، هو أن نحلُم أصلًا، وأن يزورنا ذلك الطيفُ الكريم.

إكرامُ الطَيف Read More »

جُهينة مكس

الوقت كاف جدًا.

الوقت لا يكفي أبدًا.

علينا أكثر مما نحتمل.

قوّتُنا تحتمل أضعاف ما نحمل.

نحنُ طاهرون جدًا.

نحن عصاة مذنبون.

لا شيء يبهرنا.

نندهش من كلّ شيء.

لا ننتبه لأيّ شيء.

نركّز في كلّ التفاصيل.

لا نريد أن ننام. ونعشقُ النَّوم.

وكأنّ أصدقَ الإعلانات كان “جُهينة مكس، كل حاجة والعكس”

جُهينة مكس Read More »

لا أعذار

لا تقبل من نفسك الاعتذار عن وعد لم تَفِ به.

لا تقبل من نفسك الاعتذار عن عملٍ لم تقم به.

لا تقبل من نفسك الاعتذار عن تقصير في حقّ أحدهم.

تعلّم من أخطائك.

لا تجلد ذاتَك.

لُم نفسَك برفق.

سَل نفسك: لماذا قصّرت؟ لماذا لَم أفِ؟ لماذا لم أنه هذا العمل؟

وتعلّم من إجاباتك.

لا أعذار Read More »

يا مجنون!

“هل تريد أن تطير؟ هل تظنّ نفسك عصفورًا أو نسرًا؟ هل أنت مجنون؟!”

“هل تريد أن تقنعني أنّ بهذا الجهاز القبيح يمكنني التواصل مع شخص لا يسكن معي في نفس الغرفة؟ هل أنت مجنون؟ ولو افترضنا جدلًا أنّ ذلك ممكن، هل تريد أن تقنعني أنّنا سنزرع أسلاكًا كهربية حول الكوكب؟ لا بدّ أنّك فقدتَ عقلك!”

“هل تريد أن تصنع هاتفًا بلا أسلاك؟ هل جُننت؟”

“ولو استطعتَ صُنع هذا الشيء الذي تسمّيه سيّارة، أين ستستخدمها؟ هل تستطيع سيارتك هذه عبور الطرق الوعرة التي تعبرها خيولنا؟ هل أنت مجنون؟!”

تبدو لي كلمة مجنون -في كثير من الأحيان- مرادفةً لكلمة شُجاع.

لا بدّ أنّ أوّل من ركب الخيل سمع كلامًا مثل: “لقد خُلقت الخيلُ حُرّة. أتظنّ أنّ بإمكانك ترويضها لتشقّ بها الريح؟ هل أنت مجنون؟”

دعهم يقولون ما يقولون. لا يشكّل هذا خطرًا كبيرًا عليك. الخطر في الكلمات التالية:

“أَمِن بين كلّ هؤلاء، تفعلها أنت؟”

“أبعد كلّ هذا، ستأتي أنت لتغيّر العالَم؟”

“هل أنت مجنون؟”

تكون هذه الكلمات خطيرة حين نقولها نحن لأنفسنا. حين نَجبُنُ عن أحلامنا. حين ندع الواقع يُملي علينا أحلامَنا، ويرسُم لنا حدودَنا.

انظر حولَك. كلّ ما حولك ابتدعه أحد المجانين.

لا تحرمنا من واقعٍ أجمَل.

لا تكن أنانيًا وتؤثر الهرَب.

كن شجاعًا.

انظر لنفسك في المرآة وابتسم بفخر قائلًا: “يا مجنون!”

يا مجنون! Read More »

أين تذهب الـ٢٤ ساعة؟ (٢)

دعوتك بالأمس لتجربة تسجيل الساعات الـ٢٤ فيمَ نقضيها وأين تذهب.

هاك ما لاحظتُه بشدّة أثناء قيامي بهذه التجربة.

وتنقسم تجربتي إلى قسمَين. قسمٌ سجّلتُ العملَ قبل القيام به، وكتبت الوقت المتوقّع لإنجازه. وقسمٌ سجّلتُ العمل بعد القيام به، وكتبت الوقت الذي انقضى فيه حسب ما أتذكّر.

في القسم الأوّل، شعرتُ أنّني منتبه أكثر لما أفعله. وحاولتُ قدر المستطاع الالتزام بالوقت الذي حددتُ له سلفًا، ولو لم أستطع، كنتُ منتبهًا لكم من الوقت زاد، وأضفتُه إلى ملاحظاتي.

وفي القسم الثاني، لم أكن منتبهًا للوقت الذي يمرّ. وبعد انتهاء المهمّة التي أقوم بها، أو حين أتذكّر فأبدأ التسجيل، أجد أنّني قد أضعتُ وقتًا أطول ممّا يجب.

ساعدني على الانتباه للوقت فكرة ضبط المنبّه ليرنّ كلّ ١٥ دقيقة. أصبح اليوم وكأنّه عبارة عن أرباعٍ من الساعة، كلّما مرّ ربعٌ منها انتبهت فسجّلت في ملاحظات الهاتف أو في رأسي ماذا أفعل، ولم أفعله، وكم من الوقت انقضى فيه.

لم يكن اليوم، بأي شكل من الأشكال، يومًا مثاليًا.

أضعتُ الكثير من الوقت، كالمعتاد.

لم أستطع القيام بكلّ المهام التي أريد، كالمعتاد.

ولكنّني أصبحتُ واعيًا أين يذهب يومي. لا أشعر اليوم أنني أتساءل: أين تذهب الـ ٢٤ ساعة؟ فأنا أعلم تامًا أين ذهبت.

لا يمكننا قضاء جميع أيّامنا نسجّل ما نفعله. ولكننا يمكننا، بالتأكيد، الحرص على لك يومًا واحدًا.

إن لم تكن قد بدأت بالأمس، ابدأ اليوم.

ابدأ الآن.

أين تذهب الـ٢٤ ساعة؟ (٢) Read More »

أين تذهب الـ٢٤ ساعة؟

انتصفت ليلة أخرى. مرّ يومٌ. وبدأ يوم جديد.

كثيرًا ما نتساءل أين ذهب هذا اليوم الذي مرَّ؟ أين اختفت هذه الساعات؟ أبهذه السرعة انتهى اليوم؟

ماذا لو تتبّعنا الجواب عن هذا السؤال وحملناه على محمل الجدّ؟

ماذا لو تتبّعنا أفعالنا لمدّة ٢٤ ساعة؟ نسجّل قبل كل عملٍ نهمّ به ماذا سنفعل وكم سنقضي والتوقيت. ولو نسينا أن نسجّل قبل القيام بالعمل، فلنسجّل بعده.

لن نتذكّر تسجيل كلّ شيءٍ بالطبع. لا بأس. ليس الهدف أن نسجّل كلّ شيء. الهدف هو الانتباه بقدر المستطاع.

ماذا لو ضبطنا هواتفنا على منبّه يرنّ كل ١٥ دقيقة لتنبيهنا أن قد مرّ ربع ساعة من الوقت؟ هل سنكون أكثر انتباهًا وحذرًا فيم نقضي هذه الربع ساعة؟ تفوت الدقائق والساعات دون انتباه، فماذا لو نبّهنا أنفسنا يومًا واحدًا؟

ماذا سنرى؟

لنكتشف معًا. لقد بدأتُ بالفعل، فصاحبني في هذه الرحلة ولنتشارك غدًا ما اكتشفناه.

لا تنسَ: ليس الهدف أن نتصنّع يومًا غير يومنا العاديّ لنبدوَ بشكل جيّد. نحن لا نحاول خداع أنفسنا. الأفضل أن تكون المرآة التي ننظر فيها مرآة صادقة.

أين تذهب الـ٢٤ ساعة؟ Read More »

أصغر عبقريّة ممكنة

يبدأ التغيير بعبقريّة صغيرة جدًا.

حين كنتُ في عامي الجامعيّ الثاني، أخبرنا الأستاذ عن كيفية صناعة قاتلٍ آليّ. قال: “إذا أردت أن تصنع قاتلًا آليًا، ابدأ بصناعة رجل آليّ يحرّك ذراعه من أعلى لأسفل.”

إنّها الخطوة الأولى. قد تكون ساذجة، وبسيطة، ولكن لا مفرّ من البدء بحركةٍ ما، بأبسط حركةٍ ما.

لم تبدأ الطائرات بشكلها الذي نعرفه اليوم. بدأت برجل يحاول محاكاة الطّير في أجنحتها وتحليقها. كانت هذه هي أصغر عبقريّة ممكنة؛ أن يقفز من أعلى جبل ويحاول التحليق بشراع يشبه الأجنحة.

لا تحتاج أن تغيّر العالَم. كلّ ما تحتاجه هو أن تبحث عن أصغر عبقريّة ممكنة.

ستجد أنّ العالَم سيتغيّر على أيّة حال.

أصغر عبقريّة ممكنة Read More »

مَن يجبُ أن تكون؟

اختيار الطريق ليس سهلًا. كثير من النّاس يقضون حياتَهم بأكملها عاجزين عن هذا القرار.

ولكن ليس الاختيار هو المرحلة الأصعب.

التزامك بهذا الاختيار هو العمل الحقيقيّ.

تحوّلُك -عَمدًا- لشخص يشبه الشخص الذي اخترته هو العمل الحقيقيّ.

ليس العملُ في أن تكتب كُلّ يوم. العملُ هو أن تكونَ الشخص الذي يكتب كلّ يوم.

ليس العملُ أن تتجنّب نوعًا محدّدًا من الطّعام. العملُ هو أن تكون الشخص الذي يتجنّب ذلك النوع من الطّعام.

لا يمكننا الاستمرار في أفعال تخالف هوّيتنا أو لا تتّسق مع الأجزاء الأخرى من حياتنا.

إذا كان هذا هو الطريق، فكَيف يكون سالكُه؟ ما هي عادات هذا الشخص؟

اختر إحدى هذه العادات هدفًا لك. وابدأ رحلتك.

مَن يجبُ أن تكون؟ Read More »

الكلمات التشجيعيّة

كلّنا يحبّ سماع الكلمات التشجيعيّة. كلمات مثل: أحسنت .. جيّد .. استمرّ .. جميل .. بديع … إلخ.

أهمّ ما يميّز هذه الكلمات هو أنّها مجّانيّة، وأنّنا يمكننا أن نسمعها متى أردنا.

ببساطة، نستطيع قولها لأنفسنا.

نستطيع أن نتوقّف لحظةً مع أنفسنا كلّما قمنا بعمل جيّد لنقول: أحسنت.

نستطيع أن نعبّر عن تشجيعنا لأنفسنا بصوتٍ عالٍ كما لو كنّا نكلّم شخصًا آخر.

ستجد أنّ لهذه الطريقة نفس الفعالية كما لو كنت تسمعها من الآخرين. وربّما تكون أكثر فعالية، لأنّ عدد الكلمات وتكرارها بيدك.

جرّب أن تشجّع نفسَك بصوت عالٍ. كافئ نفسَك. ستجد أنّك تحبّ العملَ أكثر، وتحبّ الإحسان في العمل.

ستجد أنّ شعورَك بالتقدير قد زاد.

الكلمات التشجيعيّة Read More »

أسئلة ما قبل النوم (٢)

هل قمتُ اليوم بأفضل ما لديّ لضمان تقدُّمي في عملي؟

هل قدّمتُ للعالَمِ اليومَ أكثر من واجبي؟ هل قدّمتُ كلّ ما أستطيع؟

هل قمتُ بأفضل ما في وسعي لاستغلال الفُرَص؟

هل قمتُ بأفضل ما في وسعي كزوج/أب/ابن/أخ؟

هل قمتُ بأفضل ما في وسعي لتجنّب المجادلة؟

هل قمتُ بأفضل ما في وسعي لمساعدة مَن حولي؟

هل قمتُ بأفضل ما في وسعي لأكون مصدرَ سعادة لمَن حولي؟

هل قمتُ بأفضل ما في وسعي اليوم لأتعلّم ما يفيدُني في تحقيق أهدافي؟

هل قمتُ بأفضل ما في وسعي اليوم لتحديد أهدافي؟

أسئلة ما قبل النوم (٢) Read More »

أسئلة ما قبل النوم

كم مرّةً حاولت اليوم تغيير شخصٍ آخر لا يرغب في التغيير؟

كم مرّة جادلتَ اليوم في أمرٍ لا فائدة منه، وكنت مُصرًّا على إثبات صواب رأيك؟

كم فُرصة فوّتّ على نفسك اليوم لتكون شخصًا أفضل؟

كم مرّة كان لك الخيار اليوم بين أن تكون كريمًا، أو تكون مُحقًّا واخترت أن تكون مُحقًّا؟

كم مرّةً سألك أحدُهم اليومَ شيئًا يمكنك تلبيته، وتأخّرت؟

كم مرّةً أكلت اليوم طعامًا تعرف أنه يضرّ بصحّتك؟

كم مرّةً خُيّرتَ اليوم بين النشاط والكسل، واخترت الكسل؟

كم يومًا في حياتك راجعتَه قبل النوم، وسجّلت إجاباتك؟

أسئلة ما قبل النوم Read More »

كلّ ما نحتاجه

إنّ كلّ ما نحتاجه معنا بالفعل. والفرصة قائمة تنتظرُنا بشوق.

الباب مفتوح. والطريق مُعبّد.

كلّ ما نحتاجه هو أن نرى. أن نمشي. أن نَلِجَ دون تردّد. أو رغمًا عن تردّدنا.

عادةً ما نعرقل أنفسنا لأنّنا خائفين.

عادةً ما ننظر في الاتّجاه الخاطئ.

عادةً ما نحيدُ نظرنا -عامدين- لأنّنا خائفون.

ركّز بصرَك. وسمِّ الله. وادخل بسلام.

كلّ ما نحتاجه Read More »

حقيقة المخاطرة

أكثر ما نظنّ أنّنا نغامر حين نُقدمُ عليه ليس مغامرةً إلّا في خيالنا.

مقابلةُ والدِ العروس المحتمل تخيفنا، ونعتبرها مغامرة.

التقديم على وظيفة جديدة -مجرّد التقديم على الوظيفة- يخيفنا، ونعتبره مغامرة.

سلوك طريق جديد -غير طريقنا المعتاد- نعتبره مغامرة.

نخاف أكثر من اللازم. نتخيّل ما يقلقنا أكثر من اللازم.

ربّما علينا مواجهةَ أنفسنا بالحقيقة. الحقيقة التي نهرب منها كلّ يوم.

التقديم على الوظيفة لا يغيّر أيّ شيء، سوى أنّه يعطي أحدَهم فرصةً ليرفضنا. ونحن نخاف الرّفض.

مقابلةُ والد العروس نادرًا ما تنتهي بقتل العريس. نحن نخاف الرّفض.

لن نقابل وَحشًا في الطريق الجديد. نحن نخاف التغيير.

نألَفُ أكثر من اللازم.

لنبتعد قليلًا عن ما نألفه.

حقيقة المخاطرة Read More »

بعض ما نقرأ

بعضُ الكتُبِ تأسرك فلا تستطيع الإفلات منها إلّا حين تنتهي صفحاتُها. ربّما تنهيها في جلسة واحدة، أو تنام وأنت تقرأ، ثم تستيقظ متلهّفًا لإكمالها.

وبعضُ الكتبِ تقرأ فيها بضع صفحات ولا تَملِكُ إلّا أن تتوقّف. تجدُ نفسَك مُقبلًا على عملٍ طالَ تأجيلُه، أو تكتبُ صفحةً طال انتظارُها، أو تصنع شيئًا لطالما أردت صُنعَه وإخراجَه إلى النّاس.

ثمّ تعود لتقرأ، ثمّ لا تملكُ إلّا أن تتوقّف ثانيةً لتفكّر وتتأمّل في حياتك وأعمالك. ماذا تعمل؟ لماذا تعمله؟ مَن المستهدف من هذا العمل؟ ما هو التغيير الذي تحاول صنعه؟ فتكتبَ وتكتب. ثمّ تعود لتقرأ.

يكادُ الكتابُ لا ينتهي. كلّما قرأت قليلًا كلّما احتار فكرُك، وتداخلت الأسئلة في عقلك. وكأنّ الكتابَ يمُدُّك بحياة جديدة.

لكلّ من النّوعَين نكهة خاصّة.

أجدُني أرتبط أكثر بالنّوع الأخير.

وبعضُ الكتب يحملُ صفةَ الاثنين معًا. فلا تكاد تفلت منه حتّى تنهيه. ثمّ لا تستطيع أن تبعد عنه كثيرًا، فلا تزال تعود إليه، وكلّما عدتَ إليه يتجدّد بك الشوق إليه والحماسة والفرح. وتتجدّد فيك الحَيرة والتساؤلات. فتنهيه مرارًا ولا تنتهي منه أبدًا.

بعض ما نقرأ Read More »

كيف تختار أصدقاءك؟

صاحب مَن ترتقي بصُحبته.

صاحب مَن يُحرّك فكرَك، ويسألك عن زوايا لم تنتبه لها من قَبل.

صاحب مَن يتحرّك قلبُه فيحرّك قلبَك معه. يندهش، ويتعجّب، ويخاف، ويحلُم.

صاحب مَن يجعلُك نسخةً أفضل من نسختك الحالية. مَن تشعرُ، حين تكون معه، أنّك تنمو.

صاحب مَن يُصدّق أنّ بداخلك أكثر ممّا يبدو. مَن يُشجّعك بصدق.

صاحب مَن تزداد بصُحبته بهاءً.

إن شئت اختصارًا، صاحب من تزدادُ بصحبته.

كيف تختار أصدقاءك؟ Read More »

ماذا تفعل لو كنتَ حُرًّا؟

ماذا تفعل حين لا يُطلب منك فعل شيء؟

ما الذي تختار فعله؟

ونحن في أوقات عملنا الرّسميّة، يسهلُ علينا الاختباء في مهام العمل. يسهلُ أن نبدوَ مشغولين، وأن ننهمك تمامًا فيما يطلبُ منّا.

ربّما لا نختار المهام التي نقوم بها. وربّما يريحنا عدم الاختيار.

ماذا نختار حين لا يكون أمامنا سوى الاختيار؟ ماذا نختار أن نقدّم للعالَم حين لا يكون هناك مَن يطلبُ منّا ذلك؟

نُطالبُ بالحرّيّة ولكنّنا نهرب منها كما نهرب من قاتل يطاردنا.

نلعنُ القيودَ ليلَ نهار، ولكن نسلّم لها أنفسنا، ولو غابت، ركضنا إليها متلهّفين كعاشقٍ مُشتاق.

ماذا تختار الآن؟

الآن، أنت حرّ. بلا قُيود. كيف ستُعمِلُ حُرّيّتَك؟

ماذا تفعل لو كنتَ حُرًّا؟ Read More »

سأخبرك بتوقّعاتي للسنوات الخمس القادمة

بعد تحليل ودراسة، وتفكير عميق، توصّلت لنتيجة مُرضية جدًا بشأن السنوات الخمس القادمة. فانتبه.

سيحدث تمامًا نفس الذي كان يحدث في السنوات الخمس الماضية!

ما رأيك بهذا الاكتشاف؟ هل أنت مندهش؟

ماذا كنت ترجو أن أقول لك؟

لن يتغيّر شيءٌ ما لم نتغيّر.

لن يحدث سوى ما كان يحدث ما لم نغيّره بأيدينا.

عام جديد، عقد جديد، قرن جديد .. لا يهمّ لو لم نغيّر تفكيرنا، وأفعالنا، ومعتقداتنا القديمة.

لا يهمّ طالما نزرع نفس البذور، سنحصد نفس المحصول.

فلينظر كلٌّ منّا في ما حصد هذا العام، ولنزرع بذورًا جديدة نحصد ثمارها العام القادم فخورين.

سأخبرك بتوقّعاتي للسنوات الخمس القادمة Read More »

إلى أين يقودُ الطريق؟

لا أحد يدري.

قد نعرف وِجهَتَنا. ولكنّنا لا نعرف بالضّرورة إلى أين يقود المنعطف التالي.

ربّما نصل. وربّما نجد حائطًا مسدودًا، أو نكتشف أنّنا نبتعد عن وِجهتِنا.

لن نعرف أبدًا ونحن على أوّل الطريق أين يؤدّي بنا. ولا ينبغي أن نعرف.

للاستكشاف متعة خاصّة. التطلّع. الفضول.

لو كنّا نعرف أين يقود الطريق، فلا بدّ أنّنا سلكناه من قبل. ولو كنّا نسير في طريق سلكناه من قبل، فلا بدّ أنّنا نسير في دائرة تبدأ حيث تنتهي.

غامر. ربّما السرّ في أن تعرف الطريق هو أن تسلك طريقًا لا تعرفه..

إلى أين يقودُ الطريق؟ Read More »

على مَن ستراهن؟

أحيانًا يراهنُ الإنسانُ على أفضلِ ما فيه. حين يُبدعُ الفنّان، أو حين يَنظِمُ الشاعِر، أو حين يبتكر المُعلّم، أو حين يقفز المغامرُ قفزةً خطرة .. حين نخرجُ عن حيّزِ الأمان، ونتحدّى الخَوف، ونسعى نحو المُمكن.

حينها تغمرنا ثقةٌ بالنّفس، وقوّة، ويتولّد عن حركتنا زخَم.

وأحيانًا نراهن على أسوأ ما فينا. حين نستسلم لخوفنا، وتقصيرنا، وحين نحاول أن نبذل أقلّ ما يمكن من جهد.

حين نستظلّ بالواقع، ونطرد أطيافَ الخيال.

اليوم، بيدك الخيار. على من ستراهن؟

على مَن ستراهن؟ Read More »

الخيال

كُلّ ما حولنا اليوم كان خيالًا قبل أن يكون.

ننظر حولنا فنرى سيّارات وهواتف وكهرباء وطرقًا مُعبّدة وأنفاقًا وجسورًا .. وننظر لأعلى فنرى طائرات كالشُّهُب تشقّ السماء.

ننظر في شاشة زجاجية صغيرة فنرى ما يحدث في الجهة الأخرى من الكوكب، وربّما نرى ما يحدث خارج الكوكب، حيًّا كأنّنا نحياه!

مَن كان يصدّق أنّ هذا ممكن؟! مَن كان يتخيّل؟

بل هناك من تخيّل. هناك من كرّسَ حياتَه ليطارد طَيفًا ضبابيًّا يلوح في الأفق.

الخيال ورشة العقل. فهل من حالِمٍ يسعى؟

الخيال Read More »

لماذا يبدعُ الفنّان؟

لا يبدعُ الفنّان لأنّ الجمهور يستحقّ. يبدعُ الفنّان لأنّه يستطيع.

لا أظنّ العقّادَ أطالَ التفكير في كيف سيتلقّى النّاسُ أعمالَه، ولا محفوظ، ولا طه حُسَين. لو فكّروا وأطالوا التفكير ما أخرجوا إلى العالَم أعمالًا مثل الفتنة الكبرى وأولاد حارتنا، وسارة.

لا أظنّ المُصوّر المبدع يفكّر في شيء غير المشهد الذي يرغب في تسجيله وحفظه.

لا أظنّ الجرّاح يُطلَبُ مِنه إقامة مركز جراحة القلب بالمجّان! ولا أظنّك تخطئ من أعني، لأنه ليس هناك سوى رجل واحد تتبادر صورته السَمحة إلى الذّهن حين تُذكر جراحة القلب.

كلّهم يقدّمون الفنّ هديّةً للعالَم، لأنّهم يستطيعون. لأنّهم يستحقّون تقديمَ الفنّ. لأنّ هذه الهدايا جَديرةٌ بهم.

لماذا يبدعُ الفنّان؟ Read More »

ليس هناك خيارات أخرى

ربّما كان مكانُك الحالي ليس المكان الذي ترجو أن تبدأ منه. لكنّه مكانُك على أيّ حال.

لا شكّ أنّ عمليّة “التعلّم” عملية شاقّة ومخيفة. لأنّه لكي نتعلّم شيئًا، لا بدّ أن نعترف بجهلنا به أوّلًا.

ونحن نخشى الاعتراف بالجهل، أو النّقص، أو عدم الكمال. نخشى أن نفقد ثقتنا بأنفسنا، واعتزازنا بهوّيّتنا حين نعترف بتقصيرنا أو قِصَر ذات يدِنا.

ولكن ما باليد حيلة.

علينا أن نبدأ من مكانٍ ما. وليس لنا سوى مكاننا الحالي نبدأ منه، إن أردنا أن ننمو،

علينا أن نبدأ في وقتٍ ما. وليس لدينا سوى “الآن” لنبدأ

ماذا يمكنك أن تبدأ؟

من مكانك الحالي، الآن، ماذا تنتظر؟

لن يكون لديك سوى الآن وسوى مكانك الآن، مهما انتظرت.

فماذا تنتظر؟

ليس هناك خيارات أخرى Read More »

مجرّد فكرة؟

في البداية، تكون فكرة.

ثمّ تعيد تصوّر هذه الفكرة مرّات ومرّات. تنمو الفكرة في عقلك. ثمّ تنمو.

ثمّ تسيطر عليك.

ثمّ لا تستطيع أن تتخلّص منها ولا زالت تتكرّر في خيالك مرّة بعد مرّة.

ثمّ لا يمكنك الإبقاء عليها في خيالك فقط، فتبدأ تحويل الفكرة من عالم الخيال إلى عالَم الواقع.

مجرّد فكرة؟ Read More »

اغتنم اللحظة

ليس فقط لأنّها لن تعود. ولكن لأنّك أيضًا ربّما لا تعود لنفس الشعور والرغبة التي تتملّكك الآن.

قد تأتيك فكرة قبل النوم، أو وقت انتهاء موعد عملك تمامًا. تأتيك في لحظة يغريك إهمالها جدًا. ولكنّك إن أهملتها فأنت تهمل إحساسك الحالي الذي ربّما لن يتكرّر.

الطاقة لا تفنى ولا تستحدث من العدم، ولكنّها تتحوّل من شكل إلى آخر.

إذا لم تحوّل الطاقة التي تملؤك في هذه اللحظة لنتيجة نافعة، فستتحوّل إلى صورة أخرى. لا يمكنك التحكّم فيها واستعادتها بسهولة.

فمتى شعرت بالحماس يملؤك، اغتنم اللحظة.

متى أتتك الفكرة، نفّذ.

اغتنم اللحظة Read More »

البحث عن جائزة

البحث عن الجائزة يعيق تقدّمنا. الجائزة بعيدة. والجهد المطلوب كبير.

ما أجمل الرّاحة!

وكيف نضمن أنّ الجائزة من نصيبنا أصلًا؟ من يدري؟ لَرُبّما نفشل. بل، على الأرجح سنفشل.

هكذا نُحدّث أنفسنا. هكذا نعتذر عن المحاولة.

ولكن، مَن قال أنّ الجائزة هي الهدف؟

الكاتبُ يكتبُ قبل أن يُكرّم عمله الأدبي ويحصد الجوائز. هو يكتب لأنّ هذا عمله. ولأنّ لديه ما يكتبه.

الشّاعرُ يَنظِم أبياتَه لأنّه يمتلك القدرة على التعبير.

المُعلّمُ يبتكر لأنّه يمكنه الابتكار.

العمل نفسه هو الجائزة. التكريم أمر هامشيّ.

مَن اكتفى بالعمل، زاد نشاطُه.

البحث عن جائزة Read More »

حُسنُ الظّنّ

ما ندم مَن أحسن الظّنّ.

نتساءل كثيرًا أيَصدُقُننا مُحدّثنا أم يكذب؟ لا شكّ أنّ كثيرًا من الناس كاذبون. لا شكّ أنّنا سنظهر كالسُّذَّج في كثيرٍ من الأحيان.

ولكن، أنُفضّل أن نكون سُذّجًا أم أن نظلم أحدًا؟

إذا كان لا بدّ أن نخطئ الحُكم، فلنخطئ محسنين.

حُسنُ الظّنّ Read More »

حبّ غير مشروط

لا وجود له.

ولا ينبغي أن يكون له وجود.

حتّى الله الذي خلقنا لم يكتفِ بقول: (فليعبدوا ربّ هذا البيت) بل ذكر السّبب (الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف).

لا شيء اسمه حبّ غير مشروط. لعلّه فقط موجود بين الوالد والوالدة وأولادهم.

وهو ضروريّ لبقاء الإنسان لأنّه ربّما لولا هذا الحبّ لما تحمّل أحد مسؤوليّة الإنجاب.

فلا تنتظر من أحد أن يحبّك فقط.

عليك أن تجتهد ليحبّك. وأن تجتهد للحفاظ على هذا الحبّ. وأن تجتهد في اختيار من تحبّ.

حبّ غير مشروط Read More »

كلّ أمرٍ يبدو هيّنًا عَن بُعد

مصائب غيرنا تهون.

مسؤوليّات غيرنا تهون.

المجهود الذي يبذله غيرنا يهون.

لأننا لا نُواجدهم. لا نتقمّص عواطفهم. لا ننظر بعينهم. لا نعرف شيئًا عنهم.

الاستهانة بمشاعر الآخرين شعورٌ غاية في التعالي والغرور.

وما فَهِمَ إلّا مَن استعدّ للفَهم.

كلّ أمرٍ يبدو هيّنًا عَن بُعد Read More »

متلفّتٌ قَد يصل بشكل أسرع

إذا استمررت في الرّكض دون التفات إلى لافتات الطريق لترَ أين أنت ذاهب، ضِعتَ.

عليك أن تقف. تتلفّت. تفكّر في الطريق الأفضل. ثمّ تقرّر. ثمّ تستأنف الرّكض.

خاصّةً إن كنت في عجلة من أمرك.

أنت لا تتوقّف لتستريح. أنت تتوقّف لتراجع مكانك، وتراجع الخريطة، وتتأكّد أنّك في الاتّجاه الصحيح، وفي الطريق الأسهل، أو الأسرع، أو الأقصر.

قيل قديمًا: مُتلفّتٌ لا يصل.

وربّما وصل بشكل أسرع لأنّه حين التفت، وجد طريقًا لم يجده مَن استمرّ في الرّكض.

متلفّتٌ قَد يصل بشكل أسرع Read More »

ربّما نخشى الفَوز

أحيانًا يكون الخوف وهمًا ليس إلّا.

ماذا لو تقدّمنا لوظيفة ورُفضنا؟

ماذا لو نشرنا ذلك المقطع الذي سجّلناه ولم يره أحد؟

ماذا لو عرضنا منتجَنا للبيع على الفسبك ولم يطلبه أحد؟

ماذا لو جرّبنا أن نقرأ جيّدًا، قبل أن نطلب المساعدة؟

ممّ نخاف؟

في الحقيقة، لن يحدث أيّ شيء.

فيديو لم يره أحد، كأنّه فيديو لم يُنشر.

لا أحد سيعرف أنّك فشلت. لا أحد سينتبه. لا أحد سيلومك.

لو فشلنا، سنبقى كما نحن.

ولو لم نتحرّك، سنبقى كما نحن.

الفرق الوحيد أنّنا لو حاولنا، ربّما ننجح. على الأقلّ، هناك فرصة ما.

ربّما هذا هو ما يخيفنا.

ربّما نخشى الفَوز.

ربّما نخشى الفَوز Read More »

لا بأس

لا بأس لو أخطأت. المهم أن تتعلّم من خطئك وتعدّل مسارك.

يقول تميم: ولتعلمي أنّه لا بأس لو عَثَرَت خُطَى الأكارم حتّى يعرفوا السّدَدَا.

لا بأس Read More »

انحراف صغير. أثر عظيم

جرّب أن تنظر على صفحة من خريطة كوكب الأرض وترسم خطًّا عرضيًا ثمّ ترسم خطًّا آخر ينطلق من نفس النقطة بانحراف ١٠ درجات نحو الأعلى أو الأسفل. مثل ما هو موضّح في الشّكل أدناه.

الشكل ليس دقيقًا بالطبع، ولكن الفكرة واضحة. إذا كان هدفك الوصول للغردقة، فأنت بعيد جدًا عن الهدف.

لاحظ معي أنّ الفارق يتّسع كلّما زادت المسافة بينك وبين هدفك. فلو كان هدفك قريبًا جدًا، لما كان الفارق ملحوظًا أصلًا.

يمكننا تطبيق نفس هذا المبدأ على حياتنا العمليّة أيضًا. ستجد أنّك إن قرأت صفحة واحدة من كتاب، فلن تشعر بفرق كبير في معلوماتك في اليوم التالي. ولكن إن قرأت صفحة من كتاب بشكل يوميّ لمدة عشرة أعوام مثلًا، ستجد أنك قرأت عشرات الكتب، وأنّ تفكيرك ومعلوماتك زادت أضعافًا مضاعفة.

ستجد أنّك أصبحت في مكان أبعد كثيرًا من المكان الذي كنت ستنتهي إليه لولا هذه الصفحة.

وهكذا في الكتابة، والتعلّم بوسائل أخرى، وفي قضاء الوقت مع الأصدقاء، وفي تقوية علاقاتك الإنسانيّة، واهتمامك بصحّتك الجسديّة، وغسيل الأسنان دقيقتين يوميًا … إلخ.

انحراف بسيط جدًا عن المسار الحالي قد يسبّب نتائج عظيمة مع مرور الوقت.

وقد يسبّب نتائج ذات أثر سلبيّ عظيم، لو كان الانحراف في الاتّجاه المعاكس.

فانتبه.

انحراف صغير. أثر عظيم Read More »

افعلها بشكل سيّء

وحسّن أداءك مع مرور الوقت.

ستجد أنّ نتائجك تضاعفت بسرعة شديدة.

عادةً ننتظر. ننتظر أن نستعدّ وأن يكون كلّ شيء جاهزًا. نتأخّر. نقنع أنفسنا أنّنا لا نزال غير مستعدّين. نتعطّل. لا نقوم بشيء على الإطلاق.

ابدأ بشكل سيّء. ثمّ تعلّم من أخطائك.

ستندهش لو قلتُ لك أنّ الصاروخ الذي يصل إلى القمر يطير بعيدًا عن مساره ٩٠٪ من الوقت! وتساعده أنظمة التحكّم على إعادته إلى مساره، ثمّ يبعد، ثمّ يعود .. وهكذا.

ابدأ.

تعلّم.

أعد تحديد المسار.

ثمّ تعلّم.

ثمّ أعد تحديد المسار.

المهم ألّا تتوقّف.

افعلها بشكل سيّء Read More »

ما عذرُك؟

نكادُ نقول نفس الأعذار، مع اختلاف مواقفنا وحالاتنا.

الوقت لا يكفي.

لستُ جاهزًا بعدُ.

أنا لست بالمهارة الكافية.

لا أستطيع.

لا أريد!

كلّها أسباب نعتذر بها لأنفسنا عن النّموّ.

نخافُ أن نقفز. نخافُ أن ننجح. نخافُ أن نسقط في الهاوية.

الحقّ أنْ لا هاوية.

لقد قفزنا من قبل. ولم نمُت. كلّ شيء على ما يرام.

الوقتُ قد حان لنقفز مرّةً أخرى.

حان الوقتُ لنستعيد إيماننا بأنفسنا.

حان الوقت لنجرّب من جديد.

ما عُذرك؟

ما عذرُك؟ Read More »

هل تعرف أنّ الأسبوع ثلاثة أيّام فقط؟

إذا أخرجنا من حساباتنا ٤٠ ساعة للعمل (بمعدّل ٨ ساعات، خمسة أيّام) و٥٦ ساعة للنوم، بمعدّل ٨ ساعات يوميًا، يتبقّى في الأسبوع ٧٢ ساعة فقط. ثلاثة أيّام.

في هذه الساعات الـ ٧٢ نقوم بكلّ شيء آخر. نقضي وقتًا مع أهلنا، ونكلّم أصدقاءنا، ونشاهد الأفلام والبرامج، ونقرأ الكتب، ونتعلّم، ونخرج مع مَن نحبّ، ونسمع الموسيقى، ونقرأ الشِّعر … إلخ.

٧٢ ساعة فقط. دُهشت عندما قمت بهذه الحسبة البسيطة.

ضع ساعة قبل النّوم لتجهيز الملابس والاستعداد للنوم، و٩٠ دقيقة أخرى في الطريق من وإلى العمل، وساعة عمل إضافيّة لمن يعملون ٩ ساعات مثلي، وهناك من يعمل ١٢ ساعة ويقضي ساعتان أو أكثر في الطريق .. وهكذا.

بهذه الحسابات البسيطة، ندرك قيمة كل دقيقة في يومنا. إذا استطعت تخصيص نصف ساعة فقط لتعلّم شيء جديد يوميًا، أو التقدّم في طريقٍ ما، فهذه النصف ساعة لا يستهان بها على الإطلاق.

إذا استطعت استغلال ٥ دقائق في الاطمئنان على صديق قديم، فهذه الدقائق الخمس قد أحسنتَ استثمارها.

ومن ناحية أخرى، حين يُهديك أحدهم ساعة من وقتِه يقضيها معك، فاعلم أنّه قد هاداك بما لا يمكن تعويضه.

هل تعرف أنّ الأسبوع ثلاثة أيّام فقط؟ Read More »

مَن أنت في المساء؟

في الصباح، لديك عملٌ ما. مدرّس أو طبيب أو عامل في مصنع أو إمام مسجد أو طبّاخ … إلخ.

ولكن، من أنت في المساء؟

كيف تقضي يومك بعد ساعات العمل؟

لدينا ١٦٨ ساعة كلّ أسبوع. منها ٥٦ ساعة للنوم، و٤٠ ساعة للعمل يتبقّى لنا ٧٢ ساعة نستخدمها في كلّ شيء آخر.

ماذا تفعل في هذه الساعات الـ٧٢؟

مَن أنت في المساء؟ Read More »

جهد أقلّ، نتائج أفضل

يتخيّل أكثر النّاس أنّه من أجل الحصول على نتائج أفضل، علينا بذل المزيد من الجهد.

يتخيّل أكثر النّاس أنّ النّموّ لا يكون إلّا تدريجيًا، خطوة خطوة.

ولكن، في كثير من الحالات، تكون هذه الافتراضات عكس الواقع تمامًا.

من الممكن جدًا تحقيق نتائج أفضل بجهد أقلّ.

من الممكن جدًا تحقيق قفزة في النتائج، دون المرور بالمراحل البَينيّة.

من الممكن جدًا، فقط بتغيير القصّة التي نحكيها لأنفسنا، وتغيير قراراتنا التي تترتّب على هذه القصّة، أن ننتقل من حالٍ إلى حال مغايرة تمامًا في لمح البصر.

جهد أقلّ، نتائج أفضل Read More »

لا تسأل مُجرّب. اسأل طبيب

المُجرّبُ ربّما كان محظوظًا أو تعيس الحظّ. تجربة فرد لا تعني شيئًا بالضرورة.

العالِمُ جَرّبَ ودَرَس وبحث سنوات حتّى يصل إلى النتيجة.

المُجرّب ربما اعتمد على صدفة، أو رَبط حدَثَين لا علاقة بينهما. ربّما ألزم ما لا يلزم.

لا تسأل مُجرّب. اسأل طبيب Read More »

خيارات

لدينا الخيار دائمًا بين اللين والغلظة. بين السهولة والعنف. بين الرّحمة والقسوة.

لدينا الخيار دائمًا .. والخيار قوّة. المسؤولية قوّة. إن تنازلنا عنها تنازلنا معها عن قوّتنا.

الخيار حُريّة.

الخيار قرار.

خيارات Read More »

هوايات

في سباق الإنتاجيّة، وعصر السرعة، والإحساس المستمرّ بالعَجَلة، هناك أشياء نحبّ القيام بها ولكنّها لا تدخل في نطاق الإنتاجيّة. وليس من المفترض أن تدخل.

اجعل هواياتك لنفسك. استمتع بها. لا تشغل بالك بمغزاها. إنّها هواية. مغزاها أن نستمتع.

من الضروريّ أن يكون لديك حدًّا أدنى من الإنتاجيّة لا تتنازل عنه.

ومن الضروريّ أن يكون لديك حدًّا أدنى من الوقت الحرّ الذي تستمتع به فقط.

هوايات Read More »

الهويّة

عادةً ما أحاول معرفة مَن أنا مِن خلال مراقبة تصرّفاتي في مواقف مختلفة. أقول لنفسي: أنت لستَ ما تقول، وإنّما ما تفعل.

ولكن، ليس مِنّا مَن لا يَزِلّ. فهل يعرفُ الإنسانُ نفسَه من زلّاته؟

هناك مَن يقول: أخطاؤك لا تعبّر عن هويّتك. أنت ما تفعل بشكل متكرّر ومستمرّ. فإن كانت زلّةً عابرة لا تتكرّر، فهي لا تعبّر عنك.

ربّما كان ذلك حقًّا. ولكن لا يغيب عن بالي أنّه أيضًا عذر سهل لمن أراد أن يعتذر. هو مخرج سهل لمن أراد خداع نفسه.

هل نعرف أنفسنا ممّا نفعل؟ أم ممّا نفكّر به؟

ومتى تدلُّ أفعالُنا علينا، إن دلّتْ؟

ومتى نسامح أنفسَنا على ما ارتكبنا من أخطاء؟

أم هل نقبلُ أخطاءنا ولا نعيرها كثير اهتمام؟

كلّها أسئلة محيّرة، سوف تشكّل إجاباتُها، حين نعرفها، هوّيّتنا.

الهويّة Read More »

ما الهدف من ذلك؟

سؤال جوهريّ كثيرًا ما ننسى أن نسأله لأنفسنا قبل القيام بفعل ما.

ما الهدف من هذا الفعل؟ ما الهدف من هذه الوظيفة؟ ما الهدف من هذا التحرّك؟ ما الهدف من هذا الكلام؟

ما الهدف؟ إلامَ سيؤدّي؟ ما هي النتيجة التي تترتّب عليه؟ ما هي قيمته؟

كلها صياغات لسؤال واحد: لماذا؟

استحضار قيمة الفعل ربّما تؤدي إلى زيادة حماسك أو إلى نقصانه. ربّما تستشعر أنّه عمل لن يجلب لك، ولا لغيرك، فائدة تذكر، فتتوقّف عنه. وربّما يشعرك ذلك بأنّ العمل عظيم الفائدة، فتتحمّس أكثر.

جرّب أن تسأل نفسك قبل القيام بعمل ما: لماذا أفعل ذلك؟ ما هو الهدف؟ من هم المنتفعون من هذا العمل؟ ما هو الوعد الذي أقدّمه للمنتفع؟

جرّب هذه الأسئلة قبل أول فعل ستقوم به الآن. وأخبرني ماذا تلاحظ.

ما الهدف من ذلك؟ Read More »

اختبر العدسة

يرى الإنسان منّا رأيًا فيحكم به على كلّ ما يراه، فتؤكّد له الشواهد صوابَ رأيه. وما رأى فيها ما رأى إلّا لأنّه صاحب هذا الرأي فلا يرى إلا به.

نتحيّز لما نؤمن به فنلاحظ من الأدلّة والمواقف ما يدلّ عليه، ونهمل ما يؤيد ضِدّه أو يُضعف قوّته. ثمّ نقول: ها هي الأدلّة والبراهين!

ربّما العالَمُ ليس أزرقَ اللون. ربّما هي العدسة. فاختبرها قبل أن تجزم بصحّة شيء ما.

اختبر العدسة Read More »

لا تبحث عن الأمان

لا نموّ في الأمان. لا نموّ في الرّاحة. النّموّ في المجهول، في المخيف، فيما يمكن أن يفشل.

قلنا سابقًا أنّ ما لا يمكن فيه الفشل، لا يمكن فيه النّجاح. كلُّ نقيضَين هما وجهان متلازمان، لا يفارق أحدهما الآخر. هذا هو قانون الحياة.

فالبحث عن الأمان ومحاولة البقاء في منطقة الراحة ليس سعيًا.

توقّف عن البحث عن الأمان. توقّف عن تعطيل نموّك.

لا تبحث عن الأمان Read More »

العقل والعاطفة

لا يستطيع العقل أن يخاطب العاطفة. اللغة مختلفة تمامًا. لن يفهم أحدهما الآخر.

ومن هذا المنطلق، لا يمكنك أن تخاطب شخصًا تملّكتْ منه عاطفته بالعقل والحُجج المنطقيّة. لا مجال للعقل في هذه اللحظة.

والعاقلُ مَن نحّى عقلَه جانبًا في مثل هذا الموقف، وتكلّم بلغة العاطفة فقط.

العقل والعاطفة Read More »

كيف تبيع محاضرة في عِلم الثّراء؟

سمعتُ مرّةً قصةَ رجل مبيعات كان موكّلًا ببيع محاضرة عن كيفيّة تكوين الثروة وتحقيق الاستقلال المادّيّ. كان ماهرًا جدًا وباع جميع التذاكر.

وكان أكثر اعتراض يواجهه أنّ المشتري المحتمل يقول له: تكلفة المحاضرة باهظة جدًا؛ أنا لا أملك هذا القدر من المال. وكان جوابه عن ذلك: هذه علامةُ حاجتك الشديدة لمثل هذه المحاضرة. لو كنتُ مكانك، لاقترضتُ المال، أو شحذته، أو حتّى سرقته إن استطعت!

جواب مُفحم بلا شكّ.

نحن نواجه مثل هذا الموقف بأشكال مختلفة. في عصر الإنترنت والسرعة الفائقة، وجنون الإنتاجيّة، نجد أنّنا منهمكون في مهام لا نهاية لها. ويبدو لنا أنّنا منشغلون جدًا لدرجة أنْ لا وقتَ لدينا للتخطيط لكيفية تنفيذ هذه المهام.

وكما قال رجل المبيعات لزبائنه المحتملين، أقول لنفسي: الانشغال الشديد لدرجة عدم وجود وقت كاف للتخطيط علامةُ احتياجك الشديد للتخطيط.

فإمّا أن نسهرَ لنخطّط لما هو مهمّ، وإمّا أن نقضيَ حياتنا في إطفاء حرائق المهام العاجلة!

كيف تبيع محاضرة في عِلم الثّراء؟ Read More »

ماذا سيفقد الناس حين يفقدوك؟

فلنجعل هذا السؤال بوصلة لتعاملنا مع الناس. وبوصلة لحياتنا المهنية. وبوصلة لعلاقتنا بأسرتنا وأصدقائنا.

تُرى، لو مِتُّ اليوم، ماذا سيفقدُ النّاس؟

فقدنا بالأمس سببًا للسّعادة، فقدنا حُسنَ التعامل، والتواضع، والإبداع. فقدنا توني شِه.

ولكننا لم نفقد أثرَه. ما زالت السعادة تصل كلّ يوم وكلّ ساعة. وما زالت قِيَمُه التي زرعها حيّة مثمرة. وما زال عملُه خالدًا، وعِلمُه نافعًا.

ماذا سيفقدُ العالَمُ لو رحلْتَ؟

ماذا سيفقد الناس حين يفقدوك؟ Read More »

قرارُ الرّحمة

قرّر اليوم أن تختار الرّحمةَ كلّما سنحت لك فُرصة.

النّاسُ لا تذكرُ النّاس لعدلِهم. بل لرحمتهم.

مَن تقرّب إلى الله بصفاتِه نالَ نصيبَه منها يوم لقائه. مَن أراد رحمةَ الله فليرحم النّاس والدوابّ والأشياء.

قال تعالى: (وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا ۗ أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) – النّور٢٢

أذكرُ أناسًا توفّاهم الله ما رأيتُ أرحمَ منهم؛ رحمهمُ الله.

قرارُ الرّحمة Read More »

هل تذكر مَن كان ظلّك يومًا ما؟

حين ننمو، لا نزدهر وحدنا، بل نساعد في ازدهار كلّ مَن حولنا.

حين نملأ أكثر من مكاننا، يفيض الخير على العالَم كلّه، تدريجيًا.

حين تنمو الشجرة وتتفرّع غصونها، لا تُظلّ العالَمَ كلّه، لكنّ العالَم أفضل لأنّها فيه. يستطيع كلّ من يمرّ بها أن يستظلّ بظلّها، ولو قليلًا.

فلتكُن مثل تلك الشجرة؟

هل تذكر مَن كان ظلّك يومًا ما؟ Read More »

القبول شرط التخطّي

بمجرّد قبولنا لفكرة ما، يمكننا أن نتخطّاها لما بعدها.

يضرب سكُت بِك مثلًا في كتابه “الطريق الأقل ارتيادًا” بأنّ الحياة صعبة. ويقول أنّنا بمجرّد أن نتقبّل هذه الحقيقة، يمكننا أن نتخطّاها، وألا تعود مهمّة أصلًا. لأننا يمكننا أن نتعامل مع الحياة على ما هي عليه. لا على ما نتمنّاه منها.

وهكذا حقيقة أنّ العمَلَ مرهق. وأنّ دوام الحال من المحال. وأنّ كلّ هذا سيمرّ. وأنّ تغيير وضعنا يتطلّب تغييرًا من داخلنا… إلخ.

لن نتخطَّ تجربةً ما ما لم نقبلها. لن نستطيع التعامل مع ما نرفضه.

هل هناك ما ترفضه؟ هل تعطّل نفسك برفضه؟

القبول شرط التخطّي Read More »

سحر العادات البسيطة

الالتزام بعادة بسيطة يوميّة وعدم التكاسل عنها هو سرّ من أسرار تقوية عضلة الإرادة.

ثمّ تعرف في نفسك القدرة على المواظبة والاستمرار، فلا تتردّد في بدء عادة حديدة.

سحر العادات البسيطة Read More »

من السّهل أن تكره نفسك

أنت تعرف كلّ مساوئك. ونادرًا ما تعرف كلّ مساوئ شخص آخر. تعرف كلّ ما تفكّر به، وكلّ ما اقترفته من خطايا.

لذلك يسهل على الإنسان احتقار نفسه.

التصالحُ مع النفس هو أساس السلام الداخليّ. كما أن التصالح مع الغير هو أساس علاقتك معهم.

من السّهل أن تكره نفسك Read More »

العائلة

يرافقونك في الصّعاب.

يؤثرون سعادتك على راحتهم.

يقفون بجانبك حتّى لو كنتَ متهوّرًا.

يساندونك حتّى لو كنت غبيًّا.

يحبّونك حتّى لو كنتَ لا تُطاق.

هذه الصفات نادرة خارج العائلة، وغيابها في العائلة نادر كذلك.

ولكن، لكلّ منّا الخيار أن يكون هذه العائلة لشخص ما، ربط بينهم الدم أم لم يربط.

العائلة Read More »

لم أكن أقصد

كلمة أنانية.

ضاعت فرص، وتحطّمت علاقات، ومات أناس …

ولكنك لم تكن تقصد!

القَصد لا يهمّ. انظر في أثر أفعالك.

لم أكن أقصد Read More »

الفكرة فكرة لا أكثر

سواء كانت تلك الفكرة إيجابيّة أم سلبيّة.

يقول العقّاد في كتابه “سارة”: وإنّ قبلةً تتمنّاها لهي خيانة في الضّمير. ولا فرق بين خيانة الضمير وخيانة الواقع إلّا التفيذ.

وأقول: بل التنفيذ هو كلّ شيء. ما لَم يُنفّذ، لا يُحتسب.

مَن عوّل على الأفكار، تكاسَلَ أو تباكى.

مَن يفكّر في مشروعات كبيرة، ويحلم أحلامَ اليقظة طول اليوم، لن يتحرّك لتنفيذها وسيكتفي بحسن النيّة.

ومن يفكّر في أشياء لا يرغب في التفكير فيها سيظلّ يلوم نفسه ويبكي على حالِه.

أقول: الفعل مربط الفرس. حمدًا للّه أنّه يحاسبنا فقط على ما نفعله. التفكير سهل. والتفكير لا يسهل التخلّص منه.

الفكرة فكرة لا أكثر Read More »

مراجعة ربع سنويّة

كم مرّة في الشهور الثلاثة الأخيرة جلست مع ورقة وقلم وراجعت أهدافك، وطموحاتك، ورؤيتك لحياتك؟

كم مرّة جلست مع ورقة وقلم لتخطّط للمستقبل، وما تودّ تحقيقه في الشهور الثلاثة التالية؟

كم مرّة جلست وعدّدتَ صفاتك وراجعت تصرّفاتك وحاولت الاستدلال بما تفعله عن شخصيتك وفلسفتك في الحياة.

كم مرّة؟

في المؤسّسات العالمية، تراجع الشركة أهدافها وخططها كلّ فترة منتظمة. هناك اجتماعات أسبوعيّة وشهريّة وربع سنويّة ونصف سنويّة وسنويّة. في كل فترة جديدة، نراجع ما كان، وما نريد أن يكون، ونلتزم أمام كلّ من حضر بأهداف محدّدة للفترة التالية.

ربّما الأمر يستحقّ المحاولة.

مراجعة ربع سنويّة Read More »

عشرة مَعارف

افتح قائمة معارفك. الأرقام المسجّلة على هاتفك، أو أصدقائك على الفسبك، أو لنكد إن. اختر عشرة من معارفك الذين لم تتواصل معهم منذ سنوات، وأرسل لهم رسالة أو اتّصل بهم.

أعد بناء جسر من التواصل مع واحد من هؤلاء العشرة في كلّ شهر. أصبح الآن لديك تمرين جيّد تعمل عليه في الشهور العشرة القادمة.

سلهم عن أحوالهم. ابحث عن طرق لتساعدهم. ربّما تعرف شخصًا يستطيع مساعدة أحدهم في مرحلته الحالية. أو ربّما لديك مهارة يمكنك تعليمهم إيّاها.

ربّما من كلمة عابرة يقولـونها دون اكتراث، تتعلّم الكثير.

لأنّهم بعيدون عنك كلّ هذه الفترة، فقد تعرّضوا لخبرات لم تتعرّض لها. وبالتالي قادرون على مساعدتك بأشكال لن تفكّر فيها.

لا تبحث عنهم بغرض “الأخد”، وإنّما بغرض “العطاء”. ستجد أنّهم أسعد بالتواصل معك.


*الفكرة مأخوذة من كتاب “أخد وعطاء” لآدم جرانت.

عشرة مَعارف Read More »

حتّى يحبّك النّاس

مَن جَمُلَ لسانُه أحبّه النّاس وأحبّوا مجالسَتَه.

هل تزن الكلام قبل النّطق به؟

هل تسارع بملاحظة السيّء وتعلّق عليه؟ أم هل تبحث بتأنٍّ عن شيء جميل وتعلّق عليه؟

هل ترى صديقك فتوبّخه على أمر بدر منه؟ أم تشكره على معروف صنعه٫ أو تعبّر له عن إعجابك بقميصه؟

مَن تحرَّ الفُرَص ليقدّم مدحًا صادقًا، تحرّ النّاسُ الفُرَص لمجالسته.

كُن جميل اللسان عفيفَه، تكُن محبوبًا.

حتّى يحبّك النّاس Read More »

نجاحٌ نحاوله

كثيرًا ما أسأل مَن أقابلهم: ماذا ترجو؟ بمَ تحلم؟ وكثيرًا ما تكون الإجابة: أرجو أن أكون ناجحًا.

فأُتبع سؤاليَ سؤالًا: ما هو النّجاح في رأيك؟

ثمّ استوقفني أحدهم اليوم قائلًا: ربّما لا ينبغي أن نركّز أكثر من اللازم على تعريف النّجاح بقدر ما ينبغي علينا التركيز في محاولة النجاح. ربّما ينبغي علينا أن نتساءل سؤالًا آخر: فيمَ نحاول أن ننجح؟

أظنّه محقّ. ربّما نقضي وقتًا طويلًا في التعريفات والتنظير للنجاح ونحن لا نعمل ولا نبتكر ولا نبدع.

سأعدّل سؤالي فيما بعد ليكون: فيم ترجو النّجاح؟

نجاحٌ نحاوله Read More »

ما لا نفعله

يدلّ علينا كما يدلّ علينا ما نفعله.

ما لا نقوله يدلّ علينا كما يدلّ علينا ما نقوله.

الأماكن التي لا نذهب إليها تدلّ علينا كما الأماكن التي نذهب إليها.

مَن لا نصاحبهم يدلّون علينا كما يدلّ علينا مَن نصاحبهم.

إذا أردنا أن نعرف أنفسنا، فلننظر إلى ما لا نفعله أيضًا. ربّما نندهش.

ما لا نفعله Read More »

خمس دقائق

الدقائق الخمس في مصر وحدة زمنيّة مستقلّة لا علاقة لها بعقارب الساعة. حتّى أنّها صارت مادّة للسخرية في الأفلام.

ولكن، هناك أشياء يمكننا فعلها في خمس دقائق فعلًا، ويكون لها أثر عظيم على نجاحنا وسعادتنا. منها ما يلي:

يمكنك بناء عادة يوميّة حيث شكر الله والتعبير عن امتنانك لما أنعم الله به عليك لمدّة خمس دقائق.

يمكنك التواصل مع صديق قديم لك أو لم تره منذ فترة طويلة لمدّة خمس دقائق.

يمكنك استغلال خمس دقائق من يومك في تمارين رياضيّة سريعة ومكثّفة.

يمكنك أن تنظر حولك، وتبحث عن شخص ربّما يستفيد من معروفٍ تستطيع تقديمه له في خمس دقائق.

يمكنك أن تتلفّت حولك، وتبحث عن شخص يمكنك التواصل معه وبناء جسر من المودّة في خمس دقائق.

يمكنك أن تعتاد كتابة خاطرة كلّ يوم، لا تستهلك سوى خمس دقائق.

الأفكار لا نهائيّة.

هذه الدقائق الخمس، إذا أحسنتَ استغلالها ستكون وحدة زمنيّة مستقلّة بذاتها، تقدّم لك فائدة تتضاعف مع مرور الوقت.

خمس دقائق Read More »

العفو الإلهيّ

حين يعفو الإنسان عن الإنسان، يكتفي عادةً بطيّ صفحة الخطأ. يذكرُها حين تتكرّر الملابسات أو تأتي ظروف مشابهة للظروف التي حصل فيها الخطأ أوّل مرّة. أي أنّ الإنسان لا ينسى حقًا، ولا يعفو تمامَ العفو.

قد يشعر أنّه عفا، لأنّه لم يعُد يعاتب. ولكن، من ذَكّر بالخطأ، ولو بعد حين، لم يعفُ.

حين يعفو اللهُ عن الإنسان، تُمحى صفحة الخطأ تمامًا، ويبدّلها له الكريمُ بصفحة من الحسنات.

مَن استطاع أن يعفوَ تمامَ العفو، ويمحو الصفحة تمامًا ولا يكتفي بطيّها فقط، كانت فيه صفة إلهيّة.

يقول د. مبروك عطيّة أنّ من أراد التقرّب إلى الله، فليتقرّب إليه بصفاته. فمَن أراد كرَم الله أكرمَ النّاس، ومن أراد عفوَ الله عفا عن النّاس.

العفو الإلهيّ Read More »

مقاييس

لا يُقاسُ الإيمان في لحظات النّصر، وإنّما عند الابتلاء.

لا يُقاسُ الصّبر وقت الرّخاء، وإنّما في الشدائد.

لا يُقاس الكَرَم في اليُسر، وإنّما حين تكون الموارد قليلة.

لا تُقاس الإنتاجيّة في الأيّام الجيّدة فقط، وإنّما حين تزدحمُ عليك المهام.

لا تُقاسُ الرّحمةُ وأنت مهزوم، وإنّما عند المقدرة.

لا يُقاسُ الحُبُّ وقت الصفاء، وإنّما حين يجفو الطرف الآخر.

مقاييس Read More »

إشارة (٨١)

لا يمكنك أن تسمع وأنت تتكلّم.

لا يمكنك أن تفهم وأنت لا تسمع.

لا يمكنك أن تتقمّص مشاعر مَن يحاورك وأنت لا تفهم.

لا يمكنك أن تتواصل حقًّا مع النّاس وأنت لا تتقمّص مشاعرهم وتنظر بعدساتهم.

لا يمكنك التأثير في النّاس واكتساب الأصدقاء وأنت لا تتواصل معهم تواصلًا حقيقيًّا.

كما ترى، الخطوة الأولى للتواصل الحقيقيّ هي أن تصمت.

إشارة (٨١) Read More »

سعيُك لن يوصّلك

ولكنّك لن تصل بدونه.

السعيُ شرط لتحظى بفرصة في الوصول. ولا يوصّلك سوى توفيق الله لك وبركته.

فلا تغترّ بسعيك ضمانًا للوصول. ولا تقل وصلتُ لأنّي سعَيت. بل قل وصّلني اللهُ بتوفيقه.

سعيُك لن يوصّلك Read More »

الأبطال

سجّل قائمةً بالأبطال الذين تتطلّع أن تكون مثلهم في بعض أمورهم. أضف إليها كلّ فترة بطلًا جديدًا.

الأبطال لا يشترط فيهم القوّة الخارقة. إنّما هم ناس من النّاس. غير أنّهم استثنائيّون في ناحية من النواحي. هم أبطالك في هذه الناحية.

الأبطال ليسوا مثلًا أعلى؛ ليسوا شخصيّات كاملة. هم فقط متميّزون.

الأبطال ليسوا مشهورين بالضرورة. قد يكون بطلك شخصًا عاديًا تمامًا، إلا أنّه غير عاديّ.

والسؤال الذي أوجّهه إليك: هل أنت البطل في قائمة أحدهم؟

الأبطال Read More »

كلُّ ما يجوز يجوزُ ضِدُّه

إذا تحوّلتَ من الشعور بالسّعادة إلى الشّعورِ بالحُزن، فتحوّلك من حزنِك إلى السّعادة مرّة أخرى جائز.

إذا تحوّلت من الصّحةِ إلى المرَض، فتحوّلك من المرض إلى الصّحّة جائز.

إذا تحوّلت من الغنى إلى الفقر، فتحوُّلك من الفقر إلى الغِنى جائز.

إذا جازَ الشّرُّ فالخيرُ جائز. لهما نفس الفُرصة.

وكذلك إذا لَم يجُز الفشل، لَم يجُز النّجاح. فإذا مشَيت “جنب الحائط” خوفًا من الفشل أو النّقد، لن تجد نجاحًا أو احتفالًا.

كلُّ ما يمكن أن يفشل، يمكن أن ينجح.

وهكذا، لا شيء يستحقّ المحاولة، إلّا ما يمكن الفشل فيه.

كلُّ ما يجوز يجوزُ ضِدُّه Read More »

الصُّدفة

انتبه لما يحدث دون سابق تخطيط منك.

لا شيء يحدث بلا سبب. وَكُلُّ شَيْءٍ عِندَهُ بِمِقْدَارٍ.

فكّر لماذا جعلك الله في هذا الموقف تحديدًا في هذه اللحظة؟

كيف تستفيد من هذه اللحظة؟

ماذا لو تبنّيت هذه الفكرة الجديدة التي لم تكن لتتعرّض لها لولا أن صار كذا وكذا؟

الصُّدفة Read More »

الإيمان

أن تسير وأنت تعرف أنّك لا تعرف الطريق.

أن تسعى وأنت تعلم أنّ سعيَك -وحدَه- لن يوصّلك.

أن تجتهد وأنت تعلم أنّ الخطأ وارد.

أن تهزّ جذع النّخلة وأنت على يقين أنّ قوّة ساعدك لا تكفي لتتساقط الرُّطَب.

إنّه الإيمان بأنّك ستحصد أكثر ممّا تزرع. هذا هو القانون.

وكذلك ربّما لا تحصد شيئًا. هذا هو القانون.

الإيمان يحرّكك حتّى لو لم توقن بالنتيجة.

الخوف يشلّ حركتَك حتّى لو أيقنت بالنّتيجة.

الإيمان فكرة، والخوف فكرة.

الإيمان Read More »

تبسَّم

ماذا لو كنتَ ستلقي محاضرتك الأخيرة اليوم وليس لديك سوى دقيقة واحدة أمام الجمهور المحتشد في المسرح، ماذا ستقول لهم؟

شغلَ آندي أندروز نفسه بهذا السؤال وأخبرنا بإجابته في كتاب القرارات السبعة. ستكون محاضرته الأخيرة كالتّالي: تبسّم حين تتحدّث.

انتهت المحاضرة.

يقول آندي أنّ هذه الصفة البسيطة كفيلة أن يحبّك النّاس ويسعون للعمل معك، وبالتالي كفيلة بضمان حياة كريمة لك. مَن أحبّه النّاس وأحبّوا التعامل معه، سيتقدّم بسرعة في جوانب حياته المختلفة.

والسّرّ الذي يضمن لك حبّ النّاس هو أن تبتسم حين تتحدّث.

حاول الانتباه إلى تعبيرات من حولك حين يتحدّثون، مَن منهم يبتسم؟ ماذا عن تعبيراتك أنت؟ ماذا لو تبسّمت؟

تبسَّم Read More »

عُد طِفلًا

ضمانُك الوحيد للوصول هو أن تستمرّ.

الطّفلُ لا يتوقّف عن محاولته المشي مهما تعثّر وسقط. لا يهدأ حتّى يمشي. ثمّ لا يهدأ حتّى يركض. ثمّ لا يهدأ حتى يقفز. ثمّ يكبر، ويهدأ تمامًا .. وينسى ما تعلّمه طفلًا بفطرته.

يسعى قليلًا ثم تفتر عزيمته. يمشي قليلًا ثمّ يلتفت. يحاول قليلًا ثم يتراجع.

عُد كما كنت؛ عنيدًا لا يُثني عزمَك شيء.

عُد طِفلًا Read More »

الإصرار، بلا استثناء

كان هذا هو آخر القرارات السبعة التي تميّز كلّ مَن وصل إلى تحقيق ما يريد. الإصرارُ في مواجهة النّقد، والخوف، والفشل، والرّفض، واللوم، وتثبيط الهمّة.

كلّنا نعرف أنّ الفشل ليس إلّا قرار بالاستسلام. ولكن مَن عرف أسرار الإصرار عرف أنّ الاستسلام واجب في كثير من الأحيان.

يكون الإصرار مجديًا فقط حين تكون في المنخفض، حين تعرف يقينًا أنّ هناك جنّة خلف هذه العقبات.

أمّا إن كان الطريق يؤدّي إلى الهاوية، أو يظلّ كما هو لا يؤدّي إلى شيء، فالإصرار قرار خاطئ. ونحن من يحدّد أين يقودُ الطريق حتى نحدد كيف نتعامل معه.

وإذا كان الإصرار مفتاح الوصول، فهو مضمون فقط حين نقرّر ألّا نستسلم أبدًا، بلا استثناء. وجود خطّة بديلة يوحي بعدم جدّيّتك في إصرارك.

الإصرار، بلا استثناء Read More »

موعد مع أيّامك التالية

في كلّ بداية، قرار. هل يستبشر بها المرء أم يتطيّر؟

يرى أحدهم أنّ البدايات فرصة جديدة للتطوير. ويستبشر أنّه تعلّم من أخطائه السابقة، وتراكمت لديه خبرات ستجعل هذه البداية مختلفة وأفضل مما سبق.

ويرى الآخر أنّ حياته سلسلة من المحاولات الفاشلة، أو التجارب الكئيبة، فيتطيّر بها ويقول في نفسه: هي كسابقتها، كلّها شؤم.

والعجيب أنّ المرء لا يبذل جهدًا أو مالًا إذا استبشر، ولا يتطلّب منه ذلك المزيد من الطاقة. نفس الطاقة المبذولة لنفكّر سلبيًّا هي المطلوبة لنفكّر إيجابيًا.

فما ضرّنا إن استبشرنا؟

يقول د. عائض القرني: وبَشّرِ النّفسَ فالبُشرَى مَواعيدُ.

وأقول: وكذا الشؤم موعد. فانظر مَن تُواعد!

موعد مع أيّامك التالية Read More »

إشارة (٨٠)

يهربُ النّاس من تحمّل المسؤولية.

يهرع الناس لتلقّي الثناء.

مَن يحمل المسؤوليّة، ولا يعبأ بالثّناء، يتسابق الناسُ للعمل معه.

إشارة (٨٠) Read More »

عِنادُ الرّأي

قد يظنّ الناس فيك التعنت والعناد لأنّك لا تتبع آراءهم. وربّما تكون معاندًا فعلًا. ولكن هناك احتمال آخر أيضًا.

بالنسبة إليّ على الأقلّ، أنا موقن أنّ رأيي قد يكون خطأً، بل أنّه يكون فعلًا خاطئًا في كثير من الأحيان. ما يعني أنّني أتلمّس طريقي لا زلت.

إن كنت لا أثق حتّى برأيي، فكيف أثق برأيك أنت؟

لكلّ إنسان رأيه الخاصّ، وكلّنا نحتمل الخطأ. فليس من الحِكمة أن ندفع الناس نحو آرائنا، أو أن نقول عليهم معاندين حين لا يتبعون ما نفكّر فيه.

عِنادُ الرّأي Read More »

ماذا نحبّ؟

لا يمكنك العَيش في الحياة بلا تخصّص. ينبغي عليك أن تكون مميّزًا في شيءٍ ما. شيءٌ يُعلي قيمتَك لأنّه لا أحد يفعله مثلك.

ولكن، كيف تكتشف هذا الشيء؟

لا يمكنك اكتشاف “الشيء الذي يميّزك” وأنت في الثانية والعشرين! لنكتشف ما نحبّ، علينا أن نجرّب كثيرًا.

نجرّب ما نظنّ أنّنا نحبّه، وما نظنّ أنّنا لن نحبّه كذلك. من السهل أن نعرف ما نكره، ولكنّنا نحتاج الكثير من التجربة والخطأ لنعرف ما نحبّ.

فجرّب. واصبر. ستعرف بعد حين.

ماذا نحبّ؟ Read More »

املأ أكثر من مكانك

بهؤلاء يتقدّم العالَم.

الكرماء الذين يقومون بأكثر من المطلوب. الذين يعطون من روحهم، وفكرهم دون حساب.

بهؤلاء يتقدّم العالَم.

ليس فقط بالمخترعين والعلماء، وإنّما بكلّ من يهتمّ بإخلاص.

كُن منهم. املأ أكثر من مكانك.

املأ أكثر من مكانك Read More »

إشارة (٧٩)

لا يمكننا إيقاف المُدخلات المتنوّعة التي تتسرّب إلى عقولنا كل يوم. ما يمكننا فعله هو اختيار مُدخلات بديلة تُزاحم هذه التي لا نرغب فيها.

إشارة (٧٩) Read More »

حين يفارقُ وعيُنا الواقع

يحكي العقّادُ في قصّته البديعة “سارة” عن موقفٍ واجَهَ بطل القصّة أظنّنا نتعرّض إليه كثيرًا دون أن نشعر. وهو حين نجهد أنفسنا بالتفكير في أمرٍ ما لنصل إلى قرار، بينما عقلُنا الباطن قد اختار لنا وتبعته تصرّفاتنا بالفعل.

يكون تفكيرنا الواعي في هذه الحالات أبطأ كثيرًا من تصرّفاتنا. نحن نفكّر إذا ما كنّا نريد سلوك الطريق أم لا، بينما نمشي في الطريق بالفعل.

وكأنّ عقلَنا الواعي يرفضُ، بشكلٍ ما، الاعتراف بهذا القرار. ولكنّه، شاء أو أبى، سيعترف في النهاية. سيعترف حين ينطر فيرى نفسه قد وصل، وهو لا يزال يفكّر إذا ما كان يريد التحرّك أم لا.

يفارقُ عقلنا الواعي الواقعَ. ربّما احتجاجًا عليه. وربّما تكبّرًا. وربّما توهّمًا. ولكنّنا نكون قد اتّخذنا القرار منذ زمن بعيد.

حين يفارقُ وعيُنا الواقع Read More »

ما نُربّيهم عليه

الأمّ التي تصرخ في وجه طفلها حين لا ينفّذ طلبَها مباشرةً تربّيه على ألّا ينفّذ الطلب إلّا حين تصرخ.

من السّهل ملاحظة أنّ حدّة الصراخ تزداد مع الوقت ولا تنقص. لو كان الصراخ يعلّمه الطاعة من البداية لنَقُصت حدّته مع الوقت.

وكذلك الموظّف الذي يربّيه مديره أنّه يراقب كلّ حركة ويصرخ في وجهه حين يخطئ يعتاد أن ينتظر الصراخ كلّ يوم.

فلننظر، إذَن، ما نعوّدهم عليه.

ما نُربّيهم عليه Read More »

الكاتبُ ممثّل أيضًا

يمثّل دورَ الحكيم أحيانًا، ودورَ القاصّ أحيانًا، ودورَ الفقير أحيانًا، ودور الغنيّ أحيانًا. يمثّل في أدوار سعيدة، وأدوار حزينة، وأدوار خيّرة وأخرى شرّيرة.

الكاتب يتقمّص أمزجة مختلفة حسب سياقات كتاباته.

المزاج الذي يتقمَصه الكاتبُ لا يعبّر بالضرورة عن حياته هو وقراراته. وإنّما عن فكره أو خياله أو كلَيهما.

الكاتبُ ممثّل أيضًا Read More »

اكتُب

قليلٌ هم مَن يكتبون أهدافهم، وقِيَمَهم، ومخاوفهم، وأفكارَهم. سَل أوّل مئة شخص تقابلهم، وربّما لا تجد بينهم خمسة محتفظين بهذه القوائم مُدوّنةً مكتوبة.

الكتابةُ تثبتُ الفكرة وتثبّتها. وتمكّنك من العودة إليها ومراجعتها وتنقيحها والتعديل عليها وتحسينها حتى تصبح الجملة الأمثل، أو الفكرة الأوضح.

التفكير المجرّد دون كتابة وتقييد كأنّك في البرّ والغَزال من حولك، كلّما رأيت واحدة أبديت إعجابك بجمالها ثمّ تركتها ولم تصطدها.

“العِلمُ صَيدٌ، والكتابةُ قَيدُه. قيّد صُيُودك لا تدعها طالقة.”

اكتُب Read More »

الحالات القصوى

لا تحدث كثيرًا. فهي، إن كثرت، أصبحت حالات عاديّة. ولكنّها، حين تحدث، تكشف لك عن حقيقتك.

لن يصدم لك أحدهم سيارتك كلّ يوم. لن تخسر صديقًا كلّ يوم. لن يتوفّى أحد أحبابك كلّ يوم.

هذه الحالات القصوى تكشف لنا عن حقيقتنا لأنّها مفاجئة، وغير مخطّطٍ لها.

نحن لا نتوقّع حدوثها، ولا نعرف ماذا سنفعل لو حدثت. فنتصرّف بتلقائيّة، فنعرف إن كنّا سريعي الغضب أم لا، متهوّرين أم لا، ما زلنا نتمتّع بالشعور أم لا، كيف نتصرّف حين نغضب، كيف نتصرّف حين نُظلم، كيف نتصرّف حين نَظلِم، كيف نعتذر حين نخطئ … إلخ.

في كلّ حالةٍ قصوى درسٌ مستفاد.

ليس درسًا محدّدًا سلفًا، وإنّما درسٌ يختار الواحدُ منّا أن يتعلّمه.

فاختر درسَك.

الحالات القصوى Read More »

ليت الأيام تعود

هذا كل ما نتمنّاه الآن. أليس كذلك؟

ولكنّنا قلّما نتوقّف لنسأل: ما الذي غيّر الأيام؟

في فترة ما، كان ما نتمنّى اليوم بين يدينا، ونحن ضيّعناه.

لمَ لا ننتبه قبل فوات الأوان؟

لدينا الفرصة الآن. اليوم. ربّما نتمنّى غدًا أن يعود إلينا هذا اليوم. فماذا نحن فاعلون به الآن وهو بين يدينا؟

ليت الأيام تعود Read More »

كُن تجربتك الخاصّة

ماذا لو؟ ماذا سيحدث؟ كيف سأتصرّف؟ كيف ستكون النتيجة؟

جرّب. ثمّ لاحظ. ثمّ افهم. ثمّ عدّل مسارَك.

الخسارة الأكيدة هي خسارة فرصة الفهم والتأمّل.

إن أردتَ فَهم نفسك، جرّبها.

كُن تجربتك الخاصّة Read More »

قرار واحد سيحدّد مصيرك

قرار واحد يفصلك عن حياتك القادمة كلها.

قرار واحد سيحدّد مصيرك. سيغيّر حياتك تمامًا.

خطوة واحدة نحو اليمين أو اليسار تغيّر وِجهتك التي ستصل إليها بعد عشر سنوات.

هذه الكلمة التالية، هذه الخطوة التالية، هذا القرار الذي تمكث أمامه، هذا الطريق الذي تفكّر في السعي فيه… كُن حريصًا.

كُن صديقًا لمَن ستكون بعد سنوات.

لا تستهن بكلّ خطوة صغيرة.

قرار واحد سيحدّد مصيرك Read More »

إشارة (٧٨)

تقمُّصُ شخصيّة الحكيم فعل حكيم.

الكاتب يتقمّص شخصيّة الحكيم كلّما كتب.

أحد خصائص الكتابة أنّها تمرين للعقل على الحكمة.

إشارة (٧٨) Read More »

الدّافعُ الثالث

في الإنسان دافعٌ غريزيّ للبقاء. من أجله يبحث عن مأوى وطعام وزوج.

وفي الإنسان دافعٌ نحو المادّيّات. من أجله يبحث عن المكافآت الماليّة في كثير من الأحيان، وعلى هذا الأساس بُنيت المصانع.

وفي الإنسان دافعٌ لتجنّب العقاب. يجعله يبتعد قدر المستطاع عن المخالفات المروريّة مثلًا أو الخروج عن القانون. وهذا النّوع الثاني من الدّوافع يمكن تسميته بالدّوافع الخارجيّة. البحث عن الثواب، والهرب من العقاب.

ولكنّ هذَين الدّافعَين لا يفسّران قيام الإنسان بالأعمال الخيريّة مثلًا، ولا باهتمامه أن يتطوّع بوقته وخبرته وموارده ليخدم الآخرين. كذلك لا يفسّر تَوق الإنسان إلى أمرٍ ما لا يجني منه ربحًا مباشرًا ولا يجنّبه عقابًا واضحًا. مثل تَوقه إلى التحدّي والنّموّ.

الدّافع الثالث هو دافعٌ داخليّ. مصدرُه الإنسان نفسه، روحه التوّاقة إلى الترقّي أبدًا. هذا الدّافع هو المسؤول عن كلّ ما هو فنّ وإبداع.

هذا الدّافع الثالث هو موضوع كتاب (الدّافع) لدانيِل پنك، الذي سنناقشه قريبًا. سجّل الآن في ورشة كتاب (الدّافع) لتحصل على سعرٍ خاص حين تضع كلمة BLOG في المكان المناسب.

الدّافعُ الثالث Read More »

الإنسان بين اللا شيء ومركز العالَم

أنت واحدٌ من ما يقرب من ثمانية مليار شخص يعيشون على الأرض.

تكادُ لا تُرى.

أيُّ أثرٍ يمكنك أن تترك؟

أنت واحد، ولكنّك، على مدار حياتك، تقابل ألفَ شخص أو يزيدون. ما يعني أنّك على بُعد إنسان واحد من مليون شخص حول العالَم.

وعلى بعد اثنين من مليار شخص.

أنت شبكةٌ لا يستهان بها من المعارف.

أيُّ أثر يمكنك أن تترك؟

طريقتان للتفكير في وجودنا. فانظر أيّ الطّريقتين أنفعُ لك.

الإنسان بين اللا شيء ومركز العالَم Read More »

ثُمّ تعتادها

هل تذكر أوّل مرّة شاهدت فيها منظرَ الدّم على الشاشة؟ ربّما كانت قنبلة تمثيلية في فيلم أو رجلًا ذبح عدوًّا له أو رصاصةً أصابت أحد أفراد العصابة في المسلسل .. وربّما حتّى كان مشهدًا في الأخبار.

لا بدّ أنْ سرتْ في جسدك قشعريرة حينها وتقلّصت ملامح وجهك وربّما جحظت عيناك من الذهول.

اليوم نسمع عن وفاة العشرات ولا نحرّك ساكنًا ولا نتأثّر أبدًا. لقد اعتدنا هذه الأخبار، وهذه المشاهد.

أذكر جيّدًا أوّل مرّة عرفتُ فيها أنّ فلانًا صديقي يدخّن السجائر كدتُ أن أقطع علاقتي به تمامًا. واشترطتُ عليه أنْ لو تريد مرافقتي لا تدخّن وأنا معك. كان الأمر مفاجئًا ومربكًا بالنسبة إليّ.

اليوم بعض مَن أعرفهم يدخّن الحشيش ويشرب الخمر، ولا يثير ذلك عَجَبي على الإطلاق.

وهكذا نعتاد كلّ ما نتعرّض إليه مرارًا وتكرارًا. فلنختر ما نعرّض أنفسنا له.

ثُمّ تعتادها Read More »

أبقِ العادةٍ حيّة.

تكوين العادة أهم من نتيجة العادة نفسها. بمعنى أن إبقاء العادة حيَة هو الهدف الأسمى. ّ

أبقِ العادةٍ حيّة. Read More »

هل تستطيع أن تكون من الأوائل؟

أذكرُ أنَّ صديقي قال لي مرّة ونحن بعدُ طُلّابًا في الجامعة -ولم نكن من المتفوّقين- أنّنا لو أردنا التميّز والتفوّق على زملائنا لفعلنا؛ كلّ ما في الأمر أننا لا نستذكر دروسنا بما يكفي لنكون في الصفوف الأولى، ولو أردنا لفعلنا ولما احتجنا إلى مجهود كبير.

ولكنّنا لم نفعل على مدار خمس سنوات. وتخرّجنا من الجامعة ونحن ما زلنا في مرتبك وُسطى بين زملائنا.

كثيرًا ما نشعر أنّنا نسير في طريق ما لأنّنا قررنا بكامل وعينا السير فيه، وأننا نعرف تمامًا ما نفعل، وأنّنا -متى أردنا- نستطيع سلوك الطريق المعاكس.

لكنّها خُدعة.

في الجامعة، لم نستذكر دروسنا بما يكفي على الرغم من ذكائنا وسرعة استعيابنا لها لو فعلانا.

ولن نغيّر الطريق متى أردنا. لأنّنا دائمًا نريد، ولا نفعل. فلا تغترّ.

هل تستطيع أن تكون من الأوائل؟ Read More »

فتّش عن نواياك

لا تكتفِ بالكلام الذي اعتدت أن تقوله. فكّر جيّدًا فيم تفعل، ولِمَ تفعله.

لماذا هذه اللحظة بالذات؟ مع مَن أنت؟ هل هناك موقف شبيه في الماضي؟ ما هدفك من هذا التصرّف؟ ماذا لو رأيتَ شخصًا آخر يقوم به، ماذا ستظنّ به؟

هكذا ترى نفسَك في ضوءٍ مختلف، فتتجنّب انحيازات التفكير التي تجعلك تؤيّد ما تفعل بالحُجج والبراهين، وربّما تكشّف لك جزء لا تعرفه من نفسك.

فتّش عن نواياك Read More »

لا تُعَرِّ نَفسَك

أعودُ وأذكرُ كلمةً قالها أحمد أمين في كتابهِ: حياتي، حين قدّم له قائلًا أنّه قد أخفى جوانب من نفسه لم يَبدُ له أنّ ظهورها ينفع القارئ في شيء.

قال أحمد أمين: فكما لا نستسيغ عُري كلّ الجسد لا نستسيغ عُري كلّ النَّفس.

كثيرًا ما نغفل عن هذه الحقيقة ونعرّي أنفسنا فلا نحصد سوى الشَوك، فاستُر عَورات نفسك كما تستر عورات جسمك.

لا تُعَرِّ نَفسَك Read More »

الإنسان يواجه أعطالًا فنيّة

كما في الحاسوب والتطبيقات. يعمل التطبيق بشكل عاديّ جدًا، إلى أن يحدث خلل ما يجعله يتصرّف بطريقة غير طبيعته.

ربّما يكون الإنسان عاديًا جدًا .. إلى أن يحدث خلل ما، يجعله يتصرّف بطريقة غير طبيعته.

ولكن، على عكس الحاسوب والتطبيقات، لا يمكننا تقصّي هذا العطل الفنّيّ بدقّة في الإنسان. فهو ذاته لا يعرف تحديدًا ما الذي دفعه ليتصرّف هكذا، أو كيف نشأت عنده هذه الفكرة التي تصرّف على أساسها.

أهو عطل فنّيّ عابر؟ أم خُلُق راسخ؟

مَن الحكَم؟

الإنسان يواجه أعطالًا فنيّة Read More »

السّرّ في الالتزام

أن تستمرّ في الظهور. أن تكون حاضرًا. أن نستطيع الاعتماد على ذلك.

لا يمكنك العمل في شركةٍ مرموقة إلّا لو أمكن لرئيسك ومرؤوسيك الاعتماد عليك. يقينُهم بأنّك ستكون موجودًا غدًا، وستقوم بعملك على أكمل وجه، مهما كانت الظروف، يُسيّر حياةَ الشركة.

تخيّل لو لم يعرف أحدٌ إذا كنت ستأتي أو لا. ماذا لو لم يستطع أحد توقّعَ ظهورك من عدمه؟ هل ستكون أهلًا لثقتهم؟

بالطبع لا.

كيف أتابع محتواك إن لم أعرف موعد ظهورك؟ كيف أرشّحك لأصدقائي إن لم تلتزم؟

وهكذا أيّ شيء تفعله. التزامك واعتماد مَن ينتظرك عليك هما مفتاح بناء الثّقة.

السّرّ في الالتزام Read More »

فُرصةٌ ضائعة

من وجهة نظر مَن؟

ربّما تمرّ بتجربةٍ تحوّل حياتَك تمامًا وتترك فيك أثرًا بالغًا فتشعر أنّ كلّ النّاس بحاجة إلى المرور بنفس هذه التجربة، وإلّا كانوا خاسرين.

تأخذنا سَكرةٌ ما تُنسينا أنّ لكلٍّ منّا طريق، ولكلّ منّا ظروف مختلفة.

ألَم يمرّ غيرُنا بهذه التجربة مثلنا، ولكنّ الأثر الذي تركته فيهم مختلف؟ لماذا نغفل عن هذه الحقيقة الواضحة؟

كلٌّ بحاجةٍ إلى قَدْرٍ مختلف مِن الفُرَص. فلا تندم على فُرصةٍ ضاعَت، أو أثرٍ وجدته عند غيرك لم تجده فيك. ولا تلحّ على أحدٍ في انتهاز فرصة تراها مناسبة له، لأنّك لا تعرف ما بداخله.

فُرصةٌ ضائعة Read More »

لديك دائمًا أكثر ممّا تظنّ

إذا حاولت إحصاء النِّعَم، وأجبرت نفسك على الكتابة، سينقضي عمرك دون أن تنتهي. حتّى لو لم ترَ ذلك الآن. ابدأ واصبر على الكتابة، وسترى بنفسك.

إذا أردتَ إنجاز مهمّةٍ ما، وظننت أنّك لا تستطيع، ففكّر ثانيةً. إن صبرت على إتمامها، ستتمّ. جرّب، وسترى بنفسك.

إذا ظننتَ أنّك لا أصحاب لديك. ولا أحد يحبّك. فكّر ثانيةً. إذا أنعمت النظر، سترى.

لديك أكثر ممّا تظنّ.

لديك دائمًا أكثر ممّا تظنّ Read More »

حماس البدايات أمرٌ مخادع، وضروريّ

مخادع لأنّه لا يدوم. وضروريّ لأنّ بدونه لن تبدأ أبدًا.

إذا كنت في البداية بحماسة منتصف الطريق، أو بالأحرى، تشعر بملل شديد، وتيه، فما الذي سيدفعك لتبدأ؟

لا تغترّ بالحماس، فترمي بنفسك فيما لا تطيق. ولكن، لا تضيّعه دون استفادة منه كذلك.

حماس البدايات يشبه مرحلة الوقوع في الحبّ. حين لا ترى في محبوبك سوى كلّ ما يميّزه، وتغفل عن أيّ نقصٍ فيه، فتهيم في هواه، وتنسى طعامَك وشرابَك ونومَك وراحةَ جسدِك حين تكلّمه، أو تنويَ لقاءه.

ثمّ لا تلبث، بعد شهور، أن تهدأ كيمياء جسدك، وتراه على حقيقته، واحدًا من النّاس.

ولكن لولا هذه الحالة من الوقوع في الحبّ ما كان ارتباط ولا زواج.

وكذا لولا حماس البدايات ما كانت هناك مشروعات ولا أبحاث ولا اختراعات.

حماس البدايات أمرٌ مخادع، وضروريّ Read More »

لا تعتذر بأسرتك

كم من الوقت نقضي مع عائلتنا وأصدقائنا؟ كم من الوقت نقضي في العمل؟

السعي نحو توازن الحياة والعمل أمر يشغل الكثيرين في عالَمٍ سريعٍ جدًا، ولا يكاد يتّسع الوقت فيه لكلّ المهام التي ينبغي إنجازها. وقد شغلني هذا الأمر أيضًا في الأسابيع الماضية. خاصّة مع العمل على بناء مشروعي الخاصّ جنبًا إلى جنب مع وظيفتي الصباحية.

ما لم أنتبه إليه أبدًا هو تأثير مشروعي الخاصّ على سعادتي الشخصيّة. إذا كان العملُ عليه يضيف إلى سعادتي وثقتي بنفسي وشخصيّتي أيضًا، فهذا ينعكس أيضًا في الوقت الذي أقضيه مع أسرتي.

أيّهما سيفضّل النّاس؟ قضاء وقتٍ طويل مع شخص لا ينمو، أم قضاء وقت أقلّ مع شخص يتطوّر ويتعلّم؟

لا تعتذر بأسرتك. هم يفضّلون أن تكون في أحسن حالٍ ممكن لك أنت.

لا تعتذر بأسرتك Read More »

مَن أنت؟

قد يفرض علينا المجتمع أن نبدوَ على غير حقيقتنا في كثير من الأحيان.

ذلك الحفلُ المهيب الذي نرتدي له ملابسَ غير مريحة، وحذاءً يزعج أصابع القدم، ونبتسم طوال الوقت.

ذلك المَيتم الذي نجلس فيه يعلونا وقارٌ وهَيبة، وعلى وجهنا علاماتُ الحزن التي تختفي بمجرّد انتهائه أو خروجنا منه.

غرفةُ التدريب التي يظهر فيها المُدرّبُ في صورة عالِمٍ خبير، ورجلٍ حكيم عاش خبراتٍ لا تنتهي.

حين نكون تحت بقعة الضوء، أو هكذا نتخيّل، نكون على غير طبيعتنا.

قد نصدّق أحيانًا هذا الوَجه من أنفسنا. قد نغترّ به.

من المهمّ أن نذكّر أنفسَنا دائمًا بالحقيقة.

مَن نحن حين نكون خارج الضوء المسلّط؟

طوبى لمَن شابه نفسَه تحت الضوء وخارجه.

مَن أنت؟ Read More »

لَن ينقذ العالَم سواك

في عالَمِك أنت، مَن غيرك بطل القصّة؟

مَن غيرك يرى عالمَك كما تراه؟

مَن غيرك قادر على الفنّ الذي تقدر عليه؟

مَن غيرك يحبّه النّاس كما يحبّونك؟

أنت الأمل الوحيد. فلا تتوقّف أبدًا.

لَن ينقذ العالَم سواك Read More »

لن تُنقذَ العالَم

كيف وأنت لا تعرفُ شيئًا تقريبًا؟

كيف وأنت، وإن كنتَ أشهرَ مَن في الأرض، لن يعرفك سوى ٢٪ من البشر؟ (إذا علمت أنّ عدد سكّان كوكب الأرض حاليًا يقارب ٨ مليارات نسمة، ٢ بالمئة من هذا العدد يعادل تقريبًا ١٦٠ مليون شخص)

ماذا يمكنك أن تفعل لتنقذ “العالَم” وأنت بهذه التفاهة؟

كيف والبشر كلّهم مجتمعون ذرّة لا تكاد تُرى إذا ما قيست بالعالَم؟ مَن نحن لننقذ العالَم؟

حقًا، ربّما لن تنقذ العالَم.

ولكن ما تستطيعُ فعلَه هو إنقاذ عالمِك أنت.

لن تُنقذَ العالَم Read More »

مُراجعة

كيف تشعر هذه الأيّام؟

ما هي المحطّة الأخيرة التي تغيّرت فيها حياتُك تغيّرًا ملحوظًا؟

هل أنت الآن في مرحلة انتقاليّة؟ هل أنت في مرحلة استقرار؟

هل من الأفضل تغيير المسار؟

هل هناك ما يمكن أن تُوقفه لتحسّن حياتك؟

هل هناك ما يمكن أن تبدأه؟

هل تراجع نفسك بشكل منتظم؟

مُراجعة Read More »

كيف سيكون الجحيم؟

كثيرًا ما نشعر بضيق الوقت، وضيق النَّفس من كثرة المهام التي تشغل يومَنا. لا يكاد الوقت يسَع كلّ ما علينا القيام به.

نفكّر ونتمنّى لو اختفت كلّ مهامنا وواجباتنا. ونشعر أنّنا سنكون في الجنّة يومَ يتحقّق ذلك.

والحقّ أنّني أرى في هذه الأمنية شكلًا من أشكال الجحيم.

خطرَ ببالي أنّ الجحيم ربّما يكون أبدًا خاويًا تمامًا. لا مهام، لا عمل، لا واجبات، لا شيء.

وكأنّك في أجازة لا تنتهي! أجازة لا عمل فيها ولا هدف. يمضي الوقت ولكنّك لا تتحرّك. كأنّك تركض على سير متحرّك.

من أشكال الجحيم أن تحيا بلا معنى.

كيف سيكون الجحيم؟ Read More »

لمَن الفَضل؟

يتسابقُ النّاس على نسبة الفضل لأنفسهم. لا أحد يحبّ أن يعمل عملًا ويُنسبُ فضلُه لغيرِه. بل ربّما أحبّ النّاسُ أن يُمدحوا بعملٍ قام به غيرُهم!

كَم من مديرٍ نسبَ الفضلَ لنفسه بدلًا من فريقه الذي جدّ واجتهد حتّى أتمّ المَشروع. وكم من طالبٍ غشّ فروضه المنزليّة من زميله ونسبها لنفسه ليكسب درجةً عند أستاذه. وكَم من باحثٍ سهر الليالي ودأب على بحثِه حتّى ينتهي بأنّ المُشرفَ على رسالتِه يضعُ اسمَه هو على الغلاف، واسم الباحث الحقيقيّ يكاد لا يُرى في صفحةٍ مطويّة لا ينتبه إليها أحد. وكم من راوٍ لم يرو، وكاتب لم يكتب.

الكلّ يريد أن يكتب اسمه على الغلاف. (لاحظ كيف سُمّي استاد الأهلي We السّلام، كأحد الأمثلة الصارخة)

مَن خرجَ مِن هذ السّباق ولم يهتمّ، تسابقَ النّاس على العَمَل معه. مَن نسبَ الفضلَ لغيرِه في كلّ فرصة، وتحمّل وحدَه المسؤوليّة في كلّ فرصة، يقف الجميع منتظرين فرصة مشاركته.

كُن كريمًا في نسبة الفضل لمن اجتهد، حتّى ولو قام بعملٍ بسيط، تَفُز.

لمَن الفَضل؟ Read More »

مَن الكريم؟

كتبتُ عن الكَرَم والكُرَماء كثيرًا في هذه المدوّنة. ولكن، مَن هو الكريم؟

هذا هو السؤال الذي أبحث له عن جواب منذ أسابيع. كيف نعرّف الشخص الكريم؟

هل هو الشخص الذي يتركك في حالٍ أفضل من الحال الذي وجدك فيه؟

أهو شخصٌ كريم العاطفة؟ أهو شخص سخي اليد؟ أهو شخص كريم في وقته؟

هو كلّ ذلك ولا شكّ. لكن كيف نعرّفه في سطرٍ واحد؟ أم أنّ ذلك غير ممكن؟

إذا حاولتَ أنت تعريف الشخص الكريم، ماذا تقول عنه؟ مَن الكريم من وجهة نظرك؟

مَن الكريم؟ Read More »

العضلة غير المستخدمة تضمر

والعضلة المستخدمة لا تنمو بالضرورة. عليك أن تنهك العضلة لتنمو وتقوَى.

أنت تستخدم يدَيك كلّ يوم، لكنّ عضلات يديك لا تزداد قوّةً لأنّك تتوقّف عن العمل بها حين تشعر بالتّعب.

كلُّ ما قبل لحظة التعب والإنهاك لا يُسهم في النّموّ. أكثر النّاس يستسلمون حين يشعرون بالتّعب.

فازَ مَن قاوم واستمرّ، رغم التّعب.

العضلة غير المستخدمة تضمر Read More »

نوعان من التعليم

نوع يحثُّ الطالبَ على السؤال. ونوع يحثّه على قول الجواب الصحيح.

نوعٌ يحرّضه على الحَيرة، والحياة. ونوع يحرّضه على الأمان والخوف!

نوعٌ يجعله فخورًا بتفرّده، ونوعٌ يُخجله منها.

نوعٌ يحرّكُ فيه الحماسة والشغف، ونوعٌ يُحيله مسخًا.

أيّ النّوعين نشجّع؟ أيُّ النّوعين نسلُك؟ لأيّ النّوعين نعرّض أبناءنا وبناتنا؟

نوعان من التعليم Read More »

بالمَجّان؟

لا.

بوقت، وجهد، وعمل. إن لم يكن بالمال أيضًا.

أحيانًا يكون بذل المال أوفر لك. لأنّه كثيرًا ما يعني إنجاز المطلوب في وقت مُحدّد، وبجودة محدّدة. وربّما أضاع المجّانيّ وقتك وطاقتك وعطّل مصلحتك.

بذلُ المال أيضًا يعني أنّك جادّ فيما تريد، ويشير إلى استعدادك لبذل الجهد المطلوب. قد تحصل على شيء ما بالمجّان فلا تقدّره حقّ قَدره ولا تهتمّ به.

لا شيء مَجّانيّ. إنّما بذل المالُ إشارة.

إشارة إلى جدّيّة كلا الطرفَين. وإشارة إلى جودة العمل. وإشارة إلى قيمةٍ لا يسوّغ بذلك المال سوى الحصول عليها.

بالمَجّان؟ Read More »

كيف تنتفع من قراءة كتب التنمية الذّاتيّة؟

الاسم يخدعك. لأنّ التنمية نادرًا ما تكون ذاتيّة حقًا. مجرّد استعانتك بالكتاب الذي تقرأه تعني أنّك بحاجة إلى مساعدة.

نقرأ هذا النوع تحديدًا من الكتب لنحسّن من حياتنا. وهي بلا شكّ طريقة ممتازة، لولا أنّنا كثيرًآ ما ننسى الدروس التي تعلّمناها من الكتاب. لدرجة أنّنا ربّما نسينا مرورنا بالكتاب أصلًا بعد شهور أو سنوات من قراءته. لذلك أقترح عليك هذا الاقتراح لتزيد من نفعك بالكتب التي تقرأها:

حوّل مبادئ الكتاب الذي أعجبك إلى مجموعة من الأسئلة المحوريّة التي يمكنك مناقشتها مع دائرتك المباشرة، المهتمّين كذلك بهذه المواضيع. تحويل فكرة ما إلى سؤال عمليّ تطبيقيّ ومناقشتها يحفّز عقلَك على تبنّي الفكرةَ أكثر وتعميق فهمك لها. ويجعلك تجد أساليب عمليّة لتنفيذها في سياق حياتك اليوميّة، بدلًا من مجرّد التفكير النظريّ فيها.

قد تواجه صعوبة في تحويل المبادئ إلى أسئلة تطبيقيّة. وربّما يساعدك أن تبدأ بسؤال واحد في كلّ كتاب تقرأه. اختر مبدأً أو فكرة واحدة فقط وحوّلها إلى سؤال. ثمّ ناقش أصدقاءك وأقاربك فيه حين تُتاح لك الفرصة في إحدى جلسات السمَر.

التحدّي الثاني الذي ربّما تواجهه هو إيجاد هذه الدائرة التي يهمّها فعلًا مناقشتك في هذه المبادئ والأسئلة. أكثر من حولك لن يكترثوا لهذا الأمر أصلًا، وسيحوّلون الموضوع سريعًا. إيجاد هذه المجموعة ربّما يكون عملًا شاقًا في البداية، لكنّه يستحقّ المحاولة.

كيف تنتفع من قراءة كتب التنمية الذّاتيّة؟ Read More »

هديّة تهديها لنفسك

انظر حاجتَك النفسية، ثمّ اشترِ كرّاسًا وقلمًا واملأه بما يساعدك على تلك الحالة.

إن كنت تشعر بالغضب والانزعاج معظم الوقت، اكتب قائمةَ امتنان يوميّة في ذلك الكرّاس.

إن كنت تشعر بالتّيه وعدم التحديد، اكتب رغبات ترغب في تحقيقها، سواء كانت رغبات يسهل تحقيقها أو يصعب.

إن كنت تشعر بجفاء تجاه أحبابك، سجّل لحظات السعادة التي تمرّون بها، وذكرياتكم الجميلة.

أيًا يكُن ما تحتاجه، اكتبه.

وستعجب كيف لورَقٍ أبيض أن تتحوّل قيمته لهذه الدرجة بمجرّد أن تكتب فيه.

هديّة تهديها لنفسك Read More »

أوّل انطباع

لا أدري إن كانت كلمة انطباع عربيّةً فصيحةً أم لا. ولكنني لم أجد لها بديلًا. على كلّ حال، لست هنا لأتكلّم عن اللغة.

انتشرت في اليومين الأخيرين فكرة أوّل انطباع. وتبارَى النّاسُ في سؤال معارفهم عن أوّل ما ظنّوه بهم. وكأنّ ظنّ مَن لا يعرفك بك أمرٌ ذو خطر!

ظنُّ مَن لا يعرفك بك لا يُعرّفك بنفسك، وإنّما بهم. لأنّ ظنّ النّاس فيمن يجهلون يكشفُ عن الظّانّ لا المظنون به.

فإن شاركت في هذه اللعبة فشارك لتعرف مَن هُم، لا لتعرفَ مَن أنت.

أوّل انطباع Read More »

كلّ صعبٍ يَهون

حين تؤمن تمامًا أنّك لا ترى الصّورةَ كاملة. حين تؤمنُ بإلهٍ رحيم. حين تؤمن أنّ الصعبَ مؤقّت، يقودُ إلى نَعيمٍ ما.

كلُّ صعبٍ يهون حين يؤدّي بك إلى ما تُريد. حين يكون تحمّلك له هو الطريق الذي يحقّق لك رؤيتَك لذاتك.

كلّ صعبٍ يهون حين يكون معك رفيق مخلص، يشدُّ من أزرك.

كلُّ صعبٍ يهون حين نتأمّل نِعمةَ الله علينا فيما سواه.

كلّ صعبٍ يَهون Read More »

ترجو لو عُدتَ لما تألف

لذلك تتراجع. لأنّك في مكان لا تألفه. لا تعرف موقعك بالتحديد. لا تعرف أين يقود الطريق على يمينك، وأين يقود الطريق على يسارك. هل عليك أن تمضيَ قُدُمًا، أم تنعطف هنا أو هناك؟ هل تتراجع؟

إيّاك.

إيّاك أن تستسلم للخوف. رحّب به واجعله أنيسك في رحلتك.

ترجو لو عُدتَ لما تألف Read More »

التّحديد

يقول زِج زجلَر: لا يمكنك أن تعيش حياتك هائمًا بلا تخصّص. عليك أن تكون محدّدًا.

أقول: نعم، ولكن.

كيف تحدّد؟ الإجابة: بأن تعيش هائمًا بلا تخصّص فترةً من الزّمن.

لا يمكنك أن تكون محدّدًا وأنت في السابعة عشرة، أو في الخامسة والعشرين. وربّما في الثّلاثين.

استغلّ سنوات شبابك الأولى في استكشاف ما لا تعرف. جرّب أشياء جديدة. تعلّم مهارات لم تفكّر من قبل أن تتعلّمها. اعمل في وظائف لم تشغل اهتمامك من قبل، أو شغلته ولم تجرّبها. هذه الحالة من اللاتحديد مرحلة أساسيّة لتحدّد فعلًا ما تريد.

فتمهّل.

التّحديد Read More »

استراحةُ مُحارب

استراحةُ المحارب هي تلك الفترة التي يختار فيها قضاء بعض الوقت في إجازة من العمل والتّفكير. وهي تعني بالضرورة أنّه في غير وقت الرّاحة يعمل ويفكّر ويجاهد.

مشكلتنا أنّ أكثرنا يقضي معظم وقته في الراحة، وقليلًا ما يُجاهد حقًّا. ثمّ نعمل قليلًا ونعود إلى الراحة بحُجة التعب.

فكُن حريصًا على العمل والجهاد ما استطعت. ولا تسترح إلّا قليلًا.

استراحةُ مُحارب Read More »

رحّب بكلّ التجارب

السّهل منها والصّعب. المريح منها والمتعب. ما يبدو لك خيرًا وما يبدو لك شرًّا.

نحن لا نعرف أيّ تجربةٍ هي التي ستبدأ عندها القصّة. لا نعرف أيّ تجربةٍ هي التي ستغيّر حياتنا إلى الأبد.

قد تكون تجربة نكره المرور بها. وقد تكون تجربة نرجوها.

ما نغفل عنه كثيرًا هو أنّنا نختار هذه التجربة، حتّى لو لم نَعِ ذلك.

ربّما لا نختار التجارب التي نمرّ بها كلّها، ولكنّنا، بلا شكّ، نختار ما نفعله بها.

لن نستفيد أبدًا من تجربة نسخطُ عليها.

لن نستفيد إلّا لو بدأنا بقَبولها، ورحّبنا بها، واحتفينا بها.

رحّب بكلّ التجارب Read More »

لا أحد يهتمّ

فإن فعلتَ، تميّزتَ.

لا أحد يهتمّ بإتقان العمل أكثر ممّا يجب.

لا أحد يهتمّ بمعرفة ما وراء القصّة حين يقابلك لأوّل مرّة.

لا أحد يهتمّ بقضيّة محدّدة، ويجعل إصلاحها هدفَ حياتِه، ويسلّم لها لتقوده حيث شاءت.

أكثر النّاس منشغلون، مشتّتون، لا يهتمّون.

لا تكن معهم.

لا أحد يهتمّ Read More »

الغضبُ المُلهم

ربّما يأتيك الإلهام من مُحاضرة استمعت إليها، أو ورشة عمل شاركتَ فيها، أو كلمةٍ تشجيعيّة من أحد أفراد العائلة أو زميل جديد في العمل.

وربّما يأتيك الإلهامُ لأنّك تشعر بالغضب!

تشعر بالغضب من أحد أساء إليك، أو سخر من أحلامك. أو من مرضٍ أصابَك. أو من فقرٍ ابتليت به.

يقودُك الغضبُ والأمل النابع من إحساسك بالمسؤوليّة إلى رغبة عارمة في تغيير الواقع. وتحويله إلى واقعٍ قريبٍ ممّا في خيالك اليوم.

راقب مشاعرَك. واستلهمها.

الغضبُ المُلهم Read More »

حصادُك ما زَرَعْتَ

من زرعَ حصد. هكذا نحفظُ القانون.

يذكّرنا جيم رون أنّ هناك طريقة أخرى لتأدية نفس المعنى، وهي أنّ ما حصدناه هو ما زرعناه.

الآن يمكنك أن تنظر لحصادك ثمّ تنظر في المرآة، ماذا ستقول؟

أستمدح من ترى؟ أم تهجوه؟ أتكافؤه أم توبّخه؟

ثمّ بعد ذلك، انظر فيما تزرع اليوم، وتخيّل وقتَ الحصاد، إذا نظرتَ في المرآة حينها، ماذا ستقول؟

ربّما لا يمكنك تغيير ما حصدتَ فيما مضى، ولكن حصادُك القادم هو ما تزرعه اليوم.

فانظر ما تزرع. فقد قامت عليك الحُجّة.

حصادُك ما زَرَعْتَ Read More »

أشياء كثيرة جدًا

كلمةٌ نختبئ وراءها حين لا نعرف ما نريده تحديدًا.

نريد أشياءً كثيرةً جدًا. هكذا نقول.

أو حين لا نعرف مَن نريدُ تحديدًا. حين نُسأل عن الفئة المستهدفة من منتجاتنا نقول: منتجنا مناسب لكلّ الناس.

حين نُسأل عمّا يزعجنا ونحن لا نعرف ما يزعجنا حقًا، نقول: أشياء كثيرة جدًا.

حين نُسأل عن نِعمِ الله علينا، ولم نتّخذ وقتًا من قبل لتأمّلها نقول: أشياء كثيرة جدًا.

كلمةٌ نختبئ وراءها في كلّ مرّة لا نريد أن نفكّر، ونتأمّل، وننفق جهدًا حقيقيًا لفَهم ما نتحدّث عنه.

أشياء كثيرة جدًا كلمة كسولة. لا تقُلها أبدًا.

كُن مُحدّدًا.

أشياء كثيرة جدًا Read More »

الخوف بوصلة

مَن لا يخاف، لا يتقدّم. النموّ بدون خوف نادر ومحدود.

اتّخذ خوفَك بوصلة توجّه حركتك.

فإن لم تجد الخوف، ابحث عنه في كسر النمط. أو ابحث عنه في حلم ترجوه، أو ابحث عنه في تغييرٍ تودّ لو تستطيع إحداثَه.

وإن وجدتَه، رحّب به، وهنّئ نفسَك. وقل له: هيّا، تعالَ معي، دُلّني.

الخوف بوصلة Read More »

كلُّ ما يعوقنا أنّنا نخشى الفشل

ماذا سيحدث لو فشلنا؟

في الحقيقة، الإجابة في أغلب الأحيان: لا شيء.

نحن نخشى الفشل وكأنّه المَوت. لكنّنا نتوهّم. الفشلُ لا يعني سوى أنّنا سنعود إلى ما نحن عليه الآن.

لو جرّبنا، فلدينا فرصة في الفوز.

لو اخترنا التراجع والاستسلام، نحن ننهي هذه الفرصة بأيدينا.

انطلق رغم الخوف.

انطلق بسبب الخوف.

استخدم خوفَك كبوصلة توجّه تحرّكاتك.

في أسوأ الظروف المحتملة، ستتعلّم الكثير عن نفسك، وعن العالَم.

كلُّ ما يعوقنا أنّنا نخشى الفشل Read More »

ماذا لو تخيّلنا شيئًا مختلفًا؟

في كلّ مرّة نظنّ فيها أن نفس الأحداث ستتكرر، ونقول لأنفسنا: ها نحن ذا نعيد الكَرّةَ مرّةً أخرى، ماذا لو تخيّلنا شيئًا مختلفًا؟

ماذا لو قلنا: ليس هذه المرّة. هذه المرّة سأحاول أن أتصرّف بشكل مختلف. سأمشي عكس الطريق الذي اعتدت أن أمشيه.

ربّما يكون ذلك هو كلّ ما تحتاجه لتكسر الدورة السلبية المتكرّرة.

ماذا لو تخيّلنا شيئًا مختلفًا؟ Read More »

المرونة والسَّلام الداخلي

يختلف الواقع عن الخطّة التي وضعناها. ومَن لم يكن لديه المرونة ليتكيّف مع الواقع، سيفقد سلامَه الداخليّ.

المرونة والسَّلام الداخلي Read More »

قليلٌ دائم

لا قيمةَ للحماس الشديد إذا لم يستمرّ. وكلّ شديدٍ لا يستمرّ.

قال رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلّم: قليل دائم خير من كثير منقطع. وقال: أحبُّ الأعمال إلى الله أدومها وإن قَلّ.

فانظر ما تريد أن تفعل. وانظر في أصغر خطوة تقرّبك منه، واجعلها نصب عينَيك. داوم على ذلك الجزء الصغير.

قليلٌ دائم Read More »

شجاعةُ التوقّف

أحيانًا تظنّ أنّك تفكّر وتبحث، وأنت في الحقيقة قد اتّخذت قرارَك وشرعتَ في تنفيذه بالفعل. جسدُك ينفّذ، وعقلك لا يزال يفكّر وكأنّ بيده خيار!

لا تستطيع إيقاف نفسك أو تغيير المسار. إلّا أنّك تستطيع. لو صدقتَ نفسَك، لاستطعت. أنت مختبئ وراء تفكيرك لتشعر أنّك تحاول. ولكنّك منقاد تمامًا.

إلى أن تقرّر الإمساك بزمام الأمر. إلى أن تستجمع شجاعتك، وتتوقّف.

شجاعةُ التوقّف Read More »

العادات الصعبة

تعتبر العادات الصعبة أحد أهم عناصر التدريب على الاحترافيّة والنجاح.

شرحت أنجيلا دَكْوُرث في كتابها: الجَلَد هذه الفكرة. وقد اشترطتْ لهذه العادة الصعبة ثلاثة شروط:

١. أن تتطلّب هذه العادة نوعًا من التدريب المنضبط المستمرّ. مثل أن تقرّر تعلّم عزف آلة موسيقيّة فتتدرّب كلّ يوم.
٢. ألّا تسمح لنفسك بالاستسلام في يومٍ سيّء يمرّ بك. لا بدّ من محطّة طبيعية للتوقف، مثل انتهاء مدّة البرنامج التدريبيّ.
٣. أن تختار العادة الصعبة لنفسك. لا أن يختار أحد لك ما عليك فعله.

هذه العادات الصعبة تزيد من قدرتنا على الاستمرار في أيّ مسعًى نختاره. أي تزيد من جَلَدِنا وتحمّلنا ومثابرتنا.

ما هي العادة الصعبة التي اخترتَها لنفسك؟

العادات الصعبة Read More »

اكسر النمط

فكّر بطريقة عكسيّة.

افعل شيئًا لم تعتَدْه.

شارك في حديث غريب عليك.

جرّب لعبةً جديدة.

اقرأ كتابًا خارج النّوع الذي تقرأه عادةً.

اسمع ابتهالًا جديدًا، أو أغنية خارج قائمتك.

اقرأ شِعرًا، واسمع قصيدةً.

ارتدِ جوربَين مختلفين.

كُل طعامًا لم تجرّبه من قبل.

استكشف مكانًا جديدًا.

اخرج مع أناس لم تعتد الخروج معهم.

أيًا يكن ما تفعله، افعل شيئًا جديدًا من حين لآخر.

اكسر النمط Read More »

دورةُ المشاعر السلبيّة

يبدأ الأمرُ بحَدَثٍ يُسبّب انزعاجك، فتقطّب حاجبَيك وتتّحذُ وضعيّة المُنزعج، فيزيدُ غضبك بسبب حركة وجهك نفسها، ثمّ تنتبه لكلّ ما يثير غضبك فيزداد … وهكذا.

ماذا لو كسرت هذه السلسلة وقرّرتَ مثلًا ألّا تُقطّب حاجبَيك من البداية؟ أو أن تستعيد شكلَ وجهِك السعيد بمجرّد انتباهك لحركة وجهك؟ أو ألّا تستسلم للسباب واللعن؟

ربّما تجد أنّ الحياةَ أقلّ إزعاجًا ممّا ترى.

دورةُ المشاعر السلبيّة Read More »

ماذا لو…

لم تقتل الفكرة قبل أوانها؟

ماذا لو أمهلتها لتنموَ قليلًا؟

الأفكار في مهدها كالطفل في مهده، تحتاج الرعاية والاهتمام حتّى تنموَ بشكل جيّد. وإذا تركتها ذبلت وماتت.

كثيرًا ما نقتل أفكارَنا قبل نضوجها، بل لا نعطيها فرصة للنضوج أصلًا!

نخاف حتى من التفكير. وكأنّ العالَم مُطلع على ما نفكر فيه وسيسخر ممّا نفكّر فيه.

جرّب أن تُجرّب. مَن يدري أين تقودُك؟

ماذا لو… Read More »

كُلّما احترْت، تعلّم

لا تقف ساكنًا تتساءل ماذا أفعل؟!

تعلّم شيئًا جديدًا. أو قديمًا.

تعلّم كما تشاء. اقرأ. شاهد. اسمع. شارك. ابتكر. لا يهمّ.

المهمّ أن تتحرّك.

وحين تحتار في أيّ اتّجاه تسير، اعلم أنّ كلّ الطرق ستوصلك. ليس إلى نفس الوِجهة بالطبع. ولكن، مَن يكترث؟ المهمّ أنك ستصل.

كُلّما احترْت، تعلّم Read More »

دع أبوابًا مفتوحة

استمرّ في البحث، والاستكشاف. انظر فيما حولك. لا تغلق الأبواب كلّها.

ربّما أنت تعرف الكثير بالفعل، ولكن ما تجهله أكثر.

دع بعض الأبواب مفتوحة لتدخل لك منها معطيات جديدة، لم تتعرّض لها من قبل.

اشترك في تلك المحاضرة التعريفيّة، لعلّها تنفعك بشيء ما.

انضمّ لتلك المجموعة التي يبدو على أعضائها السعادة بما يحقّقون معًا.

اسع في تحقيق تلك الفكرة التي لطالما كانت تراودك.

اقرأ ذلك الكتاب الذي أجّلته كثيرًا.

شاهد ذلك البرنامج الثقافيّ الذي يصادفك باستمرار، ولا تقرّر أن تشاهده أبدًا.

تابع ذلك البودكاست الذي لطالما رشّحه لك صديقك.

لا تدري من أين يأتيك الخير.

دع أبوابًا مفتوحة Read More »

ماذا تفعل حين لا تجد ما تفعله؟

هل تفعل شيئًا قد يفيدك في المستقبل؟ أم تضيّع الوقت في اللهو الذي لا فائدة منه؟

هل هناك قصد ما من نشاطاتك اليوميّة في أوقات فراغك؟ أم هي تأتي كيفما اتّفق؟

ماذا لو وضعتَ نيّةً في كلّ عمل تقوم به؟

ماذا لو تعمّدتَ القيام بهذه الأعمال لسبب ما، وأصبحت أنت في مقعد القيادة؟

ماذا تفعل حين لا تجد ما تفعله؟ Read More »

٩٩٪ لا تكفي

كلّ ما تحتاجه لتهدم ما بنَيت، أن تغفل لحظة. أن تتكاسل مرّة. أن تقول ساعةً: لا يهمّ.

الالتزام ١٠٠٪ أسهل من الالتزام ٩٨٪.

عدم التنازل، ولو مرّة، أيسر من التنازل مرّة والالتزام مرّات.

لأنّك لو وضعت التنازل خيارًا، ستجاهد في كلّ مرّة تحاول الالتزام فيها. لكن لو لم يكن أمامك سوى الالتزام، فلا جهاد ولا صراع ولا بذل طاقة. فليس هناك خيار آخر.

٩٩٪ لا تكفي Read More »

أنت لا تعرف ما أعرفه

فلا تحاول الحكم على ما لا تعرفه.

نقولها كثيرًا، ونادرًا ما نقولها لأنفسنا.

ما أحوَجَنا إلى ذلك!

لنبدأ بأنفسنا أوّلًا.

أنت لا تعرف ما أعرفه Read More »

هل يكون الكريم كريمًا إن ابتغى لنفسه شيئًا؟

أقول: نعَم.

من الصّعبِ تصوّر شخص لا يريد لنفسه أيّ شيء من تصرّفه الكريم. ولو أراد فقط أن يشعر بأنّه كريم.

هناك دائمًا جائزة، ماديّةً كانت أو معنويّة.

فما الفرق بين الكريم والأنانيّ، إذن؟

أقول: الفرقُ أنّ الكريمَ تهمّه مصلحةُ مَن يكرمهم كما تهمّه مصلحته، إن لم يكن أكثر. أمّا الأنانيّ، فهو يتصرّف لمصلحته هو فقط، ولو آذى غيرَه.

هل يكون الكريم كريمًا إن ابتغى لنفسه شيئًا؟ Read More »

الحركةُ تسبقُ الزّخَم

كثيرًا ما ننتظر الحماس حتّى نبدأ بالحركة. لقد فهمنا الأمر بالمقلوب.

الحركةُ تسبقُ الزّخم.

الزّخم يسبق الحماس.

ولكننا ننتظر الحماس والزّخم لأنّنا نضع مهامًا كبيرة، تحتاج الكثير من الطّاقة.

الطريق البديل أن تختارَ مهمّة صغيرة، يصعب مقاومتها لأنّها سهلة جدًا.

هذه المهمّة السّهلة حركةٌ صغيرة، تولّد زخمًا، يولّد حماسًا.

الحركةُ تسبقُ الزّخَم Read More »

في الشِّعر

تبهرني الكلمات، وقدرة الشّاعر على التعبير في إيجاز عن معاني معقّدة ومتشابكة، ومختلطة، ويصعب التمييز بينها.

ولكنّك تجد الشّاعر يصفُ في بيت أو شطر واحد ما لا يفي في وصفه مقال أو كتاب.

فيقول تميم -وهو أشعر العرب الأحياء- مثلًا معبّرًا عن الحبيبين المتخاصمين: جَديلةٌ طرفاها العاشقان فما تراهما افترقا إلّا ليلتحما.

ويقول ابن الفارض واصفًا سعادته بخبر قرب لقائه بمحبوبته: لو أنّ روحي في يدي وبَذَلتُها لمُبشّري بقدومك لم أُنصِفِ.

ويقول أحمد رامي في ترجمته البديعة لرباعيّات الخيّام: فامشِ الهُوينَا؛ إنّ هذا الثّرى مِن أعيُنٍ ساحرةِ الإحورار.

وهكذا يمتلك الشّاعر قدرةً خارقةً من ملاحظة المعنى ثمّ التعبير الدّقيق عنه، والمبالغة فيه حتّى يتّضح، وما زالت هذه المبالغة في حيّز الإمكان والتحقيق، فلا تنفّر السّامع.

اكتب بيتًا يعجبك.

في الشِّعر Read More »

الأبواب مفتوحة لك

إن كنتَ كريمًا.

الأنانيّ ينتزع دورَه انتزاعًا. يزاحمُ ليصل، فيزاحمه النّاس. ثائر الأعصاب، حريص على الفَوز. اللعبةُ في نظره محدودة، ولا بدّ له أن يفوز.

ينفر الناس منه وينفضّون من حوله.

هناك طريق آخر، أقلّ ارتيادًا. طريقُ الكرَم.

يسارعُ الكريمُ فيفتح الباب لغيره. ويساندهم حتّى يصلوا.

يسير مطمئنًا. يعلم أنّه ليس سباقًا. اللعبة لا تنتهي. لا أحد يفوز. ولا أحد يخسر.

يحبّه النّاس لأنّه يحبّ لهم الخير. فتُفتّح له الأبواب.

الأبواب مفتوحة لك Read More »

دورات النّشاط

تأتي علينا فترات نشعر فيها بالحيويّة والنشاط. ثمّ لا يلبث هذا النّشاط أن يفتر.

من المثمر استغلال هذه الفترات والعمل على تعظيم الفائدة منها حتّى لا تضيع سُدًى.

ومن المثمر مراقبة أنفسنا لمعرفة متى تكون هذه الفترات وكيف تبدأ وكيف تنتهي. ومَن هو صاحب الفضل في هذا النّشاط؟

ماذا فعلتَ لتوّك قبل الشعور بهذا الشعور؟

أين كنت؟

مع من كنت؟

كم الساعة؟ وما اليوم؟

ما هو المكان الذي أنت فيه؟

المفتاح في هؤلاء.

دورات النّشاط Read More »

قاعدتان

الأولى: أن تمضيَ على ما عزمت فعلَه، مهما كلّفك.

الثانية: ألّا تكسر القاعدة الأولى أبدًا.

اعقد العزم، وامضِ بلا تردّد.

قاعدتان Read More »

ابدأ بالبسيط

لا يشترط أن ينفق الكريم أموالًا طائلة، قد يكون كريمًا بكلمة صادقة.

قد يكون بنظرة عطف.

قد يكون بلمسة حانية.

قد يكون بساعة من الزمن.

قد يكون برسالة غير متوقّعة.

قد يكون بصحبة يوم.

لندرّب نفوسَنا على الكرم.

ابدأ بالبسيط Read More »

الكريم يعطي مَن لا يستحقّ

أيكون أداء الحقوق إلى أهلها كرمٌ؟

ليس كريمًا مَن أعطى مَن استحقّ. وإنّما قد أدّى أمانة لا أكثر.

يكون الكرمُ كرَمًا لأنّه موجّه لمَن لا يستحقّه.

الكريم يعطي مَن لا يستحقّ Read More »

الحقُّ المُرّ أكرم من الباطل الحُلو

ليس من الكرم تجنّب الحقّ لأنّه مرّ. بل نتحرّاه حيثما وُجد. ولا نضيق بقول الحقّ خوفًا على شعور النّاس!

الحقُّ المُرّ أكرم من الباطل الحُلو Read More »

أصبحنا لا نرى ما هو واضح

لقد تدرّبنا على التعقيد لدرجة أنّنا نبحث دائمًا عمّا هو خفيّ. لا نقتنع بما نراه واضحًا أمام أعيننا.

فقدنا البساطة.

ولكنّنا نحنّ إليها حنين المشتاق لحبيب لم يعرفه بعد.

ربّما، إذا ابتعدنا قليلًا، أو اقتربنا قليلًا، أو نظرنا حَولنا قليلًا، رأينا لافتات صارخة لا ننتبه لها.

أصبحنا لا نرى ما هو واضح Read More »

الإيجاز

“كنتُ أودُّ لو كتبتُ لك خطابًا أقصر، ولكنني لم أملك الوقت المطلوب.” مارك توين.

قد يكونُ أحياناً الإيجاز هو الكرَم

الإيجاز Read More »

أنت تعرف المستقبل

بل إنّك، في الحقيقة، تصنعه وتُصمّمه حسب ما تريد.

قبل أن تعترض، أنت تعرفُ ما ستؤول إليه أفعالك، أليس كذلك؟ وكأنّك ترسمُ المستقبل بريشة أفعالك. مُتصوّرًا، مع كلّ فعل تقوم به، كيف يؤثّر ذلك في شكل اللوحة.

تعرفُ أنّك إذا تكاسلت وسوّفت عملك ستضغط غدًا في عمل يومين معًا.

وتعرف أنّك إذا قُلت هذه الكلمة ستؤدّي إلى شقاق بينكما.

وتعرف أنّك إذا نمت متأخّرًا ستستيقظ بصعوبة، أو لن تستيقظ في الموعد المحدّد.

ربّما لا تعرف ما هو الفيروس الجديد الذي سيضرب العالَم. وربّما لا تعرف متى. ولكنّك ترسمُ بنفسك كثيرًا من مستقبلك.

كُن اليوم صديقًا حسَنًا لمَن ستكون بعد قليل. كُن كريمًا مع نفسك التي أنت ذاهب إليها.

أنت تعرف المستقبل Read More »

راقب مَن سبقوك

في كلّ طريق تسلكه، هناك مَن سبقك. الطرق التي تُسلك لأوّل مرّة أصبحت نادرة جدًا. وهذا من حسن حظّك.

لأنّك الآن يمكنك معرفة نهاية الطريق قبل الخوض فيه. يمكنك التنبّؤ بما سيحدث لك، ومَن ستكون بعد سنوات.

انظر إلى مديرك في العمل. راقب حركاته وأفكاره ومزاجه. فرّق بين طباعه وطباعك. وافهم ما يشعر به ولماذا يشعر به.

راقب أولوياته.

هذا مستقبلك.

نعم، أنت مختلف عنه. ولكن البيئة التي صنعت منه مَن هو الآن هي نفس البيئة التي ستصنع منك مَن ستكون عليه بعد سنوات.

وهكذا بمراقبة مَن سبقونا، يمكننا أن نقرّر إذا ما كنّا نريد حقًا الاستمرار في نفس الطريق أم لا.

إذا لم يعجبك ما تراه، لا تبخل على نفسك بالانسحاب.

راقب مَن سبقوك Read More »

الكتابة قيدُ العِلم وحافظه

علّمنا الشّيخ أنَس السّلطان في مدرسة شيخ العمود أنّ العَلمَ صيدٌ والكتابةَ قيدُه. وأنّنا متى تعلّمنا شيئًا جديدًا كان لزامًا علينا أن نكتبه حتّى لا يضيع منّا كما يضيع الصيدُ إذا لم يُقيّد.

نحن نكتبُ على الفِسبُك وتوِتَر وغيرها من المنصّات التي نكتب عليها وننسى ما نكتبه، أو يضيع وسط الزحام. نكتبُ للتوثيق، ولكننا لا نوثّق حقًا. لأننا لا نستطيع الرجوع إلى ما كتبناه.

ابدأ مدوّنتك. الأمر مجّانيّ.

دوّن أفكارك وخواطرك. نحن بحاجة إلى ما لديك.

الكتابة قيدُ العِلم وحافظه Read More »

شرطُ الكرمِ الوحيد

الإخلاص.

لا يكونُ كرمٌ بدونه. ولا يحتاجُ الكرمُ غيرَه.

الإخلاصُ لا يختبئ. نستطيع التمييز بسهولة بين المخلص وغير المخلص.

كُن مخلصًا —فيما تفعل— تكن كريمًا. فابدأ ها هنا.

شرطُ الكرمِ الوحيد Read More »

ربّما يكون المجّاني باهظ الثّمن

إذا أضعتَ وقتك، فهذا ثمن باهظ.

إذا خسرتَ طلاء سيّارتك في غسيل مجّاني، فالثّمن باهظ جدًا.

إذا أنفقت من رصيدك عند النّاس، فهذا ثمن باهظ.

ربّما يكون الكرمُ أحيانًا في تغريم النّاس المال.

ربّما يكون المجّاني باهظ الثّمن Read More »

الكريمُ يجتهد في الكرَم

ليس كريمًا مَن يتخيّرُ السّهل من أعمال الكرَم ويفرّ من المشقّة.

لا أحد يحبّ المشقّة. وليست كلّ أعمال الكرم شاقّة. ولكن ما كان كريمًا مَن لم يُمتحن.

حين يتطلّب الأمر الجهد وبذل الطّاقة، ماذا يفعل الكريم؟ يجتهد.

الكريمُ يجتهد في الكرَم Read More »

الكريمُ يبادر بالتلبية

ولا ينتظر أن يُطلب منه ذلك. الكريمُ ذو حسٍّ عالٍ يبادر بنجدة المحتاج.

وتكونُ مبادرته أكرم من عطائه. لأنّها تحفظ للمُحتاج كرامته. بل وتزيده مكانة أحيانًا.

الكريمُ يبادر بالتلبية Read More »

الكرمُ يتدفّق من الكريم

الكرمُ سهل. وكأنّ الكريم يسبح مع التّيّار. يتصرّف بأرْيَحيّة.

الأنانيّةُ تُنتزع انتزاعًا. تأكلُ صاحبَها. وكأنّ الأنانيّ يصعدُ جبلًا. يزيدُ إرهاقًا كلّما صَعد.

أذكرُ أني سمعت جيم رون يقول: إذا احترتَ في إعطاء البقشيش بين مبلغَين، أعطِ دائمًا المبلغ الأكبر. وأظنّه يعني نفس المعنى. إذا أعطيتَ الأقلّ، ستشعر باقي يومَك بشيءٍ يأكلك. ماذا لو كنتُ أعطيت الأكثر؟

لا أتكلّم عن البقشيش، أو الكرم الماليّ تحديدًا. للكرمِ وجوه كثيرة.

كلّما زاد كرمُك، زادت شعورك بالأريحيّة في التعامل مع مَن تحبّ.

الكرمُ يتدفّق من الكريم Read More »

رُوحُ النّشيد

أخرج لنا المطرب المبدعُ محمّد محسن مؤخّرًا نشيدَ مصر الوطنيّ القديم في ثوب جديد بديع، بصوته العذب الهادئ. ولا أشكّ أنّني قد سمعته عشرات المرّات المتتالية! ولا يسعني حين أسمعه إلّا أن أُقارن بينه وبين نشيد مصر الحاليّ، بلادي بلادي بلادي.

ثمّ إذا أنعمت النظر في النشيدَين، لم تستعجب ما نمرّ به من التواكل العام. ففي نشيد الرّافعيّ، تعلو البلادُ بهمّة أبنائها وجهودهم وروح التضحية والفداء. أمّا جوهر نشيد القاضي فهو أنّ مصر جميلة لا أكثر.

يتغنّى القاضي في جمال مصر ونيلها وعطائها. ولا يذكر شيئًا عن عمل أبنائها إلّا في نهاية النشيد الذي لا يعرفها أحد، لأنّه تمّ اختصارها!

بينما يبدأ الرّافعيّ نشيدَه بأنّ ابن مصر فداء لها، يمدّ لها يد العَون متى ما احتاجت إليها. وتستمرّ نغمة النشيد الحماسية بجوهر رسالتها الذي يحثّ على العمل والجهاد وبناء الوطن.

نشيد القاضي نشيد رومانسيّ. ونشيد الرّافعيّ نشيد عمليّ شديد اللهجة.

فلا عجب، إذا ما كانت الرومانسية شعار بلادنا، أن نعيش كما نعيش الآن.


هامش: أطلقتُ اليوم موقعًا جديدًا لمحبّي قراءة الكتب الإنجليزية غير التخييليّة ليساعد على مضاعفة ما نتعلّمه منها بطريقة مبتكرة، وفعّالة، بالاجتماع مع قُرّاء أمثالنا من مختلف دول العالم. اضغط هنا إذا أردتَ أن تلقيَ نظرة. عسى أن تكون خطوةً نعلو بها معًا، ونُعلي أوطاننا.

رُوحُ النّشيد Read More »

أنت على بعد خطوة واحدة

من تحوّل لا يمكنك توقّعه.

من حياة جديدة كلّيًّا.

من تجربة ستنقلك إلى عالَم آخر.

لن تعرف أبدًا ما هي هذه الخطوة. لن تتوقّعها.

ربّما هي هذه. ربّما هي ما تحاول تجنّبه.

لا تبخل على نفسك بالتجربة.

المغامرة نوع من الكرَم إن نظرت إليها من هذه الزاوية.

أنت على بعد خطوة واحدة Read More »

الانشغال بالقضايا العامّة

يوهمُك بالثقافة والنموّ الفكريّ.

والحقّ أنّه لا يزيدك سوى وَهْمًا وحيرةً وضلالًا. أنت لا تعرف شيئًا عن البيت الأبيض، ولا عن سياسات شركات الأدوية، ولا عن جاهزيّة لاعبي المنتخب وتشكيل الفريق الأنسب في ظلّ الظروف الحالية .. ببساطة، نحن لا نعرف.

لا يؤهلنا مكاننا أن نعرف!

أمّا عن حياتنا الخاصّة، وجاهزيّتنا النفسيّة، ومشاعرنا الدفينة، وخوفنا، وأحلامنا، وعاداتنا اليومية، وأنماط تفكيرنا، وما يدبّ فينا الحماسة، وما يثبّط عزيمتنا .. كل هذه الأشياء، لا نفكّر فيها كثيرًا. ولا نبدو أذكياء أو مثقّفين إذا انشغلنا بها.

هذه الأمور هي –في الحقيقة– ما يستحق التكفير والجهد.

فانظر فيم أنت منشغل.

الانشغال بالقضايا العامّة Read More »

أيُّ لعبة تلعب؟

ينبغي على الكريم إن كان في موضع قيادة، أن يؤهّل قادة المستقبل ليكونوا كرماء مثله.

الكرمُ لعبة لانهائيّة. لا يجب أن تنتهي باختفاء القائد من منصبه، أو بخروج الكريم من اللعبة في أي وقت.

خلقُ ثقافة تشجّع الكرم وتكافئ الكرماء هي مسؤولية كلّ قيادة كريمة.

أيُّ لعبة تلعب؟ Read More »

قِيَمٌ فارغة من المعاني

الالتزام. الأمانة. الإخلاص. الجودة. الاحترام. النّزاهة. الثقة. الانتماء… إلخ.

كلماتٌ رنّانة لا تعطيك معنًى مفيدًا أو توجّهًا واضحًا. لا هدف محدّد. لا توقّع محدّد.

وعلى الرغم من وضوح هذه الفكرة، تجدُ أنّ أكثر الشركات العالميّة والمحلية تتّخذ من هذه الشعارات الخاوية قيمًا للشركة. وتكتبها على موقعها الإلكترونيّ، وفي صفحات الإعلانات.

وتجدُ الأحزاب السياسية تفعل مثل ذلك أيضًا. فيتّخذون مثلًا شعارًا يقول: من أجل مصر. وهو لا يحمل أيّ معنى أو هدفًا واضحًا. ليس من أجل صحّة مصر، أو اقتصاد مصر، أو تعليم مصر. وإنّما فقط من أجل مصر!

وهكذا نفعل نحن في حياتنا الأسرية وعلاقاتنا الشخصية كذلك. نضع شعارات مثل الثقة، والأمانة. وربّما تغنّينا بها في مواقف مختلفة. ولكننا لا نفعّلها حقًا في حياتنا.

فلنكن محدّدين فيما نختاره من قِيَم. ولا ننجرف إلى شعارات جاهزة لا تؤدّي الغرض

قِيَمٌ فارغة من المعاني Read More »

سَل

ماذا لو سألتَ ما الذي أوصلهم إلى هناك؟

ماذا لو سمعتَ تجاربهم، وفهمتَ منطلقاتهم، ثمّ سألتَ مزيدًا من الأسئلة؟

ماذا لو، حين ترى خللًا في منطقهم، سألتهم عن رأيهم في هذا الخلل الذي يبدو لك؟

ماذا لو حاولنا صياغة رأينا في صيغة سؤال بدلًا من جملة باردة قاسية؟

هل يعطينا السؤال فرصة لنُعمل عقولنا بشكل إيجابيّ، وتقلّ فرصة دخولنا في وضع دفاعيّ لا مخرج منه؟

هل يعطينا السؤال فرصةً لنصحّح أغلاطنا بأنفسنا ونحفظ كرامتنا؟

هل نحبّ من يسألنا وينصت، أم مَن يعطينا معلومات جاهزة ولا يسمعنا بما يكفي؟

سَل ما الذي أوصلهم إلى هناك.

اسمع تجاربهم وافهم منطلقاتهم، ثمّ سَل مزيدًا من الأسئلة.

إذا رأيت خللًا في منطقهم، سَلهم عنه. وأبرز لهم نقاط الضعف في شكل سؤال يبحث عن الفهم، لا عن السخرية.

السؤال يعطيهم الفرصة ليُعملوا عقولهم بشكل إيجابيّ، بدلًا من الدخول في وضع دفاعيّ لا مخرج منه.

السؤال يعطيهم الفرصة ليصحّحوا أغلاطهم بأنفسهم.

السؤال يعطيك الفرصة لتقترب من قلوبهم.

هل لاحظتَ الفرق بعد؟

سَل Read More »

الوقت

عملةٌ ثمينة لأنّه لا يعود، ولا يمكن أن يعود.

حين يعطيك أحد من وقته، فقد أعطاك جزءًا من حياته؛ فهو أرقى الكرَم.

على مَن جُدتَ بوقتك اليوم؟

مَن جاد عليك بوقته اليوم؟

هل تجود به على مَن يستحقّونه؟

هل هناك من يحتاجون إليك ولا يجدونك لأنّك منشغل عنهم؟

بماذا أنت منشغل عن هؤلاء؟

الوقت Read More »

كرمُ الكوميديا

من قال أن عملَ الفنّان الكوميديّ تافه لا قيمة له؟ يرى الفنّان أحمد أمين، صاحب البلاتوه، أنّ عملَه يساعد النّاس على الاسترخاء وشحن الطاقة مرّة أخرى. وأنعِم بها من رؤية وهدف!

الفنّان الكوميديّ فنان يسمح لنا بالترويح عن أنفسنا، مع توصيل رسالة سامية تصل إلى القلب مباشرةً.

فنّ الكوميديا فنّ كريم.

كرمُ الكوميديا Read More »

كرَمُ الرّفض

أحيانًا ما نخجل من الرفض. لا نحبّ أن نضايق النّاس. فنقبلُ عرضًا لا نرضاه، ثمّ لا نستطيع الوفاء. نظنّ أنّ الرّفض سوء أدب، أو كسر خاطر.

والحقّ أنّ الرّفض جبر لخاطرنا نحن. نهرب به من مواجهة حوار حادّ، أو نظرة إنكار، أو لمحة عتاب. وربّما نهرب به من الجدل، ومن الاضطرار إلى تسويغ سبب الرّفض.

الحقّ أنّها أنانية مهتبئة في ثوب من الإيثار.

سنكسر بخاطرهم إذا حان وقت الوفاء. لقد علَّقوا آمالًاعلى موافقتنا تلك. لقد بنَوا خططهم وأحلامهم واعتبروك جزءًا منها.

الكريمُ من لم يسمح لهم بالتعلّق بوَهم. الكريم من يرفض بقوّة وصراحة. لا يعيشُ امرئٌ كريمًا إلّا حين يرسم حدودًا لا يتعدّاها.

من لا يرفض شيئًا لا يَفِي بشيء.

كرَمُ الرّفض Read More »

يصعبُ على المرء الغربة في وطنه

الوطن ليس أرضًا فقط. الوطن ناس.

أنت الوطنُ لأحدهم.

ما كان غريبًا مَن كنتَ وطنه.

يصعبُ على المرء الغربة في وطنه Read More »

بالمجّان لا تعني بدون مقابل

فقط تعني أنّك لن تدفع مالًا لتحصل عليها. ولكنّك ربّما تدفع وقتًا وجهدًا وعملًا وفكرًا. وربّما تدفع من راحة بالك. وربّما تدفع جهدًا جسديًا.

لا شيء مجّانيّ تمامًا. لكلّ شيء مقابل.

سل نفسك: ماذا تدفع في المقابل.

بالمجّان لا تعني بدون مقابل Read More »

بعد المطر

يظهر قوس قزح، وتعود الشمسُ بدفئها ونورها.

في قلب كلِّ تحدٍّ، هناك قوس قزح ينتظر الظهور.

ولكن لا يراه سوى من ينظر إلى الأفق.

بعد المطر Read More »

عُريُ النّفس

يحكي أحمد أمين في كتابه، حياتي، أنّنا “كما لا نستسيغ عُري كل الجسد لا نستسيغ عُري كلّ النّفس”. معلّلًا بذلك إخفاءه بعض ما كان يمكن أن يشمله الكتاب، ولكنّه آثر أن يطويه.

فلنحفظ لأنفسنا سترها كما نحفظ لأجسادنا سترها. فلنبقِ بعضًا من أخبارنا وأفكارنا لا يعرفه عنّا أحد. فكلّ ما كُشف تمامَ الكشف قلّت قيمته.

عُريُ النّفس Read More »

عملٌ بسيط كريم

كانت تقف قبلي في طابور ميزان الخضروات ومعها عدّة حقائب. ومعي حقيبة واحدة.

نظرتْ إليّ وأومأت برأسها إذنًا منها بأن أسبقها. لم تكن مضطرّة. ولم أكن أحاول أن أتخطّاها. وإنّما هو عمل بسيط من الكرم.

اختارت أن تنتظر هي دقيقة، بدلًا من أن أنتظر أنا بضعة دقائق حتّى تنتهي.

قلّما يكلّفنا الكرَمُ شيئًا يُذكر. ولكنّه يترك دائمًا أثره الطيّب في النّفوس.

عملٌ بسيط كريم Read More »

انظر جيّدًا في المرآة

لكن، هذه المرّة، لا تنظر من زاويتك المفضّلة التي تتحرّاها كلّ يوم.

ارفع رأسك قليلًا، واخفض عينيك، سترى مشهدًا لا تراه كلّ يوم. وربّما لا تحبّ أن تراه.

جرّب أن تطفئ أنوار الغرفة، وافتح شاشة هاتفك لتضيء لك ضوءًا خفيفًا واقترب جدًا من المرآة. لا تخف. لست في فيلم مخيف. أنت كما أنت، ولكنّك تنظر من زاوية مختلفة.

من أيّ زاوية ننظر إلى النّاس؟

الكريم ليس فقط مَن يتحرّى في النّاس الزاويةَ الأفضل، كما يتحرّاها لنفسه في المرآة. الكريمُ مَن يجعلهم يرون هذه الزاوية كما يراها هو.

انظر جيّدًا في المرآة Read More »

ثمّ لا يهمّ الكريم إلّا أنّه يستطيع

لا يهمّ إن جنَى من كرمِه مالًا كثيرًا. ولا يهمّ إن اكتسب شهرةً واسعةً كفنّاني السينما والتلفزيون. ولا يهمّ أن يُشار إليه بالبنان.

لا يهُمُّ إن شكرَه مَن يجود عليهم بنفسه ووقته وماله وعِلمِه وقوّته. لا يكتبُ الكاتبُ ليقرأ له مئات الألوف (وإن كان لن يشتكي إذا حصل ذلك). الكاتبُ يكتبُ لأنّه يستطيع.

وكذلك الكريم. لا يهمّه سوى أنّه يستطيع.

أوَيهدأ بالنا بعدما علمنا أنّنا نستطيع، إلّا أن نُغيّر؟

ما هو الكرمُ الذي تستطيع إخراجه للعالَم؟

ثمّ لا يهمّ الكريم إلّا أنّه يستطيع Read More »

عمَى المؤسّسات

كثيرًا ما تنظر الشركات إلى الأرقام، وتنسى ما يحيط بهذه الأرقام من ظروف.

كثيرًا ما يمرّ جَهد الكريم دون ملاحظة، ودون تقدير.

لكنّ الكريمَ حقًا لا ينتظر التقدير. وإنّما يعاملُ اللهَ ويعرف أنّ الله يرى عملَه ولو لم يره أحد من الناس.

الكريمُ يشعر بالحسرة بلا شكّ. ولكنّه لا يشعر بحسرة على نفسِه. وإنّما على عالَمٍ لا يُقدّرُ الكُرماء.

وهذه الحسرة قوّةٌ تدفع به إلى مزيد من الكرَم، ومزيد من محاولات التغيير، ومزيد من الجَهد.

ألا حافظوا على الكُرماء بينكم.

عمَى المؤسّسات Read More »

ما الذي يمنعك؟

المال بالطبع. أليس كذلك؟

قال لي جليسي مرّة أنّه يحلُم ببناء مصنع لإنتاج السيّارات. فسألته ما الذي يمنعك من فعل ذلك؟ فأجابني أنّه بحاجة إلى الكثير من المال. قلت له: ما هي الخطوة الأولى التي تحتاج إليها لتبدأ السعي؟ وكان جوابه أنّ الخطوة الأولى أنّه بحاجة إلى خمسة ملايين جنيهًا!

سألت جليس آخر بعدها بسنوات، ما الذي يمنعك من البحث في المجال الذي تريد أن تنشئ شركة خاصة فيه؟ وكان الجواب، بالطبع، المال.

المُدهشُ أنّ البحثَ مجّانيّ. لا نحتاج المال لنبدأ البحث والتخطيط والدّراسة. ولكنّنا نختبئ خلف الفقر. إن كنّا نظنّ أنّ الفرصة لن تواتينا إلّا حينما نملك ما يكفي من المال فنحن، للأسف، في ضلال مبين.

الحقّ أنّ ما يمنعنا هو الخوف، والكسل، والتسويف، وعِظَمَ المهمّة.

ما الذي يمنعك؟ Read More »

الكلمةُ الطّيّبة

كالشّجرةِ الطّيّبة؛ أصلها ثابت وفرعها في السّماء.

لا يكفي أن ترَى في النّاس إمكاناتهم ولا تعبّر عن ذلك. أخبرهم بما ترَى. لا تدري لعلّ كلمتك الطيّبة هذه تمتدّ فروعها فتصل إلى السّماء.

تذكّر مَن قال لك كلمةً طيّبةً يومًا، وكيف تذكرها حتّى الآن. نحن نذكر هذه الكلمات لأنّها قليلًا ما تُقال.

ما أيسرَ أن نُكثر منها! وما أيشرَ أن نَصدُق حين نقولها فتصل من القلب إلى القلب! وما أقربَك من قلوبهم إن فعلت ذلك!

الكلمةُ الطّيّبة Read More »

مَن الذي ترَى؟

هناك مَن ينظرُ إليك ويرى مَن تكون الآن. وهناك مَن ينظرُ إليك ويرى مَن يُمكن أن تكون. يرى إمكاناتك الكامنة، ومهاراتك التي لم تكتمل بعد، ويرى أحلامَك التي لم تتحقّق، وطموحَك الذي تسعى إليه.

إذا كنتَ ترى في أحد أكثر مما يبدو، لا يمكنك أن تعود لتراه كما هو. لا يمكنك أن تهدأ حين تراه يحطُّ من شأنه.

ماذا ترى حين تنظرُ إلى مَن حولك؟ هل ترى مَن هم الآن، أم من يمكن أن يكونوا؟

والأهمّ، مَن ترى حين تنظر في المرآة؟

مَن الذي ترَى؟ Read More »

الكرمُ عملٌ شاقّ

ولكنّ الكريم يقوم به على كلّ حال. لأنّ الكرمَ لا يكونُ كرمًا إن تمّ فقط في أوقات الرّاحة والهناء.

الكرمُ عملٌ شاقّ Read More »

لماذا يصعبُ علينا أن نكرمَ أنفسَنا؟

لأنّنا نعرف كلّ شيء عن أنفسنا. نعرف كلّ ما يسيء إلينا. نعرف كلّ ذنوبنا. نعرف كلّ عيوبنا. نعرف ماضينا بأخطائه الكثيرة، وميولنا بانحرافاتها المتعدّدة. نعرف كلّ الوقتَ الذي نقضيه كيف نقضيه. وكلّ المال الذي ننفقه فيم ننفقه. وكلّ الأفكار التي تجول بخاطرنا.

يصعبُ علينا، أحيانًا، أن نعذر أنفسَنا كما نعذر غيرنا لأنّنا لا نعرف شيئًا عن الآخرين سوى ما يبدو لنا منهم. وعادةً ما يبدو لنا أفضل جزء فيهم.

يصعبُ علينا، أحيانًا، أن نحبّ أنفسنا. لأنّنا لو عرفنا عن النّاس ما نعرفه عن أنفسنا ما أحببناهم! إن كنّا كُرماء، فنحن نبحث لهم عن مَخرج، ونحسن الظنّ بهم. وكثيرًا ما يفوتنا أن نكرمَ أنفسنا، ونحسن الظنّ بها.

هوّن عليك.

أنت، ككلّ النّاس، تخطئ وتصيب. فاجعل لنفسك من كرمِك نصيب.

لماذا يصعبُ علينا أن نكرمَ أنفسَنا؟ Read More »

مواجهةُ الصفحة البيضاء

تكادُ هذه المواجهة أن تكون التحدّي الأكبر أمام الكاتب. أمر عجيب، أليس كذلك؟ لا يخشى الكاتبُ نقدَ النُّقّاد ولا غضب القُرّاء بقدر ما يخشى جلوسَه أمام صفحةٍ بيضاء، لا يدري ما يكتب فيها.

هذا الخوفُ هو السبب الأكبر في دفن كثير من الكُتّاب المهَرة. واشتُهر الهربُ من هذه الصفحة البيضاء بحاجز الكتابة. والحقُّ أنّه ما من حاجز ولا مانع سوى الخوف من مواجهة الصفحة البيضاء.

لا ينطبقُ الأمرُ على الكتُب فقط.

وإنّما يخشى الشابّ المبدعُ الطموح أن يواجه صفحةً بيضاء يسطّر فيها بداياتِ أفكارَه عن مشروع يحلم بتنفيذه، أو خطّة لتحسين جزء بسيط من العالَم. ويخشَى صاحبُ الشركة العملاقة مواجهة صفحة بيضاء يفكّر فيها، بجدّ، في كيفيّة تغيير الثّقافة المملّة السائدة، وابتكار حلول جديدة للحصول على رضا الموظّفين وراحتهم.

لا يميّز بين كاتبٍ ألمعيٍّ شهير، وكاتب لا يعرفُه أحد، وربّما لم يعرف نفسَه بعد، إلّا الإصرار على مواجهة الصفحة البيضاء.

مواجهةُ الصفحة البيضاء Read More »

الأفكار لا تغيّر العالَم

الذي يغيّر العالَم هو تنفيذ الأفكار.

الكرَمُ في الخيال فقط ليس كرمًا.

النّيّة وحدها لا تكفي، وإن كان المؤمنُ يؤجرُ على نيّته، فإنّ ذلك لا يعني أنّ النيّة تحدث فرقًا في الواقع. وضع النيّة محلّ التنفيذ هو ما يفرّق بين الهاوي والمحترف، وبين الكريم والأنانيّ، وبين مَن يصنع فرقًا، ومن يقضي عمره يتخيّل صناعة هذا الفرق.

الأفكار لا تغيّر العالَم Read More »

الملامةُ ليست فعلًا كريمًا

يقول ابن الفارض في رائعته: قُل للعذولِ: أطلتَ لوميَ طامعًا … إنّ الملامَ عن الهَوى مُستوقفي. دَعْ عنكَ تعنيفي، وذُق طعمَ الهوى … فإذا عَشِقْتَ، فبعدَ ذلكَ عنِّفِ.

وأكاد أظنّ أنّ هذا هو لسان حالنا في كلّ مرّة نتعرّض فيها للّوم من أحد. يدفعُنا اللومُ عادةً أن نتّخذ وضعًا دفاعيًا كثيرًا ما يكون بالهجوم على الطرف الآخر. هم لا يفهمون ما نمرّ به. لا يعرفون ما نعاني منه. لا يفقهون القصّة التي نحكيها لأنفسنا. جرّبوا ما جرّبناه أوّلًا، ثمّ لوموا إن استطعتم! لن نتوقّف عمّا نفعل، لأنّكم، ببساطة، لا تفهمون لمَ نفعله.

الملامةُ تُبعدنا عن الطرف الآخر بدلًا من أن تقرّبنا منه. الملامةُ تقودُ إلى الشّقاق، وقلّما تؤدّي الغرضَ منها. الملامةُ تحفّز شعورًا بالغضب، أو الخجل، أو الخَيبة، أو العار. وإذا أردتَ أن تتوافق مع مَن تحدّثه، لا أظنّك تريد تحفيز هذه المشاعر فيه.

الملامةُ ليست فعلًا كريمًا Read More »

مُفترق طرُق

كَم من قرار اتّخذناه ظانّين أنّه محطّة على جانب الطريق، نركن إليها قليلًا ثمّ نستأنف المسير في نفس الاتّجاه، وهي في الحقيقة مفترقات على الطريق، إذا سلكناها سلكنا في وِجهة مختلفة تمامًا.

تذكّرني هذه المفترقات بالقَولة الشهيرة: أكون أو لا أكون. هي هكذا فعلًا فإيّاك أن تخطئها.

أقابلُ شحّاذًا تعلمُ أنّه امتهن سؤال النّاس أموالهم ولا يبرح مكانه ولو أعطيتُه مئة جنيه، أأعطيه؟ فإذا أعطيتُه فقد سلكتُ طريق الوَهم والكسل، وطلب الرّاحة بدلًا من المنفعة. أريدُ أن أحكي لنفسي قصّةَ كرَمٍ، ولكنّه كرم زائف. وإذا لَم أعطه فقد تحدّيتُ المظهر واخترقته إلى الباطن، واضطررت للبحث عن مَن يستحقّ العطاء، إذا أردتُ أن أحكي لنفسي قصّة كرَم.

أعودُ من عمَلي متعبًا بعد يوم طويل وشاقّ، لم أستنقذ منه لنفسي نصف ساعة متواصلة للغذاء أو الرّاحة. أأتنازل عن عاداتي اليوميّة، كالكتابة مثلًا؟ اليوم فقط. اليوم أنا متعب. لا بأس بالتنازل يومًا واحدًا. فإن فعلت، فقد سلكتُ طريق التنازل والبحث عن الأعذار. وإن اخترت الاستمرار، رغم التّعب، فقد سلكتُ طريق التحدّي والإصرار.

يطلبُ منّي عزيزٌ أن أساعدَ في شأن من شؤونه سيكلّفني بعض المشقّة. أألبّي النّداء، أم أعتذر؟ لديّ الكثير من الأعذار الحقيقيّة التي تؤهّلني للرّفض دون أن أبدوَ فظًّا غليظًا. ولكنّني، إن صدقتُ نفسي، أستطيع فعل ذلك دون كبير أثر على حياتي. فإن اعتذرتُ، فقد سلكت طريق الأنانية وإعلاء الذّات. وإن لبّيتُ فقد سلكت طريق الكرَم.

قد تبدو كأنّها لحظاتٌ عابرة، محطّات لا تؤثّر على الوِجهة التي نحن لها سالكون. ولكن يتضّح لنا، مع إمعان النّظر، أنّها مفترق على الطريق. وفي كلّ خُطوة تخطوها، تختار الحياةَ التي ستحياها. فانظر ماذا تختار.

مُفترق طرُق Read More »

الصبر يُمتحن وقت المِحَن

في ذلك اليوم الذي يطول فيه العمل حتّى لا يكادُ يبدو له نهاية، ويخور الجسدُ ويذبل العقلُ ويقلّ الجهد .. في هذه المواقف يمتحن الصّبر.

يُمتحن الصبر في شخص يسيء إليك وتعفو، ويُعرضُ عنك وتصله، ولا يردّ عليك وتُحسن به الظّنّ.

يُمتحنُ الكرمُ حين يضيق الوقت، وتضيق بك نفسك، ويضيق عليك رزقك.

الصبر يُمتحن وقت المِحَن Read More »

رحلة ٧٠٠ خاطرة

لطالما حلُمتُ أن أكون كاتبًا، وأن أنشر كتابًا مطبوعًا يحمل اسمي على غلافه.

أذكرُ أنّي جلستُ يومًا لأكتب المشهد الأوّل من الرواية التي لم أكن أعرف عنها شيئًا بعد، فكتبت ستّة أسطر وشعرتُ بشيء من الرّضا بهذا الإنجاز، وقرّرتُ أن أعود في الغد، لأكمل. كان ذلك منذ سنوات، والأسطر الستّة كما هي حتّى الآن لم تزد حرفًا واحدًا.

مشروع تأليف كتاب كامل، يبدو من بعيد كجبل ضخم، وكلّما اقتربت منه وسعيت إليه ازداد هذا الجبل ضخامةً. ويدركُ الكاتبُ حين يشرع في هذا العمل الخطير، أنّه ما وصل إلّا إلى سفح هذا الجبل. فينظر لأعلى بعينٍ مرتجفة، ثمّ ينتقل الخوف من عينِه –التي ترى كيانًا ضخمًا لا يعرف كيف يتسلّقه إلى قمّته– إلى قلبه وعقله، ثمّ يتخلّى عن هذا الحلم البعيد، ويعود أدراجه مرّةً أخرى.

كانت مجرّد “لحظة إلهام” عابرة، لا معنى لها. من أنا لأكتب كتابًا؟

ثمّ، بعد ذلك بشهور، خطر لي أن أدوّن خواطري ها هنا. خاطرة واحدة يوميًا تعني النّجاح. مهما كانت صغيرة الحجم، قليلة الأسطر، ركيكة البَيان. وقرّرتُ أن أدوّن هذه الخواطر إن كنتُ راضيًا عنها أو غير راض، وإن كنت في مزاج يسمح بذلك أو لا يسمح، وإن قرأ أحد هذه السطور أو لم يقرأ، فأنا أكتب لنفسي أوّلًا، ثمّ يسعدني بعد ذلك أن تُقرأ كلماتي بالتأكيد .. أي أنّني ألزمت نفسي بالنّشر كلّ يوم، مهما كانت الظروف، ومهما كانت كلماتي تبدو لي ضعيفة الأسلوب أو المعنى. الشّرطُ الوحيد أن أنشر شيئًا نافعًا، وإن قلّ نفعُه.

وهكذا تحوّلت الكتابةُ من تسلّق أعلى قمّةٍ في العالَم، إلى خطوة صغيرة كما يصعد الماشي على رصيف الطريق.

دعونا نلقي نظرةً على بعض الأرقام:

خاطرة واحدة كلّ يوم بمتوسّط ١١٤ كلمة، وربّما عشر دقائق أو ربع ساعة في المتوسّط لكتابة هذه السطور تساوي مع مرور ٧٠٠ يوم ٨٣ ألف كلمة. أي ما يعادل تقريبًا ثلاثة كتب من الحجم المعتاد في هذه الأيّام.

من الحقّ أنّني لم أكتب كتابًا واحدًا، ولكنّني كتبت من حيث عدد الكلمات ما يكفي ثلاثة كتب. ولا شكّ عندي أنّ ما أكتبه أقلّ بكثير من كثير من هذه الكتب المطبوعة، ولكن لا شكّ عندي كذلك أنّ ما أكتبه أفضل بكثير من كثير من هذه الكتب المطبوعة كذلك.

لست هنا في معرض التفاخر بما أكتب، وإنّما أحاول بين الحين والآخر أن أنظر إلى ما مضى، وأن أتعلّم درسًا من ذلك. والدرسُ الأوضح هنا هو أنّ العملَ، مهما صغر، كبير مع المداومة والتكرار.

ودرسٌ آخر هو أنّني الآن لست في قاع الجبل كما كنت سابقًا. فقد ارتقيت درجات في ذلك حتّى يبدو لي الجبل الآن تلًّا. ليس قريبًا جدًا، ولكنّه لم يعد حلمًا بعيدًا كما كان قبل ٧٠٠ خاطرة و٨٣ ألف كلمة. مهارةُ الكتابة تطوّرت، وأفكاري تزداد وضوحًا يومًا بعد يوم، ولديّ كمًّا لا بأس به من المحتوى الذي، مع التنقيح والترتيب والتنسيق، قد يصدر عنه كتابٌ لا بأس به.

عسى أن تمرّ سنوات أُخَر، وأنظر إلى الوراء، فأرى ٧٠٠٠ خاطرة، و٨٣٠ ألف كلمة، وعشرين كتابًا .. وستكون بداية كلّ ذلك قرار اتُخذ قبل ٧٠٠ يوم، بأن أكتب كلّ يوم خاطرة، مهما قلّ محتواها، ومهما بدا لي غيرَ جيّد، ولو لم يقرأه أحد!

رحلة ٧٠٠ خاطرة Read More »

الكرمُ طريق من اتّجاهَين

لا أقصدُ أنّ كلا الطّرَفَين يعطيان. وإنّما أنّهما يستقبلان معًا نتائج هذا الكرَم.

طلبَ أستاذٌ جامعيّ من تلاميذه أن يعملوا على مساعدة شخص آخر وقضاء وقت وجهد معه إذا شعروا أنّهم لا طاقة لهم للقيام بأعمالهم هم. وتعجّب الطلّاب من ذلك واعترضوا أنّه لو لم يكن لديهم طاقة ليعملوا على مشروعاتهم هم، فمن أين لهم بالطّاقة ليعملوا مع غيرهم ويساعدوه! ولكن دهشتهم كانت أشدّ حين نفّذوا ما طلب منهم الأستاذ.

فعلى عكس ما توقّعوا، انتهوا من هذه التجربة يشعرون بالحيويّة والنشاط. فكانت نتيجة مساعدتهم غيرهم أنّهم كافأوا أنفسهم.

الكرمُ ليس تضحيةً من الكريم بنفسِه أو وقته أو مالِه في سبيل الآخرين فقط. الكرمُ ليس طريقًا من اتّجاه واحد. الكريمُ يكافئ نفسَه بكرَمِه كما يُكافئ غيره. كالمُتبسّم في وجه النّاس، يضيف إلى وجوههم البسمة، وكلّ بسمة يراها تغذّي شعورَه بالسّعادة.

لا عجَبَ أن التبسّم في وجه النّاس من الصّدقة. فكلُّ صدقةٍ تزيد في المتصدّق والمتصدّق عليه على السّواء.

الكرمُ طريق من اتّجاهَين Read More »

الأطراف القُصوى

إذا أردتَ أن تفهم موضعَ شيءٍ قارنه بأطرافه القُصوى.

مثلًا: لنختبر فكرة إلقاء منديل في الشارع. لن يؤثر منديل في الشارع، أو هكذا نفكّر. ولكنّنا لو فكّرنا في إلقاء قمامة البيت كلّها في الشارع، سنجد أنّ الأثر كبير.

إذا أردتَ أن تعرفَ مثلًا إذا كان إيقاف الطريق لمدّة نصف ساعة عمل مقبول أم لا، انظر في إيقاف الطريق شهرًا.

وهكذا كلّما أردنا فَهم شيء ما بشكل أفضل سحبناه إلى أقصاه.

الأطراف القُصوى Read More »

عدوُّ الكرَم

إيّاكَ والظّنُّ أنّ الخيرَ في العملِ، إذا بدت لك فيه شائبةُ العُجب، أن تُحجمَ عنه. فوَهمُ الكرمِ —كما هو الوَهمُ دومًا— هو عدوّ الكرمِ.

الحقُّ أنّ الخيرَ هو الاستعاذة بالله من العُجب، ومن الغرور، والاستعانة بهذه الأعمال الصغيرة من الكرم على أنفسنا، والمجاهدة ضدّ هذه الأفكار … ومع كلّ ذلك، القيام بالعمل على أيّةِ حال.

وإلّا لما تحرّك كريمٌ أبدًا.

عدوُّ الكرَم Read More »

أداءُ الحقوق إلى أهلها ليس كرمًا

لهذا لا نشعر بكرمِ المُعطي إذا ظننّا أنّه يعطينا حقّنا. المشكلةُ أنّنا، في كثير من الأحيان، نخلِطُ بين ما هو حقٌّ لنا وما هو فضلٌ من الكريم.

ومن العطاءات التي نظنّها حقوقًا لنا، العيديّة. بدأت كهديّةٍ نفرح بها ونحن صغار حتّى كبرنا وأصبحنا ننتزعها انتزاعًا، ثمّ لا نفرح بها. ثمّ يخيبُ أملنا إذا نقُصت عن المعتاد!

والعجيبُ من الناحية الأخرى أنّنا كثيرًا ما نشاهد مَن يمُنّ على النّاس إذا لم يبخسهم حقّهم. وكأنّه بذلك يتفضّل عليهم ويجود!

أداءُ الحقوق إلى أهلها ليس كرمًا Read More »

بماذا تجودُ على النّاس؟

يحكي لنا الدكتور محمّد سعيد العريان في ترجمته لحياة الرافعيّ أنّ الأخير كان يجود بحديثه على رجل يرتزق ببيع مقالاته إلى الناشرين. كان الرجلُ يذهب فيسأل الرافعيّ عن أمر من الأمر ثمّ يكتب جوابه ويرسله إلى الناشرين فينشروه ويتكسّب من ذلك.

قد يتّخذ الكرم أشكالًا عدّة، وليس فقط كرم المال. وإنّما كريم الرأي والمشورة والحديث والوقت أنواع لا تقلّ أثرًا.

فانظر بمَ يمكنك أن تجود.

بماذا تجودُ على النّاس؟ Read More »

نظرية الحدّ الأدنى

من المفيد أن يكون لديك حدًا أدنى من العادات التي تساعدك على التقدّم باستمرار. وفي بعض الأيّام، سينتابك الحماس لتنجز المزيد. عليك استغلال هذه الأيّام قدر المستطاع.

الفكرة ألّا يمرّ يومٌ وأنت لا تتقدّم، مهما صغُر هذا التقدّم. أن تخطو خطوة في اتّجاه المستقبل كلّ يوم يشعرُك بالرّضا والنّجاح. لا أقول الرّضا بمعنى الاكتفاء، ولكنّك لن تشعر أنّ الفراغ (أو الانهماك في العمل) يلتهمك التهامًا.

نظرية الحدّ الأدنى Read More »

كن كريمًا مع عقلك

أدخل له المعطيات التي تفيده.

تابع مَن يضيف إلى عقلك وقلبك.

ركّز فيمن تتعامل مهم عن قرب.

مع الوقت، ستتراكم هذه المعطيات وتكوّن فكرًا جديدًا

حريٌّ بنا اختيار المعطيات التي ندخلها إلى عقولنا.

كن كريمًا مع عقلك Read More »

أبطالٌ من لحمٍ ودم

البطلُ ليس شخصية خياليّة. ليس سوبر مان.

البطلُ شخصٌ كريمٌ. يجودُ بكرَمه على ما يلقى من عَنَت. وعلى ما يلقى من لَوم. وعلى ما يلقى من جحود.

البطلُ هو صديقٌ يقف بجانبك وأنت تعلم أنّه في أزمة ومحتاج إلى مَن يسانده. ولكنّه كريم العاطفة.

البطلُ مَن يُقدمُ على إخراج العمل، وهو يخشى نتيجته، تمامًا كمُحاربٍ يخشى ضربات السيوف، ولكنّه يقدمُ على الحرب ببسالة غير عابئ بخوفه.

البطلُ إنسانٌ من لحمٍ ودَم. قوّته الخارقة أنّه اختار أن يكون كريمًا.

أبطالٌ من لحمٍ ودم Read More »

الكرم مفاجأة حتميّة الحدوث

الكرمُ صورةٌ من الفنّ.

في الأعمال الفنّيّة البديعة، وفي لحظات فارقة في العمل الفنّيّ، تكون مشتاقًا لمعرفة ما سيحدث. ثمّ يكشف لك الفنُّ البديعُ عن مفاجأة مدوّية في نهاية لحظات الترقّب هذه. وأكثر ما يفاجئك في هذه المفاجأة أنّها حتميّة الحدوث. لا تستطيع تصوّر مصير مختلف عنها. إنّها الحلّ الوحيد المنطقيّ لهذا الموقف.

ولكنّك لم تكن تستطيع أن تراها من قبل أن تراها.

كذلك الكرَم. هديّة غالية من مقدّمه، تكون غير متوقّعة في كثير من الأحيان، ولكنّها الشيء الوحيد الذي يستطيعه.

الكرم مفاجأة حتميّة الحدوث Read More »

أسمى الكَرَم

قد ترى مُحتاجًا فتكرمه ممّا رزقك الله، ولكنّك ربّما نظرتَ إليه نظرةً جرحتْ قلبَه. حينها يتلاشى كلُّ شعورٍ بالكرَم، ويبقى الشعور بالأسى، أو المهانة.

وربّما ترى مُحتاجًا فلا تجيبه إلى حاجتِه ولكنّك تنظر إليه نظرة تفهّم، وتعاطف. فيكون ذلك عند الله خيرًا ممّا صنع الأوّل.

 قَوْلٌ مَّعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِّن صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى ۗ وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ. البقرة ٢٦٣.

كرمُ المشاعر مقدّمٌ على كرم المال.

أسمى الكَرَم Read More »

كلُّ ما يمكن أن يسوء يمكن أن يتحسّن

كثيرًا ما نغفل هذه القاعدة الكَونية الواضحة. كما أنّ انهيار البورصة في لحظة ممكن، فانتعاشها في لحظة ممكن ايضًا. بل لا يُتصوّرُ وجود أحدهما دون الآخر.

ذات صباح، تكلمتُ مع صاحبة مشروع طلّابيّ فكانت مفعمة بالأمل والحماس والثقة. ثم، بعد عشرة أيام، تكلمتُ معها ثلنيةً فكانت محبطة فاقدة الأمل. في عشرة أيام، انقلبت من حال إلى حال. وأصيبت باليأس والإحباط. فقلتُ لها حينئذ: هذا التحوّل يدلّ على إمكانية التحوّل في الاتجاه المعاكس، فاسعَيْ له ولا تستسلمي.

ولكننا يغلبنا الشعور باليأس، ويغلبنا التوكّل على النّفس، فننسى قدرة الله الذي لا يُعجزه شيء، وكلّ شيء عليه هيّن مهما بدا لنا بعيدًا أو مستحيل التحقيق.

وبهذه القاعدة، يكونُ كلّ ما يسوء دليلًا على إمكانية التحسين، فتكون المصيبة ذاتها هي الأمل في الخروج من المصيبة.

كلُّ ما يمكن أن يسوء يمكن أن يتحسّن Read More »

لَم يعُد الكرَم رفاهية

بل هو الحلّ الوحيد. في عالمٍ لا يزال يتسارع يومًا بعد يوم، الحَيرةُ تملأ القلوب، والخوف يملأ النّفوس. لا سبيل سوى الكرَم.

لا سبيل سوى أن تكونَ فذًّا، لا غنى عنك.

لا سبيل سوى أن تقدّم كل ما يمكنك، فقط لأنّك تستطيع.

ربّما لا نعلم ماذا يحدث غدًا، ولكنّنا نتحكّم فيما نفعله اليوم. فلنختر، إذن، أن نكون كرماء، أفذاذًا. فلنختر أن نملأ أكثر من مكاننا، ونقدّم أكثر من المتوقّع منّا.

لَم يعُد الكرَم رفاهية Read More »

الفزعُ علامةُ التوكّل على النّفس

يصعبُ عليّ تخيّل مؤمنًا حقًا يفزع حين يعرف بوجود فيروس جديد في العالَم، أو بفقدان عزيز، أو بخسارة فرصة عمل، أو بانتهاء علاقة ما.

والفزع الذي أعنيه هو إحساس بعدم الأمان، يسبّب خوفًا غير منطقيّ من أوهام لا وجود لها. الفَزِعُ يتخيّل كلّ ما يخشاه في المستقبل، ويتخيّل حياةً سوداء تمامًا لا نور فيها. ويقودُهُ فزعُه إلى تصرّفات غريبة، لا مسوّغ لها.

لا يفزعُ المؤمن.

لا يفزع مَن يتوكّل على حيّ قيّوم كريم رحيم. لا يفزع من استقرّ في قلبِه حسنُ الظنِّ بالله.

التوكّل، كما قال أبو سعيد الخراز، اضطراب بلا سكون، وسكون بلا اضطراب. أي حركة في الجوارح للأخذ بالأسباب لا تكلّ، وسكينة في القلب لا اضطراب فيها.

فإذا فزعت، فراجع قلبَك.

الفزعُ علامةُ التوكّل على النّفس Read More »

ثمّ يحين الامتحان

فتنكشف نفوسنا،لا أقول عن معدنها الحقيقيّ، ولكن عن حالتها الحالية، التي يمكن تغييرها وتطويرها الرعاية اللازمة والانتباه واستخدام الإرادة.

يظنّ الكريمُ أنّه كريمًا حتّى يُمتحن. تمامًا كما يظنّ المرءُ أنّه مؤمن حتّى يُفتَن. وما أكثر الامتحانات وأكثر أنواعها!

قد يكون الامتحان في إطار كرَم العاطفة، أو المال، أو الوقت، أو العِلم، أو القوّة الجسديّة .. وغيرها.

وعندها يستطيع القلبُ اليَقِظ أن يستكشف ما إذا كان كريمًا حقًّا.

من السّهل التشدّق بالحديث عن الكرَم المادّيّ مثلًا ما دامت الحالُ ميسورة. وما أسهل التبرّع بالوقت حين لا يكون لديك ما تعمله أصلًا!

أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ

العنكبوت، ٢

ثمّ يحين الامتحان Read More »

الكرَمُ خَيار متاح دائمًا

قد يبدو أنّ الأنانية هي الخيار الوحيد، حين يكون تركيزنا على أنفسنا فقط. ولكنّنا، إذا تنفّسنا بعمق، ونظرنا من زاوية أخرى، سنرى الخيار الكريم واضحًا.

لا أقول أنّه سهل دائمًا، فما كان سهلًا دائمًا لا قيمة له. بل هو، في أغلب الأحيان، الخيار الأصعب. وصعوبته ليست بالضرورة في ما يتطلّبه من جهد بدنيّ، وإنّما في الجهد العاطفيّ المطلوب.

فازَ مَن اختار الكرَم، ولو بدا عكسُ ذلك لمَن قَصُرَ نظرُه عن الحقّ.

الكرَمُ خَيار متاح دائمًا Read More »

الحركاتُ دليلُ المشاعر الباطنة

حين نحاول فهم ما يدور في خلد الآخرين، نراقب حركاتهم. كيف يجلسون، وكيف ينظرون، وكيف يمشون، ونبرات صوتهم، وحركات أكتافهم، وعدد هزّات أقدامهم في الثانية … إلخ.

ولكننا، لسبب ما، لا نفعل هذا مع أنفسنا. لأننا حين نراقب غيرنا، لا نستطيع سماع ما يدور بخلدهم فنراقب ما نستطيع رؤيته. ولكننا نظنّ أنّنا نعرف ما يدور بخلدنا جيّدًا، فنهمل ما تشير إلسه حركاتُنا.

نسمع صوتنا الداخليّ فنظنّ أننا نفهم. مع أننا كثيرًا ما نكون غاضبين مثلًا، ولا نعرف نا يغضبنا. أو نكون سيّئي المزاج بلا سبب. والحقُّ أنّنا، لو راقبنا مشاعرنا وحركاتنا معًا، لفهمنا الكثير مما يغضبنا ويسعدنا.

أقول، ينبغي علينا مراقبةَ أجسادنا والإنصات إليها كأنّما نراقب جاسوسًا نستجوبه لنتبيّن صدقه من كذبه. وبهذا، نكون قد فتحنا نافذة نطلّ منها على مشاعرنا.

ولا شيء أهمّ من أن يفهم الإنسان نفسه. لأنّ مَن لا يفهم شيئًا لا يمكنه تحسينه.

الحركاتُ دليلُ المشاعر الباطنة Read More »

لأنّ البديل هو الموت / الأنانية / اللاشعور

إمّا أن تحيا كريمًا، أو أن لا تحيا.

إمّا أن تختار رهافة الحسّ والشعور، وإمّا البلادة واللا شعور.

إمّا أن يكون قلبك حيًّا، أو ميْتًا.

لا يملك الكريمُ أن يغيّر طريقة حياته، لأنّه لا يرى حلًّا سواها. إمّا أن يعطي ويُخرج فنّه إلى العالَم، ويسعى لتغيير الأمور إلى الأحسن عن طريق تحسين ما يقدّم لغيره من كلّ الجوانب، وإمّا أن يموت.

يموت روحيًا. فمن لا يحيا لهدف أو جِهة يسعى فيها فهو ليس حيًّا. إنّما هو موجود. وجود كالعدَم.

هكذا يرى الكريمُ فنَّه، كأنّه قلبه النّابض يضخّ في عروقه الحياة.

لأنّ البديل هو الموت / الأنانية / اللاشعور Read More »

الإنصاتُ عملٌ كريم

أقول عملًا لأنّه يتطلّب جهدًا لا يستهان به. أن تسمع حقًّا، أن تنصت، أن تتدخّل فقط حين يكون تدخّلك مفيدًا، أن تنظر في عيني مَن يكلّمك بإخلاص، وأن تومئ برأسك أنّك تفهم ما تسمع، وأن تسمع لتفهم، وأن تسمع وتفهم وتبحث عمّا يضيف قيمةً إلى محدّثك، لا عمّا يضيف غرورًا لغرورك، أو نشوةً لعقلك الذي يتلذّد بتحطيم حُجّة محدّثك.

الإنصات يتطلّب جهدًا لا يستهان به لأنّ من السّهل أن تسمع لتحكم، ومن السّهل التظاهر بالسّماع مع إيماء الرأس والهمهمة بين الجملة والجملة، ومن السّهل محاكاة وضعيّة محدّثك لإيهامه باهتمامك، ومن السّهل أن يسرح خيالُك بعيدًا، ومن السّهل أن تُضيف إلى الكلام ما ليس فيه، ومن السّهل أن تفهم منه غير المقصود منه. ولتجنّب كلّ هذه الأمور السّهلة، عليك بذل الجهد.

وأقول كريمًا لأنّه هديّةٌ تقدّمها لمحدّثك. تكاد تحتلّ المرتبةُ الأولى بين الهدايا التي يمكن أن تقدّمها لشخص أيًا كانت علاقتك به. أن يشعر محدّثك أنّك تراه، وتسمعه، وتفهمه، دون إصدار الأحكام، ودون محاولة إحراجه أمام نفسه. أن يشعر أنّك تراه وتسمعه وأنّه، لكي يحصل على ذلك، لا يحتاج أن يتنازل عن كرامته، واحترامه لفكرِه. أن يشعر أنّه، بالحديث معك، يزداد لا ينقص. الإنصات كرَمٌ لأنّه دليل على حبّك لمحدّثك، وتقديرك له.

أضمنُ لك أنّه ما من أحد على هذا الكوكب إلّا وأقصى آماله أن يجد مَن. يُنصت إليه بحقّ، حين يحتاج إلى أن يتكلّم. فإذا وجدتَ مَن تحبّ يتكلّم، أنصِت.

الإنصاتُ عمل كريم، وربّما لا تستطيع القيام بهذا العمل طول الوقت. لكنّك، ولا شكّ، تستطيع القيام به بعضَ الوقت. فتحيّن تلك الأوقات.

الإنصاتُ عملٌ كريم Read More »

الحَيرةُ حياة

الرّتابةُ صفةُ الاعتياد. الملل يخيّم على ما نألفه. الملل والرّتابةُ من صفات موت الرّوح وانخماد شعلتها فينا.

الحيرةُ من صفات الأحياء. الحَيرة سؤالٌ يبحث عن جواب. الحيرة قلق، يأخذ منّا الرّاحةَ فيُشعل فينا نار الرّوح. الحَيرة ظمأ.

الظمآن لا يسكن إلّا حين يجد الماء. والجائع لا يهدأ إلّا حين يشبع. والمتسائل لا يتوقّف عن البَحث حتّى يجد جوابًا شافيًا. أرأيت؟ وُصفَ الجوابُ بالشفاء وكأنّما هو دواء العليل. وكأنّما السّائل يتألّم من سؤاله ويأنّ، ولكن، على عكس المريض، يبحث عن راحته بالعمل بدلًا من البحث عنها بالخمول.

الحَيرةُ حياة Read More »

الكرَمُ العاطفيّ هِبةٌ منك إليك

أنتَ لا تكون كريمَ المشاعر من أجل الناس. الكريمُ أكثر المنتفعين بكرمه هذا. تخيّل مَن كانت مشاعره كلها حسد وغيظ وغضب وكره وحقد! مَن الخاسر؟

وكأنّ الكرمَ هو الثمن الذي على الكريم أن يدفعه ليحصل على راحة البال والسلام النفسي. وكأنّه لكي يحصل عليه، عليه أن يهبه لغيره أوّلًا.

وأَكْرِم به من ثمن!

الكرَمُ العاطفيّ هِبةٌ منك إليك Read More »

الكرمُ العاطفيّ

ربّما هو النّوع الأهمّ من الكرم. قال الله تعالى: (قَوْلٌ مَّعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِّن صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى ۗ وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ). فقدّم اللهُ كرم العاطفة على كرم المال.

الكتابةُ كرم عاطفيّ. الإتقان كرمٌ عاطفيّ. الاستمرار في الخروج إلى العالَم وتقديم فنّك كرمٌ عاطفيّ. إمساك اللسان عن الأذى كرم تُثاب عليه. إجابةُ الملهوف كرَم.

فلندرّب عاطفتَنا الكرَم. لنختر عادةً أو اثنتين ونعمل على تنفيذهما باستمرار، لنتقرّب إلى الكريم بصفة من صفاته، عسى أن ينالنا منها نصيب.

الكرمُ العاطفيّ Read More »

الضغط المجتمعي لعنة ذاتيّة

الخائفون من كلام النّاس هم أنفسهم “الناس” حين يكون غيرهم هو المبتلى.

من ترك الناس لربّ النّاس، لم يعبأ بكلامهم.

والكريم مَن ترك الناس وشأنهم. وإن كان قائلًا، قال خيرًا. وإلّا سكَت.

الضغط المجتمعي لعنة ذاتيّة Read More »

كرَمُ الطلَب، وكرَمُ التلبية

الطلبُ يتطلّب شجاعة. لأنّ رفضَه ممكن. والرّفضُ مخيف. ولكنّ الكريمَ مَن يعرف أنّ في طلبه منفعة لغيره كما فيه له منفعة.

طلبُ النُصح فيه فرصة للنّاصح أن يتصدّقَ بعلمه. وطلبُ قرض فيه فرصة لصاحب المال أن يتصدّق بماله لأجَل.

وفي كلّ طلبٍ منفعة للطرفين. لا يفهم هذا سوى كريم. لذلك يكون الرفضُ موجعًا من الأنانيّ، ولكنّه مقبول تمامًا من الكرماء.

فإذا طلبتَ، فاطلب من كَريم. واعلم أنّ الطالبَ كريمٌ كالمطلوب منه.

كرَمُ الطلَب، وكرَمُ التلبية Read More »

إن لم تفشل قريبًا، أنت مرفود

هكذا قال صاحب الشركة لأحد أكثر موظّفيه كفاءة من حيث مؤشّرات الأداء حين وجد أنّه لم يفشل مرّةً واحدة في الأشهر التسعة الماضية. إن لم تفشل قريبًا، أنت مرفود.

صاحب الشركة هذا اسمه سيث جودن. وقال للموظّف ذلك لأنّ عدم الفشل يدلّ على عدم محاولة أيّ شيء جديد. والتزام الأوامر وعدم محاولة شيئًا جديدًا ليست الثقافة التي يرغب في ترسيخها في شركته.

الفشلُ علامةُ الإبداع.

هل فشلت مؤخّرًا؟

إن لم تفشل قريبًا، أنت مرفود Read More »

الكريم لا تعيقه الظّروف

قد لا يكون لديك مزاج أن تذهب إلى العمَل، بل، أكاد أراهن أنّك، في معظم الأيّام، لا يكون لديك مزاج للذّهاب إلى العمل. لكنّك تذهب على أيّة حال. لماذا؟ لأنّك محترف. والمحترف لا يعبأ بمزاجه اللحظيّ؛ فقط بما عليه أن يفعل.

وهكذا الكريم أيضًا. يفعل ما يجب عليه فعله، ما أوجب على نفسه فعله، بغضّ النظر عن الظروف. إذا قرّر الكريمُ أن يعطي من وقته، أعطى. وإذا قرّر أن يعطي من ماله، أعطى. وإذا قرّر أن يعطي من علمِه، أعطى. وإذا قرّر أن يعطي من عاطفته، أعطى.

تأتيك مصيبة من حيث لا تحتسب، فتتوجّه إلى صديقٍ كريمٍ تعرفه فيساندك، وأنت لا تعرف وضعَه. ربّما يكون في ضيق هو الآخر، ولكنّه متاح. لأنّه اختار أن يكون كريمًا.

العالَم بحاجة إلى الكرَماء. العالَم بحاجة إليك. عالمُك أنت. عالمُ مَن تساندهم.

الكريم لا تعيقه الظّروف Read More »

الكريمُ مَن درّبَ نفسَه على الكرَم

نحن ندرّب أنفسنا على العمل، أو الكسل. وندرّب أنفسنا على العطاء، أو البخل. وندرّب أنفسنا على الإتقان، أو الإهمال. وندرّب أنفسنا على الكرَم، أو الأنانيّة.

في كلّ موقف، وكلّ قرار، تدريب منّا لأنفسنا على التّصرّف بشكل معيّن في مثل هذا الموقف، وعند الحاجة إلى اتّخاذ مثل هذا القرار.

ماذا سيكون قرارك حين تتعرّض لموقف مشابه في المستقبل؟ على الأرجح ستفعل نفس ما ستفعله هذه المرّة. فلتنظر ماذا تريد أن تفعل.

درّب نفسَك أن تقترب من صورتك المثاليّة التي تحملها في ذهنك، لا العكس. درّب نفسك، في كلّ موقف، أن تختار الكرَم والكرامة، ليسهُل عليك اختيارهما فيما يلي من حياتك.

الكريمُ مَن درّبَ نفسَه على الكرَم Read More »

احفظ للنّاس كرامَتهم تكن كريمًا

حين تختلف مع شخصٍ ما، حاول أن تجدَ له مخرجًا لتحلّ الخلاف. بمعنى أنّك إن ضيّقتَ عليه الخناق، فأنت تجبره على تصعيد المشكلة، وعلى العناد.

وإن أنت وجدت حلًّا يرضيك، ويحفظ للناس ماء وجههم، رضوا به إن كانوا باقين عليك. أو ظهر لك سوء تقديرهم وعدم وفائهم، ومعدن رأيهم.

وينبغي عليك أن تضع خطّةً بديلة لو رفضوا ماذا تفعل. فلا يفجؤك ردّ منهم، وتحتاط لهذا السبيل بخطّة واضحة تعمل على إثرها إن كان ما تخشاه.

المواقف أفعال لا أقوال. فانظر ما تفعل تعرف ما تعتقد.

السماح للناس بحفظ ماء الوجه من الكرَم ونبل الأخلاق.

احفظ للنّاس كرامَتهم تكن كريمًا Read More »

إنّما القرار قصّة نحكيها

نحكي لأنفسنا قصّةَ أنّ النّاس لو عرفوا بآخر الأخبار، سينتشر فزع لا داعي له، فنُخفي عنهم ما حصل، إلى أن يشاء الله.

نحكي لأنفسنا قصّةَ أنّنا ربّما لا نجد وظيفة أخرى، والظروف صعبة، ومَن يدري ماذا يخبّئ الغد؟ فنتحمّل عملًا لا نرضاه، إلى أن يشاء الله.

نحكي لأنفسنا أنّ هذا الزّوج عصبيّ المزاج، حادّ اللسان، ولكنّه طيّب، ويعرف الله! فنتحمّل ذلّ المزاج السيّء واللسان السليط، إلى أن يشاء الله.

ماذا لو حكينا قصّة مختلفة؟ ماذا لو واجهنا أنفسنا بالواقع الذي نواريه؟ ماذا لو وثقنا بالله وأحسنّا به الظّنّ، أنّ ما عنده لا ينفد، وأنّه كريم، وأنّه لن يتخلّى عنّا لأنّنا اخترنا الكرامةَ والكرَم؟

إنّما القرار قصّة نحكيها Read More »

لا يهوّن الكريمُ من شأن نفسه

كلّنا مختلفون. تعرّضنا لخبرات وتجارب مختلفة. أثّرتْ فينا قصص مختلفة. نشأنا في بيئات مختلفة.

من هذا الاختلاف تنشأ قيمةُ كلُّ واحدٍ منّا. لأنّك متفرّد، فطريقتك في عمل الأشياء متفرّدة كذلك. ربما لست متفرّدًا في كلّ شيء، ولكنّك، ولا شكّ، متفرّد من بعض النواحي.

نشعر أحيانًا أنّ ما نفكّر به هو “العاديّ”. لأننا نألفُ أفكارنا أحيانًا فلا نتصوّر غيرها. وإذا أنعمنا النظر، عرفنا أنّ بعضَ ما نقوم به استثنائيّ في الحقيقة. لا أحد يفعله كما نفعله نحن.

من هذا المنطلق، يستطيع كلّ منّا إضافة شيء جديد ومبتكر إلى العالَم. لا نحتاج أن ننظر أبعدَ من إمكانيّاتنا الحالية. ولأنّ الكثيرين منّا لا يعتقدون بصحّة هذا، فالمجال مفتوح للكرماء ليبدعوا. المجال مفتوح لك لتقول رأيَك، وتحاول التغيير.

اليوم، فُتح بابٌ جديد من أبواب التغيير، يتطلّب اهتمامَك وإسهامَك ليُثمر. بابٌ لمناقشة جادّة مع أشخاص أذكياء -مثلك- من حول العالَم. باب يمكّننا من زيادة ثمار ما نتعلّمه. هي مناقشةٌ في معنى الكرم، ومعنى أن تكون فَذًّا.

ولأنها تشمل ناسًا من دول مختلفة، فالتواصل سيكون باللغة الإنكليزية. لعلّها تكون فَتحًا جديدًا في عالَم القراءة ونوادي القرّاء.

أُحبّ أن تتعرّف على مزيدٍ من التفاصيل، من هنا. (وكهديّة لقرّاء هذه المدوّنة، اكتب Blog في الخانة المناسبة لتوفّر بعض المال.)

لا يهوّن الكريمُ من شأن نفسه Read More »

الكريم مَن يشعرُ بالخزي

حين يخطئ. مَن لا يشعر بالخزي من أخطائه عديم الشعور قليل الحياء. خاصّة ما إذا كانت هذه الأخطاء يتعدّى أثرها إلى الآخرين.

مثل أن يهمل طبيب يعرف أنّه مصاب بمرضٍ معدٍ إجراءات الوقاية ويتسبّب في إيذاء مرضاه، الذين من المفترض أن يعالجهم! مثل أن يتخطّى سائق إشارة المرور الحمراء، ويتسبب في تعطيل طريق النّاس. مثل أن يتبوّل أحدهم على رصيف المشاة، مؤذيًا جميع المارّة.

هذه الأعمال المخزية التي يصاحبها بلادة في الحسّ والمشاعر هي حقيقة بأن نشعر منها، جميعًا، بالخزي والضّآلة.

يشعرُ الكريمُ بالخزي بمجرّد أن يرى هذه الأمور متكرّرة معتادة كأنّما هي لازمة من لوازم الحياة الطبيعية، رغم أنّه لا يقوم بها. ولكن يشعر بالخزي لأنّه كريم الشعور.

إن كانَ الكرَمُ أن تملأ أكثر من مكانك في الدنيا، وتسهم في تقدّم العالَم، فلتعرف في قرارة نفسك، أنّك إن لم تفعل، فقد رضيتَ بالخزي. لا يسَعُ الكريمَ سوى أن يغيّر العالَم.

الكريم مَن يشعرُ بالخزي Read More »

على من المسؤولية؟

حين نتعرّضُ لموقفٍ مثل تعطّل رحلة طيران، أو إلغاء حجز في المطعم، أو تحدٍّ في نظام العمل، يكون علينا اتّخاذ قرار.

المَيل الطبيعيّ أن نرمي باللوم على شركة الطيران، أو المطعم، أو صاحب العمل.. نميلُ بشكلٍ لا إراديّ إلى حالةٍ من اللاقرار. حالة من إلقاء المسؤوليّة على عاتق شخص آخر. نهربُ من حقيقة أنّنا نحن، ونحن فقط، المسؤولون.

ينبغي علينا إدراك أنّ اللاقرار قرار في ذاته. قرار بألا نفعل شيئًا. قرار أن نكون سلبيين. قرار أن ننتظر غيرنا ليفعل ما نودّ لو نفعله.

نحن مسؤولون شئنا ذلك أم أبَينا. كل واحد منا مسؤول وحده. فليكن قرارنا، إذن، عن قصد وتوجيه.

على من المسؤولية؟ Read More »

الطريقة الوحيدة لتحسين العالَم

أن نملأ أكثر من مكاننا. أن نكون كرماء. ألّا نتعامل مع الناس كما يعاملوننا، أو كما يتوقّعون منّا، بل كما نحبّ أن يعاملونا.

الطريقة الوحيدة لتحسين العالَم هي أن نؤدّي في عملنا أكثر ممّا ينبغي، وأن نملأ فراغًا أكبر من المطلوب. أن نأخذ على عاتقنا مسؤوليّة أكبر من حدود الوظيفة. وألّا ننتظر شيئًا في مقابل ذلك.

لا أحد يعطي أحدًا مسؤوليّة. ربّما يعطيه بعض المهام لإنجازها. ولكن المسؤولية قرار ذاتيّ تمامًا. أودّ لو أقول أنّها تنتزع انتزاعًا، ولكنّها سهلة الأخذ؛ لا أحد ينافسك عليها. سيتنازل لك النّاس عن المسؤوليّة بكل سرور حين يكون هناك أزمة، ولكنّهم سيحاربوك لو حاولت أن تنسب لنفسك فضلًا حين تسير الأمور على ما يُرام.

كما يشير سيث جودن، لو تحمّلت المسؤولية، وتنازلت عن نسبة الفضل إلى نفسك، تنافس النّاسُ للعمل معك.

وهكذا نملأ أكثر من مكاننا في العمل، وفي البيت، وفي علاقاتنا الاجتماعية، وفي كلّ مكان. بتحمّل مسؤوليّة لم تطلب منّا، والزّهد في نسبة الفضل إلى أنفسنا.

مَن قام بالمهام المطلوبة منه فقط، اختفى وسط زحام من الآخرين الذين لا يفعلون سوى ما يطلب منهم. مَن قام بأكثر من المطلوب، ظهر عليهم جميعًا، ولو زهد في الفَضل، لظهر أكثر!

لم يكُن مطلوبًا من هنري فورد بناء المصانع، ولا كان مطلوبًا من كارل بنز أن يخترع سيّارة، ولا طلب أحدٌ من توماس إدِسُن اختراع المصباح الكهربائيّ .. ما طلب أحد من مارك زكربرج اختراع الفيسبوك، ولا طلب أحد منصّة نؤجّر منها غرف نوم عند غرباء في بلاد غريبة .. بل ربّما كانت كلّ هذه الابتكارات غير متصوّرة أصلًا.

إنّما ملأ هؤلاء أكثر من مكانهم، فنفعوا العالَم أجمع.

ما طلب أحد من النّادل أن يقدّم وصيّة صادقة بأنّ شوربة الدجاج ليست جيّدة اليوم، وينصح الزبون بتجنّبها وتناول شوربة العدس الطازجة بدلًا منها. ما كان مطلوبًا من السّائق أن يقدّم قطعةً من الحلوى لطفلة حتّى يهدأ بالُها وهي في رحلة طويلة في طريق مزدحم. ليس متوقّعًا من الموظّف أن يأتي عملَه مبكّرًا جدًا قبل الجميع، ليلصق قصاصات تشجيعيّة لزملائه، مخلصًا فيما يقول.

إنّما اختار هؤلاء أن يملأوا أكثر من مكانهم. فلمسوا قلوبًا يصعب أن تنسى لهم هذا الصّنيع. وربّما قلّدهم من رآهم، فتعاظم الأثر. وربّما تغيّرت حياةُ واحد من أولئك بهذه اللمسة الكريمة، فصار كريمًا مع كلّ من يراه، فتحسّن عالمُه بذلك، وعالمُ مَن يخالطهم.

إنّما تغيير العالَم أسهل ممّا نظنّ، ولكنّ الإنسان يُعجز نفسه بأمانيّ خارج حدوده التماسًا للكسل، أو ضعفًا في الأمل.

ويبقى مَن اختار أن يملأ أكثر من مكانه منارةً يهتدي بها العابرون. فانظر أيّهما تكون، وأيّ الطريقَين تسلك.

الطريقة الوحيدة لتحسين العالَم Read More »

الكرمُ عمليّة تبادليّة

لا يستطيع الكريمُ أن يكون كريمًا وحدَه، إلّا بكرمه على نفسه. لكنّك تحتاج مَن تكرمَهم إذا أردتَ أن تكون كريمًا. هكذا يكون الكرمُ عمليّة تبادليّة.

قد لا يشمل ذلك الكرم الماليّ، لأنّ مَن يحتاج المال ليس مُخيّرًا في حاجته. ولكنّه يشمل كرم المشاعر،لأنّ هناك مَن يفتح لك قلبه ليستقبل منك العطف والحنان والأمان. ويشمل كرم الوقت، لأنّ هناك مَن أتاح لك قضاء الوقت معهم. ويشمل كرم العِلم، لأنّ هناك من وثق بك أستاذًا له.

يشعرُ المُحتاج بالامتنان لأنّه قابل شخصًا كريمًا يلبّي حاجته.

ويشعرُ الكريمُ كذلك بالامتنان لأنّ المحتاج سمح له بذلك، فكان، بشكلٍ ما، يكرمُه كما يكرمه.

الكرمُ عمليّة تبادليّة Read More »

التفاؤل نوعٌ من الكرَم

التّفاؤل ليس قدرةً على تجاهل ما هو سيّء، بل هو قدرة على تخيّل إمكانيّة تخطّي هذه السلبيّات.

كيفن كيلي

التفاؤل نوعٌ من الكرَم Read More »

الكرمُ أنواعٌ ثلاثة

إذا علمتَ أنّ فلانًا محتاج إلى المال، فزرته وشاركته مشاعر الأسى وأخبرته أنّك تتفهّم الضائقة التي يمرّ بها، ثمّ عدتَ دون أن تعطيه المال، لم يُفِد منك شيئًا. لا قيمة لتعاطفك معه ما لم تساعده.

إذا علمتَ أنّ فلانًا قد فقد عزيزًا، فأرسلتَ إليه ظرفًا به بضعة ألوف من الجنيهات كنوع من التّعزية، ما كان لمالك قيمة عنده. هو لا يحتاج المال، وإنّما يحتاج صديقًا قريبًا.

في المثال الأوّل، ظرفٌ مغلق به بضعة مئات من الجنيهات ترسله مع شخص غيرك هو الفعل الكريم. وفي الثّاني، وجودك معه هو عَيْنُ الكرم.

الكرَم أشكال متعدّدة، والكريم حقًا مَن عرَف متى يكون كريم المشاعر، ومتى يكون كريمَ اليد، ومتى يكون كريم الرّأي. تجني الرُّوح ثمرة النّوع الأول، ويجني الجسد ثمرة النوع الثاني، ويجني العقل ثمرة النوع الأخير.

الكرمُ أنواعٌ ثلاثة Read More »

الكرَمُ عملُ النّيّة

الفرق بين أن تكون كريمًا أو أنانيًا هو فرقٌ في النّيّة، وليس فرق في العمل.

قد يكتبُ عالِمٌ كتابًا فيه أفكارٌ تغيّر العالَم وتجعل منه مكانًا أفضل، لا ليغيّر العالَم ويجعل منه مكانًا أفضل ولكن لغرضٍ شخصيّ أنانيّ كأن يتفوّق على عالِمٍ آخر في نفس مجالِه، أو يكون قد سرقَ منه محتوى الكتاب. فالحُكمُ بالكرَم أو الأنانيّة ليس لنا نحن البشر، إنّما يحكمُ به العليم الخبير الذي يعلم ما تخفي الأنفس وما في الصّدور.

تؤدّي بنا هذه الفكرة إلى مراجعة أنفسنا في كلّ عملٍ يحتمل أن يكون كريمًا؛ هل ننوي حقًا أن نكون كُرَماء؟ أم أنّ في أنفسنا شيئًا آخر. وما أثقل أن تنقّب عن خبيئة قلبك!

اعتاد المصريّون الدعاء بـ أعطاك الله على قدر نيّتك. وعادةً ما يكون جواب هذا الدّعاء: ولماذا تدعو لي أن يعطيني على قدر نيّتي؟! وكأنّنا نعلم أنّ نوايانا لا تسلم من الأنانيّة. ولكن، على أيّ حال، فالأفضل أن يدعوَ الدّاعي بأن يرزق اللهُ عبدَه على قدر كرَم الله، وليس على قدر نيّة العبد. لأنّ كرَم الله، ولا شكّ، خيرٌ من نيّة العبد ولو صلُحتْ.

الكرَمُ عملُ النّيّة Read More »

الشّأن العام ليس عامًّا كما نظنّ

يُقال عنه الشّأن العام لأنّ العامّة مشغولة به، وليس لأنّه يعمّ أثرُه حياة الجميع.

يعمُّ أثرُه حياتَنا كما يعمُّ أثرُ وجود الحشرات حياتنا. يؤثّر بنا بشكل غير مباشر، ولا طاقةَ لنا بالتحكّم فيه، سوى أنّنا لا نملك شيئًا أفضل ننشغل به.

نبخل على أنفسنا أن نشغلها بما يفيدها حقًّا، لأنّه يتطلّب مجهودًا كبيرًا. نستسهل ونتكاسل فننساق وراء التلفاز، ونوهم أنفسنا أنّنا منتجون حين نتابع قضايا العالَم الكُبرى، ومؤامرات السياسيّين، وصخب الإعلاميّين.

من الإنصاف أن نعترف بقلّة فائدة هذه الأمور كلّها، طالما أنّنا نشاهدها متّكئين على الأريكة، نأكل الحلوى ونشرب القهوة. أي، ما لم تكن هي مجال عملنا الذي نفني فيه حياتنا على أرض الواقع، جالسين على كرسيّ من كراسي القيادة على مائدة الحوار المحلّي أو العالميّ.

أمّا للبقيّة منّا، لا نحصّل من ذلك سوى إضاعة الوقت، ووهم الفَهم، وراحة ضمير زائفة.

من الإنصاف أن نعترف لأنفسنا بهذا، ونسعى في اتّجاه جديد. اتّجاه نتعلّم فيه مهارات حقيقيّة، تضيف إلى حياتنا قيمة عمليّة وفكريّة. اتّجاه يرتقي بنا لمستويات من الكرَم لم نكن نعرف من قبل أنّها ممكنة.

الشّأن العام ليس عامًّا كما نظنّ Read More »

الكريمُ غالي الثّمن

ليس شرطًا أن يعطيَ الكريمُ دون مقابل ليكون كريمًا. ربّما يتقاضى ثمنًا غاليًا مقابل خدماتِه القيّمة، لكنّه دائمًا يعطي أكثر ممّا يأخذ.

وعادةً ما يكونُ الكريمُ غاليَ الثّمَن لأنّ قيمةَ ما يقدّمه كبيرة وأعماله متفرّدة.

هو متفرّد لأنّه يفكّر في مَن يشتري منه وفي مشاعره. يعرف تمامًا أنّ مَن يدفع هذا الثّمن ينتظر الكثير، ويخطّط، منذ البداية، لإبهاره. حتّى لا يظنّ أنّه قد خُدع. بل ويصيبه شعور غريب بأنّ ما دفعه أقلّ بكثير ممّا كان يجب أن يدفع مقابل هذا المنتج البديع.

حين أثق بأنّ صاحب الفكرة كريم، أدفع له وأنا مطمئنّ.

الكريمُ غالي الثّمن Read More »

هل تضيف إلى رصيدك أم تنقص منه؟

في كلّ مرّة نتواصل فيها مع النّاس، إمّا أنّنا نضيف إلى رصيدنا لديهم، أو ننقص منه. تمامًا كرصيد الحساب البنكيّ، إمّا أن نودع مالًا أو نسحبه.

إذا كان تعاملنا مع النّاس محدود بوقت معلوم، يسهُل أن نتحكّم في أنفسنا بما يكفي لنتعمّد دائمًا أن نضيف إلى رصيدنا معهم، ونحاول ألّا ننقص منه شيئًا. أمّا إذا كنّا، مثلًا نسكن معهم، أو نخالطهم يوميًا في العمل لساعات طويلة، فمن الصّعب أن نتحكّم في أنفسنا بشكل كامل.

ربّما تقع منّا هفوات لا نقصدها تنقص من رصيدنا عندهم. وربّما نتّخذ إجراءات وقرارات لا يوافقوننا عليها، فينقص بذلك بعض رصيدنا لديهم. لكنّ الكريمَ مَن كان رصيده موجبًا، في أيّ وقت من الأوقات. يضيف دائمًا، ولا ينقص إلّا غير عامد، وعلى فترات متباعدة.

الكريمُ يَقِظٌ دائمًا لاحتياجات الآخرين، وهذا هو سرُّ زيادة رصيده عندهم.

هل تضيف إلى رصيدك أم تنقص منه؟ Read More »

لماذا نسمع قصص الكرَماء؟

لا لنتأثّر بها ظاهريًّا ونمصمص شفاهنا ونقول “ياااااه”، وإنّما لنتأثّر بهم فنحاول أن نحذو حذوهم، ونسير على آثارهم، ونسعى أن نتشبّه بهم.

قصص الكُرَماء نوعٌ من العطاء، نوع من الكَرَم. تؤثّر فينا وتغيّرنا وتثبت لنا -نحن الضعفاء- أنّ غير الممكن ممكن بالفعل.

قصص الكرماء أمل.

الكريمُ لا يغيّر العالَم فقط أثناء حياته، بل وهو ميْت أيضًا؛ بقصّتِه.

الرّوايات التخييليّة تؤثّر فينا وتغيّر الزاوية التي ننظر بها إلى العالَم. وقَصصُ الكرماء تؤثّر فينا أضعاف ذلك.

ما هي قصّتك؟

لماذا نسمع قصص الكرَماء؟ Read More »

إذا رأيت شيئًا جديدًا، لا يمكن أن تعود كما كنت قبل رؤيته

قد تمرّ بنا معاملة ما مع شخص كريم ترينا شيئًا جديدًا. وبمجرّد أن نرى شيئًا، لا نستطيع أن نتجاهل ما رأيناه. تتغيّر نظرتُنا لزاويةٍ بسيطة من العالَم، فتتغيّر نظرتنا للعالَمِ كلِّه.

تتغيّرُ نظرتُنا لزاويةٍ صغيرة من العالَم، فتتغيّر معها بعض أفعالنا. ثمّ تغيّر الأفعال الجديدة نظرتنا لزاوية أخرى، فلا نزال نغيّر من نظرتنا زاويةً زاوية، حتّى نكاد نرى العالَمَ بشكل جديد تمامًا. ونكون قد أصبحنا غير ما كنّا.

معاملةٌ كريمةٌ قد توجّهُ هذا التغيير في اتّجاه محمود، وأخرى مسيئة قد توجّهه نحو القاع.

إذا رأيت شيئًا جديدًا، لا يمكن أن تعود كما كنت قبل رؤيته Read More »

الكُرَماء

يجودُ الكريمُ ولا ينتظر شيئًا في المقابل.

يجودُ الكريم لأنّه كريم.

يجود الكريمُ لأنّه يملك أن يكون كريمًا.

يجودُ الكريمُ موجّهًا بصره نحو السّماء.

يجودُ الكريم لأنّه يُقدّر حاجة النّاس.

يجودُ الكريمُ لأنّه يؤمن أنّ العالمَ مكانٌ أفضل لأنّه فيه.

يجودُ الكريمُ ليكون أُسوةً لمن أراد.

يجودُ الكريمُ ليضيء شمعةً في ليلٍ كحيل.

يجودُ الكريمُ ليبتسم قلبٌ كان محتاجًا إليه.

يجودُ الكريمُ ليصنع الفارق.

يجودُ الكريمُ ليتركَ أثرًا جميلًا في نفوس مَن حوله.

يجودُ الكريمُ ليُفتقد حين يموت.

يجودُ الكريمُ ليعيش أعمارًا فوق عمره في قلوب النّاس.

يجودُ الكريمُ ليملأ مكانًا فارغًا.

يجودُ الكريمُ بدلًا من أن يشكو.

الكُرَماء Read More »

ماذا لو كنت تملك قوّة خارقة؟

أيّ القوى ستختار؟

كنتُ عادةً ما أختار القدرة على الانتقال الفوريّ من مكان إلى آخر. بمجرّد أن أغمض عيني، أريد أن أكون في باريس، أو في الولايات المتّحدة، أو في مكان عملي، أو في منزلي ..

وحين أفكّر في هذه القوّة الآن، أجد أنّها أصبحت بين أيدينا حقًا. نحن نجتمع مع أشخاص حول العالَم في كلّ البلاد بمجرّد النقر على الرّابط، ونحن في مكاننا، على أريكتنا، في دفء المنزل وبرودة جهاز التكييف.

بكلّ سهولة، بدون الحاجة إلى تذكرة سفر، أو الانتقال بالسيّارة لمدة ساعتين من المنزل إلى غرفة الاجتماعات.

وأفكّر أحيانًا في القدرة على تضخيم الحواسّ. ثمّ أجد أن الإنسان قد حقّق ذلك أيضًا.

يمكننا باستخدام نظّارات مكبّرة أن نرى على بعد مئات الأمتار، ويمكننا باستخدام لاقط الصّوت أن نرسل صوتنا أبعد بكثير من قدرتنا البشريّة، وباستخدام السمّاعات، أو جهاز الراديو، يمكننا أن نلتقط أصواتًا لا يمكن لأذننا التقاطها دون وسيط .. وكأنْ ليس لحواسّنا حدود.

وقديمًا فكّرت في القدرة على قراءة أفكار البشر. ثمّ قد حقّق الإنسان ذلك أيضًا، باستخدام التصوير الوظيفيّ بالرنين المغناطيسيّ الذي يصوّر أجزاء الدّماغ ويبيّن نشاطها، فنستطيع منها استنباط ما يجول بخاطر النّاس.

يبدو أنّ للإنسان قوى لم يكن يعرف عنها شيئًا، وكان يظنّ، قبل أعوام قليلة، أنّها مستحيلة الحدوث، وأنّها قوًى خارقة. حتّى جاء الكُرَماءُ الذين يملأون من الدّنيا أكثر من مكانهم المرسوم لهم سلفًا، ليأخذوا بيدنا إلى ممكنات جديدة تقرّبنا من المزيد من الممكنات. ولا يزالون كذلك ينتقلون من ممكن إلى ممكن مجاور، حتّى تحقق لنا المستحيل.

ماذا لو كنت تملك قوّة خارقة؟ Read More »

التراجم

انتهيت منذ عدّة أيّام من قراءة كتاب “حياة الرافعيّ” الذي يترجم فيه الدكتور محمّد سعيد العريان حياة صديقه المخلص، والأديب العظيم، مصطفى صادق الرّافعي.

وأيُّ كرَمٍ هذا الذي يدفع إنسانًا ليترجم للعالَم حياةَ إنسان عاش في عالَم التّراب كأنّ مادّته من السّحب، فيها لغيره الظلّ والماء والنّسيم، وفيها لنفسه الطهارة والعلوّ والجمال، يثبتُ للضعفاء أنّ غير الممكن ممكن بالفعل.

وكَم من مترجمين، وكَم من سيرة، وكلّها أعمارٌ تُضاف إلى عمرنا القصير. وخبرات تضاف إلى حياتنا القاصرة.

يتساءل جيم رون متعجّبًا: كيف يكتبُ أثرى شخصيّات العالَم أسرارَهم التي أوصلتهم إلى ثروتهم الطّائلة في كتاب، ثمّ يرى هذا الكتاب شابٌ طموحٌ يسعى أن يكون مثلهم، ثمّ يتجاهله كأن لم يره، وهو يعرف القراءة والكتابة؟! ألا ليته كان أُمّيًّا فكان له عذر!

التّراجم تثبت لنا أنّ ما لا نتصوّر حدوثه ممكن. أنّ دائرتنا تتّسع أسرع ممّا نتخيّل.

أتصوّر أنّ مترجمي الشّخصيات المؤثّرة أكرمُ الكتّاب.

التراجم Read More »

وصف اللهُ نفسه بالكَريم

ومن كرمه عزّ وجلّ أن فرَضَ علينا السّعي قدرَ طاقتنا، وكفلَ لنا النتيجة قدرَ سعَته.

فبأيّ قوّة كانت مريم تهزّ جذع النّخلة وهي ضعيفة عليلة الجسد؟ ولكنّ الله، بكرَمه، ضاعفَ تأثير حركتها فتساقط البلح كأنّ ريحًا صرصرًا هزّت جذع النّخلة.

والحسنة بعشر أمثالها.

والكلمةُ الطيّبةُ كالشّجرة المثمرة تؤتي أكلها كلّ حين.

والصّدقة كمثل حبّة أنبتت سبع سنابل في كلّ سنبلة مئة حبّة، واللهُ يضاعف لمَن يشاء.

ولم يرد وصف فضل الله في القرآن الكريم إلا بالعظمة. والعظمة على قدر العظيم. فمَن ذا عمل عملًا يستحقّ به فضلًا من الله، تمام ِالاستحقاق؟ إنّما هو كرمُ اللهِ الواسعِ العليم.

ومن وسائل التقرّب إلى الله التحلّي بصفاته. فمَن أراد أن يرحمه الله رحم الناس. ومن أراد أن يعفو اللهُ عنه عفا عن النّاس.

ومَن أراد أن يكرمه الله كان كريمًا ما أحياه الله.

وصف اللهُ نفسه بالكَريم Read More »

كلماتٌ كالطّيور الجارحة

بعض الكلمات كالطّيور الجارحة، تنهش في فريستها أو في جزء منها. تقتلُنا أو تقتلُ جزءًا منّا.

كلماتٌ نتفوّه بها نحن، وكلماتٌ يقولها لنا الأخرون.

وحيث أنّ لكلّ ضدٍّ ضدّه، فإنّ هناك كلمات كزخّات المطر، تنبت الشّجر في الأرض الخصبة. وتُحيي بلادًا وأمَمًا.

قال رسول الله صلّى اللهُ عليه وسلّم: من كان منكم يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت.

قولُ الخير كرم.

حبس شرّ الكلام كرم.

فلتكن كلماتنا قطرات من غيث.

أو، إذا لم نستطع، فعلى الأقلّ نسكت عمّا يؤذي.

كلماتٌ كالطّيور الجارحة Read More »

البحث وراء أوّل خيار

كثيرًا ما يكون أوّل ما يخطر ببالنا خيارٌ سيّء. ولكنّ عقولنا كسولة. بمجرّد وصولها لخيار ما، أيًا كان، تتمسّك به بحثًا عن الرّاحة من تعب التفكير في خيار جديد.

وهكذا كثيرًا ما نبحث عن نصيحة ما فيقدّمها لنا النّاصح في دقائق معدودة، دون أن يبذل جهدًا في التفكير في بدائل ممكنة، ربّما تكون أفضل من “أوّل ما خطر بالبال”. وكثيرًا ما نقع مع أنفسنا ضحيّة هذا الانحياز ذاته؛ انحياز التأطير الضيّق.

ويصبح البحث وراء الخيار الأوّل، مع أنفسنا أو مع الآخرين، نوعًا من الكرَم. كرم في الوقت والمشاعر.

ومَن عاش كريمًا، لا يموت.

البحث وراء أوّل خيار Read More »

كيف تسوّق خدماتك بغير أنانيّة؟

لا أحد يحبّ أن يُباع له شيء. نتوجّس خيفة، ونظنّ بالبائع الظّنون. ولكنّنا نحبّ أن يخدمنا النّاس، حتّى لو سندفع لهم مقابل خدماتهم.

نحن ندفع للحلّاق بكل سرور حتّى نحصل على مظهر جميل. وندفع للطّبيب لنحافظ على صحّتنا، أو لنحاول استعادتها. الحلّاق والطبيب يحلّان مشكلةً واضحةً لدينا.

لكن، في أغلب الأحيان، لا تكون الحاجةُ واضحةً من الخدمة التي يحاول البائع أو المسوّق إقناعنا بها. ومن هنا ينبع الشعور بالاستغلال، والتلاعب، والخداع. على مقدّم الخدمة، إذن، أن يبدأ، أوّلًا، بالاهتمام بحياة زبائنه على النّحو الذي يمكّنه من فهم ما يشعرون به، وما يرغبون فيه، وما يعانون منه.

وعندما يشعر الآخرُ أنّه مسموع، وأنّ هناك من يراه، يكون مستعدًّا ليسمع ويرى. ويحدث اتّصال بين الطرفين، ويُبنى جسر من الثّقة يمكّن صاحب الخدمة أن يتحدّث عن خدماته ويقدّمها دون أن يشعر أحد بالتلاعب أو الاستغلال.

حينها يكون عرضُه المناسبُ لاحتياجات محدّثه خدمةً حقيقيّة يقدّمها له، وليس صفقة يحاول استغلاله لإنجازها.

وهكذا يكون الكرم في تسويق المنتجات والخدمات، كالكرم في أيّ علاقة شخصيّة؛ يبدأ دائمًا بالسّعي إلى فَهم الطرف الآخر وتقمّص مشاعره.

كيف تسوّق خدماتك بغير أنانيّة؟ Read More »

مَن سيفتقدك حين تذهب إلى الأبد؟

على الأرجح، سيفتقدك أفراد أسرتك (وربّما لا!). لكن، مَن أيضًا؟

لماذا سيفتقدونك؟

يفتقدُ النّاسُ الكرماءَ. لا أحد يفتقد الأنانيّين.

مَن سيفتقدك حين تذهب إلى الأبد؟ Read More »

ماذا نتوقّع من أنفسنا؟

من الكرم مع النّفس ألّا نحمّلها فوق ما تستطيع. ألّا نكلّفها بأهداف غير واقعيّة لتتحقّق في أزمنة مستحيلة.

تعلّمنا الحياةُ كلّما حاولنا ذلك أن نتواضع قليلًا. ربّما يكون فشلُنا فيما رغبنا في تحقيقه نتيجة سوء حظّ أو عدم توفيق، ولكن، في أغلب الأحيان، يكون إشارة على سوء تقديرنا.

فلنعد النظر في توقّعاتِنا من أنفسنا.

ماذا نتوقّع من أنفسنا؟ Read More »

السّعر شامل المجهود الذّهني

كثيرًا ما ننظر إلى أسعار السلع والخدمات نظرةً، إذا فكّرنا فيها، سنجد أنّها ساذجة.

يُحكى أنّ رجلًا شكا إلى طبيبه أنّ ضرسه يؤلمه، فخلع الطبيب الضرس المريض، وطلب ثمنًا غاليًا لهذه الخدمة. تفاجأ الرجلُ بالثّمن واحتجّ بأنّ الأمر كله لم يشغل أكثر من خمس دقائق!

فكّر معي، ماذا نسي هذا الرجل؟

أنسيَ سنوات طويلة قضاها الطّبيب في دراسته؟ أنسيَ سنوات أخرى في التعلّم والتدريب؟ أنسيَ الأجهزة الطبّيّة المتطوّرة، التي لولاها لما استطاع الطبيب تنفيذ العملية بهذه الدقّة في هذا الوقت القصير؟

قيمة الخدمة المقدّمة إليك ليست في الوقت الذي تشغله منك، بل في الجهد المبذول فيها، وفي أثرها على حياتك من بعد. أنسيَ ألمَه الذي كان لا يستطيع النوم بسبب ما يعانيه منه؟ كم ينوي أن يدفع لينام؟ كم ينوي أن يدفع ليأكل بلا ألم؟

وهكذا علينا أن نعيد النّظر في فكرتنا عن الأسعار. خاصّة فيما يخصّ الأعمال الإبداعية، كالكتابة والفنّ والتصوير وغيرها.

لا ينبغي أن ننظر فقط فيما إذا كان السعر شامل الضريبة، بل ينبغي أن نراعي أيضًا أنّ السعر يشمل جهدًا ذهنيًا مُضنيًا لولا مقدّم الخدمة هذا لكان علينا أن نعيد بذله في كلّ مرة.

السّعر شامل المجهود الذّهني Read More »

إجابةُ السّائل من الكرم

من المعروف في الإسلام أنّ تلبية حاجات النّاس بالصّدقات من أقرب القربات إلى الله. لكن ما لا يعرفه الكثيرون أنّ إقراض المُعسر من أعظم الصّدقات.

يقول الدكتور مبروك عطيّة أنّ فكّ كرب المعسر بإقراضه المال يعدّ من أفضل الصّدقة. لأنّه في ضيق شديد بعد سَعة. ونقيس على ذلك إجابة السّائل الذي يطلب منك عِلمًا، وتكون تلبيتك حاجتَه من الكَرَم.

ومتّى توفّرَ سبيل لتوجّهه نحو إيجاد الجواب بنفسه، وتعلّمه كيف يبحث وكيف يستغني عنك بنفسه، فهذا أكرم.

إجابةُ السّائل من الكرم Read More »

أنت ما تفعل، وما لا تفعل كذلك

أفعالنا تعبّر عنّا. وما لا نفعله يعبّر عنّا كذلك.

الكريم يعطي دون مقابل. ولا يستغلّ حاجة النّاس فيبالغ في سعر ما يعرضه.

الكريم يجود بوقته، ولا يمنّ على من جاد عليه.

الكريم يصنع المعروف، ولا يذكرُ معروفًا صنعه فيجرح مشاعر الآخر أو يبتزّه به.

كلّ جملة تتكون من جزأين. عمل يقوم به الكريم، وعمل لا يقوم به. فإن اختلّ طرف من المعادلة لم يكن كريمًا.

أنت ما تفعل، وما لا تفعل كذلك Read More »

ما نقوله في الخَفاء

على صفحات الإنترنت، وأثناء كتم الصوت في مكالماتنا الهاتفية أو الاجتماعات عن بعد في العمل.

حين نظنّ أنّنا يمكننا قول ما نشاء دون رقيب. حين ننسى أنّ هناك رقيبًا عتيدًا يسجّل كلّ ما نقوله.

حينها نطلق لأنفسنا العنان لنقول أشياءً ما كنّا نقولها لو كنّا معهم وجهًا لوجه أو لو لم يكن زرّ كتم الصوت موجودًا. ويخوننا الحظّ أحيانًا فنتوهّم أنّنا في مأمن ونقول ما نشاء ثمّ نكتشف أنّ صوتنا مُعلنٌ على الملأ. حينها نشعر بالتضاؤل، ونودّ لو تبلعنا الأرض لتنقذنا من الحرج.

عادةً ما نقول هذا الكلام غير مبالين، لن يحدث فرقًا أن نقوله أو ألّا نقوله. لن تتغيّر حياتُنا ولن يضاف إليها شيء إذا قلناه، بل يُنقص منها. يا عجبًا كيف نقول كلمةً بلا مبالاة، وربّما يترتّب عليها خسارة صديق، أو جرح مشاعر إنسان.

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :ِ (إنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا يَرْفَعُهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَاتٍ وَإِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا يَهْوِي بِهَا فِي جَهَنَّمَ) .

كريمُ المشاعرِ واللسان يزنُ كلامَه قبل أن يتفوّه به. يتقمّص مشاعر الآخرين حين سماعهم لهذه الكلمات، ولو وجد فيها ما يسيء صام عنها فلم يقل شيئًا.

ما نقوله في الخَفاء Read More »

الملل شعور بالحياة

“لا أحد يشعر بالملل وهو نائم.”
– سيث جودن

 

أمامك خياران حين تشعر بالملل، إمّا أن تستسلم له ولا تفعل شيئًا، أو أن يدفعك الملل لتغيّر الحال، لتنتج شيئًا كريمًا.

المللُ طاقةٌ تسعى أن تتبدّل.

فلنجعل شعورنا بالملل مؤرّجًا يدفعنا لعمل كريم ينتفع منه الناس. فكّر فيم يمكن أن تبذل هذه الطاقة بشكل نافع.

اكتب في ورقة أفكارك التي يمكنك استخدامها حين تشعر بالملل، لأنّك، على الأرجح، لن ترغب أن تفكّر وقتها.

الملل شعور بالحياة Read More »

قد يكون العالَمُ كلُّه ثلاثة أشخاص

كثيرًا ما تراودنا أحلامٌ عظيمة، ونتخيّل أنّ تحقيقها مستحيل، لأنّها بعيدة جدًا عنّا. وكثيرًا ما ننسى أنّنا ربّما نستطيع تحقيق جزء منها الآن. خطوة صغيرة نحو حلم بعيد تقرّبنا أكثر ممّا نتخيّل.

إذا أردتَ مثلًا بناء مستشفى لعلاج أمراض الكلى، وقضيت ليلك ونهارك تحلم بلمعان الأرضيّات وتقدّم الأجهزة الطبّيّة التي لديك، وأنت ما زلت طالب في كلّيّة الطبّ، وتكاد لا تكفي احتياجاتك اليوميّة الأساسيّة، فهذا حلم نبيل، ولكنّه لن يتحقق في أي وقت قريب.

بينما يمكنك اليوم أن تتصدّق بخمسة جنيهات مثلًا لمستشفى تحت الإنشاء بالفعل. أو يمكنك تقديم استشارات طبّيّة مجّانيّة فيما تعلّمت من دراستك للمقرّبين منك ولجيرانك في الحيّ الذي تسكن به. أو يمكنك شرح المعلومات التي تفهمها جيّدًا لزملائك الذين لم يحضروا الدرس أو لم يفهموه كما فهمت.

ألستَ هكذا تخطو خطوات صغيرة جدًا نحو ذلك الحلم النبيل؟

ليست هذه الخطوات برّاقة كما حلمك البعيد بالطبع. لكن يجب ألّا نستهين بقيمتها وأثرها على الكَون، وأثرها العظيم في نفوسنا.

تستطيع أن تكون كريمًا، ولو في حدود ضيّقة جدًا. ولينفق كلٌّ على قدر سعته.

قد يكون العالَمُ كلُّه ثلاثة أشخاص Read More »

متى أحببتَ أن تفهمَ شيئًا، ابحث عن ضدِّه

تُعرَفُ الأشياءُ بأضدادِها. وحيثما وُجد الشيء وُجد نقيضُه.

متى كان هناك مجالٌ للأنانية والأثرة، كان هناك مجال للإيثار والكرَم.

تركيزنا على أنفسنا أنانية، وتركيزنا على الآخر كرَم.

محاولة تحقيق أهدافنا نحن، بغضّ النظر عن الآخر أنانية، ومحاولة التوفيق بين أهدافنا وأهدافه كرَم.

متى فهمنا أنّ أهدافنا مختلفة، هناك طريقان: أن نحاول إقناعهم بأنّ أهدافنا أفضل والعائد منها أكثر، وهذه أنانية. أو أن نرشدهم لمن يتّفق معهم في رؤيتهم، حتّى لو كانوا بعيدين عنّا، وهذا كرم.

 

متى أحببتَ أن تفهمَ شيئًا، ابحث عن ضدِّه Read More »

الكتابةُ عملٌ شاقّ

كثيرًا ما يكون ترتيب الأفكار عملًا شاقًا، حتّى لو كنّا في محادثة ودّية مع أصدقائنا لا يترتّب عليها أيّ خطر. نحاول تنظيم كلامنا فنتلعثم فيه، ونحاول توضيح ما نعنيه فنفيض في الكلام كثيرًا حتّى نصل إلى المعنى الذي نريده.

فما بالُك بالعمل على تأليف كتاب كامل واضح الفكرة، مرتّبًا ترتيبًا منطقيًا، يستسيغه القارئ ويستوعبه؟ إنّه من أشقّ الأعمال.

أدخل دار بيع الكتب وأقلّب بصري بين الرّفوف، وأدرك تمامًا أنّني بإزاء حيوات لا نهائية، وخبرات لن أستطيع، ولو حرصت، تحصيلها كلّها. أقلّب بصري بين الكتب وكأنّني أدير النّظر في شريط تسجيلي لحياة كُتّابها. فهُنا لمحةٌ من حياة العقّاد، وهنا مجلس مع الحكيم، وهنالك رحلة في فكر العميد، وذاك مشهد رآه محفوظ في خياله يومًا .. لكلّ سطر قصّة، ولكلّ قصّة انفعالات اختلجت بصدر صاحبها وآثار تركتها فيه وفيمَن حوله من خاصّته. فاضت في نفوسهم المعاني فجادوا علينا بحفظها لنا.

وهذا الفيضُ من المشاعر والأفكار والخبرات، مطويّ في هذه الصفحات التي أمامي. إنّها هديّة أهداها إليّ مؤلّفها. هديّةٌ أشعر بالفوز حين أشتريها بالمال. لأنّها صفقة رابحة. وأزيد فأنفق من وقتي فيها، ومن انشغال فكري، فتصير كلّما بذلتُ فيها أكثر، كلّما زادت قيمتُها عندي وزاد العائدُ منها عليّ.

وهكذا يجب أن تكون الهديّة. ليس فقط أن تكون شيئًا حصلتُ عليه دون بذل المال فيه، بل ربّما أبذل فيها مالًا وجهدًا ووقتًا وتعبًا، وتزيدُ كلّما زدتُ أنا فيها.

الكتابةُ عملٌ شاقّ Read More »

هل سيذكرك التاريخ؟

سنحاول إجابة هذا السؤال مسترشدين بالتّاريخ المكتوب بالفعل. مَن الذين يذكرهم التاريخ؟

سنجد أنّهم عادةً ما ينتمون إلى إحدى فريقَين: الكُرَماء، والسفّاحين.

إذن، ربّما يكون السؤال الصحيح هو: كيف سيذكرك التاريخ؟ وهو سؤال مركّب يُبنى على إجابة السؤال الأوّل بنعم. فإن كنتَ ممّن لا يعنيهم أن يخلّفوا من بعدهم شيئًا يستحقّ الذّكر، فلا أظنّك تنتفع من قراءة هذه الأسطر.

ولنزيد عنصرًا جديدًا في السؤال ونقول: كيف يذكرك التّاريخ بالخير؟ وهذا السؤال يُبنى على أنّ لديك رغبة في أن يذكرك التاريخ، وأنّ هذه الرغبة هي أن تُذكر بخير.

والإجابة: إذا كنت كريمًا.

إذا كنت تملأ أكثر من مكانك.

اقرأ كتابًا مثل: سير أعلام النبلاء، أو تراجم العقّاد، أو صنايعيّة مصر، وغيرها من الكتب التي تحكي أثرَ مَن سبقونا في حياتنا اليوميّة التي نعيشها الآن. ولا أظنّك تندهش حين تقرأ كيف كانوا كرماء.

نحن نتوقّع أن يكون ما ننعم به حياتنا الحالية من أنظمة (سياسية، وفنّيّة، واجتماعية، .. إلخ) مبنيًا على جهود من سبقونا. كانت هذه الجهود أوسع من نطاق أسرتهم ووظيفتهم. ولولا هذه الجهود لما تقدّم العالَم.

العالَم يتقدّم بالكرماء الذين يملأون مكانًا أكبر من حيّزهم المرسوم لهم من قبل المجتمع.

فكيف يمكن أن تكون كريمًا؟

ما هو الشيء الذي يمكنك عمله الآن، وهو ليس في حدود ما رُسم لك؟

هل يمكنك ممارسة بعضالأعمال البسيطة من الكرم لتسهم في تقدّم العالَم؟

هل تريد من التاريخ أن يذكرك بخير؟

هل سيذكرك التاريخ؟ Read More »

حين تكون المشاهد، يكون كل شيء سهلًا

الأمور واضحة تماما لنا. افعلها أيها الأحمق، قل لها، اعترف لهم، اقفز الآن.

كلّ شيء يبدو سهلًا ونحن مستريحون على أريكتنا الناعمة.

إنّما هذا نقص في فهمنا لما يمرّ به الآخرون.

وهكذا تبدو لنا كثيرٌ من الرسائل التي نتلقّاها من أصدقائنا أو أفراد العائلة أو المسوّقين الذين يحاولون الاستحواذ على انتباهنا؛ تبدو لنا كلّها وكأنّهم يشاهدون من بعيد، لا يفهمون شيئًا عمّا يجري في أذهاننا، ولا ما يختلج في صدورنا.

بذل الجهد العاطفيّ في فهم وتقمّص مشاعر الآخرين مفتاحٌ نحو بابَين يقود أحدهما إلى الآخر، ويقودانك إلى كسب قلوبهم.

أوّلهما هو تقديم الرسالة المناسبة، من ضوء ما فهمناه.

والآخر هو كَسب ثقتهم.

ثمّ يصبح التأثير ممكنًا.

وقد بدأ الأمر كلّه بكرَم الشعور.

حين تكون المشاهد، يكون كل شيء سهلًا Read More »

الكرمُ صفةٌ جامعة

كرم المشاعر.

كرم الوقت.

كرم المال.

كرم إتقان العمل.

الإحسان من الكرَم.

الرحمة من الكرم.

الكرمُ صفةٌ جامعة Read More »

صدمات خفيفة متكررة تسبب الموت

يتعرّض محترفو كرة القدم الأمريكيّة لصدمات دماغيّة كثيرة أثناء مسيرتهم المهنيّة. هكذا هي اللعبة! هذه الصدمات تسبّب ما يسمّى بالاعتلال الدماغي الرّضحيّ المزمن، أو اختصارًا CTE.

ينتهي أصحاب هذه الحالة بالانتحار في سنٍّ مبكّر. وسرُّ انتحارهم هو ذاته سرّ تميّزهم. اللعبة.

اللافتُ في الأمر أن هذه الصدمات خفيفة إذا انفردت، مُهلكة إذا تتالت لسنوات. ما يقودنا إلى فكرة الأثر المُضاعَف.

ربّما نهوّن من شأن فكرة نرغب في تبنّيها لأنّها صغيرة وغير مؤثّرة. في حين أنّنا إذا تتابعت لدينا هذه الأفكار الصغيرة سيكون أثرها مُضاعفًا.

عاداتُنا الصغيرة التي تبدو لنا غير ذات أثر قد تحوّل حياتَنا إلى جحيم أو جنّة.

صدمات خفيفة متكررة تسبب الموت Read More »

الخيلُ تعدو أسرع قبل خطّ النّهاية

أصوات الحوافر تعلو وتتسارع مع تسارع الأنفاس وضربات القلب. إنّها نهاية السباق قد اقتربت. تستطيع الخيل رؤية خطّ النّهاية من هنا. وتبذل كل ما بقي لديها من طاقة لتصل أوّلًا.

لا أحبّ أن ينظر المرءُ إلى حياتِه كأنّها سباق. السّرعةُ إحدى عوامل كثيرة في الحياة، وهي ليست أهمّ هذه العوامل. ولكنّنا نستطيع أن نتعلّم درسًا آخر من الخيل غير السرعة؛ هو بذل أقصى الطّاقة قبل النّهاية.

لا ينبغي أن نتراخى لأنّ النهاية اقتربت. بل ننطلق بكلّ ما بقي لدينا من قوّة نحو خطّ النّهاية لنشقّه تاركين أثرًا جميلًا يبقى بعدنا.

علينا أن نغرس قدمنا بقوّة في الرمال التي تحتنا ليراها من يعبر الطريق بعدنا.

 

الخيلُ تعدو أسرع قبل خطّ النّهاية Read More »

البحث عن الطّمأنة

طبيعتُنا الإنسانيّة أنّنا نخشى كلّ ما نجهله، فنتردّد في سلوك سبيل لم نألفه، فنبحث، مدركين أو غير مدركين، عمّن يقول لنا: لا تخف، ستكون الأمور على ما يرام.

نبحث عن شخص يخبرنا أنّ مظهرنا جميل في هذا الزّيّ، وأنّنا سننجح في الامتحان، وأننا سنفوز بالجائزة، وأنّنا لا يجب أن نحزن على ما فات لأنّنا قمنا بكلّ ما في وسعنا. نبحث عن شخص يقول لنا: لا تقلق، اطمئنّ.

ثمّ نهدأ قليلًا، ثمّ لا تكاد تمرّ ساعة حتّى نعود للبحث عن الطمأنة من جديد. ثمّ لا نلبث أن ندرك أنّنا قد أدمنّاها (أو ربّما لا ندرك، وهذا أخطر).

نصبح متطلّبين للطمأنة بغير انقطاع، وبغير فائدة.

الطمأنةُ سمٌّ يدسُّه لك النّاس قاصدين راحتك، ولكنّهم يضرّونك غير قاصدين، أو، بالأحرى، هو سمٌّ تسعى له أنت بكلّ قوّتك غير مدرك لخطورته.

كُن كريمًا مع من تحبّ. لا تغذّي إدمانهم هذا. أيقظهم من سباتهم وأنر بصيرتهم أنّ البحث الطمأنة لا ينتهي.

كن كريمًا مع نفسك. لا تغذّي إدمانها هذا. تيقّظ من سباتك. قدّم العمل على الاطمئنان. اسلك الطريق، وتوكّل على ربٍّ كريم.

 

البحث عن الطّمأنة Read More »

الإنسان مخيّر في البداية، مسيّر أثناء الطريق

لا يستطيع الطفل أن يغيب عن حصصه المدرسيّة حتّى لو لم يرغب في حضورها، لأنّ أبويه يرغمانه على الذهاب إلى المدرسة. قد يظنّ الطفلُ أنّه حين يكبر سيقرّر لنفسه إذا ما كان عليه الذهاب إلى عمله أم لا، ولكنّه يكبر ويذهب إلى عمله كلّ يوم حتّى لو لم يرغب في ذلك.

من الحقّ أنّه مختار في الحالة الأخيرة لا مجبر، ولكنّه مجبر نوع من الإجبار. مجبر لأنّه محترف. هو يعمل لأنّ من المتوقّع منه أن يعمل.

قد يحبّ عمله أو لا يحبّ. ولكن لا أحد يحبّ عمله كلّ يوم. والمتحرف يؤدّي مهام عمله في الأيام التي يحب فيها العمل والتي لا يحبه فيها على السّواء.

قيل أنّ المُحترف هو مَن يقوم بعمله المتوقّع منه بغضّ النّظر عن حالِه ومزاجِه وظروفه. المحترف يؤدّي المهمّة المطلوبة في وقتها المطلوب.

يمكننا استخدام عقليّة المحترفين التي نتعامل بها مع وظيفتنا اليوميّة في تعاملنا مع أحلامنا وطموحاتنا والتزاماتنا الشخصيّة كذلك. يمكننا الالتزام، حتّى لو لم نرغب في الالتزام الآن.

علينا أن نختار الطريق حين نبدأ، ولكن علينا أن نجبر أنفسنا على إتمامه في كلّ خطوة نخطوها. ينبغي أن تنتهي مرحلة الاختيار حين نقرّر أنّ هذا هو السبيل الذي علينا أن نسلكه. ثمّ لا نعود إلى الاختيار مرّةً أخرى، إلّا حين تقول لنا قيمُنا التي توجّه حياتنا أنّ هذا الطريق لا يؤدّي إلى ما نريد.

الإنسان مخيّر في البداية، مسيّر أثناء الطريق Read More »

كدتُ أفعلها لولا الظّروف

ليس الكريم مَن يعطي وعودًا كثيرة. وإنّما الكريم مَن إذا وعَد، اطمأنّت نفسُك لأنّك تعلم وفاءه.

لا تكثر الوعود، ولكن أكثر الوفاء.

لا تستهن بقيمة سمعتك الطيّبة حين يعرف عنك الالتزام بكلمتك متى خرجت على لسانك.

قد تعني هذه السمعة أحيانًا الفرق بين النجاة، والهلاك.

ولا تُكتسب السمعة الطيّبة إلّا بالعمل الذي يؤهّلك لها. فلا سبيل إليها سوى الوفاء.

الوفاء مهما كانت الظروف.

لا يعتدّ بالوفاء في غير امتحان ولا عقبة. ليس هكذا تُكتسب الثقة.

كدتُ أفعلها لولا الظّروف Read More »

الناس منك بين رجاء وخوف

كم مرّةً قصصت فيها على شخص يهمّك رأيه قصّتك ثمّ كنت مسرورًا حين رأيت في عينيه احتقاره لما فعلت. تكاد نظرته تقول لك: أنا أفضل منك، هل أنت أحمق؟ كيف تفعل هكذا؟

تردّ عليه في نفسك فتقول: أليس كلّ بني آدم خطّاء؟ ويبدأ عقلُك في إيجاد أسباب تجعلك أفضل منه، ومسوّغات تدافع بها عن نفسك.

والآن أسأل، هل هذا من الكرم؟ أمِن الكرم أن نحتقر مَن وثق بنا؟ أمِن الكرم أن نتعالى على من أظهر ضعفَه أمامنا؟

قال القاتل للعابد: قتلتُ تسعًا وتسعين نفسًا وجئتك أسأل، هل لي من توبة؟ فقال لا، فقتله. فهل كان العابد كريمًا؟

النّاس بين رجاء وخوف. والكريم من كان عند رجائهم.

الناس منك بين رجاء وخوف Read More »

عليك أن تنقذ العالَم

العالَم متخبّط. الكلّ فزعون.

قلبَ الوباءُ حياتنا رأسًا على عقب. غيّر كلّ ما اعتدناه. حوّل المسار تمامًا.

ولكن الأمل لا يزال موجودًا. ما يزال هناك قلّةٌ من العقلاء يستهدي بهم الناس. يحاولون، قدر المستطاع، الزيادة في الحياة. يخرجون إلينا بعِلمِهم، أو وقتهم، أو عطفهم. يمُدّوننا من نورهم. أولئك يقودون مَن حولهم نحو الأفضل.

يمكنك أن تفعل مثلهم. بل، لا بدّ لك أن تفعل مثلهم. العالَم يعتمد عليك.

عليك أن تنقذ العالَم Read More »

كيف تُسهم في تقدّم العالم؟

تخيّل أنّ العالَم كلَّه بحيرة كبيرة. موجة صغيرة في هذه البحيرة كفيلة بأن تغيّر كلّ ما حولها من الماء.

أنت موجة في بحيرة العالَم. كلّما قمتَ بفعلٍ كريمٍ اهتزّ الماء من حولك.

نعم. فعلٌ صغير تقوم به يغيّر العالَم. لا لأنّك خارق القوّة، ولكن لأنّ أفعالك قد تؤثّر في الآخرين، فتغيّر فيهم، فيؤثّرون بدورهم فيمن حولهم ويغيّرون فيهم .. حتّى يتغيّر العالَم أجمع، أو بعضَ العالَم.

ألا تحبّ أن تغيّر بعضَ العالَم للأفضل، ولو شيئًا يسيرًا؟

ابحث عن خَوفك، واستهدِ به نحو تغيير العالَم للأفضل.

كيف تُسهم في تقدّم العالم؟ Read More »

متى تتفتح لك القلوب؟

ماذا تفعل حين يشاركك صديقٌ هَمَّه؟ هل تحكم على موقفه من مكانك، أم تحاول تقمّص مشاعره وفَهم وجهة نظره وتحاول الوقوف في مكانه لترى بشكلٍ أفضل؟

ليس الحكم على الموقف من خارجه باطلًا فحسب، وإنّما هو إشارة عدم اهتمام أو إشارة جهل.

الكريمُ مَن استطاع أن يضع نفسه مكان الآخرين، ويرى بعيونهم. حينها فقط، يمكننا فهم إن كان المتكلم يطلب النصيحة، أم يطلب صديقًا ينصت إليه. وحينها، يمكننا تقديم النصيحة المناسبة في الوقت المناسب، والسكوت في الوقت المناسب.

فَهم وتقدير مشاعر الآخرين يبدأ بإدراك أنّنا لا نفهم مشاعر الآخرين. علينا عامدين بذل الجهد والطاقة في محاولة لتخيّلها. عندها، تتفتّح لنا قلوبهم التي كانت موصدة. بل ويتفتّح قلبنا لهم، ونرى في قلوبنا نحن، حبٌّ متزايد لمَن حولنا.

الآن فقط نرى الإنسان كما هو.

متى تتفتح لك القلوب؟ Read More »

من عرفَ للنّاس قدْرَهُم عَزّ

عِزُّك ليس في استعلائك وتكبّرك وعنادك.

الاعتذارعند الخطأ عِزّ.

التّواضعُ لأهل الكرَم عِزّ.

معرفة الفضل لذوي الفضل عِزّ.

كُن كريمًا تكن عزيزًا.

من عرفَ للنّاس قدْرَهُم عَزّ Read More »

بناء جسور الثقة

الالتزام من الكرَم. أن تكون دائمًا عند وَعدك. أن تخرج إلى العالَم بانتظام، وبدون انقطاع.

يبني الإصرار على الالتزام جسرًا متينًا من الثقة بينك وبين النّاس.

وفي كلّ مرّة ننتظرك فيها، فنجدك، يزداد الجسرُ متانةً.

بناء جسور الثقة Read More »

ليس معنى الكرم أن تعطي بالمجّان

قد تطلب مقابلًا لخدمتك، وتكون كريمًا لا تزال.

بتسعير خدماتك ومنتجك سعرًا مناسبًا، تحافظ على جَودة المنتج وتضمن استمرار الخدمة الجيّدة. بدون هذا التسعير، قد يفقد منتجُك قيمتَه المُتصَوّرة. وبالتّالي، يكون التسعير هنا كرَمًا.

التسعير لا يعني الطمع. وإنّما هو مقابل منطقيّ لخدمة أُدّيَتْ بامتياز.

الكرَمُ هو استمرارك في الخروج إلى العالَم بأفكار مبدعة. ولا أحد يستطيع الاستمرار طويلًا لو كان ملّ ما يفعله دون مقابل.

في كُلّ معاملةٍ ماليّة، وعد. وفي كلّ وعد، فرصة للكرم. فرصة لأن تعطي أكثر ممّا وعدت. وتفاجئ الطرف الآخر بلمسة شخصيّة منك، تضفي على المعاملة جوًّا من الوُدّ.

الكرمُ أسلوبُ حياة. وليس محصورًا على صدقة تعطيها لعابر سبيل.

ليس معنى الكرم أن تعطي بالمجّان Read More »

هل ترغب في معرفة طريقة فعّالة لشحن طاقتك؟

أعطِ منها شيئًا.

شعورنا بالحيويّة والطاقة يتجدّد كلّما أنفقنا من طاقتنا. وكلما تكاسلنا وحاولنا الحفاظ عليها، نشعر بها تخفت كشعلة صغيرة لا تجد متنفسًّا. أمرٌ عجيب!

وإذا أردتَ أن تزيد في شَحنها، فاجعل ما تنفقه في سبيل غيرك. عندها تجد أنّك دبّت فيك الحيوية والنشاط، وتزيد من سعادتك أيضًا.

إنّ إنفاق طاقتنا في سبيل الآخرين هو أحد الوسائل المضمونة لزيادتها.

هل ترغب في معرفة طريقة فعّالة لشحن طاقتك؟ Read More »

منارةُ التائهين

التائهُ يبحثُ عن دليل.

المنارةُ دليل التائهين.

متى تتوه، إلى أيّ منارة تقصد؟

متى قصدكَ تائه، فهل بك يهتدي؟ وإذا هديت، فإلى أين؟

 

منارةُ التائهين Read More »

كيف ستخرج إلى العالَم؟

شاكيًا؟

باكيًا؟

لن تخرج إلى العالم أصلًا؟ (ستنطوي على نفسك)

أنانيًا تحاول الاستحواذ على كلّ ما تصل إليه يداك؟

قبل أن تجيب، سَل نفسك أوّلًا: كيف يخرج بطلُك للعالَم؟ ذلك البطل الذي تتابعه ويعجبك عملُه ورأيه وفكره وطريقته.

ما الذي يعجبك فيما يفعله؟

إجابتي أنا أنّه ينبغي علينا أن نخرج إلى العالَم كُرَماء.

الكرَمُ علامةُ الإنسانيّة فينا. الكرَمُ هو الصفةُ التي لا ينبغي أن تخلو منها أيّ معاملة إنسانيّة. وإذا خلَتْ، كان فيها معنى الاعتداء والاستغلال.

الكرم ليس صعبًا. وليس مادّيًا فقط. إنّما كلّ ما تحتاجه هو أعمال بسيطة من الكرم.

الكريم ليس من يعطي النّآس حين يسألون. الكريم الذي يستشعر حاجةَ المُحتاج ويلبّيها دون طلب.

والآن، أجب عن هذ السؤال. ليس بالكلام. ولكن بالفعل. كيف ستخرج إلى العالَم؟

كيف ستخرج إلى العالَم؟ Read More »

ولكن، كيف نختار الطريق؟

قلنا من قبل أنّ تركيز الطاقة هو الذي يكسبها أثرها. وأنّ الطاقةَ المشتّتةَ لا نتيجة لها سوى ضياع الوقت فيما نظنّ أنّه مفيد، وما به فائدة حقّة. ويبقى السّؤال: كيف نختار الطريق الذي نركّز فيه طاقتنا؟

وأظنّني أجيبك بما لا تتوقّعه حين أقول: الطريق لا يهمّ. المهم هو أن تختار طريقًا، أيَّ طريق.

إن كان الطريقُ نافعًا فلا بأس به أيًا كان مجاله ونتيجته. لو كنت تعرف الطريق الأنسب لك، لما احترتَ من البداية. فإذا احترت، فأنت تائه بين خيارات عديدة لا تملك أن تفصل بينها بوضوح وحسم. إذن، فكلّها نافع لك. وكلّها صالح لك. إلى أن تجرّب وتسير في الطريق حتّى تقطع منه شوطًا وتعرف مداه، ثمّ تقرّر حينها إن كان عليك الاستمرار أو تحويل المسار.

تحويل المسار، عندها، لا يعني أنّك تبدأ من الصفر. بل تبدأ من خبرة اكتسبتها في هذا الطريق، ودرس تعلّمته بأنّه ليس الطريق الأنسب لك. قبل سلوكك فيه كنت حائرًا وتظنّه مناسبًا. والآن، أنت تعرف أنّه غير مناسب. وهذه ثمرةٌ في ذاتها.

لا يهمّ أيّ طريق تختار.

اسلك أيّ طريق. لكن لا تتلفّت.

فمُتلفّتٌ لا يصل.

ولكن، كيف نختار الطريق؟ Read More »

كنت أظنّني أستفيد من وقتي

جرّب أن تأخذ عدسة مكبّرة في منتصف النّهار وضعها أمام ورقة شجر، واتركها هكذا دقائق قليلة، ستحترق. أشعّةُ الشّمس تضيء على أوراق الشجر طوال النّهار ولا تحرقها. ما الّذي حدث؟

سواء أجريت هذه التجربة صغيرًا في مدرستك (مثلي) أو لم تفعل، على الأرجح ستكون قد خمّنت السبب. وهو في كلمة واحدة: التركيز.

أشعّة الشمس حين تركّزت من خلال العدسة واتجهت نحو هدف محدد، تضاعف تأثيرها، وكان احتراق الورقة ثمرة ذلك التأثير.

كذلك مجهودنا، نحن الذين نحاول جهدَ طاقتِنا أن نتعلّم. نحن الذين نحاول أن ندرُس ونقرأ ونكتب ونتقدّم. هذه الطّاقة، للأسف، مهدرة لو لم تتركّز نحو هدف محدّد. نسقي بذرةً هنا تارة وبذرةً هناك تارة، ولا نسقي أيًا منها ونتعهّدها بالرعاية بما يكفي لتنمو وتثمر.

تركيز الطاقة نحو هدف محدّد واضح هو الضمان الوحيد لانتفاعنا بها.

كنت أظنّني أستفيد من وقتي Read More »

صحّتُنا ليست جسديّة فقط

للمحافظة على صحّتُنا الجسديّة، لا بدّ أن نخرج قليلًا عن المعتاد. نبذل جهدًا أكبر قليلًا. نغسل أيدينا لفترات أطول، ونحافظ على المسافات بيينا وبين زملائنا قدر المستطاع، ونمتنع عن المصافحة والعناق.

كلّ هذه الأشياء لا تصدر عنّا بالسليقة، وإنّما نحتاج إلى تفعيل إرادتنا للقيام بها. ونحن نفعل ذلك مُرَحّبين.

بينما على الجانب الآخر نهمل نوعًا من الصحّة يبدو أقلّ وضوحًا للإنسان العاديّ؛ وهي الصحّة النفسيّة.

أثبتت الدراسات أنّ حفاظنا على صحّتنا النفسية يقوّي جهاز المناعة. وله فوائد عديدة من ضمنها شعورنا بالسعادة والراحة.

كما تحتاج صحّتنا الجسديّة إلى الإرادة للحفاظ عليها، كذلك الصحة النفسية. لا يمكننا أن نقضي يومنا كلّه نتابع “الأخبار” عن الفيروس المنتشر وشائعاته وردود أفعال الناس وما إلى ذلك.

علينا مراقبة أفكارنا وما ندخله إلى عقولنا. علينا اختيار ما تقع عليه عيوننا. علينا تحديد وقت متابعة الأخبار، وعدم تجاوزه. علينا التركيز على دائرة تأثيرنا بدلًا من الاهتمام بما لا يمكننا التأثير فيه.

علينا أن نفعل ذلك متخطّيين حدود دائرة الراحة. علينا أن نفعّل إرادتنا ونركّز طاقتنا.

للصحّة النفسية أثر مباشر في صحتنا الجسدية. فحفاظنا عليها حفاظ على حياتنا بدرجةٍ ما.

صحّتُنا ليست جسديّة فقط Read More »

مَن عرَفَ متى يستسلم، فاز

يقول سيث جودن في كتابه، المنخفض، أنّ اعتقادنا بخطورة الاستسلام خرافة. فكرةُ أنّ الفائزين لا يستسلمون أبدًا خرافة. الفائزون يستسلمون طوال الوقت. ولكنّهم يتخلّون عن الأشياء الصحيحة في الوقت الصحيح.

إن كنت تعرف أنّ الطريق، ولو وصلت لنهايته، مسدود، فينبغي عليك أن تستسلم.

إن كنت تعرف أنّ الطريق، لو وصلت لنهايته، سقطت من على منحدر سحيق، فينبغي عليك أن تستسلم.

إن كنت لا ترى فائدةً مستقبليّة مهما بذلت من جهد وطاقة، فينبغي عليك أن تستسلم.\

عليك فقط أن تستمرّ حين توقن من داخلك أنّ هذا المنخفض مؤقّت. أنّه سينتهي يومًا ما، وتبدأ النتائج في التصاعد.

حين أشاهد فيلمًا مملًّا لا يبدو أنّه يُرجى منه فائدة، أتخلّى عنه وأحكي قصّةً لنفسي أنّني ربحت ساعة من عمري كنت سأضيعها في هذا الفيلم لو أصررت على إنهائه. وكذا حين أقرأ كتابًا لا يعجبني محتواه ولا أرجو منه فائدة. ناهيك عن مسيرة مهنيّة لا يُرجى منها فائدة نضيّع فيها سنوات ثمينة من أعمارنا، وعن علاقات مرهقة نضيّع فيها كثيرًا من طاقتنا قبل أن تنتهي نهاية مأساويّة، وعن عاداتٍ مدمّرة تُبلي أعمارنا.

الاستسلام قوّة. الاستسلام أحد طرق الفوز. الاستسلام مهارةٌ، بدون إتقانها، لن نفوز أبدًا.

مَن عرَفَ متى يستسلم، فاز Read More »

أكتبُ حرصًا على الحياة

حرصًا على أن يتذكّرني النّاس. يقول الدكتور يوسف زيدان في روايته الأشهر، عزازيل، مخاطبًا بطلَ الرواية: اكتب يا هيبا، فإن مَن يكتب لا يموت. ويقدّم أحمد أمين لكتابه، فيض الخاطر، قائلًا أنّه اجتهد في جَمع هذه المقالات: “لأنّها قِطَع من نفسي أحرص عليها حرصي على الحياة”.

فهل يكتبُ كلُّ كاتبٍ ليَحيا بعد أن يموت؟

يقول العقّاد أنّ القراءة تُضيف إلى عمر القارئ أعمارًا عديدة بعدد من يقرأ لهم. فهل تضيف الكتابة للكاتب أعمارًا فوق عمره بعدد مَن يقرأون له؟

إنّها، إذن، صفقة رابحة لكلا الطرفين.

ها أنا ذا أكتب ما تعلّمتُه وما أفكّر به. وأدوّن أفكاري وخواطري، لعلّها تجدُ مَن يلقى فيها صدى صوته، ويشعر كأنّها صورة من أفكاره. فتزيد هذه الأفكار والصّور في عمره وعمري معًا.

أكتبُ حرصًا على الحياة Read More »

من المُتحكّم: الفكرة أم المفكّر؟

سمعتُ السؤال في برنامج بودكاست صوتيّ وأنا في طريقي إلى المنزل. وتسارعت الأفكار في ذهني.

كم مرّةً تملّكنا غضبٌ أو شهوةٌ أو هوى أو فرح ولم نسيطر على أنفسنا؟ كم مرّةً نعترف (أو لا نعترف) بأننا فقدنا التحكّم؟

هل نملك أفكارنا، أم تملكنا؟

من المُتحكّم: الفكرة أم المفكّر؟ Read More »

عقليّة النُّدرة

حين ينتشر مرضٌ أو يهزّ الأرضَ زلزال أو تصيب عالمَنا كارثة ما، يبدأُ كلٌّ يفكّر في إنقاذ نفسه والإفلات، وحده، من الكارثة. فينكبّ كلُّ واحد يجمع ما يمكنه جمعه من الموارد التي تساعده على البقاء.

البعضُ يشاهدون من بعيد، فيتأثّرون بهؤلاء ويخشَون فوات الفرصة، فيفعلون مثلهم. وتزداد المأساة مصيبة جديدة لتضاؤل العرض أمام الطلب المتزايد، فترتفع الأسعار وتبدأ حالةٌ من توهّم نقص الموارد.

تُعرّفُ هذه العقليّة بعقلية الندرة؛ نظرًا لأنّها تؤمن بندرة الموارد فتتكالب عليها. وتقابلها عقليّة الوَفرة. التي تعتقد في إلهٍ كريم خزائنه لا تنفد، وعطاؤه لا يتوقّف.

عقليّة النُّدرة Read More »

المسؤولية

المسؤولية شجاعة. أن تفكّر وتتخذ القرار السليم، وتتغاضى عن المألوف والمتعارف وأنت تعلم عواقب ذلك، تلك هي المسؤولية.

المسؤولية هي مواجهة التيار، وقد يتطلب الأمر المسيرَ في اتجاه معاكس تمامًا.

المسؤولية ليست منصبا شرفيا، بل حملًا ثقيلًا، وعملًا طويلًا

المسؤولية Read More »

قراءةُ الوجوه مهارة يمكن اكتسابها

قراءةُ النّاس ليست مهارةً خارقة يملكها بعض المختارين. قد تكون مَلَكة عند البعض، ولكنّها أيضًا مكتسبة.

وسِرُّها أن تهتمّ. أن تنظر في وجه مَن أمامك وحركاته وتعبيراته. أن تراقب بحذَر. فقط إذا فكّرت في مَن معك، ستفهم. ستسطيع قراءته. ما يجعلنا نعتقد أننا لا نملك هذه المهارة هو أنانيتنا.

نراقب أنفسنا فقط. نفكّر في أنفسنا فقط. فلا ننتبه.

الإنصات، والملاحظة هديّتان تقدّمهما لمَن تحبّ.

قراءةُ الوجوه مهارة يمكن اكتسابها Read More »

كيف نبني جسورًا بين من يشبهوننا؟

هذا هو السؤال الذي يمكن لكلّ قائد أن يجيبه ليثبّت مكانه في القيادة. كيف يمكنني بناء جسور بين أعضاء المجموعة بعضهم البعض؟

القائد لا يكون قائدًا لكلّ واحد على حدة، بل يقود مجموعة من أناس متشابهين في معتقداتهم ورغباتهم وأحلامهم ومخاوفهم ومشاكلهم وميولهم. كيف يجد أفراد المجموعة بعضهم بعضًا؟

من يستطيع بناء هذه الجسور، يكون جديرًا بالقيادة.

كيف نبني جسورًا بين من يشبهوننا؟ Read More »

هل تنوي الفوز بما تريد؟

إذا عرضتَ على أحد عرضًا وبمجرّد أن رفضَه وأبدى لك أسباب رفضه تركته وشأنه وقلت: لم أنجح في إقناعه، فقد نويت الخسارة قبل أن تبدأ.

لا يمكننا أن نتوقّع من الآخرين قبول ما نعرضه لمجرّد أنّنا اقترحناه عليهم. لا بدّ لنا من خطّة تردّ كلّ سبب يرفضون من أجله.

رجال المبيعات لا يذهبون إلى عملائهم المحتملين متوقّعين منهم قبول العرض مباشرةً. عملُ رجل المبيعات يبدأ بعدما يقول له العميل: لا. عندها يبدأ في استقصاء الأسباب والرد عليها واحدًا تلو الآخر، حتّى يصل إلى مبتغاه.

لأنّ العرضَ الذي نقدّمه لهم قيّم بالفعل، علينا ألّا نتوانى في الدفاع عنه.

هل تنوي الفوز بما تريد؟ Read More »

ما الذي ما يزال من المُسلّمات؟

كان من الطّبيعيّ أن ترى صديقًا لك قد اشتقت إليه، فتصافحه بحرارة وتعانقه.

كان من الطّبيعيّ أن تذهب إلى مكان عملِك المزدحم بزملائك وتحضرون اجتماعات واحتفالات بعيد ميلاد أحدكم بين الحين والآخر.

كان من الطّبيعيّ أن تذهب للتسوّق ويداك عاريتان لا تخشى شيئًا، وتعود إلى منزلك فلا تغسل يديك مرّات ومرّات فقط لأنّك أمسكت بمقبض الباب، أو السيّارة.

كان من الطّبيعيّ أن متى ما توفّرت الفرصة، تحجز تذكرتك وتسافر للتنزّه أو العمل.

كان من الطّبيعيّ أن يؤذّن منادي الصلاة في النّاس يوم الجمعة، فيهرعوا إلى المساجد.

كان من الطّبيعيّ أن تزور أقاربك وأصدقاءك في شهر رمضان، ويجودُ الناسُ عليك وتجودُ عليهم، راجين ثواب الله.

كان من الطّبيعيّ أن يحجّ ملايين النّاس بيت الله الحرام في كلّ عام، ويعتمر فيه مئات الألوف كلّ يوم.

هكذا عرفنا الحياة. ثمّ جاء أمر الله فما نكاد نعرف منها شيئًا.

تهدّمت معارفُنا الرّاسخة، وكأنّنا في عالَم جديد.

عالمٌ جديد سنحتاج وقتًا للتعوّد عليه، وللتكيّف معه، ولاعتباره، مرّةً أخرى، من المسلّمات.

ما الذي ما يزال من المُسلّمات؟ Read More »

أفضل هديّة تُقدّمها للعالَم

أن تسمو. عمليًا، وروحيًا، وجسديًا.

بعُلُوِّ الفَرد تعلو الأُمَم.

لا تظُنّن أن الانكسار والتضحية الخادعة هديّة تقدّمها للعالَم. بل التضحية الحقّة أن تبذل الجهد اللازم لتكون أفضل ما يمكنك أن تكون.

وبهذا فقط، تؤدّي دورك على أكمل وجه.

يترتّب على ذلك، أنّ كلَّ عمل لا يُسهم في علوّك يسحبك للأسفل، ويؤخّرك عن الارتقاء، ويكون تقصيرًا، ليس في حقّ نفسك فقط، بل في حقّ العالَم أجمع.

أفضل هديّة تُقدّمها للعالَم Read More »

الحُبُّ قرار

على عكس المعتقد الشائع بأنّ الحبّ يأتي فجأة، وبدون سابق إنذار، يقول سكوت بِك في كتابه “الطريق الأقلُّ ارتيادًا”: الحُبُّ قرار مَدروس، والتزام.

ويزيد: “قد تكون قدرتي على الشعور بالحبّ لا محدودة، ولكن طاقتي لبَذل الحبّ محدودة بالتأكيد. وعلى ذلك، عليّ اختيار مَن أُوجّه له هذه الطاقة المحدودة بعناية.”

الحبُّ ليس هيّنًا. فلا تستهِن به.

الحُبُّ قرار Read More »

لا تعلو الشجرة دون أن تغرس جذورها في الأرض

يقول عالِمُ النّفس الشهير، كارل يونج: “ما من شجرة تعلو فتطاول جنّات السّماء، إلّا ولها جذورٌ في باطن الأرض تصل إلى الجحيم.”

كثيرًا ما ننظر إلى مَن سبقونا وارتقَوا من الخارج فقط، لا نرى سوى ما فوق السّطح، غافلين عن الجذور الرّاسخة تحت الأرض. فنحاول تقليدهم والتشبّه بما نراه منهم، فتكون النتيجة أنّنا نقفز في الهواء فنهوي بقوّة.

مَن أرادَ أن يعلو، عليه أن يبذل وقتًا وجهدًا ورعايةً وحمايةً ومجاهدةً لتثبيت جذوره أوّلًا.

عليه أن يخفق كثيرًا، ويحتار كثيرًا، ويطمح كثيرًا.

عليه أن يبذل جهدًا مملًّا في أعمال تبدو لا قيمة لها، ولا عائد منها .. أعمال لا تُرَى لأنّها تحت الأرض. ولكن، من دون هذه الأعمال، لن ترتفع الشجرة، ولن تثمر يومًا.

لا تعلو الشجرة دون أن تغرس جذورها في الأرض Read More »

حدود القدرة، ولا محدودية الطموح

قدرتُنا تتمدّد حسب طموحنا.

مَن يختار طموحَه حسب قدرته يحيطه بسور لا يستطيع تجاوزه. والأحرى بنا أن نطمح بلا حدود.

أخرجتُ مفكّرة صغيرة كانت عندي منذ سنوات، وقلّبتُ في صفحاتها، فإذا بقائمة من أحلامي السابقة تطلّ عليّ، ويا للدّهشة حين وجدتُني قد حقّقتُ منها بعضها، وكنت أظنّه بعيد المنال.

فشرعتُ أكتب أحلامًا جديدة، وطموحات أكبر، عسى أن أفتح هذه المفكّرة مرّةً أخرى بعد زمن فأشطب على ما أكتب اليوم.

حدود القدرة، ولا محدودية الطموح Read More »

ليس التذوّقُ باللسان فقط

من المهمّ أن نربّي أنفسنا على تذوّق الجَمال.

النّظر إلى اللوحات الفنّيّة البديعة.

الاستماع إلى إلقاءٍ شعريٍّ مميّز.

قراءةُ تصوير دقيق لمشاعر النّفس.

إضافةُ لمسات جماليّة في زوايا المنزل، وعلى الحوائط.

الاستمتاع بمشهد السّحُب في السّماء، والنّجوم.

مطالعةُ أوراق الشّجر الخضراء، ومشهدها البديع وهي تتساقط في الخريف راسمةً لوحة فنّيّة ربّانيّة.

تكرار التأمّل في كلّ هذه المشاهد والصور والأصوات، يربّي فينا حاسّة التذوّق. الحاسّةُ التي تشمل أكثر ممّا يتذوّقه اللسان.

ليس التذوّقُ باللسان فقط Read More »

حتّى تؤثّر في مَن يسمعك

في كتابه: “أثر الدّهشة“، يقابل الدكتور مايكل جرهارز بين الإدهاش والإبهار في أثرهما في المتلقّي. وسنفصّل القول فيما يلي من سطور.

إذا كنتَ متكلّمًا أمام مجموعة من الناس، فربّما تهتم بإبهارهم بما تقول وبطريقتك، وزيّك، فتنال إعجابهم ورضاهم. في هذه الحال، لا نتكلّم بما يجول في خاطرنا مباشرةً، ونظلّ نفكّر في كيف ينظرون إلينا. نحن، حينها، نؤدّي عرضًا مسرحيًا. تركيزنا على أنفسنا، وليس على ما نقول.

في المقابل، مَن يركّز على إدهاش الجمهور ويدفعهم لقول: “أهاا، الآن فهمت” يركّز على العِلم الذي يقدّمه إليهم، وعلى الأفكار التي يناقشها، بدلًا من التركيز على نفسه وشكله وأدائه لهذه الأفكار.

نكون حينها نخاطب عقولَ جمهورنا وقلوبهم معًا، ونرتّب أفكارنا بطريقة مبتكرة لتصل الفكرة بطريقة تجعل السّامع يدرك شيئًا كان يعرفه ولكنّه لم يكن يستطيع التعبير عنه. طريقة تركّز على السّمع والفهم، بدلًا من المشاهدة والانبهار بالأداء.

 

حتّى تؤثّر في مَن يسمعك Read More »

أعطِ الفضلَ لصاحب الفضل

كدتُ أكتب أنّ الاعتراف بفضل الآخرين من التواضع، ولكنّني استدركتُ أنّ الإنصاف ليس تواضعًا، بل حقًّا واجبَ الأداء.

يقول سيث جودن أنّ الناس يتزاحمون حولَ مَن لا يهتمُّ بذكر اسمه حين يُذكر الفضل، ويحمل عنهم حين تكون هناك مسؤوليّة. فالكلُّ يحبّ أن يكون صاحب الفضل، والكلّ يهرب من المسؤولية.

لا أقول أن تعمل ثمّ تُعطِ الفضلَ لغيرك. ولكن اعترافك بفضل مَن يعمل وتقديرك له والثناء عليه أمام الناس يقرّب منك القلوب. وحِرصُك على نِسبة الفضل إلى نفسك وإلقاء المسؤولية على غيرك ينفّرهم عنك.

أعطِ الفضلَ لصاحب الفضل Read More »

حتّى بعد الحظر

في ظلّ الوباء الذي انتشر، يجب أن نتأمّل العالَم حولنا ونشكر الله.

نشكره، سبحانه وتعالى، أنّ لدينا من وسائل التواصل الاجتماعي ما نستعيض به عن التواصل وجهًا لوجه. ما زال يمكننا العمل حتّى من البيت، ويمكننا لقاء الأصدقاء والأحباب من البيت، ويمكننا القراءة والاطّلاع، ومشاهدة الأفلام والاستماع إلى الأغاني، بل وحتّى التسوّق من البيت.

لا يكاد يكون هناك فرق بين الحظر وعدمه. فالحمدلله الذي أنزل بنا هذا البلاء في هذا الوقت تخفيفًا عنّا. ونسأل الله أن يرفعه عنّا في سلام، وأن نتخطّاه في سلام.

حتّى بعد الحظر Read More »

مصابيحُ في عتمة الليل

مرّةً أخرى، أعود لأؤكّد أنّ البذور التي تدخل عقولنا بشكل منتظم تنمو لتصبح أشجارًا تثمر مزيدًا من البذور الشبيهة بها.

وانتقاء هذه البذور، بعدما نُقرُّ بذلك، واجب على كلّ فرد ينبغي عليه ألّا بهمه.

اختر ما يدخل إلى عقلك.

اختر أبطالك.

مصابيحُ في عتمة الليل Read More »

الكل يهرب، حان وقت الكَرَم

في هذه الظروف الصعبة التي يمرّ بها العالَمُ كلُّه، يحتار الإنسان حيرة شديدة. كلُّ ما نعرفه ونتّخذه من المسلّمات قد تغيّر.

لا طيران. لا نقل. لا تجوّل في الشوارع دون هدف. المشي محظور في المساء. لا أحد يصافح أحدًا. لا تلامس بأي شكل إلا في أضيق الحدود. لا نضغط على زرٍّ هادئين! لا أحد خالي البال. لا أحد يشعر بالسعادة من أعماقه.

الكلّ يترقّب. الكلّ متوجّس.

أكثرُ النّاس يهلعون، ولو على مستوى اللا وعي. أكثر الناس يتحولون إلى حالة الهروب. لا أحد يريد تحمّل المسؤولية. الكلّ يحاول أن يحمل أدنى ما يمكن حمله.

بعض الشركات لا تهدأ. العمل لا بدّ أن يستمرّ. لا بد أن نحقق أهداف العام، مهما كان الثمن. العاملون مضغوطون، ومتوجّسون، ويضغطون على مُوظِّفيهم أن اتركونا في سلام. قد لا تكون هناك رحمة في العمل. ولكن الرحمة في قلوب العاملين. فالعاملُ إنسان.

في ظلّ كلّ هذا، تبدأ المُجاملات بالاختفاء تدريجيًا، ويبدأ كلّ واحد التفكير في نفسه أولًا، وتأجيل كلّ التضحيات، وتسود طاقةٌ مظلمة لا تسامح فيها ولا كرم. ممتلئة بالأنانية.

وهنا تكون فرصتك. فرصةٌ للتصرف بكرم، مهما تخاذل الناس. فرصة لتحمّل المسؤولية، وفرصة للتسامح، وفرصة لتحكي لنفسك حكاية جديدة، أنت فيها البطل الكريم الذي سينقذ العالم بأعماله البسيطة.

حين تشحّ البضاعة، يغلي قدرُها. وحين يشحّ الكرَم، يعلو قدرُ الكريم.

أيّها الكريم. نحن في أمسّ الحاجة إليك.

الكل يهرب، حان وقت الكَرَم Read More »

لن تغيّر وضعًا ما لم تقبله أوّلًا

إذا أردت تغيير وضع ما، عليك أن تقبله.

نعم.

قد تبدو الجملة متناقضة، ولكنّها ليست كذلك.

القَبول والمسؤولية وجهان لعملة واحدة. الرّفض والمحاربة تعني التخلّي عن المسؤولية، والإلقاء بها على مؤثّر خارجيّ لا تحكّم لنا فيه.

وهذا يعني أنّنا جزء من المشكلة. وأنّنا لن نغيّر شيئًا.

أوّل خطوات التغيير هي القَبول. والقبول لا تعني الرضا بالأمر الواقع وعدم السعي في تبديله، ولكنّها تعني تحمّل مسؤوليّة القرارات السابقة التي أدّت بنا إلى ما نحن فيه، وتعني التكيّف مع الظروف الحالية، في سبيل الانطلاق نحو الهدف.

الوضع الحالي لا يمثّل سوى نقطة البداية.

فلا تقض وقتك باكيًا على النقطة التي أنت فيها.

انهض، وانظر حولك، واختر طريقًا تسلكه لتبتعد عن هنا.

لن تغيّر وضعًا ما لم تقبله أوّلًا Read More »

كي أفتح لك قلبي

لا بدّ أن أشعر أنك تتقمّص مشاعري، وتنظر من خلال عدستي أنا، لا عدستك أنت.

استطاعتك رؤية الدنيا من خلال عدسة شخص آخر هي مهارة، لو اكتسبتها، فُتحت لك كلّ القلوب.

لا شيء أغلى من أن يشعر الإنسان أنّه مسموع. أنّك تفهم ما يقول حقًا. وتشعر بما يشعر به حقًا.

أن تكون موجودًا بعواطفك كلّها معه.

هذا يقتضي عدم السخرية من مشاعره، وعدم التسفيه من شأنها. يقتضي احترامك له ولما يشعر به.

ويتطلّب قلبًا نابضًا بالحبّ.

البائع الذي لا يفكّر إلّا في هدفه الشهريّ، فيحاول إقناعك بمنتج لا تريده، ولا يعير ملاحظاتك أيّ اهتمام ينفّرك منه. البائع الذي يحاول فَهم رغباتك واحتياجاتك قبل أن يعرض عليك الخيارات التي تناسبك يكسب ثقتك.

الصديق الذي يصرّ على رأيه دون أن يستمع إلى مشكلتك حقًا ينفّرك منه، ويشعرك بانحطاط قدرك لديه، أمّا مَن ينصت إليك أولًا، ويتفهّم مشاعرك، وينظر إلى الموقف بعينيك أنت، يشعرك أنّك مهمّ، وتزداد له حبًا وودًا.

وهكذا كلّ مَن لا يرى سوى نفسه ينفّر الناس من حوله. وكلّ مَن يرى النّاس ودواخلهم، يزداد لهم حبًا، ويزيدون له قربًا.

كي أفتح لك قلبي Read More »

مَن أنت؟

كيف بدأت حكايتك؟

من أين أتيت؟

ما هي قصّتك؟

ما هي جذورك؟

حين يسألك أحد: مَن أنت، ماذا تقول؟ بل الأهم، ماذا يتبادر إلى ذهنك وقتها؟

إذا كانت القصّة تعجبك، فهنيئًا لك.

أما إذا كانت لا تعجبك، فماذا ستفعل حيال ذلك؟ كيف ستغيّرها؟

افعل شيئًا ما كلّ يوم، ولو بسيطًا، وقدّمه للعالَم. لا تقسُ على نفسك ولا تتوقّع منها معجزة.

فقط سر خطوة خطوة. بم سيفيدك ذلك؟

حين يسألك شخص من أنت، سيتبادر إلى ذهنك ذلك الشيء أوّلًا. لقد تغيّرت القصّة التي تحكيها لنفسك.

أو على الأقل، أُضيف إليها شيء تحبّه وتفخر به.

مَن أنت؟ Read More »

في خضم الصّخب، ومضات

ومضات من القلّة العاقلين، المفكّرين، الهادئين، النّائين بفكرهم عن المشاعر الحادّة.

التمسها فيهم.

تتبّعها وابحث عنها حتّى تجدها. ولا تفلتها.

وإذا استطعت، ولو لدقائق، أن تكون واحدًا منهم، كُن.

في خضم الصّخب، ومضات Read More »

حين نفشل

نحن لا نمتحن فنفشل. بل نُمتحن حين نفشل.

الامتحان الحقيقيّ هو القصّة التي سأحكيها لنفسي حين أخسر، حين أتعثّر .. حين تحين الكبوة.

بماذا أشعر؟ هل أجزع أم أصبر؟ هل أحزن أم أغضب؟

هل أنظر في المرآة أم أنظر من النافذة؟

الفشل امتحان. الفشل فتنة.

الفشل درسٌ، ربّما يكون قاسيًا.

الفشل مُعلّم.

أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) العنكبوت

حين نفشل Read More »

وَهم الأمان

الآن نشعر بالخطر.

لكن ما الذي كان يدعونا للشعور بالأمان قبل الآن؟

هل الفيروس الجديد هو ما يهدّد حياتَنا فعلًا؟ أم أنّ هناك مئات الأسباب التي تهدد حياتنا يوميًا؟

ألا يهدّد خروجنا بالسيارات إلى العمل أو الدراسة حياتنا؟

ألا يهدّد عبور الطريق حياتنا؟

ألا يقصّر الغضب الشديد من أعمارنا؟

ألا يقصّر الحزن الشديد أعمارنا؟

أليس هناك مئات الأمراض الأخرى التي تهدد حياتنا أكثر من فيروس كورونا؟ (الإسهال هو السبب رقم ١٤ في الأمراض التي تسبب أكثر نسب الوفاة، ولكننا لا نسمع بأحد خاف على حياته منه!)

ألا يمكن أن يهجم أحد السارقين علينا أو على بيوتنا فجأة؟

لم نكن في أمان أبدًا.

فقط نشعر بالأمان.

ولهذا الشعور قيمة.

 

وَهم الأمان Read More »

أزمة أم فرصة؟

الألم علامةُ خطر. جرس تنبيه. ينبّهنا أنّ علينا الانتباه إلى شيء ما. قد ينبّهنا أنّ عضوًا محتاج إلى الغذاء، أو أنّ منطقة تحتاج رعاية خاصّة حتّى تُشفى.

وهكذا يتحوّل الألم من نقمة إلى نعمة. بل منحة تسمح لنا بالتنبّه لما غفلنا عنه.

نسمع دائمًا أن الأزمات تحوي فُرصًا علينا استخراجها واستنباطها. ولكننا قد نُمرُّ هذا الكلام دون كثير اهتمام.

حان الوقت الآن ليشهد العالَمُ كلُّه أزمة ستغيّر الكثير.

حالةُ الفوضى في كلّ مكان.

حالة عدم اطمئنان.

لا أحد يعرف ما يخبّؤه الغد.

الكلّ مترقّب، ومتوجّس خيفة، وحائر.

بين يوم وليلة، قد يتغيّر كلّ شيء.

يتحوّل التعليم إلى الشاشات، عن بعد.

وربّما يتحوّل ما يمكن من أعمال إلى الشاشات كذلك.

ربّما تغلق المحال قريبًا.

سيطر على النّاس شعور بعدم الأمان، ففزعوا إلى شراء كلّ ما قد يلزمهم في حال لم يستطيعوا الخروج من المنزل.

إنّها حقًا فوضى، ولكنّها، في نفس الوقت، فرصة.

فرصة للتطوير، والتنمية. فرصة لنعيد حساباتنا.

قد لا أستطيع إخبارك تحديدًا كيف هي الفرصة بالنسبة إليك. ولكننا تعلّمنا أنّ الفترات الانتقالية تخلق فرصًا.

ربّما يكون الوقت قد حان لتبدأ تنفيذ تلك الفكرة التي لطالما فكّرت فيها ولم تنفّذها بعد.

ربّما حان الوقت لتعديل موقعك الإلكترونيّ.

ربّما حان الوقت لاستكشاف فرص جديدة، عن بُعد.

الاحتمالات لا نهائية.

لم يعد أحد يعرف ماذا يحدث غدًآ.

أزمة أم فرصة؟ Read More »

بِعَين مَن تنظر في المرآة؟

هل تنظر بعَينِ أهلِك أو أحد أقاربك؟

أم تنظر بعينِ قاضٍ حازم لا يتهاون؟

أم بعين “المجتمع”؟

أم بعين زميلك الذي تشعر دائمًا بتفوّقه عليك؟

كلّنا يظنّ أنّه حين ينظر في المرآة يرى نفسَه كما يرى هو، ولكنّنا كثيرًا ما نرى أنفسنا بعيون أخرى، وقلّما ننتبه لذلك.

فلنخلع كلّ هذه العدسات، ونكتفي بعدستنا نحن.

نحن، كيف نرى أنفسنا؟

هذا هو السؤال الأصعب.

بِعَين مَن تنظر في المرآة؟ Read More »

قد لا تكون راضيًا، ولكنّك مرتاح

لا تحبّ وظيفتك، ولكنّك لا تبحث عن غيرها.

لستِ راضية عن خطيبك، ولكنّك لا تفكّرين بفسخ الخطبة.

الحيّ الذي تسكن به مليء مزعج جدًا ولا تستطيع النوم، ولكنّك لا تنوي الانتقال إلى حيّ آخر.

اعتدنا أن نتكيّف مع ما لا نحبّ، بدلًا من تغييره. والسبب أنّنا ألِفناه. حتّى لو كنّا نكرهه. لكننا نعرفه. مرتاحون إليه. أصبح جزءًا من هويّتنا يصعب علينا تركه.

الخروج من منطقة الراحة والإلف مهارة تُكتسب بالمِران.

قد لا تكون راضيًا، ولكنّك مرتاح Read More »

وصبرُك أنّك موقن بالنهاية

علمُك بأنّ للبلاء نهاية هو سرّ صبرك عليه. مَن فقدَ رؤية النهاية، فقد العزم.

وصبرُك أنّك موقن بالنهاية Read More »

في قلب العاصفة

المياه تتسرّب إلى المبنى من فتحات لم نكن نعرف بوجودها. وتتراكم فوق البالوعات التي لا تعمل. وأسلاكُ الهاتف المتناثرة دون نظام تتقطّع.

في هذا الجوّ العاصف، والأمطار الغزيرة، تبدأ بعض العيوب المختبئة في المبنى بالظهور. هذه العيوب لم تُوجد لتوّها اليوم بسبب العاصفة، وإنّما كشفتْ عن نفسها فقط. إنها موجودة من قبل العاصفة ولكننا لم ننتبه لها.

التحدّيات فرصة لنتعرّف على نقاط ضعفنا. ونستطيع، في كل تحدٍّ نواجهه، أن نراقب مناطق الضعف هذه، ونخطّط كيف سنعمل على تنميتها.

وبمجرّد مرور العاصفة، نشرُع في العمل مباشرةً على تنميتها وإصلاحها. فتأتي العاصفة الجديدة ونحن على استعداد أكبر، ويكون أثرها علينا أقلّ، ونكتشف عيوبًا جديدة نعمل على إصلاحها أيضًا.

فتتحوّل العواصف إلى دورات لا نهائية من التطوير والإصلاح.

في قلب العاصفة Read More »

أهمّيّة الحدّ الأدنى

تأتي على الإنسان فترات يشعر فيها بالإرهاق والتعب والتوتّر، ويسهل عليه في هذه الفترات التنازلُ عن أمور عزم على فعلها. وعذرُه الذي يقدّمه لنفسه أنّه متعب جدًا، أو أنه قد بذل بالفعل ما يفوق طاقته.

وهنا فخّ خطير قد يقع فيه المرءُ غافلًا عنه، وهو دورات التعب اللانهائية.

من العجيب أن ينتظر الإنسانُ فترات الراحة المطوّلة. فهي تكادُ تكون خرافة لا وجود لها عند الإنسان العامل. فحساتُه ما هي إلا دورات متتابعة من الانشغالات. على الأقلّ، في السنوات العشرين الأولى من حياته العمليّة.

فنحن بين واجبات العمل والمنزل والأهل والدراسة والأنشطة المجتمعية ومقابلة الأصدقاء والقراءة … إلخ. لا نكاد نجد وقتًا سوى القليل في كلّ يوم.

وهنا تأتي فكرة الحدّ الأدنى من المهام المطلوب إنجازها يوميًا، أو أسبوعيًا.

وضع أهداف محدّدة واضحة لكلّ يوم لا يمكن التنازل عنها يضمن لك التقدّم مهما كانت الظروف.

كتابةُ خاطرة يومية على سبيل المثال أحد العادات الصغيرة التي تشكّل الحدّ الأدنى من الإنجازات اليومية التي حدّدتها لنفسي.

كوّن عادات صغيرة لا تتنازل عنها يوميًا.

رتّب أهدافك الأسبوعية واعمل على تحقيقها كأن حياتك تتوقّف عليها.

دع أثرها يتراكم يومًا بعد يوم، وأسبوعًا بعد أسبوع.

انشغل كما تريد. أو أضع وقتك كما تريد. لكن التزم دائمًا بالحدّ الأدنى الذي يضمن لك التقدّم.

أهمّيّة الحدّ الأدنى Read More »

إشارة (٧٧)

نستطيع تذكّر عشر سنوات مضت كأنّها مضت، كلُّها، بالأمس. ويصعبُ علينا تخيّل عشر سنوات قادمة، نشعر أنّها لن تمضي أبدًا.

إنّ الإحساس بالزّمن وَهم في عقولنا، يطول ويقصر بلا ضابط يحدّده.

إشارة (٧٧) Read More »

من عرف سببًا لتحسين حياته ولم يسلك له سبيلًا، فقد قصّر

من عرف سببًا لتحسين حياته ولم يسلك له سبيلًا، فقد قصّر Read More »

لقد تأخّرت! كيف لم تجنِ ربحًا حتى الآن؟

تعال نتوقّف قليلًا عند المسار التقليديّ لأيّ منّا كما يفرضه المجتمع حاليًا.

ندخل المدرسة 12 عامًا، وربّما 14 إذا دخلت مرحلة الروضة، ثمّ الكلّية لأربعة أعوام أخرى (على الأقل) ثمّ نتخرّج بعد كلّ هذا “بلا خبرة”، فنعمل في وظيفة أوّليّة براتب بسيط نسبيًا حتّى نجمع الخبرة اللازمة، ثمّ نرتقي حتّى نصل إلى المعاش. فنعتزل العمل ونقضي أيامنا نقرأ التاريخ والسياسة ونشاهد التلفاز.

ليست هذه الصورة دقيقة بالطبع، ولا تمثّل كلّ الناس، ولكنّها، ولا شكّ، تمثّل كثيرًا من الناس.

يحترمُ أكثرُ النّاس هذا الطريق ويبجّلونه. لا يجدون غضاضة في الانتظار كل هذه السنوات حتّى حصاد الثمار.

تعالَ ننظر إلى طريق بديل، لم يكن موجودًا قبل مئة عام، وهو الآن يتعرّض لضجّة قويّة ويحلم به أكثر الشباب. طريق الريادة. أن تبدأ عملًا يخصّك. تبدأ من الصفر بعيدًا عن مجال دراستك ومجال عمل أسرتك.

يُواجه أكثر الشباب برفض شديد ممّن حولهم لهذا المسار. وإذا أصرّ الشابّ و”ركب رأسه” وسار في الطريق الذي اختاره، يتصيّدُ مَن حوله أخطاءه. لا يدعون فرصةً للنّيل منه تمرّ دون انتهازها.

يقولون: ها قد مرَّ شهران ولم تجن ربحًا. ها قد مرّت سنة! وهكذا. أفلا تعقلون؟ بالنظر في سِيَر السابقين، لم يجن أحد ربحًا في سنة، وربّما لا تجلبه أنت ولو في ستّ سنوات.

لا بدّ أنّهم يضحكون الآن مستهزئين ولسان حالهم يقول: أتمزح! أتريدني أن أنتظر ستّ سنوات وتقول لي ريادة؟! فلا أملك إلا أن أقول: أفلم تنتظر ١٦ سنة في الطريق الأول؟ هل قال أحدٌ لطالب المدرسة الإعدادية: كيف لا تجن ربحًا وقد فاتت سنوات ستّة منذ دخولك المدرسة؟

الحياة ليست قصيرة كما هو شائع. الحياة طويلة جدًا. أفلا ترى أناسًا بنَوا أنفسهم من الصفر إلى المليارات؟ أفتُراهم فعلوا ذلك في سنة، أو خمس سنين؟

قد يتطلّبُ الأمرُ عُمرًا.

وما دمنا أحياءً، فلننفق أعمارنا فيما نؤمن بقيمته، غير آسفين. فالعمرُ سيمضي على أيّة حال.

لقد تأخّرت! كيف لم تجنِ ربحًا حتى الآن؟ Read More »

كفاك تحطيمًا لها

كفاك.

كفاك تحطيمًا لها.

كفاك تحقيرًا لها.

كفاك طلب ما لا يمكن تنفيذه.

كفاك تعذيبًا لها.

كفاك جلدًا لذاتك.

كن معها فضوليًا مستفهمًا، لا قاضيًا حاكما.

اسع أن تفهمها قبل أن تطلب منها تنفيذ ما تريد.

كن لنفسك، ولا تكن عليها.

كفاك تحطيمًا لها Read More »

أيّها السائر

من اتّبع هواه حيثما قاده، تاه.

مَن سار على آثار من سبقه لا يحيدُ عنها، تاه.

مَن تقفّى آثار النّاس ليجتنبها ليس إلّا، تاه.

مَن سمع لكلّ ناصح، تاه.

مَن صمّ آذانه عن كلّ ناصح، تاه.

مَن تمرّد بلا هوادة، تاه.

مَن رضخ بلا إرادة، تاه.

رُزق الهُدى مَن للهدايةِ يسألُ.

أيّها السائر Read More »

لا تحصر نفسك في خيارَين

عقلُنا كسول. لا يكاد يرى خيارًا متاحًا حتّى يتمسّك به ولا يحاول التفكير في غيره مطلقًا. يحبسنا في هذا الخيار ونظنّ أنّنا نفكّر حين نفكّر فيما إذا كان ينبغي علينا سلوك الطريق أم لا.

ومفتاح الاحتياط من فخّ الحصار هذا أن ننتبه لكلمة “أَم”. مثل نسير يمينًا أم يسارًا؟ هل نفعل كذا أم كذا؟ هل نسلك الطريق أو لا نسلكه؟

تدلّ “أم” على أننا بين خيارين لا ثالث لهما. والحقّ أنّ هناك طريقًا ثالثًا ورابعًا وخامسًا ولكننا لا نراهم لأنّ عقلنا حصرنا في أوّل طريق.

وعلاج ذلك أن نتخيّل اختفاء الحلّ المتاح تمامًا. ماذا لو لم يكن هذا الحلّ ممكنا بالمرّة؟ ماذا سنفعل حينئذ؟

وهنا نجبر عقلنا على التفكير في مزيد من الحلول ومزيد من الطرق، لأنّ ما كان يعتمد عليه لم يعد موجودًا.

وسّع خياراتك، تتحسّن اختياراتك.

لا تحصر نفسك في خيارَين Read More »

فُز مبكّرًا

إذا كانت لديك عادة يومية، فمن المفيد دائمًا أن تنتهي منها في وقت مبكّر من يومك.

حين نستيقظ، تكون قوة إرادتنا في قمّتها لم ينقص منها شيء بعد. وتستمرّ في التضاؤل على مدار اليوم في كلّ مهمة محتاجة إلى تركيز أو كلّ قرار نتّخذه مهما كان صغيرًا.

وبنهاية اليوم، تكون قدرتنا على التركيز والمقاومة أضعفَ ما تكون، فربّما نتكاسل عن أداء العادة اليومية أو تغلبنا مقاومتنا لها، أو حتّى يغلبنا النعاس، فننام خاسرين في يومنا هذا.

الفوز المبكّر نصيحة غالية قدمها لي صديقي ذات مرّة، وأنقلها بدوري إليك.

فُز مبكّرًا Read More »

ترك السبب يحسم المسألة

قد نأخذ بالأسباب، ونجتهد، ولا نُوفّق لما أردنا. هذه طبيعة الحياة. ليس كلّ ما يرجوه المرء يُدركه. ولكن تبقى احتمالية الفوز قائمة ما دمنا نسعى.

لو توقّفنا عن السّعي، وتركنا الأسباب لم نأخذ بشيء منها، تكون الخسارة حتميّة.

نحن بين أمرَين: الأخذ بالسبب والرجاء في الفوز، أو ترك السبب تمامًا واختيار الخسارة. مشكلة الطريق الثاني أنّنا لن نعرف أبدًا ماذا لو كنّا أخذنا بالأسباب. سيظلّ السؤال يطاردنا مدى الحياة. وتطاردنا أوهام وخيالات تتعلّق بمسارنا لو اخترنا الطريق الآخر.

ومشكلة الطريق الأوّل أنّ به احتمالات. والإنسان يخشى الاحتمالات. يقينُ الخسارة خيرٌ لنا من احتمال وقوعها. فلا خوف مع اليقين. واحتمال الخسارة يفزعنا.

فلنكن شُجعانًا، فلا شيء يفزع المرء أكثر من أن يرى نفسه جبانًا.

ترك السبب يحسم المسألة Read More »

حديثُ النّفس

حديثُنا الذي نحدّث به أنفسنا يحدّد مزاجنا ويُشكّلُ اعتقادنا ويتحكّم في مدى ثقتنا وثباتنا.

فلننظر كيف نحدّث أنفسنا.

ما هي القصّة التي تدور ببالنا معظم الوقت؟ ماذا نحكي حين نواجه تحدّيًا ما؟ كيف سنشعر تجاه شخص ما لو كنا نتكلم عنه كما نتكلم عن أنفسنا تمامًا؟

هل تعزّز قصتّنا التي نحكيها ثقتنا بأنفسنا؟ أم هي أقرب إلى تعزيز الغرور؟ هل تؤدّي إلى الكراهية؟ هل تؤدّي إلى عدم الشعور بالأمان؟ هل تؤدّي إلى الخوف؟

حديثُ النّفس Read More »

سَل قبل أن تجيب

النظر إلى الناس وما يقولون من منظورنا نحن أمر يدلّ على قصور في العاطفة.

لا بدّ لنا، كي نفهم ما نسمع، أن نحاول تقمّص عواطف المتكلّم. أن نحاول فَهم ما أوصله إلى هذا الكلام. ما الذي وراء هذا الحديث؟ من أين أساسه؟ ما هي التجارب والخبرات التي أدّت إلى ذلك؟

لكي نستطيع فَهم كلامهم بهذا العمق علينا أن نسألهم. نسأل عن سبب اقتناعهم بما يحاولون إقناعنا به. نناقشهم في تجربتهم التي أدّت بهم إلى هنا. ونسألهم عن رأيهم فيمن يقولون بضدّ ذلك.

إذا تجنّبنا إعطاء إجابات جاهزة، وسلكنا طريقة السؤال عوضًا عن ذلك، سنجد أنّهم يكتشفون بأنفسهم نقاط الضعف في حُجَجهم، ويطوّرون من تفكيرهم وتفكيرنا معًا بمحاولة الإجابة على أسئلتنا المشوّقة.

 

سَل قبل أن تجيب Read More »

الحقُّ والحقيقة

العاشقةُ لا ترى في معشوقها عيبًا. الحقيقة أنّ فيه عيوب كثيرة، كأيّ إنسان. لكن الحقّ أنّها لا تراهم.

الذين يعانون من رُهاب الأماكن المغلقة يصيبهم خوف لا منطقيّ من عدم وجود مهرب قد يصيبهم بنوبة فزع تهدّد حياتهم. الحقيقة ألّا خطر على الإطلاق من وجود المرء في حجرة ضيّقة، لكن الحقّ أنّهم خائفون فعلًا، والخوف يهدّد حياتهم فعلًا.

أحيانًا لا تكون الحقيقة مهمّة على الإطلاق. أحيانًا، تكون نظرة الإنسان للشيء هي المهمّة، وهي الحقّ الذي لا مرية فيه بالنسبة إليه.

الحقُّ والحقيقة Read More »

إشارة (٧٦)

نضيّع أعمارَنا منتظرين الفرصة التي تسمح لنا بتغيير كلّ شيء.

ابحث عن الفرصة فيما بين يديك الآن.

مَن لم يبدأ في التغيير في دائرته الضيّقة، لن يغيّر شيئًا مهما اتّسعتْ.

إشارة (٧٦) Read More »

الرّاعي والرّعيّة

يُقال أنّ عُمرَ بن الخطّاب كان يبكي حسرةً على دابّة في العراق تتعثّر فيسأله اللهُ عنها.

نذكر كلّ شيء في هذه القصّة وننسى أنّ اللهَ هو مَن يسأل، وليس العباد. مصادرةُ حقّ الله في حساب النّاس شيء مؤسف. نحاسب بعضنا بعضًا بالظّنّ، ويحاسبنا الله باليقين. نظلم بعضنا بعضًا، ويحكم العدلُ بالعدل.

التفريق بين ما هو ظنّي وما هو يقينيّ أمرٌ نحتاج إليه بشدّة.

مَن التزم برعيّته فقد أفلح.

فالكلّ راع والكلّ مسؤول عن رعيّته، لا عن غيرهم.

اللهمّ رحمتك.

الرّاعي والرّعيّة Read More »

مَهلًا، أنصِت

حين نصمت ونسمع، نعرّض أنفسنا لخطر تعلّم شيء جديد. أقول خطرًا لأنّ تعلّم أيّ شيء يتطلّبُ منّا نوعًا من التواضع ونوعًا من المرونة.

لنتعلّم شيئًا ما، علينا أولًا الاعتراف بجهلنا به. ثمّ علينا أن نفسح له مكانًا داخل عقولنا. ربّما كان هذا المكان مزدحمًا بأشياء أخرى بالفعل علينا إزاحتها أو محوها.

أكثرُ ما يمنعنا من التعلّم هو اعتقادنا بأنّنا نعرف بالفعل. يعرضُ عليّ صديقي كتابًا مثلًا في فنّ الحوار، فماذا أقول لنفسي لو لم أقرأه؟ لا بدّ أنّني أقول لا حاجة لي بهذا الكتاب. أستطيع أن أفعلها وحدي. وهكذا نظنّ أننا نعرف عن فنّ الحوار ما لا نحتاج به العلم في هذا الكتاب.

ضاقَ الوقتُ بالأمس في الاجتماع فلم تتسنّ لي فرصة التحدّث، وضاق صدري بذلك بعض الشيء في البداية، ولكن بنهاية الاجتماع، كنتُ سعيدًا جدًا؛ لأنّني تعلّمت شيئًا ما كان لي أن أتعلّمه لو تحدّثتُ أنا.

ربّما نحتاج أن ننصت أكثر. في كلّ من نقابله خبرات لا نملكها. قد نستفيد منها لو أمهلناهم فرصة مشاركتها.

مَهلًا، أنصِت Read More »

الحياة تحدث لكلّ النّاس

هناك مثل غربيّ يقول: الحياة تحدث. ويعنون بها أنّ هناك ظروفًا ما قد حالت بين الإنسان وبين شيء أراده أو اعتاده. وفي هذا المثل ملمح هام نحبّ أن ننبّه إليه.

استخدامهم لفظ الحياة تحدث يشير إلى أنّه لَمِن الطبيعيّ أن يقرّر المرءُ شيئًا ثمّ لا ينفّذه، أو أن تقلّ جودة أعماله بعض الأيّام، أو تأتي عليه أيّام يختفي فيها ولا يكلّم أحدًا، وأيّام يشعر فيها بقلّة الحماس . . . إلخ.

أنا أكتب هنا كلّ يوم. ولكن ليست كلّ الأيّام سواء. قد تجدني أكتب كثيرًا أيّامًا، وقليلًا أخرى. قد أكتب فكرةً بديعة يومًا، وأكتب أفكارًا عاديّة كثيرًا من الأيّام. قد تكون جودة كتاباتي في أيّام أعلى منها في أخرى … إنّها الحياة. فأنا أفعل أشياءً أخرى غير الكتابة، وتتأثّر كتابتي بشدّة بالظروف التي تحيط بها.

كم من الوقت لديّ كي أكتب فيه اليوم؟ هل أنا يقظ أم أكاد أغطّ في النّوم؟ هل مزاجي حسَن أم سيّء؟ إلى آخره من الأمور التي تؤثّر في جودة ما أكتبه وكمّيّته.

إنّها الحياة. تحدث لكلّ النّاس. وتحدث لنا أيضًا.

ينبغي علينا أن نتفهّم ذلك حين يتعلّق الأمر بغيرنا، وينبغي علينا أن نتفهّم أكثر حين يتعلّق الأمر بنا نحن.

الحياة تحدث لكلّ النّاس Read More »

عاجل: كيف تؤثّر الأخبار على حياتنا اليومية؟

للسياسة المحلّية أثر مباشر على حياتي اليومية. وأعني بالمحلّية هنا نطاق لا يتعدّى الحيّ الذي أسكن فيه. الشارع أمام بيتي، صناديق القمامة القريبة، ساحة القمامة على الجهة المقابلة من الشارع، الحيوانات الشاردة الموجودة بالحارة، عدد خانات مواقف السيارات، ارتفاع العمائر، تاجر التموينات القريب… إلخ.

كم نتابع من هذه الأخبار “المحلّيّة” كلّ يوم؟ ما مدى اهتمامنا بها؟ يكادُ يكون معدومًا، أليس كذلك؟

كم من الأخبار التي نتابعها يوميًا تؤثّر حقًا على حياتنا اليوميّة؟ كم منها يؤثر في طريقة ذهابنا إلى عملنا كلّ يوم؟ كم منها يغيّر من طريقة تناولنا لوجبة الإفطار؟ أو يسمح لنا برؤية زاوية مختلفة لفكرة مؤثّرة في حياتنا؟

كم نتابع من هذه الأخبار؟ ما مدى اهتمامنا بها؟ النسبة أكبر كثيرًا، أليس كذلك؟

الطاقة التي نهدرها فيما لا نفع فيه أمر ينبغي أن يسترعي الانتباه.

عاجل: كيف تؤثّر الأخبار على حياتنا اليومية؟ Read More »

منتهى الضآلة

شهدتُ بالأمس حدَثًا شعرتُ معه بمنتهى الضآلة. وأرى أنّه مهم للإنسان أن يتعرّض لما يشعره بضآلته من حين لحين، وقايةً من الغرور.

هذا الحدَث هو حفل توزيع الجوائز على صنّاع الأمل في العالَم العربي.

وممّا لفتَ نظري أيضًا أن راعي الحفل، الشيخ محمّد بن راشد آل مكتوم، لم يتكلّم سوى جملتين في الحفل بأكمله. وتذكّرتُ أيّام كنتُ أرعى حفلات على مستوى الكلّيّة وكم تحدّثتُ فيها، وضحكت بيني وبين نفسي.

قال أحد صنّاع الأمل وهو على المسرح المهيب: هذا ما أعدّه البشر للبشر، فماذا عمّا أعدّه ربّ البشر؟! ما أصدق مقالتك يا دكتور!

حدَث مليء بالكرم والعطاء والبذل والمعروف .. حدَث تهتزّ له القلوب .. شاهد من هنا.

منتهى الضآلة Read More »

كيف تعرف إن كنت تحبّ نفسك؟

اعتناؤنا بمن نحبّ يظهر في صور كثيرة. منها سؤالنا الدائم عن حالهم ومتابعة أخبارهم ومساعدتهم حين يحتاجون من يساعدهم والتأكّد من تناولهم الدواء في موعده المناسب وإيقاظهم من النوم لمواعيدهم الهامّة وإعطاؤهم الهدايا ودعوتهم إلى الطعام والاستماع إليهم حين يشكون ومحاولة تحويل نظرهم إلى جوانبهم القويّة وقت الحزن … إلخ.

كم من هذه الأشياء لا نقوم بها مع أنفسنا؟

هل نستمع لأنفسنا حين نشكو؟ هل نهتمّ بتناول الدواء في موعده حين نمرض؟ هل نشرب ما يكفينا من الماء كلّ يوم؟ هل نأكل ما يسدّ حاجة جسدنا؟ هل ننام بشكل صحّيّ؟ هل نهادي أنفسنا من وقت لآخر؟ .. إلخ.

تعاملنا مع غيرنا مؤشّر على حبّنا لهم واهتمامنا لأمرهم. وكذلك تعاملنا مع أنفسنا.

ينبغي علينا أن نحبّ أنفسنا، وأن نعامل أنفسنا كما نعامل شخصًا مسؤولًا منّا. نتابعه ونحرص على راحته.

كيف تعرف إن كنت تحبّ نفسك؟ Read More »

لا تنسَ أخاك

قد يظنّ الكريم منّا أنّه يفعل أكثر ممّا يُطلب منه لأنّه يجودُ بوقته وعلمه ومالِه على كلّ من يتعامل معه.

ولكنّه قد يغفل أنّه لا يتعامل بما يكفي مع أهله وأقاربه.

إذا كنتَ كريمًا، جُد بوقتك مع أهلك. حتّى البعيدين منهم. تواصل معهم، اسمع أخبارهم، اعرف التحدّيات التي يواجهونها، والأهداف التي يتطلّعون إلى تحقيقها.

في صغرنا، كنّا نسمع أغنية برنامج كرتونيّ تقول: لا تنس أخاك، ترعاه يداك.

لنتذكّرهم.

لا تنسَ أخاك Read More »

أوقات التغيير

من المهمّ أن ندرك وقتَ التغيير ونقدّره كوقتٍ مختلف عن حياتنا الطبيعية.

في أوقات التغيير، نتوقّع ألّا تسير حياتنا كما اعتدناها. وأن تتغيّر مؤرّجات العادات اليوميّة فننسى بعضَها أو يتغيّر بعضُها.

في أوقات التغيير، نحتاج عينًا يقظة. وعقلًا حارسًا حتّى لا نزلّ.

في أوقات التغيير، نحتاج إلى الملاحظة، لا إلى الحُكم.

أوقات التغيير Read More »

المجتمع الدّاعم

يُقال: إذا أردت أن تصل سريعًا، اذهب وحيدًا. وإذا أردتَ أن تصل بعيدًا، اذهب في صُحبة.

ويُقال أيضًا أنّ المرء ما هو إلّا متوسّط خمسة أشخاص يصحبهم باستمرار.

للمجتمع الذي نخالطه بشكل مستمرّ أثر كبير على المكان الذي سنكون فيه بعد شهور وسنوات من الآن.

حين كنتُ في المدرسة الإعداديّة، كنت طالبًا مشاكسًا جدًا وأتعرّضُ لكثير من المشكلات مع الأساتذة والزملاء. ولكن أيّام المدرسة الثانوية كنت أحد أبرز الطلّاب المجتهدين في المدرسة، وكنتُ محطّ تقدير جميع الأساتذة.

حين أفكّر في الأمر الآن أجدُ أنّ الصحبةَ كانت عاملًا أساسيًا في ذلك. في المدرسة الإعدادية كنتُ بين طلّاب يشبهون طلّاب مسرحيّة مدرسة المشاغبين، فلا يُتوقّع منّي غير أن أكون مثلهم. وفي الثانوية كنت بين طلّاب جادّين في دراستهم، ويحفظون القرآن كاملًا، ولا يخرج عنهم لفظٌ يسيء إلى من يسمعه. ولا يتوقّع منّي غير أن أتأثّر بهم، ونِعم هذا الأثر.

لا بدّ أنّك تفكّر الآن في صُحبتك وكيف أثّرت عليك. لا بدّ أنّك تذكر الآن صديقًا ما غيّرت علاقتُك به حياتَك تمامًا.

وهكذا، يصبح اختيار المجتمع الدّاعم الدّافعُ نحو الأمام واجبك الأوّل.

المجتمع الدّاعم Read More »

معادلةُ الفوز

لن يأتيك ما تخالُ أنّه لو لم يأتِك مِتَّ. تمدُد كلّ الأسباب إليه ولا تصل.

عجيبة هي الحياة، تفوز فيها فقط بما لا مانع لديك في خسارته!

لتصبح المعادلة كالآتي: الاستعداد + الاستغناء = التحقيق.

 

معادلةُ الفوز Read More »

كلمات ليست كالكلمات

كلماتٌ نقولها لا نُلقي لها بالًا قد تغيّر يومَ سامعها تمامًا. قد يكونُ سعيدًا وتتسبّب في حزنه. أو يكون غاضبًا وتتسبّب في سعادته.

اختار ديل كارنيجي تقديمَ الإطراءات الصادقة كأحد أساسيّات التعامل مع النّاس في كتابه كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في النّاس. ولا حاجة لذكرِ أنّ الكلمات الخبيثة تعتبر من أساسيات خسارة النّاس.

فلنَزِن كلامَنا قبل النّطق بِه.

كلمات ليست كالكلمات Read More »

انتباهك مهمّ أكثر ممّا تتخيّل، فاختر فيم تنفقه

من أجل انتباهك، يدخل المعلنون مزادات مع منافسيهم على منصّات الإعلان مثل جوجل وفيسبوك وغيرها. إذا كان المنافسُ مستعدًّا لدفع قرش ليظهر في مقدّمة نتائج البحث لديك، فأنا مستعدّ لدفع قرشَين حتّى أظهر بدلًا منه.

وفي الطريق، لا يكتفي المعلنون بشراء لافتة واحدة، بل يشترون عشرات اللافتات المتتالية حتّى يتأكّدوا من انتباهك إليها.

وكذا رُعاة البرامج التلفزيّة والأحداث الرياضيّة. وكذا استعانة المعلنين بمَن نحبّهم ونثق بهم ليتحدّثوا عنهم فيجذبون انتباهنا إليهم.

إلى آخره من سعي حثيث لاختطاف دقائق من وقتك اليومي لتنتبه إلى ما يقدّمون.

وفي حياة كلٍّ منّا مئات الأشياء التي تحاول اختطاف انتباهه. ليس المعلنون فحسب.

وواجبُنا أن ندرك قيمة انتباهنا. وأن نختار فيمَ نستثمره.

انتباهك مهمّ أكثر ممّا تتخيّل، فاختر فيم تنفقه Read More »

لُحيظاتٌ من سكون

ويمرّ علينا شعاعُ شمسٍ دافئٍ في برودة الشتاء يهوّن علينا البرد لحظات، ثمّ يغيب مختبئًا خلفَ السّحاب الكثيف.

تمرّ علينا نسمة باردة في حرّ الصّيف فتجفّف بعضَ العرَق، وتريح النّفس، وتطيّب الخاطر.

هكذا تمرّ علينا لحظات من السّكون بين عواصف العمل والبيت والزّيارات والطّلَبات، نلتقط فيها أنفاسَنا، ونشحذ همّتنا، ونستجمع قوّتنا حتّى نبدأ من جديد، يومًا مليئًا بالمشاغل.

فلننتبه إلى تلك اللحظات ونستغلّها.

لُحيظاتٌ من سكون Read More »

نحن بحاجة إليك

تشيع بيننا مقولة “وهي جات على دي؟!”، نُحقّر من العمل وكأنّه لا أثرَ له. وما أدراك ما أثر هذا العمل؟

أنقل لكم عن أحمد الشقيري قوله: اللحظة قد تغيّر يومك، ويومك قد يغيّر حياتك، وحياتُك قد تغيّر العالَم.

نعم. اللحظة الواحدة قد يكون لها أثر في تغيير حياتك كلّها. ألا تذكر؟

ألا تذكر تلك اللحظة الفارقة التي أدّت لما أنت فيه الآن؟ قد تكون اليوم في أسوأ حالاتك، وإذا أنعمت النظر تعرف أنّ رحلة السقوط بدأت بلحظة.

وربّما أنت في أَوج نجاحك وقمّة سعادتك. ورحلة صعودك قد بدأت بلحظة أيضًا. في تلك اللحظة، كان هناك شخصٌ ما، هو القَشّةُ الأخيرة التي قسمت ظهر البعير. هو الشرارةُ التي أشعلت الوقود بداخلك.

مَن يدري؟ ربّما تكونُ أنت شرارةً تشعل وقود أحدهم. إذا ظهرت في الوقت المناسب.

لا تبخل علينا. نحن بحاجة إليك.

نحن بحاجة إليك Read More »

لا بأس أيّها الإنسان

لا بأس أن تجهل شيئًا. مساحات علمنا ستظل دائمًا أقل من مساحات جهلنا.

لا بأس أن تنشر عملَك، حتّى لو لم يكن جاهزًا كما ينبغي.

لا بأس أن تتوه لحظات.

لا بأس أن يفلت منك تعبير لم تكن ترغب فيه.

لا بأس أن تخطئ، أو تزِلّ.

هذا كلّه يجعل منك إنسانًا.

فكُن إنسانًا لا أكثر.

لا بأس أيّها الإنسان Read More »

شجرات العادات

يمكن تعديل مسار الشُجيرات المائلة بتثبيتها على الوضع المرغوب نموّها عليه بقطعة من الخشب أو باستخدام حبل. لكن بمجرّد نموّها إلى شجرةٍ كبيرة وبمرور السنوات يكاد يكون تعديل شكلها مستحيلًا.

لقد امتدّت جذورُها في الأرض امتدادًا. وغَلُظ جذعُها كثيرًا. ولا يمكننا تحريكها ولو جئنا بعشرةِ رجال شدادٍ.

هكذا أيضًا عاداتُ الإنسان. تبدأ ضعيفةً هيّنةً يسهل تغييرها والتحكّم بها. ثمّ تنمو جذورها في عقولنا ويغلظ جذعها وتثمر أوراقها ولا يمكننا سوى جني الثمار، أيًا ما كانت.

شجرات العادات Read More »

اختناق مروريّ

تأتي علينا فتراتُ تكدّسٍ ينبغي أن نُنجز فيها أكثر ممّا نستطيع. فترة اختناق مروريّ، نحتاج دفعَ أربعة أشياء معًا والطريق لا يتّسع سوى لاثنتين.

ونتيجة ذلك أنّنا نقصّر في بعضها، وننجز بعضها على أكمل وجه، ونُهمل بعضًا آخر، أو نؤخّره لوقتٍ لاحق.

وهنا عدّةُ ملاحظات:

١. ينبغي علينا أن نترفّق بأنفسنا في هذه الفترة. لا بأس ببعض التقصير. لا يُكلِّفُ اللهُ نفسًا إلّا وُسعها.

٢. مراقبةُ أنفسنا في هذه الفترات تعطينا نظرةً نحو أولويّاتنا. ماذا أهملنا؟ ماذا أنجزنا؟ فيمَ قضينا الوقتَ وأنفقنا الموارد المحدودة التي لدينا؟

٣. ينبغي أن تلي هذه الفترة فترةُ استرخاء وهدوء. لا يشترط أن تكون إجازة كاملة. ولكن فترة نقاهة بعد ضغط.. يحتاجها جسدُنا بعد تعب السهر وقلّة الطعام.

٤. في فترات الحركة السريعة المتتالية، ينمو زخَم لا يستهان به، قد يضيعُ في فترة الاسترخاء تمامًا إذا لم يُستخدم. كيف يمكننا الاستفادة من هذا الزَخم، من هذه الطاقة الكبيرة، قبل فتورها؟

٥. أين نحتفظ بالأمور التي كان علينا إهمالها؟ هل نلقي بها خارجَ حياتنا وتفكيرنا؟ لا. بل نضعها في الدُّرج، لحين الحاجة إليها فيما بعد، أو التفرّغ لها.

اختناق مروريّ Read More »

راقب أفكارك

متابعةُ أفكارنا وتتبّعها أمر شائق جدًا. كثيرًا ما يعيش الإنسان لا يدري فيمَ يفكّر معظم يومه، ولا يهتمّ أن يختار.

أولئك الذين ينتبهون إلى ما يفكّرون به، كأنّهم يراقبون أنفسهم من بعيد، سيستكشفون مداخل سرّيّة إلى عالمِهم الباطن. سيعرفون شخصيّاتهم بشكل أعمق. سيعرفون عاداتهم وطباعهم بشكل أدقّ. سيستطيعون السيطرة والتحكّم في أنفسهم كما لا يستطيع إخرون.

راقب أفكارك Read More »

الأعمال اليوميّة (وإن صَغُرَت) أعظم أثرًا من الأعمال المتقطّعة (وإن عَظُمَت)

الأعمال المتقطّعة بين حين وآخر، وإن عظُمت، أقلّ أهمّيّة وقيمةً من الأعمال اليوميّة، وإن صغُرَت.

للعمل اليوميّ الصغير أثر تراكميّ لا يستهان به. كانَ هذا العمل حسنًا أو قبيحًا.

دائمًا ما يُضرب المثل بممارسة التمارين الرياضيّة لوقت قصير يوميًا، وأثرها العظيم على الصّحّة. بينما ممارستها لساعات متتالية كل شهر مثلًا لا تفيد شيئًا، إن لم تضرّ.

فانظر في حياتك اليوميّة وابحث عن شيء واحد لديك الرغبة والعَزم على إصلاحه. قد ترغب في تغيير أشياء كثيرة في حياتك اليومية، ولكن قليلة هي الأشياء التي تعزم حقًا على تغييرها، إن وجدت أصلًا.

اختر شيئًا ممّا لديك العزم عليه، وقرّر اتّباع هذا التغيير من الأن فصاعدًا.

ثمّ، بعد حين، تختار ناحية جديدة تغيّرها. وهكذا أربعين مرّة حتّى تصل إلى حياة مختلفة تمام الاختلاف، هي أفضل من جميع النواحي.

الأعمال اليوميّة (وإن صَغُرَت) أعظم أثرًا من الأعمال المتقطّعة (وإن عَظُمَت) Read More »

بِمَ تحدّث نفسَك؟

نرسمُ حياتَنا بالكلمات التي نختار استخدامها. سواء تفوّهنا بها أو تردّد صداها في عقولنا مرارًا وتكرارًا.

كلمات التذمّر، والتأفّف والتعبير عن الضِّيق .. وكلمات الامتنان والحمد والتفكّر .. أيّهما تستخدم أكثر؟

كلمات إعجاب وتشجيع وحثّ على التعلّم والتقدّم .. أم كلمات محبطة متشائمة تثبّط الهمّة والعزيمة .. أيّهما تستخدم حين تحدّث نفسَك؟

إذا كانَت أحد طرق تحسين حياتنا هي مجرّد تغيير التعبيرات التي نستخدمها بيننا وبين أنفسنا، فما أسهل هذا التغيير! لدينا قدرة مطلقة على التحكّم به، ولا نحتاج إلى أيّ ظروف خارجيّة.

أعلم أنّ ذلك لن يحلّ كلّ مشاكلك، وعلى الأغلب، لن يؤثّر في ظروفك الخارجيّة قريبًا .. لكنّك، إن استطعت إصلاح جزء، ولو يسير، فلم لا نتعجّل إصلاحه؟ ثمّ نفعل ذلك مع عشرين جزء صغير آخرين حتّى تنصلح حياتُنا كلّها.

بِمَ تحدّث نفسَك؟ Read More »

الحركة بركة

الكسل يولّد مزيدًا من الكسل، والحركة تولّد مزيدًا من النشاط والحيويّة.

لاحظتُ أنّني في أيّام الإجازات من العمل (إذا قضيتها بالبيت) أشعر بخمول شديد. لا أريد أن أفعل شيئًا سوى الاستلقاء على الأريكة ومشاهدة البرامج المختلفة. أمّا في أيّام العمل، أتحرّك كثيرًا وأعود نشيطًا إلى البيت وأمارس بعض المهام حتّى تنهار قواي أو تكاد، فأخلد إلى النّوم.

في أيّام التعب هذه (أيّام العمل) أشعر براحة وطمأنينة أكثر من أيّام الراحة (الإجازات). على الرغم من المجهود البدنيّ إلّا أنّني أشعر بقيمة الوقت وقيمة ما يمكن إنجازه فيه.

أصبحت أبحث في الإجازات عن أماكن أذهب إليها أو أناس أقابلهم أو مهام أقوم بها حتّى لا يصيبني ذلك الخمول الذي أعرفه جيّدًا.

يمكننا أن نعمّم فكرة المقابلة بين الحركة والخمول في مناحي الحياة المختلفة. فإذا كنت تشعر بخمول تجاه العمل مثلًا، ربّما يكون ذلك لأنّك مللت منه وتحتاج بعض التجديد. أو لأنّك تحتاج إضافة عناصر جديدة مثيرة لم تكن موجودة من قبل. تحرّك.

وهكذا في مناحٍ متعددة من الحياة.

الحركة بركة Read More »

التخويف كوسيلة دفاع

نقابل أحيانًا أناسًا يخيفوننا شيئًا ما. لا أتحدّث عن أناس لا نعرفهم، وإنّما زملاء في عمل جديد مثلًا، أو أشخاص قابلناهم في مناسبة اجتماعيّة ما.

قد يكون سبب قلقنا تجاههم أنّهم لا يبتسمون حين يتحدّثون لنا، أو أنّهم لا ينظرون إلينا ونحن نكلّمهم، أو أنّ طريقتهم تبدو لنا، نوعًا ما، غير ما تعوّدنا عليه ونفسّر ذلك أحيانًا بأنّه سخافة أو تعالٍ أو استهزاء .. ولكننا ربّما نسيء فَهم هذه الحركات.

ربّما هم يضعون أسوارًا لحماية أنفسهم. ربّما همُ الخائفون. ربّما يحتاجون منّا إلى الصبر، وإلى الاجتهاد في كسب ثقتهم.

 

التخويف كوسيلة دفاع Read More »

مشكلة المبتدئ

مشكلة المعتنقين الجدد للفكرة أنّهم عادةً ما يغالون ويفرطون في رسم حدودها كما يتوهّمونها، لا كما يعتقدها من علّمهم هذه المعتقدات.

عادةً ما يفرط المبتدئ في رفضِه لكلّ فكرة أخرى، ويغالي في تقدير فكرته. وعادةً ما يثق بها أكثر ممّا يجب.

عادةً ما يحاول المبتدئ تمييز نفسه عمّن يخالفه الرأي ويرفعُ صوتَه كثيرًا حين يتحدّث عن رأيه.

مشكلة المبتدئ أنّه لم يجرّب الفكرةَ عمليًا ليعرف ما إن كانت قابلةً للتنفيذ أم لا، ولا يدرك مدى التحدّي إذا تمسّك برأيه النظري دون اعتبار الجانب العمليّ.

مشكلة المبتدئ الأساسيّة أنّه يظنّ أنّه يعلم. ومَن أيقن بعلمِه سقطَ رأيُه قبل أن يقوله.

مشكلة المبتدئ Read More »

عوالِم مصغّرة

العالَم كبير جدًا. كلّ الناس في العالم كثيرون جدًا. أغلب مَن في العالَم لا يهمّونك.

يهمّك عالمُك.

يكتسب الإنسان شعورَه بنفسِه من خلال المقارنة بمَن حوله فقط، وليس المقارنة بكلّ الناس حول العالَم.

لو قارنتَ حالَك بحالِ كلّ النّاس، ستجد أنّك أفضل من مليار وستّمئة مليون شخص ليس لديهم مسكن آمن، وأفضل من سبعمئة وتسعين مليون شخص ليس لديهم صنبور مياه … إلخ.

لكنّنا لا نفعل ذلك. نحن نقارن سيّارتنا بسيّارة جارنا، ونقارن درجاتنا في الامتحان بدرجات زملائنا في الفصل، ونقارن حياتنا الاجتماعية بمن نخالطهم. نحن لا يهمّنا، في الحقيقة، سوى عالمُنا نحن.

الإنترنت مساحة شاسعة مليئة بمليارات الأشخاص .. لكنّنا لا نعرف سوى مئات معدودة بين هؤلاء، ولا نهتمّ من بين هذه المئات سوى لخمسين منهم فقط، نتابع جديدهم ونحادثهم. وهكذا.

لا تحتاج أن تسيطر على كلّ العالم لتغيّر شيئًا ما. فقط تحتاج أن تغيّر في مساحتك أنت. في عالمك أنت.

عوالِم مصغّرة Read More »

أيّام الزّمن الجميل

يقول طه حسين في كتاب في الشعر الجاهلي: “وعلى هذا النحو يكون تفضيل القديم، لأنّه قديم لا نراه من جهة، ولأننا ساخطون بطبعنا على الحاضر من جهة أخرى.”

وبهذه النظرة، يكون “النوستالجيا” أو الحنين إلى الماضي ليس حُبًّا في الماضي لذاتِه، وإنّما هروبًا من حاضر لا نرضاه لأنفسنا.

حين يصيبنا ذلك الحنين، ننسى آلام الماضي التي كنّا نعانيها وقتها، ونبحث فيه عن لحظات متعةٍ متوهّمة، أو على الأقلّ، مهوّلةً بعض التهويل.

عدمُ وجوده أمام أعيننا الآن يسمح لنا بوضع التفاصيل التي نريدها وحذف ما لا نريده، ونهولّ فيما نشاء ونهوّن فيما نشاء.

مَن كان سعيدًا في حاضرِه، ممتنًّا للنّعم التي يتمتّع بها، لا يصيبه مثل ذلك الحنين القويّ.

ينبغي علينا أن نعمل على تحسين حاضرنا بدلًا من اللجوء إلى الذكريات والأحلام.

أيّام الزّمن الجميل Read More »

في الدُّرج

كلُّنا لدينا الكثير من الأفكار. تمرّ بخاطرنا مرور الكرام. إن لم يكن لها تطبيق في الحال، فلا نعبأ بها كثيرًا، ولا نقضي معها وقتًا.

وكلُّ هذه فرص ضائعة.

قد لا تستطيع تنفيذ الفكرة الآن، لكن ماذا لو كنت تستطيع تخيّل تنفيذها؟ كيف ستنفذها لو كان بمقدورك ذلك؟

كيف ستخطط لها؟ مَن ستستهدف بها؟ ما الفائدة من تنفيذها؟ ما هي الخطوات المطلوبة؟

إذا كتبتَ هذه الأفكار وأمهلتها بعض التفكير، فأنت تفتح لنفسك بابًا من الاحتمالات ما كان ليوجد دون هذا الجهد.

ربّما لا تصل في نهاية الأمر إلى تنفيذها  في الوقت الحالي. ولكنّك تضعها في الدُّرج وهي جاهزة للتنفيذ أو قريبة من ذلك.

يومًا ما، ستحتاج فكرةً يمكن تطبيقها في الحال، فتفتح الدرج لتختار من بينها.

الموسيقار يحتفظ بنغمات صغيرة كلّما خطرت له واحدة عسى أن يعود فيكملها يومًا ما.

والكاتب يحتفظُ بنماذج مصغّرة من مقالاته، أو بأفكار كتب يحبّ لو كتبها يومًا ما.

وكذلك أنت. أيًا كانت الفكرة. وأيًا كان مجالُها. يمكنك دائمًا العمل على تجهيزها نوعًا ما، ثمّ وضعها في الدرج.

لا تدري أيّ فكرة هي التي ستحوّل حياتك كلّها.

في الدُّرج Read More »

ما الثمن؟

ما ثمن أن تثبت أنّك على حقّ في هذه اللحظة بالذات؟ ماذا ستخسر لو انتظرت قليلًا، وهدأت الأمور؟

ما ثمن أن ترفض دعوةَ زفاف؟ ما ثمن أن تقبل الحضور؟

ما ثمن أن تتعوّد التأخّر؟ ما ثمن أن تلتزم؟

ما ثمن أن تستمرّ في تلك الأفكار؟ ما ثمن التوقّف الآن؟

نفكّر في الثّمن فقط حين يتعلّق الأمر بالمال. وقد يكون ذلك مهمًّا بالتأكيد. ولكن من المهم أيضًا أن نفكّر في ثمن أشياء أخرى لا تتعلّق بالمال. الثمن العاطفيّ. الثمن من وقتنا. الثمن بالنسبة إليّ أنا نفسي في المستقبل، هل سأرضى بما أقوم به الآن؟ هل سأندم عليه؟ هل سأندم لو لم أفعله؟

ما الثمن؟

ثمّ يأتي سؤال أهمّ بعد تحديد جواب هذا السؤال، هو: هل الثمن يستحقّ؟

 

ما الثمن؟ Read More »

معركة إذا انتصرتَ فيها، هُزِمت فيما يليها

تلك المعركة التي ننتصر فيها فنرضى عن أنفسنا شيئًا ما، فنسمح لأنفسنا بالهرب من المعارك التالية.

كصوم رمضان نهارًا، والإسراف في الأكل ليلًا.

كيوم العيد، الذي أصبح من معالمه الرسميّة كلّ عام التحرّش الجماعيّ. لاحظ كيف لا يكون هذا التحرّش الجماعي بالفتياب إلّا بعد الصوم الجماعيّ، ومحاولة غضّ البصر وكفّ الأذى شهرًا كاملًا.

كما تساعد أهلَك في عملٍ ما فتظنّ في نفسك خيرًا وترفض طلبَهم التالي بضمير مستريح.

كما تعمل بجدّ يومًا، ثمّ تستريح أسبوعًا بحجّة أنّك قد قمت بعمل جيّد بالفعل، ولا بأس ببعض الرّاحة.

ألا فلننتبه، ولنعامل كلّ معركة على حِدة.

نصرُ الأمس لا يسوّغ هزيمة اليوم. وهزيمةُ الأمس لا تسوّغ هزيمة اليوم.

النصر مطلوب في كلّ معركة.

كفانا عيش على ذكريات الماضي المجيد. سواء كان هذا الماضي حضارة دامت سبع آلاف سنة، أو صومًا عن الطعام دام بعض يومٍ.

معركة إذا انتصرتَ فيها، هُزِمت فيما يليها Read More »

الجحيم مجّانيّ، ولكن للجنّة شروط

ليس الحديث هنا عن جنّة ونار في الحياة الآخرة، ولكنّه عن هذه الحياة الدنيا، التي نعيشها الآن.

إذا أردت العيش في جحيم، ستحصل عليه بلا شروط. كلّ ما عليك هو أن تتمنّاه. تمنّي الجحيم هو التذمّر، والشكوى، والاستعداد التام للغضب. هكذا يبحث أكثرنا عن الجحيم. لا يرى لنفسه وِجهةً سواها، ولا يمشي في طريق غير طريقها.

أمّا الجنّةُ فلها شروط. لا يمكن السير في طريق الجنّة فقط بالتبسّم، والأحلام الورديّة. عليك أن تعمل لها، وتأخذ بأسبابها، عليك أن تعمل حين لا ترغب في العمل. عليك أن تخرج من منطقة الراحة. عليك أن تتحدّى نفسك دائمًا. عليك أن تنمو.

الكسل لا يكفي، الأحلام لا تكفي. الرغبة لا تكفي. الراحة لا تكفي.

 

الجحيم مجّانيّ، ولكن للجنّة شروط Read More »

صعوبةُ الأمر تزيده قيمة

لسببٍ ما، نستخفّ بالأشياء المجّانيّة. التي تأتيك دون أن تبذل فيها مالًا أو جهدًا. كلّما زاد الأمرُ صعوبةً، كلّما زاد اهتمامنا به، وزاد تقديرُنا لقيمتِه.

وعلينا أن نتعلّم التفريق بين غلوّ الثمن وعظمة الفائدة. فرُبّ مجّانيّ قيّم، وربّ غالٍ رخيص.

صعوبةُ الأمر تزيده قيمة Read More »

ماذا أقرأ؟

يحكي عبّاس العقّاد أنّ في مكتبته كتبًا عن الحشرات، وأنّه أفاد منها معرفة نفسيّة هامّة.

وهنا يأتي السؤال الذي يدور بأذهان كلّ من يزور معرض القاهرة الدولي للكتاب، وخاصّة الذين ما زالوا في أوائل قراءاتهم: ماذا أقرأ؟ فيم أقرأ؟ من أين أبدأ؟

أعجبتني إجابة الدكتور يوسف زيدان حين سئل فقال: ابدأ بالكتاب الذي بين يديك.

فقط أمسك بأيّ كتاب وابدأ. لا تفكّر كثيرًا. فرُبّما تقرأ كتابًا عن الحشرات فيعلّمك عن علم النفس!

ماذا أقرأ؟ Read More »

هناك الكثير من الأعمال العاديّة بالفعل

العالَمُ لا ينقصه عملٌ عاديّ، متوسّط، لا شيء يميّزه. هذه الأعمال متوفّرة بالفعل.

العالَم يحتاجُ فنّانين. يحتاج عملًا متميّزًا. عملًا متقنًا. عملًا فكّر فيه صاحبه من كلّ نواحيه، وأحسن التفكير.

العالَم مُحتاج إلى المُحسنين.

أحسِن عملَكَ، أو لا تعمله أصلًا. فلا حاجة لنا لمزيد من الأشياء العاديّة.

هناك الكثير من الأعمال العاديّة بالفعل Read More »

ما لَم يُوَثّق لَم يحدُث!

تعلّمُنا الشركاتاك في كلّ معانلةٍ وَوَعد يعدوه لنا أنّ ما لم يوثّق لم يحدث.

هل وعدك الموظّف باستلام الأوراق خلال أسبوع؟ أين ما يُثبت ذلك؟ هذه معلومات غير صحيحة. يجب أنّه كان يقصد شيئًا آخر. ويتنصّل الموظّفُ ذاته من كلامه ويعتذر لك بأي عذر واه، ويقول مستنكرًا: ماذا أفعل؟ مرّ علينا في الأسبوع المقبل.

وهكذا كلّ تعامل وكلّ وَعد يخرج من أفواههم وتضمر قلوبهم عدم الوفاء به.

هل تقرأ هذا الكلام وتحرّك شفتيك استياءً واشمئزازًا؟ ماذا عن الأفراد إذًا؟

كم مرّةً وعدك صديقك بالحضور في موعد ما، وتأخر؟

كم مرّةً قال لك: نريد أن نجتمع، وفاتت الشهور ولم تجتمعا بعد؟كم مرّة قلت له نفس الكلام؟

كلام. مجرّدُ كلام. لا يسمن ولا يغني من جوع. لا قيمة له.

بالله عليك، مَن لم تكن لكلمته قيمة، فكيف يتعامل مع البشر؟ بالكذب والخداع؟ هل عليّ أن أخمّن في كلّ مرّة إن كان صادقًا أم كاذبًا كالعادة؟ كيف تكون هذه العَلاقة؟

لستُ أكتب شاكيًا، ولا قاضيًا، وإنّما أكتبُ لمَن اعتاد أن تكون كلمته واحدة ثمّ زَلّ لأنه يتعامل دومًا مع مهرّجين. اصمد. أنت على حقّ.

فلتكن كلمتُك سيف على رقبتك. تجاهد في سبيل الوفاء بها. ولا يمنعك عن ذلك سوى ما لا سبيل إلى دفعِه.

وليكن شعارنا دائمًا: إذا تكلمتُ، سأفي. سواء وُثّق ما قلتُ أو لَم يوثّق.

ما لَم يُوَثّق لَم يحدُث! Read More »

التقمّص العاطفيّ

التقمّص العاطفيّ هو أن ترى ما يراه الآخر، أن تشعر بما يشعر به، أن تفكّر كما يفكّر، أن تنظر إلى الدنيا بعينيه.

التقمّص العاطفيّ حلٌّ لجميع المشكلات الاجتماعية.

تحويل الكلام من صيغة الاتّهام إلى صيغة: أنا أعرف أنّك ترى كذا وتفكّر في كذا وبنيت رأيك على كذا وكذا. أنا أفهم شعورك، وأقدّره. تحويل الكلام إلى هذه اللغة سيغيّر تمامًا من مجرى الحديث.

كلّنا نحبّ أن نعرف أنّنا مفهومون، ومسموعون. هكذا نرضى، حتّى لو لم نحصل على كلّ ما نريد. ولكن، على الأقلّ، أعرف أنّك تفهمني، وتقدّر مشاعري.

لا يمكن تحقيق التقمّص العاطفيّ ما لم يتحقّق تقدير المشاعر. بمعنى أنّني إن لم أحترم ما تفكّر به وأقدّره، فأنا لم أقم بدوري جيّدًا بعد. لستُ مؤهّلًا للحكم على أفكارك بعد. لن أستطيع التواصل معك بشكل فعّال يسهم في تنميتنا كلَينا معًا بعد.

اسعَ أن تفهم قبل أن تُفهم. كان هذا أحد مبادئ كتاب كيف تكسب الأصدقاء وتؤثّر في النّاس. هكذا علينا أن نتعامل مع بعضنا البعض. في البيت، وفي الشارع، وفي العمل. مع أسرتنا، ومع أصدقائنا، وحتّى مع عملائنا.

التقمّص العاطفيّ Read More »

فتنة التميّز

كثر الحديثُ عن التميّز والتفرّد والاختلاف حتّى يكاد يكون فتنة أصابتنا. الكلّ يريد أن يختلف ويتميّز، فيبتعد عمّا يميل إليه جمهور الناس، فيصبح كلٌّ منّا يسير في طريق وحدَه، أو مع قلّة قليلة ممّن يظنّ أنّهم يشبهونه.

لا مانع لديّ في أن تكون مختلفًا. في الحقيقة، لا يمكنني أن أمانع؛ أنا مختلف، وأنت مختلف، ولكلّ منّا ما يميّزه حقًا. ولكننا نغالي أحيانًا في إظهار هذا التميّز فنرفض كلّ ما هو “تقليدي” دون تفكير نقديّ. لا نرفضه لأسباب حقيقية. فقط لنكون غير تقليديين. لنكون متميّزين.

علينا أن نمتحن أفكارنا أكثر، ونحلّلها أكثر، ونميّز بين ما نعتقده حقًا وما نتوهّم اعتقاده لكرهنا لما نفهمه من اعتقادنا بضدّه.

علينا أن نسعى إلى التميّز، ولكن دون عجَلة. فلنمهل أنفسنا وقتًا كافيًا لاكتشاف (وتربية) ما يميّزنا حقًا.

المتميّزون الصغار نادرون. من يعرفون الإجابات بتلقائية نادرون. للأغلبية منّا، علينا أن نجتهد في التجربة والبحث والتفكير والتمحيص حتّى نعرف الإجابة. حتّى نجد الطريق.

فتنة التميّز Read More »

الخوفُ لافتةٌ ترشدك نحو الطريق

إذا أردتَ أن تعرف إذا كان ينبغي عليك أن تخطو هذه الخطوة أم لا، كلّ ما تحتاجه هو أن تنتبه لعقلك ماذا يقول لك؟

هل يحاول تسويغ الهروب؟ هل يقاومك؟ هل تشعر بالخوف من هذه الخطوة؟

إن كان كذلك، فنِعم الخطوة إذن! اخطُ على بركةِ الله.

الخوفُ لافتةٌ ترشدك نحو الطريق Read More »

يقينُ الانسحاب

حين نواجه موقفًا صعبًا في شيء نريده، ويتعذّر حصولنا عليه مباشرة، قد نفكّر في الانسحاب بحجة أنّه لن يتحقّق.

ولا شكّ في أنّه لن يتحقّق بالفعل إذا انسحبنا.

الشيء الوحيد المضمون هو أننا نخسر حين ننسحب. إذا تراجعنا، فالمؤكّد أنّنا لن نصل.

إذا حاولنا، وثابرنا، فإنّ احتمال الخسارة لا يختفي، ولكنّه على الأقل يمشي بحانب احتمال آخر من الفوز.

يكون الانسحاب مفيدًا فقط إذا كنت تعلم أن لا رغبة لديك في الاستمرار، ليس لأنّ الطريق صعب أو لأنك تراه مستحيل، ولكن لأنّك اكتشفت عدم مناسبته لطموحك وأحلامك.

يقينُ الانسحاب Read More »

ليس كلّ ما هو مجّانيّ رخيص

نستخفّ كثيرًا بالأشياء المجّانيّة، لمجرّد أنّها مجّانيّة.

نحتاج أن نراقب دومًا انحيازنا للإعلاء من قيمة الأشياء غالية الثمن.

ليس كلُّ غالٍ نفيس. وليس كلّ ما هو مجّانيّ رخيص.

ربّما يكون الشيء المجّانيّ مجانيًّا لأنّ صاحبَه كريم. وفّره للنّاس دون مقابل.

في الحقيقة، لا شيء مجّانيّ. لكلِّ شيء ثمن. إن لم يكن الثمن مالًا يجنيه صانع الشيء، فثمنه وقتك، وانتباهك.

ولا بدَّ أنّ وقتَك ليس رخيصًا. وانتباهك، في الحقيقة، هو أغلى شيء يتنافس عليه كلّ صانع لمحتوى أو منتج.

ليس كلّ ما هو مجّانيّ رخيص Read More »

التطوّر الخارجي

تطوّر الإنسان كثيرًا في العقود الأخيرة من الزمان. وصلنا إلى القمر. استكشفنا الفضاء البعيد. اخترعنا مصادر متجدّدة للطاقة. تطوّر الطبّ بدرجة هائلة ضاعفَت تقريبًا متوسّط عمر الإنسان.

كلّ ذلك التطوّر له صفة مشتركة. كلّه خارجيّ.

تطوّر يحمل صفة السيطرة على العالم الخارجي المحسوس. ولكن، أين نحن من تطوّرنا في عالمنا الداخلي؟

أين سيطرة الإنسان على مشاعره وردود أفعاله؟

أين تطوّر السلوكيات الأخلاقية؟

هل اختفت السجون؟ هل اختفت الحروب؟ هل اختفت البغضاء والكراهية؟ هل اختفت مشاهد الشتم والقتال في الشوارع؟ هل اختفى الفقر؟ هل اختفى الاكتئاب؟

لم يحدث.

نحتاج تطوّرًا داخليًا، تطورًا في المشاعر، والأخلاق.

هذا ما سيحدث الفارق الحقيقيّ في رضا الإنسان، وسلامه الداخليّ.

التطوّر الخارجي Read More »

الحياة هي الآن

هناك مَن يرى أنّ الحياة عبارة عن فترات انتظار متتالية. يعيشون حياتهم دائمًا في انتظار حدوث شيء ما.

هؤلاء لم يعرفوا معنى الحياة. لم يتذوّقوا طعم الحاضر. طعم الآن.

الحياةُ حاضرةٌ أبدًا. لا مستقبل فيها، ولا ماضي إلّا في الخيال والذكريات.

الحياة هي الآن Read More »

كيف يقبل الله صلاتي وأنا مذنب؟

إذا كنّا نفكّر في الإنسان الخيّر أنّه سمح الوجه مع كلّ مَن يَرى، ويقابل من أتاه مقابلةً حسنة، حتّى لو كان أخطأ في حقِّه من قبل، وجاء مُعتذرًا، فكيف نفكّر في اللهِ الرحمن الرحيم ذي الكمال والجَلال بأنّه عكس ذلك؟

كيف يفكّر المذنبُ منّا إذا ذهب إلى الصلاة مثلًا أنّ الله لن يتقبّل منه صلاتَه؟ ولن يتقبّل منه صيامه. كيف يقبل اللهُ صلاتي وأنا مُذنب؟!

بلى والله. ما كان اللهُ ليرَدَّ عبدًا أتاه.

أنُكذّب الله حين قال على لسان رسوله صلّى الله عليه وسلّم: «مَن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، ومَن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه، ومن تقرب إلي شبراً تقربت منه ذراعاً، ومن تقرب مني ذراعاً تقربت منه باعاً، ومن أتاني يمشي أتيته هرولة»؟

فلا يحملُنا شعورُنا بالتقصير على التقصير. بل الأحرى أن نُجيبَ كلَّ نزعة خير فينا حين نشعر بالتقصير، عسى أن تقرّبنا إلى الكريمِ بأكثر ممّا تستحقّ.

لن يصدّك الله، فاقترب.

كيف يقبل الله صلاتي وأنا مذنب؟ Read More »

الجُبناء والشُجعان

مَن شغَلَ نفسَه بما لا يستطيع التأثير فيه اهتم، وأصابه الإحباط، واليأس.

مَن شغَلَ نفسَه بما يمكنه التأثير فيه، تحرّك، وتحمّسَ، وتشجّع.

الطريق الأوّل سهل. لا مسؤولية فيه. وهذا هو سرّ شيوعه.

الطريق الأخير أصعب، يتطلّب تحمّل المسؤولية، وهو أمر يتطلّب شجاعة حقيقية.

الجُبناء والشُجعان Read More »

الإجابات .. الأسئلة

الإجابات مريحة. مرضية. تبعث على الخمول والكسل.

الإجابات لا تحتاج منك إلى أي جهد.

إذا كنت تعرف الجواب. فأنت بخير.

الأسئلة تخلق التوتّر. تتحدّاك لتفكّر. تحتار. تبتئس لو لم تحصل على جواب.

الأسئلة تحثّ العقل على العمل.

الأسئلة تنقلُك خارج منطقة الراحة.

الإجابات مطمئنة.

الأسئلة مفزعة.

أتعرّضُ حاليًا لسَيلٍ من الأسئلة التي تتحدّى عقلي ومنطقة راحتي.

الأمر ليس ممتعًا على الإطلاق. أن تُواجَه بجهلك بهذه الطريقة.

لكنّه جوهريّ.

الإجابات مَوت.

الأسئلة حياة.

الإجابات .. الأسئلة Read More »

يأكلُ الخيرُ بعضَه أحيانًا

قد نهمل مُحتاجًا لقيناه صدفة لأنّنا ساعدنا مُحتاجًا آخر قبل قليل. نقنع أنفسنا أننا على خير ما دمنا قد ساعدنا الأوّل. نهمل حقيقة أننا تغافلنا عن محتاج ولم نمدّ له يد العَون. نركّز على حقيقة أخرى، مريحة. لقد ساعدنا الأوّل.

قد ننوي قَول كلمة طيّبة لصديق، ثمّ لا نقولها، لأنّنا قد قلنا له كلامًا طيّبًا قبل وقت قصير، فلا داعي للزيادة. لقد قلنا وانتهى الأمر.

قد نتجنّب القراءة أسبوعًا لأنّنا قد قرأنا كثيرًا الأسبوع الماضي. نحن على خير ما دمنا قرأنا الأوّل. لا حاجة لقراءة المزيد من الكتب.

قد يكون فعل الخير عذرًا لعدم فعل مزيدًا من الخير. قد يأكل الخير بعضَه أحيانًا، إذا لم ننتبه.

يأكلُ الخيرُ بعضَه أحيانًا Read More »

وَهمُ المستثقفين

الدرايةُ السطحية بكثير من الصطلحات توهم صاحبها بأنّه من “المثقّفين”. لا أعرف ما تعنيه كلمة مثقّف على أيّة حال. ولكنّها تعزّزُ الغرورَ بلا شكّ.

أن تستطيع مناقشة سياسات الدول الكُبرَى، وما يفعله الاتّحاد الأورُبّيّ، والأمم المتّحدة، والحرب بين أمريكا وإيران، وتركيا وليبيا، ومجاعات أفريقيا، وطفرة ماليزيا وسنغافورة…

كلُّ هذه الأشياء توهم صاحبها بأنّه يعرف الأشياء “المهمّة”. وأنّه مطّلع على كُبريات القضايا العالَميّة. وهو واقع في بئرٍ من الوَهم ليس له قرار.

أوّلُ البئرِ أنّه لا يعلم شيئًا عمّا يتوهّمُ أنّهُ يعلمه. ويستقي “المعرفة” عنها ممّن لا يعرفون شيئًا.

وآخرهُ أنّ هذه “المعرفة” الوهميّة إن صحّتْ فهي لا تنفع صاحبها بشيء. ماذا يفيدُ الخبّازُ من معرفة أخبار عن قارّة أخرى؟ ماذا يُفيدُ أحد أن يطّلع على حادث في بيت فنّانة؟ قد يفيد من هذه الأخبار المتخصّصون المشتغلون بمجالات محدّدة، ولكنّها لا ينبغي أن تشغل العامّة من النّاس (أي غير المتخصصين). ناهيك عن اعتقادهم بأنهم عالِمون.

وَهمُ المستثقفين Read More »

الماراثون في مقابل سباق السرعة

قبل أن نلعب، علينا أن نحدد نوع اللعبة التي نلعبها. هل هي سباق سرعة؟ أم ماراثون؟

هل نحتاج أن نسبق مَن حولنا أو نقارن بين ما حققناه من تقدّم وما حقّقوه؟ أم أنّ علينا فقط أن نصل إلى خطّ النهاية، ولا يهمّ متى وصلنا إليه؟

هل هناك زمن محدد يجب أن ننتهي فيه؟

في أغلب الأحيان، يكون الزمن الذي نفترض وجوب الانتهاء فيه زمنًا وهميًا. لا وجود له.

نكون في ماراثون بلا أهمية للترتيب، ونفترض أننا في سباق سرعة.

تكمن المشكلة هنا في أنّنا نفقد كلّ طاقتنا بسرعة شديدة، ونلوم أنفسنا على فقدها، ونرى أننا متأخّرين عن الآخرين، فنجلد ذاتنا ونعذّب أنفسنا.

كلّ ذلك بلا داع من الأساس. كلّ ذلك بسبب زمن وهميّ حدّدناه لأنفسنا.

 

الماراثون في مقابل سباق السرعة Read More »

كيف تقول: لا؟

في فيلم  Yes Man قام الممثّل الرئيسيّ بالموافقة على كلّ ما يطلب منه، وتورّط في مشكلات لا حصر لها.

أشعر أحيانًا بالندم حين يطلب منّي أحد شيئًا وأختار ألّا ألبّيه، أختارُ ألّا أعطيه الوقت أو الجهد المطلوب، لأنّ لديّ أشياء أهمّ. أضطر لقول: لا. لا أحب أن أقول لا.

ولكن قول لا أمر جوهريّ.

قول لا لا يعني أنّك ترفض الشخص نفسَه، أو ترفض مبدأ المساعدة، أو ترفض الاقتراح الذي يقدّمه. أنت ترفض فقط في الوقت الحالي لأنّك تقول نعم لشيء آخر يشغل وقتك.

أنت في الحقيقة تقول نعم، لكن لشيء آخر.

تصبح الـ”لا” في هذه الحالة لا إيجابية. مثلما كتبَ لويليام أوري في كتابه: قوة اللا الإيجابية. تصبح إيجابية لأنّها في حقيقتها نعم لشيء آخر. فيكونُ الرفض في هذه الحالة كالآتي:

1- أنا مرتبط بـ “كذا”. وبالتالي
2- لا يمكنني أن أفعل ذلك في الوقت الحالي، ولكن
3- يمكنني أن أقوم بكذا بدلًا من ذلك

طريقة ويليام أوري هي أن توضّح سبب الرفض أولًا بطريقة إيجابية، ثمّ ترفض، ثمّ تقدّم بديلًا. بهذه الطريقة أنت تبيّن للشخص أنّك لا ترفضه، ولكنك فقط مرتبط بشيء آخر في ذلك الوقت.

“الرفض ليس أمرًا مقبولًا فحسب، بل هو جوهريّ. وإلّا ستشغل نفسَك بأشياء غير مهمّة.”
— مارك مانسِن

كيف تقول: لا؟ Read More »

لا تحاول الإقلاع عن عادة معيّنة. على الأرجح، لن تنجح. لكن يمكنك أن تفعل ما يلي

بعد فَهم العادة السيّئة بشكل جيّد كما أوضحنا في هذا المقال عن فهم العادات، هناك طريقتان يمكننا اتّباعهما لتغيير العادة محلّ النظر. ولكن قبل أن أوضّح هاتين الطريقتين، علينا أوّلًا أن ننتبه لما يلي.

كلّ عادة مستقرّة تلبّي احتياجًا لدينا.

لا يمكننا ببساطة أن نقلع عنها دون إشباع هذا الاحتياج من طريق آخر. إنّ ذلك عبء كبير على إرادتنا لا تستطيع غالبًا أن تتحمّله على المدى البعيد. ويصبح التغيير المستدام صعبًا جدًا.

إذًا، تكون القاعدة الذهبية لتغيير العادات السلبية هي اختيار تصرّف (روتين) بديلًا عن التصرّف (الروتين) المستقرّ بالفعل.

فبدلًا من التوقّف تمامًا عن تناول الحلوى مثلًا، نتناول الفاكهة بدلًا منها تلبيةً للاحتياج الذي يدفعنا لأكل الحلوى. فكلّما وجدنا المؤرّج  حاضرًا، تناولنا الفاكهة بدلًا من الحلوى، وهكذا نكون قد أشبعنا الاحتياج الموجود، ولكن بتصرّف صحيّ.

الطريقة الثانية هي أن نقضي على المؤرّج من الأساس. فإذا لم يظهر المؤرّج أبدًا، لن تبدأ دورة العادة في الحركة أصلًا. مثل شابّ اعتاد أن يدخّن الشيشة حين يجلس في المقهى. إذا لم يجلس في المقهى، لن يدخّن الشيشة، ولن يشعر أن فاته شيء.

فكّر في عادة ترغب في الإقلاع عنها في العام الجديد.

لا تحاول الإقلاع عن عادة معيّنة. على الأرجح، لن تنجح. لكن يمكنك أن تفعل ما يلي Read More »

اعرف عاداتك تعرف كيف تغيّرها

شيءٌ ما في فكرة العام الجديد تشحذ الهِمَم، وتحمّس النّاس على تغيير عاداتهم. فكرة: الصفحة البيضاء التي نرجو تلوينها بألوان بديعة، بدلًا من “الشخبطة” التي قدّمناها بالصفحة الماضية.

وحتّى نستطيع تغيير عاداتنا حقًا، لا بدّ من فَهم العادة المراد تغييرها.

العادات ليست مجرّد تصرّفات. إنّ العادةَ، كما وضّح لنا تشارلز دوهِج، هي تصرّف نَتَجَ عن مؤرّج محدّد، لغاية مستهدفة.

المؤرّج هو الظروف التي، إذا توافرت، نقوم بالتصرّف الاعتيادي تلقائيًا. والمؤرجات تكون عادةً أحد هذه الأشياء الخمسة

وقت.

مكان.

شخص أو مجموعة أشخاص.

مشاعر.

فعل.

ملاحظة المؤرّج الذي يحرّك العادة ويشعل شرارتها أمر جوهريّ لفهم العادة وتغييرها. يمكننا أن نسجّل هذه الأشياء الخمس في كلَ مرّة نلاحظ فيها أننا نقوم بالتصرف الاعتيادي محلّ النّظر أو لدينا الرغبة في القيام به. ثمّ، بعد عدّة أيّام، سنجد شيئًا ثابتًا وأشياء تتغير. هذا الشيء الثابت هو المؤرّج.

كذلك ينبغي علينا فهمُ الهدف من هذه العادة. لماذا نقوم بها؟ ما هي المكافأة المرتقبة؟

فإذا فهمنا المؤرّج والمكافأة، استطعنا ببساطة تبديل التصرّف الذي بينهما بآخر أكثر فائدة لنا.

اعرف عاداتك تعرف كيف تغيّرها Read More »

قوّة تعدّد مصادر المعرفة

للشركة التي أعمل بها فرعان. أحدهما قريب من بيتي، لا أقضي وقتًا طويلًا في الطريق إليه. والآخر يبعد ساعة بالسيّارة، وساعة ونصف إذا ركبت المواصلات العامّة. ويختلف جدول عملي كلّ عدّة أسابيع بين الفرعين. أضف إلى ذلك تغيّر المواعيد المستمرّ بين المواعيد الصباحية والمسائية، تعرف مدى الارتباك الذي أواجهه في تحديد نظام واحد واضح للتعلّم أو النوم أو مسامرة الأهل والأصدقاء. وسأركّز هنا على فكرة التعلّم في هذه الأحوال المتقلّبة.

لصعوبة الالتزام بطقوس معيّنة في ظل هذه المواعيد المتغيّرة، وجدتُ من المفيد أن يكون هناك خيارات كثيرة للتعلّم، أستخدم المناسب منها حسب الظروف.فباختلاف مدّة الطريق تختلف  فرصتي في استهلاك المحتوى العلميّ. في المسافات الطويلة يكون لديّ الفرصة كبيرة وواضحة في الاستماع إلى برامج بودكاست مثمرة أثناء الطريق. وربّما القراءة إذا سنحت الفرصة أحيانًا. إذا كان الطريق خمس دقائق فليست هذه الفرصة متاحة. وفي تلك الحالة، قد ألجأ لمشاهدة مقطع فيديو مثلًا أثناء تناول الإفطار أو أثناء تحضير ملابسي.

أما القراءةُ، فلا أستطيع تخصيص وقت محدد لها. عادةً ما يزيدُ معدّل قراءتي إذا كنت في إجازة من العمل. يكون الوقت المتاح طويلًا ولا أقضي كثيرَ وقت في الطريق لقلّة خروجي إلى أماكن بعيدة، فتكون الفرصة سانحة في ذلك الوقت لالتقاط كتاب.

وهناك الأحاديث المثمرة مع من أحبّ وأحترم من الأهل والأصدقاء. وملاحظةُ ما يدور حولنا من أحوال معارفنا، ودراسة قراراتهم التي لدينا فرصة الاطّلاع عليها، ومتابعة نتائجها مع مرور الوقت، ومحاولة استخلاص الدروس المستفادة من تجارب الآخرين كما نحاول استخراج الدروس المستفادة من تجاربنا الشخصيّة.

إلى جانب أنّي أحاول دائمًا إحاطة نفسي بأشخاص مؤثّرين أتطلّع لأصبح مثلهم في صفة ما يومًا ما. وأفعل ذلك باستغلال وسائل التواصل الاجتماعيّ على الإنترنت. فأتابع مؤلّفين كبار، ورجال أعمال، ومشتغلين بالحقل الثقافيّ والأدبيّ؛ حتّى إذا ما فتحت فيسبوك أو تويتر أو إنستجرام، وجدتُ نفسي محاطًا بما يكتبون وينشرون، بجانب أخبار من أحبّ متابعته من أهلي وأصدقائي.

كما أنني لا أتردّد في الضغط على زرّ “عدم المتابعة” لمن لا يهمني معرفة أخباره، أو مَن تثير كلماته غضبي أو اشمئزازي إذا كتبَ أو نشر أي شيء. هذا يجعل من وقتي الذي أقضيه على الإنترنت وقتًا سلميًّا لا أشعر فيه بغضاضة من أيّ شيء تقريبًا، سوى الإعلانات التي تتعرّض طريقي.

وأخيرًا، ألزمتُ نفسي بكتابة خاطرة كلّ يوم. وهكذا التزمتُ بالتفكير في شيء يستحقّ الكتابة والنشر كلّ يوم، ولهذا فوائد عظيمة قد تحدّثت عنها سابقًا، وسأتحدّث عنها مرّات عديدة أخرى لاحقًا.

كلُّ هذه الطرق تضمنُ لي أن أتعرّض كلّ يوم لفكرة مثمرة أو أكثر. قد تتغيّر طريقتي في التعرض إلى الأفكار بين وقت وآخر حسب الظروف، ولكنّني أتعرّض لها بلا شكّ. لذا، حين تمرّ عليّ بضعة أسابيع أكون فيها قليل القراءة، لا ألوم نفسي كثيرًأ أو أتوقّف عند ذلك، لأنني أتلقّى المعلومات المثمرة من طريق آخر أنسب إليّ في الوقت الحالي. وهكذا مع كلّ المصادر الأخرى.

لا أقول أنّي أقضي كلّ وقتي أتعلّم، ولكنّني لا يفوتني يوم بدون التعرّض لأفكار مثمرة جديدة أو قديمة. وهذا يكسبني زخمًا في اتّجاه تحصيل المعرفة لا أستطيع إنكاره. وهذا الزّخم يكسبني استعدادًا للمزيد، وهو سبب لكلّ تقدّم يحصل بعده، لولاه كانت مقاومتي للأفكار الجديدة أكثر بكثير ممّا هي عليه الآن.

قوّة تعدّد مصادر المعرفة Read More »

هل يبتلينا اللهُ أم نبتلي أنفسَنا؟

أظنّ أنّ الأمر يختلط علينا كثيرًا.

إذا لم ندرس جيدًا، ثمّ رسبنا في الامتحان، فكيف يكون ذلك ابتلاء من الرحمن؟ إنّما قصّرنا وحصدنا نتيجة ما زرعناه.

إذا تسرّعنا في اختيار شريك العمر، ثم استحالت حياتُنا جحيمًا بعد شهور قليلة، فكيف يكون ذلك ابتلاء من الله؟ إنّما قصّرنا في الاختيار وحصدنا نتيجة ما زرعناه.

إذا وجدنا أنّ مزاجنا سيء لشهور عديدة، فهل هذا ابتلاء من الله؟ إنّما قصّرنا في فهم أنفسنا ومحاولة استخراج أنفسنا من هذه الحال وحصدنا نتيجة ما زرعناه.

وهكذا ينبغي علينا التفريق بين ابتلاءات الله وبين حفر نحفرها لأنفسنا بأنفسنا دون كثير اكتراث.

هل يبتلينا اللهُ أم نبتلي أنفسَنا؟ Read More »

الزَّخَم

بدء الحركة من سكون هو الخطوة الأصعب والتي تتطلّب أكبر جهد. بعد ذلك، يكتسب الجسم المتحرّك زَخَمًا وتكون الطاقة المطلوبة لزيادة سرعته منخفضة.

لهذا السبب هناك ناقل حركة في السيّارات، ينقل من ترسٍ لآخر حسب القوة المطلوبة لدفع السيّارة، وذلك حتّى في السيّارات الأوتوماتيكية إلّا أنّها تنقل بين التروس تلقائيًا.

فكّر في طريقة تبدأ بها حتّى لو لم تكن الأمثل، أو لو كانت تبدو أبسط مما يلزم. إذا كنتَ في حالة سكون، فلا تجعل هدفك تحقيق أقصى ما تطمح إليه، بل استهدف أولًا اكتساب الزخم.

الزَّخَم Read More »

الطريق من هنا

إذا احترتَ في الطرق لا تدري أيّها أفضل لك، فاسلك أوّل طريق يقابلك. استمرار الحركة أهمّ من التأنّي الطويل في اختيار الاتجاه. كأنّك تقود درّاجة هوائية؛ إذا توقفَت عن الحركة يختلّ توازنك عليها.

الطريق من هنا Read More »

العُزلة تؤدّي إلى الاكتئاب

الإنسان كائن اجتماعيّ، مهما قال عكس ذلك.

سمعتُ في حلقة من حلقات بودكاست “مختبر السعادة” The Happiness Lab أنّ من أسباب سعادة الإنسان أن يجد  رفقاء يتحدّث معهم، حتّى لو قال هذا الإنسان عن نفسه أنّه انطوائيّ، ولا يحب مخالطة الناس.

وُجد مثلًا أن مَن يركبون المواصلات ويبدأون بالكلام مع مَن يجلس بجانبهم يشعرون بسعادة أكبر بعد انتهاء الرحلة ممّن يقضي الطريق صامتًا لا يكلّم أحدًا، حتّى لو كان هؤلاء الناس، قبل بداية الرحلة، يقولون أنّهم يريدون أن يقضوها بمفردهم.

وجدتُ أنني أكون أكثر سعادة في الأيام التي تسمح لي بمخالطة أناس أحبّهم أو يعجبني تفكيرهم أو لديّ فضول لأعرف المزيد عنهم. أمّا الأيّام التي تغيب فيها مخالطتي بأحد هؤلاء، لاحظتُ فيها أنني قد أكون سريع الغضب، أو قليل الحركة والحماس.

فتّش في نفسك. هل تشعر بالاكتئاب أو بوادره؟

هل تشعر بالعزلة؟

على الأرجح، ستجد أنّ الإجابتَين متطابقتان، إمّا كلاهما نعم، أو كلاهما لا.

العُزلة تؤدّي إلى الاكتئاب Read More »

عام جديد، نفس الآمال القديمة

اعتاد الناس مع بداية كلّ عام جديد أن يتأمّلوا طموحاتهم وأحلامهم للأيام المقبلة. نُخرج الأوراق والأقلام، ونكتب ما نتمنّاه.

لكننا قليلًا ما نحضر أوراق الأعوام الماضية لنراجع ما كتبناه فيها. ولو فعلنا، لأدهَشَنا التشابه بين أحلام العام الماضي، وما قبله، لأحلام هذا العام.

نفس الحلم بفقدان الوزن، أو تحقيق اللياقة البدنية.
نفس الحلم بنشر كتاب.
نفس السيارة التي تمنيناها العام الماضي.
نفس الحلم بالإقلاع عن التدخين.
نفس الحلم بالعمل في وظيفة نحبّها.
نفس الحلم بالوصول إلى مليون متابع على الإنترنت.
نفس حلم كسب المليون جنيهًا!
نفس حلم الفوز في مسابقة “حلم” على إم بي سي.

قليلًا ما نراجع أحلامنا القديمة، لأننا نعلم أننا فشلنا في تحقيقها. نهرب من الإحساس بالفشل. نهرب نحو أمل زائف بالنجاح هذه المرّة. هذه السنة، الأمر يختلف عن كل السنوات السابقة. هكذا نفكّر. هكذا نخدع أنفسنا.

هذه السنة، والسنة التالية، والسنة التي تليها، لن تكون سوى مرآة للسنوات الثلاث الماضية؛ ما لم تغيّر شيئًا. يقول بوب بروكتُر: لكي تغيّر حياتَك، عليك أن تغيّر حياتَك. ونحن نقرأ ذلك ونضحك ساخرين من تفاهة الجملة، ولكنّها حقّ.

هل أخبرك بما سيحدث في العام الجديد؟ لا شيء جديد. إلّا أن تغيّر حقًا.

خطوة واحدة بسيطة نلتزم بها كلّ يوم كفيلة بتغيير الكثير.

عام جديد، نفس الآمال القديمة Read More »

فازَ بها الجَمّال

يُحكَى أنّ قُطُز وبيبرس كانا يمشيان في الصحراء مع رجل يسيّر الجِمال، وكانت ليلة من العشر الأواخر من رمضان. فتساءلوا لو كانت ليلة القدر، ماذا تتمنّى؟ قال قُطُز: أرجو أن أكون أمير مصر. وقال بيبرس: فإذا كان كذلك، فأرجو أن أكون وزيرها. وسألوا الجَمّال: ماذا ترجو؟ قال: أرجو من الله حسنَ الختام.

وبعد سنين، حقّق قطز أمنيته، وبيبرس كذلك. وتذكّرا تلك الليلة فقالا: فازَ بها الجَمّال!

القصّة واضحة التلفيق. ولكن بها عبرة أردتُ الإشارةَ إليها هنا.

لكلٍّ منّا طموحات وأحلام وأماني يظنُّ أنّها بعيدة التحقيق. أحلام اليقظة التي تراودنا بين الحين والآخر، في مختلف نواحي الحياة، نظنّها مستحيلة في هذه اللحظة. ولكنّنا مخطئين.

لو فكّرنا فيما حقّقته البشريّة حتّى الآن، لوجدنا أنّنا تخطّينا كلّ أحلام أجدادنا. بل إنّهم ما كانوا ليتصوّروا شيئًا مما نحن فيه الآن. وهذا بيّن.

ولكنّنا لو فكّرنا فيما يملكه آباؤنا أو مَن يكبرونا بجيل واحد، لوجنا أنّ كثيرًا منهم قد حقّق أكثر ممّا كان يتمنّى بكثير.

بل إنّنا لو فكّرنا في أحلامنا السابقة، لوجدنا أنّ كثيرًا منها بين أيدينا الآن. الهاتف الذي تقرأ منه الآن، كان حلمًا يراودك قبل شهور. الحاسوب الذي تملكه. قطعة من الملابس تمنّيتها ولم تكن تملك ثمنها بعد. زوجتك التي كان زواجك منها حُلُمًا يراودك من بعيد. وظيفتك التي تمنّيتها منذ سنوات… إلخ.

كلّ ما نتمنّاه، ممكن. الرغبة دليل الإمكانيّة. ما كان الله ليخلق فيك الظمأ ما لم يخلق لك الماء الذي يرويه.

وبقدر أحلامك، تكُن حدودك.

 

فازَ بها الجَمّال Read More »

الثبات على الرأي يحتاج أدلّة جديدة باستمرار

يعرّف الدكتور جلال أمين الكتاب الجيّد بأنّه الكتاب الذي يقدّم لك الأدلّة على ما كنت تعرفه بالفعل. يعطيك زوايا جديدة لما كنت تعرفه.

كتبتُ من قبل أنّ تغيير الرأي ليس دليلًا على ضعف الرأي أو نقص الرجولة، وإنّما على العكس، دليل على الانفتاح، والمرونة. بل إنّ الثبات على الرأي يدلّ على الجمود الفكريّ. وأعود لأضيف تصحيحًا طفيفًا على هذا الرأي.

يكون الثبات على الرأي مقبولًا ما دامت الأدلّة الجديدة تدعمه وتؤيّده. بحيث يكون صاحب الرأي مطلعًا دائمًا على المزيد من الأفكار والتجارب والخبرات، ولكنّه يخلُصُ بعد تعرّضه لها لتدعيم رأيه السابق وتقويته.

وبغير البحث المستمرّ والتعرّض المتكرر لنفس الموضوع من زوايا مختلفة، تكون منهجيّة تكوين الرأي ناقصة.

الثبات على الرأي يحتاج أدلّة جديدة باستمرار Read More »

إشارة (٧٣)

ربطُ الشيء بسبب بسيط غير السبب الحقيقي المركّب قد يولّد تفاؤلًا ساذجًا بسهولة تحقيق التغيير المطلوب لو عكسنا السبب.

إشارة (٧٣) Read More »

دورة العادة

التكرار يحوّل الأفعال إلى عادات. لكن ليس فقط تكرار الفعل هو المطلوب، بل تكرار الممهّدات السابقة للفعل، وتكرار رغبتي في إشباع احتياج محدّد إذا قمت بهذا الفعل.

العادة ليست سلوكًا فقط، بل سلوك ومؤرّج يسبقه ومكافأة ماديّة أو معنويّة. وقد أطلق تشارلز دوهيج على هذا الثلاثيّ اسم دورة العادة.

دورة العادة Read More »

كيف تقيس حياتك؟

استخدم كلايتون كرستنسن هذا السؤال عنوانًا لكتابٍ يُناقش فيه معايير النجاح في الحياة.

ولكنّني لا أقصد بهذه الخاطرة الإشارة إلى الكتاب، وإنّما توجيه السؤال لك فعلًا. كيف تقيس حياتك؟

لا أعرف تحديدًا كيف يمكننا تحديد المعايير التي نقيس عليها حياتنا. ربّما يكون المعيار هو كيف نحبّ أن يتذكّرنا الناس بعد وفاتنا. أو ربّما نقيس حياتنا من خلال قياس أعمالنا اليومية والبحث عن القاسم المشترك بين غالبيّتها. أو ربّما نقيسها بما نحبّ أن نقيس به حياة الآخرين.

لم أحدّد بعد، بشكل نهائي، كيف أقيس حياتي. ولكنّني أظنّ أنّني اتّفقتُ مع نفسي مؤقّتًا أن أقسّمها عدّةَ أجزاء، لا أعرف تحديدًا كيف أربط بينها. ولكنّها كلّها تُسهمُ في تقدّمي بشكلٍ أو بآخر.

ولكنّه سؤال يستحقّ التفكير بلا شكّ.

كيف تقيس حياتك؟ Read More »

يكون الهدم أحيانًا أهمّ من البناء

أعدتُ الاستماع إلى حوار مع الكاتب المصريّ خالد الخميسي كنتُ قد شاركتُ في إنتاجه قبل أكثر من عام، ولفتَ انتباهي قوله: “قد يكون الهدم أحيانًا أهم من البناء.” وضربَ مثالًا بهدم النّازيّة، وهدم الغباء.

ووجدتُ أنّنا كثيرًا ما ننشغل بفكرك البناء عن فكرة الهدم. نحاول اكتساب علم جديد، دون أن ننتبه لهدم العلم القديم الذي ثبت خطؤه، أو يمكن أن يثبت بقليل من التفكير. نحاول تغيير عقول الناس وبناء نماذجنا المعرفية فيهم، دون التفكير في هدم النموذج الموجود أوّلًا.

نحن لا نفكّر في الهدم لأنّنا نعتبره أمرًا سيّئًا، ونظنّ أنّ من شروطه إيجاد البديل. والمقولةُ الشهيرة تقول: هات البديل إن أردتَ تغيير وضع خاطئ. كلّا. ربّما لا ينبغي علينا الإتيان بالبديل. ربّما نحن نعرف فقط أنّ الوضع الحالي لا يمكن قبوله، ولا بدّ من هدمه، ولكننا لا نعرف ما هو البديل بالتحديد.

وقد أبدع الإمام أبو حامد الغزالي في استخدام هذا المبدأ في كتابه الشهير- تهافت الفلاسفة. وقد بيّن في الكتاب كيف تتهاوى أفكار الفلاسفة في المسائل التي اختار مناقشتها ولكنّه لم يبيّن ما هو التفكير الصحيح. فقط اهتمّ بالهدم. وكتب عن البناء وعن المنهج السليم في كتاب آخر تمامًا.

كذلك فإنّ الهدم يسمح بإيجاد فراغ لم يكن موجودًا والبناء قائمًا. وملء فراغ أسهل كثيرًا من استبدال شيء مكان آخر.

يكون الهدم أحيانًا أهمّ من البناء Read More »

مذكّرات سائح مصريّ – نفس الوجوه

يبدو أنّني كنتُ ساذجًا حين تصوّرت أن سفري لمدينة بعيدة عن القاهرة سيبعدني تمامًا عمّن يتصفون بصفات أهل القاهرة. الانتهازيّة والجشع وقِلّة الأمانة وغياب النزاهة والصدق. ظننتُ أنّني ذاهب إلى عالَمٍ آخر، فريد، له شخصيّة واضحة لا يخطئها أحد. فكانت دهشتي عظيمة، وربّما الأحرى أن أقول كانت خيبة الأمل كبيرة، حين لم أجد سوَى امتدادًا لما تركتُ.

اختلفتْ أشكال الناس وألوانهم ولكنّهم كما هم. حتّى شعرت لوهلة أنّي أنا الملوم لا هم. أنا ثقيل الظّلّ الذي لا يستطيع الاستمتاع بالطبيعة الساحرة والحظّ السعيد الذي أتى به إلى هنا لأنّني أدقّق في مواعيد التحرّك ونظافة الحمّامات وشكل صناديق القمامة وتوفّر المناديل من عدمه! أنا الملوم لأنّني لم أستطع الاستمتاع بما أسمَوه “العرْض النوبيّ” لأنّني أسِفْتُ لرجالٍ تبدو عليهم الصحّة الجيّدة والنشاط والحيويّة يكتسبون عيشهم بالقفز أمام الناس والتصفيق، دون أيّ معنى أو رسالة لما يقدّمون!

أنا الثقيلُ لأنّني لم أستمتع حين طلب أحدهم متطوّعين من الجمهور واستهزأ بهم بطريقة مضحكة ولكنّها سخيفة في نفس الوقت. وكان، طبعًا، ينتقي الجميلات بين الحاضرين ويعطيهم تعليمات سخيفة عديدة من بينها أشياء تشبه الرقص وكلمات لا أحد يفهم معناها فيقولونها بطريقة مضحكة، فيصفّق الحاضرون في سرور، ويزيد شعوري بالثّقَل في مقعدي. ويبدو أنّ وجهي كان يبدو عليه هذا الشعور إذ لَم يطلُب منّي المؤدّون التطوّع كما طلبوا من بقيّة الحاضرين.

وانتابني شعور مخيف أنني أينما ذهبت في العالَم فلن أجد غير نفس الوجوه ونفس الإحساس بالثِقَل، وإن كنتُ ربّما مبالغًا في هذا التقدير. ولكنّني قد لا أكون مبالغًا إذا قلتُ أنّني، في مصر على الأقلّ، قد يئست من البحث عن وجوه مختلفة.

مذكّرات سائح مصريّ – نفس الوجوه Read More »

أنا، ونحن، لكن ليس هم

يشكو المصريُّ من المصريّين في كلّ مكان ذهبتُ إليه.

مَن سافر للعمل خارج مصر يعرف أنَّ “المصريّين أعداء في الغربة”! ومَتى تأخرَّ شخصٌ عن موعده، يُقال: هكذا نحن المصريّون. وهكذا إلى ما لا نهاية له من التعبيرات السخيفة التي تنعت المصريين بكلّ الصفات السلبية، وكأنَّ المتحدّثَ من أورُبّا!

وإذا نظرنا للشّعب المصريّ كجسدٍ واحد، فكأنّما هو شخص كاره لذاته، لا يطيق نفسَه التي بين جنبيه، عديم الثقة بنفسه، ويظلّ يسبّ نفسَه ليلَ نهار ويؤكّد سلبيّاتها، ولا يلتفت لمحاسنها أبدًا.

كيف، في رأيك، سيتعامل معه الآخرون؟ تمامًا كما يعامل نفسَه. لا يحترم أحدٌ أحدًا أكثر من احترام الشخص لِذاتِه. لا يُحبُّ أحدٌ أحدًا أكثر من حُبّ الشخص لذاته. أنت النموذج الذي يحتذي به الآخرون في التعامل معك.

فإنْ أنا سمحتُ لنفسي بشتم نفسي وتوبيخها علنًا أمام الناس فكيف أستنكر عليهم أن يقوموا بالمِثل؟

وبالتالي، أصبح كلُّ مَن هَبَّ ودَبَّ، مصريّ كان أو أجنبيّ، يتحدّث عن المصريين بسوء.

علينا احترام أنفسنا أولًا قبل مطالبة العالَم باحترامنا. علينا التخلّص من أفكارنا التعميمية عن المصريين، وأن نتعامل مع الأشخاص واحدًا واحدًا، وأن نبدأ بأهمّ شخص، أنفسنا.

أنا، ونحن، لكن ليس هم Read More »

خواطر سائح مصري – الأقصر

أوّل ما لفتَ نظري عندما مشينا في شوارع الأقصر متجّهين إلى الباخرة التي سنقضي فيها رحلتنا هو مظهر الفقر العام في البلدة. الشوارع ضيّقة، والممهّد منها قليل جدًا. أغلبُها شوارع تُرابية.

ملابسُ أهل البلدة أقلّ من المتوسّطة. يشتغل معظمهم، بالطبع، في أعمال تعتمد على السياحة والسائحين؛ فهناك الأعمال اليدوية، وهي السلعة الأساسية التي يبيعها كلّ المحلّات فيما عدا محلّات الطعام.

مَن لا يشتغل منهم في السّلع اليدوية، أو الإرشاد، يسوق حَنطورًا. الحناطير منتشرة في كلّ مكان. لا أكاد أمشي خطوةً خارج الباخرة حتّى أجد مَن يعرض عليّ الركوب معه ليوصلني إلى السوق، أو المعبد، ويعرض علي أن ينتظرني هناك ويعيدني، إن شئت. فأشكره راجيًا أن يتركني وشأني، فأنا، على أيّ حال، أرغب في المشي لمشاهدة الأماكن المختلفة. ولكن بمجرّد تخلّصي منه بصعوبة شديدة أجد آحرَ يعرض عليّ نفس الرّحلة بنصف السعر، ثمّ آخر يعرضها عليّ بعشرين جنيهًا، ثمّ عشرة!

وفي السّوق، لا يختلف الأمر كثيرًا عن ذلك. يتلقّفني التّجّار ويبذلون قصارَى جهدهم في بيع أيّ شيء لي. أسعار السلع رخيصة جدًا فلا يخطر في بالي أن أناقش السعر. حقيبة يدوية صغيرة بخمسة جنيهات، وميدالية يُكتب عليها اسمي بحروف هيلوغريفية وإنجليزية بعشرة جنيهات، وقبّعة يدويّة الصنع بخمسين جنيهاً. إلّا أنّي بعد عدّة محلّات أجد من يعرض عليّ الثلاث حقائب بعشرة جنيهات، والميدالية بخمسة جنيهات!

لا أعرف ما هو الانطبع الذي يجب أن يستقرّ في ذهني عن أهل الأقصر. لكنّه ليس انطباعًا جيّدًا أبدًا.

وممّا أزعجني أيضًا عدم اهتمام أهل البلدة بنظافتها؛ وهو شيء شائع في القاهرة، وأستنكره كذلك، ولكنّه أشدّ وقعًا على نفسي في مدينة سياحيّة. الخيول تلطّخ الشارع بمخلّفاتها وعليك أن تنتبه جيّدًا قبل أن تخطوَ خطوتك التالية حتّى لا تغمس حذاءك فيها.

ولا يقتصر الإهمال على أهل المدينة فحسب. بل الإهمال أشدّ من جانب الحكومة. تأمين المعابد الأثريّة هزيل جدًا، ولا يبدو أنّ نظافة المكان تشغل تفكيرهم، ولا يبذلون أيّ جهد ملحوظ في الحفاظ على الشكل الأثريّ للمكان. فأجدُ مثلًا صناديق القمامة المعدنية منتشرة في أرجاء المعبد، تشوّه شكله، وكاميرات المراقبة تخترق الحجارة الأثريّة بهيكلها المعدني وعينها الكبيرة، وأسلاك الكهرباء قد تتدلّى من على سور أثريّ أو عامود! واللافتات الإرشادية -إن وُجدت- شكلها رديء، ومكتوبة بخطٍّ رديء، وموضوعة في “جردل” مليء بالأسمنت لتثبيتها. والحواجز التي تشير إلى عدم التخطّي ليست أحسن حالًا من اللافتات.

ولديّ شعور لا أستطيع التخلّص منه أنّ المرشدين السياحيّين لا يعرفون عن المعابد ما يجدر بهم أن يعرفوه. ويقولون لنا معلومات سطحيّة. وإذا سألتُ عن شيءٍ ما، قد يحيد عن السؤال أحيانًا ويتجنّب الإجابة. غيرَ أنَّ المرشد السياحيّ يجب أن يكون جهورَ الصوت ويعرف لغاتٍ مختلفة، وهو ما لم يتحقّق في أكثر الزيارات التي قمنا بها. وتكرّر في أكثر من رحلة أنّ بين الزائرين من لا يفهم سوى الإسبانية أو الإنجليزية، ولم يكن المرشد يتحدّث أيًا من اللغتَين.

هناك مرشدٌ واحد ظننتُ فيه أنّه على قدر كبير من المعرفة ولكن فرحتي به لم تكتمل؛ إذ كان يُشعرني بأنّ عملَه ثقيلٌ جدًا على قلبه. متعجّلٌ دائمًا. وإذا تأخّر أحدُنا في التقاط صورة، أو طلبَ طلَبًا مشروعًا جدًّا، كأن يزور منطقة معيّنة في المعبد، أو يُعادُ شرحُ شيءٍ فاتَه، يظلّ يتبرّم منه. ولا يفوتني هنا أن أذكرَ أنّه تأخّرَ علينا يومًا بعدما نبّه علينا بشدّة في الليلة السابقة أهمّيّة الالتزام بالموعد، وقد اضطررنا للاستيقاظ في الخامسة والنصف فجرًا حتّى لا نتأخّر. ولم يعتذر حين كان داخلًا إلى البوفيه في السادسة والنصف ونحن ننصرف منه، بل قال: وجبةُ الإفطار هي الوجبةُ الوحيدة التي لا يمكن فيها الالتزام بمواعيد! وهي جملة سخيفة لا يصحّ أن تخرج ممّن تأخّر عن موعده، ولكنّها لم تكن الشيء الوحيد السخيف الذي قاله هذا المرشد.

أمّا عن معابد الأقصر، فهي آيةٌ من الجمال والإبداع والفنّ. والمفارقة العجيبة أنّ بقاء هذه المعابد حتّى اليوم، وعمرها آلاف السنين، كان نتيجة إتقان لا نظير له في بنائها ورعايتها من قبَل الفراعنة، ويكون حالُ من يرتزقون بسبب هذه الأعمال المتقنة هذا الحالُ من الإهمال والفهلوة الفارغة.

وإذا عرفتَ كلَّ ذلك، وعرفتَ أنّ كلَّ مَن على متن هذه الرحلة سعداء ومبهورون بما شاهدوه، عرفتَ عظمةَ المكان حقًّا. عظمةٌ تجعلني، رغم كلِّ هذه المساوئ التي يسهلُ تجنُّبها، سعيدًا لا أزال. ولا يخطر ببالي لحظة أن وقتي قد ضاع سُدى. بل إنّي أظنّ أنّ كلّ مَن لم يزر الأقصر لم يعرف مصر بعد، أو على الأقلّ مصر القديمة.

وإنّما بعثني على كتابة هذه الخاطرة شعور عميق بالأسف؛ إذ لا أستطيع الكفَّ عن المقارنة بين حالَي المصريّ القديم والمعاصر.

خواطر سائح مصري – الأقصر Read More »

إشارة (٧٢)

عند الصدمة، تختلف ردود أفعال الناس باختلاف طبائعهم. وتظهر حقيقة مختبئة لا تظهر في الأوقات العاديّة.

الصدمات تكشف الغطاء عن الناس.

تعرّيهم.

إشارة (٧٢) Read More »

التفرقة بين الشغف والعاطفة المؤقّتة

في عصرنا، الكلّ يتحدّثُ عن الشغف.

تتكرر على مسامعنا كلّ يوم مقولات مثل: اتبع شغفك. ابحث عن شغفك. افعل ما أنت شغوف به.

ويظهر علينا في الشاشات أناس نعتبرهم ناجحين ومؤثرين في العالَم فيكرّرون نفس الكلام قائلين: سبب نجاحنا هو أننا اتبعنا ما نحبّ، اتبعنا شغفنا.

يسمع الناشئون منّا هذا الكلام فلا يدور في أذهانهم سوى سؤال واحد: ما هو شغفي؟!

يصيبهم حماس شديد للبحث عن هذا الشغف، وحَيرة لا تقلّ شدّة. هل أحبّ فعلًا ما أقوم به؟ هل هو شغفي؟ هل أرغب في قضاء عمري في هذا المجال؟

المشكلة أنّنا نادرًا ما نكون قادرين على اتخاذ قرار مصيريّ كهذا بحيادية تامّة.

ربّما القرار الذي نفكّر فيه ناتجٌ عن كرهنا للمدرسة، ولا أحد يحبّ المدرسة! وربّما ناتج عن رغبتنا الطائشة في الاستقلال عن أهلنا في سنّ مبكّرة، والتخلّص ممّا يبدو لنا كتحكّمات في حرّيّتنا.

أريد أن أقول أنّه ربما يكون اختيارنا للشغف في مرحلةٍ ما هو هروب من واقع ننبذه لأيّ سبب، وليس حقًّا توجّه نحو شيء نحبّه. يكون قرارنا، في هذه الحالة، وخيم العواقب. نكتشفُ حقيقة الأمر بعد حين، ونتمنّى لو نعود. ولكن فات الأوان.

علينا التفتيش في أنفسنا كثيرًا قبل اتخاذ مثل هذا القرار. علينا التوثّق، قدر الإمكان، من سلامة نوايانا. علينا الاجتهاد في معرفة بواعث السلوك قبل الإقدام عليه.

البحث عن الشغَف عمليّةٌ مركّبة، وتدريجيّة، وبطيئة.

التفرقة بين الشغف والعاطفة المؤقّتة Read More »

العذر الوحيد المقبول: لا أريد

كثير من النّاس لا يريد تغيير مشكلاته. لا يريد تغيير واقعه الذي يعتبره، هو نفسه، مؤسفًا. فتراه يشكو، ولا يحرّكُ ساكنًا. يسألك: أين الطريق؟ فتشير إليه: ها هنا… فيختلق أعذارًا. لا أستطيع، الطريق طويل، ليس لديّ طاقة، لا أعرف كيف، لا وقت… إلخ.

كلُّ ذلك كذب!

السبب الوحيد هو أنه لا يريد. لم يقرّر بعد.

السبب الوحيد هو أنّه، لسببٍ ما، يحبُّ وضعَه الذي يعبّر عن استيائه منه دائمًا. هذا الوضع جزء من شخصيّته، بل جزء من هويّته. لن يستطيع التعرّف على نفسه إذا تغيّر. وما أصعبَ أن يغيّر الإنسانُ ما تعوَّده وألِفه زمنًا طويلًا!

كفى!

فلنتّخذ القرار. فلنغيّر القصّة التي نحكيها لأنفسنا.

العذر الوحيد المقبول: لا أريد Read More »

الإنسان يفكّر بالقصص

نحكي لأنفسنا قصّة عن كل تصرّف يصدر منّا أو نهمّ بفعله. هذه القصة تكون مسؤولة عن قراراتنا، وعن سلوكياتنا.

والفرق بين رؤيتك لما تقوم به أنت وما يفعله الآخرون هو فرق في القصّة. في قصّتك، تبحث عن الأعذار. وفي قصّتهم، تبحث عن الاتهامات.

الإنسان يفكّر بالقصص Read More »

إنفاق الوقت

يعبّر المتحدّثون بالإنجليزية عن قضاء الوقت بالفعل Spend، ومعناه الحرفيّ: الإنفاق. فكأنّ الوقت عملةً ننفق منها.

وأرى أنّ هذا الاستخدام أنفع من كلمة قضاء الوقت، لأنّها توحي بأنّ الوقتَ شيء ثقيل نودُّ التخلّص منه، كدَينٍ مثلًا. بينما إنفاق الوقت توحي بأنّ الوقت عملة ثمينة نودّ لو نحتفظ بها، أو ننفقها فيما ينفع.

لو نظرنا إلى الوقت نظرتنا إلى المال، على أنه محدود وثمين، ربّما تتغيّر نشاطاتنا اليومية كثيرًا.

إنفاق الوقت Read More »

مَن لا يعرفُ الشيء يُسَمِّه!

لا شيء بسيط. كل صناعة مركّبة من خطوات كثيرة متتالية ومتوازية، لا بدّ من اصطفافها معًا بتسلسلٍ معيّن حتّى ينتج منها شيء نافع.

نحن، الجمهور الجاهل بالشيء، ننظر إليه نظرةً سطحيّةً جدًا لا تتعدّى معرفتنا باسمه. فنقول مثلًا: الوضع الاقتصاديّ لا يعجبنا لأن الأسعار مرتفعة. أو نقول معلّقين على خسارة فريقنا المفضّل: لا بدّ من إقالة المدير الفنّي. أو نقول ساخرين: وماذا سيضيف الآيباد لطُلّابنا؟

هذه الأمثلة والكثير جدًا غيرها مما نتناقش فيه يوميًا هي أشياء نحن لا نعرف عنها، في الحقيقة، سوى اسمها. وربّما نتعدّى اسمها لمعرفة بعض المعلومات غير المرتّبة التي تلقيناها سماعًا من أجهزة الإعلام مثلًا أو على الفيسبوك، دون الرجوع لمصدر له مصداقية حقيقية، ودون بحث أو عناء في تحصيل المعلومات.

كلُّ جهد ووقت نبذلهما في التحدّث عن شيء لا نعرفه ضائعان. إهدار للطاقة فيما لا ينفع.

ولأنَّ يومنا محدود، والوقت الذي يمرّ لن يعود، فمن المهم أن نحاول التركيز في توزيع هذه الطاقة فيما يستحقّ. ينبغي علينا ألّا نكتفي بالتعامل مع الأشياء من خلال اسمها فقط، وأن نتعمّق فيها ونسبر أغوارها قبل أن نبدأ بمناقشتها، ناهيك عن نقدها.

مَن لا يعرفُ الشيء يُسَمِّه! Read More »

أهمية الإتاحة وميزة التفرّد

كنت أبحث عن سيّارةٍ تقلّني إلى عملي، وسمعت سائق السيّارة التي بجانبي ينادي باسم الشارع الذي أعمل فيه، كعادة سائقي “المايكروباص” المصريين ليعلنوا للنّاس عن وِجهتهم. توجّهتُ إلى السيّارة، وكان اليوم ممطرًا، فوجدت تحت عتبة الباب بركة صغيرة من المياه، لا يمكنني تخطّيها دون أن ألطّخ ملابسي وحذائي، فابتعدتُ باحثًا عن سيّارة أخرى.

حتّى لو كان ما تنادي به يشبه ما أريد أن أصل إليه، أو حتى يطابقه، لن أستطيع العمل معك ما لم يكن وصولي إليك سهلًا. بعض العقبات في طريقي للوصول إليك قد تمنعني تمامًا من التفكير في العمل معك.

مجرّد لطخة مياه قد تبعدني عنك تمامًا. موقعٌ إلكترونيّ قديم الطراز أو غير عمليّ قد يكون كافيًا لينفّر منك عملاءك المحتملين. غياب وسيلة دفع معيّنة قد يدفعني لتجنّب التعامل معك.

نعم، لا بدّ أن يكون ما تنادي به هو ما أريده أصلًا. لكن لا يكفي ذلك بحدّ ذاته، إلّا لو كنت أنت الوحيد الذي تنادي. إلّا لو تفرّدتَ فلم يكن أمامي خيار آخر. أنت سائق آخر سيّارة ستصل، وإذا أردتُ أن أصل، لا بدّ لي من الركوب معك. إذن، إمّا بالتسهيل، أو بالتفرّد. الأولى لا تضمن لك سوى الإمكانيّة، والثانية تضمن لك أن أبحث أنا عنك، بدلًا من أن تبحث أنت عنّي.

أهمية الإتاحة وميزة التفرّد Read More »

كلّ ما تحتاجه هو ما بين يديك

إذا كان لديك ما يسمح لك بقراءة هذه الخاطرة، فكلّ ما تحتاجه بين يديك. لا شيء سوى هاتفك، والإنترنت. ليس لديك مهرب. لا أعذار.

إذا كان ما ينقصك هو نوع من المعرفة، فعلى الإنترنت تعلّمها. إذا كان ينقصك ناشر يختار عملَك، فيمكنك نشره على الإنترنت. إذا كلنت مشكلتك انتظار الوظيفة، فيمكنك العمل على الإنترنت.

الإنترنت منصّة مفتوحة للجميع. لا حُرّاس. لا قواعد. يمكنك فعل ما تشاء، ونشر ما تشاء. كلّ ما عليك هو أن تقدّم نفسك للناس.

لا تنتظر. ابدأ الآن. أنت الآن تقول: ماذا لو كنت يدأت من خمس سنين؟ ستمرّ خمس أخرى وستنظر خلفك مجددًا .. ماذا تحبّ أن ترى؟

كلّ ما تحتاجه هو ما بين يديك Read More »

الجمهور يصنع الفنّ، أو بالأحرى: العبَث

يأتي الكاتبُ برواية ذكيّة اجتماعيّة تثير قضيّةً واقعيّة وتعالجها بشكل دراميّ بديع، ويتحمّس لها مُخرِجٌ مخلص ومُنتجٌ مغامر، ويظهر فيلمٌ فنّيٌ بديع، ولا يحضره سوى العشرات من الجمهور.

وفي عالمٍ موازٍ يأتي كاتبٌ تافه الشأن برواية مبتذلة لا تعالج قضيّة ولا تناقش فكرة، يتحمّس لها مُنتج يبحث عن الربح السريع فيجد لها مُخرجًا وممثّلين ويظهر فيلم هابط، لا فنّ فيه، وتحتشد الناس بالألوف لمشاهدة الراقصة، وتنتشر الأغنية التي لا غناء فيها بينهم وبين سائقي “الميكروباص” فتتردّد على أذهان الأطفال والشباب ليل نهار فيتضاعف أثرها عليهم.

حضرتُ سهرةً غنائية متواضعة لفرقة شابّة ما زالت تتحسّس طريقها نحو البزوغ والنضج الفنّيّ، وكان الحاضرون بضع عشرات من الناس. فغنّت الفرقة وعزفت والجمهور يتفاعل بنوع من البرود، فلا شيء لافت وليست الأغاني بديعةً بما يكفي. وكنتُ أصفّق مرةً ومرّات لا أصفّق لأنّ الكلمات أو اللحن لم يعجبني. إلى أن قالت في أغنية لها كلمةً سوقية تعني “براز” بالعامّيّة المصرية، فتهلّل الجمهور وتحمّس وصفّق! وتكررت الكلمة عدة مرات في الأغنية، وصفّق الجمهور بحرارة شديدةبعد انتهائها وكأنهم يستمعون إلى فقرة بديعة لأم كلثوم. وشعرتُ أنهم كادوا أن يقولوا لها “تاني يا ستّ!” كما اعتاد جمهور أم كلثوم حين تبدع.

لم أصفّق. وكدتُ أخرج من مكان الحفل لولا أنّي لم أرد إفساد السهرة على رفاقي.

وهنا ملحوظتان، واحدة للفنّان، وواحدة للجمهور:

الأولى أنّ الفنّان الحقّ لا يبدع فنًّا من أجل النّاس. لا يهمّه عدد المعجبين بفنّه. لا بدّ أنّ هناك أشخاصًا ما سيعجبهم العمل الفنّي، ولكنّه لا يكترث لعددهم. سيبدع حتّى لو لن يرى عمله سوى شخص واحد. إنّه يبدع ليصنع فارقًا، لا ليتلقّى المديح. تجده صبورًا جدًا. لا يتعجّل الشهرة، المهمّ أن يستمرّ في فنّه. فمن كان غير ذلك، فهو تاجر، لا فنّان.

والثانيةُ أنّ الجمهور ذا الوعي العالي لا يشجّع ما هبط من هذه التجارة التي تسمّى فنًّا. لا يسمع تلك الأغنية، لا يشاهد ذلك الفيلم، لا يردّد الكلمات التافهة التي يسمّيها صاحبها شِعرًا، لا يضحك على النكتة التي تتنمّر على فئة معيّنة من النّاس، لا يصفّق لاستخدام الكلمات البذيئة على المسرح. الجمهور الواعي لا يشجّع السافل من العروض، مهما كان المعروض.

المفاجأةُ غير المفاجئة أننا كلّنا فنّانون، وكلّنا جماهير. كلٌّ منّا فنان في جزء ما من حياته. أو يمكن لكلّ منّا أن يختار أن يكون فنّانًا، إذا أراد. لا بديل عن الفنّ سوى التقهقهر، والتقليد واتّباع الرائج من سفاسف الأمور. لا أعذار. لديك الاختيار. وكلّنا، في نفس الوقت، جمهور في النواحي الأخرى من حياتنا، وهي الأكثر. لا أعذار، لديك الاختيار.

أنت تصنع الفنّ، بنفسك، أو بتشجيعك ومتابعتك.

أنت تصنع العبث، بنفسك، أو بتشجيعك ومتابعتك.

فانظر ماذا تصنع.

الجمهور يصنع الفنّ، أو بالأحرى: العبَث Read More »

كن بيئتك التي تريد

أعجب نفسك.

شجع نفسك.

صدق نفسك.

لا تنتظر شيئًا من أحد. لا تنتظر أن تؤمن بك جهة ما، أو شخص ما.

لا تنتظر كلمات تشجيعيّة من أحد. لا تنتظر إعجاب أحد. لا تنتظر أن يحبّك أحد.

ابدأ بنفسك.

أحبب نفسك.

أسعد نفسك.

اعمل لتحسين نفسك.

تحدَّ نفسك.

خُض تجارب جديدة.

اختر نفسك.

 

كن بيئتك التي تريد Read More »

كيف تتصفّح الإنترنت في سلام؟

لا يهمّ إن كان ما تكتبه يعجبُ النّاس أو لا يعجبهم. لا يهمّ إن كان ما يكتبه النّاسُ يعجبك أو لا يعجبك.

اليوم، يمكنُ لأيّ شخص أن يغيّرَ القناة، أو يضغط “عدم المتابعة”. لا تعبأ كثيرًا بما يقوله الناس لأنّك لن ترضي جميع الناس أبدًا. ولن يرضَ عنك من رضي عنك طوال الوقت.

ولا تعبأ كثيرًا بما يكتب الناس لأنّه حين يملك “الجميع” فرصة للكلام، فلا يمكن أن تتّفق مع كلّ من يكتب. تصالح مع فكرة وجود ما لا يعجبك على صفحات الإنترنت. إنه المكان المناسب تمامًا للهذيان.

تابع من تحبّ متابعته. من يُضيف إليك بسمةً أو معلومةً أو فائدةً ما. واكتفِ بعدم متابعة من تزعجك متابعته.

ستصبح حياتك أسهل أثناء تصفّحك.

كيف تتصفّح الإنترنت في سلام؟ Read More »

السيرة الذاتيّة

لا أملُّ قراءة كُتبَ السيرة الذّاتية. شخصٌ فتح لنا صندوق حياته كاملًا (أو شبه كامل) بكامل إرادته. يذكر أخطاءه ويعرضُ نجاحاته.

تجربةُ حياتية كاملة في صفحات. عمر لم نعشه، نكاد نحياه بين السطور. نعيش معه منذ الطفولة، ونرى العالَم بعينيه.

إنها تجربة مثيرة حقًا أن تدخل عقل شخص آخر وتعيش حياته فترةً من الزمن.

السيرة الذاتيّة Read More »

جهلٌ شاسع

يظلّ أكثر ما يثير فضولي كلّما قرأتُ كتابًا أو تصفّحتُ فهرس كتاب هو كمّ ما أجهله. حتّى أنّي أكاد أوقن أنّني لا أعرفُ شيئًا.

وكلّما قرأتُ رأيًا مِلتُ إليه، ثمّ أقرأُ ضِدَّه فأميلُ إليه، وكأنّني لا عقل لي، إلّا فيما ندر.

شعورٌ بالتنوير ينتابني كلّما قرأتُ كتابًا جديدًا. شعورٌ بأنّني قد تعلّمتُ أخيرًا. ويستمرُّ معي حتّى أفتح الكتاب الذي يليه، فأعيدُ الكَرّةَ من البداية.

اللهمّ زدنا عِلمًا. وانفعنا بما نتعلّم.

جهلٌ شاسع Read More »

ما الذي يحكمُ سعادتك؟

التغيير البسيط المستدام تغيير جَذريّ.

الذهاب إلى طبيب الأسنان مرّة كلّ ستّة أشهر لن يفيد ما لم تفرّش أسنانك دقيقتين يوميًا. إذا اكتفيت بالأولى، سقطت أسنانُك.

الأعمال اليوميّة هي المهمّة.

إجازة سعيدة كلّ عام لن تجعلك سعيدًا. ما تفعله كلّ يوم هو الذي يحدّد مستوى سعادتك.

العادات اليومية هي التي تحكم كيف نعيش حياتنا. وليس ما نفعله على فترات متباعدة.

ما الذي يحكمُ سعادتك؟ Read More »

عوّد نفسَك ألّا تتعوّد

كلّ ما ستعتاده، سيفارقك يومًا ما.

لن تبقى إلّا المشاعر التي خلّفها لك الشيء أو الشخص. أو بالأحرى، الذي خلّفها لك تصوّرُك عن الشخص أو الشيء.

يزول من الواقع، ويبقى في الذاكرة والخيال.

استأنس بخيالِك كلّما احتجت لذلك.

عوّد نفسَك ألّا تتعوّد Read More »

مع الأطفال، لا ينبغي أن نضحك

حين يشتموننا.

حين يقومون بحركات خطيرة.

حين يعتدون على أقرانهم أو يخطفون ألعابهم.

الضحكُ يشجّعهم على الاستمرار في هذا السلوك. الضحكُ علامةُ القبول، والرِّضا.

لا ينبغي أن نقبل أو أن نرضى عن أيّ سلوكٍ لا أخلاقيّ. فلننتبه.

مع الأطفال، لا ينبغي أن نضحك Read More »

الكتابةُ عمرٌ ثاني

كلّما قرأتُ كتابًا مات صاحبه تعجّبتُ! يا لها من قوّة! أن تؤثّر كلماتُك في الناس بعد موتك بعشرات السنين، وربّما مئات. إنّها مسؤولية عظيمة.

لا شيء تكتبه يموت. الخبر سارّ ومخيف في نفس الوقت. ستحيا ما دامت كلماتُك تُقرأ. وسيضيف هذا إلى ميزانك أو يأخذ منه.

حين تكتب، أو تغنّي، أو تبدع نوعًا من الفنّ، تذكّر قول د. يوسف زيدان: مَن يكتُب لا يموت.

مَن يُبدع فنًّا لا يموت. فكيف تريد أن تحيا بعد موتك؟

الكتابةُ عمرٌ ثاني Read More »

في الشارع الجانبيّ

إذا انحرفتَ يمينًا أو يسارًا من الشارع الرئيسيّ، ومشيتَ بضعَ مئات من الأمتار، لوجدتَ عالمًا مختلفًا تمامًا.

الناسُ مختلفون. يرتدون ملابس مختلفة، ويتكلّمون لغةً مختلفة، ويمشون ويجلسون بطريقة مختلفة، ويأكلون بشكل مختلف.

الشارع الموازي للشارع الرئيسيّ الواسع، ضيّق جدًا لا يكاد يسع سيّارة واحدة. الأطفال في هذا الزقاق يرتدون قميصًا مرقّعًا أو ممزّقًا، وضاقت أحذيتُهم بأقدامهم فترى أصابع أقداهم تخترق مقدّمتها أحيانًا.

يبدو كلّ شيْ عشوائيّ هنا. ما هذا العالم؟

هذا هو عالمُك الآخر. الذي تخفيه عن الناس.

لكلٍّ منّا شارعه الرئيسيّ، المزيّن بالمحالّ والأضواء والملابس القيّمة. هذا الشارع هو ما نحاول أن يراه النّاسُ منّا. ولكن، بداخل كلّ منّا، وعلى مقربة من تلك الزاوية، زاوية أخرى، مظلمة، نحاول إخفاءها ما استطعنا. زاوية ليست مبهرة كالشارع الرئيسيّ، بل على العكس، قد تكون مقزّزة.

وتكون المصيبة عظيمة إذا غفلنا عن وجود هذه المناطق العشوائيّة بداخل أنفسنا، واغتررنا بالشوارع الرئيسة. بداخل كلٍّ منّا مناطق تحتاج إلى ترميم، أو إعادة تصميم. وهذه المناطق حريّة بالانتباه إليها.

في الشارع الجانبيّ Read More »

النقاط المضيئة

في فترات الفتور، نحتاج ما يشجّعنا ويعيد إشعال حماسنا. ومن المفيد في ذلك الوقت استرجاع نقاط كانت مضيئة في حياتنا سابقًا.

أن نتذكّر حين حقّقنا كذا، وأنجزنا كذا، وكيف نجونا من مشكلة كذا وتعاملنا معها جيدًا. أن نتذكر لحظات الحياة وطعم النصر.

قد يعيد ذلك إلينا الحماس، وقد يكون الضوء الذي نبحث عنه لنستضيء به في عتمة الفتور.

النقاط المضيئة Read More »

عمّ تتساءلون؟

حين تقابل أصدقاءك وأقاربك، عمّ تتحدًثون؟ هل تقضون أكثر الوقت في سؤال: هل تذكر حين كُنّا…؟

هل كلّ كلامكم في الماضي؟ ما معنى هذا الكلام؟

النوستالجيا أصبحت موضة لأنّ الحاضر سيّء، ولا يوجد مستقبل. لأنّ ليس لدينا أشياء مثيرة تستحقّ التحدّث عنها حين نلتقي. فقط نتذكّر ما كان في الماضي.

لا أظنّ قادة العالَم وأصحاب الشركات الكبرى يتحدّثون عن الماضي حين يتقابلون. ولا أظنّ أحدًا يتقدّم في مشوار حياته يومًا بعد يوم ليس لديه ما يقوله عن الحاضر.

سمعت الدكتور مبروك عطيّة مرّة يحكي عن أحاديث والده معهم في البيت، وكيف كانوا يهتمّون بها أكثر من اهتمامهم بما يذاع على الراديو (أكثر التكنولوجيا تقدمًا وقتها)، ويقابل بين ذلك وبين ما يجري الآن في بيوتنا من اهتمام كامل تقريبًا بالتلفاز والهواتف المحمولة. ويُعزي ذلك إلى حديث أبيه المشوّق والمفيد.

فيم نتحدّث؟ عمّ نتساءل حين نلتقي؟ من الجدير بنا أن نلاحظ، ونفهم، ونتعامل مع ما نلاحظه.

عمّ تتساءلون؟ Read More »

لا يهمّ

لا يهمُّ إن وصلتَ أو لم تصل. المهم أن تحاول جهدَك، وتسعى بجدّ. ولا تقصّر. ولا تيأس. ولا تفقد الأمل.

لا يهمّ إن وصلت. ولا يدفعك ذلك إلى الاستسلام. بل إلى الصبر الشديد. ما عليك إلّا أن تحاول، في هدف يستحقّ، حتّى آخر العمر.

إن كتبَ اللهُ لك الوصول، فبها ونعمت. وإن قصُر عمرك عن الوصول، فقد أدّيت ما عليك.

لا يهمّ Read More »

لا أحد سواك

لا أحد يعرف ما يدور برأسك سواك.

لا أحد يمكنه أن يحدّد قدراتك سواك.

لا أحد يستطيع اتخاذ القرار سواك.

لا أحد سينفّذه سواك.

وأيضًا، لا أحد سيفهم سواك.

لا أحد سواك Read More »

تلبيةُ الدّعوة الكريمة كَرَم أيضًا

حضرتُ ندوةً قبل أسابيع وعرَضتْ المُحاضِرةُ الكريمة على كلّ الحاضرين جلسة فرديّة مجّانيّة، لكلّ واحد من نحو عشرين شخصًا كانوا حاضرين.

بعد انتهاء المحاضرة بأيّام، تواصلتُ معها ورتّبتُ معها لقاءً وذهبت. وسألتها عن فلان الذي قال لها يوم المحاضرة أنّه سوف يقابلها، هل حاول التواصل معك؟ لم يفعل. ولا أستبعد أن أكون الوحيد الذي استغلّ هذه الفرصة!

قبل نحو ثلاثة أشهر، عرَضتُ على مجموعةً من زملائي في العمل جلسةً ودّيّة لنبحث في حلّ مشكلاتهم المتعلقة بالعمل. أخبرتهم أن بإمكاني مساعدتهم، وأنني على استعداد لمقابلتهم في الوقت الذي سيختارونه هم. ولم يقابلني منهم أحد حتى الآن.

في كلّ مرّة يعرضُ فيها شخص مساعدته على الناس، يبادر القليلون جدًا منهم باستغلال هذه المساعدة.

في الحقيقة، لم أستفد كثيرًا من الجلسة الفردية تلك. ولكنني استفدت بعض الشيء. وأيضًا، أنا لم أكن أعرف قَدر الفائدة التي سأحصل عليها، فتفويتُ الفرصة لاحتمال قلة الفائدة سبب واه.

إذا كنت تحتاج إلى مساعدة، وعرض عليك أحدهم مساعدتك، فبأيّ عقلٍ تتخلّفُ عن تلبية الدعوة؟ هذا التصرّف العجيب لم أفهمه بعد!

لماذا نبخل على أنفسنا بالسعي في تحصيل المساعدة، وغيرنا لم يبخل علينا بها؟

تلبيةُ الدّعوة الكريمة كَرَم أيضًا Read More »

هل كان القرار صحيحًا؟

كم مرّة درسنا معطيات المشكلة التي تواجهنا، ثمّ اتخذنا قرارًا، ثم كانت النتيجة سلبية، فلُمنا أنفسنا على التفكير غير السليم واتخاذ القرار الخاطئ؟

ولكن، مهلًا، من قال لك أنّ قرارك كان خطأ من البداية؟

لا ينبغي أن نحكم على القرارات من المستقبل، أي بعد ظهور نتيجتها. لأننا، حين اتخاذ القرار، لم نكن نعلم ما سيحدث بعدها، هناك معطيات لم تكن متوفّرة لدينا وقتها. نحن نعلم ما نعلم فقط. والغيب لا يعلمه إلا الله.

إذا كنّا قد فكّرنا جيّدًا في المشكلة، ودرسنا أكثر من بديل متاح للحلّ، وحاولنا اختبار الحلول عمليًا إذا أمكن ذلك، وقاومنا تحيّزاتنا إذا كان ذلك مطلوبًا، ثمّ خطّطنا لبدائل أخرى إذا فشلنا بعد هذا القرار، ثمّ توكلنا على الله ونفّذنا ما عزمنا عليه، فلا ملامة حين تكون النتيجة غير موفّقة.

القرارات عملية معالجة لمعطيات موجودة، وليست تنبّؤًا بمعطيات لم توجد بعد. فحين توجد، نُدخلها في حساباتنا، ونقرّر قرارًا جديدًا.

هل كان القرار صحيحًا؟ Read More »

ابتعد عمّا يُحيي غرورَك

لا أحد يكره مدحَ النّاس له. وما من إنسان له شعور يحبُّ ذمّ النّاس له. ولكن أن تسعى في طلب المدح هو شيء خطير.

على الرغم من حبّ الإنسان مدح النّاس له، عليه أن يحجّم تلك الرغبة ويقيّدها ويتجنّب تلبيتها ما استطاع، حتى لا يُحيي في نفسه الغرور، حتّى لا يعزّز الأنا، وينقلب خاسرًا.

ومن أمثلة معزّزات الغرور أن يسْعَ الإنسان إلى إشادات الناس به، وأن يعتزّ بها كثيرًا، بغضّ النظر عن قائلها، فيساوي بين إشادة الكبير والصغير، والحكيم والمجنون، ومَن يعجبه ومَن لا يعجبه. فطالما أنّه مدحني، فهذا وسام على صدري. ويسعى الإنسان، في ذلك، طالبًا المدح من كلّ أحد، وفي كلّ فرصة.

ومنها أن يختال بنفسه وهيئته وأن يتعالى بذلك عن النّاس، ويشعر أنّه من مادّة غير مادّة أهل الأرض.

ومنها أن يتسلّط على النّاس ويستمدّ من رضوخهم لسلطته قوّة زائفة وشعورًا بالعزّةِ والمَكانة.

ولا أرَ أبدعَ ممّا قالَهُ عمر الخيّام، وتغنّت به أمُّ كلثوم:

فامشِ الهوينا؛ إنّ هذا الثَرى من أعينٍ ساحرة الإحورار

ولهذا سُمّي الغرورُ غرورًا؛ حيث أنّ صاحبَه ينخدع بشيءٍ فانٍ أو باطل.

ابتعد عمّا يُحيي غرورَك Read More »

نقطة توازن .. بين الروح والعقل

في عصر الصناعة والسرعة وخطوط الإنتاج، يتطلّبُ عملُنا واحتياجاتُنا ساعاتٍ طويلة من الكدّ والتّعب. وإذا غفلنا وهلةً سنجد أنّنا اندرجنا إلى شيء أشبه بدوّامةٍ لا نهائيّة من متطلّبات العمل والمعيشة تسحبنا دائمًا بعيدًا عن عائلاتنا وأصدقائنا، بل وبعيدًا عن روحنا أيضًا. دوّامةٌ عقليّة من الدرجة الأولى، تنهك روحنا وجسمنا معًا.

ولكن، على الرغم من كلّ هذه المتطلّبات، فإنّ الإنسان المنتبه لجانبه الرّوحيّ يمكنه أن يبحث عن أوقات، ولو قليلة، بين ثنايا عملِه واجتهاده ويخصّصه لروحه. ولا أقصد بالرّوح هنا الجانب الدينيّ فقط، وإن كان يشتمل عليه، ولكنّه يشمل أيضًا البُعدَ الاجتماعيّ الإنسانيّ؛ علاقة الإنسان بأهله وأصدقائه.

فبين الحين والحين، ينادي المؤذّن للصّلاة، فيخرج الإنسان من دوّامته العقليّة ومن نصيبه الدنيويّ دقائق معدودات يؤدّي فيها الفريضة ويتذكّر ربَّه ودينَه.

وبين الأسبوع والأسبوع، يستطيع الإنسان تنظيم ساعةً أو بضع ساعات من وقته لقضاء وقت مثمر مع أهله، وساعةً أخرى لمقابلة صديق مقرّب.

وربّما يستطيع الإنسان إخراج نفسه خارج جسده برهةً من الوقت ينظر فيها إلى نفسه من بعيد ويتأمّل، ويكتبُ خاطرةً تجلّت له.

وربّما يستطيع الإنسان استخدام هاتفه الذي يقضي وقتَ فراغه كلَّه معه في هدفه الأساسيّ الذي صنع له؛ تسهيل التواصل مع الناس، فيتّصل بصديق قديم أو يرسل إليه رسالةَ حنين.

وربّما، في يوم عملٍ مزدحم، وبينما يستعين الفردُ بكوبٍ من القهوة على قضاء يومه، يمكن له أن يشتري كوبَين من القهوة هذا الصباح، ويهدي الآخر لأوّل زميل يقابله، أو لشخص يبدو عليه التعب.

ربّما، بهذه الأعمال البسيطة من الكرم، أو بهذه الفُسَح من الوقت، يستطيع الإنسان الحفاظ على جانبه الروحيّ حيًّا مزدهرًا، حتّى في هذا العالَم المادّيّ جدًّا.

نقطة توازن .. بين الروح والعقل Read More »

دعني أخبرك كيف ستكون حياتك في السنة التالية

تمامًا كما كانت في السنة الماضية!

باقتراب نهاية العام، اعتاد الناس التفكير في أهداف جديدة يسعون لتحقيقها أثناء العام. حماس شديد مع بداية صفحة جديدة من العمر.

لكن، دعونا نتذكّر بداية العام الماضي. ألم نعد أنفسنا بنفس الوعود؟ ألم نختر نفس هذه الأهداف “الجديدة”، وفكرنا في تنفيذها في هذه الصفحة “الجديدة”؟

ألم نخذل أنفسنا العام الماضي، والذي قبله، وما قبلهما؟

أنا لا أكتب لأوبّخك، بل لأطمئنك أنّ بإمكانك جعل هذه السنة مختلفة، ولأعلّمك ما سبب خذلانك لنفسك طوال السنين الماضية.

في عقل الإنسان عضلة تسمّى قوّة الإرادة. هذه العضلة مسؤولة عن التركيز والقيام بكلّ عمل غير اعتيادي. فحين نقرر أننا سنمارس التمارين الرياضية لمدة ساعة يوميًا، نحتاج إلى قوة الإرادة لتنفيذ هذه الفكرة. وحين نريد أن نجبر أنفسنا على النوم مبكرًا عن الموعد المعتاد، نحتاج إلى قوة الإرادة. وحين نقاوم رغبتنا في تناول هذه الحلوى اللذيذة، نحتاج إلى قوة الإرادة.

ولكن، كما يمكنك أن تخمّن، هذه القوّة محدودة. هي أشبه بالبطارية التي تنفذ ويعاد شحنها. في كلّ يوم جديد، تكون قوة الإرادة مشحونة عن آخرها، ومع كلّ قرار وعمل يتطلب تفكيرًا وتركيزًا، تُستهلك قوة الإرادة شيئًا فشيئًا. وكلما تطلب العمل مجهودًا أكبر، تطلّب كذلك كمية أكبر من قوة الإرادة. فإذا قلّت مقاومتنا له لبساطته، احتجنا إلى مخزون قليل من قوة الإرادة لتنفيذه.

الآن، في ضوء هذه المعلومات، دعنا نفكّر في أهدافنا في السنوات الماضية. كم هدفًا نحدد في كلّ عام؟ وما هي صعوبة كل هدف؟ وكم تبعد عن عاداتنا الحالية؟

ما هي معقولية تنفيذ هذه الأهداف كلّها في نفس الوقت، علمًا بأنّ قوة إرادتنا لم تعتد هذا الجهد؟

الآن، وصلنا إلى مفتاح التغيير المستدام: استهداف أعمال بسيطة تكون مقاومتنا لها ضعيفة فنستطيع الاستمرار عليها حتى تنقلب عادات لا تحتاج إلى جهد، ثمّ تكرار الأمر مع عادة جديدة.

هكذا، وهكذا فقط، يمكننا أن نجعل السنة التالية مختلفة عن السنة الماضية. وإذا أصررنا على مقاربة أهدافنا الجديدة لعامنا الجديد بنفس الطريقة القديمة، فلا عجب أن ننتهي إلى نفس النتيجة القديمة.

دعني أخبرك كيف ستكون حياتك في السنة التالية Read More »

إشارة (٧٠)

السعادة شعور مؤقّت، يستحيل دوامها. هي كموج البحر، تمهّد لنفسها الطريق ثمّ تزيد بسرعة شديدة، ثمّ تهوي مرّةً واحدة وتختفي، إلى حين.

الامتنان شعور عميق، لا يعتمد على ظروفك الخارجية. وكلّ ما هو داخليّ يمكنك التحكّم به.

كيف؟

يمكنك كتابة عشر نِعم تتمتّع بها اليوم وتشكر الله عليها، كلّ يوم، وبعد ٢١ يومًا، انظر للخلف. انظر كيف تغيّرت نظرتك للحياة، وكيف زادت سعادتك، وزاد طموحك، وصرتَ إنسانًا آفضل.

إشارة (٧٠) Read More »

كيف تحبّ أن تكون حياتك الاجتماعية؟

هناك مَن يعيش حياةً اجتماعية شعارها: أنا أستحقّ. وهناك من يعيش حياةً اجتماعية شعارها: النّاس تستحقّ.

أنا أستحقّ أن أُحتَرَم. أنا أستحقّ أن أنفّذ ما أريد. أنا أستحقّ أن أرتاح. أنا أستحقّ أن أنفق مالي على نفسي وملذّاتي. أنا أستحقّ أن أذهب إلى المطعم الذي أحبّه. أنا أستحقّ ….

أو،

النّاس تستحقّ أن تحترم. الناس تستحق تنفيذ رغباتها. الناس تستحق الراحة. الناس تستحق الذهاب إلى المطعم الذي يحبّونه….

الحياةُ الأولى تؤدّي إلى أحد طريقين، كلاهما خاسر: إمّا الجحود والأنانية، وإمّا العدل. العلاقاتُ الاجتماعية المُستدامة لا تقوم على العدل؛ لأنّ الإنسان ظلوم بطبعه، غضوب، ناقص؛ فتجدُ في كلّ إنسانٍ تحبّه إنسانًا لا تحبّه، وفي كلّ إنسانٍ أكرمك إنسانًا ظلمك. العلاقات الاجتماعية المستدامة تقوم على الفَضل.

تقومُ على الرحمة، والعفو، والكرم، والتجاوز عن أخطاء الآخرين. تقوم على النّظر بعين الآخر، وتفضيل رغباته على رغباتنا.

والعجيب أنّك لا يمكنك أن تحتجّ بقولك: ولمَ لا يفعلون هم ذلك؟ لأنّ هذا السؤال بحدّ ذاته تفكير بالطريقة الأولى، الأنانيّة.

فاختر أيّ حياة اجتماعية تريد.

كيف تحبّ أن تكون حياتك الاجتماعية؟ Read More »

ما رأيك في حياتك؟

السؤال بشكله العام هذا قد يضلّلك. قد تقول أنّك راض عنها إجمالًا، ولكن، الشيطان يكمن في التفاصيل. فلماذا إذن تشعر باكتئاب طول الوقت إن كنت راضيًا عن حياتك في المجمل؟

ما هي مكوّنات حياتك؟

عائلتك، وعملك، وجيبُك، وشعورك بقيمتك، وصحّتك، والوقت الذي تقضيه وحدك، وأصدقاؤك، وعلاقتك بخالقك.

وربّما تضيف شيئًا أو شيئين على ما سبق.

ما رأيك في كلّ واحدة من هذه الجوانب؟

إجلبتُك مفتاح سيكشف لك عن الكثير من الألغاز. تأمّلها جيّدًا. وتصرّف بناء على هذا التأمّل.

ما رأيك في حياتك؟ Read More »

عبّر عن حبّك بعدم ارتياحك

لكي تعبّر لشخص ما عن حبّك، عليك أن تمرّ بعدم ارتياح. عليك أن تتحمّل شيئًا لا تحبّه. عليك أن تقدّم نوعًا ما من التّضحية.

تسهرُ الأمُّ ليلًا مع طفلها الباكي على كُرهٍ منها. هذا تعبير عن الحبّ.

ماذا لو نامت الأمّ وتركته يبكي ولم تعره اهتمامًا، وحين استيقظت قالت له: يا حبيبي؟! هل يصدّق كلامَها؟

آفةُ الناس في بلدنا أنهم يتكلّمون ولا يفعلون. ولا ينقضي عَجَبي كيف يُصدّقون ما يقولون، وهم على يقين بأنّهم لا يعملون به؟!

من فكّر في راحته، ما أحبّ.

عبّر عن حبّك بعدم ارتياحك Read More »

العالَمُ مكان قبيح، ولكن

يمكنك أن تجعله أفضل.

ليس كلّ العالَم، ربّما. لكن بالتأكيد يمكنك جعل عالمك أنت مكانًا أفضل.

بابتسامة في وجه مَن تقابله.

بمساعدة مخلصة لمن سألك شيئًا.

بسؤال غير متوقّع عن شخص تحبّه غابَ عنك كثيرًا.

بعِلمٍ تنشره فَيُفيد صديقًا قديمًا لك كنت قد نسيته، ولكنه ما زال يتابعك على الإنترنت.

بطعام تصنع منه أكثر من حاجتك لتشارك به زملاءك.

بكلمةٍ طيّبة تلقيها بإخلاص لمن يستحقّها.

بتربيتةٍ على كتف مكروب.

بنكتة تقولها لترسم البسمةَ على شفاه مَن حولك.

بعفوٍ حين مقدرة.

بالثبات على الطريق؛ لتثبت لغيرك أنّ غير الممكن ممكن بالفعل.

بأن تملأ أكثر من مكانك.

العالَمُ مكان قبيح حقًّا، لَولاك!

العالَمُ مكان قبيح، ولكن Read More »

لا تتعجّل الحكم على ما تجهل

دائمًا ما أرى في طلب العلمِ سبيلًا لمعرفة مساحات جهلي الشاسعة، ويثير ذلك فضولي كثيرًا. وقد تعلّمتُ من القراءة ومتابعة بعض الأشخاص ذوي الفعالية العالية، كمّا سمّاهم ستيفن كوفي، أن أنظر لكلّ ما لا أعرف عنه الكثير باحترام، ألّا أسفّه موضوعًا مهما كان يبدو تافهًا، وألّا أسخّف من المهتمين به.

يميلُ الإنسانُ عادةً لاستنكار ما لا يعرفه، وربّما إنكاره أيضًا. وهو ما يطلق عليه: الجهل المركّب؛ أي الجهل بجهلنا للشيء، فنظنّ أننا نعرف حقيقته ونحن أبعد ما يكون عن ذلك.

وقد قرأتُ في مقدّمة الناشر لكتاب “النّبيّ” لجبران خليل جبران: إذا لم يعجبك شيءٌ مما ذُكر هنا، فلا تتعجّل بإنكاره، واحفظه في زاوية من عقلك، علّك تعود إليه بعد حين فتراه بغير العين التي رأيته بها أوّل مرّة فتتكشّف لك حقائق جديدة. وهذا يجوز على كلّ شيء في الحياة.

فتأمّل.

لا تتعجّل الحكم على ما تجهل Read More »

أفضل هديّة يمكنك تقديمها للعالَم

يذكر سير ريتشارد برانسون في الجزء الثاني من سيرته الذاتية أنّه، قبل حرب غزو الولايات المتّحدة الأمريكية للعراق، كان يحاول منع هذه الحرب من الحدوث. فاجتمع بنيلسون ماندِلّا واتّفق معه على أن يذهبا معًا لمقابلة صدّام حسين، رئيس العراق آنذاك، وإقناعه بالتنازل عن الحكم والهرب حتّى لا يكون لدى أمريكا وبريطانيا سبب لإقامة الحرب، ولكن الحرب كانت قد قامت بالفعل قبل أن يطيرا إلى العراق. بضع ساعات فصلت بينه وبين حلمه في منع الحرب من الحدوث. ولكن، مهلًا!

استوقفني في هذه القصّة قوّة هذا الرجل ونفوذه. رجلان يمكنهما إيقاف حرب بهذه الضخامة! رجلان كان بإمكانهم إنقاذ حياة الألوف، وإنقاذ الملايين من التشرّد. لم يكن الأمر حلمًا فحسب بالنسبة إليهما، بل كانا على وشك تنفيذه، وربّما كانا لينجحا لو حالفهما الوقت.

كيف استطاع الوصول إلى هذه القوّة؟

الإجابة، بالطبع، مسطّرةً في سيرته الذاتية، ولا يتسع المجال لذكرها هنا. لكن ما أعرفه يقينًا أنّه لم يولد هكذا. بل عمل على تطوير نفسه وحياته حتى وصل إلى هذه المكانة، وأصبح قادرًا على مساعدة العالَم أجمع بطرق شتّى، بين شركات مختلفة تقدّم العديد من الخدمات الممتعة لزبائنها، وبحث علميّ، ومحاولات السفر إلى الفضاء، وما إلى ذلك. وما زال يبتكر بكامل طاقته وحيويّته وعمره الآن اقترب من السبعين.

ما أعرفه يقينًا أنّه لو حصر تفكيره في دائرة اهتمامه فقط وشغل نفسه بما لا يمكنه التأثير فيه، لبقيت دائرة تأثيره ضيّقة لم تتسع، وربّما كانت أقصى طموحاته في فضّ المنازعات فضُّ خلاف بين صديقيه في المقهى.

انشغال المرء بنفسه وتطويره لذاته يمكّنه من مساعدة الآخرين بشكل أفضل. كلّما زادت مكانتك، زادتك قدراتك. وكلّما زادت قدراتك، زاد ما يمكنك تقديمه لغيرك. فلو أردت أن تساعد الناس وتقدّم لهم أفضل هديّة، عليك الاهتمام بنفسك أولًا، وتوفير كلّ ما يصلحها ويطوّرها، والابتعاد عن كلّ ما يؤذيها ويؤخّر نموّها.

أفضل ما يمكنك أن تهديه لله، وللعالَم، هو أن تصبح تكون من يمكنك أن تكون.
– والاس واتلز، علم الثراء

أفضل هديّة يمكنك تقديمها للعالَم Read More »

أيّكُم الحيّ؟

يا بُنيّ لا تسأل ما هي الحياة، ولكن سل هؤلاء الأحياء: أيُّكم الحيّ؟

مصطفى صادق الرّافعي

وأنت أيضًا، فكّر متى كنتَ حيًا؟ هل تشعر أنّك حيّ الآن؟ متى كانت آخر مرّة شعرت فيها بأنّ الحياةَ تسري في كيانك كلّه؟ ماذا كنت تفعل حينها؟

أيّكُم الحيّ؟ Read More »

مَن هم المهمّون لديك؟

زوج عابس في بيته. يأتي بمشاكله من الخارج ويلقيها في حجر زوجته وأولاده. يجلس طوال اليوم أمام شاشة هاتفه أو تلفازه. لا يكلّمُ أحدًا. ثمّ يرنّ هاتفه فتتغيّر ملامحه ويتبسّم ويتملم مع زميله الذي تركه منذ ساعتين فقط ويضحك معه حتى تنتهي المكالمة، ثمّ يعود عابسًا كما كان، لا يكلّم أحدًا في البيت.

فتاةٌ تشكو لصديقتها من موقف أزعجها فلا تعيرها الأخرى اهتمامًا ولا ترفع عينها من الورقة التي تكتب فيها وتكتفي بالإيماء والهمهمة بين الحين والآخر.

أمٌّ تنادي عليها ابنتها عشرَ مرّات حتّى تنتبه وتردّ عليها.

أخٌ لا يزور أخته المريضة ولا يهاديها ولا يدلّلها ولا يعرف عن أخبارها شيئًا.

كلُّ واحد من هؤلاء، لو سألته، سيخبرك أنّه يحبّهم جدًا. أنهم أهمّ شيء في حياته.

وكلّهم كاذبون.

الحبّ جِهاد. الحبّ عمل. الحبّ انتباه. الحبّ رحمة. الحبّ عفو. الحبّ رعاية.

للحبِّ دلائل كثيرة، ليس منها قول: أحبّك؛ فهي، وحدها، فارغة من المعنى.

مَن هم المهمّون لديك؟ Read More »

العالِمُ لا يُسأل عن دليل

لا ينبغي أن يسأل أحدٌ العالِمَ عن دليله. الأصل أن يُتّبَعَ دون مساءلة ما دام السائل من الجاهلين بذلك المجال تمامًا.

مثلًا: لا ينبغي أن يناقش المريضُ طبيبَه عن دليله الذي استند إليه حين وصف له دواء معيّنًا. بل يوصيه الطبيب بتناول الدواء كذا في الوقت كذا لمدّة كذا من الأيّام، وهو يسمع ويطيع، إن أراد الأخذ بأسباب الشفاء.

في الولايات المتّحدة مثلًا، يمطرُ الأطبّاء مرضاهم بالمعلومات والكتيّبات التي تتكلّم عن حالتهم التي يعانون منها، ويقدّمون لهم كلّ الخيارات ويلقون على المريض بمسؤولية الاختيار. الأمر الذي يؤدّي بالمريض إلى حَيرة شديدة بسبب عدم فهمه لما يحدث له، وعدم معرفته بشكل قاطع ما هو الخيار الصحيح، أو الأصحّ.

والغالبية العظمى من الناس سيتّبعون كلامَ الطبيب إن أخبرهم بتوصيته لهم، حتّى لو لم يخبرهم الكثير عن المرض أو سبب اختياره لهذا الحلّ دون آخر. وهو أمر منطقيّ يُفهم بالبداهة.

وما ينطبق على المجال الطبّي ينطبق على غيره من العلوم والمعارف. فمثلًا لا يشترط أن يفسّر لك مهندس السيّارات كلّ ما سيقوم به بالتفصيل لإصلاح المحرّك المعطّل في سيارتك. فقط سيخبرك أن المحرّك به عطل بسبب كذا، ومن الأفضل استبدال الجزء التالف بآخر جديد من صنع البلد كذا لأنّ عمرَه الافتراضيّ أطول. ستكتفي بهذه المعلومات وتشتري الجزء الجديد دون أن تسأل لماذا بالتحديد يكون عمر هذا الجزء أطول من الآخر الصينيّ أو ما الذي أتلف الجزء القديم.

أمّا لو كان المتحدّث معه مهندس مثله، أو طبيب في المثال الأوّل، لسأل عن كلّ التفاصيل، وفهم ما يقال له دون عناء، لأنّه متخصّص. ولا يجوز أن يُقال: لا بدّ للطب وللهندسة أن تكون منطقيّة بالنسبة إليّ، وأنّها ليست حكرًا على الدّارسين في كلّيّة الطب والهندسة. فإن أردتَ مجاراتهم فادرس أوّلًا أساسيّات العلم وفروعه، ثمّ ابتكر واجتهد وقدّم جديدك للعالَم.

وكذا في العلوم الأدبيّة، مثل الشِعر والقصّة والنقد الأدبيّ. وكذا أيضًا في العلوم الدينية، من تفسير وحديث وعلم الرجال وغيرها.

وشيوع المعلومات وسهولة الوصول إليها في عصر الإنترنت قد خيّلَت للنّاس أنّ الكلَّ طبيبٌ ومهندس وناقد وعالِم دين، لأن ليس بينهم وبين المعلومة سوى ضغطة زرّ. ولكن، ما كان أحد ليتعلّم الطبّ في عشر دقائق على الإنترنت، ولا أيّ شيء آخر. فتأمّل.

العالِمُ لا يُسأل عن دليل Read More »

فترات التّرويح

كما قال لي أبي سابقًا، الحياةُ بين فتراتٍ من الانضغاط وفترات من التخلخل.

تطلبُ وظيفةً جديدةً، أو منحةً ما، فتجتهد لتحقّق متطلباتها. تطلبُ الزواج فتجتهد لتحقق متطلباته. ضغط في العمل، أو في مشكلة ما.

وبينها فترات استقرار وهدوء واعتياد. لا شيء تركض وراءه ولا شيء يركض خلفك.

وممّا يسهم في زيادة الشعور بالضغط والتوتر الروتينُ الثابت الذي لا يتغيّر أبدًا. يملُّ الإنسانُ وينزعج من تكرار لا نهائيّ. فينبغي على الإنسان كسر هذا الروتين بشكل ما.

يحضر حفلةً أو ندوةً شعرية، أو يقابل أصدقاء الطفولة، أو يزور أقاربه، أو يتعلّم رياضةً جديدة أو هوايةً ما، ويكون ذلك بمثابة الترويح عن نفسه وكسر الروتين.

حين تشعر بضغط شديد، ابذل جهدك كلّه، ثمّ اختر لنفسك ساعتين من الترويح تجدّد بهما نشاطك، وتشحن طاقتك.

وحين تشعر براحة طويلة مملّة، اختر لنفسك فترة ترويح كذلك، تكسر بها هذا الملل، وتجدد بها نشاطك.

فترات التّرويح Read More »

طريقان

يختار الإنسانُ، في كلّ خصلة من خصاله، الطريق الذي تستلزمه هذه الخصلة فيه.

مثلًا، هناك من ينظر لراتبه الشهريّ بعين استحقار وصغر، وهناك من يتقاضى نفس الراتب ويكبُرُ في عينه راتبه ويحمد الله الذي رزقه كثيرًا. أيِّ الرجلين تظنّ يمشي في طريق السعادة؟

كيف تظنّ ينظر الأوّلُ لشقته التي يسكن بها، وملابسه التي تستره، وطعامه الذي يأكله؟ إنّه أسلوب حياته.

لا شيء يكون مرّةً وحسب. من رضيَ مرّةً وسوّغ لنفسه ما لا يرضيه سيكررها ثانيةً.

الأمر كما يقول جوردان بيترسنليس الفارق مجرّد اختياران مختلفان، بل هما طريقان مختلفان، وحياتان مختلفتان.

طريقان Read More »

بذور في تربة العقل

قيل: قُل لي ماذا تقرأ أقل لك من أنت. ونظنّ عادةً أنّ هذا يرجع لأنّنا نختار ما يشبه تفكيرنا وشخصيتنا فنقرؤه. وهذا صحيح، ولكن بنسبة.

سببٌ آخر لا ينتبه إليه كثيرون هو أنّ ما نقرؤه يشكّل تفكيرنا، ويعيد ترتيب معتقداتنا، شيئًا فشيئًا. كلّ ما يدخل إلى عقلنا بذور، إن تعهّدناها بالسقي والرعاية نَمَتْ أشجارًا بعد حين.

فقل لي ماذا تُدخل إلى عقلك، أقل لك من أنت.

بذور في تربة العقل Read More »

كن حُلو اللسان

يشبّه الله سبحانه وتعالى الكلمة الطيبة بالشجرة الطيبة ذات الأصل الثابت والفروع الممتدّة النافعة، دائمة الإثمار والاخضرار.

حين تلقَ شخصًا، ابحث عن شيء جميل فيه تُقدّم له عليه الثناء بإخلاص. مثلًا، يرتدي حذاءً نظيفًا، أو قميصًا جميلًا، أو عطرًا طيّب الرائحة .. إلخ. لا بدّ أنّك ستجد في كلّ من يمرّ عليك شيئًا تثني عليه، وتكون مخلصًا في ثنائك.

تخيّل أنّ زميلًا لك كلّما رآك أثنى على شيء فيك، كيف سيكون شعورك نحو زميلك هذا؟ لمَ لا تكون أنت هذا الشخص طيّبَ المُجالسةِ حُلوَ الحديث؟

كُن كريمًا في عواطفك وحديثك مع الناس، يحبّوك ويحبّوا محادثتك. كن ذلك الشخص الذي يحبّ الجميع أن يلقوه صدفةً في أي مكان، لأنه دائم الثناء لهم دائم الإخلاص في حديثه الطيّب.

وفكّر، كيف سيتذكّر الناس شخصًا كهذا بعد وفاته؟

كن حُلو اللسان Read More »

عادة صغيرة

المزية الرئيسة في العادات اليومية البسيطة أنّها بسيطة.

يوم لا يسمح مزاجك، تستطيع القيام بها. يوم يسمح، تستطيع القيام بها. يمكن فعلها إذا منت تشعر بالنشاط أو الكسل، بالصحّة أو التعب. هي عادة بسيطة، فمقاومتها بسيطة كذلك.

وهذا سرّ سهولة استمراريتها، على عكس العادات التي تتطلب وقتًا أطول وجهدًا أكبر.

عادة صغيرة Read More »

مصباح الطريق

ويا عجبًا كيف يتباهَى الفاسدُ بفساده، ويخجلُ الخلوقُ من أخلاقِه!

لا يشغلني كيف ينظر الفاسدُ للصّالحِ بازدراء واستنكار، بل يشغلني كيف أنّ كثرتَهم تجعلُ الصالحَ ينظر إلى نفسه بعينِهم، ويقيسُ أعمالَه بمقياسهم، ويشعر بغربةٍ شديدة، ووَحدة عنيدة لا تفارقه أينما حلّ، فيستنكر حالَه ويخجل من نفسه، بدلًا من أن يعتزّ بها ويباهي.

أيّها الكريم، لا تكترث للبخلاء. استمرّ في كرَمِك. العالمُ يحتاج إلى المزيد من الكرماء.

أيّها الرفيق اللّيّن القريب، لا تكترث لغليظي القلوب عديمي الرحمة. كن رفيقًا ليّنًا قريبًا، فالعالَم مكان أفضل ما دمت فيه هكذا.

أيّها المُخلص، لا تكترث للمغرضين الانتفاعيين الانتهازيين، زِد في إخلاصك وجدّد نواياك وأتقن عملَك. العالمُ مكان أفضل ما دام فيه المتقنون.

كلّما اشتدّ الظلامُ، اشتدّت الحاجةُ إلى الضياء. كُن مصباحًا في طريق مظلم، يهتدي بك من يتلمَّس الطريق.

مصباح الطريق Read More »

اعتقاد الخير في النّفس يجعلك تهوي فوق السحاب

متَى رأي الإنسانُ في نفسِه أنّه الخيّر، وأنّه أفضل من غيره، وتفاقمت صفاتُه الإيجابيّة أمام عينيه، وتضاءلت صفاته السلبية تحت ناظريه، فقد ضلّ.

ومتى انشغلت النّفسُ بعيوبها عن عيوب الآخرين، واستثمرت الوقت في ترويض هذه العيوب والعمل على التخلّص منها، كانت على الطريق الصحيح.

أنت لا ترى من النّاس إلّا يسيرًا من أعمالهم وحياتهم. ولكنّك تعرف تمامًا ما تقوم به أنت في كلّ لحظة من حياتك.

اشغل نفسك بنفسك.

اعمل على توسيع دائرة تأثيرك بالعمل على تحسين مهاراتك وتطوير علمك، تفُز.

واشغل نفسك بالنّاس، تهوي وأنت تشعر أنّك تصّعّد في السماء.

اعتقاد الخير في النّفس يجعلك تهوي فوق السحاب Read More »

سَنُّ السّكّين لن يصنع فتّاحةَ عُلَب

هكذا يقول خبير التسويق، سيث جودن. كثيرًا ما ننخرطُ في العمل على زيادة الجهد المبذول أو إطالة الوقت أو المحاولة بشكل أقوى ولا نعير كثيرَ انتباهٍ إلى الطريق الذي نمشيه أصلًا، إلى أين يتّجه؟

هل الاستمرار في هذا الطريق هو السبيل، وكلّ ما علينا فعله هو مواجهة بضع عقبات؟ أم أننا نسير في اتجاه خاطئ أصلًا، ولا يهمّ الجهد المبذول، لن نصل أبدًا؟

هل نحاول صنع فتّاحة علب عن طريق سنّ السّكّين؟

سَنُّ السّكّين لن يصنع فتّاحةَ عُلَب Read More »

إحياء الوقت

أوقات الانتظار عمر يضيع سُدًى في عصر علامتُه السّرعة والإنتاج، ويُقاسُ الزّمنُ فيه بالفمتو ثانية.

في كلّ المدن الرئيسيّة زحام من المركبات والمشاة يسعون في الأرض بحثًا عن الرزق. وبسبب هذا الزحامُ الشديد، يضيّع الناسُ الكثير من الوقت ذهابًا وإيابًا. وبعمليّة حسابيّة بسيطة، نجدُ أنّ نصف ساعة يوميًا للذهاب إلى العمل تعني قضاء شهر عمل كامل في الطريق. ومتوسّطُ مدّة الرحلة في القاهرة يزيد عن الساعة، ما يعني ضياع شهرين أو أكثر كلّ عام.

شهران كان من الممكن أن تقضيهم في دورة تدريبيّة عن موضوع تحبّه، ولكنّك لا تحدُ وقتًا للذهاب إلى دورات.

الآن، ومنذ عام ٢٠٠٧، أصبح بإمكانك استغلال هذه الأوقات وإحياؤها. أصبح بإمكانك أن تحضر هذه الدورات سماعًا في طريقك.

لا تحتاجُ تركيزك الكامل، ولا تحتاج شغل عينيك بالكتاب أو الشاشة. ولا تحتاج استخدام يديك. ستدخل المادّةُ المفيدة إلى أذنيك مباشرةً. وستكون مُبسّطةً ومُصمّمةً لتستفيد منها حتّى إذا كنت تقود سيّارتك (أي إذا لم تعطها كامل تركيزك). ليس هذا فقط، بل هي مصمّمة بطريقة ممتعة جدًا، مليئة بالموسيقى والمؤثّرات الصوتية التي تضيف جوًّا مشوّقًا. هذه الطريقة اسمها البودكاست.

برامج صوتيّة أعدّها الكرماءُ من كبار المؤلّفين والصحفيين وروّاد الأعمال وذوي الفعالية العالية وشركات الإنتاج ليهدوك محتوًى هادفًا بالمجّان.

يمكنك تحميل الحلقات والاستماع إليها دون الحاجة إلى الاتّصال المباشر بالإنترنت. وتقوم تطبيقات مثل Podcasts وPodcast addict بتحميل الحلقات الجديدة نيابةً عنك باستخدام الإنترنت اللاسلكيّ وما عليك سوى أن تضغط زرّ التشغيل حين تبدأ رحلتك.

أحيِ أوقاتك الضائعة بالاستماع إلى بودكاست مفيد.

إحياء الوقت Read More »

طمسُ الهويّة

نتنازلُ عن هويّتنا شيئًا فشيئًا. نتشرّب هويّتهم شيئًا فشيئًا. نحتفل بأعيادهم، ونتقمّص عاداتِهم، ونمارس هواياتهم، ونتعلم في مدارسهم، ونتكلّمُ بلسانهم، ونحفظُ تاريخهم، ونتشبّهُ بلباسهم.

ثمّ لا يُنتظرُ من ذلك إلّا أن نؤمن بمعتقداتهم، وأن نتنكّر لأنفسنا وهويّتنا ولساننا وعاداتنا وتاريخنا. نصبح كالمسوخ؛ لا يُعرف لنا أصل ولا يبين لنا شكل.

طمسُ الهويّة Read More »

إشارة (٦٥)

نحتاجُ أن نراقبَ تصرُّفاتِنا حول مَن نُحبّ. هل تشهدُ لنا هذه التصرّفات بالحبِّ؟ أم تشي بالأنانية؟

أفعالُك هي التي تعبّر عنك، ليس أقوالك.

كُن مُحبًّا يُحبُّك النّاس.

إشارة (٦٥) Read More »

على مَن تقيس نفسك؟

في دراسات أُجريَتْ على أبطال الألعاب الأولمبية، وعن طريق قياس تعبيرات وجه الأبطال، وجدوا أنّ وجوه من فازوا بالميدالية الذهبية تعبّر -طبعًا- عن السعادة. ووجوه من فازوا بالميدالية البرونزيّة، تعبّر -كذلك- عن السعادة بنسبة ٧١٪؜، وهي نسبة عالية. ولكن كانت المفاجأة في تعبيرات مَن فازوا بالميدالية الفضّيّة، والتي كانت تشير إلى مشاعر الغضب، والحزن، والاستياء! وكان مؤشّرُ السعادة لهؤلاء لا يتعدّى ٤٨٪؜. أمرٌ عجيب!

كيف ينظرُ رياضيٌّ ناشئ إلى البطل الفائز بالميدالية الفضّيّة في رأيك؟ بالطبع، بكلّ إعجاب وانبهار! هذا البطل قد أثبت لتوّه أنّه أحد أفضل اللاعبين على الإطلاق، وفاز بما يبدو كحُلم بعيد المنال لمثل هذا الرياضيِّ النّاشئ الذي يتابعه على شاشة التلفاز.

إلّا أنّه يشعرُ، في قرارة نفسِه، أنّه خسر! لم يحصل على الذهب. لم يكُن الأوّل، مع أنّه كان قريبًا جدًا من الفوز. ويتخيّل الخطأ البسيط الذي قام به ويتخيّل أنّه كان باستطاعته التفوّق على منافسه لو كان فعل كذا أو كذا، ويتحسّرُ على حُلمٍ ضائع.

ثاني أفضل لاعب في العالَم، وثاني أعلى ميدالية في العالَم، تفّوق على كلّ اللاعبين الآخرين، عدا واحد، ولكنّه محبط ومستاء وغاضب؛ ليس في عينيه إلّا الرقم ١.

ربّما تكون قد أدركتَ أنّني لم أكتب لأحكي لك عن الألعاب الأولمبية، ولا عن الرياضة. أليس هذا ما نفعله جميعًا كلّ يوم؟ نقارنُ أنفسنا فقط بمن تفوّقوا علينا، وننظر لأنفسنا بعين الازدراء والخسارة، حتّى لو كنّا متفوّقين أصلًا.

ننظر لفلانة التي ترتدي فستانًا أفضل من فستاني، أو لفلان الذي يملك سيّارةً أفضل من سيّارتي، أو لبيت فلان الأوسع من بيتي، أو لخاتم فلانة الأكبر من خاتمي وأقيَم… إلخ. وننسى أنّ لدينا بيتًا، وهناك الملايين من المشرّدين. وننسى أنّ لدينا سيّارةً، وهناك عشرات الملايين لا يملكون حتى دراجة هوائيّة. وننسى أنّ لدينا ما يكفينا ويسترنا من ملابس صيفًا وشتاءً، وهناك آخرون لا يقيهم شيئًا من برد الشتاء.

نقارنُ أنفسنا، ليس فقط بالقريبين منّا ونغفل عن بقيّة العالَم، بل بمَن هم أفضل منّا من بين هؤلاء المقرّبين.

ولكن، ماذا عن صاحب الميدالية البرونزية، لماذا يبدو سعيدًا؟ لأنّه يشعر أنّه كان على بعد خطوة واحدة من ألّا يفوز بشيء على الإطلاق. لأنّه حتّى لو كان عدّل من أدائه شيئًا ما، لما فاز بالمركز الأول، ولكنّه لو أخطأ خطأً واحدًا إضافيًا، لما ظهر أصلًا في القائمة.

فانظر لنفسك. ما هي النقطة التي ترجع إليها حين تقرّر أنّك “تحتاج” سيّارةً جديدة، أو بيتًا جديدًا، أو قميصًا جديدًا؟ هل هو ذلك الشخص الوحيد من بين مَن تعرفهم الذي اشترى لتوّه سيّارةً جديدةً أو أعاد ترميم بيته أو اشترى قميصًا جديدًا؟

على مَن تقيس نفسك؟ Read More »

أدنى الرِّفق

شخصٌ تعرَّض لموقف مُحرج أمامَ النّاس فضحكوا عليه، فأضافوا أذًى على أذى. أما كفاه الحَرَجُ حتّى نزيدُه ضحكًا واستهزاءً!

ضلَّت فتاةٌ تركب حافلةً خاصةً بالعمل توصل الموظّفات إلى بُيوتهنّ ليلًا طريقَ بيتها وتشابهت عليها الشوارع واضطر السائق للعودة من حيث جاء مرّةً أو مرّتين، فتبرّمَت منها زميلاتُها المتعجّلين على العودةِ بسرعة. أما كفاها خوفها حتّى تزيدوها تبرّمًا واستسخافًا؟!

طلبَ رجلٌ عاملًا في شقّته لإصلاح ما كان العاملُ السابقُ أفسدَه، فغطّى العاملُ العيب القديم باستهتار وعادت المشكلة نفسها بعد أيّام. أما كفى صاحبَ الشقّة ما فعله به العاملُ الأول حتّى نزيده تزويرًا؟

هؤلاء -في تلك اللحظات- نُزِعت من قُلوبهم معاني التعاطف، والرِّحمة والرِّفق واللّين. وأدناها ألّا نُضيف أذًى على أذى.

أدنى الرِّفق Read More »

تربيةُ الذَّوق

الذَّوق يرتقي بالتربية والمراعاة والاهتمام. ولو تُرك دون رعاية انحطَّ.

ومن المهم أن يربّي الإنسان ذوقَه ويرتقي به. ويكون ذلك بتذوّق الفنون. مثل الصور الشِّعرِية والموسيقَى وفَهم ما استعصى منهما مثلًا. والبحث عن الجمال في الطبيعة من حولك وفي لوحات الفنّانين. وقراءة الروايات والأدبيات، وبتعلّك اللغات المختلفة، والتعرّف على ثقافات مختلفة… وما إلى ذلك.

محظوظ مَن وَجَد مُنذ صِغَرِه شخصًا يربّي ذوقَه ويرقّيه. يحكي الفنّان علي الحجّار أنّ والده عارضَه حين انتوى احتراف الغناء، فسأله علي متعجّبًا: إذن لماذا علّمتني الموسيقى؟! فأجابه: لأُرقّيَ ذوقَك. ومَن لم يجد مثل هذه التربية الذوقية، فعليه أن يسعى في ترقية ذوقه بنفسه.

تربيةُ الذَّوق Read More »

سلِّم

التّمسّك العنيد بشيءٍ ما يمنع حصوله. وكأنّ الكون يعاندك كما تعانده. إنّه فقط حين تتخلّى عن الشيء، ولا تحفل به، يأتيك من غير عناء. سبحان الله!

لا تفرض رغباتك. فقط سلّم. وثق بأنّ الخيرَ آتيك لا يخطئك.

سلِّم Read More »

مَن الذي يتآمر عليك؟

يقول جيم كولنز في كتابه البديع: “من جيّد إلى عظيم” أنّ القائد العظيم ينظر في المرآة حين تقع مشكلة ما؛ أي يُلقي باللوم على نفسه، وينظر من النافذة حين تفوز الشركة؛ أي يُعطي الفضلَ للنّاس، لا لنفسه.

ولا شكّ أنّ مثل هذا القائد يحبّ أن يعمل معه كلُّ النّاس. الإنسان يبحث دائمًا عن تقدير الناس لجهده، ويحاول الابتعاد دائمًا عن مسؤولية الخطأ.

ويمكننا توسيع هذه الفكرة لتشمل كلًّا منّا مع نفسه وربّه. تجدُ الشاكي عادةً ما ينظر من النافذة في النوازل وحين الفشل، وينظر في المرآة حين الفوز والفرح. وهذا قَلبٌ لآيات الله: (ما أصابك من حسنةٍ فمن الله وما أصابك من سيّئةٍ فمن نفسك) النّساء: ٧٩.

علينا أن نتعلّم النظر في المرآة إذا أصابنا ما لا يرضينا، والنظر للسّماء في كلّ نعمة نتمتّع بها، وفوز نظفر به.

ليس هناك مؤامرات ضدّك، سوى مؤامرتك ضدّ نفسك.

مَن الذي يتآمر عليك؟ Read More »

تخصيص المساحات

المساحة التي يمكنُ لعقلنا التركيز عليها في الوقت الواحد ليست كبيرة. في الحقيقة، لا يمكننا التركيز بشكل كامل على شيئين معًا. ولكن دعنا نقول أنّه، من الناحية العملية، يمكننا أن نفعل أكثر من شيء في نفس الوقت، بدرجةٍ ما. ويمكننا أن نفكّر في أكثر من شيء في نفس الوقت، بدرجة ما.

لكن، في النهاية، لا بدّ من تخصيص مساحةً في عقلنا للشيء الذي نفكّر فيه، وهذه المساحة محدودة.

فالأولى، إذن، أن نحتار ما نفكّر به. ينبغي علينا الانتباه إلى ما يشغل بالنا. هل نحن مشغولون بشيء سيفيدنا في حاضرنا ومستقبلنا؟ أم بشيء لا قيمة له؟ هل نشغل بالنا بشيء يؤذينا؟

لا تستغرب. أكثر ما يشغل بالنا عادةً ذكريات أليمة أو مستقبل نخشى وقوعه. ألا يؤذينا هذا التفكير؟

ألا يؤذينا أن نفكر طويلًا في نظرةٍ من شخص مرّ بنا اليوم بدت لنا كأنّها نظرة ازدراء؟

ألا يؤذينا إعادة موقف لم نتصرّف فيه بأفضل طريقة مرارًا وتكرارًا مكرّرين اللوم على أنفسنا في كلّ مرّة؟

لماذا نخصص مساحات من عقلنا لهذه الأمور؟

الجواب: لأنّنا غافلون.

أفلا ننتبه؟!

تخصيص المساحات Read More »

في كلّ مِحنة، درس. ما هو؟

يُقال دائمًا أنّ لكلّ محنةٍ درس. وعادةً ما نظنّ أنّ الدرسَ مُحدّدٌ سَلَفًا، أنّ اللهَ يقصد أن يُرينا شيئًا ما من هذا الابتلاء. ربّما يكون هذا صحيحًا.

يقترح جوردان بيترسُن شيئًا آخر: أنّنا نختارُ الدرسَ الذي نتعلّمه من المحنة. لا شيء محدد سلفًا. احتمالات الدروس كثيرة. وربّما يتعرّض شخصان لنفس المحنة ويخرج كلّ منهما بدرس مختلف، حسب اختياره.

يبدو لي ذلك الأمرٌ مشوّقًا أكثر، أن يكون بيدنا اختيار الدرس.

فكّر في المحنة القريبة التي ربّما تكون قد مرّت بالفعل، أو ليس بعد. ما هو الدرس الذي ستختار الخروجَ به؟

في كلّ مِحنة، درس. ما هو؟ Read More »

قصّة الذبابة واللوح الزجاجيّ

لوحٌ زجاجيّ شفّاف يُظهر الشارع على الجهة الأخرى بوضوح. ذبابةٌ داخل الغرفة تنظر من اللوح الزجاجيّ وتقول بلسان حالها: هذه وجهتي. سوف أخرج إلى الشارع.

ولكنّها، بالطبع، ترتطم باللوح الزجاجيّ. فتحاول مرّةً بعد مرّة. وفي كلّ مرّة، تتأذّى من أثر الارتطام. ولكنّها ما زالت تحاول، لأنّ الشارع ها هنا، تستطيع أن تراه.

لو نظرت هذه الذبابة يمينًا، لوجدت بابًا مفتوحًا بالقرب منها تستطيع الخروج منه دون جهد يذكر. لكنّها مصمّمة على اختراق اللوح الزجاجيّ. ولن تفعل، ولو بعد مئة عام.

ذُكرت هذه القصّة في كتاب قصير بديع بعنوان: You Squared. وفيها لمحة مهمّة نغفل عنها أحيانًا.

أحيانًا يكون الطريق أسهل مما نتصوّر، ولكن، علينا أن نسلك اتجاهًا آخر. علينا أن نفكر بشكل مختلف. علينا أن نسمح لأنفسنا بالتغيير، وأن نتوقّف عن تعطيل أنفسنا.

ما الذي يعطّلك؟

قصّة الذبابة واللوح الزجاجيّ Read More »

زهرة دوّار الشمس لا تعرف شيئًا عن الشمس

زهرة دوّار الشمس لا تعرف شيئًا عن الشمس Read More »

اصنع المعروف لوجه الله

علامةُ انتظار الشُّكر تَوقّعُ ردّ الجميل.

وانتظار ردّ الجَميل ينفي منه صفةَ الجَمال، فمن تصدّق خيرًا فهو خيرٌ له.

أفنُحاسبُ النّاس على الصّدقة؟

بل نعملُ الخير ونقذف به في البحر، غير مُتوقّعين جزاءً ولا شُكورًا. نعملُه لأنّنا نمثّل أنفسنا فقط. ولنضربَ مَثلًا يحتذيه من كان له قلب.

ولأنّ التجارةَ مع الله لن تبور.

اصنع المعروف لوجه الله Read More »

القَدَر

الرّكن السادس من أركان الإيمان هو الرّضا بالقَدَر؛ خيره وشرّه. ونحن ننسى أحيانًا الجزء الأخير من الجملة ونظنّ أنّ معنى الرّضا بالقدَر أن نحبّه، أو نسعد به، أو نتطلّع له.

وهذا كلُّه لا يستقيم مع النّفس البشرية في شيء، ويسبّب تناقضًا داخليًا عند أهل الإيمان. وهو مدخلٌ من مداخل الكفر عند من لا يؤمنون. والمفتاح، كما ذكرنا، في الجزء الأخير من الجملة: خيره وشرّه.

أي أنَّ القدَر يحوي الشرّ كما يحوي الخير. ولا يقول عاقل بحبِّ الشّرّ. ولم يطلب منك الله أن تحبّه، وإنّما ترضى به؛ أي لا تسخط عليه. لا تلعن القدَر ولا تتبرّم منه، حين المصيبة، ولا تقول إلا ما يرضي ربّك.

ولنا في رسول الله صلّى الله عليه وسلّم الأسوة حين توفّي ابنه بين ذراعيه فقال باكيًا: إنّ القلب ليحزن وإنّ العين لتدمع ولا نقول إلا ما يرضي ربّنا وإنّا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون.

أفَتُراه أحبَّ أن يجود ابنُه بنفسه بين ذراعيه؟!

ولكنّه الصّبر والرّضا وعدم التبرّم والسّخط.

القدَرُ خيرٌ وشرّ.

الرّضا بالشّرّ لا يعني طلب حصوله. وليس مطلوبًا من المؤمن حبّ الشرّ. ولله في كلّ شيء حِكمة؛ (إنّا كلَّ شيءٍ خلقناه بقدَر) القمر ٤٩. وليس للعبد أن يُحاسب ربَّه فيما يصنع.

اللهمّ ألهمنا الصبر عند النوازل.

القَدَر Read More »

نظرية الكوب

لا يمكنك أن تملأ سوى كوب غير ممتلئ. هذا أمر بديهيّ حينما تفكّر فيه بهذه الطريقة. ولكنّك قد تفاجأ بعدم انتباهنا له في حياتنا اليوميّة، وقراراتنا الهامّة. وسأحاول أن أكون مرتّبًا قدر الإمكان في شرح الفكرة فيما يلي.

لكلّ وضع راهن قوّة تسمّى القصور الذاتي، ومفادها أنّ كلّ شيء يسعى أن يبقى على حالته التي هو عليها. وهذا أحد أسباب التردّد في تغيير العمل الذي لا يجزي، وطلب الطلاق من الزوج الذي يضرب . . . وغيرها.

لكن هناك قوّة أخرى، تؤثّر أيضًا في نفس اتّجاه القصور الذاتي، وهي قوّة الكوب الممتلئ. الوضع الراهن يملأ الفراغ الذي سيحدث لو اختفى، وهذا الفراغ مخيف بالنسبة إلينا، وجهلنا بما يمكن أن يملأ هذا الكوب يخيفنا أكثر. فيزيد هذا من تردّدنا ويبطئ حركتَنا ويعيقنا عن التغيير.

 ولكنّنا نتجاهل، حين نفكّر بطريقة: “طب وهروح فين لو مشيت؟” أنّ الفراغ غير موجود، ولذلك فمن الطبيعي ألّا تجد ما يملؤه. سيظهر ما يملأُ الفراغ فقط حين يكون هناك فراغ.

نظرية الكوب Read More »

فتّش بنفسك داخل نفسك

ينبغي علينا التّفتيش في نوايانا نحن، وداخل صدورنا نحن، والتوقّف تمامًا عن التفتيش في نوايا النّاس وفي دواخلهم.

ولأنّ العادات مرهونة بشرارات تطلقها دون رويّة وتفكير، يمكننا التحكّم في هذا الأمر بعادة بسيطة. كلّما لاحظنا أنّنا نحكم على شخص ما وعلى نيّته، نفتّش مباشرةً داخلنا نحن. وكأنّ التفتيش في نوايا الغير شرارة تحرّك محاسبتنا لذاتنا.

وتدريجيًا، سنتخلّص من الكثير من الظنون. والكثير من الأحكام التي لا حقّ لنا في إصدارها من الأساس.

وكما غنّى مِكّي: دوّر بنفسك جوّة نفسك.. لكن، ليس لتجد حلمك هذه المرة، بل لتتعرّف على عيوبك، وصدّقني، ستجد الكثير.

فتّش بنفسك داخل نفسك Read More »

بين الشجاعة والغرور

الخوف رفيق الشجاعة. يصحبها دائمًا. لا نقول لمن لا يخاف أنّه شجاع. من يأمن مغرور.

من لم يخف الإقدام على المخاطر مغرور بقوّته أو مستهين بخطورتها.

لا خوف على الشّجاع؛ خوفُ الشجاع يحميه.

الخوف على من لا يخاف. يقول تميم البرغوثي: فليس أسهل من إهلاك مُختال.

ونحبُّ أن نشير هنا إلى كلمات الخيّام: فامشِ الهُوَينا؛ إنّ هذا الثرى من أعينٍ ساحرةِ الإحورار.

بين الشجاعة والغرور Read More »

عالمان متوازيان

بداخل كلّ منّا، حين نتعرّض لأفكار الآخرين، كلام لا نعبّر عنه حين نتعامل معهم وحهًا لوجه. قد نُسرّ به إلى المقرّبين منّا لاحقًا، لكنّنا، أمام صاحب الفكرة، نصمت أو نتجمّل له في الكلام.

لكن يختلف الوضع على صفحات التواصل الاجتماعيّ. نكون أكثر حدّةً، وأكثر جُرأة في الكلام. نقول أشياء لا يمكن أن نقولها لو كنّا أمام من نخالفه في الرأي. قد نلجأُ إلى التجريح، والإهانة، والتّفتيش في النّوايا. قد نستخدم أبشع الصفات، وأكثر الكلمات بذاءة! قد نهجم بعنف شديد.

كنتُ أظنّ أنّنا نفعل ذلك فقط مع من لا نعرفهم شخصيًّا. لأنّنا لا نكترث لهم ولا يهمّنا شعورهم. ولأنّنا نعرف في دواخلنا أنّنا لن نقابلهم أبدًا.

لكنّني كنت مخطئًا. نحن نفعل ذلك حتّى مع من نعرفهم معرفة شخصية، ونعرف يقينًا أنّنا سنقابلهم قريبًا. والأعجب من ذلك أنّنا، حين نراهم، نتصنّع البسمة وكأن لم يكن شيء! نقابلهم بحبٍّ ظاهر دون أن نمسّ ذلك التعليق الجارح في حقّهم، أو ذلك المنشور المؤذي لهم، أو تلك الصورة التي كنّا نستهزئ بهم فيها. وكأنّنا لسنا نفس الأشخاص على صفحات الإنترنت. وكأنّنا في عالم مواز.

بل هو عالَم واحد. وينبغي علينا ألّا ننسى ذلك أبدًا. وألّا نقول ما لا نستطيع التفوّه به أمام الشخص ذاته. فما ذلك إلّا جُبن.

وعجبي!

عالمان متوازيان Read More »

يمكنك أن تصمّ أذنك

تبدو أذن الإنسان وكأنّها مفتوحة دومًا، وكأن ليس من خيار أمام الإنسان إلّا أن يسمع ما يقال. لكن هذا غير صحيح.

الحقّ أنّنا نختار ما نسمعه.

نستطيع أن نختار إغلاق آذاننا عن ما لا نريد سماعه.

وإن أصررنا على السمع، فلنسأل أنفسنا إذن: هل العيب منهم حقًّا؟ أم منّا، لأنّنا أجّرنا لهم آذاننا، وعقولنا، وقلوبنا؟

يمكنك أن تصمّ أذنك Read More »

العلم في الرّاس أم في الكرّاس؟

في الحقيقة، العِلم في تنفيذ العِلم.

بمعنى أنّك مهما علمت على السمتوى النظري، لن تتعلّم حقًّا حتّى تنتفع بتنفيذ ما تعلّمته. ما فائدة معرفة فوائد الخضروات إن لم تخصّص لها جزءًا من حميتك الغذائية؟ ما فائدة تعلّم أضرار قلّة النّوم ما لم تنظّم يومك بشكل يسمح لك بنوم صحّيّ؟

كلُّ عِلمٍ تعلّمته ولم تعمل به هو عِلم خامل لا فائدة منه. من لم يعمل بعِلمه، لم يتعلّم بعد.

العلم في الرّاس أم في الكرّاس؟ Read More »

رَقَصاتُ الحياة

مواقفُ الحياة كالقطع الموسيقيّة؛ منها موسيقى تتطلّب الرّقصَ الفرديّ، كالباليه مثلًا، ينبغي أن تتصرّف فيها وحدك، دون شريك.

وهناك موسيقى تتطلّب شريكًا، كالتانجو، لا يمكنك أن ترقص على أنغامها وحدك. ينبغي أن يساعدك أحد لتخرج منها.

وهناك موسيقى تتطلّب رقصًا جماعيًا، تحتاج فريقًا كاملًا لتستطيع تخطّيها بنجاح.

ويبقى السؤال: كيف نميّز بين المواقف؟ والبحث عن الجواب حياة.

رَقَصاتُ الحياة Read More »

شاهد عيان

في عالم الإنترنت، وسرعة المواصلات والاتّصالات، زادت مشاغلنا بشكل كبير. أصبح من الصّعب جدًّا، خاصّةً مع متطلّبات العمل في العصر الحديث وبعد المسافات، مقابلة الأشخاص الذين نحبّهم. أصبحت عمليّة معقّدة تحتاج تخطيطًا مُسبق.

ولكنّها تستحقّ.

التعامل المباشر، وجهًا لوجه، مع النّاس له طعم مختلف تماماً عن المكالمات الهاتفيّة، أو التعليقات على صفحات الإنترنت. التعامل المباشر يُسبّب السعادة (وهذا مثبتٌ علميًّا، حتّى للانطوائيّين).

خصّص وقتًا لمقابلة من تحبّ وجهًا لوجه. ذلك الشعور بعد نهاية اللقاء يستحقّ التخطيط، ويستحقّ العناء لتحقيقه.

شاهد عيان Read More »

لماذا نهتمّ بترك أثر جميل؟

يشغل الإنسان نفسَه طول حياته بسيرته التي سيتركها بعد وفاته. ويهتمّ الإنسان بتخليد ذكراه جدًا، بل هو مهووس بذلك. والسؤال الذي شغلني لعدّة أيّام هو: لماذا؟

ماذا يهمّ الميت في حُسن الذكرى؟ فهو قد مات ولم يعد يسمع شيئًا ممّا يُقال!

ثمّ بدا لي أنّ حسن السيرةِ بعد الموت إنّما هو أسوة يضربها الميت للأحياء الذين عرفوه ليقتدوا بها، ويستلهموا منها الخير، ويحاولوا اللحاق بها.

مَن مات مِن الصالحين منّا هم قدوة للأحياء. نذكرهم ونذكر خُلُقَهم الكريم فنحاول التحلّي بأخلاقهم. نذكر لهم مواقف كانوا يساعدون فيها النّاس فنقلّدهم. ونذكر كيف كانوا لا يغتابون ولا يسعون بين الناس بالنميمة فنحاول أن نكون مثلهم.

الموتُ يعظّم الأخلاق ويظهر حجمَها الحقيقيّ. إن كانت خيرًا فهو خير عظيم. وإن كانت شرًّا فهو شرّ عظيم.

لذلك، ترك المثل الحسن والقدوة الحسنة هو أمر يستحقّ العناء. يكفيك، في حياتك، أن يستلهم النّاس من سيرتك خيرًا بعد موتك.

لماذا نهتمّ بترك أثر جميل؟ Read More »

كيف نملّ وحولنا هذه العجائب؟

الأطفال يجدون الجِدّةَ في أكثر الأشياء إلْفًا لنا، وهو سرُّ اندهاشهم الدّائم وحماسهم للاستكشاف والتعلّم.

نحن نعاني بحقّ من إلف الحياة. إلف المعجزات اليوميّة.

لو أعدنا استكشاف ما نمرّ به يوميًا لتعجّبنا من شعورنا بالملل، وشعورنا بالهمّ، والاكتئاب أحيانًا.

كيف وحولنا كلّ هذه العجائب؟!

من أراد أن يعيد استكشاف حياته فليصحب طفلًا ويمشي معه في مشوار عاديّ جدًّا، ولينصت.

كيف نملّ وحولنا هذه العجائب؟ Read More »

التوقّعات

نحنُ لا نحكمُ على الشّيء في المطلق. نحكم عليه نسبة إلى توقّعنا.

ونحنُ عادةً ما نبالغُ في توقّعاتنا، الإيجابيّة منها والسلبية. كأنْ نخطّط لسفر مثلًا فنتوقّع أن تكون الرّحلة أفضل بكثير ممّا هي عليه في الحقيقة. أو أن نخشى شيئًا فنتوقّعه أسوأ بكثير من حقيقته.

ثمّ تأتي الرّحلة فيخيبُ أملُنا شيئًا ما، لأنّها أقلّ من توقّعاتنا. وتأتي المصيبةُ فنرتاح شيئًا ما، لأنّها أهون من توقّعاتنا.

هذا طبعًا فيما يُتوقّع حصوله. أمّا الفرحة المفاجئة، والمصيبة المفاجئة فهما مؤثّران جدًا. الأولى تصيبنا بفرحة كبيرة، والأخيرة تصيبنا بجزع شديد. وفي الحالتين، كان عِظَمُ الأثر من غياب التوقّع.

التوقّعات Read More »

لا تلبية بدون طلب

لا إجابة ما لم يوجد السؤال.

لا تلبية ما لم يكن الطلب.

حفظتُ قصيدةً مرّة مطلعُها: يا سائلًا عن مذهبي وعقيدتي، رُزِقَ الهُدى مَن للهدايةِ يسألُ.

ما أصدق هذه العبارة! لن تنالَها حتّى تطلبها. ولن تطلبها حتّى تشغل بالك ليلَ نهار.

لا تلبية بدون طلب Read More »

النّاس كالأزهار

يذبلون أو يتفتّحون.

مِن النّاس مَن يذبلُ النّاسُ حوله. ومِن النّاس مَن تتفتّح النّاس حوله.

سبيلُ التفتّح هو القَبول. لن تتفتّح لك زهرةٌ تعيبُ عليها من الداخل. ستنغلق على وفسها. ستختبئ.

تتفتّح فقط الزهرة التي تظنّ أنّك تقبلها. تحبّها. أنّك ستقبل الشوك كجزء منها، ليس كجزء زائد يجب التخلّص منه.

لو فقدت الزّهرةُ كلَّ شوكِها ما بقيت. الشوك وسيلة دفاع عن النّفس.

ما كان الصّبّار ليعيش لولا الشّوك. وكلّما كثُر الشوك دلّك ذلك على خطورة البيئة التي تعيش فيها الزهرة، لا على قُبحها هي.

النّاس كالأزهار Read More »

إشارة (٦٤)

لا يمكننا تحقيق الصّعب ونحن نُقصّرُ في السّهل.

فوز المعارك الخفيفة هو المقدّمة الوحيدة لإمكان الفوز بالمعارك الكبيرة.

الفشل في المعارك الصغيرة مقدّمة لشيء واحد فقط: مزيد من الفشل إذا قرّرتَ خوض معركة كبرى.

إشارة (٦٤) Read More »

الصبر للآخرة تربية تنفعك في الدنيا

من أهمّ مكوّنات الإنسان ذوي الفعّالية العالية هو ما يُسمّى بتأجيل المتعة Delaying Gratification. وهو قدرتك على تحمّل مشقّةٍ ما، لبعض الوقت، من أجل الحصول على متعةٍ لاحقة.

ويؤصّل الإيمان فينا هذه الفكرة عن طريق أوامر الله لنا بتأجيل بعض المُتَع إلى وقت لاحق في الدنيا، أو إلى الحياةِ الآخرة. فكرةُ الحياة الآخرة والمكافأة التي تحصل عليها من عمل عملته فيما مضى هي فكرة ليست دينيّة فقط، بل هي فكرة عمليّة من الدرجة الأولى. تربّي فينا الصّبر اللازم لتحقيق أهدافنا في الدنيا أيضًا.

ومن لم يمتلك هذه المهارة، أو الصّفة، فلن يستطيع تحقيق الكثير.

الصبر للآخرة تربية تنفعك في الدنيا Read More »

هناك نوعان من النّاس في العالَم

أناس يرون أشخاصًا في حاجة، فلا يهتمّون بهم. وأناس يرون أشخاصًا في حاجة فيوقفون حياتَهم، ويعدّلون مسارهم، لكي يستطيعوا مساعدتهم. لا أحد يهيّئُ حياتَه على حياة شخص آخر. لذلك لا تكون الظروف مواتية أبدًا حين يطلب منّا شخص المساعدة. لا بدّ أنّ مساعدتنا له ستتسبّب لنا في بعض المتاعب لنا، أو في تغيير خطة ما، أو اعتراض وقت فراغ كنّا سنسترخي فيه.

وكذلك لا أحد يعرف من سيحتاج المساعدة متى، وفي ماذا. هي أشياء لا يمكن التنبّؤ بها. لذلك لا يمكن التخطيط لها.

ولكن الأمر ليس بهذه البساطة. إنّه معقّد أكثر من ذلك. الناس لا ينقسمون بشكل واضح إلى مُساعِدين وغير مُساعدين. بل إنّ شروط الحالة التي تتطلّب المساعدة والشروط التي حولها تلعب دورًا هامًا كذلك.

في إحدى التجارب، قام الباحثون بتقسيم طلّاب الكنيسة إلى مجموعتين. أخبروا مجموعةً منهم أنّهم متأخّرين على فصلٍ يتوجّب عليهم حضوره. الفصلُ في مبنًى آخر على مقربة منهم سيذهبون إليه مشيًا على الأقدام. والمجموعةُ الأخرى من الطلّاب ستمشي الطريقَ ذاته، لكن معهم وقت كافي للذهاب، ليسوا متأخّرين.

في الطريق، سيقابلون رجلًا يحتاج إلى المساعدة. من الطبيعيّ أن يكون طلّاب الكنيسة خيّرين، ويرغبون في مساعدة النّاس إذا استطاعوا. فالمتوقّع أن يساعدوه.

ماذا تتوقّع كانت النتيجة؟

في المجموعة التي تظنّ أنّها ستصلُ في موعدها بدون تأخير، كانت نسبة مساعدتهم للرجل مرتفعة. أمّا المجموعة الأخرى، المتأخّرة، كانت نسبة المساعدة أقلّ بشكل ملحوظ.

الظرف الذي كانت فيه هذه المجموعة منعهم أن يساعدوا الرجل، ولكنّهم، في ظروف أخرى، كانوا ليساعدوه بدون تردّد.

أحببتُ الإشارة إلى هذه الفكرة حتّى لا نتعجّل الحُكم على النّاس إذا كان بمقدورهم مساعدة شخص ولم يفعلوا. ولكنّني لم أكتب هذه الخاطرة لأتحدّث عن النّاس. أنا أكتبها لكي يتحدّث كلٌّ منّا مع نفسه. كي نحاول، قدرالمستطاع، أن نكون عونًا لإخواننا. وقد كان اللهُ في عَون العبد، ما دام العبدُ في عَون أخيه.

هناك نوعان من النّاس في العالَم Read More »

ما زالت الدنيا بخير

طالما فيها من يفعل الخير ولا ينتظر المقابل. من يقدّم المعروف ابتغاء وجه الله. من يساعدك وقت الضّيق، ثمّ يدير ظهره ولا يقف منتظرًا كلمة “شكرًا” أو منتظرًا حتّى الدّعاء.

لكن، أين هو هذا الشّخص؟ هكذا نتساءل. من الذي يمكن أن يفعل ذلك في عالم يبحث فيه كلّ واحد عن مصلحته فقط؟ من يمكن أن يضحّي هكذا؟ والجواب بسيط جدًا، في الحقيقة. إنّه أنت.

يمكنك اختيار أن تكون هذا الشخص. أن تكون من ينظر الناس إليه ويقولون: ما زالت الدنيا بخير.

صعوبة الأمر تزيده قيمة. ندرته تزيده قيمة. إذا لم يكن هناك غيرك في دائرة معارفك يمكنه أن يفعل ذلك، فهذا يزيدك قيمة، ويجعلك شخصًا لا غنى عنه. لأنّنا، جميعًا، نعرف أنّ وقت الضيق، سنلجأ إليك أنت.

الكرم هو مفتاح كلّ الأبواب في هذا العصر. في العصر الذي يستطيع كلّ واحد فيه اختيار أن يحصر نفسه في دور “المتلقّي”، يلمع الكريم المعطاء. الذي لا يطلب، بكرمه، شيئًا. فمن يطلب شيئًا مقابل معروف صنعه، لم يصنع معروفًا، بل قايض شيئًا بشيء. قبض الثمن. فلا يسألن بعد ذلك عن امتنان أو شكر.

ما زالت الدنيا بخير Read More »

لا تتعجّل الاحتفال

لا تطلق على نفسك الصفة إلا بعد مرور “ستة أشهر” منتظمة على الأقلّ.

لست رياضيًّا إذا لم تكن تمارس التمارين الرياضية بشكل منتظم لستّة أشهر مضت على الأقلّ. ولست قارئًا، ولست كاتبًا، ولستَ تتبع حميةً غذائيةً صحّية، ولست تتعلّم لغةً حديدة … إلخ.

نتعجّل إطلاق الصفة على أنفسنا بعد يومين من الممارسة الحماسيّة ثمّ يفتر حماسنا وتنهزم عزيمتنا ثمّ نتوقّف. فبأيّ حقّ أطلقنا على أنفسنا هذه الصفة؟ وكيف نتكلم عنها كأننا خبراء في ممارستها وننصح بها مَن حولنا ونحن لم نرَ منها ثمرةً بعد؟

تجد زميلك في العمل قد بدأ نظامًا غذائيًا جديدًا بالأمس ويأتي ليحدّثك عن مزاياه ومنافعه وكيف عليك أن تتبعه كذلك وتغيّر نظامك الرديء. وهو لم يمارسه سوى يوم واحد! عن أيّ شيء نتكلّم؟

وكذلك من يذهب إلى الصالة الرياضية أسبوعًا .. ومن بدأ يقرأ كتابه الأوّل منذ عشر سنين، ومن بدأ يكتب منشورات رأي على فيسبوك أوّل أمس …

لا يجب أن نتحدّث عن شيء لم نسبر غورَه ونعرف خباياه. لم نجرّبه بأنفسنا. لا يجب أن نطلق على أنفسنا الصفة أصلًا ناهيك عن أن نحثّ غيرنا على اتّباع خطانا.

لا تتعجّل الاحتفال Read More »

لن يمدّك الله بمعجزة

حولُنا اللافتات في كلّ مكان تشير إلى الطريق. ونحن تائهون في أرض الله. نعرف القراءة. ونأبى إلّا أن نستمرّ ضائعين!

نقرأ اللافتة تشير شَمالًا، ونُغرِّبُ. أو جنوبًا، ونُشَرِّق. لا نريد اتّباعها. تبدو أسهل ممّا يجب، أحيانًا. يبدو الطريق تافهَ الشأن، غير مُبهرج. ليس فيه جبال نتسلّقها لنشعر بنشوة النصر حين نصل إلى القمّة.

لكنّنا ننسى أنّنا تائهين.

وننسى أنّ ما بعدَ القمّةِ إلا انحدار.

الطريق مُمهّدٌ نوعًا ما. وليس مستويًا كما يبدو. هو طريق صاعد أبدًا، ولكن ميلَه بسيط، لا نراه بسهولة. إلّا حين نسير فيه بعيدًا، وننظر إلى الخلف.

وفي أثناء ضياعنا، ندعو الله من صميم قلوبنا أن اهدنا يا ربّ، ووفقنا يا ربّ، وألهمنا يا ربّ. واللهُ يضع لنا في كلّ خطوةٍ لافتة، ولكنّنا لا نرى. بل إنّنا نرى، ولكن لا نرضى عمّا نرى.

نحن لا ننتظر أن يضع الله لنا لافتةً فقط. نحن نتوقّع أن يحملنا الله إلى القمّة بين طرفة عين وانتباهها. نحن ننتظر معجزة. ونغفل عن القانون الذي وضعه الله: إن أردتَ، فاعمل، ثمّ سأكافئك بخير مما عملت. لكن عليك أن تعمل.

(وهُزّي إليك بجذع النّخلة تساقط عليك رطبًا جنيًّا) — مريم:٢٥.

كيف تهزّ امرأةً ضعيفةً في مخاضها بجذع نخلة لا يستطيع أربعة رجال أشدّاء أن يحرّكوه؟ إنّه القانون. لن يتساقط البلح دون مُسبّب لسقوطه.

كذلك أنت لن تصل دون سعي، مهما صَغُر.

لن يمدّك الله بمعجزة Read More »

أوّليّات ..

قدرتك على التمييز بين الحقّ والظّنّ أوّل الفَهم.

خضوعك لنفس الميزان الذي تُخضعُ له غيرك أوّلُ الحكمة.

علمك بمساحةِ جهلك أوّل العِلم.

عصيانُك نفسَك أوّل القوّة.

مراقبتُك لنفسك أوّلُ الوعي.

من لم يتحلّ بها جميعًا، أو سعى لها، فقد خاب.

أوّليّات .. Read More »

التعلّم السّماعي

نوع من التعلّم يستهان به جدًا. كثيرون منّا يعتقدون أنّ التعلّم الحقيقيّ مقروء ومرئيّ فقط.

الكثير من المواقف اليوميّة لا تسمح لنا بمشاهدة فيديو أو قراءة كتاب. الطريق من وإلى العمل أو المدرسة، وأعمال المنزل الروتينية، وممارسة التمارين الرياضية سواء في النّادي الصّحّي أو في المنزل، وركوب الدرّاجة مثلًا …

في كلّ هذه المواقف لا يمكنك أن تقرأ أو تشاهد شيئًا مفيدًا. وأغلبنا يقضي هذه الأوقات في سماع الأغاني أو الرّاديو.

ربّما كان هذا هو الحلّ الوحيد قبل عشرين سنة. لكن الآن، مع ثورة الهواتف الذكية والبرامج الصوتية المتنوعة، لا تكاد تبحث عن أيّ موضوع، هزليّ أو جاد، كوميديّ أو مأساويّ، إلّا وتستطيع إيجاد عشرات البرامج الصوتية حول هذا الموضوع.

برامج بودكاست، وكتب صوتيّة، وتسجيلات. يمكنك تحميلها وسماعها مجّانًا في أيّ وقت.

لا أدري كيف ما زالت كلمة بودكاست كلمة غريبة على معظم المصريّين.

التعلّم السّماعيّ قد يكون الوسيلة الأنسب في ظلّ عالمنا المتسارع أبدًا، والذي لا نكاد نجد فيه وقتًا لعمل أيّ نشاط خارجيّ. ما زالت البرامج الصوتية تزوّدنا بفرصة لنحيي وقتًا كان ميتًا.

ابدأ الآن.

التعلّم السّماعي Read More »

داخل عقل “بيل”

عملٌ فنّيّ بديع أطلقته نتفلكس قبل أيّام. نعيش فيه مع أحد أعظم العقول على وجه الأرض: عقل بيل جيتس.

في نهاية السلسلة القصيرة يتساءل المذيع، بعدما أدهشه إصرار بيل جيتس على تحدّي مشاكل تبدو مستحيلة الحلّ: هل انخرط بيل في هذه التحدّيات أكثر من اللازم؟ هل أخذ على عاتقه ما لا يمكن تحقيقه؟ أم هل ستثمر محاولاته حقًا؟

قلتُ لنفسي: لا يهمّ.

لا يهمّ إن قضى بيل حقًا على مشكلة الطاقة قبل وفاته. ولا يهمّ إن نجح في إبادة شلل الأطفال. ولا يهمّ إن استطاع إيصال المياه النظيفة لكلّ الفقراء. لا يهمّ.

المهمّ أنّه يسعى. ربّما يموت قبل تحقيق مراده، ولكن سيأتي بعده من يستفيد من عمله، ويكمل المسيرة. المهم أنّه حاول. أنّه أخذ الأمرَ على عاتقه ولم يستسلم. لكنّه أخذه بقوّة.

مَن أخذ شيئًا بقوّة، فلا ملامة، وصلَ أو لم يصل.

———

لمزيد من المعلومات عن السلسلة، اضغط هنا.

داخل عقل “بيل” Read More »

كيف تعلّمتَ الكلام؟ 

الإجابة: كلمةً كلمة.

لم يأتِ أبواك يومًا ليعلّماك الخَطابة وعمرك ستّة أشهر.

كانا يعلّمانك قَول: ماما .. ما .. ما .. با .. با .. بابا. كلمة من مقطع واحد مكرّر مرّتين. ويا فرحتَهما بهذه الكلمة! 

مبو .. مبو .. فهما من هذه الأحرف عديمة المعنى معنى الظمأ. 

مَم .. مَم .. فهما من هذا الحرف المكرّر معنى الجوع. 

ومع مرور الأيّام، بصبر لا مثيل له، وحماس لا ينقطع، يعلّمانك كلّ يوم حرفًا، كلّ يوم مقطعًا بسيطًا جدًا.

في عامك الأوّل في هذه الحياة، رغم التدريب المستمرّ ممّن حولك من المتحدّثين، لم تتعلّم سوى بضع كلمات ناقصة. أصوات لا تحمل سوى معنًى اصطلاحي لا يفهمه إلّا من يعيش معك. وفي عامك الثاني، تبدأ الأصوات بالوضوح شيئًا ما، تبدأ الحروف بالترتيب شيئًا ما. تصبح كلماتك ذات معنًى شيئًا ما. 

وهكذا تدريجيًا، ببطء شديد، وممارسة يوميّة، تنمو قدرتك على الكلام. ثمّ يمكنك، بعد سنين أن تتعلّم الخطابة إن شئت، وفنون التعبير، وتؤلّف كتبًا، وشعرًا، وأغاني.

كيف تعلّمت المشي؟

بنفس الطريقة. 

بالمحاولة والخطأ، وبالتدريج.

تعلّمت الجلوس أولًا. ثمّ الزحف. ثمّ الوقوف متسنّدًا على قطعة أثاث، ثمّ المشي مستندًا عليها، ثمّ مشيت وحدك خطوة وسقطت. عشرات المرّات. قبل أن تمشي جيدًا. ثمّ، بعد عام ونصف تقريبًا تستطيع أن تمشي متأرجحًا كبطريق. ثمّ، بالممارسة المستمرّة يحصل تقدّم بطيء. حتّى تكبر، وتستطيع الركضَ إن أردت. ويمكنك الآن ممارسة الرياضة وركض الماراثون، إن شئت. 

لماذا، إذن، لا نتعلّم أنّ هذا هو السبيل؟ بهذه الطريقة، البطيئة، تعلّمنا كلَّ شيء.

لماذا نتعجّل النتائج حين نكبر؟ لماذا نريد أن نصل بسرعة، دون زحف، أو تأتأة؟ دون أن نخطئ، ونجرّب، ونقع، ونصدر أصواتًا غير مفهومة!

لماذا نبحث عن الطرق القصيرة؟ لماذا نتمنّى ربح اليانصيب، أو مسابقة “حلم” على إم بي سي؟ لن يحدث. 

إذا تأمّلنا في ماضينا سنكتشف أنّ كلّ ما تعلّمناه كان بطيئًا. وأنّ كلَّ ما سعينا فيه نحو الطرق القصار ما نفعنا بشيء، بل جعل الطريق أطول، والجهد النّفسيّ أكبر. سنكتشف أنّ الطريق القصير دائمًا أطول.

 

كيف تعلّمتَ الكلام؟  Read More »

في عتمة الليل

نحتاج المصابيح.

في ضوء النّهار، المصباح المضيء والمطفأ سيان. الضوء يملأ الدنيا على كلّ حال.

لكن في عتمة الليل، تشتدّ الحاجة للنّور.

إذا خرجتَ ليلًا إلى شرفتك ونظرت في السّماء نظرةً سريعة، لن تجد الكثير من النجوم. لكن، إذا أنعمت النظر، وصبرت قليلًا، ستراها تلمع. وكلّما أطلتَ النّظر، كلّما زاد البريق وزاد عدد النجوم التي تلتقطها عينُك.

ذلك لأنّ حدقةَ العين تتّسع بإطالة النظر في الظلام، سامحةً لكمّية أكبر من الضوء بالمرور. فترى ما لم تكن تراه في البداية.

لا تستلم للظّلام.

لا تترك قلبك يابسًا بلا ريّ.

حدّق في العتمة، ترى النّور.

في عتمة الليل Read More »

بأيّ حقّ؟

بأيّ حقٍّ نأمرُ غيرنا بفعل ما لا نفعله نحن؟ أين مصداقيّتنا؟ أين احترامنا لأنفسنا؟ أين تقديرنا لعقول من نخاطبهم؟

رجلٌ على أعتاب العمل في الشركة التي أعملُ أنا بها، فأقول له ناصحًا: يا أخي لا تعمل هنا. إنّها شركة سيّئة. ويمكنك إيجاد عشرات الشركات الأخرى أفضل منها.

بأيّ حقّ؟

ألا يُعدُّ هذا كذبًا وخيانةً لأمانة النصيحة؟

أما كنتُ لأنفع نفسي بنصيحتي لو كانت نافعة؟

إنّها ازدواجيّة غريبة لا أفهمها بعدُ.

وقِس على ذلك كلَّ نصيحةٍ تقدّمها لغيرك وتقوم بضدّها تمامًا.

بأيّ حقّ؟ Read More »

كيف تأمن؟

كيف تأمن؟

كيف تأمن والنّاس يموتون كلّ يوم بالمئات؟ ومن تعرفهم شخصيًا يموتون …

نحن لا نسأل أنفسنا: ماذا لو كنتُ أنا؟ 

ماذا تركتُ للعالَم؟

هل ولادتي ووفاتي حادثان عابران ليس بينهما قيمة أضيفت للحياة؟

قيل أنّ الإنسان يموت مرّتين: مرّة حين يموت، ومرّة حين يذكر اسمه للمرّة الأخيرة في هذه الحياة. 

وما سرّ اهتمام الإنسان بسيرته بعد موته، وتخليدِ اسمه؟ هل يهمّ الميّت حقًا ما يقوله الناس عنه؟ أم هو نوع من التّشبّث بالحياة لكي لا نموت؟

يُحكى أنّ الدافع المُحرّك لستيف جوبز كان السؤال: “ماذا لو كان هذا هو يومي الأخير؟” 

كلّنا نعرف، نظريًا، أن اليوم ربّما يكون يومنا الأخير، لكنّنا لا نتوقّع أبدًا أن يكون. 

ما أعرفه الآن، أنّه إن كان هذا هو يومي الأخير، لكتبتُ كذلك.

كيف تأمن؟ Read More »

معجزةُ الحياة

الحياةُ معجزة تحصل طوال الوقت. لا نشعر بها لأنّنا اعتدناها.

كما يذكر جوردان بيترسُن في كتابه، ١٢ قانونًا للحياة، أنّك تعتاد ركوب سيّارتك فلا تشعر بعبقريّة هندسة آلة كهذه تتحرّك بسهولة لتوصلك إلى وجهتك. تبدأ التفكير في تلك المعجزة فقط حين تتعطّل السيّارة. وقتها تدرك أنّ عملها بسلاسة كان غريبًا. وقتها ندرك تعقيد هذه الآلة وعبقريّتها.

هكذا الحياةُ أيضًا. لا نشعر بها إلّا حين نهدّد بفقدها، أو نُفجع فيمن نحبّ.

الحياةُ غالية. استخدمها فيما ينفع. لا تنتظر أن تتحسن الظروف أو أن تنتقل للعيش في بلد أحلامك، أثمر حيثما زرعك الله. أثمر الآن.

قد تفوتك الفرصة في أيّ لحظة.

معجزةُ الحياة Read More »

لا يمكنك أن تقلب الطاولة إذا لم يعجبك الأمر

في الحقيقة، باستطاعتك أن تفعل. لكنّك، لو فعلت، فأنت الخاسر لا غيرك. ودعني أوضّح لك ما أعنيه بقلب الطاولة، ولماذا ستخسر إن فعلت.

تواجهنا فترات من الضيق كلّ حين. وفي هذه الفترات، يكون من الصّعب جدًا الحفاظ على العادات البنّاءة التي اكتسبناها. لأنّنا لا نشعر أنّنا نريد فعل أيّ شيء. نريد فقط أن نثور على أيّ شيء، وربّما على كلّ شيء. نثور على أنفسنا التي أوصلتنا إلى هذه المرحلة. ربّما لأنّنا، دون وعي منّا، في مكان عميق داخل عقلنا، نلوم أنفسنا على ما وصلنا إليه.

فنتخلّى عن عاداتنا تلك. وننعزل عن أصدقائنا وأهلنا. وقد نتغيّب عن العمل، أو نستقيل!

وماذا نفعل في عزلتنا؟

لا شيء. نتذكّر كلّ ما يضايقنا. ونزيد من اكتئابنا. نعيش بين آلام مضت، وآلام لم تأت بعد. نتوهّم مستقبلًا أسود، ونتذكّر ماضٍ أسود. نغلق النوافذ والأبواب على قلوبنا لكي لا ينفُذ إلينا شعاع ضوء. نزيد من ضيقنا عمدًا.

ليس أسوأ من أن تعذّب نفسك.

ولكن، ما مشكلة هذه المرحلة؟ لماذا لا يمكنني أن أقلب الطاولة، ولو مؤقّتًا، حتّى أهدأ؟

الجواب: لأنّ العالَم لن ينتظرك. ستتأخّر كثيرًا. ستخسر ما كنت تبنيه. والبداية من جديد صعبة جدًا، وثقيلة جدًا على النّفس التي ذاقت طعم التعب والجهد المطلوب حتّى وصلت إلى ما كانت عليه.

يمكنك أن تحزن. ويمكنك أن تكتئب. ويمكنك أن تغضب. ويمكنك أن تثور. اسمح لنفسك بكلّ ذلك، لفترة قصيرة جدًا.

لكن لا تتخلَّ عن نفسك. لا تضيّق عليها الخناق. لا تحرمها من التقدّم، حتّى في أوقات الضّيق.

اترك بابًا مفتوحًا، أو نافذة. اترك شعاعًا من النّور يدخل إلى قلبك.

لا يمكنك أن تقلب الطاولة إذا لم يعجبك الأمر Read More »

كيف تضيف القيود للحياة معنىً؟

يأخذنا الدكتور مصطفى محمود في رحلة خياليّة إلى جزيرةٍ نائية خالية من البشر إلّا واحدًا. فيها إنسان واحد فقط. هذا الإنسان حرّ تمامًا. يستطيع أن يفعل ما يحلو له.

يمكنه أن يخلع جميع ملابسه ويركض عاريًا. يمكنه أن يسبح في أيّ وقت. يمكنه أن ينام في أيّ وقت. يستطيع أن يعمل أو لا يعمل. لا أحد يحاسبه. لا أحد يراقبه. ليس لديه أيّ مسؤوليّة. وليس عليه أيّ واجبات.

هذه هي الحياة الوحيدة التي يمكن يتمتّع فيها الإنسان بحريّة مطلقة. بلا أيّ قيود. حياة ليس فيها غيره. ولكنّها حياة فارغة من المعنى. إنّها الجحيم!

بمجرّد تخيّل إنسان جديد معه على هذه الجزيرة، ستبدأ بعض القيود بالظهور. لن يمكنه، مثلًا، أن يجلس في نفس المكان الذي يجلس فيه الآخر. كما أنهما سوف تنشأ بينهما علاقة ما بكل تأكيد، تترتّب عليها حقوق وواجبات لكلّ طرف تجاه الآخر. وعلى الرغم من أنّ حريّة ذلك الإنسان الأوّل أصبحت أضيق مجالًا، إلّا أنّه سيختار هذه الحدود على العيش وحده تمامًا.

ثمّ عمّم هذا المثال لتجد مجتمعًا كاملًا مليئًا بالبشر. كلّ واحد يريد أن يصل إلى عمله، فبالتالي علينا تنظيم حركة المرور وتخصيص قواعد معيّنة للسير في الشارع هدفها تسهيل وصول كلّ منّا إلى عمله. صحيح أنّني سأصل أسرع لو لم يكن أحد معي في الشارع، لكنني لو لم يكن معي أحد لما كان هناك عمل أذهب إليه أصلًا!

لو لم يكن معنا بشر آخرين لما استطعنا بناء الطائرات والصواريخ ولا الوصول إلى القمر ولا حتّى حياكة الملابس وتصميمها بشكل أنيق. ما كنّا لنستطيع ركوب سيّارة ولا بناء حضارة.

وجود بشر آخرين معنا على سطح الأرض يضيف لحياتنا بشكل إجماليّ يستحقّ التضحية ببعض من حرّيّاتنا لأجله.

هذا من ناحية عامّة. ونفس الكلام ينطبق على الناحية الخاصّة.

الشخص الأعزبُ أكثر حرّيّةً من المتزوّج. ومن لم ينجب أكثر حرّيّة من صاحب الذرّيّة. ومن ليس له إخوة يشاركونه مسكنه أكثر حرّيّة من آخر في عائلة كبيرة وله إخوة كثيرون. وهكذا.

لكن، لوجود الزوج قيمة. ولوجود الزوجة قيمة. ولوجود الأولاد قيمة. ولوجود الإخوة قيمة. كلُّ قيد يضيف إلى حياتنا قيمة.

وكثير من المنادين بالحريّة الآن لا يدركون هذا البُعد من المسألة. يركّزون على القيد، وينسون القيمة التي لم تكن لتوجد لولا هذا القيد.

بل إنّ هذه القيود تزيدُ من حُرّيّتنا، إذا نظرنا إلى قدراتنا الخارقة في وجودها وقدرتنا الضئيلة جدًا من دونها.

كيف تضيف القيود للحياة معنىً؟ Read More »

لا تخشَ فواتَ الفرصة

يُقال أنّ الفرصةَ لا تأتي سوى مرّة واحدة. ولا أظنّ أنّ هذه هي الحقيقة الكاملة. قد لا تأتيك نفس الفرصة ثانيةً، لكن ستأتيك فرصٌ أخرى.

اقتناص الفرص في وقتها المناسب مهارة هامّة. وأنا لا أحاول دعوتك للتأنّي أو التفكير الطويل أو الحِرص.

لكن اقتناعك بأنّك لن تجد سوى هذه الفرصة الواحدة، الوحيدة، يجعلك متمسّكًا بها أكثر من اللازم. تجزع لو لم تحصل عليها. وتحجب عن ناظريك بقيّة الفرص، إن كان هناك غيرها.

وكلّ جزع يعني زيادة الشعور بالاستحقاق. وكلُّ شعور بالاستحقاق ضلال.

لا تخشَ فواتَ الفرصة Read More »

الحبُّ شجاعة

نخشى الصدمة، فنختبئ خلف أسوار من حديد. لا نسمح لأحد أن يقترب منّا بقدر يسمح له بإيذائنا، إذا قرّر يومًا أن يبتعد. نحيط أنفسنا بأسوار اللامبالاة، والعزلة، والاعتماد -شبه الكلّيّ- على النّفس. نصدُّ، بشراسة، أيّ محاولة للاقتراب الحقيقيّ. نخالط من لا نهتمّ لأجلهم كثيرًا، ونصاحبهم، ونتكلّم معهم، إذا قرّرنا يومًا أن نتكلّم

هؤلاء غير مهمّين على كلّ حال. لا يستطيعون إيذاءنا برأيهم فينا أو في أفكارنا. لن نحزن لفراقهم لو فرّقتنا الأقدار.

هذا مسلكُ الخائفين، ربّما نتج هذا الخوف من أذًى أصابهم من قبل. من فقد عزيز، أو فراق حبيب، أو خسارة صديق.

لهذا، فالحبُّ شجاعة. أن تحبّ هو أن تخفض دروعك، وتسمح لشخص ما بالوصول إلى نقاط ضعفك. الحبّ تمكين الحبيب من النّفس. لأنّنا أعطيناه، بحبّنا له، القوّة ليؤذينا إذا قرر الابتعاد، أو جفا؛ إذا لم يلتزم بمقتضى الحبّ.

“الأسوار التي تمنع عنّا الحزن، تمنع عنّا السعادة أيضًا.”
— جيم رون

الحبُّ شجاعة Read More »

إشارة (٦٣)

يغنّي كاظم الساهر: “أنا شكوتي منّك إليك .. وفرحتي ودمعي في إيديك” ففكّرتُ مباشرةً أنّ من كانت سعادته وحزنه بيد غيره، اضطرب، وفسدت حياتُه.

أنت لا تستطيع التحكّم في تصرّفات الآخرين. لا تترك مفاتيح نفسك لأحد أبدًا. تملّك أنت زمام نفسك.

إشارة (٦٣) Read More »

الحرمان النسبي

نحن لا نقيسُ ما نتمتع به من مزايا بشكل سليم. لا أحد يُحصي مليارات البشر على سطح الأرض وينظر في أحوالهم وفي مستويات معيشتهم وصحّتهم وتعليمهم وبيئتهم ثمّ يرتّبها تصاعديًّا ثمّ ينظر في أيّ مرتبة هو. نحن فقط نقارن أنفسنا بمَن حولنا.

ومَن حولنا هؤلاء لا يشترط أن يكونوا حولنا بالفعل، أو بالقرب منّا. للأسف، ضممنا إلى “من حولنا” عشرات الفنّانين والرياضيين المشهورين الذين نحبّهم ونتابع صفحاتهم وأخبارهم على الإنترنت. وبالطبع، كلُّ ما نراه عند هؤلاء هي مزايا ليست في متناول أيدينا. فيزيد تركيزنا على هذه الأمور من شعورنا بالحرمان، وربّما الظُلم.

وكذلك نقارن أنفسنا بمن حولنا فعلًا. فهذا يرتدي ملابس ماركة كذا، وتلك تمتلك سيّارة كذا، وهؤلاء يسكنون في حيّ كذا… إلخ. ونشعر بالحرمان، وربّما بالظلم. الحياة ليست عادلة. لماذا تعطي فلانًا ولا تعطيني؟!

وربّما نحكمُ على النّاس الذين قد لا نعرفهم أصلًا بأنّهم أدنى منّا شأنًا، ولا يستحقّون تلك المزايا. أنا الذي أستحقّ. ولكنّني لا أملك، ويملكون هم، فيعزّز هذا شعورنا بظلم الحياة، وبالحرمان.

لكنّنا نركّز على خمسين فردًا أكثر منّا ثراءً وننسى ثلاثة مليارات شخص أفقر منّا! وننسى مليارات الناس الذين يعانون مشاكل صحيّة لا تقدّر العافية منها بمال. وننسى ملايين المشرّدين الذين لا يأمنون النوم ولا يهنأون. وننسى ملايين آخرين من الأمّيين الذين لا يقرأون ولا يكتبون. حُرموا العلم والتعلّم.

نشعر بالحرمان لأنّنا نحصر أنفسنا في دائرة ضيّقة من المنعّمين، ثمّ نقارن أنفسنا بهم. فنكون بذلك قد ظلمنا أنفسنا وحرمناها من تقدير الظروف بشكل حقيقيّ، وأكثر موضوعيّة.

الحرمان النسبي Read More »

إشارة (٦٢)

راقب حديثَك. فيمَ تتكلّم؟

إن كان أكثر كلامك في أمور خارج نطاق تأثيرك، فأنت لاهٍ.

اجعل أكثر اهتمامك داخل دائرة تأثيرك. لا تلغ. ولا تخُض مع الخائضين.

إشارة (٦٢) Read More »

الناس لا يعرفون ما تعرف

لا تتوقّع أن تخبر أحدًا بمعلومة تعلّمتها على مدار سنوات من القراءة والدراسة وأعملتَ عقلك في التحليل والاستنتاج، ثمّ أن يقتنع هو بهذه المعلومة هكذا ببساطة. ثمّ الأدهى من ذلك أن تحكم عليه بالرجعية والدوغمائيّة وقلّة المرونة وعدم تقبّل الآراء المخالفة، أو التخلّف وعدم مواكبة العصر والعلم الجديد.

لقد ظلمته.

من حقّه أن يفكّر في المعلومة ويقارنها بما لديه من علم ومعرفة، ثمّ يختار موضعها من معتقداته. كما فعلت أنت، وكما يفعل كلّ إنسان. إن كنتَ قد خضت تجربة ما أوصلتك لهذا الاستنتاج، فلا تتوقّع أن يؤمن به من لم يخض هذه التجربة. من حقّه أن يجرّب كذلك.

ومحاولة فرض مثل هذه الآراء على من لم يتعرّض لنفس الظروف هي محاولة فيها شيء من الغرور وفيها كثير من الاغترار.

إن أبيت إلّا أن تعلّمه، ابدأ معه الرحلة من البداية. ابدأ من حيثُ هو، لا من حيث أنت الآن. خاطبه على قدر عقله. امشِ معه خطوةً خطوة. شجّعه أن يسأل، وأن يُبديَ اعتراضَه على ما لم يقتنع به. ثمّ، بعد أن تشرح كلّ ما لديك، دعه يقرّر. تمامًا كما قرّرت أنت من قبل.

الناس لا يعرفون ما تعرف Read More »

لن أبدأ؛ لأنّي لن أستمرّ..

ما سأحكيه لك الآن ليس استعراضًا لنجاحي،لأنّي أعتقد أنّ ما نجحت فيه حتّى الآن لا يستحقّ الاستعراض. ولكنّه مقدّمة ضروريّة لفكرة هامّة، فأناشدك الصبر للنهاية.

بدأتُ هذه المدوّنة بهدف بسيط جدًا وواضح: أن أكتب خاطرةً يوميّة، مهما كانت الظروف.

لا يهمُّ إن كانت طويلةً أو قصيرة. لا يهمُّ إن كنت في “مزاج” يسمح لي بالكتابة أم لا. لا يهمّ حتّى أن يعجبني ما كتبته اليوم. ولا أخفي عليكم، هناك الكثير من التدوينات لم أكن راضيًا عنها حين نشرتها. لكن كان الأهمّ هو الالتزام.

والتزمتُ بأقصى جهد ممكن، ولم أيأس حين نسيت مرّة، ولم أيأس حين نسيتُ الثانية، ولم أجلد ذاتي كثيرًا حين نسيت الثالثة. ركّزتُ على تحليل الأسباب التي ساعدتني على النسيان، ومحاولة تجنّبها.

جرّبتُ أن أكتب في نهار اليوم، وأثناء الليل، وقبل النوم، حتّى توصّلتُ إلى الطريقة الأنسب لأسلوب حياتي. جرّبتُ أن أحتفظ بملاحظاتي التي أودّ الكتابة عنها لاحقًا في أوراق، وفي ملاحظات الهاتف، وكتسجيلات صوتيّة، حتى وصلت إلى الطريقة الأنسب لي.

وها أنا أكتب الخاطرة رقم ٤١٦. ولا أشعر أنّي عانيت في كتابة ٥١ ألف كلمة! لأنّني التزمتُ بمقدار صغير، لكن كلّ يوم.

قبل أيّام قليلة، بدأتُ حملةً على فيسبوك سمّيتها #١٠٠_يوم_سعادة أنشر فيها خاطرةً يوميّة عن نعمةٍ منسيّة لأذكّر بها نفسي والناس. عسى أن تُسهم هذه الحملة في نشر السعادة والامتنان في مكان تطغى فيه الكآبة والشكوى.

وقد دعوتُ معارفي وأصدقائي للمشاركة في هذه الحملة، وقال لي أحدهم: لن أشارك. فسألته: لم؟ أجاب: لأنّي أعرف أني لن أستمرّ!

استوقفني هذا الجواب كثيرًا. لم أفكّر أبدًا، حين بدأتها، إذا كنتُ سأستمرّ أو لا. لم يخطر الأمر ببالي. أنا أعرف مسبقًا أنني سأستمرّ بمشيئة الله. ثمّ أدركت أنّني اكتسبت هذه الثقة لأنني أفي بوعدي لنفسي كلّ يوم، حين أكتب الخاطرة.

إنّني أفي بوعدي لنفسي منذ ٤١٩ يومًا، كلّ يوم. لقد نسيت بضعة مرّات، ولكنها لا تذكر مقارنةً بالمرات التي التزمت فيها. فأكسبني هذا ثقةً كبيرةً في نفسي بأنني، إن عزمت، سألتزم.

وهذه واحدة من ثمرات عديدة لعادة الكتابة اليومية. وليس السر في العادة نفسها أنها كتابة، ولكن في الالتزام بشيء ما، مهما كانت الظروف. ستكتسب ثقةً أنّك، إن وعدت، ستفي. وكلُّ واحد منّا مُحتاج إلى هذه الثقة. حتّى لا يرغب في بناء شيء ثمّ يقول: لا، لن أبدأ، لأني لن أستمرّ.

لن أبدأ؛ لأنّي لن أستمرّ.. Read More »

القراءة العصريّة

لم يعُد تحصيل العلوم والمعارف مقتصر على مصاحبة المعلّم والقراءة له. في عصر الإنترنت، يستطيع كلُّ أحد أن ينشر ما حصّله من علمٍ ومعرفة للعالَم أجمع بضغطةِ زرّ. ويستطيع كذلك كلُّ أحد الوصول إلى هذه المعرفة دون جهدٍ يذكر ودون الحاجة لإنفاق دينار ولا درهم.

ومع ثورة المعلومات والاتّصالات، وبالإضافة إلى حلّ مشكلة الوصول إلى المعلومة، أصبحت المعلومة متاحة بطرق شتَّى: المسموعة، والمقروءة، والمرئيّة، وبطرق تفاعليّة أحيانًا تكسر عادةَ الاتّجاه الواحد.

وأصبح من السّهل إيجاد مجتمعات صغيرة تدرسُ نفس الفكرة، والتواصل معهم؛ وهو شيء يُثري كثيرًا من تجربة المتعلّم.

المحتوى العلميّ متاح للجميع. بطرق مختلفة تناسب الشخصيات المختلفة. فمن الناس من يحبّ القراءة، ومنهم من يستثقلها ويفضّل السّماع.. وهكذا.

وهناك العشرات، بل المئات، من الأشخاص ذوي الفعالية العالية، الذين غيّروا شكل العالَم من خلال صناعات مختلفة، فكريّة وإعلاميّة وإنتاجيّة، وغيرها، ينشرون كلّ يوم مئات المقالات والمقاطع المصوّرة والتدوينات عن نجاحهم، وكيف أحرزوا هذه النتائج الهائلة. ونحن، القادرون على القراءة، وعلى السماع، وعلى المشاهدة، نهمل كلّ ذلك.

نهمله لنتابع فلانة الفنّانة التي تزوّجت من فلان. ولنتابع أغنية “الهضبة” الجديدة عن “يوم الثلاثاء”. ولنتابع آخر صيحات الموضة، وأكثر أنواع مساحيق التجميل شعبيّةً!

ليس هذا بابًا من أبواب المعرفة النافعة. فأوصدْه.

واقرأ، أو شاهد، أو اسمع شخصًا مؤثّرًا يعلّمك كيف تكون مثله.

القراءة كانت سرّ الطريق إلى الحكمة. ولكنّها لم تعد السبيل الوحيد. اليوم، ليس لديك عذر.

القراءة العصريّة Read More »

لا تصعّب الأمر على نفسك

لمَ لا تسلك الطريق السهل؟ على الأقلّ، في البداية.

لمَ تيدأ تعلّم لغة جديدة عليك تمامًا بحضور دَورات طويلة، وبعيدة، ومُجهدة؟ لمَ لا تبدأ بالتعرّف عليها على اليوتيوب مثلًا، أو من خلال تطبيقات مجّانية مثل دوولنجو!

لمَ تبدأ ممارسة الرياضة، لأوّل مرّة، باشتراك سنوي في النادي الصحّيّ Gym، وتذهب ٣ مرات أسبوعيًا لتقضي ساعتين من التمارين؟ لمَ لا تبدأ بتعويد نفسك المشي بدلًا من الركوب في المشاوير القصيرة، والحركة بين الحين والحين، حين تجلس طويلًا؟ أو تبدأ بخمس عَدّات من تمرين الضغط مثلًا، وتواظب عليها!

لمَ تبدأ رحلة القراءة بوضع هدف مئة كتاب في السنة؟ لم لا تقرأ صفحةً في اليوم، وتواظب عليها؟

لمَ تحاول تأليف كتاب، ولم يسبق لك خبرة في الكتابة؟ لمَ لا تبدأ بمدوّنة يوميّة، تسجّل فيها خواطرك؟ تعوّد بها نفسك على الكتابة، وتمرّن يدك، وتصفّي أفكارك.

لم لا نخطو الخطوات الأولى ببساطة، وسهولة، بدلًا من تصعيب الأمر على أنفسنا؟ لمَ نحاول أن ننافس في الألعاب الأولمبية، وما زال عمرنا شهورًا لم نتعلّم الحبو بعد؟

فلنحبو أوّلًا. ولنتذكّر أنّ الحياةَ طويلة.

لا تصعّب الأمر على نفسك Read More »

الحياة طويلة

تشيعُ بيننا لفظة: الحياةُ قصيرة. نقولها مازحين حين يُطيل أحدٌ علينا في أمرٍ ما نتعجّل حصولَه. ونقولها جادّين حين نحلم بشيء يبدو بعيدًا جدًا لا يمكن تحقيقه.

ولكنّنا، حين نتفكّر قليلًا، نجد الكثيرين الذين حقّقوا إنجازات باهرة أثناء حياتهم. منهم المخترع والكيميائيّ والطبيب والمفكّر والكاتب ورائد الأعمال والفنّان والشاعر والموسيقيّ، وغيرهم. حين نتفكّر نجد أناسًا حوّلوا مسار حياتِهم، من الفقر والاكتئاب إلى الثراء والسعادة، في غضون سنوات. قد يكون منهم من تعرفهم شخصيًا.

وما يثير دهشتي أنّنا نميلُ دائمًا لتعظيم قدرتنا على القيام بالأشياء القريبة، وتقديرها بأكبر مما هي عليه في الحقيقة، ونميل دائمًا للاستهانة بقدرتنا على تحقيق الأشياء البعيدة. نقدّر أننا نستطيع أن نصل بجسدنا إلى الشكل الرياضيّ المنشود في شهرين، مع أنّه مستحيل. ونقدّر أنّنا لا نستطيع أبدًا تأليف كتاب نافع، ولو بعد عشر سنوات، مع أنّه أمر لا يصعب إدراكه في عشر سنين!

الحقُّ أنَّ الحياة طويلة بما يكفي. طويلة بما يكفي لتصبح ثروة شخص واحد تقدّر بمئة وخمسين مليار دولار أمريكيّ. وطويلة بما يكفي ليصبح حجم شركته في السوق يقدّر بترليون دولار. وطويلة بما يكفي ليخترع أحدهم الكهرباء. وطويلة بما يكفي ليخترع أحدهم السيّارة الآليّة. وطويلة بما يكفي لينبغ فيها أديب وهو في العشرينيّات من عمره. وطويلة بما يكفي ليبني فيها شخص واحد إمبراطوريّة كاملة، وحضارة كاملة، ويتبعه الملايين.

الحياة، إذا نظرنا لها بالعقود، وليس بالشهور، نجد أنّها طويلة جدًا. طويلة بما يكفي لتحقيق المعجزات.

فتمهّل.

الحياة طويلة Read More »

أنت لا تحتاج إلّا أن تريد

المشكلة ليست في الظروف.

وليست في الإمكانيّات.

وليست في الوقت.

وليست في القدرة المادّية.

وليست في قلّة الطّاقة.

وليست في وظيفتك.

وليست في عائلتك.

وليست في أيّ شيء خارجك.

المشكلة، فقط، أنّك لا تريد.

إن صدقتَ الرّغبة، وجدتَ السبيل. ولكنّك، يا مسكين، لم ترغب بعد.

الرغبة هي المتطلّب الوحيد لاتّخاذ القرار. والقرار هو كلُّ ما يلزمُك لتبدأ العمل.

أنت لا تحتاج إلّا أن تريد Read More »

هل يمكن أن تزول؟

تلك النعمة التي اعتدتها لدرجة لآنّك لم تعد تراها، هل يمكن أن تزول؟ هل هناك من لا يتمتّع بها؟

البصر الذي يسمح لك برؤية هذه السطور، والتعليم الذي يسمح لك بفكّ شيفرة هذه الحروف ومعرفة المعنى الذي تحويه. هل هناك من حُرم هذه النِّعَم؟

سلامةُ عقلك الذي تفكّر به وتتّخذ قراراتك، هل هناك من حُرم من هذه النعمة؟

قوّة الجسد التي تسمح لك بصعود الدرج، والمشي، والعمل. هل هناك من حُرم منها؟

يداك التي تكتب بها، وتأكل، وتحمل بها الجهاز الذي تقرأ منه الآن، هل هناك من حرم هذه النعمة؟

قدرتك على التبسّم، وقتما تريد، والتحكّم في ملامح وجهك لتعبّر عن حالتك العاطفيّة في كلّ لحظة، هل هناك من حُرم هذه النعمة؟

رجلاك اللتان تمشي بهما إلى الوجهات المختلفة، واللتان لم تخذلاك من قبل، هل هناك من حُرم المشي والوقوف؟

هل تعرف أيّام الأسبوع، وفي أيّ يوم أنت؟ هل هناك من حُرم هذه النعمة؟

هل تستطيع التعبير عمّا يجول في خاطرك بالكلمات ويفهمك من حولك؟ حين تكون جائعًا أو متألّمًا، هل يمكنك أن تخبر من حولك بذلك؟ هل هناك من حُرم هذه النعمة؟

هل تتنفّسُ بشكل طبيعيّ دون تفكير؟ هل هناك مَن حُرم النَّفَس السهل التلقائيّ؟

هل يدقُّ قلبُك ويضخُّ الدّمَ لأطرافك جميعًا دون تأخير أو تعطيل؟ هل هناك من حُرم هذه النِّعمة؟

هذه عشرةُ أمثلة لنِعم ألِفناها حتّى لم نعد نراها. ويمكنني أن أسوق آلاف الأمثلة. وقد تحدّيتُ نفسي مرّةً أن أستخرج من نعمة البصر وحدها مئة فائدة، ونجحت. ولو تحدّيتُ نفسي أن أستخرج من كلٍّ من هذه العشر مئةً لاستطعت. مصداقًا لقوله تعالى: {وإن تُعدّوا نعمةَ اللهِ لا تُحصوها}.

سَل نفسك: هل يمكن أن تزول؟ وإن كانت الإجابة نعم -وهي دائمًا نعم- فاستشعر عظمةَ ما أنت فيه. اشكر الله. كُن سعيدًا لأنّك تتمتّع بما لا يتمتّع به كثير من الناس. استشعر الامتنان. هو وحده سيحوّل حياتك كلَّها سعادة.

هل يمكن أن تزول؟ Read More »

كيف حالُك اليوم؟

سؤال يمرّ بنا عشرات المرّات في اليوم الواحد ولا نلقي له بالًا ونجيب عليه بتلقائية: الحمدلله. ستكون هذه الإجابة هي الأنسب فعلًا لو كنّا نشعر بها حين نقولها. لو كنّا نحمدُ الله من صميم قلوبنا حين نتفوّه بها.

ولكن، هذا ليس حالنا الحقيقي. نحن نقولها غير مبالين بها. لا نعطيها حقّها من التفكير.

من المعروف في علم النفس أنّ عقل الإنسان يتأثّر بالكلمات، ويزداد هذا التأثير قوّةً كلّما تكررت الكلمة أكثر من مرّة مصحوبة بالإحساس. فمن يكرّر قول: “أنا تافه” مثلًا، يزداد تصديقه أنه تافه حتّى يستقرّ هذا المعنى في وجدانه وتبدأ تصرّفاته بالدلالة عليه والإشارة إليه. أي ينعكس ذلك الاعتقاد على أفعاله.

لو أضفنا على ذلك معرفتنا بأنّ العادات تتطلّب محفّزًا مبدأيًا يكون بمثابة شرارة الانطلاق للعادة، يمكننا أن نستنتج التطبيق العمليّ التالي:

ربّما يكون من مفاتيح تحسين اعتقادنا عن حالنا هو الاهتمام بإجابة هذا السؤال. نختار إجابة مثالية، نرغب في أن تكون هي اعتقادنا الحقيقيّ عن حالنا طوال الوقت. مثلًا نستبدل قول الحمدلله بطريقة جوفاء إلى: في نِعمة، والحمدلله. ونستشعر نعمةً ما حين نقولها. أو اختر أنت الإجابة التي تريد، لا يشترط أن تكون نفس الإجابة. المهم أن تكون ذا معنًى إيجابيّ ويصحبها شعور بالامتنان.

ثمّ نختار هذا السؤال كشرارة البداية لهذه الإجابة. ندرّب أنفسنا ألّا نجيب إلّا بها. ونكرّرها مرارًا على مسامعنا، لتستقرّ في أذهاننا وترسخ في تربة عقولنا. ومع الوقت، سيبدأ اعتقادنا -السلبيّ- عن أنفسنا بالذبول شيئًا فشيئًا، حتّى يموت تمامًا، ويحيا بدلًا منه الاعتقاد الجديد، بأنّنا في نعمة والحمدلله.

وكم من نِعمة بنا لا نشعر بها ولا نستشعر قيمتها!

كيف حالُك اليوم؟ Read More »

أتحاسبُ ربَّك؟

ربّما يكون ما يعكّر صفوَ حياتنا بشكل يوميّ هو افتراض أنّ الأصل في الأشياء وجودها. دعني أشرح لك ما أعنيه.

قد ننزل يومًا من البيت لنذهب إلى العمل وقبل أن نركب السيّارة، نجد أحد الإطارات مفرّغًا من الهواء ويحتاج إلى تبديل وصيانة. سيؤخّرنا هذا نصف ساعة على الأقلّ. ربّما يكون ردّ فعل الكثيرين منّا هو السبّ ولَعن اليوم والتشاؤم. لماذا؟ لأنّنا نسلّم بوجود السيّارة، وبأنّ عليها أن تكون دائمًا في حالةٍ ممتازة. لقد خالفَت حالتُها تلك توقّعاتِنا، فأصابنا ذلك بالإحباط.

ربّما نستيقظ يومًا من نومنا فنجد حلقَنا ملتهبًا قليلًا من تغيّر الجوّ والتعرَض لهواء جهاز التكييف البارد طوال الليل. فيم نفكّر؟ نسخطُ على المرض. نلعنُه. نسبُّه. نشكو لله: يا ربّ، لماذا تُمرضني؟! نفعل كلُّ ذلك لأنّنا نفترض أنَّ الصحّةَ هي الأصل. أنَّ غياب جزء منها أمرٌ غير طبيعيّ.

إذن، من وجهة نظرنا، الأصل هو امتلاك سيّارة لا بدّ لها أن تعمل جيّدًا طوال الوقت. الأصل هو الصحّة الجيّدة. نعتقد أن هذه الأشياء “حقّ لنا” نحاسبُ الله -سبحانه- عليه إذا غاب عنّا. وأساسُ هذا الاعتقاد هو إلفُ هذه النِعَم. اعتدنا عليها فتوهّمنا أحقّيتنا لها.

الطريقُ الآخر، الأصوب، هو أن نستشعر نعمةَ اللهِ علينا في تلك المواقف. إذا لم تسعفنا الظروف يومًا لنركب سيّارتنا الخاصّة، نستشعر قيمة كلّ يوم استطعنا أن نركبها فيه دون عناء. إذا غاب جزء من صحّتنا، نحمدُ الله على الصحّة الكاملة في بقيّة الأيام. إذا اشتدّت حرارةُ الجوّ يومًا، نشكر الله أنّ الطقس كان معتدلًا بالأمس، وأنه في الغد سيعود كذلك.

استشعارُ النِعَم في وقت الأزمات يولّد حالةً من الامتنان تُضفي البهجةَ والسعادة الحقيقية على تلك الأوقات، وعلى حياتك بشكل عام.

أتحاسبُ ربَّك؟ Read More »

نتائج استثنائيّة من أفعال عاديّة

أنت لا تحتاج إلى بذل جهد استثنائيّ من أجل الحصول على نتائج استثنائيّة. لا تحتاج أن تفعل شيئًا خارقًا للعادة، أو مبتكرًا لم يسبقك إليه أحد. كلّ ما تحتاجه هو الانضباط.

إذا ألزمت نفسك بتصرّف عاديّ كلّ يوم، والتزمت به حقًا، سيتراكمُ أثرُه مع الوقت ويصبح عملًا ضخمًا.

 ما هو المجال الذي تريد أن تتطوّر فيه؟

كيف يمكنك أن تتطوّر في هذا المجال؟ ما هي الخطوة القريبة التي يمكنك القيام بها بطريقة تناسب ظروفك الحالية؟

اختر أيَّ شيء تريد. وأمهل نفسَك عمرَك كلّه كي تحقّق ما تريد. لا داعي للعجلة. هذا الفعل البسيط المنتظم سيولّد نتائج استثنائيّة.

نتائج استثنائيّة من أفعال عاديّة Read More »

سجّل لنفسك

إذا أراد الإنسان معرفة إذا ما كان يتحدّث أثناء نومه أم لا، فلا سبيل إلّا المراقبة والتسجيل.

ولكنّنا نغفل أنّنا في حكم النّائم حتّى ونحن يقظين! وسأشرح لك كيف ذلك.

تصدُرُ عنّا معظم أفعالنا دون انتباه؛ هي عادات لا نكثر التفكير فيها قبل القيام بها. كأنّنا لا نراها ولا نسمعها. فقط نقوم بها بتلقائيّة شديدة، وقد لا نعي ما نفعله أو ندرك أثرَه.

كأن يعتاد أحدُنا السبّ مثلًا، فيظلّ يسبّ هذا وذاك وهو غير منتبه لما يفعله على الإطلاق، ولا على أثر ذلك على من حوله.

أو أن يعتاد أحدٌ الصياح بصوت عالٍ بداعٍ وبدون داعٍ، ولا ينتبه لصوته العالي إلّا أن يُنبّه إليه.

وغيرها من الأفعال الكثيرة التي اعتدناها وتصدر عنّا بسهولة ويُسر دون اكتراث. كلّ هذه الأفعال تحتاج إلى المراقبة والتسجيل. لنعرف الصالح منها فنزيد منه، وننتبه إلى الفاسد فنحدّ منه.

فإمّا أن ندرّب أنفسَنا مراقبة أنفسنا وعاداتنا، أو أن نطلبَ ممّن نثق بهم أن يراقبونا، ونسمع لكلامهم إذا نبّهونا. والخيرُ أن نجمع بين الطريقتين، فنراقب أنفسنا، ونستمع لتوجيهات من حولنا.

سجّل لنفسك Read More »

ليس من الذكاء أن تضع خطّة بديلة

كم واجهتَ من تحدّيات لم ترَ سبيلًا للتغلّب عليها ولكنّك، في النهاية، استطعت! لم يكن لديك حلّ آخر. إمّا النجاة، وإمّا الهلاك، أو ما يشبهه.

غياب البديل يعظّم من فرصتك في الفوز. يُضاعف رغبتك. ويقوّي عزمَك. لذلك، ليس من الذّكاء أن نضع خطة بديلةً لهدف نريد تحقيقه.

لو لم تكُن هناك شبكة حياة في الأسفل، فمن الأفضل لنا ألّا نسقط من على الحبل. سنحاول، بكلّ ما لدينا من قوّة، ألّا نسقط. السقوط يعني المَوت. لا حياةَ إلّا مع الفَوز.

حين لا يكون أمامنا سوى طريق واحد، لا يكون أمامنا سوى أن نمشيه. لا تشتّت نفسَك. لا تسمح لنفسك بالتراجع. حدّد هدفك، ولا ترضَ بأقلّ من الفَوز.

غيّره، فقط، بعدَ أن تصل إليه.

ليس من الذكاء أن تضع خطّة بديلة Read More »

لا تظلم نفسَك لتنصر غيرَك

ظلمُ النّفس جريمة مهما أقنعتها بأنّه تضحية نبيلة في سبيل إرضاء صديقٍ أو حبيب أو قريب.

لا تضحِّ بوقتك بلا طائل من أجل أحد. ولا تضيّع صحّتك من أجل أحد. ولا تتغيّب عن عملك وأدائك لواجبك من أجل أحد.

هذه ليست أنانية، ولا سوداوية.

أنت تفعل ذلك لأنّ واجبك الأوّل نفسُك. مهمّتُك الأولى أن ترعى نفسك وتعتني بها بأفضل شكل ممكن.

ومن ناحيةٍ أخرى، فإنّ هذه الرعاية الجيدة ستضمن لك النموّ. ويمكّنك تطوّرك من خدمة من حولك بشكل أفضل. سيفتح لك أبوابًا جديدة لتضيف قيمةً حقيقية في حياة من تحب.

ومن ثَمّ، فإنَّ تقصيرك في حقّ نفسك هو تقصير مباشر في حقّ الجميع.

لا تظلم نفسَك لتنصر غيرَك Read More »

ذكرى الهجرة المحمّديّة

منذ ١٤٤١ عامًا، هاجر مُحمّدٌ، عبدُ الله ورسوله الخَاتَم، وصَحبُه الكرام من بلدةٍ كانوا فيها مضطهدين مُعذّبين، إلى بلدةٍ أُخرى تُكرمهم وتؤويهم وتعزّهم. هاجروا، ولم تكن الهجرةُ بالأمر السّهل. كان خروجُهم أشبَهُ بخروج الهاربين اليوم من سوريا والعراق واليَمَن، وغيرها من البلدان التي دمّرتها الحربُ الداخلية تمامًا، اللاجئين في بلاد غريبة عنهم، باحثين فقط عن البقاء.

هاجروا وتركوا خلفَهم أموالَهم وبيوتَهم ووطنَهم الذي لا يعرفون سواه، ولجأوا إلى مكان ليس لهم فيه أهل ولا أصحاب. هجروا كلّ عاداتِهم وكثيرًا من عائلاتهم ليبدأوا صفحةً جديدةً، ويبنوا حضارةً تستمرّ بعدهم حتّى آخر الزّمان.

ما كانت الدعوةُ المحمّديّة لتصل إلى ما وصلت إليه اليوم، وما كان مليار ومئات الملايين من الناس ليؤمنوا بها لو لم يهجر محمّد بيتَه ووطنه الذي ألفه طوال سنوات عمره، وأهله الذين يحبّهم ويحبّونه، بل ونفسَه التي عرفها طوال الخمسين عامًا وزيادة التي عاشَها قبل هذا اليوم.

هذا اليوم ذكرى خالدة أراد الله أن يعلّمنا فيه معنى الهجرة، والعبور إلى الجانب الآخر من الخوف. أراد أن يؤكّد لنا قانونًا من قوانين الحياة: وهو أنّ ما أوصلك إلى هنا، لن يوصلك إلى هناك. أنّ عليك تحمّل التخلّي عمّا ألِفت من أجل الحصول على ما تريد. وهذا هو الدرس الأهمّ من هذه الرّحلة المباركة.

اهجر مكانَك إن كان يعيقك عن الوصول. اهجر مكانَك إن كان يمنعك من تحقيق الهدف. اهجر البيئة التي تحطّمك وتعذّبك وتجرّك إلى الجاهليّة. أرضُ الله واسعة. فابحث عن البيئة التي تناسب ما تطمح إليه.

اللهم صلّ على محمّد وعلى آل محمّد كما صلّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم. وبارك على محمّد وعلى آل محمّد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم. إنّك حميد مجيد.

ذكرى الهجرة المحمّديّة Read More »

من هو مصدر المدد؟

استيقظ كلّ يوم معجبًا بنفسك. إعجاب الآخرين إضافة.

احتفِ بنفسك. احتفل بنفسك. كُن مصدر المدد لنفسك.

شجّع نفسَك. كافئ نفسَك حين تنجز شيئًا.

لا تنتظر احترامًا أو إعجابًا أو اعتزازًا أو تشجيعًا من أحد، ما لم تُمدّ نفسَك بكلّ هذا أوّلًا.

“العالم يتبع خطاك في طريقتهم لمعاملتك.”
ليسا نيكولز

من هو مصدر المدد؟ Read More »

نحِنّ إلى أنفسنا فيهم

حين نقابل أصدقاءً لم نرَهم منذ سنين، نجدُ أنّنا دائمًا نتكلّم عن الماضي الذي كان يجمعُنا، ونتذكّره بكثير من الحنين. ولاحظتُ اليومَ كيف أنّنا ونحنُ معهم نشبه كثيرًا أنفسَنا القديمة، التي كانت معهم منذ زمن بعيد. وتنبّهتُ أنّه ربّما نحنّ إليهم لأنّنا نحنّ إلى أنفسنا القديمة تلك. ربّما نشتاق إليهم جدًا لأنّ جزءًا منّا يشتاق لجزءٍ منّا يظهر ونحن معهم.

فإذا كان أحدُنا مهتمًّا بالشِعر في صباه، وقابل أصدقاء الصبى، يجد نفسه يكلّمهم عن الشِّعر والشُّعراء والأغاني الفصيحة، البديعة. وإذا كان مهتمًا، في صباه، بالسيّارات مثلًا، يجد جزءًا من حديثهم عن السيّارات، ويتشوّق إليه، وتتحرّك في دواخله مشاعر كانت قد خمدت منذ وقت طويل.

ربّما نحنّ إلى أصدقائنا القدامى لأنّنا نحنّ إلى أنفسنا التي صاحبتهم، ونريد أن نزورها من جديد.

نحِنّ إلى أنفسنا فيهم Read More »

دوّامة الجهل المركّب

من الطّبيعي ألّا نعرف شيئًا لم نعرف عنه شيئًا. ولكن جهلُنا بالأمور لا يتبادر إلى أذهاننا دون انتباه وتدبّر. نحسبُ -غافلين- أنّنا نعلم الأمرَ ابتداءً. فنحسب -متغافلين- أنّ ما نقوم به بناء على هذا العلم الزائف صحيح. وهي دوّامةٌ من الجهل المركّب. ويُعرّف الجهلُ المركّب بأنه الجهل بالجهل، أو، بعبارة أخرى، هو عدم معرفة الإنسان بجهله في موضعٍ ما.

عوّد نفسك ألّا تُسارع برفض الأفكار التي لم تُعرَض عليك من قبل. أمهلها وقتًا كي تفهمها جيّدًا أوّلًا، قبل أن تقيّمها. فكَم من فكرة غريبة علينا رفضناها بمجرّد سماعنا لها واتّضح لنا، بعد البحث فيها، أنّها أفضل من فكرتنا القديمة.

هناك نوعان من الأفكار يُطرحان على عقلك بشكل يوميّ: أفكار تعاملتَ معها من قبل، وأفكار تتعرّض إليها لأوّل مرّة. بالنسبة إلى الأفكار التي تتعامل معها للمرّة الأولى، عليك بالتأنّي، والتفكير العميق، والبحث الجادّ والتجربة والخطأ قبل أن تبنيَ رأيًا حول هذه الفكرة.

وبالنسبة للأفكار التي سبق لك التعاملُ معها، فيمكنك تخطّي مرحلة التفكير والبحث (بما أنّه من المفترض أنك قد خُضتهما من قبل) وإدخال المعلومات الجديدة تحت الاختبار مباشرةً بالتجربة والخطأ، ثمّ قبولها أو رفضها.

أمّا إن كانت خبرتك السابقة مع هذه الأفكار تحديدًا، وقد سبق لك تجربتها، فيمكنك الاستفادة مباشرةً من دروس هذه التجربة. وفي هذه الحالة فقط، يكون قرارُك سريعًا جدًا.

 

دوّامة الجهل المركّب Read More »

قانونُ الأضداد

كلُّ شيء له ضدّ. بل إنّ وجود الشيء يوجِبُ وجودَ ضدِّه. كيف نقول أنّ هناك موجبًا ما لم يكن هناك سالب؟ كيف نقول أنّ هذا أبيض ما لم نقارنه بالأسود؟ كيف نعرف الخير ما لم نعرف الشّرّ؟ كيف نعرف الحزن ما لم نعرف الفرح؟ لا يمكن.

يُعرف هذا القانون بقانون الأقطاب، أو قانون الأضداد. وإذا فهمنا هذا القانون، أدركنا أنّ ما من تحدٍّ إلّا وهو، حين ننظر إليه من زاويةٍ أخرى، يبيّن لنا فرصةً ما. وكلّما عَظُمَ التحدّي، كلّما عَظُمَت الفُرصة.

إذا فهمنا هذا القانون، أدركنا أنّ لكلّ شيء أكثر من زاوية. وإذا فهمنا هذا القانون، فهمنا لماذا تقع علينا مسؤوليّة اختيار الزّاوية التي ننظر إليها. قد لا نعرف بعد كيف نغيّر نظرتنا. لكنّنا نعرف أنّ تغيير النظرة ممكن، بل إنّه واجب في حقّ من لم تُسعفه نظرته الحالية.

قانونُ الأضداد Read More »

سأخبرك بما سيحدث في الخمس سنوات التالية

انظر وراءك. كم من الأيّام مرّت؟ كم من السنين مرّت؟ أين كنت؟ أين أنت الآن؟

هل أنت في نفس المكان لأنّك، منذ سنوات، تكاسلتَ عن الهدف لأنّ الوصولَ إليه يتطلّب سنوات؟

لن يمكنك العودة إلى الوراء. كان الأفضل لو بدأت منذ خمس سنوات. لكنّك لا تملك هذه السنين الآن. أنت تملك السنوات الخمس القادمة.

سأخبرك بما سيحدث فيها: نفس ما حدث في الخمس سنوات السابقة؛ إلّا أن تغيّر شيئًا!

 

 

سأخبرك بما سيحدث في الخمس سنوات التالية Read More »

تأليف الموسيقى يتطلّب وقتًا طويلًا جدًا

على عكس الكلام العاديّ، لا يمكنك أن تلعب الموسيقى لأربع ساعات متتالية على نفس النّغمة. سيملّ الحاضرون ولن تُباع أيّ تذكرة لحفلاتك التالية.

عليك أن تبذل جهدًا كبيرًا في تأليف كلّ دقيقة من موسيقاك، وانسجام النغمات مع الآلات التي تعزفها، وانسجامها مع بعضها البعض. عليك أن تفكّر في سرعة الإيقاع ومن يبدأ العزف متى، وعليك التدرّب الطويل عليها مرّة، بعد مرّة، بعد مرّة، بعد مرّة، بعد مرّة. ربّما تحتاج أن تعزفها مئات المرّات حتّى تتقنها تمامًا!

تأليف الموسيقى مهمّة تبدو لي صعبة جدًا، وتستحقّ كلّ الاحترام.

تأليف الموسيقى يتطلّب وقتًا طويلًا جدًا Read More »

نحن لا نعطي لأنفسنا ما ننتظره من النّاس

الكلمات التشجيعية.

الإعجاب.

الحبّ.

حتّى الاحترام.

نستيقظ كلَّ يوم من نومنا باحثين عن هذه الأشياء، وغيرها، عند غيرنا. نبحث عن ختم الموافقة منهم، لا من أنفسنا. سلبنا أنفسنا هذه الصفات وأعطيناها لغيرنا، فإمّا أن يمنحها لنا ويكون ذلك، عندنا، دليل على استحقاقنا لها، أو لا يمنحها، ويكون ذلك دليل على نقصانها فينا.

كلّا والله! لا يملك أحدٌ هذه القوّة غيرك. وينبغي على كلّ واحد فينا أن يشجّع نفسَه، ويحبّ نفسه، ويسامح نفسَه، ويحترم نفسَه.

ينبغي أن نهنّئ أنفسنا حين ننجزُ مهمّة. وأن نصفّق ونحتفل ونكافئ أنفسنا.

ينبغي أن نستيقظ كلَّ يوم ونقول لأنفسنا بملئ الفم: صباح الخير. نعم، هو صباح جديد مليء بالخير إن شاء الله.

ينبغي أن نعرف نقاط قوّتنا، وصفاتِنا الفاضلة، وأن نضعها نصب أعيننا ونقول: الحمدلله الذي هدانا لهذه الأخلاق. وأن نجني احترامنا لأنفسنا منها.

ينبغي أن نحبّ أنفسنا ونفهما لنعرف كيف نتعامل معها. ما الذي يحفّزنا؟ وما الذي يثبّط عزيمتنا؟ ماذا يحرّكنا؟ ما هي دوافعنا؟ كأنّك طبيبُك النّفسيّ تحاول اكتشاف ما بداخلك. الطبيبُ لا يحتقر زائريه. فقط يحاول فهمَهم ليستطيع توجيههم.

خلاصةُ القول: لا تنتظر من أحد أن يمدّك بالمعنويات التي تحتاجها. أعطها لنفسك. املُك أنت زمام الأمر.

نحن لا نعطي لأنفسنا ما ننتظره من النّاس Read More »

لن تستطيع تغيير العقول

الآراء التي يعتنقها الإنسان ليست وليدة اللحظة التي تتبلور فيها من خلال الكلمات. ولكنّها تكرار لعمليات شديدة التركيب ومعتقدات متداخلة ومُدخلات كثيرة من مصادر لا يبدو بينها أيّ اتّصال. أسهمت هذه العمليّات في تكوين ذلك الرأي.

ولذلك، لا يمكنك في جلسة واحدة أن تغيّر قناعات الشخص الذي تناقشه. لا يمكنك أن تفعل ذلك أبدًا ما لم تقوموا بإعادة بناء هذه التجارب والمعطيات وتفكيكها وتحليلها ثمّ إعادة ترتيبها بشكل جديد. لن يتمّ ذلك إلّا في مناقشات عديدة طويلة ومتكرّرة. نزور فيها نفس النقاط من زوايا مختلفة، ونعبّر عنها بكلمات مختلفة، مرّةً بعد مرّة.

أظنّ أنّه لهذا السبب لا يستطيع الطبيب النفسيّ مثلًا معرفة مشكلة الزوّار من الجلسة الأولى. ومن المشهور أنّ الطبيب والزائر قد يستغرقا شهورًا حتّى يبدأ ما يمكنك تسميته بـ”التواصل الحقيقي” بينهما. في هذه الشهور، تجري عمليات التفكيك للآراء المتشابكة جدًا حتّى يفهم الطبيبُ المشكلة التي يعاني منها الزّائر وما هو منشأها لديه. ثمّ يبدآن رحلةً جديدة من إعادة ترتيب هذه المُعطيات السابقة ودمجها بمعطيات جديدة تلزمُهما لتغيير النتائج.

تغيير رأي شخص ما هو صناعة ثقيلة تحتاج إلى الصبر وطول الحديث والإنصات الجيّد والحِكمة حين النطق بالكلام. لن تستطيع تغيير رأي أحد من دون أن تملك هذه المهارات، بالإضافة إلى فرصة الوقت والثقة المتبادلة. فإن لم تكن تستطيع ذلك، فلا تحاول من الأساس. قدّم النصح كما تراه، ثمّ دعه يفعل ما يشاء.

مع مراعاة أنّك قد تكون مخطئًا. وقد يكون الرأي الآخر هو الأصوب. ومع مراعاة أيضًا (في حالة أنّك أنت الذي على الحقّ) قوله تعالى: إنّك لا تهدي من أحببت، ولكنّ الله يهدي من يشاء، وهو أعلم بالمهتدين. (القصص: ٥٦)

 

لن تستطيع تغيير العقول Read More »

أنت فارسُ هذا الزمان الوحيد

أنت الذي ستنقذ العالَم. هذا العمل البسيط الذي يمكنك أن تفعله الآن هو الذي سينقذ العالَم. أمامك فرصة حقيقيّة، الآن، لزيادة “الحياة” في حياة ذلك الذي يبحث عن مُعينٍ ومنعه كبرياؤه من الإعلان.

لديك فرصةٌ لزيادة الحياة في حياة تلك النبتةُ التي في شرفة منزلك إذا سقيتها ورعيتها.

لديك فرصة في زيادة الحياة في حياة تلك السيّدة التي تحملُ أغراضًا ثقيلة إذا حملت عنها بعضها خطوات قليلة حتّى باب منزلها.

لديك فرصة في زيادة الحياة على كوكب الأرض إذا قلّلت استهلاكك للمياه بدون سبب، وإذا استغرقت وقتًا أقلّ في الاستحمام، ولم تهدر الماء أمام البيت “لتلطّف الجوّ”!

لديك فرصة لزيادة الحياة في نفسك إذا قرأت ذاك الكتاب القابع على الرّفّ منذ شهور.

لديك فرصة في زيادك الحياة في بيتك إذا ابتسمت عند دخولك المنزل وسلّمتَ على من بالداخل وأنت باشّ الوجه يشعّ من ملامحك الحماس والحبّ.

بهذه الأعمال البسيطة، ستكون أنت فارسَ هذا الزمان. كن الفارسَ الوحيد. ولا تأبه بأحد.

أنت فارسُ هذا الزمان الوحيد Read More »

أنت لستَ شجرة

الشجرةُ لا تستطيع أن تغيّر مكانها إن لم يعجبها. أنت يمكنك أن تفعل ذلك، إن أردت. يمكنك أن تغيّر عملَك، وتغيّر مكان سكنِك، وتغيّر حياتَك كاملةً. ولكنّك تخاف، أو ربّما لا تريد التغيير أصلًا!

لا تحتاج شيئًا سوى الرغبة لتقرّر التغيير.

لأهمّية هذه الجملة، سأعيدها مرّةً أخرى بكلمات “بوب بروكتُر”. الرغبة هي المتطلّب الوحيد لاتّخاذ القرار.

بعد أن تدرك ذلك، قرّر إن كنت تريد التغيير أم لا. ولكن اعترف أنّ القرارَ لك، والمسؤوليّة عليك.

أنتَ لست شجرة. والشجرةُ التي لا تملكُ لنفسها خَيارًا في المكان الذي وجدت نفسها فيه، تبذل أقصى جهدها لتحيا وتنمو وتثمر في هذا المكان. ولكن، لا يُحسب ذلك لها صنيعًا حَسَنًا؛ لأنّها لا تملك غير ذلك.

ولأنّ الإنسان ليس شجرة، وميّزه الله بحرّيّة الإرادة، فإنّ قرارَه بالإثمار أينما كان، وبتغيير ما لا يحبّ في نفسه، هو قرار يُمكن وصفُه بالفضيلة.

أنت لستَ شجرة Read More »

إن كنتُ أحلُم، دعني أحلُم!

يغنّي إلفِس برسلي مخاطبًا محبوبتَه: “إن كنتُ غبيًا لأنّي أحبّك، فكلّ ما أريده هو أن أكون غبيًا .. إن كنتُ أحلُم، دعيني أحلُم، إن كانت الأمور على غير ما تبدو عليه، أرجوكِ ألّا تُخبريني..” أغنيةٌ جميلة الألحان، هادئة الموسيقى، ولكنّها ليست مجرّد أغنية!

هذه الكلمات هي شعار حياة الكثيرين منّا. إن كنتُ أحلُم وأوهم نفسي بما أقول وأعتقد، من فضلك لا تتدخّل، دعني أحلم. دعني أوهم نفسي أنّني ضحيّة نظام فاسد، وليكن هذا النظام هو نظام البيت الذي نشأتُ فيه أو نظام الشركة التي أعمل بها، أو نظام المدرسة التي أدرس فيها، أو نظام البلد الذي أعيش فيه. لا يهمّ. أنا ضحيّة.

أنا لي حقوقٌ لا أحصل عليها. ينبغي عليكم أن تعاملوني بشكل أفضل. ينبغي عليكم أن تحلّوا لي مشكلاتي التي اختلقتُها بنفسي وأزعم أنّها مشكلاتكم أنتم. وإن كنتُ أتوهّم، فأرجوكم، لا تتدخّلوا. لا تقولوا لي ذلك أو تشيروا إليه من بعيد. دعوني وأوهامي.

دعوني وأوهامي لأنّ أوهامي تسوّغ لي مشاعري الثقيلة. دعوني وأوهامي لأنّ أوهامي تمنحني مزيّة التشفّي بالشّكوى، وبالسباب، وبالصياح. دعوني وأوهامي لأنّي، لكي أفيق منها، عليّ أن أقرّ بعيوبي، وأن أسلّط عليها الضوء، وأن أراها جيّدًا في مرآة العقل الناضج. دعوني وأوهامي فبدون هذه الأوهام، سأكون حرًّا، ومسؤولًا، وما أثقل المسؤوليّة، وما أشقّ الحرّيّة على الأحرار.

دعوني سجينًا؛ فالسّجن أحبّ إليّ من هذه المواجهة المخيفة. لا يستطيع إلفِس برسلي مواجهة إمكانيّة الحياة بدون محبوبته، ولا يستطيع سجينُ الأوهام الحياة خارج هذا السجن. السجينُ، خارجَ الأسوار، طفلٌ لا يعرف شيئًا عن الدنيا. هو لا يعرف سوى دنياه، داخل السجن. لكي يخرج، عليه أن يعيد تعريف كلَّ شيء في حياته. عليه أن يعيد اكتشاف كلَّ ما كان يظنّ أنّه يعلمه. عليه أن يقتل منظوره الحالي، ويقتل جزءًا من نفسه الحالية، وما أثقلَ أن تقتل جزءًا من نفسك قد ألِفتَه!

 

إن كنتُ أحلُم، دعني أحلُم! Read More »

لن تعرف أبدًا ماذا لو كنت اخترت الطريق الآخر

فلا تفكّر طويلًا في الاختيار. لا تجعل الحيرةَ تشلّ حركتك. فأنت لن تعرف ماذا كان سيحدث لو كنت اخترت الطريق الآخر، على أيّة حال.

يحكي جاري فينرتشك أنّك ربّما تمشي في الطريق (أ) فتنجح نجاحًا باهرًا ثمّ تحتاج للذّهاب إلى اجتماع هام في الولايات المتّحدة مثلًا، وفي طريقك إلى هناك تسقط الطائرة وتتحطّم وتموت! لم يكن هذا القرار موفّقًا على الأرجح، أليس كذلك؟ وربّما تختار الطريق (ب) فتعيش حياةً سعيدة وتكتشف أنّ هذا الطريق هو الأفضل، وربّما تمرض، من يدري؟

لن تعرف أبدًا ماذا لو كنت مشيت في الطريق الآخر؟ لن تعرف أبدًا كلّ المعلومات عن المستقبل بدقّة. المستقبل غَيب. لا يمكنك بناء قرار تثق به ١٠٠٪. يمكنك فقط أن تقرّر، وتتحرّك، ثمّ تعدّل مسارَك حسب المعطيات الجديدة.

لن يجديَ الانتظار نفعًا. ولن يجديَ المزيد من التفكير. يكفي أن تفكّر بنسبة ٨٠٪ فقط، ثمّ تنطلق. وعليك أن تكون مرنًا بحيث تستطيع تعديل المسار حين يلزم الأمر.

في الحقيقة، ما يضمن لك أفضل نتيجة هو المرونة وسرعة قراءة المعلومات الجديدة وسرعة الاستجابة لها، وليس أن يكون القرار صحيحًا من البداية. ودومًا أقول أنّك لا يمكن أن تحكم على صحّة قرارٍ ما من خلال نتيجته. أنت تحكم على صحّة القرار من سلامة المنهجيّة التي أدّت إلى اتّخاذك هذا القرار. وهذا المنهج يعتمد فقط على المعلومات التي نملكها الآن، وليس على فرضيات غَيبية عن المستقبل.

لن تعرف أبدًا ماذا لو كنت اخترت الطريق الآخر Read More »

ما حالُ مَن تأخذ عنه المعلومة؟

نقع في مشكلة فنلجأ إلى صديقنا المقرّب، أو إلى الأب والأم، أو إلى ابنة عمّنا نطلب منهم النصح والتوجيه. وفي أغلب الأحيان، يكون الشخص الذي نسأله النصح والتوجيه ثابتًا حتّى لو تغيّرت أنواع المشكلات والعقبات التي نواجهها. ومع التفكير قليلًا، يتّضح لنا أنّ هذا أمرًا عجيب حقًا!

نحن لا نبذل جهدًا في تحرّي الشخص المناسب ذي الخبرة في المشكلة التي نواجهها. فقط نلجأ لأقرب شخص متاح نثق به.

وهذا خطأ كبير. علينا ألّا ننفق من انتباهنا وتركيزنا مع مَن لا يعرف شيئًا عمّا يتكلّم فيه. وعلامةُ ذلك حال الشخص نفسه. بمعنى أنّنا إن احترنا في كيفيّة ادّخار مبلغ معيّن من المال مثلًا فلا ينبغي أن نسأل شخصًا فقيرًا أو مدينًا عن ذلك؛ فلو كان يعرف عن ذلك شيئًا لنفع نفسَه!

لا ينبغي أن نستشير شخصًا أعزبَ في مسائل تخصّ الزواج مثلًا، ناهيك عن شخص متزوّج لكنّه في علاقة سيّئة مع زوجته ويكاد يطلّقها كلّ أسبوع. تمامًا كما لم نكن نسأل طالبًا راسبًا ليؤكّد لنا إجابة سؤال في الامتحان. كنّا دائمًا نعتمد على أحد الطلبة في المراكز المتقدّمة، أليس كذلك؟

قال جيم رون مرّةً: “إذا كان الشخصُ ثريًا وسعيدًا، عليك أن تُنصت إليه.” وأنا أؤمن بهذا المبدأ جدًا. الشخص الغنيّ هو من ينبغي أن ننصت إليه في الأمور المتعلّقة بالماليّات. والشخص السعيد هو من ينبغي أن ننصت إليه في أمور الصّحّة النفسية والسعادة. والشخص الذي تراه في علاقة طيّبة مع كلّ النّاس هو من ينبغي أن نأخذ عنه فنّ التعامل مع النّاس وكسب الأصدقاء، وهكذا.

وقد كتبتُ سابقًا عن تجربتي مع كتاب وجدته مصادفةً من تأليف المهندس نجيب ساويرس، فلم أتردّد أن أشتريه مباشرةً. فإن كان هذا أغنى رجل في مصر، فأنا الخاسر إن لم أقرأ ما كتب.

خلاصة ما أريد قولَه: تأمّل في حال المتكلّم قبل أن تقرّر إن كنت ستنصت لما يقول أم لا. فإن لم يكن يعمل بما يتكلّم به، فهو لا يدري عن أيّ شيء يتكلّم.

ما حالُ مَن تأخذ عنه المعلومة؟ Read More »

المكان: هنا، الزمان: الآن

أنت تعيش هنا الآن. لست تعيش في زمن ذكراك المحزنة التي تعود إليها كلّ حين. ولست تعيش في خوفك المستقبليّ الذي تتخيّله وتعيد تخيّله كلّ ساعة.

أنت هنا. الآن. فكّر فيما يمكنك أن تفعله في مكانك الحاليّ الآن. تركيزك في مكانك ووضعك الحاليين هو أفضل هديّة يمكن أن تهديها لنفسك. لا تفكّر فيمن ليس معك. لا تفكّر كيف ستسعد حين تكون معهم. فكّر فيمن معك الآن. اجعلهم محور اهتمامك وأهدِهم انتباهك الكامل. لا تفكّر في همٍّ تخشاه أو غمٍّ يؤلمك. فكّر في الآن.

من يستطع تدريب عقله على هذه المهارة ويتقنها، يحقّق السعادة.

المكان: هنا، الزمان: الآن Read More »

أعمال بسيطة من الكرم

شخصٌ لا يعرفُني، يكتشف أنّي أسكن في نفس الحيّ الذي يسكن فيه، فيقدّم لي تخفيضًا على فاتورتي لمجرّد أنّه جارٌ لي في السكن. تغيّر يومي تمامًا بعدما كنت منزعجًا من الانتظار الطويل

كلمةٌ طيّبة تقولها بصدق لشخص يمرّ بك في يومك قد تغيّر يومَه تمامًا. كلماتٌ لا يجب عليك أن تقولها، ولكنّك تبحث عنها وتقولها على أيّة حال. عمل بسيط من الكرم.

 ترى امرأةً تحمل أغراضًا ثقيلة والتعب بادٍ عليها فتحمل عنها أغراضها وأنت مبتسم وتمشي أمامها حتى تصل؛ فتغيّر يومها وتدخل عليها السرور. عملٌ بسيط من الكرم.

تعود إلى منزلك بعد يوم عمل طويل حاملًا في يدك وردةً أو هديّة بسيطة تُسعد بها أمّك أو زوجتك. عمل بسيط من الكرم.

تكتبُ علمًا تعرفه وتنشره بالمجّان ليستفيد منه الآخرون. عمل بسيط من الكرم.

تحملُ في جيبك قطعة من الحلوى وتهديها لأول طفل تقابله في الطريق. عمل بسيط من الكرم.

كلّ هذه الأعمال الكريمة البسيطة تسهم في إسعاد من يتعامل معك. تُغيّر في يومهم. تزيد من تفائلهم بالحياة وبالنّاس. تزيد في العالَم.

عوّد نفسك على الكرم، مهما كان بسيطًا. العالمُ دائمًا مكان أفضل، ما دام فيه كُرماء.

أعمال بسيطة من الكرم Read More »

إشارة (٦٠)

كلُّ جديدٍ مجهول. وكلُّ مجهول مخوف.

بالعِلم، يموت الخوف. وبقتل الخوف، ننمو.

الباحثُ عن الخوف هو الباحثُ عن النّمو الذي لا ينقطع.

إشارة (٦٠) Read More »

هل تحب الكتابة بيدك اليسرى؟

إذا كنت تستخدم يدك اليُمنى في الكتابة، فأنت على الأرجح لا تستطيع استخدام اليد اليُسرى بنفس الدقة والسرعة. ستكتب بخطّ رديء وكأنّك عدت لسنينك الأولى في تعلّم الكتابة.

وهذا هو السبب تحديدًا: أنّك لم تدرّب يدك اليسرى على الكتابة أبدًا. ولكنّك درّبت يدك اليمني سنوات وسنوات. بدأتَ بإجبارها على رسم الحروف متفرّقة، ثمّ متّصلة، ثمّ على الالتزام بالسطر، ثمّ مراعاة الرسم بدقّة أكبر، ثمّ العمل على زيادة سرعتك في الكتابة مع الحفاظ على الرَسم والسطر الذي تكتب عليه.

كلّ هذا لتصل إلى مستواك الآن. لتكتب بدون سابق تفكير في رسم الحرف أو في السطر الذي تكتب عليه. قد تكتب في خط مستقيم في صفحة غير مسطّرة أصلًا. أصبحتَ ماهرًا جدًا في الكتابة. ولكن، بيدك اليمنى فقط.

هكذا تدرّبَ عقلُك على التفكير بنفس الطريقة. في عقلك مجموعة من الأفكار التي ترسّخت وتأكّدت عبر سنوات من المُدخلات التي تعزّز هذه الأفكار. وحين يقدّم لك أحدٌ فكرة مغايرة أو مناقضة لهذه المجموعة من الأفكار، يرفضُها عقلك بتلقائيّة شديدة لدرجة أننا لا نكاد نلحظها أصلًا.

تتجلّى أهمّية هذه المعلومة حين يكون وضعُك الحالي غير مرضٍ بالنسبة إليك. مجموعة الأفكار التي تؤمن بها هي التي أوصلتك إلى هذا الوضع الحالي. (لاحظ أنّ الجملة السابقة فكرة قد يرفضها عقلك بتلقائيّة شديدة لا تكاد تلحظها؛ إن لم يكن معتادًا عليها).

وبالتالي، فإنّ الحلّ لتغيير هذا الوضع السيء هو تغيير تلك الأفكار. ولكنّه أمر شديد الصعوبة. تمامًا كالكتابة بيدك المخالفة لليد التي تدرّبت طويلًا. إعادة تدريب عقلك على أفكار يرفضها ستتطلّب وقتًا طويلًا، وتكرارًا كثيرًا للأفكار الجديدة.

ولكن، هل الأمر ممكن؟ بالطبع ممكن! ستكون الأفكار الجديدة ضعيفة في البداية، ولفترة ليست قصيرة، ولكنّها تنمو وتزداد قوّة مع كل مرة تكررها فيها.

هذا هو المفتاح. مفتاح التغلّب على الجهل. والتغلب على الفقر. والتغلب على الخوف. والتغلب على عدم الثقة بالنفس. والتغلب على الكسل.

هذا هو مفتاح الثراء، بكلّ معانيه.

هل تحب الكتابة بيدك اليسرى؟ Read More »

لا قصور في الاستطاعة

هناك عشراتُ الأمور تستطيع إصلاحها في نفسك. ولكن القليل جدًا من هذه الأمور أنت على استعداد حقًا لإصلاحها.

أنت “تستطيع” أن تصلح معدّل استهلاكك اليومي من السكّر، وتستطيع السيطرة على وزنك. وتستطيع قراءة المزيد من الكتب. تستطيع ممارسة الرياضة لمدّة نصف ساعة يوميًا. تستطيع النوم مبكّرًا والاستيقاظ مبكّرًا بشكل منتظم. وتستطيع إصلاح علاقتك بزوجتك، أو بأفراد عائلتك. تستطيع بناء صداقة مع ابنتك وتستطيع أن تشعرها بالأمان لتحكي لك ما يدور في خلدها.

أنت تستطيع تنظيم وقتك بشكل أفضل. تستطيع تعلّم لغة جديدة وتتقنها. تستطيع تغيير وظيفتك التي تكرهها. تستطيع ممارسة التأمّل عشر دقائق يوميًا. تستطيع مواجهة ذلك الشيء الذي يخيفك منذ زمن. تستطيع التفوّق في دراستك. تستطيع الاعتراف لها بإعجابك بها.

أنت تستطيع القيام بكلّ هذه الأشياء. ليس هناك قصور في القدرة. يكمنُ القصور في العزم. لم تعزم بعد على أيّ منها. لم تعزم على تحسين حياتك من أيّ ناحية. لم تعزم على تخطّي أيّ عقبة. أنت تنتظر على أمل أن تعزم لاحقًا، يومًا ما، يومًا سحريًا ما!

اختر شيئًا، ولو كان صغيرًا، لتصلحه في حياتك. اختر ناحية تعمل على تحسينها. اختر شيئًا تعلم أنّك تستطيع إصلاحه، وتعلم أنّك يسهل عليك العزم على إصلاحه. لا يتطلّب القرار سوى الرغبة.

 

لا قصور في الاستطاعة Read More »

اعرف ما ليس فيك

اختيارك للمكان الذي لن تتواجد فيه هو على نفس القدر من الأهمّية تمامًا كاختيارك المكان الذي ستكون فيه. الأماكن التي لست فيها تحكي عنك الكثير. والأماكن التي أنت فيها تحكي عنك الكثير أيضًا.

غيابُك عن مناسبةٍ معيّنة تحكي عنك شيئًا. غيابُك عن المنزل بغير داعي العمل تحكي عنك شيئًا. غيابك عن نادي القمار يحكي عنك شيئًا. غيابك عن تجمّع الأصدقاء في المقهى يحكي عنك شيئًا. كلّ مكان لست فيه يحكي عنك شيئًا.

قد يصعب علينا أحيانًا أن نحدّد من نحن بالتحديد. قد لا نعرف هويّتنا معرفة دقيقة. قد نتوه. والاسترشاد بالأشياء التي نعرف أنّها ليست فينا قد يفيدنا.

حدّد من ليس فيك تعرف من أنت.

اعرف ما ليس فيك Read More »

المناسبات تكشفُ حقيقتنا

في العيد، وفي الأفراح، وفي كلّ مناسبة، يكمنُ امتحان. امتحان تكشف نتيجته عن جزء مخبوء بداخلنا لا يظهر في الأوقات العاديّة.

هناك شيء في الشعور بالفَرَح يزيل عنّا جزءًا من حيائنا، قلّ أو كَبُر.

ففي العيد مثلًا، تزيد حالات التحرّش بالفتيات، بل وتظهر حالة من التحرّش الجماعي! وفي العيد، تصطفّ السيّارات صفّين وثلاثة صفوف على بوّابات الملاهي الليلية. وفي العيد، يتنافس الشبابُ على أسوأ قصّة شعر مثلًا، وتتنافس الفتياتُ على أكبر كمّ من المساحيق على وجوههنّ.

وفي الأفراح مثلًا، تتراقص الدرّاجات الناريّة المحمّلة بمراهقين متهوّرين أمام سيّارة العروسَين وحولهما ضجيج لا يطاق من زمّور السيّارات المجاورة. وفي الأفراح، يُهدرُ الطعام بكمّيّات تكفي لإشباع عشرات الأُسر الجائعة، وتهدر الأموال بمبالغ تكفي لكسوة عشرات الأسر العارية.

المناسبات تكشف عن مبادئنا ومدى تمسّكنا بها. المناسبات تكشف عن مدى مجاراتنا للأعراف الاجتماعيّة لمجرّد المجاراة، بغضّ النظر عن صحّتها أو فسادها. المناسبات تُبدي لنا ما استتر من أنفسنا في الأيّام العاديّة.

فماذا تعلّمت عن نفسك في هذا العيد؟

وماذا تعلّمت عن النّاس مِن حولك؟

المناسبات تكشفُ حقيقتنا Read More »

قلّل خياراتك تتّضح اهتماماتك

عدم الوضوح ينتجُ عادةً من غياب التحديد. كثرة الخيارات تُعميك. لا تفهم ماذا تريد لأنّ في كلّ شيءٍ شيئًا يعجبك.

وطريقةُ علاج ذلك هي التصفية. قلّل خياراتك قدر المستطاع. امح كلّ ما هو غير مقبول بالنسبة إليك. ثمّ امح كلّ ما لن تستطيع عملَه في الوقت الحاضر. ثمّ سيتبقّى القليل الذي هو ممكنٌ الآن ومقبول معًا. اختر من بين هؤلاء.

وكلّما قللت خياراتك، بدأت تفهم نفسك واهتماماتك بشكل أفضل. تتضح لك الأولويات. وتجرّب. قد تخطئ. قد تكتشف، بعد مدّةٍ، أنك أخطأت الاختيار. لا بأس. ها قد تعلّمت شيئًا جديدًا عن نفسك.

لا تخف.

لا تستسلم للحيرة.

قلّل خياراتك تتّضح اهتماماتك Read More »

التمييز بين الحق والامتياز

ليست الامتيازات التي نتمتّع بها حقوقًا. عدم التمييز بين الامتياز والحقّ سببٌ رئيس في شعور الكثير منّا بالاستحقاق الزائف.

بصرُنا ليس حقًّا لنا. هو امتياز منَّ به اللهُ علينا، وعلينا أن نؤدّي شكره على هذه النعمة. أن نجد صديقًا يستمع إلينا ليس حقًّا، بل امتيازًا علينا أن نؤدّي شكره.

وهكذا الكثير ممّا نظنّ أنّنا نملكه. هي في الحقيقة امتيازات كثيرة نتمتّع بها. ولكنّنا اعتدناها وألِفناها زمنًا طويلًا فاعتبرناها حقوقًا لنا، نثورُ لو غابت عنّا.

التمييز بين الحق والامتياز Read More »

الفضول مفتاح العِلم

بدون الفضول، ليس هناك عِلمٌ ولا حضارة ولا تقدّم. الفضول هو الذي دفع الإنسان لاستكشاف الأرض، والسماء، والمحيطات، والكواكب الأخرى، والمجرّات. الفضول هو الذي دفع الإنسان لاستكشاف جسده من الداخل، وبناء علم الطبّ. الفضول هو الذي يدفع الإنسان للقراءة، التي هي بوّابة العِلم.

الفضول خطوة قبليّة يجب توفّرُها حتّى ننمو ونعمّر. كن فضوليًا. طوّر حبّك للمعرفة. اتّبع فضولك واجعله لافتة طريق تدلّك على الاتّجاه الذي تسعى فيه.

الفضول مفتاح العِلم Read More »

إشارة (٥٩)

قد يكون ما نستعظمه ليس عظيمًا حقًا. وقد يكون ما نستحقره ليس حقيرًا حقًا.

علينا أن نعيد تقييم تقييمنا للأمور. وألّا نعتمد بشكل كامل على أنفسنا في التقييم. وأن نختار المرجعيّات الضروريّة لمراجعة أنفسنا، حين الشكّ.

إشارة (٥٩) Read More »

علاقات تقومٌ على الفَضل، وليس العدل

أكثرُ ما يضيّع منّا من نحبّ هو أن نسلّم بوجودهم وقتما نحتاجهم وكأنّه شيء غير معرّض للزّوال. نهملهم شيئًا فشيئًا. ننساهم شيئًا فشيئًا. نعاملهم بأنانية، ونلجأ إليهم حين نحتاجهم، وأكثرُ حديثِنا معهم يكون عمّا يدور في حياتنا نحن، وعمّا نفكّر نحن فيه.

يبدأ حبُّنا لهم يتناقص رويدًا رويدًا، دون أن نشعر. وقد يصل بنا الأمر لاستثقال وجودهم في حياتنا أصلًا، رغم دورهم الجوهريّ في دعمهم لنا ووقوفهم بجوارنا وقت الحاجة.

هناك نتيجة واحدة حتميّة الحدوث، إلّا أن يكون الطرف الآخر مَلَكًا ليس إنسانًا. هذه النتيجة هي أنّ حبَّهم لنا يتناقصُ كذلك. تبدأ مشاعرٌ سلبيّة بالتراكم مع الأيّام، دون أن يشعروا كذلك. ثمّ يأتي وقت لا يستطيعون فيه الاحتمال أكثر من ذلك.

وحينها، تتكشّفُ الحقيقة التي غفلنا عنها كثيرًا: حقيقة أنّ وجودهم معنا ليس أمرًا حتميًا، بل هو أمرٌ مؤقّت مرهونٌ بتبادل الحبّ وتبادل المنفعة. بل علاقة مرهونةٌ بشعور متبادل من الشّكر والامتنان. مرهونة بتعامل متبادل على أساس من الفضل، وليس العدل.

يختفون من حياتنا فندرك حينها فقط قيمة ما فقدناه بأنانيّتنا وانغماسنا الساذج في أنفسنا.

اشكر الله على من حباك بهم من أشخاص يحبّونك وتحبّهم. عبّر لهم عن امتنانك بأن تكافئهم وتهاديهم، وتردّ لهم بأفضل ممّا أعطوك.

العلاقات الدّائمة هي العلاقات القائمة على الفضل، وليس العدل.

علاقات تقومٌ على الفَضل، وليس العدل Read More »

مع من تقضي وقتك؟

يُقال أنّك متوسّط الأشخاص الخمسة الذين تقضي معهم وقتك. وأحبّ أن أنبّه إلى أنّ قضاء الوقت، في عصرنا هذا، لا يشترط فيه أن تكون مع الشخص بذاته. بمعنى أنّ الجملة تستوعب أيضًا قضاء الوقت على الإنترنت. الأشخاص الذين تتابعهم والصفحات تُدخل إلى عقلك الكثير من المعلومات التي عادةً ما لا نعيرها كثير انتباه، على الرغم من أنّها تؤثّر في عقلنا الباطن بشدّة.

فإذا كُنت تتابع صفحات بائسة، تنشر دائمًا أفكارًا سلبيّة، وشكاوى، وتعيش دور الضحيّة المقهورة، فهذا ما سيغلب على تفكيرك. وإذا كنت تتابع الأشخاص ذوي الفعّالية العالية (على الرغم من كلّ الظروف السوداء التي تتكلّم عنها تلك الصفحات ليل نهار) والذين ينشرون، بأعمالهم لا بمجرّد كلامهم، الأمل والطموح والتفاؤل، هذا ما سيغلب على تفكيرك.

راقب ماذا تجد حين تفتح صفحتك على فيسبوك وإنستجرام ويوتيوب وتويتر وغيرها. عدّل اختياراتك. بهذه البساطة، يمكنك أن تعيش حياة أفضل. فماذا ستختار؟

مع من تقضي وقتك؟ Read More »

لا بأس بقليل من التشتّت

يقول ديفِد بولاي: “علامةُ نجاحِك هي سرعةُ استعادتك لتركيزك على ما هو مهمّ في حياتك.”

البشر الذين يستطيعون التركيز بشكل كامل على شيء واحد لفترات طويلة من الزمن نادرون حقًّا. بالنسبة إلى البقيّةِ منّا، الذين لا يملكون هذه القدرة، نحن نعاني من التشتّت كثيرًا.

وقد يكونُ هذا التشتت سببًا في قلّة ثقتنا بأنفسنا في أحيانٍ كثيرة. ولنا الحقّ في ذلك؛ فمن كثُر تلفّتُه، لن يصل.

ولكن، بما أنّ التشتت طبيعة فينا يصعب القضاء عليها، فالحلُّ من وجهة نظري هو محاولة تأسيس أنظمة تمنع استمرار هذا التشتت أكثر مما يجب.

ويبدأ ذلك بملاحظة المشتّتات، ومراقبة الأشياء التي تساعد عليها، والحالات المزاجية التي تؤدّي إليها. ثمّ تكوين أنظمة حماية ضدّ هذه المشتتات؛ بمعنى العزم على إجراءات محدّدة، إذا اتّبعناها، تعيدنا إلى المسار الصحيح.

وجزء من هذا النظام هو أن نسمح لأنفسنا بقليل من اللهو والتشتيت. فلا بأس بتخصيص جزء من الوقت على فترات منتظمة للاسترخاء؛ إجازة من العمل ومن التفكير الجاد. فهذا، بقدره المناسب، نافعٌ جدًا.

لا بأس بقليل من التشتّت Read More »

آلام الجسد وآلام النّفس

ألمُ الجسد علامة على وجود خلل يحتاج إلى الانتباه والإصلاح. لا يجب أن نرجو غياب الآلام تمامًا واختفائها؛ وإلا لن نعرف بالخلل في وقتٍ مناسب.

وكذلك آلامُ النّفس. هي علامة على خلل يحتاج الانتباه والإصلاح. وينبغي علينا أن نبحث عن هذا الخلل، ونفتّش عميقًا حتّى نجده. وأن نجرّب حلولًا مختلفة ونراقب نتائجها.

ينبغي علينا أيضًا الحذر من الحلول المؤقّتة التي لا تحلّ شيئًا في الحقيقة، وإنّما هي كالمسكّنات، تغطّي على الألم دون علاج سببه. ومنها التسوّق، ومشاهدة البرامج التلفزيّة، وغيرها من المشتّتات، التي نشتّت بها عقولَنا عن البحث في سبب هذه الآلام.

آلام الجسد وآلام النّفس Read More »

استعداد المصريّين لعيد الأضحَى

تنتشر قطعانٌ من الخراف في كلّ مكان. تمشي بسيّارتك في شارع رئيسيّ فتقطع عليك الطريق الخراف، وتضطر لتفاديها، وتبطّئ حركة السير.

تمشي على قدميك، فتدوس في مخلّفات الحيوانات التي مرّت قبلك من هنا، أو ربّما مكثت بضعة أيّام.

ولو لم تقطع طريقَك بمخلّفاتها أو أجسادها، فإنّك لن تستطيع أن تهرب من الرائحة النّتنة المنتشرة في كلّ مكان.

سويسرا، على سبيل المثال، بلدٌ مهتمٌّ جدًا بالأبقار، لأنهم يستخرجون منها الجُبن السويسري الشهير. وإذا شاهدت حلقة الإحسان يصنع ثروة من برنامج خواطر ٩، ستجد أنّ لهذه الأبقار أوراقًا تصدر من جهات مختصّة، تحدّد أماكن إقامتها وحالتها الصّحيّة وكميّة اللبن التي تخرج منها. ولا يمكنُ لبقرةٍ أن تنتقل من مزرعة إلى أخرى دون صدور تصريح بذلك.

قصدتُ أن أضرب مثالًا بسويسرا حتّى لا يقول أحدٌ أنّه لا بدّ من هذا الوضع. هناك مثال صارخ يوضّح عكس ذلك. ناهيك عن أنني لم أتكلّم عن الغشّ في الأضاحي مثل ملئها بالماء قبل وزنها، وعن التعامل السيّء معها وذبح الأضحية أمام غيرها، وغيرها من المخالفات.

لماذا لا تقوم صناعة كاملة نظيفة على الأضاحي؟ هيئةٌ متخصصة عامّة ترعى الأضاحي وتوزيعها وتربيتها أثناء العام وتخصّص لها المزارع المناسبة للعَيش فيها. أو تشرف على جهات أهليّة تقوم هي بذلك الدور.

أُشجّع أن نضحّي من خلال مؤسسات مثل مصر الخير وبنك الطعام المصري وغيرها من الجمعيّات، في محاولة لتقليل أعداد الأضاحي التي تسكن الطرقات العامّة والأرصفة.

وإنّا لله وإنّا إليه راجعون.

استعداد المصريّين لعيد الأضحَى Read More »

لا تودّع أحلامك

هناك أحلامٌ تبدو مستحيلة التحقيق في الوقت الحالي. وربّما تكون كذلك فعلًا. هذه الأحلام، إن طاردتها واستعجلت تحقيقها، ستُصاب بالإحباط. لأنّك لن تحقّقها. ليس في الوقت الحالي.

يُعزَى توقّعُنا لتحقيق الأحلام البعيدة بسرعة لانحيازنا لتقدير إمكاناتنا بأكثر مما هي عليه في الحقيقة. وانتباهُنا للمكان الذي نحن فيه الآن في الواقع هو الحارسُ الذي يضبط جماح هذا الانحياز.

ولكنّني لا أقول أن نودّع هذه الأحلام البعيدة. فقط علينا أن ندرك أنّها بعيدة. سيتطلب تحقيقُها سنواتٍ عديدة. وعندها، لدينا خياران: إمّا أن نُسخّر طاقتنا لمطاردة هذا الحلم، مع التّحلّي بالصبر الشديد وتقبّل التقدّم البطيء نحو هذه الأحلام.

أو ربّما نقرّر أنّها ليست بهذه الأهمّية بالنسبة إلينا لدرجة أن نسخّر لها سنواتنا العشر القادمة. مثلًا، أحبُّ أن أكونَ مُمثّلًا مشهورًا يلعب دور البطولة في فيلم حركة مثير. أعرف أن تحقيق مثل هذه الأمنية شبه مستحيل بالنسبة إليّ. ولا أظنّها مهمّة جدًا لي كذلك.

ماذا نفعل في مثل هذه الأحلام؟

هي أحلامٌ بعيدة، وغير مهمّة. قد يتخلّى عنها بعض النّاس. ولكنني أظنّ أنّ مع مرور الزمن، وتغيّر ظروفنا الحالية، تتغيّر المسافات بيننا وبين هذه الأحلام. ويا له من شعور جميل أن تحقّق حلمًا كان لديك منذ أعوام!

وبالتالي، لا تتخلَّ عن أحلامك. فقط ضع الأحلام البعيدة، غير المهمّة الآن، على جَنب. ضعها في إحدى زوايا ذاكرتك لتعود إليها لاحقًا، حين تسنحُ الفرصة.

لا تودّع أحلامك Read More »

كلّ شيء مؤقت، ولكنه أحيانًا لا يبدو كذلك

تبدو الأزمةُ، في منتصفها، أبديّةً، وكأنّها لا نهايةَ لها.

نعلمُ أنها مؤقّتة. وأنها ستمرّ. وأنّه سيأتي وقتٌ نتذكّر فيه هذه الأيّامَ، ونضحك منها. ولكنّها، اليومَ، مؤلمة. ويبدو لنا هذا الألمُ سرمديًّا.

اليوم، لا نحتاج من يخاطب عقولَنا ويخبرنا بتفاهة الأزمة بالمقاييس المطلقة. كلّ ما نحتاجه هو قلبٌ يستمع إلينا بإخلاص. شخص يخاطب عواطفنا، ويتفهّمها.

كلّ شيء مؤقت، ولكنه أحيانًا لا يبدو كذلك Read More »

اسبق الأحداث

لا تنتظر أن تحصل على الترقية حتّى تبدأ في إصلاح خلل ما يمكنك إصلاحه. لا تنتظر أن تكون ذا منصبٍ حتّى تبدأ في قيادة النّاس نحو النمو والتطوير. لا تنتظر أن تكون رئيس الجمهوريّة حتّى تبدأ بالتفكير في ترشيد الكهرباء والمياه وعدم رمي القمامة في الشوارع.

المسؤوليّة لا تأتي المنتظرين. القوّة لا تأتي المنتظرين. المنتظر كسول. والكسول لن يأخذه كسلُه بعيدًا. لا يُشترط أن يكون القائد، أو المؤثّر، ذا منصب عال. يمكنك أن تؤثّر من أيّ مكان، وبحدود لا نهائيّة. ويبدأ ذلك التأثير بأن تملأ أكثر من مكانك الذي أنت فيه.

في الفترة الأخيرة، سمعتُ نصيحة مكرّرة من كثير من زملائي في العمل، يقولون لي، بإخلاص، “لا تفعل شيئًا ما لم يطلب منك أن تفعله.” فأبتسم من داخلي وأقول: ليس هكذا ننمو ونُنمّي المكان الذي نعمل به. لا أحاول إقناعهم أو مجادلتهم لأنّني أستبعد احتمال اقتناعهم بكلامي. فأنا الموظّف الجديد الذي يغلبه حماسُهُ فيقوم بما لا يطلب منه، وهم أصحاب الخبرة من أين تؤكل الكتف، أو هكذا يظنّون.

أسمع كلامَهم وأتعجّب من تكرار النصيحة ذاتها من أشخاص مختلفين. يؤكّدون لي: املأ مكانك فقط. لا تزد. أو كأنّهم يقولون: إن استطعت أن تملأ أقلّ من المطلوب، وتبقى، فافعل. بئس ما ينصحون.

بل قدّم أكثر من المطلوب. وقُد مَن حولك لسدّ الخلل الذي تراه، أو لانتهاز فرصة للتنمية انتبهت إليها. وستجد، مع الوقت، أنّك اكتسبت ثقةَ مَن حولك، واحترامهم. وستكسب سمعةً طيّبةً بأنّك تقوم بأكثر من المطلوب منك، تطوّعًا.

ثمّ سيأتي حينٌ يحتاجون فيه إلى اللجوء لأحد الموظّفين الصغار لحلّ مشكلة ما، أو لسدّ ثغرة، أو للإسهام في مشروع جديد، فتأتي صورتُك في ذهنهم مباشرةً. ذلك الشخص الذي طالما ملأ أكثر من مكانه وأنجز أكثر من المطلوب، الذي يحبّه الجميع لحُسن تعامله وإخلاصه، هو الشخص المناسب. لنستدعِ فلانًا.

اسبق الحدَث يحدث. اسبق المنصب يأتيك.

اسبق الأحداث Read More »

كيف تحقّق المستحيل؟

سواء كان لديك مزاج أم لا، عليك أن تلتزم. هكذا يفعل المحترفون.

أنت لا تذهب إلى عملك فقط حين تريد أن تذهب. أنت ملتزمٌ بالذهاب كلّ يوم، سواء أردت أم لم تُرِد. لأنّك مُحترف.

المُحترف، كما يُعرّفه بوب بروكتور، هو مَن يقومُ بعمله بأفضل شكل ممكن، بغضّ النّظر عن مشاعره وقتَ قيامه بالعمل. المُحترف يؤدّي مهمّته، مهما كان.

وهذا السلوك الاحترافيّ هو الشيء الوحيد الذي يضمن لك أن تحفظَ عملَك هذا. لا يُتصوّرُ أن تذهب يومًا وتغيب أسبوعًا، ثمّ تعود يومين، ثمّ تغيب يومًا، وتُبقي عليك الشركة. ستطردك، بكلّ تأكيد. ولو كانت شركتُك الخاصّة، لن تُجزئك أبدًا من الناحية المادية بهذا الشكل غير المنضبط.

وهذا السلوكُ الاحترافيُّ، كذلك، هو الشيء الوحيد الذي يضمنُ لكَ أن تصل إلى هدفك الذي تريد. بأن تتقدَّم كلَّ يومٍ خُطوة، مهما كان. لا يهمّ إذا كنت متضايقًا، أو تشعر بالحزن، أو سعيدًا، أو متحمّسًا، أو كسلانًا. ستتقدّم اليومَ على أيّة حال.

لكن، قد يكون الدّافعُ لديك نحو هدفك هذا ضعيفًا، فتُهدّدُ المُقاومةُ استمرارَك في مُلاحقته. في مثال العمل، إن لم تذهب، ستُطرد. وإن طُردت، فلن تحصّل المالَ الكافي لقوت يومك. وهذا ربّما يعني المذلّة، وربّما الموت! فالدّافع للحفاظ على الوظيفة قويّ جدًا، مثل الدافع للحفاظ على الحياة نفسها، وبالتالي، يمكنه أن يتغلّبَ على المقاومة، مهما كانت قويّة.

أمّا أن تحلُمَ أن تكون كاتبًا مشهورًا، أو موسيقارًا معروفًا، أو مذيعًا لامعًا، فقد يكون هذا الحلم شيء جانبيّ. بمعنى أنّك إن لم تحقّقه، لن تموت. ستستمر في الذهاب إلى عملك وكسب عيشك. ولسان حالك يقول: ومَن كان ليستطيع أن يحقّق ذلك أصلًا؟ في محاولة بائسة لترضيتك بوضعك المتواضع، مقارنةً بحلمك.

وسبيلُ التغلّب على هذه المقاومة قد يكون أسهل مما نظنّ. لأننا نستطيع، ببعض الذكاء، أن نلغيها أو نجعل أثرها في حكم المعدوم. كيف؟ بأن نقلّل الجهد المطلوب لإنجاز العمل حتّى لا يكاد يُذكر.

نضع الهدف الكبير، ونقسّمه لخُطَيوات صغيرة. فالذي يحلم أن يكون كاتبًا مثلًا، يكتبُ كلّ يوم خاطرةً واحدة، ولو مئة كلمة. ومن يحلم أن يكون عازفًا ماهرًا يتدرّب كلَّ يوم ولو عشر دقائق فقط. ومن يحلم بقوام جميل يمارس تمارين رياضيّة ولو دقيقتين يوميًا.

حين يكون الجهد المطلوب بسيطًا إلى حدّ السّخافة هذا، يصبح أثر المقاومة ضعيفًا جدًا لا يكاد يُذكر. فتضمن بذلك الاستمرار على العمل كلّ يوم. هذه النتيجة الأولى.

قد يتبادر إليك الآن أنّ هذا العمل البسيط لا جدوى منه ولا فائدة. ولكنّك أهملتَ، في نظرتك هذه، أثره التراكميّ. فمع مرور الشهور والسنوات، ستجد أنّ هذه الحبّات الصغيرة قد صارت كتلة ضخمة. وهذا مع افتراض التزامك فقط بهذا الحدّ البسيط.

لكن، الواقع أنّك ستأتي عليك أيامٌ تتحمّس فيها وتكون طاقتك مرتفعة ومتأهّب للعمل، فتسخّر المزيد من طاقتك في هذه الأيّام. فتربح أرباحًا إضافيّة (Bonus).

وفي الأيّام التي لا تشعر فيها برغبة في القيام بالعمل، ستلتزم فقط بالحدّ الأدنى. عوضًا عن أن تتركه تمامًا. والتزامك بهذا الحدّ الأدنى كلّ يوم هو الذي يربّي فيك عادةَ القيام بهذا العمل ويجعلك تألفه، وتزيد مهارتك فيه، حتّى لو ببطء.

وبهذه الطريقة الاحترافية، وتقليل المقاومة قدر الإمكان، والالتزام على مدار فترة طويلة من الزمن، ستحقّق ما لم تكن تصدّق أنه ممكن.

كيف تحقّق المستحيل؟ Read More »

لن يكون النّاس كما تريد

نعرف ذلك. ولكنّنا لا نحبّه. نعترف أنّ لكلّ إنسان عقله وحياته ومعتقداته وسلوكه. ولكنّنا لا نتعامل وفق هذه المعرفة والاعتراف. نتعامل كأنّ على كلّ الناس أن يكونوا مثلنا. نتعامل معهم كأنّنا الوحيدين المهتدون.  رأينا هو الصواب. رأيهم خطأ.

من يتعامل مع النّاس من هذا المنطلق يصعبُ عليه جدًا أن يتفهّم مواقفهم، وينقصُ عنده حبُّهم إذا ما خالفوا معتقداته. ويُصعّب ذلك عليه التعامل معهم، حتّى لو كان تعاملًا سطحيًا كعلاقة زملاء العمل مثلًا.

ينبغي علينا أن نتواضع قليلًا. أن نقلّل ثقتنا بأفكارنا. أن نبحث باستمرار عن ما يدعم أو ينقض ما نفكّر به. أن نتقصّى مظاهرَ هذا وذاك، وأدلّة هذا وذاك، وألّا نتوقّف عن التفكير والعودة للوراء، والاستدراك حين يلزم الأمر.

علينا أن نحترم الاختلاف. حتّى لو لم نحترم الرأي المُخالف.

لن يكون النّاس كما تريد Read More »

٨٠٪ تكفي

لا ينبغي أن تطمئنّ بنسبة ١٠٠٪ أنّ ذلك القرار هو القرار الصحيح. يكفيك أن تعتقد بنسبة ٨٠٪ أنّه قرار سليم. العشرون بالمئة المتبقيّة ستجعلك بطيئًا جدًا وقد تفوتك الفرصة.

لا ينبغي أن تعتقد بنسبة ١٠٠٪ أنّ كتابَك جيّد. يكفي أن يعجبك منه ٨٠٪.

لا تنتظر أن تضبط شكلك ١٠٠٪ قبل أن تخرج من منزلك. ٨٠٪ تكفي.

لا شيء كامل.

لن تطمئنّ تمامًا أبدًا. يكفيك أن تطمئنّ ٨٠٪.

 

٨٠٪ تكفي Read More »

قصّة السفينة

هل تعرف قصّة السفينة التي تغيّرت منها لَبِنةٌ كلّ يوم؟ تعالَ نتذكّرها سريعًا.

احتارَ النّاسُ في سفينةٍ تُبدّل منها لَبنةٌ كلَّ يوم حتّى تكون كلُّ اللبنات القديمة قد أُزيلت ووضع مكانها لبنات جديدة. متى يمكننا أن نقول أنّها لم تصبح السفينة القديمة؟ متى يمكننا أن نقول: هذه سفينة جديدة؟

الجواب أنّك لا يمكنك أن تعرف بالتحديد متى تغيّرت. ولا يمكنك أن تشير إلى نقطة محددة في الزمن وتقول هذه هي النقطة الفاصلة. لكنّها، بكلّ تأكيد، قد تغيّرت. أصبحت سفينة أخرى.

وهكذا حين تبدأ تغيير حياتك بخطوة صغيرة جدًا كلّ يوم. تكتب خاطرةً يومية، أو تقرأ صفحةً واحدة من كتاب، أو تمارس تمرينًا رياضيًا لمدّة خمس دقائق، أو تتعلّم درسًا واحدًا جديدًا في لغةٍ ما. . .

لَبِنةٌ واحدة كلَّ يوم كفيلة بأن تُحيل حياتَك، مع الوقت، إلى حياة جديدة.

لن تستطيع أن تدرك التغيير في وقتٍ معيّن. ولكنّك ستصحو ذات يومٍ وتجد حياتك قد أصبحت جديدة كلّيًّا.

الذهابُ إلى الصالة الرياضية ٩ ساعات متتالية كلّ شهر لن يغيّر شيئًا في شكل جسمك. لكن عشر دقائق من التمارين يوميًا في منزلك كفيلة بذلك.

لَبِنةً لَبِنة.

قطرةً قطرة.

قصّة السفينة Read More »

إشارة (٥٨)

ليس مهمًّا أن تصدّق. أنت خاضعٌ للقانون على أيّة حال.

إذا مشَى طفلٌ بريءٌ من فوق حافّة عالية، سيهوي إلى الأرض لا محالة. إنّه قانون الجاذبيّة. لا يهمّ إن كان طفلًا أو كهلًا، يؤمن بوجود قانون الجاذبيّة أو لا يؤمن به. سيهوي، على أيّة حال.

للكَون سُنن. فَهمُ هذه السُّنَن مهمّ؛ لأنّ بدونه ستعيش اتّفاقًا، لا تعرف السبب من النتيجة.

إشارة (٥٨) Read More »

كلُّ شيء مؤقّت

لن تعمل في هذه الوظيفة طول العمر، حتّى لو ظننت غير ذلك. سيأتي يوم وتتغيّر. إنّها مؤقّتة.

لن تشعر بهذا الشعور طول العمر. حتّى لو بدا لك أنّه لن ينتهي أبدًا. إنّه مؤقّت.

لن تظلّ علاقتُكما كما هي طول العمر. ستتغيّر مشاعركما، أو ظروفكما، أو شخصيّاتكما، أو سيموت أحدُكُما. إنّها علاقة مؤقّتة.

كلُّ شيء مؤقّت.

ليس هذا خبرًا سيّئًا. هي فقط طبيعة الحياة. إذا فهمناها وتقبّلناها ستكون حياتُنا أسهل.

أنت مؤقّت، كذلك، في حياة من حولك. فاترك أثرًا جميلًا.

كلُّ شيء مؤقّت Read More »

اخلق بُعدًا ثالثًا يغيّر قواعد اللعبة

يحتاج المول التجاريّ إلى أضعاف مساحة البناء كمواقف لسيّارات الزائرين. ولكن لن يكون هذا عمليًّا من نواحٍ عدّة. ما الحلّ؟ مواقف متعدّدة الطوابق. بدلًا من التفكير ثنائيّ البعد على السطح، فلنبنِ طوابق تحت أرضيّة تستوعب هذه السيّارات. لنستخدم البعد الثالث: العمق.

ماذا نفعل حين يكون هناك تقاطع طرق مكتظّ بالسيّارات بشكل دائم ويسبّب اختناق مروريّ؟ نحلّ المشكلة بنفس الطريقة: نفكّر في البعد الثالث؛ فنحفر نفقًا أو نبني معبرًا فَوقيًا.

مسؤولو ملاحة الطائرات وتوجيهها في أبراج المراقبة يصفّون الطائرات فوق بعضها، وليس خلف بعضها، لأنّ حركة الهواء خلف الطائرة تجعل من مرور طائرة خلفها مباشرةً أمرًا صعبًا جدًا.

البعدُ الثالث يغيّر قواعد اللعبة تمامًا. إنّه حلٌّ سحريّ.

جدّد نظرتك للمشكلة. اخلق بُعدًا ثالثًا.

اخلق بُعدًا ثالثًا يغيّر قواعد اللعبة Read More »

ماذا تفعل القوانين والأنظمة في ناس لا ضمير لهم؟!

تضع الشركات الكبيرة المحترمة مجموعة من اللوائح والإجراءات تهدف إلى ضمان الجودة والكفاءة بأفضل شكل ممكن. عادةً ما تكون هذه اللوائح والقواعد نتيجة سنوات طويلة من التجربة والخطأ، والدراسة، والتحليل، والاستنتاج. ما يعني أنّها أفضل ما توصّلوا إليه في ذلك الوقت. هناك مجال للخطأ بالطبع، ولكنّه من المفترض أن يكون ضئيلًا جدًا

ثمّ يأتي الموظّف الذي يطبّق هذه الإجراءات فيتجاهلها أو يتجاهل بعضها. إمّا لأنّه لا يقتنع بأهمّيتها أو لأنّه يتكاسل عن أداء عمله بشكل متقن ويقوم “بكروتة” العمل كما يقال بالعاميّة المصريّة، أو لأنّه لا يعلمها أصلًا. بالطبع، هناك دور على الشركة أن توفّر الرقابة اللازمة لمنع ذلك. ولكن، لكن واقعيّين، توفير رقابة كاملة على كلّ موظّف أمر يقترب من المستحيل. في كلّ مكان، هناك ثغرات رقابية. ويعتمد الأمر في هذه الحالات على الموظّف نفسه.

للأسف، إن كان الموظّف بلا ضمير، ولا يعي جدوى عمله وكيف يؤثّر على غيره، لن يكون هناك فائدة من كلّ هذه اللوائح والقواعد والإجراءات. كلّ هذا المجهود يضيع سُدًى. ويبدو للعميل الذي يتعامل مع هذه الشركة أنّها شركة غير احترافية في التعامل، وعشوائيّة. على الرغم من أنّ هذه ليست الحقيقة. الإجراءات موجودة، واللوائح موجودة. لكنّه فقط ذلك الموظّف معدوم الضمير.

هذا على مستوى شركة. قِسْ على ذلك أيضًا قوانين الدولة. إن كان الضابط المسؤول عن تنفيذها لا يراعي الله في تطبيق العقوبات الصارمة، وإن كان المواطن لا يراعي الله في اتّباع القانون، لظنّه أنّه سيفلت من العقوبة، فماذا يمكن أن ننتظر غير الفوضى؟

كلّ شيء يرجع إلى الفرد. المسؤوليّة دائمًا فرديّة. ويهرب الفرد منها بإلقائها على الجماعة.

لا. هي مسؤوليّتك.

“كلّكم راعٍ وكلّكم مسئول عن رعيّته.”
— حديث شريف عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم

ماذا تفعل القوانين والأنظمة في ناس لا ضمير لهم؟! Read More »

خُلُقُ المُراعاة

توقّفتُ بسيّارتي في شارع ضيّق منتظرًا أن يزيح حارس البناية التي أقصدها الحاجزَ الذي يمنعُ السيّارات الغريبة من الوقوف تحت العمارة، فجاءت سيّارة خلفي وأطلقت زمّورها في إشارة لي أنّي أسدُّ الطريق. تقدّمتُ حتّى أفسح لها مجالًا تعبر منه وأعود بعدها، فإذا بالحارس قد أزال الحاجز، وإذا بها قد توقّفت في المكان الذي كنتُ أقصده ودخلتْ!

ودُرتُ أبحثُ عن مكان جديد أوقف فيه سيّارتي.

ولكن، لا عجب؛ لأنّ المصلّين الذين يقصدون المساجد لصلاة التراويح في رمضان يوقفون سيّاراتِهم خارج المسجد صفوفًا ثواني وثوالث. وهؤلاء مصلّون، باحثون عن رضا الله!

لا عجب لأنّ الموظّف في عمله يؤخّر مصالحَ النّاس دائمًا لأنّه يأكل، أو لأنه يصلّي، أو لأنّه لا يشعر أنّ الوقت لم يَحِنْ بعد لذلك المسكين أن يرحل.

لا عَجَب لأنّ زميلَك في العمل الذي يعرف حاجتك الماسّة لمن يغطّي مكانَك يوم عودة أمّك من السفر لا يكفلك، ولو ساعة واحدة.

لا عجبَ لأنّ جارَك الذي يشتري سجائره من المحلّ المجاور يقرّر أن يقطع الطريق على سيّارتك ويقف صفًّا ثانيًا بدلًا من أن يتوقّف بضعة أمتار بعد المحلّ؛ فتضطر لانتظاره حتّى يعود لأنّه قرّر ألا يمشي بضعة خطوات.

ولكن، نُدرةُ الشيء تُغلي ثمنَه، وتُعلي من قيمتِه، حين يوجد. لذلك، كُن مصدرَ العجَب. درّب نفسَك على مراعاة من حولك، ترتفع قيمتك بينهم، وتكون متفرّدًا.

خُلُقُ المُراعاة Read More »

الحياةُ صيانةٌ مستمرّة

“كلّ شيء حيّ يموت إذا لم ننتبه إليه.”
— جوردان بيترسُن

إذا تركتَ سيّارتك بلا صيانة فترة طويلة، ستتوقّف بك فجأة. ستشعر وقتها بالغدر. سيّارتُك التي تعتمد عليها دائمًا في تنقّلك لم تعد تؤدّي واجبها تجاهك. تعطّلت تمامًا. لا يمكنك تحريكها. هي لم تخُنك. أنت خنتَها حين أهملتَها. لقد عمل حتّى لم يبقَ فيها قدرة للحركة. قتلَها الإهمال. وستخسر الكثير من الوقت والمال والجهد لتعيدها إلى الحياة.

علاقتُك بزوجتك تخضع لنفس المعادلة. ستخرج من بيتك ثائرة، فجأة، أو هكذا يبدو لك. لا شيء يحدث فجأة. لكلّ نتيجة سبب. لكلّ نتيجة مقدّمات أدّت إليها. قد يكون الأمر قد بدأ بكلمة مثل “صباح الخير” لم تقلها. أو زهرة لم تحضرها إليها وأنت عائد من السفر. ثمّ تراكمت الأمور التافهة من بعد ذلك. حتّى هوَى صرحٌ كان من خيال.

علاقتُك بأهلك وأصقائك تخضع لنفس المعادلة. لأنّ العلاقات حيّة، تحتاج إلى الماء.

علاقتُك بحلمِك، بالشخص الذي تريد أن تكونَه، تخضع لنفس المعادلة. الأحلام حيّة؛ تحتاج إلى الماء.

كلّ حيّ، بلا ماء، يموت.

وماءُ كلّ شيء انتباهُك إليه.

الحياةُ صيانةٌ مستمرّة Read More »

إشارة (٥٧)

من ظنَّ أنّه كما يظنّ، فقد ضلّ.

ومن ظنّ أنّ النّاس كما يظنّ، فقد اغترّ.

ومن سمع كلامَه وصدّقَه، فقد زاغَ بصرُه عن الحقيقة.

الحقيقةُ أخلاقٌ، وأفكارٌ باطنيّة، تدور طول الوقت في الخلفيّة، ولكن، يغيبُ عنها الذّهنُ.

إشارة (٥٧) Read More »

الإنسان الحاذق

الكاتبُ الحاذقُ يعرف أنّه يكتبُ لمجموعةٍ من النّاس فقط، لا لكلّ النّاس. مجموعةٌ تُشبهه. تقرأ كلماتِه فتجدُ صدى هذه الكلمات في نفسها، فتنجذب إليها وتعجبُ بها، وتصفّق لها.

وبقيّةُ النّاس؟ لا يعجبهم ما يكتبه. أو يكرهون أفكارَه. لا بأس. قد تلق لديهم صدًى في المستقبل، وقد لا يحدث. غير مهمّ.

وكذلك صانع الأفلام، والرّسّام، ومصنّع الحلوَى، وكلّ النّاس. لا أحد يخاطب “كلّ النّاس”. لن ترضَ “كلُّ الناس” عن أحد أبدًا.

استهدف مجموعةً تشبهك. تحبُّ ما تحبّ. وساعدهم أن يعيشوا حياةً أفضل.

الإنسان الحاذق Read More »

توقّف عن إهانة نفسك

توقّف عن مشاركة منشورات مثل: أنا تعاسة تمشي على الأرض. أنا الذي رماه حظّه التعس في كذا وكذا. أنا الكآبة تنظر إليّ، تكتئب! فقط توقّف.

ماذا تفعل حين تُسمع نفسَك هذا الكلام كلّ يوم؟ بم تشعر حين يقول لك النّاسُ هذا الكلام؟ لماذا تسمح لنفسك أن تقوله لك، بينما لا تسمح لهم؟ أو لماذا لا تشعر بالإهانة حين يكون هذا الكلام صادرًا منك إليك، ولكنّك لا تقبله حين يكون آتيًا من غيرك؟

الأثرُ واحد بالنسبة إلى عقلك الباطن. هذا ليس مزاحًا. العقل الباطن لا يفرّق بين المزاح والجدّ، ولا بين الخيال والحقيقة. كلُّ كلمة تسمعها تؤثّر فيك.

اترك لنفسك، بدلًا من ذلك، رسائل طيّبة. تكلّم مع نفسك بالحُسنى. اعتنِ بنفسك. ارفق بها. كن ودودًا في حديثك مع نفسك. لا تسبّها، ولا تلعنها، ولا تُنابزها بالألقاب. ابحث عن الخير فيها واثنِ عليها. قدّم لها إطراءات.

ماذا تنتظر من النّاس إن كنتَ تسبّ نفسك طول الوقت؟ أنت النموذج الذي يحتذيه الناس في معاملتك. سيعاملوك كما تعامل نفسك.

توقّف عن إهانة نفسك Read More »

لحظات حبّ صادقة

لا شيء أجمل من لحظات حبٍّ صادق، لا تشوبه أغراضٌ خفيّة، أو نوايا سيّئة، أو شرٌّ مضمر. الحبّ فقط. السعادة. الإيثار. التعاون. حبّ الخير.

كن سببًا في انتشار هذه اللحظات. كن صادقًا. قدّم إطراءات صادقة لمن حولك. ابحث عن شيء جميل يقومون به، وشجّعهم عليه.

أحبب الخير للنّاس.

كُن رحيمًا. لا تحكم عليهم من فعلٍ عابر. تبسّم لهم.

ادعُ لهم بالخير.

عوّد نفسك السماحة.

عوّد نفسك الصدق.

عوّد نفسك قبول الاختلاف.

لحظات حبّ صادقة Read More »

بريق البداية يزول حتمًا

لا تطلب منه البقاء؛ فهذا غير ممكن. ولا تفقدك فكرةُ زواله جمالَه. لذلك، استمتع به أثناء وجوده.

بريقُ البداية يسمح لك أن تقترب. بدونه، لا شيء ملفت، لا شيء يدفعك للاقتراب.

بريقُ البداية ليس سرابًا يختفي بمجرّد وصولك إليه. هو حقيقة جزئيّة. يزيدُها القربُ كمالًا، فيُظهر ما كان خفيًّا.

بريق البدايةِ، دومًا، ضحيّةُ الإلف.

بريقُ البدايةِ، كأيّ بريق، يسرُّ النّاظرين.

أحبُّ البدايات. ويعجبني بريقُها. أبحث عنه، في مكان جديد، كلّما اختفى من مكان. أستمتع به، ما زال. ولا أنسى أنّ مصيرَه الزّوال.

بريق البداية يزول حتمًا Read More »

ارفع القفل بعيدًا

سمعتُ امرأةً تشكو من أنّ طفلَها مفرط في الحركة. يفتح باب الشقّة ويخرج ركضًا وتركض وراءه. ولمّا كانت حاملًا في أخيه الصغير، كانت تنام تحت باب الشقة حتّى لا يفتحه الطفل ويهرب وهم نيام. تخيّل كم تعاني هذه المرأة من أجل حماية طفلها الصغير من الخروج إلى الشارع وحده.

ولكنّني لا أستطيع أن أتوقّف عن التساؤل: لم لا ترفع القفل بعيدًا عن متناول الطفل؟ وأظنّ أنّنا نكون في مكان هذه المرأة كثيرًا؛ نعرف في أنفسنا عادةً معيّنة أو صفة لا نحبّها. نريد أن نتوقّف عنها، ونحمي أنفسنا منها. ولكنّها دائمًا قريبة، في متناول أيدينا. الظروف التي تسهّل حدوثها موجودة دائمًا. فيكون من الصّعب جدًا أن نقلع عنها.

لم لا نلغي تلك الظروف ونجعل الأمر مستحيلًا، أو صعبًا جدًا على الأقلّ؟ لم لا نبحث عن الأصل ونجتثّه تمامًا؟

لم لا نرفع القفل بعيدًا؟

ارفع القفل بعيدًا Read More »

لا تَخُن وعدَكَ لنفسك

ماذا لو خان صديقٌ لك وعدَه معك؟ لا بدّ أنّ رصيدَه لديك سيقِلّ.

كم مرّةً خُنت عهدَك لنفسك؟ كم مرّةً خطّطتَ أن تنهيَ كتابًا اليوم، ولم تلتزم؟ كم مرّةً ضبطت المنبّه واستيقظت لتغلقه وتنام؟ كم مرّةً قرّرت أن تبدأ عادةً جديدة، وتكاسلت؟ كم مرّةً قلت ستتوقّف عن هذه العادة، ولم تلتزم؟

كم نفدَ من رصيدك لدى نفسك؟

توقّف عن ذلك الآن. تعلّم ألّا تعدَ نفسَكَ إلا بما تستطيع تنفيذه. وإذا وعدت، إيّاك أن تتنازل. تعامل مع الأمر كأنّ حياتَك تتوقّف عليه. مهما كان صغيرًا.

لأنّ الفكرةَ ليست في الوعد نفسه. الفكرة هي رصيدك أمام نفسك. ثقتك في نفسك أنّك إن وعدت، وفيت. هذا لا يُقدّر بثمن.

لا تَخُن وعدَكَ لنفسك Read More »

يجب أن تمرّ بعدم الارتياح

هناك مقولة شهيرة: لا غَداء بدون مقابل. نريد أن ننمو ونتطور، لكننا لا نريد أن نتحمّل ثمن ذلك!

نريد أن تتحسّن حياتُنا، ولكننا نرفض تغيير أيّ شيء فيها. نريد أن ينشأ أطفالُنا نشأةً صالحة، ولكنّنا لا نفعل سوى ما نتذكّره ممّا فعله معنا آباؤنا. ربّما ليس كلّ ما فعلوه معنا مناسب للعصر الحالي.

نكرهُ في أنفسنا الجهل، ونتمنّى لو نتعلّم أشياء جديدة. لكنّنا لا نمسك بكتاب ولا نفتح فيلمًا وثائقيًا ولا فيديو تعليميّ ولا نسمع برنامج بودكاست مفيد ولا نلتحق بأيّ محاضرات مجّانيّة على الإنترنت.

نتمنّى الكثير من الأمور. ونكره في أنفسنا الكثير من الصفات. ونحبّ لو تكون لدينا صفات أخرى كثيرة. ولكنّنا، نكره أكثر ما نكره، أن نمرّ بفترة عدم الارتياح اللازمة لاكتساب أو للتخلّص من هذه الصفات. نفضّل الرّاحة. نفضّل ما تعوّدنا عليه من إهدار للموارد. نفضّل أن ندور في نفس الدائرة القديمة.

لأنّ الخروج من الدائرة القديمة مخيف. لأنّ استكشاف مناطق غير مألوفة مخيف. لأنّ المشقّة في خيالنا أضخم من المشقّة المطلوبة بكثير. لأنّنا نضع أهدافًا ضخمة، غير منطقيّة، ونُحبط حين لا نستطيع تنفيذها.

المفارقة أنّ بقاءك في وضعك الذي تكرهه يُشعرُك بعدم ارتياح أكبر. بل هو شعور مزمن بعدم الارتياح. لأنّ الوضع لن يتغيّر أبدًا ما لم تغيّره أنت. على الأقلّ، إذا بدأت بتغييره، ولو بخطوات بسيطة، سيكون هذا الشعور مؤقّتًا.

ينبغي عليك أن تضحّي بالرّاحة إن أردتَ أن تتخلّص من الشعور بعدم الارتياح. هذه هي القاعدة.

يجب أن تمرّ بعدم الارتياح Read More »

أنتِ كُلُّ حياتي

هذا شعار رومانسيّ جميل حين يقوله الحبيبُ لمحبوبته. ولكنّه، إذا كان حقيقيًّا، يكون مُدمّرًا لصاحبه.

أن يجعل الإنسانُ شيئًا أو شخصًا ما محور حياته الوحيد هو أمر في منتهى الخطورة. والأسباب مختلفة:

أوّلًا: كلُّ شيءٍ لا محالةَ زائل. كيف ستكون حياتك بعد اختفاء هذا الشيء أو الشخص منها؟ قد يتركك. وقد يتوفّى عنك. وقد تتركه أنت. فإذا اختفى أساسُ حياتِك طُمِسَت هويّتُك. ستقضي وقتًا طويلًا لا تعرف من أنت أو ماذا تفعل في غيابه.

ثانيًا: لا شيء يبقى كما هو. قد يتغيّر هذا الشخص من ناحيتك. ربّما تكرهه. فتصبح كارهًا لحياتك كلّها. هذه فكرة سيّئة.

ثالثًا: ماذا عن بقيّة الأشخاص والأمور التي ينبغي أن تكون جزءًا من حياتك وأنت تهملها؟ كيف تهتمّ بعائلتك؟ ماذا عن عملك؟ كيف هي علاقتك بأصدقائك؟

رابعًا: سوف تحكم على نجاحك وفشلك من خلال محور واحد. وهذا حكم غير دقيق. بل هو ضلال تامّ.

يقع الإنسان فريسةَ إحساسٍ مؤقّتٍ بالنّشوة في بدء علاقة جديدة بمحبوبته. ويقع فريسة شعور مشابه إذا وقع في غرام عمله مثلًا، أو أيّ شيء آخر يستنفذ كلَّ طاقته ويحتكر كُلّ اهتمامه.

حياتُك غنيّة. لا تختزلها في شخص. لا تختزلها في العمل فقط.

أنتِ كُلُّ حياتي Read More »

فخّ الاستعداد الكامل

البحثُ عن الاستعداد الكامل أحد المزالق الخطرة التي تشلُّ حركتَنا ونحنُ نحسبُ أنّنا نتقدّم.

ننتظر لأنّ الكتاب لم يصل إلى أفضل أشكاله بعد. التصميم ينقصه شيء ما. اللوحةُ لا تعجبني بعد. الموقع يحتاج إلى الكثير من التحسينات… إلخ.

لا شيء تامّ. مساحات التنمية والتطوير موجودة أبدًا. لسنا آلهة. ولا نستطيع صنع آلهة. لنتقبّل ذلك، وننشر أعمالَنا في موعدها. حتّى لو لم تتمّ بعد. لأنّها لن تتمّ أبدًا.

فخّ الاستعداد الكامل Read More »

كيف يمكن أن تكون؟

قيل أنَّ الحُبَّ هو النّظر إلى إمكانيّة الشخص الذي تحبّ؛ كيف يمكنه أن يكون، لا كيف هو الآن. ما أصدقَ ذلك!

وفي رأيي، مفتاح حُبِّ الإنسان لنفسه هو النّظر إليها من هذه الزاوية، زاوية المُستقبل، وليس زاوية الماضي. قد تحتقر نفسك لأشياء فعلتها، وكلام قلته، ومواقف لم تدافع عنها. ولكنّك تحملُ، بين جنبَيك، إمكانيّة تغيير هذه الأشياء جميعًا.

يمكنك أن تكون جديرًا بالحبّ، وبالثّقة، لأنّك تسيرُ في طريق التغيير. لأنّك تحاول. لأنّك تعملُ، كلّ يومٍ، عملًا بسيطًا يقرّبك من الشخص الذي تسعى أن تكونه.

كيف يمكن أن تكون؟ Read More »

الحياةُ صعبة

أن تشكو من مشاكل الحياة وتقلّباتها يمكن تشبيهه بسمكة تشكو من بلَل الماء. الحياة معاناة. جهاد. حركة مستمرّة.

وإيجادُ المعنى هو السبيل لتستحيل هذه المعاناة جنّةً. والشكوى ولعب دور الضحيّة يحيلها جحيمًا.

الحياةُ صعبة Read More »

الحياةُ جهاد

في التاريخ القريب، كان الجهادُ عسكريًّا. كلٌّ يهجمُ على المناطق المجاورة ويحاول الاستيلاء عليها وضمّها إلى نطاق سلطته. والأمر، الآن، اختلف كثيرًا. ما زال هناك حروب. وما زالت الأممُ تتقاتل. وما زال الجهاد العسكريّ مستمرًّا.

لكن العالم الآن مختلف. استبدلت السياسةُ الكثير من المعاملات العسكريّة. وفُتح البابُ الآن أمام أنواع جديدة من الجهاد. أبواب مختلفة من التفوّق، ومتعدّدة.

العملُ الجادُّ جهاد.

التنمية، في نفسك، وفي مجتمعك الضيّق، جهاد.

الاختراع جهاد.

الكتابة جهاد.

تعمير العالَم جهاد.

الحياةُ جهاد.

النّاسُ تتعجّبُ من الموت. الموت طبيعيّ. اترك الأشياء ساكنةً تموت. تتدهور. تتلف تمامًا. حتّى عضلات جسمك.

الحياةُ حركة. مُقاومة. جهاد. لا بديل غير الموت. لا بديل غير البؤس. الجحيم. لا بطولة في الموت. لا بطولة في الرضا بالجحيم. البطولةُ في السعي نحو الجنّة. في الجهاد إلى الجنّة.

الحياةُ جهاد Read More »

ما هوالنجاح بالنسبة إليك؟

يحكي زِج زِجلَر، أحد أهم المحفّزين في العالَم، أنّ رجلًا جاءه يشكو له فشلَه. فسأله زِجلَر: مّن يمثّل النّجاح بالنسبة إليك؟ إن كنت تريد أن تكون مثل شخص، من تختار أن تكون؟ فأجابه: مديري في العمل.

أعطاه زجلر ورقةً وطلب منه أن يكتب عناصر الإنسان النّاجح. كتبَ الرجلُ العناصر التالية:

سعيد

صحيح الجسم

ثريّ بما يكفي

يشعر بالأمان

له أصدقاء

يشعر بالسلام داخلي

علاقاته العائليّة جيّدة

لديه أمَل

ثمّ طلب منه زجلر أن يقيّم مديره من حيث كلّ عنصر من تلك العناصر إمّا بواحد أو بصفر. وماذا كانت النتيجة؟

أعطى الرجلُ لمديره، بعد تفكير، علامة واحد في عنصر واحد فقط، هو الثراء. ولم يستطع تقييم شعوره بالأمان، وأعطاه صفرًا في كلّ العناصر الأخرى، حسب ما يرى.

ثمّ سأله: هل تريد أن تكون مثل المدير الآن؟ خرجَ الرجلُ وهو يعلم يقينًا أنّه لا يرجو أن يكون ذلك الشخص أبدًا.

كثيرًا ما نكون مثل هذا الرجل. ننظر إلى حانبٍ واحد مميّز عند شخصٍ آخر ونتحسّر على عدم حصولنا عليه كما حصل عليه هو. نجلدُ أنفسنا يوميًا ونقتنع أننا فاشلون لأنّا لسنا مثل فلان.

ولكنّنا لا نحيط بالأمر من جميع الجوانب. نصرّ على النظر لذلك الشيء الواضح الذي يصرخ في وجه مخاوفنا وثقتنا الناقصة في أنفسنا، ونغفل عن بقيّة العوامل

من هو النّاجح بالنسبة إليك؟ ما هي صفاته؟ بم يتمتّع؟ اكتب هذه العناصر، وقيّم نفسك. واعمل، بدءًا من الآن، على مساحات التنمية لديك. وركّز كذلك على مساحات القوّة، ولا تغفل عنها. لأنّها ستعيد إليك ثقتك بنفسك، بل وحبّك لنفسك أيضًا.

ما هوالنجاح بالنسبة إليك؟ Read More »

المال يتبع الشخص الذي يستحقّه

قيل: إذا أُخذ كلُّ المال الذي في الأرض ووُزّع بالتساوي على النّاس، سيعود قريبًا في نفس الجيوب. دعنا نحاول أن نتخيّل شيئًا مشابهًا للحظة.

إذا حصلت كارثة طبيعيّة مثلًا أفقدت أغنى أغنياء العالَم أموالَهم. أين تظنّ أشخاصًا مثل بيل جيتس وجيف بيزوس سيكونون بعد خمسة أعوام؟ هل سيظلّون فقراء؟ إذا أعلنت شركاتهم إفلاسها غدًا، هل تظنّهم يموتون مفلسين؟ أنا لا أظنّ ذلك.

وُولت دِزني، مؤسس شركة الرسوم المتحرّكة الشهيرة أعلن إفلاسه مرّةً في بداية عمله، ثمّ كاد أن يعلنه مجددًا قبل إصدار أول فيلم لميكي ماوس. ولكنّه، حين مات في عام 1966، كانت ثروته تقدّر بخمسة مليارات دولار.

اشهرت فنادق دونالد ترامب إفلاسها 6 مرّات بين عامَي 1991 و2009. ثمّ عادت من جديد، بل وأصبح رئيسًا للولايات المتّحدة الأمريكيّة أيضًا.

أشارت دراسة قامت بها وولف ستريت أنّ ثلُث الأشخاص الذين يربحون اليانصيب في الولايات المتّحدة الأمريكية تقريبًا يفقدون جميع أموالهم في بضع سنوات. إلامَ يشير ذلك؟

المالُ يتبعُ الشخص الذي يستحقّه. إن لم يكن لديك المال، ليس الحلّ أن تربح اليانصيب، أو أن يخسر الأغنياء أموالهم. فانظر في نفسك. ابحث عن زيادة قيمتك السوقيّة.

يمكنك أن تعرف المزيد عن تحديد قيمتك السوقيّة من خلال هذه التدوينة عن سلّم الأجور.

المال يتبع الشخص الذي يستحقّه Read More »

عن التوقّعات

حين يحكي لك صديق عن فيلم بديع شاهده وأذهله، تذهب لمشاهدته وقد رسمتَ في خيالك صورة معيّنة لهذا الفيلم، تتوقّع منه أشياء محدّدة، قد لا تعرف ما هي بالتحديد، ولكنّك تتوقّع أن يُذهلك. ثمّ قد تجد أنّه فيلم عادي! فتتعجّب.

وربّما تشاهد فيلمًا آخر مستواه الفنّيّ أقلّ منه، وتمثيل أبطاله أضعف، وكتابته غير متقنة كالأوّل، ولكنّه يعجبك؛ لأنّك حين سمعت من أصدقائك أنّه فيلم سيّء، رسمت في خيالك صورة معينة، كانت أسوأ من الواقع.

توقّعاتُك من الفيلم قبل أن تشاهده هي التي لعبت الدور الأكبر في حكمك عليه، وليس الفيلم نفسه.

كذلك الحالُ أيضًا مع أصدقائنا، وأهلنا، وزملاء العمل. وكذلك الحال مع العمل نفسه! نحن نتوقّعُ أشياء معيّنة من كلّ تجربة نخوضها، وكلّ شخص نتعامل معه. وحكمُنا على هذه التجربة وذلك الشخص يعود بشكل كبير إلى تلك التوقّعات، وليس إلى التجربة ذاتها.

عن التوقّعات Read More »

ناقش الفعل، وليس الشخص

“أنت أبله.”

“أنتِ مستهترة.”

“أنتم حمقى.”

كلُّ هذه التعليقات تشتمل على انتقاد لشخص الفاعل، لا للفعل الذي ارتكبه. وهذه الشخصنة تضيّع الفكرة التي نحاول مناقشتها.

ينبغي علينا أن ننتبه لصياغتنا لما يضايقنا وأن نناقش الفعل دون الإساءة إلى الفاعل.

هذه التفرقة هي مفتاح النجاح في مناقشة المشكلات بدون أن نجرح من نحبّ.

ناقش الفعل، وليس الشخص Read More »

أنت تتّجه نحو ما تراه

حين تقود سيّارتك في منعطفٍ حادّ، تركّز نظرَك على خطوط الطريق، لا على الرصيف الذي يحدّ المنعطف. والسّائق الحاذق يعرفُ جيّدًا أنّه لو ركّز نظرَه على الرصيف أو الحائط، سيرتطم به. لأنّك تتّجه نحو ما تنظر إليه. وهذا هو السّرّ في سباق السيّارات. أبقِ نظركَ على الطريق، تسلم.

فانظر ماذا ترى.

أنت تتّجه نحو ما تراه Read More »

أيّها الأعمى، افتح عينيك

قلتُ سابقًا، وأعيد للأهمّيّة: الحلّ أمامك. أنت تعرفه بالفعل. لكنّك أعمى.

في كتاب الخيميائي، يحكي لنا باولو كويلو كيف أنّ الكنز كان تحت أقدام البطل منذ البداية. هو فقط لم يكن يرى. كان محتاجًا إلى الرحلة الشاقّة من أجل أن يفتح عينيه.

نحن مررنا برحلةٍ مشابهة من قبل.

لا ينبغي أن نحتاج في كلّ مرّة إلى رحلة. علينا أن نتعلّم من الرّحلات السابقة.

تخلّص من القصّة التي تسبب لك التعاسة. ابدأ قصّة جديدة. جِد زاوية جديدة.

افتح عينيك.

أيّها الأعمى، افتح عينيك Read More »

إشارة (٥٦)

طريقة تعاملُ النّاس معك تدلُّ عليهم، لا عليك.

وتعاملُك مع النّاس يدلُّ عليك، لا عليهم.

فانظر ماذا تريد أن يُفشيَ به تعاملُك.

إشارة (٥٦) Read More »

أنت مسؤوليتك الأولى

أوّل أولوياتك ينبغي أن يكون أنت.

حين يتناقص مستوى الأوكسجين في مقصورة الرّكّاب في الطائرة، وتتدلّى الأقنعةُ المساعدة على التنفّس، ينصحُ طاقمُ الطائرة دائمًا أن يرتدي الشخصُ قناعَه أولًا قبل أن يساعد أطفاله. هل تتخيّل أن تنصح أُمًا بأن تنقذ نفسها أولًا قبل إنقاذ طفلها؟ الإجابة: نعم، بكلّ تأكيد.  لو لم تنقذ الأمّ نفسها أولًا، لو لم تستطع التنفّس، لن تستطيع مساعدة الأطفال في ارتداء أقنعتهم.

عمّم تلك الفكرة على كلّ جوانب حياتك. لو لم تعتنِ بصحّتك جيّدًا، من طعام ونوم ورياضة، كيف ستنهض بمسؤوليّاتك وأنت مريض؟ وكيف ستساعد النّاس؟ لو لم تعلّم نفسك الأشياء التي لا تعرفها، كيف ستُعلي من ثقافة من حولك وتساعدهم في حياتهم العملية؟ لو لم تنظّم حياتك أنت ولم تختر أهدافًا تسعى إليها، كيف ستساعد النّاس على تحقيق أهدافهم وتنظيم حياتهم؟

لا تعِش دورَ الشخص الذي يضحّي بنفسه وبأولوياته واهمًا أنّه يفعل ذلك من أجل مساعدة النّاس. رتّب حياتك أولًا. اهتمّ بنفسك أولًا.

حين تصبح أفضل من يمكن أن تكون، ستستطيع مساعدة الناس بأفضل شكل ممكن.

“لا يمكنك أن تُهدي الإنسانيّة، أو تُهدي اللهَ معروفًا أكبر من أن تكون أفضل ما يمكن أن تكون.”
— والاس واتلز، علم الثراء

أنت مسؤوليتك الأولى Read More »

هل يمكنك أن تحفظ السّر؟

إذا حدّثتُك عنأحد أصدقائنا بما يسوؤه ستتوقّع أن أحدّثه عنك بما يسوؤك أيضًا. أمر طبيعيّ؛ لأنّني اعتدتُ أن أتحدّث عن الغائب بما يسوؤه.

هناك أُسَرٌ لا يكاد أحد أفرادها يخرج من غرفة المعيشة إلى المطبخ حتّى يغتابوه. ثمّ يعود ويخرج آخر فيغتابوه. ثمّ تخرج أنت من الغرفة… سيكون الأمر غريبًا إذا لم يذكروك بسوء، أليس كذلك؟

إذا حدّثتُك بسرٍّ ائتمنني عليه أحد أصدقائي ستتوقّع أن أحدّثه بسرّك أيضًا. أمر طبيعيّ. لم أعتد حفظ الأسرار. إذا احتجت أن تحفظ أسرارك في قلبٍ أمين، لن يكون اختيارك أن تبوح لي بها. ستبحث عن شخص لم يخبرك بأسرار أصدقائه من قبل.

الفكرةُ كلّها في السّمعة التي تبنيها عند من يعرفك عن قرب. هل نعرف عنك حفظ الأسرار وتجنّب الغيبة؟ أم نعرف عنك الثرثرة فيما لا يخصّك واغتياب كلّ من تعرفهم؟

فكّر أيَّ سمعةٍ تريد أن تترك لدى النّاس.أحيانًا يدفعنا إلى ذلك عدم رغبتنا في خسارة الحاضرين. ليس أمرًا مثيرًا أن تكون الوحيد الذي لا ينضمّ لسلسلة الغيبة والشتائم، لا أحد يتحمّس لذلك. ليس مثيرًا أن تقول لشخص عزيز عليك: أنا أعرف الإجابة، ولكنّني لن أطلعك عليها. ولكن ماذا تريد حقًا؟ هل تريد أن تكوّن عند الناس فكرة أنّك غدّار أو كذّاب أو ذو أوجه عديدة؟ أم تريد أن تكون شخصًا أهلًا للثقة جديرًا بالاحترام.

واجه بشجاعة أولئك الذين يسألونك عمّا لا يعنيهم، وما لا يجوز لك التكلّم فيه. قل لهم لا أستطيع أن أخبركم. تمامًا كسياسيّ حذق يرفض التعليق على ادّعاءات الصحفيّين السّائلين عن موضوع شائك لم يُحسم بعد. هو لا يقول: لا أعرف، هو يرفض التعليق. سيحاولون ابتزازك عاطفيًا بنظرات الاستنكار، وبالتأفّف، وبالتوسّل أحيانًا.

لا ملامة في حفظ الأمانة. اختر من تكون.

هل يمكنك أن تحفظ السّر؟ Read More »

مستواك سيّء؟ لا بأس!

لا بأس لأنّك ما زلت في البداية. هل تتوقّع أن تكون هدّافًا كمحمّد صلاح وأنت في أوّل عام لك من تعلّم مهارات كرة القدم؟ هل تتوقّع أن تكتب كباولو كويلو وأنت تكتب روايتك الأولى؟

لا بدّ أنّ أوّل كتاب لك سيكون رديئًا. ولا بدّ أنّ أوّل خطّة لحياتك ستفشل. ولا بدّ أنّ أوّل وظيفة تعمل فيها لن تكون الأنسب لك. لا بأس.

أنت تجرّب. تتعلّم. تتدرّب. تنمّي مهارتك.

الخطّة السيّئة أفضل بكثير من غياب الخطّة تمامًا. اللعبة السيّئة أفضل من عدم اللعب أصلًا. الرواية الركيكة تؤهّلك لعمل أقوى وأفضل.

تخلّص من احتقارك لعملك. تخلّص من حبّك للكمال. اعمل عملًا سيّئًا. حاول. لا بأس.

كلُّ ما يُقسمُ على صفر يكون ناتجه ما لا نهاية. أيّ شيء أكبر بكثير من لا شيء، حتّى لو كان سيّئًا.

 

مستواك سيّء؟ لا بأس! Read More »

إحسان من المدينة

نخصّص خاطرة اليوم للإشارة إلى أحد الأعمال البديعة، التي تُخرجك من الدنيا ساعةً إلى الجنّة، وهو فيلم: إحسان من المدينة. 

أبهرني الإخراج والتقديم والجهد المبذول لإتقان المنتج النّهائيّ.

استمتعت بكلّ دقيقة في هذا الفيلم، وتعرّفت على عالَمٍ آخر، عالمِ الكواليس الذي نادرًا ما ننتبه إليه. ننظر إلى الشيء وننتقده بدون أن نفكّر فيما وراءه، وكيف وصل إلى هنا.

عثمان طه الخطّاط، ما أجمل هذا الرّجل!

نقل الماء من الحرم المكّيّ إلى المدينة.

إنتاج مصاحف مجمع الملك فهد.

الهندسة المعمارية المتفوّقة، والحفاظ الأصيل على هويّة المكان.

ساعةٌ من الإبداع.

إحسان من المدينة Read More »

لعبةُ الحياة (٢)

في يوم افتتاح الموسم الجديد لنشاط طُلّابيّ في الجامعة كنتُ أرأسُهُ وقتها، وزّع الفريق المنظّم للّقاء على الحاضرين بالونًا ودبّوسًا لكلّ واحد منهم. قلتُ لهم: سنلعب لُعبة. مَن احتفظ منكم بالبالون حتّى نهاية الدّقائق الثلاث المحدّدة للّعبة، يفُز. وبدأ العدّ التنازليّ.

ماذا تتوقّع أن يحدث في مثل هذه الظروف؟ ماذا كنتَ لتفعل أنت؟

ما إن بدأ العدّ التنازليّ حتّى بدأ كلّ من معه دبّوس أن يحاول ثقب بالون صاحبه. وسرعان ما تحوّل كلّ واحد إلى صيّاد أو فريسة. وما إن يفقد أحدهم بالونه حتّى يجتمع بآخر قد فقد بالونه ويشكّلان عصابة يحاولون ثقب بالون زميلهم المحظوظ، الذي لم يصل إليه أحد بعد.

أمسكت بالونتي ووقفتُ بعيدًا مُحاولًا أن ينشغل النّاس عنّي ببعضهم البعض. وقد نجحتُ فعلًا حتّى لم يبقَ منهم سوى القليل. تجمّع حولي عدد منهم ونجحوا في ثقب البالون الذي أحمله. ما مرّت دقيقتان إلّا وكنّا نقف جميعًا ممسكين فقط بالدبابيس. لم يبقَ بالون واحد. خسر الجميع.

ربّما تكون قد انتبهت الآن للحلّ البديل. ما الذي كان ليحدث لو أنّنا وقفنا جميعًا ولم يتحرّك منّا أحد؟ ماذا كان ليحدث لو اهتمّ كلٌّ واحد ببالونه هو؟ بالحفاظ على ما معه. بدلًا من أن يحاول تدمير ما لدى الآخرين. في تعليمات اللعبة، لم يكن هناك حدّ أقصى لعدد الفائزين. كان من الممكن أن نفوز جميعًا.

ولكنّنا نشأنا على أنّ “الآخر” يجب أن يخسر حتّى نفوز. لا بدّ أن “نتغدّى بيه قبل ما يتعشّى بينا”. هكذا تدرّبنا منذ الصغر. وهكذا نفكّر حتّى الآن. تجد أعراض هذه التربية في زميل العمل الذي يحاول تلفيق تهمة لك حتّى “تبتعد عن طريق طموحه”، وفي قريبك الذي يتمنّى لك الفشل والتّعاسة. وتجد أثر تلك التربية، للأسف، في نفسك؛ حين تفكّر أنّك قد خسرت لأنّ فلانًا قد سبقك، لأنّه هو أخذ مكانك.

في لعبة الحياة، لا ينبغي أن يخسر أحد حتّى تفوز. من الممكن أن نفوز جميعًا. لو ركّزنا على أنفسنا، وعلى ما نملك، وركّزنا انتباهنا على الحفاظ عليه. وإن اضطررنا، علينا أن نحمي ما لدينا بالقوّة. ولكن، في أغلب الأوقات، علينا فقط أن نحمي أنفسنا من أنفسنا، ومن أفكارنا.

لعبةُ الحياة (٢) Read More »

إشارة (٥٥)

مَن كان يستمدّ قوّته من غيره، فقوّته زائفة؛ لأنّها مشروطة بشرط خارج عن إرادته، تغيب بغيابه.

القوّة الحقّة تنبعُ من الدّاخل، من اتّصال الإنسان بروحِه، وبخالقِه. فنفسُك خاضعةٌ لك أبدًا، أو أنت خاضعٌ لها باختيارك، لا رغمًا عنك، وخالقُك موجود لا يغيب، قويّ لا يضعُف.

هكذا تكون قد امتلكت زمام قوّتك، ومِلاك أمرك. فانتبه.

إشارة (٥٥) Read More »

غير مسبوق!

هذه هي الكلمة السّحرية. الكبمةُ التي تشعل حماسًا في النّفوس، وأحلامًا، ورغباتٍ، أن نحقّق إنجازًا غير مسبوق.

لماذا تظنّ أنّ هناك ألوفًا من البشر يتسابقون على الدخول في موسوعة جِنِس للأرقام القياسية؟

ما الذي يدفع أشخاصًا مثل جيف بيزوس وريتشارد برانسون وإيلون مَسك وستبف جوبز؟ كلّهم يدفعهم حماسهم إلى تحقيق إنجازات غير مسبوقة. ولا يحققون واحدًا إلّا ويدفعهم ذلك إلى تحقيق المزيد.

لكن الكلمة خدّاعةٌ أيضًا. فتحقيق شيء لم يسبقنا أحدٌ إليه أمر يكاد يكون رابع المستحيلات. أين نحن من شيء كهذا؟! والفكرة كلّها أنّنا ننظر إلى كلمة “العالَم” فنظنّ أنّها تعني الكوكبَ بأكملِه. وهي، في الحقيقة، لا تعني إلّا عالمَك أنت.

عالمك الصغير. بيتُك. مكانُ عملك. البناية التي تسكنُ فيها. أفراد عائلتك. أصدقاؤك. جيرانُك. هؤلاء هم العالَم، عالمُك. لا بدّ أنّ هناك الكثير من الإنجازات غير المسبوقة في هذه الأماكن، ومع هؤلاء النّاس. ولا بدّ أنّ من بين هذه الفرص فرصةٌ تعجبك وتستطيع أن تنفّذها.

هكذا، بإنجازات غير مسبوقة صغيرة متتالية، تُربّي في نفسك عادةَ أن تملأ دائمًا أكثر من مكانك. وبهذا، يمتدُّ عالمُك ليسَعَك، فتسبقه في كلّ مرّة.

ومن يدري؟ ربّما، يومًا ما، يمتدّ عالمُك ليشملَ العالمَ بأكمله.

غير مسبوق! Read More »

أيّها الموظّف، أنت لا تقومُ بالعملِ كلّه

أنت لم تُسهم في بناء مبنى الشركة. لا تُسهم في دفع الفواتير. لم تشترِ الكراسي والمكاتب. لم تكن من مؤسّسي الشركة ولا ممّن طوّروا فكرتها حين كانت حلمًا في خيال إنسان.

أنت لم تشارك في توظيف زملائك. لم تضع لوائح الشركة. لست مسؤولًا عن الأجهزة إذا تعطّلت، ولن تشغل بالك بإصلاحها. لا تعرفُ شيئًا عن البنية التحتيّة والمصاريف الإدارية.

لستَ من تعاقد مع المورّدين أو الوكلاء. وربّما لست أنت من يجلب العملاء كذلك.

أنتَ لا تحسب مرتّبات الموظّفين الآخرين ولا تتعامل مع البنوك التي تتعامل معها الشركة إلا في حدود حسابك وحدك. ولا دخل لك بالتسويق الإلكتروني أو الأرضي.

حين يكون عملُك في مواجهة العميل مباشرةً، تشعرُ أنّك جنديٌّ على خطّ النّار. أنت الذي تضحّي بحياتك. القائد منعّم مرفّه ينام على حرير في بيته المكيّف، وأنت تعاني الجوع والعطش ومطر الرّصاص المستمرّ. هذا شعور أنانيّ، وسنجد أنّه غير دقيق، لو تفكّرنا قليلًا.

أيّها الموظّف، أنت لا تقومُ بالعملِ كلّه Read More »

الفائدة المركّبة

حين تشتري بطاقة ائتمانية من البنك، يرتّبُ لك البنك، بذكاء شديد، طريقة السداد بأن تدفع شهريًا مبلغًا بسيطًا جدًا، ولكن، مع فائدة. بحيث أنّك إذا دفعت هذا المبلغ البسيط كلّ شهر، يسمح لك البنك بالاستمرار في استخدام البطاقة. وطبعًا تزيد الفوائد. فتدفع بدلاً من خمسمئة جنيه مثلًا، ثمانمئة! أو ربما تدفعها ألفًا أو أكثر، حسب طول المدّة. والفائدةُ عادةً ما تكون مركّبة؛ بمعنى أنّك تدفع فائدة على الفائدة السابقة، وهكذا تجني البنوك الملايين من المساكين الجاهلين.

ماذا لو جنَيت أنت هذه الفوائد المركّبة؟ سأشرح لك:

اختر عادةً صغيرةً جدًا تفعلها كلّ يوم. إذا فعلتها لوقت طويل، فإنّ أثرها المتراكم سيكون مفيدًا لك ولحياتك.

اختر جانبًا من جوانب حياتك التي لا تعجبك، ويمكنك تحسينه الآن، وأنت مستعدّ فعلًا للعمل عليه، واختر أبسط عادة تناسبُ هدفك الجديد؛ تحسّن من هذا الوضع، ولو قليلًا جدًا. هذه العادة البسيطة هي دُفعةُ القرض البسيطة الذي عليك أن تدفعها لنفسك كلّ يوم.

مع الوقت، ومع استمرارك في هذه العادة البسيطة، تجني كلّ يوم زخمًا. هذا الزخم يزيد من اندفاعك وتقدّمك. هذا الزخم هو الفائدة. وفي كلّ يوم تمارس فيه عادتك، يزداد الزخم وتزداد الفائدة منه. تمامًا كبطاقات الائتمان. كلّما نفّذتها تزداد ثقتك بنفسك، ويزيد إحساسك بالنجاح. فأنت تحقّق هدفًا كلّ يوم.

سيكون مستواك سيّئًا في البداية. لا بأس. أنت ما زلت تبدأ في الإصلاح. الطريق طويل، ولكنّك تتقدّم. قم بها حتّى لو لم تحسن القيام بها على الوجه الذي تريد. نفّذ العادة على أيّة حال.

ومع الأيّام، تكتسب المهارة وتطوّرها وتصقلها فتصبح أفضل شيئًا فشيئًا. تقارن نفسك بالأمس وتحاول أن تتطوّر. تجد أنك بعد عامَين، قد أتقنت هذا الجانب تمامًا، وأصبح جزءًا من وجدانك، بعدما كان حلمًا.

ثمّ تنتقل إلى جزء آخر.

نعم، الطريق طويل والتقدّم بطيء. لكنّه سهل. والقيام بالأعمال السهلة أسهل من النهوض بأعمال شاقّة لن نبدأ فيها لأنّنا لا نتصوّر أن نكملها.

اجعل هدفك بسيطًا لدرجة أنّك لا يمكنك أن تفشل. قم بهذا أربعين مرّة، تجد أنّك أصبحت إنسانًا جديدًا كُلّيًا.

الفائدة المركّبة Read More »

دعه يذهب

التشبّثُ العنيد بشيء معيّن غالبًا ما يؤخّرك عن الوصول.

تريد خطبة فتاة لا تبادلك نفس الشعور، فتظلّ تطاردها وتراقبها وتلعنها لأنّها لا تحبّك. تريدُ أن تقتنص وظيفة مديرك في العمل، فتكرهه وتكره نفسك لأنّك لا تستطيع الحصول عليها. تريد أن تحتفظ بالماضي، وتفرضه على الحاضر، لكن الحاضر أصبح مختلفًا تمامًا، ولم يعد للماضي مكان هنا. ولكنّك عنيد.

لن يوصلك هذا العناد إلى مكان أفضل أبدًا. ربّما ما عليك فعله هو أن تتخلّى عنه. ربّما إذا استسلمت، وتركته يذهب ويختفي من طموحك وخيالك، تجد أبوابًا قد تفتّحت لك. ربّما هذا التمسّك العنيد هو الذي ضيّع عليك فرصًا كثيرة.

كانت هناك فتاة أخرى، تحبّك، لكنّك أعمى عن كلّ فتاةٍ غير تلك. كانت هناك فرصة أخرى في وظيفة أفضل، أنت تحبّها، ولكنّك أردت أن تثبت لمديرك أنّك أفضل منه، أو لنفسك، فرفضتها لتستمرّ في مطاردة السراب. هناك فرص للنموّ ماثلةٌ أمامك تناديك، ولكنّك متمسّك بالماضي، والذكريات، لا تريد المضيّ قدمًا.

هَوْنًا عليك.

دعه يذهب.

تلفّت حولَك.

ضع وردةً على عتبةِ ذلك الباب المغلق، وبطاقة وداع. احتفظ به في ذاكرتك كما تحتفظ بذكرى من طفولتك. وانمُ. انطلق يمينًا أو يسارًا واطرق الأبواب، عسى أن تنفرج.

 

دعه يذهب Read More »

إشارة (٥٤)

علامةُ الرأي الفعل. فإن كنتَ لا تتصرّف حسب كلامك، فأنت لا تعتقده حقًا.

الفعل يعكسُ ما تشعر به في أعماق وجدانك. الكلام يعكس فقط ما تفكّر به على السطح.

الحكيم من لا ينخدع بما يراه فوق السطح، وبنظره الثاقب، يرى ما دون ذلك.

إشارة (٥٤) Read More »

العهدة على الرّاوي

عبارةٌ نقولها حين نروي قصّةً لا نعرف مصدرها ولسنا متأكّدين من صحّتها ولكنّنا لا نريد أن يُنقل الكلامُ عنّا أو أن نتحمّل وزر من يصدّقها ويعمل بها إن لم تكن صحيحة. وهي من المزالق الخطرة، التي نظنّ باستخدامها أننا قد أدّينا واجبنا في تعريف السامع أنّ القصة ربّما لا تكون حقيقية، وأنّنا نقلنا المسؤولية عليه هو ليبحث عن صحّتها إن أراد.

والفخّ واضح. والوهم ظاهر. والكسلُ يكاد ينطقُ بدلًا عنك تلك العبارة. أنت مسؤول عن كلّ ما تنقل. ألا ترى حين يذهب المستمع ويحكي هذه القصّة لصديقه ويقول له: والعهدة على الرّاوي، أنّك أنت الراوي؟

أكثر مشكلاتنا تأتي من تناقل قصص لا أصل لها. آخر ما ورد عليّ من هذه القصص أن قالت إحداهنّ لزوجتي حين علمت أنّ النّمل انتشر في البيت أنّ النمل الصغير من أسباب الرزق. ولا أعرف كيف يكون النّمل سببًا في الرزق! وما هو إلّا حرّ الصيف قد أخرجه من مخبئه باحثًا عن رزق يكفيه في الشتاء المقبل.

ما هذا الهراء؟ وما أكثر الهراء الذي نرى ونسمع كلّ يوم.

أرجوك، اجعلها تقف عندك. لن يغضب الله عليك، ولن يصفّق لك الشيطان، ولن تحلّ عليك لعنة الفراعنة. فقط أوقفها عندك إذا لم تكن تعرف مصدرها وصحّتها من عدمه. تحرَّ الحقيقة. أحرى بالباحث أن يصل، وبالكسول أن يضلّ.

العهدة على الرّاوي Read More »

عَيْنُ الموظّف أم عَيْنُ المدير؟

يحيّرني كيف أنّ الشركات الكبيرة تنمو بهذه السرعة، وهذا الاستقرار، على الرّغم من امتلائها بالمشاكل الداخليّة التي ستسمع كثيرًا منها إذا جلست ربع ساعة في غرفة الطعام.

مشاكل في أجور بعض الموظّفين ومشاكل في التواصل بين المديرين ومرؤوسيهم ورؤسائهم، ومشاكل في الإجازات، ومشاكل في طريقة اختيار الكوادر… إلخ.

أنت ترى كل هذه المشكلات حين تنظر عن قرب، ولكنّك حين تنظر من بعيد، من الأعلى، تجد أنّ أعمال الشركة تتوسّع، ومبيعاتها تزيد، وعدد موظفيها وفروعها في تزايد مستمرّ. كيف ذلك؟

لأنّ هناك عوامل أخرى في الاتجاه المعاكس. وعندما تضيف هذه العوامل إلى العوامل السلبية، تكون المُحصّلة موجبة. المحصّلةُ، على الرغم من السلبيات الكثيرة جدًا، أنّ الشركة تنمو، وتحقّق أهدافها.

لو ركّزنا فقط على الجوانب السلبيّة، ونظرنا من زاوية الموظّف الصغير -الذي لا يسمح له منصبه برؤية النظرة الفوقية، ربّما حكمنا على الشركة بالفشل. ولكن الواقع غير ذلك لو نظرنا من زاوية الإدارة العليا؛ الشركة تنمو وتربح وتحقق أهدافها ولكنّها تواجه تحدّيات علينا التعامل معها مع الوقت.

ينظر الموظف الصغير إلى كلّ مشكلة على أنّها حريق يتطلّب إطفاءً عاجلًا. ويستاء ويشتكي وربّما يستقيل لو لم تُحلّ مشكلته بسرعة.

تنظر الإدارة العليا لصورةٍ أكبر. تُشكّل فيها هذه المشكلة قطعة صغيرة، يرونها بحجمها الحقيقيّ، ويتعاملون معها بهدوء وتؤدة وخطّة طويلة الأمد لحلّها من جذورها.

والسؤال الآن هو: كيف تنظر لنفسك؟ هل تنظر لنفسك من زاوية الموظّف الصغير، أم من زاوية الإدارة العُليا؟ هل تنظر لعيوبك كحرائق عليك أن تطفئها بسرعة وإلا ستُهلكك؟ أم كتحدّيات يمكنك أن تتعامل معها بهدوء، وتسمح لنفسك بمعالجة أسبابها مع الوقت؟ هل تحكمُ على المحصّلة من بضع تصرّفات؟ أم تنظر لكلّ شيء من بعيد، وتحسب كلّ تصرّف بدقّة؟

اعرف محصّلة حياتك بدقّة. إن كنتَ تنمو، فاستمرّ فيما تقوم به، وحسّن، وأصلح حتّى تحقق مزيدًا من النمو، ولا تقسو على نفسك وتظلمها. وإن كنت تتقهقر فادرس تحدّياتك بعين مدير تنفيذيّ، وخطّط لحلّها، ولا تتعجّل الحلول، وسر بخطًى ثابتة -حتّى لو بطيئة- نحو أهدافك.

عَيْنُ الموظّف أم عَيْنُ المدير؟ Read More »

إذا كنت تفوز دائمًا فأنت لا تنمو

أنت تفوز لأنّك لعبت هذه اللعبة من قبل. الطريق مألوف لك. لن تتعثّر أبدًا، لأنّك تعرف أماكن العثرات كلّها. ولكن، ماذا تحقّق بهذا؟ ربّما الشعور الزائف بالتفوّق يرضيك. ربّما مكانةُ الفوز تلهيك عن هدفك الأصليّ. ربّما الاطمئنان ينسيك قيمة المغامرة.

إذا كان كلّ ما تقوم به يقع في دائرة راحتك، فهذا منزلق خطير. اجعل جزءًا من حياتك خارج هذه الدائرة. خصّص جزءًا من حياتك لاستكشاف مناطق لم تألفها، ولقضاء لحظات قد تخيفك. اجعل جزءًا من خططك مجهول النتيجة: ربّما تفوز، وربّما تفشل، فتتعلّم.

من كانت كلّ حياته فوز فقط، فهو ميت.

إذا كنت تفوز دائمًا فأنت لا تنمو Read More »

لماذا نقضي على الهاتف وقتًا أطول من الوقت الذي نقضيه مع الأسرة؟

لو حسبنا عدد السّاعات التي نقضيها يوميًا على هواتفنا وحسبنا عدد ساعات اجتماع الأسرة التي تعيش في بيت واحد لوجدنا الفرق عظيمًا جدًا بينهما. وهنا لا بدّ أن نتساءل لماذا؟

يحكي الدكتور مبروك عطيّة مرّة أنّه حين كان صغيرًا كان يغلق جهاز الراديو (أعظم تكنولوجيا كانوا يملكونها في ذلك الوقت) ليستمع إلى حكايا أبيه، ويعلّل ذلك بأنّ أباه كان يعلّمه أمورًا ما كان ليتعلّمها من الراديو. كان الحديث مع أبيه شيّقًا وممتعًا.

ما هي الحكايا التي تدور في بيتك؟ ما هي المواضيع المتداولة على طاولة الطعام؟ هل يحكي كلّ واحد إنجازاته اليوم وما تعلّمه وكيف اكتشف شيئًا جديدًا وموضوعًا أثار اهتمامه؟ هل تجلس الأسرة الواحدة تتناقش في أمور دينيّة وفلسفيّة واجتماعيّة وثقافيّة يخططّون معًا ويفكّرون معًا ويكوّنون وجهات نظرهم عن شتّى أمور الحياة؟

ماذا نحكي لأصحابنا على الهاتف؟ ماذا نشاهد من مسلسلات وأفلام؟ فيم نقضي كلّ ذلك الوقت؟ نستطيع جميعًا أن نتذكّر مرّةً كانت الجلسة فيها مع الأسرة أكثر تشويقًا من الفيلم الذي نتابعه، وأكثر متعةً. كيف كانت تلك الجلسة؟ لماذا لا نفعل مثل ونيس ويكون هناك موعد أسبوعيّ محدد لجلسة حوارية بين أفراد الأسرة؟ فليكن حديث الثلاثاء، أو نادي الجمعة، أي يوم.

دعونا نتواصل معًا. نتّصل ببعضنا البعض. نفهم أبناءنا وإخوتنا وآباءنا. دعونا نحتفل معًا بنجاحاتنا الصغيرة، التافهة. دعونا نفكّر معًا في قضايا كبيرة وجوديّة تشغل بالَ أحدنا. دعونا نكتفي ذاتيًا من الناحية العاطفية، فلا يضطر أحد إلى البحث خارج البيت عن الاحتفاء، أو الاحتواء، أو الودّ والثناء، أو النصح والتوجيه. دعونا نشعر أنّ لدينا من يحبّنا، مهما كانت عيوبُنا التي يعرفونها.

بيدنا أن نعود للأيّام الخالية، الأيام التي نتذكّرها بحنين ونقول: فين أيّام زمان؟ لكنّنا نستسهل أن يكون كلٌ منّا “في حاله”، وأن نكون نحن أيضًا “في حالنا”. لكنّه اختيار. وعلى الحيّ المسؤوليّة.

لماذا نقضي على الهاتف وقتًا أطول من الوقت الذي نقضيه مع الأسرة؟ Read More »

تغيير العالَم أسهل من تغيير حياتك

نجد أنفسنا مشغولين جدًا  بتغيير العالَم. ننتقد سياسات الدّول ورؤسائها، ننتقد استراتيجيّات الشركات الكبيرة في التسويق والإدارة، ننتقد مدراءنا في العمل وزملاءنا، ننتقد أفراد أسرتنا. لدينا نظريّة عن كيفية تحسين حياة وإنتاجيّة كلّ من هؤلاء. بل نتكلّم مع من نستطيع أن نصل إليه منهم لنعلّمهم كيف يعيشون حياتهم. ولكن هناك شخص مهم ليس على تلك القائمة.

الشخص الوحيد الذي تستطيع التأثير فيه بنسبة ١٠٠٪، ويمكنك، حقًا، أن تغيّره. أنت.

ماذا عنك أنت؟ ماذا عن حياتك وإنتاجيّتك وعلاقاتك بالناس، وحتّى بنفسك؟ ماذا عن أحلامك وطموحاتك وأهدافك؟ أين أنت من تحقيقها؟ أين ستكون بعد سنة من الآن؟ ما هو الذي تبنيه؟

نحن نهتمّ بأولئك الناس جميعًا وبمستقبل العالَم والقارّات لأنّنا، حقيقةً، نهرب من مشاكلنا نحن. نهرب من تحسين حياتنا نحن. نهرب من تهذيب أنفسنا وإصلاحها. وإلّا، فكيف تفسّر اهتمامنا اللانهائيّ بما لا نستطيع التأثير فيه؟

دعك من كلّ هذا. دعك من أيّ شخص آخر. انظر في نفسك الآن، وتساءل: أين أنا ممّن أريد أن يكون أنا؟ إن كنت فتى أحلامك فعلًا، فاستمرّ، برافو. أمّا إن كنت شخصًا آخر تمامًا، فتوقّف عن الاهتمام بأيّ شخص آخر. ابدأ بنفسك. توقّف عن النظر إلى العالَم ككلّ، وانظر في بيتك أوّلًا.

إحدى قواعد الحياة التي اختارها جوردان بيترسن لكتابه: ١٢ قاعدة للحياة هي: رتّب بيتك بنظام مثاليّ قبل أن تنظر إلى العالَم.

إنّه عمل شاقّ أن ترتّب بيتك أولًا. ولكنّه العمل الوحيد الفعّال.

تغيير العالَم أسهل من تغيير حياتك Read More »

ما الأسوأ من عدم القدرة؟

عدم الرغبة.

ما يعطّلك عن تغيير حياتك للأفضل ليس عدم قدرتك على تغييرها. هذه حُجّة تستخدمها لتسوّغ لنفسك تكاسلك عن النهوض. إنّ ما يمنعك حقًا هو عدم الرّغبة.

ليس هذا نتيجة رضا عن الوضع الحالي، ولا نتيجة تفكير منطقيّ معقّد أوصلك إلى نتيجة أنّ الحفاظ على الوضع الرّاهن في مصلحتك. إنّه نتيجة القصور الذاتي، نتيجة إلف الوضع الراهن، والجهل بعواقب التغيير. ضع هذين معًا تجد النتيجة التي تعيشها كلّ يوم: أن تقنعَ بالوضع الرّاهن الذي لا يعجبك أهون عندك من أن تغامر بالتغيير، وتقاوم عاداتك المألوفة.

القصور الذّاتي هو ميل الأجسام إلى البقاء في وضعها الرّاهن. مثلًا: حين تكون السيارة مسرعة وتتوقّف فجأة، تميل أجسامنا باتّجاه الحركة الأصليّة للسيّارة (إلى الأمام). وكذلك حين تنعطف السيّارة يمينًا أو يسارًا تجد أنّ جسدك يميل في الاتّجاه الأصليّ. لذا، تغيير حركة الجسم وسرعته تتطلّب قوّة أكبر من قوّة القصور الذّاتي التي تحاول إبقاءه في وضعه.

وحين نفكّر في الأمر من هذه الزاوية، نجد أنّنا بحاجة إلى قوّة إرادة كبيرة حتّى نخرج من المستنقع الذي نحن فيه الآن. وأريد أن أطرح عليك الآن حلًا بديلًا ذكيًا، وسهلًا.

بدلًا من أن تتحدّى قصورك الذّاتي مرّةً واحدة، كوّن زخمًا ببطء يغلب أثره أثر القصور الذّاتي بعد حين. وسبيل ذلك أن تختار عادةً سهلة جدًا لا تتطلّب قوّة إرادة كبيرة على الإطلاق. لن ينتبه قصورك الذاتي إلى هذه العادة التافهة، ولن يقاومها. اجعلها أبسط من ذلك. وإليك مثال:

لنفترض أنّك تريد أن تبدأ بممارسة القراءة مثلًا وجعلها عادة يوميّة لك. لا تضع هدفك أن تقرأ كتابًا كلّ أسبوع، ولا كلّ شهر. اجعل عادتك أن تقرأ صفحة واحدة في اليوم. أو نصف صفحة. اجعلها عادةً أسهل من أن تتكاسل عنها. اجعل النجاح سهلًا جدًا لدرجة لا تقاوم. حتّى لو كنت عائدًا من يوم طويل ومتعب، ثمّ تذكّرت وأنت في السرير أنّك لم تقرأ بعد، ستسطيع القيام للقراءة لأنّها لا تتطلب جهدًا. فليكن هذا هو هدفك، أن تختار عادة سهلة لهذه الدرجة. ثمّ احرص على أن تلتزم بها كلّ يوم مهما كانت الظروف.

أنت هكذا تبني زخمًا تحت مستوى الرّادار، القصور الذاتي غافل عنه. وفي كلّ يوم يزداد هذا الزخم، وينمو، حتّى ستصل (بعد شهور عديدة، وربّما سنوات) إلى التغلّب عليه.

تصلح هذه الطريقة فقط في حال عدم وجود موعد نهائيّ عليك الوصول فيه. أي أنّك غير متعجّل لنتيجة معيّنة. السكينة الناتجة عن التمهّل هي مفتاح الصبر على النتائج، حتّى لو تطلّب الأمر ستّ سنوات للوصول، أنت لا تمانع. المهم أن تصل.

ما الأسوأ من عدم القدرة؟ Read More »

جِد شيئًا تسعى إليه

حتّى لا تضيع.

حتّى لا تملّ.

حتّى لا تموت!

السير بلا وجهة سيرٌ إلى الوراء، مهما يكن الاتّجاه.

جد هدفًا، أيّ هدف. لا يهمّ إن كان كبيرًا أو صغيرًا. هام أو غير هام. حدّد أقرب هدف يمكنك تحديده الآن. ثمّ طوّره فيما بعد.

المهم أن تلتزم به. لو لم تلتزم، ضعت ثانيةً.

جِد شيئًا تسعى إليه Read More »

الإنسان صديق ما يألف

وفقًا لأحد علماء الجريمة المشهورين، حين يتعرّض النّاس للجريمة لأوّل مرّة، يبغضونها. إذا تعرّضوا لها لوقت طويل بما يكفي، ينتهي بهم الأمر إلى الاحتفاء بها، والتأثّر بها.

إنّ المُدخلات التي تدخل إلى عقلك بشكل متكرّر تغيّر في معتقداتك دون أن تشعر. تخيّل أنّ كلّ فكرة تتعرّض لها هي بذرة تُزرع في تربة عقلك الباطن. وكلّما تكرّر تعرّضك لهذه الفكرة، كأنّما تروي هذه البذرة، فتنمو وتزدهر. وفي تلك الأثناء، تذبل الفكرة الأصليّة التي كانت موجودة بدلًا من هذه الفكرة الجديدة وتضعف؛ لأنّ الماء لم يعد يصل إليها.

هذا يفسّر لك حين تنتبه فجأةً لتجد أنّ معتقداتك قد تغيّرت في أمور معيّنة كنت تراها لا تصلح ثمّ ألِفتها وألفتَ وجودها حولك. وكذلك يفسّر لك الأشياء التي كنت معتادًا عليها ثمّ توقّفت عنها ولم تنتبه إلّا بعد وقت طويل. تفكّر متعجّبًا: من أنا؟ متّى تغيّرت؟

الحقّ أنّك كسفينة ضخمة، تتغيّر منها لبنة واحدة كلّ يوم، فلا تشعر بالتغيير إلّا بعد أن تجد أكثر اللبنات القديمة قد اختفت وحلّت محلّها اللبنات الجديدة.

فاحذر ما تألفه.

ولا تقع في الفخّ الشهير الذي يقع فيه الكثيرون حين يصعّبون الأمر على أنفسهم فيقولون لا نستطيع تغيير البلد الذي نعيش فيه، ولا نستطيع تغيير بيئة العمل لأنّنا نحتاج إلى العمل، ولا نستطيع تغيير الأسرة التي نعيش معها لأنّنا لا يمكن أن نتبرّأ من أهلنا. كلّ ذلك غير ضروريّ. نعم، قد يساعدك السفر إلى بلد جديد لا يعرفك فيه أحد والبداية من صفحة بيضاء، لكن لو لم يتوفّر ذلك لك بسهولة -كما هو الحال عند أكثرنا- فهناك خطوات أبسط وفعّاليّتها أكيدة لتحسين بيئتك، والتحكّم في المُدخلات التي تنفذ إلى عقلك.

احذر ما تألفُ قراءته على الإنترنت. واحذر ما يتسرّب إليك على صفحتك على فيسبوك وإنستجرام وتويتر وغيرها. ألغِ متابعتك لكلّ الصفحات والأشخاص الذين لا تفيدك متابعتهم بشيء. ألغ متابعتك لكلّ من حين تقرأ كلامَه تنزعج، وتتأفّف وتستغرب. تابع صفحات مفيدة، وأناسًا منتجين، وأشخاصًا ناجحين. اقرأ ما يكتبون.

يمكنك بناء صورة في خيالك لعالمٍ غير موجود في الحقيقة بعد، ولكنّه عالم تحبّ أن تعيش فيه. جيرانك في هذا العالم هم الأشخاص الذين تطمح أن تكون مثلهم يومًا ما. تتكلّم إليهم، وتسمع نصائحهم، وتستشيرهم في أهدافك ومشروعاتك. ونفذ هذه النصائح في عالمك الواقعيّ. أنت لست سخيفًا ولا غبيًا. أنت تعرف أنّ عقلك الباطن لا يستطيع التمييز بين الخيال والحقيقة. وأنّ الخيال بذرة تُروَ بالتكرار.

حكى لنا فيكتور فرانكل في كتابه القصير البديع، الإنسان يبحث عن المعنى، كيف أنّ خيالَه أنقذه من ظلمات السجن في مخيّمات التعذيب النازيّة. كيف تخيّل حياته بعد الخروج من السجن، وهو يحاضر في الكلّيّة، ويعلّم طلّابه عن الإرادة، وعن المعنى، وعن الحياة.

ليس هذا كذبًا ولا خداعًا ولا تزييفًا، ولكنّه حمايةً ووقايةً وصيانةً لأفكارك ومعتقداتك ومبادئك.

إنّه هروب أخير من مستنقع لا تملك الخروج منه إلّا بالخيال.

إذا انتبهت لما تقرأ على الإنترنت وما تشاهد وما تسمع، وإذا انتبهت لأفكارك وخيالك وما يتردّد على ذهنك بشكل يوميّ، ستجد أنّ حياتك الحالية لا تعكس إلّا ذلك. وعندها ستعرف أنّ تغيير هذه الأشياء البسيطة، هي سبيل التغيير.

الإنسان صديق ما يألف Read More »

هل تستطيع الانتظار ستّ سنوات؟

كم ستمهل ابنتك الصغيرة حتّى تتعلّم المشي؟ متى ستتوقّف عن تعليمها؟ بعد كم محاولة فاشلة ستفقد الأمل في قدرتها على المشي؟ الإجابة واضحة، بالطبع. سوف تمهلها حتّى تتعلّم. ستظلّ تعلّمها وترعاها وتشجّعها حتّى تمشي. لن تستسلم أبدًا. كما لن تستسلم هي.

والآن، ماذا عن أحلامك؟ كم نمهل أحلامَنا حتّى تتحقّق؟

في عالم الإنترنت وسرعة الوصول إلى المعلومات، ومع انتشار صور المشاهير ودخولنا في تفاصيل حياة الأغنياء بشكل لم نعتده، ومع تكرار قصص النجاح الباهر التي عادةً ما تُحكى مختزلة من جانبها المشرق فقط، ومع التنافس المستمرّ على سرعة التحميل وسرعة التوصيل، بدأت توقّعاتُنا في الازدياد والازدياد إلى أن أصبحت لا منطقيّة في كثير من الأحيان.

بدأنا نتوقّع من أنفسنا إما أن نواكب سرعة العصر، وأن نكون مثل فلان وفلان، وإمّا أنّنا فاشلون. إذا وضعت ذلك جنبًا إلى جنب مع التحيّز الطبيعيّ في الإنسان لتقدير قدرته أكبر بكثير ممّا هي عليه في الواقع، تجد المشكلة المركّبة: نتوقّع من أنفسنا إنجازات ضخمة، في زمن لا يذكر. ونكون، في نظر أنفسنا، لا في نظر الناس، فاشلين إذا لم نحقق تلك التوقّعات المستحيلة.

وأنا الآن أناشدك أن ترفق بنفسك. أن تكون واقعيًا. أن تتحمّل، وتصبر، وتمهل حلمك وقتًا كافيًا ليخرجك إلى المكان الذي تسعى لتكون فيه. لا أدعوك للتكاسل، والإهمال. ولكن فقط ألّا تتعجّل. ولا أعني أن تصبر عامًا أو عامين، ستحتاج أن تصبر ستّة أعوام، وربّما عشرة. هل تستطيع أن تصبر على هذا الحلم أم لا؟ هل ستمهله السنوات الستّة العجاف ليأتيك العام السابع بالثمار والغيث؟

إن كنت لن تصبر، لا تبدأ. فالنتيجة محتومة من الآن. لن تصل سوى إلى الإحباط.

الصبر ثقيل، وصعب. وأصعب ما فيه أنّ كلّ من حولك ينقدك، ويسخر منك. يقولون فات شهر ولم تصل، فات عام ولم تصل، فات عامان ولم تصل. يقولونها كلّ يوم، وفي كلّ مناسبة، ومع كلّ محطّة نموّ صغيرة لك، يذكّرونك أنّك لا شيء. وأنّك لن تكون شيئًا أبدًا.

لا تسمع لهم. ولا يحبطك كلامهم. هكذا قالوا لنوح قبل الفيضان. أنت تعرف يقينًا أنّك تتقدّم، أنت الوحيد الذي ترى الصورة كاملةً في خيالك الآن. هم يرون فقط ما تمّ، ولم يتمّ سوى القليل.

يبقى سرّ حماسك أنّك تعرف من البداية أنّ المشوار طويل، ويبقى سرّ حماسك أنّك تخطو كلّ يوم خطوةً إلى الأمام. وعزاؤك أنّ السنين ماضيةٌ لا محالة. فالأفضل أن تكون في المكان الذي تختاره أنت، بدلًا من أن تأخذك السنون إلى مكان لم تختره.

أمهل نفسك حتّى تصل. تمامًا كما ستمهل ابنتك حتّى تمشي.

هل تستطيع الانتظار ستّ سنوات؟ Read More »

لماذا نغيّر قراراتِنا بسهولة؟

قد نفكّر في شراء شيء معيّن، ونظلّ نفكّر فيه وما سنفعله به حين نشتريه، حتّى يحين موعدُ الشراء، فنشتري شيئًا آخر. لا أتكلّم هنا عن الأشياء البسيطة -مع أنّها يسري عليها نفس الكلام- لكن حتّى في الأشياء الكبيرة، كسيّارة مثلًا أو أثاث البيت. وقد نقرّر مثلًا أن نمنع أنفسنا من شيء ما، كبعض أنواع الطعام، أو الاستماع إلى الأغاني مثلًا، أو الأكل خارج المنزل، أو التدخين … إلخ، ثمّ نعود فنغيّر قرارنا ذلك. وقد يكون قرارًا مثل ترك العمل والانتقال إلى مسار مهني جديد، أو أن يبقى الوضع على ما هو عليه.

في النوع الثاني بالطبع هناك عامل لقوّة الإرادة والانضباط الذاتي، ولكن ما أقصده هو المسوّغ الذي يسمح لنا بعدم الانضباط. كيف نقنع أنفسنا بتغيير هذا القرار الهام، بعدما أقنعناها باتّخاذه؟ وإذا فهمنا تلك الكيفية، يمكننا استغلالها في تحسين قراراتِنا.

والإجابة أبسط مما تتخيّل: إنّها القصّة التي تدور في رأسك أثناء التفكير. حين قرّرت أن تتبع حمية غذائيّة نباتيّة مثلًا، فكّرتَ أنّها طريقة لتحسين صحّتك. وحين تراجعت عن ذلك القرار، ربّما فكّرتَ أنّ الاستمتاع بالطعام أكثر أهمّيّة من هذا الكلام “غير المنطقي”، وأنّ البروتين الحيواني مهمّ جدًا، وأنّك لا تستطيع الاستغناء عن الكالسيوم في الألبان.

اختلفت القصّة.

حين فكّرتَ في شراء سيّارة فارهة، كانت القصّة عن المكانة بين الأقران، وعن الحالة النفسية المُصاحبة لركوب السيّارة الفارهة. وحين تراجعت واشتريت سيّارة متواضعة نسبيًا، كانت القصّة عن الاستثمار الجيّد للمال، وعن تكاليف الصيانة والتشغيل الباهظة.

وحين تفكّر في ترك العمل والسعي في مسار جديد، تحتار بين الأمان، والمألوف، وبين المغامرة، والتشويق. تحتار بين المعروف والمجهول، بين الاطمئنان مع السكون، وبين الخوف مع النموّ.

هكذا تجد أنك تحتار بين شيئين بعيدَين، أو حتّى متناقضين. أنت لا تحتار بين هذين الشيئين في الحقيقة، أنت تحتار بين قصّتَين. وتحديدك لهذه القصّة، سيسهّل عليك أن تفهم سبب اختيارك هذا، وأن تختار القصّة التي تحبّ أن تعيشها حقًا، القصّة التي تشبهك أكثر، القصّة التي تسعدك أكثر.

لماذا نغيّر قراراتِنا بسهولة؟ Read More »

غيّري عالمَكِ

في فيلم The Equalizer، يجلس بطل الفيلم في أحد المقاهي وتجلس معه بائعة الجسد التي تهوى الموسيقى والغناء. للحظة تخيّلا أنّها أصبحت مغنّية فتبسّمت، ثمّ تذكرت واقعها فكان الحوار التالي:

= أنا وأنت نعرف من أنا.
— يمكنك أن تكوني أي شيء تريدينه.
= ربّما في عالمك يا (روبرت)، ليس في عالمي.
— غيّري عالمك.

هكذا قالها (روبرت) بكلّ تلقائية وذكاء. من يعرف الفيلم، يعرف أنّ (روبرت) ليس ساذجًا ولا حالمًا ليقول شيئًا لا يفهم مداه. هو يعرف جيدًا ما يقول. ويعرف أنّ هذا هو الطريق الوحيد.

وهذا أحد أسباب خوفنا من التغيير. لكي نغيّر حياتَنا، علينا أن نغيّر حياتنا، أن نغيّر عالمَنا الذي ألفناه طويلًا. وما أصعب على النفس أن تغيّر ما اعتادت وألفت. لكن، ليس من سبيل آخر.

إن لم تكن راضيًا، عليك أن تغيّر عالمَك. وإلّا ستظلّ كما أنت. عليك أن تعبر وحدك إلى الجانب الآخر من الخوف.

غيّري عالمَكِ Read More »

الجهة الأخرى من الخوف

يخشى الإنسان ما يجهله.

مَن يخاف من الطيران مثلًا يخاف لأنّه لا يعرف كيف تطير الطائرة، وما هي القوى التي تحكم طيرانها، وحركة الهواء حول أجنحتها، ومتى تكون في خطر السقوط، ومتى تكون في أمان. وإذا تعرّضت الطائرة لبعض المطبّات الهوائية فاهتزّت لشَعُر بخوف شديد وخشي الموت، مع أنّه أمر طبيعيّ جدًا لمن يعرف طبيعة الطيران.

إذا عدت إلى بيتِك متأخّرًا في الليل، وكانت إنارة الشارع مطفأة، هل ستخاف من العبور فيه بقدر خوفك من العبور في شارع مظلم لا تعرفه في نفس الوقت من الليل؟ الخوف في الوضع الأخير أكبر كثيرًا لأننا نجهل تمامًا هذا الشارع، على العكس من شارع بيتنا المألوف بالنسبة إلينا.

إذن، الخوف من الشيء يعني الجهل به، ومعرفة هذا تعلّمنا أن ما نخاف منه ليس مخيفًا بالضرورة. وهكذا يمكننا أن نتعامل مع خوفنا بشكل مختلف. نحن الآن نفهم أنّ التعلّم هو سبيل التغلّب على الخوف.

وكثيرًا ما يكون طريق التعلّم هو التجربة. بالطبع، أن تجرّب شيئًا قد لا يفلح أمر مخيف. ولكنّه ليس نجاحًا ما لم يكن هناك احتمال للإخفاق، أليس كذلك؟

لذلك، الجهة الأخرى من الخوف هي النموّ، هي التحقيق، هي الفوز. وربّما تكون إخفاقًا، ولكنّك تنمو حين تخفق. تتعلّم أنّ هذا الطريق مسدود. وعليك أن تعود من البداية وتمشي في طريق مختلف.

في الحقيقة، هذا بالتحديد ما قد يجعلك لا تحاول أن تمشي في الطريق من البداية. نقول لأنفسنا: سنسير ثمّ قد يكون مسدودًا ثمّ نعود من البداية ويكون مجهودنا ووقتنا وأموالنا ضاعت كلّها هدرًا.

قد تحكي لنفسك هذه القصّة. ولكنّك تعرف أنّك تختلق الأعذار فقط. أنت تعرف أنّك غير راضٍ عن مكانك الحالي. أنت تتمنّى السير في الطريق، وتتمنّى شعور النجاح بعد الانتهاء منه. ولكنّك تخاف.

لا تخف من الخوف. افهمه. احتفِ به. هو علامةُ نموّك.

الجهة الأخرى من الخوف Read More »

أهداف من نوع ثالث

يقسّم بوب بروكتور الأهداف إلى ثلاثة أنواع. هدفٌ قد حقّقته من قبل، وهدف لم تحقّقه ولكنّك تعرف جيّدًا طريقة تحقيقه، وهدف لم تحقّقه ولا تعرف له سبيلًا.

ونحن نميل إلى تحديد أهداف من النوعين الأول والثاني؛ لأنّنا نؤمن بقدرتنا على تحقيقها. هي أهداف سهلة، إمّا فعلناها من قبل أو في متناول أيدينا. لا خوف يصحب هذا النوع من الأهداف، ولا نموّ.

ينبغي أن نطمح للنوع الثالث من الأهداف، لأهداف لا نعرف سبيل تحقيقها بعد. هذه الأهداف تتطلّب منّا أن ننمو من أجل تحقيقها. تتطلّب منّا أن نكون في مكان غير مكاننا، وأن نتعلّم ما لا نعرفه بعد، وأن نستكشف طرقًا لم نمش فيها من قبل، وأن نستطلع مساحات لم نألفها، في أنفسنا، وفيما حولنا.

الأهداف القريبة التي نعرف سبيل تحقيقها هي أهداف ضعيفة، تسحبنا إلى الوراء بدلًا من دفعنا إلى الأمام. تعزّز الشخص الذي نحن عليه الآن، وتقوّيه. تعزّز الماضي، لا المستقبل.

ما فائدة الطموح والخيال إن لم يدفعك للأمام؟ وإن لم يحفّزك للنمو. الخيال قوّة كبيرة نسيء استخدامها عادةً؛ نستخدمها فقط في تخيّل أحداث سيّئة حصلت لنا في الماضي أو أحداث نخشى وقوعها في المستقبل. نادرًا ما نتخيّل شيئًا نرغب في الحصول عليه، أو حالة نرجو أن نكون عليها، أو أسلوب الحياة الذي نتمنّاه.

علامة الطموح أن ترجو ما لا يمكنك تحقيقه بمجرّد أن تريده. وهذا هو الشيء الذي يستحقّ أن تقضي فيه وقتك وتفني فيه عمرك. هدف بعيد، يدفعك نحو الأمام.

الأمر مخيف، أليس كذلك؟ أن تطمح لما لا تعرف كيف ستحقّقه بعد. ولكن كلّ الطرق مجهولة حتّى نمشي فيها مرّة. مع كل خطوة تخطوها في طريقك الجديد ستكتشف مناطق لم تعرفها، وقدرات لم تكن تعرف بوجودها. سرّ تحقيق ما تراه مستحيلًا هو أن تمشي فيه خطوةً خطوة. وتصعد إليه درجًة درجة. بدون عَجلة، ولا استعجال للنتائج. وهذه الخطوات الصغيرة المتتالية، حين تتراكم نتائجها، تحقّق المستحيل.

اختر أهدافًا بعيدة.

اختر أن تسير في اتّجاه خوفك.

اختر أن تستكشف طريقًا جديدًا.

أهداف من نوع ثالث Read More »

الرغبة دليلُ القدرة

الظمأ دليلٌ على وجود الماء.

السؤال دليل على إمكانيّة الجواب.

وكذا الرغبةُ علامةُ القدرة وتدلّ عليها.

فتأمّل.

الرغبة دليلُ القدرة Read More »

وداعًا رمضان

قبل رمضان، كنتُ أفكّر كيف سأقضي نهاري كلّه صائمًا، حتّى أنّي خشيتُ ألّا أستطيع.

راودتني أفكارٌ عن كيف أفقد تركيزي حالَ الجوع، وكيف يقلّ صبري. وحرصتَ على تناول السّحور استعدادًا للمشقّة التي سوف ألقاها غدًا.

وها أنا وقد مرَّ الشهر كاملًا لم أكدْ أشعرُ به. اشتدّ بي الجوع أحيانًا ولكنّني وجدتُ نفسي قادرًا على تحمّله. أعمل معظم اليوم، وأصعد الدرج وأنزل وأجوب المكان جيئةً وذهابًا لقضاء المهام، ولا أتأثّر.

يتعلّم الصائمون في شهر رمضان أن لا مستحيل. نكتشف في أنفسنا إرادةً تفاجؤنا أحيانًا. في شهر رمضان، وضعَ اللهُ لك هدفًا صعبًا لتتعلّم أنّك قادر على تحقيق أكثر ممّا تتوقّع. رحلتك شاقّة، ولكنّك قد وصلت. ذهب التعب، وبقي الأجر إن شاء الله.

حدّد هدفك. اسعَ نحوه ولا تكترث بقدر المشقّة، أو طول الوقت. فالوقت سيمرّ على أيّة حال. وسيبقى الإنسان الجديد الذي استحقّ الوصول إلى هنا. سيبقى الأثر.

وداعًا رمضان Read More »

التمنّي بلا عمل يقتلُ الأحلام

نحلم ونتمنّى ونفكّر في كيف نريد أن نكون بعد سنوات. نراقبُ المشاهير على صفحات الإنترنت، هذا اشترى سيّارة أحلامي، وتلك ارتدت فستان أحلامي، وهؤلاء يمارسون رياضة أحلامي … إلخ. نمصمص شفتينا ونحن نشاهدهم من شاشات الهواتف ونضحك وتسري في جسدنا قشعريرة النّصر. وندمن ذلك الإحساس، فنعود إليه مرارًا في اليوم، وفي كلّ يوم.

وحين نكسب بعض المال، وبدلًا من استثماره فيما قد يحسّن حياتنا فعلًا، نستثمره في ذلك الشعور نفسه، نقوّيه، ونعزّز قدرتنا على الحصول عليه، كيف؟ نشتري هاتفًا أذكى، وأحدث، نشترك في مجلّات الموضة، أو في قناة مسلسلات، أو ننفقه على طعام لا نحتاجه .. نستمتع بفكرة الإنفاق، كنوع من التخدير. نوع من الهرب من مواجهة حالنا الحقيقيّ.

فلنراقب فيم تذهب ساعاتُ أيّامنا ودقائقها، هل نفنيها في التفرّج فقط؟ هل نستغلها في بناء شيء حقيقيّ مفيد؟ هل نستثمر مواردنا في تنمية أنفسنا، أم في مشاهدة أناس ينمّون أنفسهم؟

الأشخاص الاستثنائيّون قليلون جدًا. أولئك الذين تتفرّج عليهم كلّ يوم لم يولدوا في تلك المكانة. أكثرهم عانى حتّى يصل. جدّ واجتهد. واصلوا الليل بالنّهار، وفارقوا أحبابهم, وعانَوا من الوحدة والنقد والسخرية والاستنكار وربّما السبّ  وربّما الحرب.

ونحن نجلس على مقعد وثير، نتفرّج من بعيييييد جدًا، ونقتل أحلامَنا في كلّ دقيقة نقضيها في التمنّي بلا عمل.

التمنّي بلا عمل يقتلُ الأحلام Read More »

الحكَم يقول: العب

في المباريات، يحصل أمرٌ غير متوقّع فيوقف الحكَمُ اللعب، ثُمّ يستأنفُ من جديد، ويُعوّضُ الوقتُ الضائع في نهاية المباراة، فكأنّما الزّمن قد توقّف في تلك اللحظات، وكأنّ شيئًا لم يكُن.

في الحياة، لا وقت بدلًا من الضائع. ولا توقّف للزمن.

العمرُ يمضي. الناس تتقدّم. إذا تأخرتَ، تفوتك أمور، ويسبقك أناس، ويضيع وقت لا يمكنك استرداده.

لا تدع مفاجآت الحوادث تشلّ حركتَك. لا تسمح لنفسك بالبقاء أرضًا منتظرًا إيقاف المباراة ليتمّ إسعافك. المباراة لن تتوقّف. واللاعبون لن يتوقّفوا عن الهجوم. والحكَم لن يقول سوى: العب.

الحكَم يقول: العب Read More »

وماذا بعد العبور؟

بعد العبور، نور.

الظلام يبدو فقط من الخارج، كنفقٍ لم تدخله بعد.

بعد العبور، تيه. لا تعرف أين تذهب من هنا. لا ترى بعيدًا. المنطقة غير مألوفة. الباب ما يزال مفتوحًا. يمكنك الرجوع الآن. لا تتقدّم. لا تُلقِ بنفسك في المجهول، المجهول خطِر.

بعد العبور، ستتعثّر في هذه المساحة غير المألوفة. يراك من تركتهم خلفك. هم يراقبونك، متربّصين، ينتظرون هذه اللحظة. حتّى يقولوا لك: ألم نقُل لك؟!

إن سمعت لهم، خسرت.

وإن صبرت، كبرت.

بعد العبور، نموّ، وثراء. ثمّ، بعد الوصول، عودة للوراء. عودةٌ لمن تركت. ليصرخ الإنجاز في وجوههم في صمت. ليست عودة شماتة، أو تعيير، بل عودة مساعدة وتغيير. عودةٌ تظهرُ لهم المثال، لمن أراد به أن يحتذي.

ثمّ، في المكان الجديد، راحةٌ جديدة. مألوفٌ جديد. عليك أن تتركه، وتعبر مجدّدًا.

وماذا بعد العبور؟ Read More »

عليك أن تَعبُرَ وحدك

الباب لا يسعُ غيرك. عليك أن تعبر وحدك.

عليك أن تتخلّى حتّى عن نفسك التي تعرفها، أن تتركها خلفك، للموت، وتمرّ. هي تسحبك إلى الوراء، إلى الماضي، إلى ما كنتَ عليه، ما لا تحبّ نتائجه، ما أوصلك إلى هنا، لن تستطيع أن تتقدّم بها. عليك أن تتركها وتمضي.

الفراق صعب، مخيف، ثقيل على النّفس. ولكن لا بدّ منه لمن أراد أن يتقدّم.

أنت لا تُفارقُ نفسَك التي اعتدت عليها فقط، أنت تفارق كلّ من معك في هذا المكان الآن. كلّ من حولك مرتاحون في مكانهم الآن، لا يريدون الخروج منه، ولا يريدون تحمّل مشقّة التفكير في الخروج. يحثّونك على البقاء معهم. يعيّرونك بأنّك تخونهم إذا تركتهم. ستصبح صديقًا سيئًا، أو ابنًا عاقًا إذا مشَيت في الطريق الذي تحبّ.

عليك أن تدفع هذه الضريبة. عليك أن تدرك، تمامًا، أنّ ما أوصلك إلى هنا، لن يوصلك إلى هناك.

عليك أن تسمح لنفسك القديمة بالموت. بل إنّ واجبَك هو أن تقتلها وتمضي للأمام.

اسعَ للمستقبل.

لا تعِش حياتك تنتظر اللحظة المناسبة. اللحظة المناسبة هي الآن.

عليك أن تَعبُرَ وحدك Read More »

النّاسُ كلّهم ناس

ننظرُ إلى كثيرٍ من النّاس أنّهم أقلّ منّا. ربّما بسبب شكلهم، أو نوع سيّارتهم، أو لأنّهم لا يملكون سيّارة، أو لأنّهم، فيما يبدو لنا، فاسدون أخلاقيًا، أو لأنّهم حمقى، أو لأنّ ذوقَ ملابسِهم لا يُعجبنا، أو نبرة صوتِهم، أو مئة شيءٍ آخر.

ثمّ إذا تأمّلنا قليلًا وأمهلناهم، أو بالأحرى أمهلنا أنفسنا، لوجدنا فيهم الكثير من الصفات التي ترفعهم درجات، وكثيرًا من الصفات التي تشبه صفاتِنا، كثيرًا من الأرض المشتركة بيننا وبينهم.

لكننا عادةً ما نعتمد على الانطباع الأوّل، فإذا كان حسَنًا ركّزنا على الجوانب المتشابهة، وإذا كان سيّئًا ركّزنا على الفروق.

نحتاج أن نكون أكثر تواضعًا، وأكثر انكسارًا، وأن نُعامل النّاس بأنّهم ناس، لا بأنّهم يملكون أو لا يملكون، أو يشبهون أو لا يشبهون.

النّاسُ كلّهم ناس Read More »

محطّات

لو كانت الحياةُ كلّها على نمطٍ واحد لكانت مملّة ساكنةً لا روح فيها. التغيّر المستمرّ والحركة سنّةُ الحياة وقانونها. وبهما يكون للحياةِ لونًا وطعمًا.

سفرُ الأقارب، تغيير الوظيفة، الانتقال إلى مسكن جديد، الزواج… إلخ. كلّ هذه أمثلة على محطّات هامّة في حياتنا.

علينا أن ندرك أهميّتها، ونرحّب بها دائمًا.

محطّات Read More »

فارس الأحلام

فكّر في هدفك الذي تسعى إليه كأنّه فتاة تودّ خطبتَها؛ عليك أن تكون كُفئًا لها حتّى تقبل بك.

من هو فارسُ أحلام هذا الهدف الذي تسعى إليه؟ من هو فارسُ أحلام المليون دولار؟ كيف يقضي يومه؟ ما هي عاداته؟ متى يستيقظ من نومه؟ متى ينام؟ من هم أصدقاؤه الذي يقضي معهم وقته؟ ما هي الأشياء التي يقرأُها؟ من يتابع على وسائل التواصل الاجتماعي؟ ما هي الأفلام التي يشاهدها؟ كيف يفكّر؟ كيف ينظر للحياة؟ ما هو الشعور الذي يغلب عليه؟ كيف يمشي؟ كيف يصافح الناس؟ هل هو عابس أم باشّ؟ … إلخ.

والآن، من أنت من هذا الشخص؟

لن تقبل بك العروسُ ما لم تكن فارسَ الأحلام، أليس كذلك؟

هاك الطريق، فامشِ إن كنتَ جادًّا.

فارس الأحلام Read More »

هل شكلُ مشيتنا يؤثّر على مزاجنا؟

في دراسة ذكرها الصحفيّ الكنديّ مالكولم جلادويل في كتابه “طَرفةُ عَين“، طلَب الباحثون من مجموعة من الناس مشاهدةَ فيلمٍ كرتونيّ قصير وهم واضعين قلمًا بين أسنانهم، حيثُ تجبرهم هذه الحركة على ما يشبه الابتسام. وطلبوا من مجموعة أخرى أن يشاهدوا الفيلم نفسه واضعين القلمَ بين شفتيهم، فتجبرهم الحركة على ما يشبه العبوس. وحين سألوا الناس عن رأيهم في الفيلم من الناحية الكوميدية، أبلغت المجموعةُ المبتسمةُ نسبةَ مرحٍ أعلى من المجموعة العابسة.

ويُحكَى أنّ عمر بن الخطّاب رأى شابًّا يمشي رويدًا فسأله: ما بالك؟ أأنت مريض؟ قال: لا يا أمير المؤمنين. فعلاه بالدُّرّة (أي بالعصا) وأمرَه أن يمشي بقوّة. ورُويَ عنه أيضًا أنّه قال: لا تُمِتْ علينا دينَنا.

واختارَ جوردان بيترسن في كتابه “١٢ قاعدة للحياة” أن تكون “قف مستقيمًا وكتفُك للوراء” قاعدتَه الأولى في قواعد الحياة المنظّمة. وقال أنّ الوقوف أو المشي منحنيًا يشير إلى الضَعة والهزيمة، واستقامة الظهر تُكسبُك ثقةً وقوّة.

نحن نفهمُ أنّ الحزينَ يكون عابسًا، وأنّ الغاضب عادةً يقطّب حاجبيه، ولكنّنا لا ندرك بالبداهة أنّ هذا العبوس نفسَه يزيدُ الحزين حزنًا، ويزيد الغاضبَ غضبًا.

يظهر من هذه الأمثلة أنّه كما يتأثّر شكلُ جسمك وتعبيرات وجهك بمزاجك وحالتك العاطفيّة، أنّ العكسَ صحيح كذلك. شكل وجه المشاهدين قد أثّر على مشاعرهم تجاه الفيلم، ووجدوه أكثر مرحًا. إنّ حالتَك العاطفيّة ومزاجك يتأثران بهيئتك التي تجلس وتمشي عليها.

فلننتبه إذن لتعبيرات وجهنا، واستقامة مشيتنا. فإنّ التحكّم في هيئتنا أسهل من التحكّم في مشاعرنا. ونكون، بهذا، نتحكّم في مشاعرنا، بدرجةٍ ما، من الباب الخلفيّ.


الشاذلي يتحدّث

هل شكلُ مشيتنا يؤثّر على مزاجنا؟ Read More »

الشمس تشرق تلقائيًا، لكن لا تنمو الشجرة من تلقاء تفسها

التمنّي لا يحقّق الثراء. هكذا اختار نابوليون هيل عنوانًا لأحدِ كُتُبه. وعلى الرّغم من أنّنا جميعًا نعرف ذلك بداهةً، إلّا أنّنا كثيرًا ما نجد أنفسنا نتمنّى حدوث شيءٍ ما دون أن نبذل أدنى جهد في تحصيله وتحقيقه. بل إنّنا، في الحقيقة، قد نهرُبُ ممّا نتمنّى إذا شعرنا أنّه وشيك الوقوع. ولكن لقصّة الهرب هذه قصّة أخرى نحكيها في خاطرة أخرى إن شاء الله.

نتمنّى، مثلًا، أن نؤلّف كتابًا وننشره ويتمّ توزيعه بنجاح ساحق، لكن لا نكتبُ حتى خواطرنا ولا ندرّب أنفسنا على الكتابة. نتمنّى أن نخلق حملةً دعائيّة يتحدّث عنها الجميع، ونقضي أيّامنا وشهورنا في شغل أنفسنا عن التفكير الجاد في كيفية تنفيذ هذه الحملة. نتمنّى أن نحصّل درجة الامتياز في دراستنا، لكنّنا نقضي وقتنا كلّه بين الشاشات.

وهكذا، نجدُ أنّ حياتَنا تتفلّتُ من بين أصابعنا ولا نشعر بها. لأنّنا مشغولون عن العمل بالتمنّي. ثمّ نغضبُ لأنّنا كبُرنا ولم نحقّق شيئًا، ثمّ ننظر لمن هم أصغر وأنجح منّا -كما يبدو لنا- ونقارن نتائجنا بنتائجهم، فنحبط، وندّعي أنّ الكونَ ظلمنا.

“وقد استعجلت النتائج وقطف الثمار من قبل الحرث وزراعة الشجرة، أو توهَّمَت أن الفجر آتٍ بشكلٍ تلقائيٍّ لا محالة قياسًا على أن الشمس تشرق تلقائيًا كل يوم.”
فقه الثورة، د. يوسف زيدان


الشاذلي يتحدّث

الشمس تشرق تلقائيًا، لكن لا تنمو الشجرة من تلقاء تفسها Read More »

الأشياء الصغيرة المتكرّرة ليست صغيرة

ما نزالُ نفكّرُ في الإجازة التالية، وأين سنسافر، وكيف سنستمتع. ونخطّط كثيرًا لهذا الأسبوع، حتّى يكون أسبوعًا لا يُنسى. نغترّ به لأنّه أسبوع متّصل، ولا ننتبه إلى أنّه يشغل حيّزًا لا يكاد يُذكرُ مقارنة بأعمارنا.

وعلى الجانب الآخر، نقضي يوميًا ساعتين في الطريق من وإلى العمل ولا نخطّط أبدًا كيف سنقضيها. ونقضي ساعتين في تناول الطعام ولا نفكّر فيها. ونقضي نصف ساعة مثلًا في تجهيز ملابسنا، ونصف ساعة في الترتيب للنوم، وساعة ونصف على الهاتف أو الإنترنت (هناك من يقضي تسعًا)، وطريقتُنا في تحيّة أهلنا عند الدخول والخروج من المنزل، ومثلها عشرون أو ثلاثون شيء آخر.

كلّ هذه الأشياء، مع تكرارها، تشكّل حياتَنا. حياتُنا التي نفكّر فيها وكأنّها تافهة، لا قيمة لها، لا تحتاج إلى تخطيط وتفكير واستثمار. فتجدُنا مكتئبين شاحبي اللون مقطّبي الحواجب مكفهرّي الأوجه. ننتظر الإجازة.

“الأشياء التي تقوم بها يوميًا ليست تافهة الشأن. إجازاتُك تافهة الشأن. أما كيفيّة تحضيرك لوجبات الطعام، فهذه هي حياتُك بعينها.”
جوردان بيترسُن


الشاذلي يتحدّث

الأشياء الصغيرة المتكرّرة ليست صغيرة Read More »

إذا قصّرت في الفرض وأتقنت النافلة، فقد خسرت

لا ينطبقُ هذا الكلام على النواحي الدينية فقط، بل ينطبق على حياتنا كلّها. ومنها أن تُتقنَ بعض المهام الفرعية في عملِك، ولا تسلّم المطلوب أبدًا في موعده، أو تتأخّر عن الحضور وتبكّر في الانصراف كلّ يوم، أو تُكثر التغيّب. فإتقانُك للمعاملات الاجتماعية مثلًا وحبُّ النّاس لك لن يعوّض ذلك أبدًا.

ومنها أن يُهدي الزوج زوجَته الكثير من الهدايا مثلًا، ولكنّه يتغيّب عن المناسبات العائليّة الهامّة وينساها، أو يغازل امرأة أخرى. فلن تنفعه الهدايا التي قدّمها.

ومنها شَغْل الوقتِ بما ينفع قليلًا، وتسويف الأمر المهمّ الحاسم.

ومنها ابنةٌ تعينُ أهلَها على نفقات المنزل، ولكنّها تتكبّر عليهم وتوبّخُهم إذا حاولوا لها نصحًا أو توجيهًا، وكأنّها كبُرت ولم يعُد لهم الحقّ في معاملتها كابنتهم. فما أحبَّ إلى الأهلِ أن تكون عالَةً عليهم ولكن تلزم حدود الأدب والرأفة معهم.

وقِس على ذلك في كلّ شيء.

هناكَ أُمورٌ أساسيّة (فرائض) وهناك أمور فرعيّة (نوافل). لن ينفعك أن تقضيَ وقتكَ كلّه في النوافل، ولن يضرّك ألّا تفعل النوافل أبدًا، ما دمتَ على الفرائض مواظبًا. وفي هذه الليالي المباركة، فلنحرص، أوّل ما نحرص، على الالتزام بأداء الفرائض على أكمل وجه. لن ينفع قيامٌ بدون صيام، ولا تهجّدَ بدون صلاة الفجر.

“…وَمَا تقرَّبَ إِلَيَ عبْدِي بِشْيءٍ أَحبَّ إِلَيَ مِمَّا افْتَرَضْت عليْهِ…”
جزء من حديث رواه البخاري.


الشاذلي يتحدّث

إذا قصّرت في الفرض وأتقنت النافلة، فقد خسرت Read More »

مَوجةٌ حارّة

في هذه الأيّام الحارّة، نشعر بقيمة النِّعَم التي نملكها، وتسهّل علينا حياتنا. قيمةُ سقفٍ يظلّك، وحائط يقيك من حرارة الشمس، وقيمة جهاز تكييف الهواء الذي لديك، أو في مكان عملك، أو في المسجد القريب من بيتك. وقيمةُ الطقس المعتدل في الأيّام الأخرى.

في هذه الأيّام الحارّة، هناك من يعمل في الشارع ليس بينه وبين الشمس حجاب. المهندس المدنيّ في موقعه، والكنّاس في موقعه، وضابط شرطة عينُه متيقّظة تنظر إلى الشمسِ ولا تبالي.

في هذه الأيّام الحارّة، تكون النعمة الأكبر هي نعمة الماء البارد الذي ينزل يرطّب الأكباد، فاذكر الله وأنت تشرب، واسقِ قطّة أو كلبًا أو عصفورًا، واسقِ إنسانًا عابرَ يتصبّبُ عرَقًا.

الحمدلله على نِعمته التي لا تُحصى. اللهم أدمها نعمة، وارزقنا شكرَك.


الشاذلي يتحدّث

مَوجةٌ حارّة Read More »

النهايات دائمًا مفتوحة

لا أحد يُدرك أنّها النّهاية أبدًا. هي لا تبدو كنهاية أبدًا.

في الرّوايات ذات النهايات المفتوحة، يمكننا بسهولة تمييز أنّ هذه هي النهاية؛ ببساطة لأنّ الكتاب قد انتهى. هذه هي الصفحة الأخيرة. بل نستطيع توقّعها قبل حدوثها، لأنّنا نرى أنّ الصفحة الأخيرة قد اقتربت.

في الحياة، نحن لا نرى عدد صفحات الكتاب. ولن نعرف أنّ النّهاية وشيكة. وقد لا نعرف أنّها نهاية أصلًا إلّا بعد وقت طويل.

في الواقع، نادرًا ما يكونُ الوقتُ مناسبًا لنهايةٍ ما.
نترك العمل في وقت غير مناسب.
نخسر علاقتنا بصديقٍ مقرّب في خلاف تافه.
نموت فجأة، أو يموت من نحب.

في قصّة حياتنا، النهاية دائمًا مفتوحة، وأكثر الوقتِ غير متوقّعة.


الشاذلي يتحدّث

النهايات دائمًا مفتوحة Read More »

ما نعرفه أحسن ممّا لا نعرفه

أصعبُ ما في المجهول أنّه مجهول. فالمعلوم، وإن كانَ سيّئًا، فنحنُ نعرفُه.

المجهول مَخوفٌ. ولذلك تجدُ المرأةَ تصبرُ على زوجِها الذي يضربها ويهينها. هناك أسبابٌ أخرى أيضًا، لكن الخوف من ترك المألوف أحد الأسباب الرئيسية.

ولذلك أيضًا تجدُ الشّاب باقيًا في وظيفة يبغضها ولا تناسبُ طموحَه أو ميوله. إنّه خائف من ترك المألوف.

المجهول قد يكون خيرًا ينتظرُك، وقد يكون شرًّا ينتظرك. إنّه مغامرة.

لكنّني دائمًا أفكّر أنّ غياب المغامرة مَوت قبل المَوت. فلم لا؟ ما هو أسوأ ما يمكن أن يحصل؟ سأعودُ كما أنا الآن، ولكن معي تجارِبُ وقصصٌ أحكيها.

الأمرُ يستحقّ.


الشاذلي يتحدّث

ما نعرفه أحسن ممّا لا نعرفه Read More »

ما الذي يعطّلك؟

ما الذي يمنعك من اتّخاذ أوّل خطوة؟ ألم تقرّر بعد أنّ هذا الأمر نافع لك؟

لم لا تتحرّك إذن؟

لن يحصل التغيير بالتفكير فقط. لا يحصلُ تغييرٌ يذكر على المستوى الواعي أصلًا! التغيير الحقيقيّ يحصل في القلب. في اللاوعي.

ابدأ الآن. وتذكّر أنّك لن تجد ما تبحث عنه إلّا حين يكون له مكانٌ ينتظره.


الشاذلي يتحدّث

ما الذي يعطّلك؟ Read More »

اللغةُ صِلة

اللغةُ كذلك تاريخ؛ تصلُ بين الأجيال. فإذا فقدنا دلالاتِ الألفاظِ الأصليّة، فقدنا صلتَنا بتاريخِنا، وتبدّلتْ مفاهيمُنا. ولذلك، فهمُنا لدلالات الألفاظ الصحيحة شيء جوهريّ. فلا حاضر لمن لا ماضي له.

ومن ثمّ، فإنَّ إحياءَ اللغةِ إحياءٌ لتراثنا وتاريخنا، وإحياءٌ لهوّيّتنا العربيّة، التي، إن أبينا إلّا أن نُميتَها، نستحيلُ مسوخًا نحيا فقط بالانتساب كما كتبَ عادل مُصطفى في كتابه: مغالطات لغويّة.

“هناك ألفاظٌ نهجرُها لأننا لم نجدها ذات نفع لنا أو غَناء في حياتنا الجديدة.
وهناك ألفاظ تهجرنا لأنها لم تجدنا أكفاءً لها، ولما كانت تذخره لنا من ذهب المعاني.
هناك ألفاظٌ تموتُ عنّا.
وهناك ألفاظٌ نموتُ عنها.”
— عادل مصطفى


الشاذلي يتحدّث

اللغةُ صِلة Read More »

اللغةُ صورةُ العقل

هناك دراساتٌ تتعرّف خصائصَ الشعوبِ الثقافيةَ عن طريق لغتهم. اعرف لغةَ شعبٍ تعرف ما يفكّرُ به. ومنها أنّ للنّاقة ٣٢ اسمًا وصفةً عند العرب! فمعروفٌ أنّ العربَ كانوا أهل بادية ولم يعرفوا التمدُّنَ سوى متأخّرًا. وإذا تأمّلتَ لغتَهم وجدتَ ذلك جليًّا.

ومن نفس المُنطلق، إذا تأمّلتَ لغتَك، عرفتَ ما تفكّر به. وإذا عوّدتَ نفسَكَ تعلّمَ ألفاظٍ جديدةٍ بانتظام، فقد عوّدتَ عقلَكَ النموّ، وفتحتَ له نوافذَ جديدة يرى منها العالَم. نحن لا نفهمُ الشيء حقًا ما لم نعرف اسمَه المناسب.

إليكَ برنامج خفيف سيفتح لعقلك بعض النوافذ: اللغةُ العالية.


الشاذلي يتحدّث

اللغةُ صورةُ العقل Read More »

متى لا يمكنك أن تقرأ؟

لا يمكنك أن تقرأ وأنت تقود السيّارة.

لا يمكنك أن تقرأ بحرّيّة وراحة وأنت في المواصلات العامّة.

لا يمكنك أن تقرأ وأنت تغسل الصحون.

لا يمكنك أن تقرأ أثناء ترتيب الغرفة.

لا يمكنك أن تقرأ وأنت تمارس التمارين الرياضية.

كثيرًا ما يصعب تثبيت العين على الكتاب. وإذا جمعنا هذه الأوقات سنجد أنّ الساعة الواحدة في اليوم تكافئ شهرَ عملٍ في السنة. ماذا لو استطعنا استغلال هذا الشهر في التعلّم؟ كم كتابًا سنقرأ؟ وكم مسألة سنفهم؟ وكم علمًا سنحصّل؟

الأمر بسيط: استمع إلى برامج البودكاست. الفكرة تشبه اليوتيوب لكن صوتيّة. تستطيع اختيار البرنامج الذي تريد في الموضوع الذي تريد وتسمع وقتما تريد. تقومُ بحفظ الحلقات الصوتيّة على هاتفك الذكيّ ثمّ تسمعها في أيّ وقت تشاء بدون استهلاك الإنترنت.

إنّها كنز.

ابدأ الآن.

#الشاذلي_يتحدّث

متى لا يمكنك أن تقرأ؟ Read More »

كن أنت التغيير الذي تريد أن تراه في العالم

لا تحتاج أن تغيّر العالم لتقوم بذلك. فقط ابدأ بنفسك. ببيتك. بشركتك التي تعمل بها. ماذا يمكنك أن تفعل لتحسّن الوضع؟

ليس السؤال كيف سنغيّر العالَم؟ هذا سؤال لا يمكننا تصوّر إجابته بسهولة. “كيف يمكنك تطبيق ذلك في دائرة تأثيرك؟” هذا هو السؤال.

ما هي حدود تأثيرك أصلًا؟ عادةً ما نستهين بحدود تأثيرنا ونقدّرها بأقلّ ممّا هي عليه في الحقيقة. التفكير على مستوى العالَم أجمع يخرجنا من دائرة تأثيرنا تمامًا -ما لم تكُن رئيس دولة عظمى أو منظّمة كالأمم المتّحدة. ثمّ يؤدّي ذلك إلى الإحباط، لأنّنا نتعلّق بشيء ليس في متناولنا.

المفتاح هو أن نعمل دائمًا على حدود تأثيرنا. وكلّما عملنا في منطقة الحدود، كلّما اتّسعتْ وابتعدت، وزاد ما فيها، واستطعنا التأثير بشكل أعمق أو أوسع. ثمّ نكرّر الأمر ثانيةً، حتّى نصل -خطوة خطوة- إلى تغيير العالَم كلّه بالفعل.

يبدأ الأمرُ فقط بتعويد نفسك التبسّم في وجه من تقابلُه. يبدأُ بمصافحة مختلفة عن المصافحة العابرة المملّة. يبدأُ بخدمة تقدّمها لم يطلبها منك أحد. يبدأُ بترتيب غرفتك، والتأكّد من أنّ بيتك لا ينقصه شيء. يبدأُ من ساعةٍ مثمرةٍ مع عائلتك أو أصدقائك. يبدأُ بهديّة تُكافئ بها من أسدى لك معروفًا. يبدأُ بكتابٍ تقرأُه. يبدأُ بخاطرةٍ تكتبُها. يبدأُ بتنظيف مكتبِك.

تغيير العالَم أسهلُ ممّا نتصوّر. نحن الذين نصعّب الأمر بتخيّل المستحيلات.

“كُن أنتَ التغيير الذي تريد أن تراه في العالم.”
— غاندي

كن أنت التغيير الذي تريد أن تراه في العالم Read More »

الغُرباء

كم نكون ساذجين حين نظنّ أنّ من نعرفهم ليس لديهم سوى حياتهم التي نعرفها.  نغفل أننا عنهم غافلون أكثر الوقت. نفترضُ أننا نعرف عنهم ما يؤهّلنا للحكم عليهم بدقّة، وللتعامل معهم بأنسب طريقة.

لا ننتبه أنّنا لا ننظر إليهم إلّا بعيوننا نحن، فنراهم بألوانِ عدساتِنا.

“وما دام لكلّ امرئ باطن لا يشركه فيه إلّا الغيب وحده، ففي كلّ إنسان تعرفه، إنسانٌ لا تعرفه.”
— مصطفى صادق الرافعي

وهكذا، يكونُ كلُّ قريبٍ غريبًا بمعنًى من المعاني.

الغُرباء Read More »

قُطّاعُ الطّرُق

تعوّدنا على استخدام هذا الوصف لندلّ به على جماعات من النّاس، تكون مسلّحةً أحيانًا، ومتجبّرة دائمًا، يقفون في طريق النّاس ويمنعونهم من المرور. عادةً ما يكون هدفهم هو نهب أموالهم أو أمتعتهم. وأحيانًا، في زماننا المعاصر، يكون هدفهم مجرّد إرسال رسالة تقول: نحن هنا.

واليوم، أستخدم هذا اللفظ للتّعبير عن نوع جديد من قطّاع الطرق. ليس هدفهم النّهب ولا إرسال الرسائل. ولا يهتمّون أصلًا بالذين يقطعون الطريق عليهم. إنّما قطعوا الطريق من أجل فخامة الزعيم.

اليوم، ولليوم الثاني على التّوالي، يكونُ المحور الجديد الواصل بين التجمّع الخامس ومدينة نصر مقطوعًا لا يُسمح للنّاس بالمرور فيه من أجل “تصوير افتتاح الطريق”. فخامة الزعيم ليس هناك حتّى. لا أفهم كيف هذا التناقض؟ كيف يكونُ الاحتفال بافتتاح طريق يسهّل حياة مئات الناس يوميًا ويسرّع وصولهم إلى حاجاتهم قطعًا لهذا الطريق عليهم لساعات عدّة، وليومين متتالييَن؟ ومن يدري ماذا سيحدث غدًا؟

لحسن الحظ، كنتُ في النّاحية الأخرى من الطريق. ننظر أنا وسائق العربة التي أركبها بشفقة نحو العربات في الجانب الآخر، ومنها سيّارات أجرة. قال لي السائق ببداهة استوقفتني: “لو في حد رايح التجمّع بتاكس هيدفع له ولا ٣٠٠ جنيه.” يا إلهي! هذا صحيح فعلًا. ما شعور ذلك الرجل الآن؟ ماذا لو كانت هناك امرأة حبلى؟ ماذا عمّن سيتأخّرون عن الوصول إلى عملهم في الموعد المحدّد وسيُخصم من راتبهم الذي لا يكاد يكفيهم أصلًا؟ وعشرات الحالات الأخرى التي ربّما تكون في وسط الزحام، لا يسمعُ أحدٌ لهم صوتًا.

من أجل ماذا؟
أوليس تصوير العربات على الطريق أبلغ؟ ها نحن قد افتتحنا طريقًا جديدًا وها هي عشرات السيّارات تنتفع منه.

كتبتُ من قبل عن مواكب “الزّفّة” التي تقطع طريق الناس وتعطّل مصالحَهم، ودعوتُ عليهم أن لا بارك الله لكما. وأكاد أدعو على صاحب الفخامة أن لا بارك الله له، لولا أنّ في البركةِ لهُ بركةً لمصر.

لا أظنّ أنّي سأفهم أبدًا ما الخير العظيم الذي يستحقّ أن نقطع طريق كلّ هؤلاء من أجله. حمانا اللهُ من قطّاع الطّريق.

قُطّاعُ الطّرُق Read More »

الشيطان يكمُنُ في التفاصيل (٢)

في إحدى حلقات برنامج تحقيقات الكوارث الجويّة، جاؤوا بحادثةٍ انقسم فيها ذيل الطائرة تمامًا عن هيكلها، فسقطت، وماتَ العشرات. وفي التحقيقات، اتّضح أنّ الجزء الذي انشقّ عن جسم الطائرة كان من المفترض أن يُثبّت بثمانية مسامير، ولكنّ العمّال الذين قاموا بتثبيته استخدموا أربعة مسامير فقط. ولكن، ليس هذا وحده هو السبب في هذه الكارثة. اتّضح كذلك أنّ عدد الرّحلات التي كان يتوجّب صيانة الطائرة بعدها كان قد تمّ تجاوزه بالفعل منذ عشرات الرحلات، ولم تخضع الطائرة للصّيانة.

وهكذا، نجدُ أنّ السبب في تلك الكارثة كان سلسلة من الأخطاء وليس خطأً واحدًا.

نفس الشيء يتكرّر في حادث آخر في أحد محطّات القطار التي اندلع فيها حريقٌ كبير، ظهر في التحقيقات أنّ العوامل التي ساعدت على تفاقم المشكلة كان من ضمنها، مثلًا، إعادة طلاء حائط المحطّة دون إزالة الطلاء السابق، ما أدّى إلى حبس الحرارة بشكل أكبر، وغيرها من الأخطاء الصغيرة الأخرى.

وإذا تأمّلتَ بعض الوقت في أيّ حادثة تحصل، ستجد أنّ النتيجة النهائية كان من الممكن أن تتغيّر تمامًا لو تغيّرتْ تفصيلة صغيرة في سلسلة الأحداث المؤدّية إليها. وهذا يعني أيضًا، من الناحية الأخرى، أنّ أيّ احتياط صغير قد يُجنّبك كارثة كبيرة.

وبالتالي، لا تستهن بأيّ شيء يمكنك إصلاحه، أو أي إجراء أمنيّ يمكنك اتّخاذه.

الشيطان يكمُنُ في التفاصيل (٢) Read More »

دولة إهمائيل هي العدوّ

كانت هذه فكرة أحد رسوم الكاريكاتير في جريدة لا أذكر اسمها الآن. وما أصدقها!

في كلّ مكان أمشي فيه أجدُ آثار الإهمال وقد عطّلت مصالحَ وقطعت سُبُلًا ومزّقت صلات.

وأقربُ مثالٍ إلى واقعنا اليوميّ في مصر هو الشوارع والطرقات. لا تكاد تخلو منطقة من أعمال حفر وترميم للشوارع. إمّا بالوعات وأنظمة صرف للمياه لا تعمل، أو كابلات كهربائيّة تالفة، أو تمهيد غير متقن. حتّى أنّي أتساءلُ كثيرًا من صمَّمَ هذا الشارع؟ كيف صمّمه لتكون بالوعة تصريف المياه أعلى من مستوى الشارع نفسه؟ ولماذا تكون دائمًا في وسط الطريق، وليس على جانبه كما هو منطقيّ؟

الإجابة: الإهمال.

الإهمالُ مكلّفٌ جدًا.
يكلّفك، أولً ما يكلّفك، احترامُك لنفسك وعملك. فإذا كنتَ مهملًا فأنت تفقد متعة رؤية العمل يخرج في أجمل صورة وعلى أكمل وجه. ثمّ يكلّفك وقتًا قد ضاع بلا فائدة تذكر، فإنّ المهمّة المطلوبة لم يتمّ إنجازها. ثمّ يكلّفك وقتًا إضافيًا لإصلاح ما أفسدته في المرّة الأولى. وفي أغلب الأحيان، يكون للإصلاح والاستدراك عواقب ماليّة لا يستهان بها.

قد تقع بعض هذه التكاليف عليك، وقد يضع بعضها على غيرك ممّن اعتمد عليك وارتكن إليك في تنفيذ المهام. ولكنّها، في النهاية، تكاليف لا يمكن إنكارها.

إذن، ما العمل؟ الحلّ هو استحضار الإتقان في كلّ صغيرة وكبيرة. الحلّ هو أن تعمل على أن تقدّم أكثر من المطلوب منك، أن تملأ أكثر من مكانك.

يقول رسول الله صلّى اللهُ عليه وسلّم: “إنّ الله يحبّ إذا عمل أحدكم عملًا أن يتقنه.” (صحّحه الألباني)

 

——

تعديل: أشار لي صديقي بعد قراءته لهذه التدوينة أنّ كلمة “إيل” تعني “الله”، وأنه لا يصح أن ننسب الإهمال إلى الله. ومعه حقّ.

دولة إهمائيل هي العدوّ Read More »

إشارة (٥٣)

تبدو المستحيلات أبعد ممّا هي عليه في الواقع. لكنّك لن تعرف أين أنت منها إلّا حين تمدّ يدك لتمسك بها. حينها فقط ستعرف طول ذراعك وموقعها منك. وفي أغلب الأوقات، ستجد أنّ ذراعك أطول ممّا تظنّ.

إشارة (٥٣) Read More »

شهر الرّحمة أم شهر العذاب؟

في أوّل جمعة في شهر الرّحمة، يخطبُ الخطيب في المسجد قرب ساعةٍ كاملة، يعذّبُ فيها مَن أتَى لذكر الله صنوفًا من العذاب. وفيما يأتي تفصيلُها.

العذابُ الأوّل هو الإطالة الزائدة عن الحدّ. وعدم مراعاة أحوال المصلّين وأشغالهم، وكأنّهم ليس لديهم اليوم سوى صلاة الجمعة، حتى اضطررتُ إلى إلغاء زيارتي لأقاربي التي كانت مقرّرةً لتكون بعد صلاة الجمعة لألحقَ بعملي في الثانية ظهرًا.

العذابُ الثاني مرتبط بالعذاب الأوّل، وهو أنّ كثيرًا مِنَ المُصلّين يقفون خارج المسجد تحت حرارة الشمسِ وحولهم الذباب المجتمع على بائعي الفاكهة المجاورين المترقّبين انتهاء الصلاة ليكسبوا رزقهم، أو جالسين في نفس الطروف على حصير متّسخ، لمدّة ساعة.

والعذابُ الثّالث هو الاستماع إلى هذا صوت صياح الخطيب المتكرّر بلا سبب مع وجود مكبّر الصوت. ولا أفهم حقًا ماذا يظنّ الخطيبُ أنه يحقّق من صياحه هذا.

والعذاب الرّابعُ هو محتوى الخطبة ذاتها؛ قضى الخطيبُ ربعَ ساعةٍ أو نحوها يعيّرُ الحاضرينَ بقلّة صلاتهم للتراويح وضعف احتمالهم وتقصيرهم، لماذا؟ لأنّهم لا يصلّون منها ستًّا وثلاثين ركعة كما يفعلُ المالكيّة، ولا يَقرأون القرآنَ كاملًا في ركعتين كما كان يفعل أبو حنيفة، على زعمه.

بالله عليك، كيف تقف على منبر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لتقول هذا الكلام، وتعيّرنا هذه المعايرة السطحيّة الفارغة؟ ألم تسمع حديثه صلى الله عليه وسلم حين قال: يا أيّها النّاس إنّ منكم منفّرين فأيّكم أمّ في الصلاة فليوجز؛ فإنّ من ورائه الكبير والضعيف وذا الحاجة؟ كيف تقف على منبر رسول الله ساعة تخطب وهو الذي كانت من أطول خُطبه خطبة الوداع، التي لو كتبناها اليوم لوجدناها لا تكاد تملأ ورقة واحدة من وجهين؟

ألا لا باركَ اللهُ لك، ولا عليتَ المنبرَ بعد اليوم.

شهر الرّحمة أم شهر العذاب؟ Read More »

وغضِبتْ منهُ مرّةً فكتَبَ..

فاضتْ منها المعاني كما تفيض على كلّ مُشتاق. وكانتْ بعيدةً عنه ولكنّه يراها بعينَي قلبه عابسة لا تكلّمه ولا تنظر إليه، فكتبَ:

“وَأيُّ طَعْمٍ للحَياةِ إن كانَ مصدرُ الحياةِ في القَلْبِ العاشِقِ مَيْتًا! فجزءٌ مِن حياتِهِ مِن حضرتِها، وجزءٌ مِن بسمتها، وجزءٌ مِن نَظرَتها.. فإِنْ كانت غائبةً عن ناظِرَيه فهذا جزءٌ مَيِّتٌ في قَلبِه، وإن كانت عابسةَ الوَجهِ فهذا موتُ جزئِهِ الثاني، وإن كانت تأبَى أن تَنظُرَ إليهِ فهذا موتُهُ كُلُّه!
فأنَّى لَهُ بعدَ ذلك أن يستطيبَ طعمًا أو أن يرتوي!”

 

وغضِبتْ منهُ مرّةً فكتَبَ.. Read More »

لا تتبرّع. ولو بجنيه!

في هذا الشهر الكريم، شهر الكرم، تكثر إعلانات التبرّعات مع ازدياد رغبة الناس واستعدادهم في دفع الصدقات؛ ابتغاء الثواب المُضاعَف. وهذا شيء جميل. ولستُ مع الدّاعين بعدم التبرّع للمؤسّسات والمستشفيات التي تُجري إعلاناتٍ تلفزيونيّة. بل أشجّع على ذلك ما دُمنا نرى تقدّمًا متواصلًا ونجاحًا مستمرًّا لهذه المؤسسة عامًا بعد عام.

نعم، نحن لا نعرف يقينًا أين تذهب أموالنا ولا كيف تُنفق. ولكنّنا نستطيع، على الأقلّ، أن نتابع التقدّم والنموّ بشكل عام. وهذا مؤشّر جيّد. بل أدعوكم أيضًا إلى التبرّع للمؤسّسات لا للأفراد ما لم يكن هناك فردٌ تعرفه وتعرف أنّه محتاج. فإذا عرفتَ مُحتاجًا بعينه فأعطه، وإلّا فوجّه تبرّعاتك لمؤسسات لديها فِرق للبحث والاستكشاف عن المحتاجين.

وإن كنتَ لا محالةَ متبرّعًا لشخصٍ بعينه، فإليك قائمة ممّن لا يجب أن تتبرّع لهم، ولا بجنيه واحد:

  • المتسوّلون في الشّارع. لا يخفى على أحد أنّ كثيرًا منهم قد اتّخذ من التسوّل مهنة، وأنّ هناك عصابات تسوّل تسيطر على مناطق بعينها، ولا يمكنك أن تكون متسوّلًا في منطقة كذا إلّا بإذن من فلان … إلخ.
  • الأطفال المتسوّلون في الشارع. لا تعوّدوا تلك العصابات استغلال الأطفال في التسوّل.
  • من يقف على باب الجامع بعد صلاة الجمعة، أو قبل صلاة العيد.
  • لا تعطي زكاة مالك لمن لم توقن بأنّه مُحتاج إليها.
  • عامل النظافة الذي يقف في منعطفات الطرق مادًّا يدَيه للسيّارات لا يكنسُ ولا ينظّف، وامتهن التسوّل عوضًا عن مهنته.
  • من يأتي إليك بطفلٍ مُصاب أو مُعاق ومعه شهادة طبّيّة يطلب منك أن تشفق على حاله وترأف به. لا تعوّدوهم -مرّة أخرى- استغلال الأطفال في التسوّل.

لا تتساهل في تبرّعك كأنّك تريد أن تتخلّص من الصدقة أو الزكاة، تحرَّ جيّدًا. انظر في الأقربين. قد يكون أخوك محتاجٌ إليها وأنت غافل.

لا تتبرّع. ولو بجنيه! Read More »

شهرُ الزّينة

اعتادَ النّاسُ في شهر رمضان أن يزيّنوا بيوتهم ومحالّهم وشركاتهم وحتّى شوارعهم بزينة رمضان. حتّى أصبحتْ هذه الزينةُ من خصائص هذا الشهر الكريم. ولا غرو؛ فهو شهر الزينة والكرم.

ولكن، لنتأمّل المفارقة بين حضور هذه الزينة، واختفاء زينة عفّة اللسان، وغياب زينة العطف والرحمة، والتغافل عن زينة الحِلم. كيف نزيّن شوارعنا وبيوتنا ولا نزيّن أنفسنا بهذه الخصال؟

كيف نتعامل مع النّاس بكثيرٍ من الغضب والتوتّر وندّعي أنّنا “مش ناقصين عشان صايمين”! ونهدّد كلّ من حولنا بـ”متخلّينيش افطر عليك”.

الزّينة الحقّةُ في اللين والحِلم مع الناس، أفلا ندرّب أنفسنا على هذا في هذه المدرسة العظيمة، مدرسة شهر رمضان؟

شهرُ الزّينة Read More »

موضة العبادة

في كلّ فترة، يظهر شيءٌ ما وينتشر ويصبح حديث السّاعة، فيديو يراه كلّ الناس ويتحدّثون عنه، أو مسلسل جديد، أو شكل لقصّة الشعر، إلخ.

وللأسف، في كلّ عام، في شهر رمضان، تبدأ موضة العبادة. ففي الشهور الأخرى، يزور المسجدَ عدد قليل من المصلّين، أمّا في شهر رمضان، فلا تكاد تجد مكانًا تقف فيه. يمتلئ المسجد عن آخره بالنّاس وتمتدّ الصفوف إلى الشارع المجاور. العبادة هي هي. نفس الفريضة، فقط أنّها الآن في وقت الموضة.

صلاة الجمعة هي أمر مشابه لذلك. لأنّ صلاةَ الجمعة فيها جانب اجتماعيّ. فلا بديل عن حضور الصلاة في المسجد. لا يمكنك أن تصلّي الجمعة في بيتك. فتجد عدد المصلّين أضعاف العدد في الصلوات الأخرى.

طبعًا، ليس كلّ من يزور المسجد في رمضان يزوره اتّباعًا للموضة. بل أنا لا أقول أنّ أكثرهم يفعل ذلك عمدًا. أنا فقط أذكر ملاحظةً جديرة بالتأمّل. ويبدو لي أنّنا، قاصدين أو غير قاصدين، نضع رمضان في قالَب غير قالَبه.

رمضان مدرسة. يمكنك استغلاله كفرصة لتعويد نفسك زيارة المسجد، أو تعويد جوارحك التوقّف عن المعاصي، ولكن عليك أن تكون حذرًا وأنت تفعل ذلك. أن تتأكّد من إخلاص نيّتك. وأن تضع هدفك لما بعد رمضان. وأن تحكم على نجاحك، فقط، بنتائجك بعد رمضان، بعد زوال الموضة.

موضة العبادة Read More »

شهر الصيام أم شهر الطعام؟

نستهلك في رمضان من الطعام والشراب أكثر ممّا نستهلك في باقي شهور العام بمرّة ونصف على أقلّ تقدير.

ساعات الصيام خمسة عشر ساعة تقريبًا، ما يعني أنّنا نستهلك في تسع ساعات فقط أكثر ممّا نستهلكه في ٢٤ ساعة كاملة في الشهور الأخرى. في شهر رمضان، لا بدّ من وجبات كاملة، فيها المشهّيّات والحلويّات وأطباق رئيسيّة متعدّدة الأصناف، يوميًا.

في شهر رمضان، لا نصوم من أذان الفجر إلى أذان المغرب فحسب، بل نأكل من أذان المغرب إلى أذان الفجر.

أظنّ أنّه لو هبط مستكشفٌ من الفضاء على مصر في الليلة التي تسبق رمضان، وتأمّل في حال النّاس في محلّات بيع الطعام، لأيقنَ أنّ هناك مجاعةً متوقّعة يستعدّ لها الناس، وربّما أرسل إلى كوكبه يطلب الإمدادات، بافتراض أنّهم شعب طيّب.

يا للعجب!

شهر الصيام أم شهر الطعام؟ Read More »

أحلامنا قد تكون أقرب ممّا نتصوّر

كلّ ما نحتاجه هو أن نملك الشجاعة الكافية للبدء في تنفيذها.

حين تقود سيّارتك، يُهيّأ لك أنّ السيّارة التي أمامك بعيدةٌ جدًا عنك، إلى أن تبدأ بالضغط على المكابح. حينها فقط، تشعر بالمسافة الحقيقيّة بينكما، وتعرف أنّها أقرب مما كنت تتصوّر. لأنّك لم تحسب حساب فرق السرعة النسبية بين السيّارتين.

في أهدافنا يكون الأمر هكذا أيضًا. يبدو الهدف بعيدًا جدًا صعب المنال إلى أن تبدأ في تنفيذ أولى خُطواتِه، فتكتشف المسافة الحقيقيّة بينك وبينه. وفي أغلب الأحيان، تكون هذه المسافة أقرب ممّا تتوقّع.

وهناك فائدة أخرى من اكتشاف المسافة الحقيقية بينك وبين هدفك، أنّك تستطيع حينها أن تقيس سرعتك واتّجاهك وتحدّد ما إذا كنتَ تقترب أم تبتعد.

لن أنتظر. سأبدأ الآن.

أحلامنا قد تكون أقرب ممّا نتصوّر Read More »

ربِّ زدني علمًا

“قلَّ أن يوجدَ في أهل الفَهم رجلٌ واحد لا تُفهمه طبيعة الحياة الدنيا أنّه مسكين.”
— مُقتطفٌ من كتاب المساكين، لمصطفى صادق الرّافعي

لا أدري كيف يتيقّنُ امرؤٌ أنّه على حقّ فيما يعلم. لا أكاد أفكّر في شيءٍ ما إلّا ويلوحُ لي ضدُّه كأنّه كان ينتظر هذه اللحظة منذ عصور. وقد أستطيع الاختيار بينهما وأحيانًا لا أستطيع.

وما زلتُ كلّما تعلّمت أكثر، كلّما احترتُ أكثر، وتساءلتُ أكثر، وتعرّفت على جهلي أكثر.

من زادَهُ علمُه تواضعًا فقد فَهِم، ومن زاده علمُه تكبّرًا فقد ضلّ.

العلمُ لا يبحث عنك. عليك أن تبحث عنه، وتطارده، وتزحف وراءه في ممرّات ضيّقة مظلمة تبدو مخيفة، ولا تدري إلى أين ستقودُك. لكن الأمر يستحق.

 

ربِّ زدني علمًا Read More »

الرّوح الرّياضيّة

سمعتُ شاعرًا كان قد اشترك في مسابقة أمير الشعراء ولم يفز باللقب يقول في حفل خاصّ فيما بعد: “ومش عايزين اللقب.” ففقدت ما تبقّى من احترامي له (لم أكن أحترمه كثيرًآ من البداية).

التنافس على جائزة معيّنة ثمّ ادّعاء أنّها غير مهمّة بعد خسارة المنافسة أمر مُشين. لا أعرف علامَ يدلّ تحديدًا، على الحقد، أم الطفولة، أم غياب النزاهة، لكنّه، بالتأكيد، لا يدلّ على أيّ صفة حميدة.

من لم يتحلّ بشجاعة الاعتراف بالهزيمة، حتّى قبل أن تبدأ المنافسة، فمن الأفضل ألّا يشارك فيها. من لا يقبل الخسارة إلّا ويدّعي الظلم والمحسوبيّة، كيف يسوّغ لنفسه مشاركته من البداية؟ إن كان الأمر هكذا، فلماذا تتورّط في مثل هذه المعاملة المشبوهة؟

اشتراكك شهادة منك بالأهليّة للقائمين على الأمر. لا يمكنك أن تتراجع عن هذا الموقف لمجرّد أنّ الأمور لم تنتهِ على ما تحبّ. فهذا نادرًا ما يحدث على أيّة حال.

الرّوح الرّياضيّة Read More »

ظاهرة محمّد صلاح

من السهل أن نتذكّر أنّ نسبة الآباء والأمّهات الذين كانوا يشجّعون أولادهم على لعب كرة القدم واحتراف اللعبة كانت نادرة جدًا في مجتمعنا، إلى أن ظهر محمّد صلاح. فجأة، أصبح الجميع يؤيّدون فكرة احتراف كرة القدم، ويتطلّعون إلى أن يكون ابنهم مثل محمّد صلاح؛ على الرغم من ضعف احتمال حدوث ذلك فعلًا.

ما كان يُنظر إليه بالأمس على أنّه شيء تافه، لا فائدة منه، أصبح اليوم شأنًا جليلًا ذا خطر.

يستحقّ الأمرُ أن نقف أمامه قليلًا، وأن نتأمّل، لماذا؟ لن يطول بنا التفكير حتّى ندرك أنّ التميّز هو السّرّ.

لا يهمّ الأبُ أو الأمُّ إذا ما كان ابنهم لاعب كرة قدم، أو عالمَ ذرّة. الذي يهمّهم في الحقيقة هو التميّز. ما يهمّ العالَم كلَّه هو التميّز.

فلا ترضَ بأقلّ من ذلك.

ظاهرة محمّد صلاح Read More »

أسوار الحماية

تلك الأبواب التي نغلقها خوفًا ممّا وراءها قد تحمل كنوزًا نفقدها بأيدينا حين نستسلم لذلك الخوف.

علينا أن نتعلّم، أوّل ما نتعلّم، أن نفتح أبواب العِلم والأفكار، ونتعلّم الشجاعة في مواجهة تلك الأفكار.

الأسوار التي نبنيها حولنا لتمنع عنّا الأذى تمنعُ المُتعةَ أيضًا.
— جيم رون

أسوار الحماية Read More »

كتابُ الحياة

نحن نختار في أيّ كتاب تكونُ حياتُنا.

منّا من يختار كتابًا مرسومًا بالفعل، ويُعيد على خطوطه لا أكثر.

ومنّا من يختار كتابًا مرسومًا ويلوّن داخل الخطوط.

ومنّا من يلوّن داخل الخطوط وخارجها.

ومنّا من يختار كتابًا صفحاتُه بيضاء لم يمسسها قلمٌ، ويرسمُ فيه ويُبدع.

كتابُ الحياة Read More »

ما نحنُ إلّا قصصًا نحكيها لأنفسنا

لو أدركنا هذا المعنى حقًا، لأصبح من السهل علينا أن نتغيّر؛ فقط علينا أن نغيّر القصّة التي نحكيها لأنفسنا.

فكّر في قراراتك الأخيرة. لم اتخذتها؟ ماذا دار في ذهنك وقتها؟ ألم تحكِ لنفسك قصّة ما؟ ألم تُمنطق الأمر لنفسك؟ ألم تعدّد أسبابَ هذا القرار مرارًا وتكرارًا داخل عقلك؟

ماذا لو كانت القصّة مختلفة، وتغيّرت الأسباب، واختلف المنطق؟ ألَم تكن لتأخذ قرارًا مختلفًا؟

هذا هو المفتاح.

 

ما نحنُ إلّا قصصًا نحكيها لأنفسنا Read More »

املأ أكثر من مكانك

يتقدّمُ العالَمُ بالأشخاص الذين يملأون أكثر من مكانهم. يفيضون على الدنيا بفنّهم وإنسانيّتهم فيجعلونها مكانًا أفضل.

من يفعل فقط ما يُطلب منه لا يضيفُ سوى القليل. وغالبًا ما يمكن استبداله بشخص آخر ينفّذ الأوامر.

علينا أن نختار: إمّا أن نملأ أكثر من مكاننا، فيزيدُ العالمُ بنا ونُزيدُ فيه، أو أن نقنَع بدورنا المحدود، المرسوم سلفًا، الذي لا فنّ فيه.

املأ أكثر من مكانك Read More »

النّاس مختلفون

ومفتاحُ تقبّلهم لنا كما نحن أن نتقبّلهم كما هم. ألّا نحاول فرض رأينا عليهم. ألّا نرفضهم لأنّهم يتبنّون آراءً مختلفةً عنّا.

أن نحبّهم مهما كانت معتقداتهم. وأن نرجو لهم الخير كما نرجوه لأنفسنا.

هكذا، وهكذا فقط، يمكنُ أن نعيش في سلام. سلام مع أنفسنا قبل أن يكون معهم.

النّاس مختلفون Read More »

الأرنب والسلحفاة

عندما كنّا صغارًا، حكوا لنا قصّة سباق بين أرنب وسلحفاة. ركضَ الأرنبُ وقفز سريعًا حتى اقترب من خطّ النهاية، ثمّ حملَه الغرور والاستخفاف بالسلحفاة على النوم لبعض الوقت، ولم يخطر ببالِهِ أنّه سيغلبه النُعاس حتى تصل السلحفاة إلى خطّ النهاية قبله. ولكن هذا ما حصل بالفعل، وفازت السلحفاة.

في حياتِنا الخاصّة، والعمليّة، هناك منهجيّتان في اقترابنا من أهدافنا: طريقة الأرنب وطريقة السلحفاة.

في الأولى نسير مسرعين نحو هدفنا، مسخّرين الكثير من الطاقة والوقت فيه، محاولين الوصول بأقصى سرعة. مشكلةُ هذه الطريقة تظهر حين يكون الهدف لا يمكن تحقيقه بسرعة. وبسبب الجهد الكبير الذي نسخّره لهذا الهدف، إذا طالت المدّة، نحتاج أن نرتاح مُدّةً، تمامًا كالأرنب في القصّة. ونضطر إلى التوقّف مبكّرًا لأنّنا لا نستطيع بذل هذا الجهد والوقت لوقت طويل.

مثلًا: لا يمكن أن تكتب روايةً في أسبوع. ولكنّك حاولتَ حتّى كتبتَ عددًا من السطور، ثمّ اكتشفت أنّك لن تحقق هذا أبدًا في ذلك الوقت القصير، فتستسلم.

الطريقة الثانية هي منهجيّة السلحفاة. وهي عبارة عن خطوات بسيطة وصغيرة، لكنّها منتظمة ومستمرّة. ويكون تأثيرُها التراكمي أنّك تصل إلى نفس الهدف، لكن بسهولة ويُسر. لأنّ الأعمال السهلة يسهلُ القيامُ بها. فمثلًا: تكتب كلّ يوم تدوينة. وبعد ٨ أشهر، تجد أنّك قد كتبت ما يعادلُ كتابًا كاملًا.

ولكنّك كتبته بلا شعور بالتعب، لأنّ تدوينة واحدة سهلة. وتكون مشكلة هذه الطريقة في الأعمال التي تتطلّب أن تنتهي في وقت محدد قريب.

قطراتُ الماء تشقّق الصخر؛ ليس بالقوّة، ولكن بالتكرار.

ربّما يمكنك الآن أن تستعيد هذا الحُلم القديم الذي توقّفتَ عن مطاردته لأنّك فقدت الأمل في تحقيقه في هذا العالَم الصاخب، وربّما عليك محاولة تنفيذه باستخدام طريقة السلحفاة. خطوةً خطوةً. ببطء، ولكن، بانتظام.

الأرنب والسلحفاة Read More »

هل سنسمح لها بتغييرنا؟

كلّنا يمرّ بتجارب عديدة ونسمع قصصًا كثيرة، ونتعرّض لخبرات مختلفة. ولكن تأثير هذه الأشياء يختلف باختلاف الأشخاص الذين يتعرّضون لها. والأمر، في نظري، يتوقّف على درجة سماحك لهذه التجربة بالتأثير فيك.

فأنت مُختارٌ دائمًا بين أن تعزلَ نفسَك عنها وتحاول أن تبقى كما أنت ولا تتأثّر، وأن تسمح لها بتغييرك. أن تتركها تدخل إلى أعماقِك، وأن تشعر بها بكيانك كلّه، وتنطبع في وجدانك.

وإذا كنّا مُختارين بين ما يؤثّر فينا وما لا يترك فينا أثرًا، يبقى السؤال: كيف نسمح؟ وكيف نختار ما نسمح له؟

 

هل سنسمح لها بتغييرنا؟ Read More »

مختبئ أمام مرأى الجميع

هناك الكثير من الأشياء التي يستطيع أي شخص أن يقوم بها، لكن لا أحد يقوم بها إلّا القليل. على سبيل المثال: صناعة موقع إلكتروني يسمح للنّاس بكتابة أيّ شيء يعرفونه عن أيّ شيء، فيظهر ويكيبيديا!

فكرة بسيطة، أليس كذلك؟ لكنّها لم تخطر على بال أحد في ذلك الوقت. على الرغم من أنّ الفرصة كانت أمام الجميع.

فكرة أنّه يمكن لأيّ شخص أن يقوم بهذا الشيء لا يجب أن تمنعك من المضيّ قُدمًا نحو تنفيذه. فالأشياء الواضحة جدًا، ليست واضحة كما نتصوّر. إنّها مختبئة في العلَن. في تقبّلنا لها وتسليمنا بها. يظهر وضوحها فقط حين يكشف الفنّانُ عنها الحجابَ. فيقول العالَم: كيف لم يفكّر أحد بهذا من قبل؟!

مختبئ أمام مرأى الجميع Read More »

الاستهانة بالأثر الفردي تُفقدك المعنى

أن تعتبر أنّك غير مؤثّر لأنّك فرد واحد. أن تفكّر فيما تفعله على أنّه تافه أو لا نفع من ورائه. لا أدري كيف يمكن أن تفكّر في الأمر هكذا حقًا. فبعمليّة حسابيّة بسيطة، تدرك أنّ الوحدة الوحيدة الحقيقية للقياس، والتي لا يمكن تكسيرها هي وحدة الفرد الواحد.

بمعنى أنّك يمكنك تقسيم الألف إلى عشر مئات، والمئة إلى عشر عشرات، والعشرة إلى عشر أفراد، لكن لا يمكنك أن تقسّم أكثر من ذلك. ففي النهاية، ما الألف إلّا مجموعة من الأفراد.

وبالنظر إلى التغييرات الكبيرة التي غيّرت مسار العالَم والتاريخ، ستجد أنّها ناتجة عن أفراد، مثل ستيف جوبز الذي غيّر وجه التكنولوجيا وطريقة سماع الموسيقى إلى الأبد، وجيف بيزوس الذي غيّر طريقة التسوّق إلى الأبد، وتوماس إديسون الذي أحيا ليالي النّاس بالضياء، وهنري فورد الذي بدأ الثّورة الصناعية وغيّر المجتمع بأكمله. . . وغيرهم وغيرهم.

بالطبع، لم يعمل هؤلاء وحدهم. ولكنّهم كانوا أصحاب الفكر والرؤية والإصرار لتنفيذ هذه الرؤية وتلك الأفكار. واستطاعوا، نتيجة كلّ ذلك، أن يغيّروا وجه الأرض.

قيامُك بواجبك كفرد واحد هو لبنة نهوض المجتمع بأسره. ولهذا، لا تستهن بالأثر الذي تستطيع أن تتركه.

شارك. قاوم. اصنع المجد.

الاستهانة بالأثر الفردي تُفقدك المعنى Read More »

ماذا تفعل لو كنت مكاني؟

هكذا نريد من الناس أن يتساءلوا دَومًا أثناء تعاملهم معنا. فهل تساءلنا نحن في معاملتنا لهم، ماذا نفعل لو كنّا مكانهم؟

ماذا تفعل لو كنت مكاني؟ Read More »

أنا بطل الفيلم

أراقبُ نفسي دائمًا، من بعيد. كأنّني أشاهد فيلمًا. أخمّن ما يدور بداخل ذلك البطل، أحاول دائمًا أن أحكم عليه من خلال تصرّفاتِه لأنّني لا أعرف فيمَ يفكّر وماذا يحكي لنفسه قبل الفعل وأثناء الفعل وبعد الفعل. لا أملكُ إلّا ما أراه من أعماله.

وبهذه الطريقة، أظنّ أنّني أفهمُ نفسي أكثر، وأتقرّب إليها.

لطالما تمنّيتُ أن أكونَ ممثّلًا سينمائيًا. ولكن ألسنا كلّنا ممثّلين في أفلام حياتنا؟ في الحقيقة، في أفلام حياتنا، نحن الممثّل والمؤلّف والمخرج وكاتب السيناريو. لكنّنا عن ذلك غافلون.

أنا بطل الفيلم Read More »

إشارة (٥٢)

أن تقرّر ألّا تختار هو اختيار أيضًا، أليس كذلك؟

أنت تختار أن تتركَ القرار في يد غيرك. المهم، إذا اخترتَ ذلك، فلا تنتقد النتيجة بعد ذلك. واجتنب التكلّم عنها إلّا أن تقول: لا دخلَ لي.

إشارة (٥٢) Read More »

الصّمتُ الصّاخبُ أبدًا

اليوم، يسود صوت الصمت.

قد يحمل الصمتُ، في طيّاتِه، شلّالًا من المعاني. الصّمتُ لغةُ الحزنُ، ولغةُ السعادة الغامرة.

الصمتُ لونُه شفّاف، يُفشي عمّا وراءه. فينظرُ الناظر إلى الصّامت فيُدرك أيّ معنًى من المعاني يجول في خاطره، وأيّ ريح تحمله.

الصّمتُ اختيار. اختيار أن تكرّس طاقةً أكبر لتعيش بحقّ هذا الشعور الذي يتخلّلك، بدلًا من تبديده بالكلام.

الصمتُ قرار. قرار أن تستسلم عن التعبير اللفظيّ، وأن تسلّم إلى تعبير أعمق، لا يوصف، ولكنّه يُحسّ.

. . .

. . .

الصّمتُ الصّاخبُ أبدًا Read More »

الأعمال الصعبة يصعب النهوض بها، والأعمال السهلة يسهل عملُها

أمر بديهيّ، أليس كذلك؟ لكنّنا كثيرًا ما ننسى البديهيّات، فنحمّل أنفسنا أعباء ثقيلة تعجز عضلاتُنا في وضعها الحالي أن تنهض بها. بدلًا من تمرين العضلات بالأحمال الخفيفة أولًا، نحاول تحقيق كلّ شيء في نفس الوقت. فنفشل، فنكتئب ونشعر بالعجز، ونكره أنفسنا. والعيب في الطريقة لا في أنفسنا.

فلنخفّف الحمل على العضلات التي لم تتعوّد الجهد. ولنعطِ أنفسنا الوقت، ولا نتعجّل. 

الأعمال الصعبة يصعب النهوض بها، والأعمال السهلة يسهل عملُها Read More »

التعلّق بالشيء يضيّعه

من الأسرار العجيبة لتحقيق شيء ما هي أن تستغني عنه. ألّا تشعر أنّك ستموت لو فقدته. وكأنّ الدنيا تعاندنا فلا تعطينا ما نريد إلّا حين نعطيه ظهرنا.

حين نستغني عن الشيء، يغيب التوتّر، والخوف، ويسود السكون والطمأنينة. 

 

التعلّق بالشيء يضيّعه Read More »

عمل بسيط سيؤدي إلى نتائج كبيرة مع التكرار

ما هي القصّة التي تحكيها لنفسك عن نفسك؟ هل يغلب عليها الحبّ والشكر، أم الغضب والإساءة؟

ما هو أبسط عمل يمكنك القيام به بشكل يوميّ لتحسين هذه القصّة؟ للمزيد من الرضا؟

ابدأ هذا العمل البسيط اليوم. استمرّ فيه كلّ يوم. فقط قرر. والتزم.

عمل بسيط سيؤدي إلى نتائج كبيرة مع التكرار Read More »

كفانا كلامًا عن الحقوق، فلننهض بمسؤوليّاتنا أوّلًا

كلّنا نتحدّث عن حقوقنا. حقوق المرأة، حقوق الأيتام، حقوق المسيحيّين . . . كلّها حقوق. لا أسمع أحدًا يتحدّث عن المسؤوليّات، إلّا قليلًا.

حتّى في علاقاتنا الشخصيّة، ننظر دائمًا إلى الأمور من زاويتنا نحن، ننظر بعين حقوقنا، ولا نكترث كثيرًا لحقوق الآخرين وواجباتنا تجاههم. والسبب في رأيي أنّ هذا هو الأسهل.

المسؤوليّة صعبة. الفكرة نفسها، أن تكون مسؤولًا، فكرة صعبة. غير مريحة. تخلق التوتّر. الأسهل أن نكون الضحيّة. أن نشكو. أن نلوم المجتمع، بدلًا من أن نلوم كلّ فرد على حدة.

فلننظر إلى أنفسنا كثيرًا، ولنرتّب ما بداخلنا قبل أن نهجو غيرنا، فلنرتّب بيوتنا قبل الشكوى من غياب النظافة عن الشارع، فلننشغل بأنفسنا عن الناس.

كفانا كلامًا عن الحقوق، فلننهض بمسؤوليّاتنا أوّلًا Read More »

أزهى عصور الديموقراطيّة

أتساءل كيف تكون كلّ اللافتات في الشوارع تشجّع على قول نعم، ولا لافتة واحدة تحثّ على قول لا؟

لماذا يلجأ معرض سيّارات مثلًا ليعرض مثل هذه اللافتة ويتكبّد هذه الأموال على شيء لا علاقة له بتسويق منتجاته؟

لا أملك سوى السؤال، ولا أظنّ أحدًا يملك إجابة حقيقية. كلّها تخمينات. ولكن، هناك أسئلة أهمّ، إجابتها معروفة أو يمكن التوصّل إليها بقليلٍ من التفكير.

هل توافق على التعديلات؟ إذا كانت إجابتك نعم، فعلى الأرجح، أنت متحمّس للذّهاب إلى الإدلاء بصوتك، وإذا كانت إجابتك لا، فعلى الأرجح أنت غير مهتمّ بالذهاب إطلاقًا. لماذا؟ مع أنّ لكلّ منهما رأي، ولكلّ منهما الحقّ (والواجب) في الإدلاء بهذا الرأي. والإجابة في ظنّي أنّ من يرفض التعديلات يؤمنُ أنّ اللعبة قد انتهت قبل أن تبدأ. كما نقول بالعامّيّة: خسرانة خسرانة.

لكن، إلى أين سيؤدّي هذا الطريق؟ إلى ٩٩٪ نعم. أنت تساعد على تحقيق ما لا تريد بتجاهلك لدورك. بل هي نبوءة تؤكّد نفسها بنفسها: خسرانة خسرانة، فلن أذهب، ولن نذهب جميعًا، فتخسر بالفعل. الأولى ظنّ، أمّا نتيجة التجاهل فهي حتميّة بلا شكّ.

اذهب. شارك. ارفض. ثمّ اقبل النتيجة بحماس. لأنّك قد أدّيت واجبك. وما بيدك غير ذلك لتقدّمه.
فإن فعلت، فلا حرج عليك. وإن لم تفعل، فقد انسحبتَ من اللعبة، فلا تتحدّث عنها بعدُ.

أزهى عصور الديموقراطيّة Read More »

الأشياء التافهة مهمّة

هل فكّرت كيف تستيقظ من النوم كلّ يوم؟ كيف تتناول إفطارك؟ كيف تتكلّم مع مَن معك في المنزل؟ كيف تختار ملابسك التي سترتديها الوم؟ كيف تنام؟

هل تفعل كلّ هذه الأشياء وأنت مستمتع بها؟

قد لا نهتمّ بهذه التفاصيل الصغيرة لأنّها لا تمثّل الكثير من يومنا، ولا تعني لنا شيئًا حقيقيًا. هي مجرّد عوامل مساعدة لا هدفًا في ذاتها. كلّ هذا حقيقيّ، ولكنّه حقيقة ناقصة.

ينقصها حساب الوقت الذي نقضيه في هذه الأشياء. لأنّها متكرّرة، وتحصل كلّ يوم، فلو فكّرت فيها وحسبتَها ستجد أنّك تقضي فيها وقتًا لا يستهان به أبدًا. هذا الوقت إذا استطعنا أن نتجنّب فيه المشاكل (مع النفس أو مع الغير) سنجد أنّ حياتنا أصبحت أفضل كثيرًا.

أصلح هذه المهام الصغيرة المتكرّرة، تصلح جزءًا هامًا من حياتك.

الأشياء التافهة مهمّة Read More »

إشارة إلى أهمّيّة الصياغة

صياغتُنا الكلامية لمشاعرنا أمر في منتهى الخطورة.

فاللغة تجسيد لإدراكنا. وتقصّي الألفاظ السليمة يعمّق فهمنا لما نشعر به، وبالتالي، لكيفية التعامل معه.

على سبيل المثال: هناك فرق بين أن تقول: أنا لا أستطيع، وأن تقول: أنا لا أعرف كيف. الأولى ستدفعك نحو الاستسلام، والثانية تدفعك نحو الفضول والتعلّم.

هناك فرق بين: أنا أعرف، وأنا أظنّ. الأولى حقيقة. والثانية ظنّ. والتباسهما كارثيّ.

الأمر ليس سهلًا. ينبغي علينا أن نأخذه بقوّة وننتبه إليه.

إشارة إلى أهمّيّة الصياغة Read More »

الطاقة لا تفنى ولا تستحدث من العدم

ولكنّها تتحوّل من شكل إلى آخر.

قد ترى أثر هذا القانون عندما تعود متعبًا من عملك وتودّ لو ترتاح قليلًا قبل أن تنام، ثمّ تكتشف مثلًا أنّ هناك عطل في باب الشقّة يمنعه من الغلق بإحكام، فتجد نفسك تقضي ساعة أو ساعتين إضافيتين قبل حتّى أن تغيّر ملابسك.

أو قد يتّصل بك صديقك المقرّب قبل أن تصل إلى منزلك وينبئك بخبر وفاة أحد أفراد عائلته فتغيّر طريقك على الفور وتذهب إليه لتساعده وتشدّ من أزره في هذه المحنة الصعبة.

من أين تأتي تلك الطاقة؟ إنّها لم تتولّد نتيجة الموقف بالطبع، فهذا غير ممكن فيزيائيًا، ولكنّها كانت دائمًا موجودة.

يمكننا أن نذكّر أنفسنا بهذا القانون كلّما شعرنا بالكسل نحو مهمّة ما ينبغي علينا القيام بها.

الطاقة لا تفنى ولا تستحدث من العدم Read More »

الطريق القصير هو الأطول

السعي الحثيث وراء الطرق القصار يصيبنا بالشلل في كثير من الأحيان. عادةً، لا نستطيع رؤية الطريق بالكامل إلى أحلامنا، فنظنّها مستحيلة الحدوث لأنّها ليست في دائرة مجاورةٍ لنا. لكن، من قال أنّ كلّ ما ليس في الدائرة المجاورة لنا مستحيل؟

القائل بذلك هو إيمانُنا بقصر الطريق. لأنّنا ننخدع في من حقّقوا ما يبدو لنا كنجاح بين ليلةٍ وضحاها، غير منتبهين أنّنا لا نعرف عنهم شيئًا. فما عرفناهم إلّا بعد هذه الليلة، ولكنّهم كانوا يسعون قبلها بسنوات، مدركين أو غير مدركين، إلى هذا النجاح.

لا تفكّر في محطّات الوصول إلى الهدف على أنّها قفزات عليك أن تقوم بها بخفّة ومهارة لتصل بسرعة، هي ليست سباقًا قصيرًا أهمّ عامل للفوز فيه هو التسارع، بل ماراثونًا -إن جاز التعبير- أهم عامل فيه هو الخطوات الثابتة والتحكّم في السرعة في مقابل الطاقة المبذولة والوقت المتبقّي.

غير أنّ هذا الماراثون غير محدود بوقت أصلًا. يمكنك أن تركض مدى الحياة. فلا داعي أبدًا للعجَلة. المهم أن تستمرّ في الركض، وألا تضيع طاقتك كلّها في وقت قصير يضطرك للارتياح أيامًا بعدها، فتفقد إحساسك بالتقدم، وتفقد تقدّمك بالفعل. وتخسر.

لا تدع ضبابيّة الرؤية تعوقك عن التقدّم. استمرّ. قاوم. جرّب.

 

الطريق القصير هو الأطول Read More »

أخرجتُ اليوم دفترًا قديمًا وتفاجأتُ بما يحتويه

قرأتُ مع زوجتي قائمة الامتنان اليومية التي كنا نكتبها في بداية زواجنا. استعدنا الكثير من الذكريات المبهجة وتفاجأنا بالكثير منها، دع أنّنا وجدنا التاريخ المكتوب عام ٢٠١٧ وتساءلنا متى مرّ كلّ هذا الوقت.

كنّا قد كتبنا أيضًا مجموعةً من الأشياء التي نرغب في عملها معًا، وشطبنا على بعضها اليوم لأننا أتممناها بالفعل! وأضفنا بعض الأشياء الجديدة.

تسجيل اللحظات والأفكار أمرٌ هام جدًا نغفل عنه كثيرًا.

وأظنّ أننا نغفل عنه لأننا ننخدع بحضوره الطاغي في ذهننا في الوقت الحاضر، ولا نظنّ أننا سننساه. ولكننا دائمًا ننسى. تستطيع تجربة هذا الأمر بنفسك إذا عُدتَ لأي كرّاسة قديمة كتبتَ فيها فكرةً أو خاطرةً يومًا ما.

ونغفل أيضًا بطريقة أخرى، غير مباشرة، أنّنا نسجّل أفكارنا ولحظاتنا على Facebook مثلًا أو Twitter. فتتوه هذه اللحظات بين آلاف اللحظات الأخرى. وتكاد العودة إليها تكون مستحيلة.

كتبتُ في أول تدوينة لي هنا أنّ واحدًا من أسباب إنشاء هذه المدوّنة هي أن تكون سجلًّا أعودُ إليه لأتذكّر فيمَ كنتُ أفكّر. ولا أرى سببًا يمنعك من إنشاء مدوّنتك الخاصّة، بطريقتك.

ليس شرطًا أن تنشر ما تكتب، وليس شرطًا أن تكتب أصلًا. يمكنك إنشاء سجلّ صوتي. المهم أن تسجّل، أن تخلّد هذه الأفكار في هيئة يمكنك استعادتها لاحقًا. لتستطيع يومًا أن تقول: أخرجت دفترًا قديمًا، وتفاجأتُ بما يحتويه.

أخرجتُ اليوم دفترًا قديمًا وتفاجأتُ بما يحتويه Read More »

التوازن بين حاضرنا وماضينا

قد نتمسّك بمن كنّا عليه قديمًا ظنًّا منّا أنّ ذلك هو الوقت الذي يعبّر عمن نحن في الحقيقة. ولكن، كثيرًا ما يكون هذا الظن في غير محلّه. كثيرًا ما يجرّنا القديمُ إلى الوراء.

أحيانًا، نحتاج أن نتخلّص من اعتقادنا القديم عن أنفسنا. وأن نرحّب بشخصيّتنا الجديدة. أن نحتفي بها، ونُعلن عنها، ونفخر بها.

ومن المهم، في أثناء ذلك، ألّا ننكر شيئًا من القديم أو نتبرّأ منه. هذا هو التوازن الذي يصعبُ علينا أن نحقّقه، لا لأنه صعبٌ تحقيقه ولكن لأنّه يندر أن ننتبه إليه.

التوازن بين حاضرنا وماضينا Read More »

الوداع العصريّ

غادر العملَ اليوم اثنان من زملائي، ومازال كلّ يوم يغادرنا واحد، ويمتلئ المكان برائحة الوداع والهدايا والصور والتذكارات. ولكنّه وداع غير كامل، يشوبه العِلم بأنّنا سنظلّ على تواصل، إن لم يكن في لقاءات مقبلة، فعلى الأقلّ، سنعرف أخبارَ بعضنا على الإنترنت.

قبل الإنترنت، ربّما كنّا لنبكي على فراق زميل عزيز أو صديق، لأنّنا على يقين أنّنا قد لا نجتمع ثانيةً أبدًا أو حتّى نسمع عن هذا الشخص ثانية، إلّا بجهد كبير. أمّا الآن، ففراق الأبناء وسفرهم إلى الدراسة في بلد آخر أمر مُحتمل جدًا. لأننا لدينا القوّة أن نكلّمهم، ونراهم، ونعرف أخبارهم لحظةً بلحظة. حتّى يكاد ينعدم الفرق بين القرب والبعد.

يا لها من قوّة! ويا لها من نعمة!

الوداع العصريّ Read More »

من السّهل أن تدّعي أنّ اللعبة غير عادلة حين تخسر

هناك الكثير من الأمثلة على ذلك الأمر: بدايةً من زعم الخاسر عدم دستوريّة الانتخابات أو أنّها مزوّرة، وصولًا إلى زعمه بأنّ “الدراع بايظ” أو “مبيتزحلقش”.

وبالطبع، كذلك في الوظائف التي نفترض سلفًا دائمًا أنّها “ماشية بالكوسة” والوساطة فقط. . . إلخ.

المفارقة المهمّة أنّك لو كنت تؤمن بهذا الكلام، لماذا قبلتَ أن تلعب من البداية؟ إذا كانت قوانين اللعبة لا تعجبك، لا تلعبها إن لم تستطع تغييرها. لا يمكنك أن تلعب ثمّ تشكو أنّ القوانين غير عادلة. أنت تعرف القوانين منذ البداية.

ولكن الأمر في الحقيقة ليس في أنّها غير عادلة. الحقّ أنّنا نسلك الطريق السّهل فنشكو. نحاول أن نكون الضحيّة؛ لأنّ ما على الضحيّة إلّا البكاء. لا يفترضُ الناس من الضحيّة أن تكون مسؤولة عن نتيجتها، وهذه هي المكافأة الأكبر، أليس كذلك؟

تعيشُ الضحيّة حياةً بائسة، لا تسعد فيها إلّا نادرًا، ولكنّها تعيش حياةً لا مسؤولية فيها، تستطيع فيها البكاء والصراخ والشكوى بحرّيّة، وتستجلب عطف النّاس بحرّيّة، ويتوقّع الناسُ منها ذلك، بل وينتظروه منها.

هكذا يختار أن يعيش كلّ من يوافق على اللعب ثمّ يفرح فقط إذا فاز، ويثور إذا خسر. بدلًا من أن يتعلّم ممّن غلبه، ويسأله كيف فعلت ذلك؟ ويصبح تلميذًا له، يثور عليه. حسنًا، لكن لن يتقدّم شخصٌ كهذا أبدًا.

 

من السّهل أن تدّعي أنّ اللعبة غير عادلة حين تخسر Read More »

ماذا لو جاءتك الفرصة أخيرًا؟

ماذا لو تصادف أنّ عملًا من أعمالك تمّت مشاركته عشرات الآلاف من المرّات على مواقع التواصل الاجتماعي وتعرّض له ملايين الناس، ماذا سيجدون حين يبحثون عنك بعد ذلك إذا أعجبهم هذا العمل؟

إذا وجدوا المزيد من الأعمال المميّزة والتي تلقى صدًى لديهم، سيتابعوك ويشاركوا المزيد من أعمالك وستبدأ في بناء جمهور حقيقيّ. لكن إذا لم يجدوا شيئًا، سيرحلون ولن تراهم ثانيةً. هكذا ببساطة.

كثيرون منّا ينتظرون الوقت الذي يتمّ اختيارهم فيه. الذي “يكتشفهم” فيه شخصٌ ما. ينتظرون الفرصة ليتمّ تسليط الضوء عليهم، ويصبحوا نجومًا. لكن، ماذا لو سلّطنا الضوء ولم نجد شيئًا؟ أليست هذه فرصة ضائعة؟

إذن، بهذا المنطق، أليس من الأهم أن نحضّر أنفسنا لهذه اللحظة؟ ألا ينبغي علينا أن نبدأ في البناء فورًا؟ أن نكون كرماء من الآن وألّا ننتظر. لأننا لو ادّخرنا أعمالَنا ومواهبنا إلى حين تلك اللحظة، ستضيع.

ماذا لو جاءتك الفرصة أخيرًا؟ Read More »

لمَ لا نتحرك؟

على الأرجح، مشكلتك ليست في تنفيذ ما عزمت عليه، مشكلتك أنّك لم تعزم بعد.

من المخيف أن تلتزم أمام نفسك بقرار معيّن، لأنّك تخشى أن تتكاسل عنه، ثمّ ترى نفسك فاشلًا أو كسلانًا أو غير جدير بالحبّ. لذلك نتجنّب اتّخاذ القرار أصلًا. والمفارقة أنّنا بذلك لا نعمل شيئًا، فيصبح الواحد منّا فاشلًا أو كسلانًا أو غير جدير بالحبّ.

 

لمَ لا نتحرك؟ Read More »

أفضل طريقة للشكوى ..

هناك الشكوى الكلاميّة، الغاضبة، الانفعاليّة، التي لا تؤدّي إلى نفع يُذكر.

وهناك الشكوى بالعمَل على التّحسين، الشكوى بالتفيكر في بدائل وحلول.

في الأولى تكونُ أنت جزءًا من المشكلة، وفي الثانية، جزءًا من الحلّ.

طبّق هذا الكلام على وضعك في العمَل، وعلى علاقتك بزوجك، وعلى اجتماعيّاتك، وعلى مواقفك السياسيّة، وعلى كلّ شيء.

إمّا أن تثور وتغضب وتشكو وتلعن، أو أن تفكّر فيما بين يديك، كيف يمكنك أن تغيّر، وهل يمكنك أصلًا أن تؤثّر؟

أفضل طريقة للشكوى هي تغيير الأمور للأفضل.

أفضل طريقة للشكوى .. Read More »

لا تفرحوا برَفع الحدّ الأدنى للأجور

لننظر إلى الموضوع بشكل أعمق ونتفكّر فيه قليلًا قبل أن نحكم، ومن المهمّ أن نسأل: كيف يتحدّد أجر الإنسان؟

الإجابة كما وضّحها جيم رون: يتحدّد بقيمة ما يقدّمه إلى السوق.

ليس بالوقت الذي يقضيه في العمل، فنحن نرى من يعمل أضعافَ ما نعمل ويكسب أقلّ بكثيرٍ منّا، وكذلك نرى العكس.

وليس بالمجهود المبذول أثناء تأدية العمل؛ يمكنك بسهولة أن تعرف أنّ أقلّ النّاس أجرًا هم من يقتصر عملهم على المجهود الجسديّ فقط.

وليس بمكان العمل، أو مكان السكن، فقد يعمل اثنان يسكنان معًا في نفس الشركة، ويكسب أحدهما ضعف الآخر.

فقط قيمة العمل الذي تقدّمه بالنسبة إلى السوق. وهنا يأتي السؤال الأهمّ: كيف تتحدّد هذه القيمة؟

الإجابة كما وضّحها لنا بوب بروكتور هي عن طريق ثلاثة أشياء:
١- مهارتك في العمل الذي تقدّمه.
٢- احتياج السوق إلى ما تقدّمه.
٣- صعوبة استبدالك بغيرك.

فكّر مثلًا فيمن يعمل عملًا بدنيًا فقط، كرفع الأحمال ونقلها من مكان إلى مكان، ستجد أنّه ما من مهارة تُذكر، ويسهُلُ جدًا في معظم الأحيان أن تستبدل عاملًا بآخر. أمّا العمل في توصيل الطلبات مثلًا، يتطلّب مهارةً أكبر لاحتياجه لقيادة دراجة هوائية أو نارية مثلًا، والتزامه بمواعيد محدّدة، وقدرة على التنقّل في أماكن قد لا يعرفها بالضرورة. وهكذا تصعد درجات كلّما زادت واحدة من هذه الثلاث.

بازدياد كلّ واحدة من هذه الثلاث تزداد قيمتك في السوق. وكما ترى، ليس ذلك أمرًا سهلًا. فلكلّ واحدة تحدّياتها وطريقها الذي عليك أن تسلكَه لتزيد من قيمتك في السوق. وهنا يأتي مربط الفرس، والشاهد الذي أريد أن تصل إليه معي من هذا المقال.

هل يفرض عليك الحد الأدنى للأجور كسبَك الذي تعيش منه؟ الإجابة: لا. هو فقط الحدّ الأدنى. يمكنك العمل على زيادته بالعمل على زيادة قيمتك في السوق. أنت لا تحتاج أن يصدر رئيسٌ أو وزيرٌ أو صاحب العمل قرارًا لزيادة أجرك. تستطيع أن تُجبر السوق على الأجر الذي تريد، إذا فهمت قانون القيمة الذي شرحناه.

ولكنّ أكثرنا متكاسلون، مستسلمون، وفي الحقيقة، سعيدون بالشكوى. لأنّ المشكلة تخرج من أيديهم إذا علّقوها على السوق أو على الحد الأدنى أو على أيّ عذر ساذج آخر.

لا تبحث عن رفع الحدّ الأدنى للأجور، ارفع من أجرِك، وأعلِ من قيمتك. لا أحد أفضل منك إلّا باجتهاده، فكن مثله واجتهد.


ملحوظة: ليس معنى كلامي أنّني غير سعيد برفع الأجور. لا يُعقل أن يقول عاقل بذلك. فقط أحاول لفت النظر إلى أنّ هناك دائمًا الفرصة لترتقي أنت وحدك، على مستواك الشخصي، إلى الدرجة الأعلى. وينبغي ألّا ننسى ذلك.

لا تفرحوا برَفع الحدّ الأدنى للأجور Read More »

مفاتيح

كتمانُكَ للحُلم أو أكثرِه، وسيرك فيه بخطًى ثابتة، ولو بطيئة، هو سرّ من أسرار متعة الطريق، وسرّ من أسرار التحقيق.

أن تحتفظ بالشعور بالمَجد إلى النهاية أو حين تقترب منها هو أن تحتفظ بالحماس والتلهّف على الوصول إليها.

أن تصرّ على التقدّم المستمرّ، حتّى لو مشيت خطوةً واحدةً صغيرة هو بناء لعادة التقدّم وتقوية لعضلة الإرادة ومفتاح من مفاتيح النجاح.

ألّا تقسو على نفسك فيما مضى من قرارات، وما قد كان من نتائج هو أن تشحن طاقتك للمضيّ قدمًا والبحث عن الأفضل.

أن تمضي خطوةً خطوةً، بدون كثير اكتراث بما لم يحن أوانُه بعدُ، هو أن تتزوّد بوقود الحركة وألّا تستسلم لشلل التخمينات العشوائية.

 

مفاتيح Read More »

ما حصل قد حصل

وجدتُ أنني أحيانًا أقضي وقتًا في إعادة التفكير في قرارات اتّخذتها سابقًا، وفات وقتُها. هل كان هذا قرارًا صائبًا؟ كيف يمكنني تعديله؟ قد يكون مفيدًا أن نراجع قراراتنا إذا كان هذا محاولة لفهم أنفسنا بشكل أعمق.

لكنّه من غير المفيد أن نقضي ذلك الوقت في التفكير في كيفية إصلاح  أو تعديل أو التراجع عن قرار. لا شيء يمكن أن يغيّر ما حصل. عليك أن تتعايش مع عواقب أفعالك. حتّى قرارك بالانسحاب هو قرار جديد، له عواقب أيضًا. لن يعود الوضع كما كان عليه في السابق.

رحّب بقراراتك السابقة، وتعامل مع الأمر الواقع، وقرّر أن تستغلّه بدلًا من أن تتحسّر عليه. التحسّر اختيار، والاستفادة اختيار كذلك.

ما حصل قد حصل Read More »

ما الفرق بين الإنسان والقرد؟

قد يتبادر إلى أذهاننا أنّ الفرق كبير بينهما. في الحقيقة، يتشابه الإنسان والقرد في ٩٠٪ من تركيب الخلايا، حتّى أنّ البعض يصف الإنسان بأنّه القرد الثالث. الفرق بسيط جدًا، لكن أثره هائل.

كذلك الفرق بين الأشخاص ذوي الفعّالية العالية والفاشلين. قد يتبادر إلى أذهاننا أنّه فرق هائل، ولكن في الحقيقة، عادةً ما يكون الفرق بسيطًا.

الفائز بالمركز الأوّل في سباق العدو وصاحب المركز العاشر قد يكون الفرق بينهما ثوانٍ قليلة. لكن الفرق في النتائج كبير.

وقس على ذلك أيّ مجال آخر.

الأشخاص ذوي الفعّالية العالية لديهم عادات بسيطة تحقّق لهم نتائج كبيرة. وهذه أخبار جيّدة. لأنّ معناها أنّك إن لم تكن في الوضع الذي تحبّ أن تكون فيه، فبإمكانك، بتغيير بسيط، أن تحدث فارقًا عظيمًا في نتائجك.

هم ليسوا من كوكب آخر، وليس لديهم جينات وراثيّة مختلفة عنك. قد لا يتعدّى الفارق الـ ١٠٪. لكن تأمّل الفرق بين الإنسان والقرد تعرف أهمّيّة هذه النقاط العشر.


تعديل: تبيّن لي بعد كتابة هذا المقال بأسابيع أنّ نسبة التشابه المُشار إليها لا تعبّر عن الحقيقة، وقد قيست بشروط معيّنة قلّلت من مصداقيّتها. وما كان استخدامنا لهذه النسبة إلا لتقريب الفكرة التي أردنا توضيحها.

ما الفرق بين الإنسان والقرد؟ Read More »

ماذا لو لم تستطع تغيير الوضع الراهن؟

احتفِ به.

إذا لم يكن في مقدورك تغيير أمرٍ ما، فمن السذاجة أن تغضب وتتأفّف وتلعن هذا الأمر. فلن يفيدك ذلك في شيء. نعم، قد نصاب جميعًا بالإحباط وخيبة الأمل في بعض الأوقات، لا بأس في ذلك ما دام لوقت قصير، خمس دقائق مثلًا، أو ليلة كاملة كحدّ أقصى. لكن لا تترك نفسك أيامًا متوالية في هذا الشعور.

استوعب الأمر وذكّر نفسك أنّك ليس في إمكانك تغييره. وابدأ في التفكير في طرق استغلال الوضع الراهن. كيف تحقّق أقصى استفادة من هذا الوضع؟ ما هي القصّة التي ستختار أن تخرج منه بها؟ هل هي قصّة انتصار وتحقيق واستفادة، أم قصّة فشل وإحباط وخيبة؟

والمفارقة العجيبة أنّ تقبّلك لهذا الوضع وإصرارك على الاستفادة منه أحيانًا ما يمكّنك من تغييره تمامًا! ولا يمكن أن يتغيّر إلا حينما تتوقّف عن محاربته. أمر عجيب لم أفهمه بشكل كامل بعد. لكنّه يستحقّ التأمّل والبحث.

تذكّر أنّ كلّ ما يحدث لك لا يمكنه أن يؤثّر عليك إلّا بالقدر الذي تسمح له بذلك.

ماذا لو لم تستطع تغيير الوضع الراهن؟ Read More »

اسعَ أن تَفهم قبلَ أن تُفهم

كان هذا أحد مبادئ كتاب كيف تكسب الأصدقاء وتؤثّر في النّاس لديل كارنِجي. وهو مبدأ يكاد يكون غائبًا تمامًا في أيّ حالة حوار نراقبها. وأنا أتحدّث هنا عن حوارات نراها يوميًا في مكان العمل وفي الشارع وبين أفراد الأسرة الواحدة.

ومن مظاهر غياب هذا المبدأ أن يقاطع المستمعُ المتكلّمَ قبل أن ينهيَ كلامه، وأنه، حين يتكلّم، تجده في وادٍ آخر غير متناسب مع سياق الحديث. وأن يقترحَ على محدّثه حلولًا لا تُناسبُ حالتَه. وأن يكون ردّه جاهزًا قبل انتهاء محدّثه من كلامه .. وغيرها من المظاهر المؤسفة.

ويؤثّر هذا سلبًا على علاقة المتحاورَين ويشعرهم ببُعد مسافة التفكير بينهما. ولا ينتفع أحدٌ من الحوار أصلًا لأنّ كلًّا منهما في وادٍ مختلف.

وبما أنّه لا يمكن أن يكون هناك إنسانٌ لن يضيف لك شيئًا، فمن النافع لك أن تستمع جيدًا، وأن تفهمَ أولًا، وتتعلّم ممّا تسمع، ثمّ تعالج الأمرَ وتضيف تعليقاتك ونقاط الغموض وتوضيح الفرق بين وجهات النظر.

لن تنتفع من كلام المُتحدّث فحسب، بل ستكسب قلبه أيضًا، وستستمتعان بالحديث، وتكون قد كسبت شخصًا تشعر في حديثك معه بإثراء فكرك وتنوير عقلك.

وقبل أن تتساءل: مَن ممّن أعرفهم يمثّل هذا الشخص لي، سَل نفسك: مَن ممّن أعرفهم أمثّل هذا الشخص له؟

اسعَ أن تَفهم قبلَ أن تُفهم Read More »

إشارة (٥٠)

أحيانًا يواجهنا النّاس بشيء في أنفسنا لا نحبّ أن نواجهه، فنعاندهم مُثبتين ما يقولون لنا. كأن يقول شخص أنّك ترفع صوتك كثيرًا في أثناء نقاش من المفترض أن يكون هادئًا، فتصيح في وجهه: أنا لا أرفع صوتي!

أفلا ننتبه؟

إشارة (٥٠) Read More »

المنّ بالإيثار أنانيّة

يظلّ الإنسان مؤْثِرًا أخاه حتّى يذكّره بذلك. في اللحظة التي يقول فيها إنسانٌ لآخر: لقد آثرتُكَ على نفسي، في نفس تلك اللحظة، لا يفكّر ذلك الإنسان إلّا في نفسه.

حين يذكّر الزوجُ زوجتَه بأنّه يكدح ويعمل من أجل أن يطعمها ويكسوها.

حين تذكّر الزوجةُ زوجَها أنّها تعدّ طعامه المفضّل دائمًا، ولا تفكّر في ما تشتهي هي.

حين يذكّر أحد الوالدَين أبناءه وبناته أنّنا نعيش من أجلكم، لا من أجل أنفسنا.

هذه جُملةٌ حين تُقال، يبطلُ معناها.

آثِر على نفسك، لا تبطل إيثارك بالمنّ والأذى.

المنّ بالإيثار أنانيّة Read More »

حتّى لا تشعر بالضياع

اختر عملًا تؤمن بمعناه، وأدِّ منه القليل بشكل منتظم؛ كلّ يوم، كلّ أسبوع، كلّ شهر .. أيًا يكن. وبقدر العمل، يمكنك اختيار أكثر من عمل، ولا يشترط أن يكون لها علاقة مباشرة ببعضها البعض، ربّما يكون كلّ منها في جانب مختلف، ولكنّها، كلّها تشترك في إيمانك بمعناها، وأهمّيتها لك.

المفتاح هو عدم الاستعجال. أن تبنيَ شيئًا ببطء، وانتظام.

هذا العمل الذي ستختار الالتزام به قد يكون أن تقرأ صفحة من كتاب كلّ يوم، أو أن تشاهد محاضرة ممتعة، أو تستمع إلى حلقة بودكاست نافعة، أو أن تكتب مقالًا يوميًا أو صفحةً في روايتك الجديدة، أو أن تمارس تمرينًا رياضيًا خمس دقائق كلّ يوم، أو تتطوّع بساعتين كلّ شهر لمساعدة الناس … إلخ.

كلّ هذه الأعمال هي أعمال بسيطة جدًا، يمكنك الجمع بين بعض منها حسب ما تهتمّ به وحسب وقتك. لكنّني وجدتُ أنّني كلّما عدتُ إليها وتأمّلتُ ما أفعله منها، تساعدني على التحلّي بالشجاعة والرضا وتدفعني إلى الأمام. والمتعة الأكبر، هي أن ترى أنّ برغم صغر العمل، إلّا أنّه مع الوقت يتراكم فيصبح عملًا ضخمًا.

القرار لك. ماذا ستختار؟

حتّى لا تشعر بالضياع Read More »

من الإحسان . .

  • النظرُ في أثرِ الكلام على من تتكلّم معه قبل أن تقوله، والصمتُ عنه في حال كان سيجرح شعوره.
  • استبدال الضحك العالي بالتبسّم في الأماكن العامّة.
  • إلقاء التّحيّةِ على من تمرّ عليهم، حتّى لو لم تعرفهم.
  • السؤال على صديقٍ لك شغلتْهُ الحياة دون معاتبة انشغاله عنك.
  • التطوّع بتعليم زميلك في العمل شيئًا ينفعه، دون أن يسألك.
  • التماس الأعذار للنّاس.
  • السكوت عند الغضب.

من الإحسان . . Read More »

حتّى لا ننسى

تحتاج الروح بين الحين والآخر إلى أن تتذكّر قدر النعمة الحالّة بها. ومن طبيعتنا أن نألفَ النعمة وننساها كأنّها ليست فضلًا وكرمًا من الله، ونتوهّم فيها الأبدية، وألّا تبيد أبدًا.

في تلك الأوقات، تكون الروح محتاجة إلى غذائها الذي يذكّرها. قد يكون هذا الغذاء في رحلة جسدية إلى قرية فقيرة، أو إلى ملجأ أيتام، أو مستشفى ٥٧٣٥٧. وقد يكون في رحلة عقليّة يسبح فيها الخيال في فضل الله وكرَمه.

لا يهمّني إن كنتَ غنيًا أو فقيرًا، تعيش في قصر أو في غرفة فوق سطح بناء آيل للسقوط. كلّنا نسبح في نعَم الله. وكفى بهذا الجهاز الذي تقرأ بواسطته نعمة! فطالما معك هذا الجهاز، فأبواب الدنيا مفتوحة أمامك.

ارتحل، وتذكّر.

حتّى لا ننسى Read More »

إذا كنتَ تتمتّع بشيء جميل

١- عليك أن تحمدَ الله عليه، وتشكره. والشكرُ عملٌ. بأن تحفظه وتستخدمه في ما يرضيه.

٢- عليك أن تحدّث به النّاس، وتنشر البهجة، وتعلّمهم كيف يحصلون عليه كذلك.

٣- إذا كان هذا الشيء لا يمكن الحصول عليه، كأن يكون لديك أمٌّ حنون مثلًا، أو عائلة ثريّة، أو أيّ ميزة غير مكتسبة، كُن حذرًا في التباهي بها والتحدّث عنها، لعلّ من تكلّمه لا يتمتّع بما تتمتع به، فتصيبه بالحزن.

من حُسن الأدب أن تتفقّد أحوال من تكلّمهم أولًا، وتتأكّد أنّ ما ستقوله لن يجرح مشاعرهم. حتّى لو كنت لا تتكلّم إلّا عن نفسك.

إذا كنتَ تتمتّع بشيء جميل Read More »

عصفورٌ في اليدّ

تعلّمنا ونحن صغار أنّ عصفورًا في اليدّ خيرٌ من عشرة على الشجرة. لا أظنّ أنّني أتّفقُ مع الجملة على إطلاقِها، ولكن دعنا نفكّر فيها من ناحية استغلال الوقت.

في عطلة نهاية الأسبوع، من كلّ أسبوع، يكون هناك بعض المهام التي أريد إنجازها. ويكون عندي دائمًا مشكلة التردّد بين إنجازها في اليوم الأوّل أم اليوم الثاني؟ علمًا أنّ الوقت يتّسع لأكثر من هذه المهام، فلا داعيَ للعجَلة.

وكثيرًا ما أقوم بتأجيلها لليوم التالي، ولكنّني كثيرًا ما أُفاجأ بأمور لم أحسب حسابها، وطوارئ لم أتوقّعها، فيضيع الوقتُ ولا أنجز المهام بالكامل. فأذكّر نفسي: قد كان في يدك العصفور وتركته يطير.

عصفورٌ في اليدّ Read More »

إشارة (٤٩)

في كلّ لحظة، أنت تختار بين خيارات لا حصر لها. كيف تقضي هذه اللحظة؟ هل هذا هو الاستغلال الأمثل لها؟

هل هناك بديل أكثر فائدة لك؟

 

إشارة (٤٩) Read More »

ليس كلّ ما لا تراه بعيدٌ في الحقيقة

هل ترى الشارع وأنت في سريرك؟

لا.

هل الشارع بعيد عنك؟

لا. تستطيع أن تصل إلى الشارع في ثوانٍ بدون جهد كبير.

ليس كلّ ما لا تراه بعيدٌ عنك. فلا تُعامل أحلامك التي لا ترى لها طريقًا بعدُ أنّها لن تتحقّق. يمكنك أن تصل إليها، تمامًا كما وصلت إلى الشارع من غرفتك. عليك فقط أن تعرف من أين تبدأ.

ليس كلّ ما لا تراه بعيدٌ في الحقيقة Read More »

ماذا لو فشلت؟

ما هو أسوأ شيء يمكن أن يحدث؟

غالبًا، ستجد أنّ بإمكانك التعايش مع الإجابة. لن تموت. لن يضيع مستقبلك. لن تتدمّر حياتُك. ولو تعلّمت من الفشل، لا تكاد تخسر شيئًا إذن.

كثيرًا ما تكون المخاوف أوهام في عقولنا لا أساس لها. ولو تفكّرنا قليلًا فيما مضى، سنجد أنّ هذه حقيقة.

ماذا لو فشلت؟ Read More »

المعاناةُ حقٌ للجميع

قد تُغرينا ظروفنا السيّئة للظّنّ أنّنا وحدَنا من يُعاني، وأنّ كلَّ منْ خالفتْ ظروفُهُ ظروفَنا مرفّه بالضرورة.

مثلًا: من وُلد لأسرة فقيرة، أو في بيئة تفتقر إلى الكثير من الامتيازات التي يتمتّع بها آخرون، قد يتجاهلُ الكثير من كلامِهم -أو كلَّه- لأنّه لا يجد وجهَ شبهٍ بينه وبينهم؛ لسان حاله يقول: ماذا تعرفون أنتُم عن الحياة أيّها المرفّهون، لم تعانوا مثلما عانيتُ؟!

وعلى صعيدٍ أكبر، هناكَ من نشأ في دولة ظروفها صعبة، قد تكون بها مجاعة، وقد تكون مُفكّكة، وقد تكون مُحتلّة. كلّ هذه نماذج لنفس الفكرة، اختلاف الظروف.

وحُكمي بأنني قد عانيْتُ أكثر منك لمجرّد اختلاف ظروفنا الظاهرة حُكمٌ ساذج، وسطحيّ بالضرورة. لأنّه ينقصه الكثير من المعلومات غير الظاهرة. ومعايير المعاناة أصلًا تختلف من شخصٍ لآخر، ولكن تلك قصّةٌ أخرى يضيقُ المجالُ عن ذكرها هنا.

هذا الكلام كلُّه سعيٌ لأن نرَى أن كلَّنا نعاني. وأنّ المعاناة التي أراها في نفسي أو في ظروفي الخاصّة ليست مسوّغًا للحكمِ على الآخرين، أو التّعامل معهم على أنّهم من كوكب آخر.

المعاناة حقٌّ للجميع.

المعاناةُ حقٌ للجميع Read More »

سنيكرز: لا توقّف

قد لا تستطيع الركض. لكن ما زال بإمكانك أن تتحرّك. أن تمشي. أن تحبو. لكن ألّا تتوقّف.

من الممكن أن تُصابَ بالتعَب، وأن تُنهكَ قواك. حينها، يمكنك أن تقرر الاستراحة لفترة قصيرة. إجازة. تتمتّع الإجازة بصفة غياب العمل وغياب الشعور بالذنب تجاه ذلك.

تُستغلُّ هذه الاستراحة لتجميع النشاط والقوّة والعودة بشكل أقوى إلى الحركة المنتظمة. ليس مهمًّا أن تقطع أشواطًا طويلة في كلّ يوم، لكن من الأساسيّ أن تكون الخطوات منتظمة، حتى لو صغيرة.

فليكُن شعارُك كشعار سنيكرز: “لا تتوقّف.”

سنيكرز: لا توقّف Read More »

كُن كريمًا في الخير

كم مرّة لم توافق الخدمة مستوى توقّعاتنا، فكتبنا نهجوهم ونهاجمهم، أو اتّصلنا نشكوهم للمدير، أو تكلّمنا عن هذه التجربة السيّئة مع أصدقائنا وأسرتنا؟

كم مرّة قسَونا عليهم حتّى لو لم يكن الخطأ مقصودًا منذ البداية؟

وعلى الجانب الآخر، كم مرّة وافق العملُ توقّعاتِنا فكتبنا نشكرهم، واتّصلنا نثني عليهم، وحاولنا أن نوصل صوتَ الشكر والإعجاب للمدير؟ تخميني أنّ النسبة أقلّ بكثير.

كم مرّة بذلنا نحنُ جهدًا كبيرًا مع آخرين في عملنا، وكنّا نتمنّى لو يوصلوا رسالة شكر إلى رؤسائنا أو كلمة ثناء؟ وكم مرّة أخطأنا، وتمنّينا لو يصفحوا عنّا، ويعذرونا؟

لِمَ نكون أسخياء جدًا في الشكوى وفي الهجاء، ولا نكون بنفس القدر من السخاء في الشُكر والثناء؟

فلنحاول أن نعوّد أنفسنا الكرم في الخير، ولنحاول أن نلتمس الأعذار لبعضنا البعض.

كُن كريمًا في الخير Read More »

لا لا، لقد تدرّبنا على الأمر بالمقلوب

الظروف لا ينبغي أن تسبق الرضا. الرضا ينبغي أن يكون موجودًا في كلّ حال.

والرضا المقصود ليس كلامًا جافًا من المعاني، وليس حالة عابرة، بل هو أسلوب حياة من الامتنان والشكر والإخلاص.

ليس راضيًا من لم يُخلص في عمله. وليس راضيًا من لم يشكر الله على نعمته. وليس راضيًا من لم ينعكس رضاه على وجهه صفاءً وبشاشة.

نحن في ظروف عصيبة بلا شكّ. ولكنّنا أيضًا لدينا فرص عظيمة وامتيازات كثيرة لم تتوفّر لمن سبقونا. أبسطها الجهاز الساحر، الخارق، الذي تقرأ منه الآن.

علينا أن نتدرّب على الرضا كما تدرّبنا طويلًا على السَخَط. علينا أن نعترض نمطَ أفكارنا الساخطة ونستبدلها بأفكار شاكرة ممتنّة. علينا أن ننظر في أنفسنا ونقيّم علمَنا بمشكلاتنا تقييمًا حقيقيًا. ونقيّم هدفَنا تجاه هذه المشكلات. فمنها ما نريد التغلّب عليه، ومنها ما يمكن تجاهله، ثمّ نخطو خطوات واضحة نحو هذا الهدف.

لا يشترط أن تكون الخطوة كبيرة. فخيرٌ من الخطوات الكبيرة المتقطّعة، خطواتٌ صغيرة مستدامة.

لا أنكر أن الظروف المواتية تشجّع الإنسان على الرضا وتمهّد الطريق أمامه، لكن قد تواتيك الظروف وتسخط، فتجلب المزيد من السخط على نفسك. فلنتعوّد الرضا، فإنّ الرضا يسبقُ الخير دائمًا.

لا لا، لقد تدرّبنا على الأمر بالمقلوب Read More »

الرحمة المزيّفة

على الرغم من أننا عادةً لا نحبّ أن “نقطع عيش” أحد، ولا نعيرُ كثيرَ انتباهٍ إلى استحقاقه العقوبة أم لا، ونتأسّف كثيرًا حين يُصدر حكمٌ بالإعدام على قاتل، وتتقطّع قلوبنا عند مشهد حزين في فيلم، إلّا أنّنا قاسون جدًا في تعاملاتنا اليومية مع بعضنا البعض.

نحن نقسو على النّاس حين نلقاهم ولا نبتسم في وجوههم. ونقسو عليهم حين يطلبون منّا شيئًا يمكننا فعله لهم بسهولة ونرفض لأنّ لا مصلحة لنا في هذا الأمر. ونقسو عليهم حين يتّصلون بنا ليطمئنّوا على أحوالنا -وقد سبقونا بالاتّصال- فنؤنّبهم على طول الغياب، متناسين أو مُتغابين عن أنّ الغياب من الطرفَين.

نقسو حين نتأفّف من صاحب حقّ يطالب بحقّه في نصف جنيه في المواصلات.
نقسو حين نظنّ في إخواننا ظنّ السوء، أو يسعى بيننا شخص بالنميمة، فلا نتبيّن، ونصدر الحكم غيابيًا بقطع العلاقات.

نحن نخايلُ أنفسنا برحمةٍ مزيّفة، في غير محلّها.

لا يستوي مجتمعٌ لا تطبّق فيه العقوبات بحزم، وفي كلّ مجتمع لا يتمّ فيه هذا الأمر بشكل كامل فسادٌ بقدر النقص. فإذا اعترفنا بهذا، فلنوجّه رحمتنا في مكانها الصحيح، وهو أمر صعب، لأنّه مطلوب في كلّ يوم، وفي كلّ تعامل مع الناس .. أما الرحمة العابرة، فهي حالة يسهل التعايش معها. وربّما يكون هذا هو السرّ.

 

الرحمة المزيّفة Read More »

أيّها المتأخّرون، رفقًا بمن التزَم

لا ينقضي عَجَبي من مكافأتنا للمتكاسلين، والمهملين، وقليلي الاهتمام في كلِّ حدَثٍ هام.

دعَوات الأفراح تطلبُ من الحضورِ الحضورَ في تمام السابعة، ويضمرون في أنفسهم أن يبدأوا في العاشرة والنصف، لكن كُتبت الدعوة هكذا لأنّ الناس يتأخرون.

كنتُ في عرضٍ مسرحيّ اليوم مكتوب على تذكرتي أنّ باب الدخول يُغلق في تمام الثامنة. لم أفهم معنى أن يُغلق باب دخول المسرح أصلًا، لكنني وصلت قبل الموعد بربع ساعة، لأجدَ أن الباب لم يُفتح بعد. وفُتح في الثامنة والنّصف!

الأحداث التي تنظّمها الأنشطة الطُلّابيّة تتعامل بنفس الطريقة. كتابة موعد مبكّر حتّى يأتي المتأخرون على راحتهم ولا يفوتهم شيء.

ولكن فات منظّمي تلك الأحداث أنّه ما زال هناك من يلتزم بموعده، وأنّ هذا الشخص الملتزم يُعاقَبُ في كلّ مرّة على التزامه. وأنّ المتأخّر يُكافأ، ويُشجّع الملتزم على أن يغيّر عادته السخيفة تلك، وأن يكون، ككلّ مَن حولَه، قليل الاكتراث. لكنه لا يستطيع؛ لا يمكنه أن يُسوّغَ لنفسه التأخير بأيّ عذر.

إنّ تأخرَك -عمدًا- عن موعدك مع صديقك خُلُقٌ سيّء. لكن أن تنظّم حدثًا رسميًا وتتأخر عمدًا، فهذه قلّة أدب.

الحلّ: أن تبدأ الأحداث والفعّاليّات في موعدها، ويفوتُ من تأخّرَ بعضُ العرض. في كلّ مرّة يحصل هذا معه، سيكون تشجيعًا له على الالتزام في المرّة التالية، وهكذا.

الحلّ من طرف المتأخِّر: تعامل مع كلّ موعد كأنّ حياتك تتوقّف عليه، كأنّك لو لم تصل في موعدك، ستفقد كلّ ما تملك. فأنت ستفقد احترامَك لنفسك.

أيّها المتأخّرون، رفقًا بمن التزَم Read More »

كُن ذا عينٍ يقِظة

المراقبة والملاحظة في أحوال مَن حولك أداةٌ هامّة لكلّ إنسان، لا تكتمل خبراتُه بدونها. فمِن الناسِ كنوزٌ مكشوفة لمَن تعلّمَ أن يرَى.

فكّر فيما تعرفه عن أحوالهم، وبداياتهم، ونتائجهم التي آلوا إليها. ماذا جنَوا؟

من هذه الملاحظات، ومقارنتها بحياتك أنت -مع الفارق، يمكنك أن تستفيد استفادة مباشرة، وتبحث عن تطبيقات ملائمة لك.

كُن عينًا يقِظةً لما يدور حولك في بيئتك المباشرة، وتعلّم.

كُن ذا عينٍ يقِظة Read More »

إشارة (٤٨)

لا يتمُّ العملُ الكبير إلّا بعمل مهام صغيرة يتراكمُ أثرُها. كلوحة الفسيفساء.

تأليف كتاب عملٌ شاق. لكن كتابة سطر أمر في غاية السهولة. وما الكتاب سوى سطور متتالية.

إشارة (٤٨) Read More »

الشكرُ بالمكافأة

يقول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “ومن أتى إليكم معروفًا فكافئوه، فإن لم تجدوا ما تكافئونه فادعوا له حتّى تعلموا أن قد كافأتموه.” صحّحه الألباني.

ونحبّ عادةً أن نقرأ فقط كلمة “فادعوا له” وكلّما أتى إلينا صديقٌ معروفًا دعونا له، واكتفينا بذلك. حتّى أننا لا نتحرّى تكثيف الدعاء.

والشكر بالمكافأة أقوى أثرًا، وأجدر بأن يقوّي الروابط، ويزيد الوُدّ، ويُثقل ميزان الحبّ.

الشكرُ بالمكافأة Read More »

كلّ ما في الكون يتحرّك

فماذا عنك؟

لو نظرنا للعالم الخارجي، لوجدنا كلّ ما حولنا في حركة دائمة. حتّى الجمادات، بها ذرّات في ذبذبة مستمرّة.

لو نظرنا في أنفسنا، لوجدنا كلّ خلايا الجسد في نشاط دائم، وعمل دؤوب لا ينقطع.

فلا عجَبَ أنّ على الإنسان أن يتحرّك، ويستمرّ في الحركة، تمامًا ككلّ المخلوقات الأخرى.

تحرّك، واسبح في الأفلاك مع السابحين، ولا تقاوم.

كلّ ما في الكون يتحرّك Read More »

الغائب الحاضر في عصر الإنترنت

في زمن مضى، كان كلّ ما يعرفه الإنسان عن العالَم هو عالمه القريب المحسوس فقط. لا يعرف من الكوكب سوى البقعة الصغيرة التي يسكنها، والمساحة الضيّقة التي يستطيع عبورها على قدميه. ولا يعرف من الناس أحدًا سوى من يتعامل معه تعاملًا مباشرًا يتطلّب التواجد في نفس المكان في نفس الوقت.

اليوم، أصبح من أيسر الأمور أن تتواصل مع قارّات العالَم المختلفة، والأماكن البعيدة، في لا زمن، لا يحتاج الأمر وقتًا على الإطلاق. أصبح باستطاعتك اختيار من تتواصل معهم، لم تعُد مُجبرًا على من حولك فقط. قد تسكن في أفريقيا ويعرف عنك صديقك في الهند أكثر ما يعرفه عنك أبوك الذي يعيش معك، أو أخوك.

لم يعُد هناك معنى للتواجد المادّيّ في نفس المكان والوقت. طالما أنك “متّصل”، فأنت موجود.

قد تمرّ على ذهنك الآن بعض الاستخدامات السيئة أو الجوانب السلبية لهذا الأمر. لكن، ليس هذا هو المهم. إنّه أمر واقع. لا يمكن أن يعود البشر إلى عصر ما قبل الإنترنت. الأهمّ، هو كم يقدّم لك هذا من فرص؟ كيف يمكنك استغلال هذا الأمر، وقد تزامن مع انهماك الناس الشديد في العمل، وفي المصالح الشخصية والأسرية؟

يمكنك أن تكون حاضرًا مع من تحبّ، كلّ يوم، حتّى لو كنتَ غائبًا. كما يمكنك أن تغيب عمّن تحبّ، حتّى لو كانوا حاضرين؛ لأنّك مشغولٌ عنهم بآخرين.

الغائب الحاضر في عصر الإنترنت Read More »

انتقاليّة الفترة الانتقالية

من المهم أن ندرك المراحل الانتقاليّة في حياتنا، ونتعامل معها على هذا الأساس. والأمر بسيط: فالمرحلة الانتقاليّة هي كل مرحلة بين مرحلتين. يبدو الكلام بديهيًا، لكنّه، من الناحية العمليّة، يصعب تمييزها أحيانًا.

بعد التخرّج من الثانويّة إلى الجامعة.
بعد التخرّج من الجامعة.
عند بدء العمل في مجال جديد.
السنة الأولى من الزواج.
أول طفل.
بعد التقاعد.
عند الانتقال إلى السكن في مكان جديد.

كلّ تغيير مرحليّ يتطلّب وقتًا انتقاليًا بين الفترة السابقة له والتالية. وأهمّية هذه الفترات تعود لتأثيرها الكبير على حياتنا، لا من حيث التغيير نفسه، ولكن من حيث التغييرات الكثيرة التي تصاحبه، والتي، عادةً، ما لا نعيرها الانتباه الكافي.

من المعروف أنّ عادات الإنسان تختلف باختلاف الظروف التي تحيط بالعادات. وفي فترات التغيّر هذه، يكون الإنسان على استعداد لتغيير عادات قد لا يتصوّر أن يغيّرها أصلًا، وربّما يتفاجأ بعد حين أنّها قد اختفت. ولذلك، يمكننا استخدام هذه الفكرة بطريقتَين:

١- أن نعلن حالة الاستنفار في كلّ مرحلة انتقالية من حياتنا. وذلك بأن نراقب أنفسنا عن كثَب وعاداتِنا التي تتغيّر رويدًا رويدًا. أن نلاحظ مشاعرنا، وتعاملاتنا، وأوقاتنا فيم نقضيها.
٢- أن نخلق مرحلة انتقاليّة إذا أردنا تغيير حياتنا تغيّرًا جذريًا. ولذلك طرق كثيرة، اختر أنت أنسبها لك.

ولو أدركنا انتقالية الفترة الانتقالية، لكان مسلكنا العام مختلفًا ولكانت مساعينا بالفعل هادفة للانتهاء على خير من تلك المرحلة التي أسميها “النقاهة”
فقه الثورة، يوسف زيدان

انتقاليّة الفترة الانتقالية Read More »

الفرحان الحقّ

الأفراحُ التي يعبّرُ عنها بالصراخ والضوضاء والإفراط في كلّ ما هو ظاهريّ، تظاهر وتصنّع. عمق الفرح الحقيقيّ لا يسمح بذلك.

أشعرُ أنّي حين أكون في أقصى درجات الفرح، والرضا، أكون صامتًا أو قليل الكلام، باسمًا بلا قهقهة، هادئ القَسَماتِ بغير انفعال.

الفرح الحقيقيّ لا يُرى إلّا في عين الفرحان. وكلّ ما سوى ذلك من التباهي، لهو أو تلاهي.

الفرحان الحقّ Read More »

ستصل لا محالة، لكن، إلى أين؟

كما أشار جِم رون من قبل: فإنّك بعد سنوات خمسٍ، ستصل. والسؤال: إلى أين؟

وأحبّ أن أُشيرَ هنا إلى ملمَحٍ لخطّةِ نموٍّ مستمرّة، تساعدك على الوصول إلى مقام محمودٍ بعد انقضاء المُدّة، المُنقضية لا محالة.

وهو أن تختار أصلًا، تبنيه لَبِنةً لَبِنةً، على مدى الأيّام والشهور، حتّى يصير قصرًا فخمًا.

ومثال الكلام مقالٌ تقرأه يومًا بعد يوم، كلّ يوم، فلا تلبث السنون الخمس تمرّ، حتّى تجد ما يكافئ سبعةَ كتبٍ أو يزيدون. وقِس على ذلك من الأمثلة ما تشاء.

فاختر الطريقَ الذي عليه تسير، والبعيرَ. ولكلٍ وِجهةٌ هوَ مولّيها.

ستصل لا محالة، لكن، إلى أين؟ Read More »

اعقد مع نفسك صفقةً رابحة

يعبثُ طفلُك بهاتفك وتكتشف الأمر، فتحاول أخذه منه فلا يرضَى ويحاول مقاومتك. ولأنّك لا ترغب في تحمّل صراخه لعشر دقائق تالية، تساومه.

تعقد معه اتّفاقًا. سأتركه لك، قليلًا فقط، ثمّ ستعطينيه أنت بكامل إرادتك، ما رأيك؟ يقبل الطفل تلك الصفقة التي ستسمح له بالاستمتاع بهاتفك دون خوف منك لفترة، بدلًا من أن يضيع منه الآن.

المفارقة أنّ نفسَ هذه الحيلة يمكن أن نستخدمها مع أنفسنا أيضًا. فكثيرًا ما يكون علينا مهام وواجبات لا نرغب في القيام بها، ونهرب منها بكلّ السبل الممكنة. لكنّها أمور هامّة بالنسبة إلينا، ونريد أن نقوم بها فعلًا، لكن، ليس الآن. فنسوّفها.

لو كان الأمر مهمًا حقًا، قد يكون من المفيد أن تبرم اتّفاقًا مع نفسك، مثل ذلك الاتفاق مع الطفل الصغير. ستعطي نفسك إجازةً من هذه المهمّة الثقيلة مُدّةً محدّدة، ثمّ، بعد انقضاء المدّة، تبدأ العمل فورًا.

في هذه الإجازة، أنت تتمتّع بفُسحة نفسيّة؛ لأنّ ضميرك -الذي كان يلومك على التسويف- مرتاح الآن. ومعرفتك أنّها مدّة مؤقّتة يطمئنك من ناحية المهمّة المطلوبة، فهي ستتمّ – أو ستبدأ فيها على الأقلّ – بعد فترة معلومة.

اعقد مع نفسك صفقةً رابحة Read More »

من لا يدير نفسه، لا يمكن أن يدير أيّ مؤسسة

قد نظنّ أنّ شؤون إدارة الشركة الدولية تختلف عن المكتب المحلّي، وتختلف عن إدارة النشاط الطلّابي في الجامعة، وهذا صحيح من حيث التركيب وكثرة العدد والاختلافات التي تنتج عن اختلاف النوع وهكذا.

لكن، في نهاية الأمر، الأساسيّات مشتركة. ومن لا يستطيع إدارة النشاط الطلّابي بنجاح، لن يستطيع إدارة شركة، ناهيك عن دولة. وليس معنى كلامي أنّ كلّ من استطاع إدارة فرقة صغيرة يمكن أن يقوم بشؤون الدولة مثلًا، فهذا يسهل تبيان خطؤه، أو، على الأقلّ، عدم ضرورته.

ولكنني أقصد أنّ من لا يستطيع إدارة شؤون نفسه، وتحقيق أهدافه مثلًا، لا يمكن أن يدير شؤون أسرته ويحقّق أهدافها. ومن لا يدير أسرته لن يدير ناديًا … وهكذا

فإذا أردت أن تتنبّأ بقدرتك على إدارة شأن ما، انظر في نفسك كيف تدير نفسك، وكيف تستخدم أدواتك الشخصية ومهاراتك ومواردك. فإن نجحت فاحتمال نجاحك فيما هو أرقى ممكن، وإلّا فلتعكف فقط على حالك أنت حتى ينصلح.

وما أحوجنا إلى العكوف على صلاح أحوالنا!

من لا يدير نفسه، لا يمكن أن يدير أيّ مؤسسة Read More »

إشارة (٤٥)

تذكّر أنّ من خلقَ فيك الرّغبة خلقَ فيك القدرة. ومن ظنّ في الله أن يخلق فيه الظمأ، ولا يخلق له الماء، فقد أساء الظنّ.

إشارة (٤٥) Read More »

على الحيّ المسؤوليّة

أن ترضى بقلّة الحيلة، وتستلم للأسوأ، هو جريمة منك في حقّ نفسك، وفي حقّ العالَم.

واجبُك، طالما أنت حيّ وفيك القوّة لتعمل، أن ترقّي نفسَك وترقّي العالَم معك.

حرّيّتك في الاختيار لا تعني أنّك حرّ في ميزان الأخلاق. أنت حرّ أن ترتقيَ بالعمل، أو تحطّ من شأن نفسك بالكسَل، لكن عليك المسؤوليّة الأخلاقية في الحالَين. وستُسأل عن ذلك.

ليس للأحياء عذر.

على الحيّ المسؤوليّة Read More »

الوقاية خيرٌ من العلاج

هل يمكنك أن تتخيّل نفسك قاتلًا أحدًا؟ أظنّ أنّ الأمر صعب عليك، كما هو صعب عليّ.

مذا عن السبّ إذن؟ هل شتمت أحدًا من قبل؟ على الأرجح أنّك شتمت، كما شتمت أنا من قبل.

ما الفرق؟

لا بدّ أنّ القتل أشنع من الشتم، وقد لا يستسيغ شخص أن يقتل أو يسرق حتى لو لم يُعِر انتباهًا للشتم. لكن الأمر لا يقتصر فقط على شناعة الجريمة، هناك عامل آخر، هو التعوّد.

كلّنا نسمع ألفاظًا بذيئة متداولة في الشارع كلّ يوم. لا تكاد تمشي في الطريق يومًا إلّا وتسمع أنواعًا مختلفة من السباب والشتم. في البداية، قد تكون أنكرت هذه الشتائم واشمأززت منها. وفي كلّ مرّة تسمع اللفظ مرّة أخرى أو ما هو أفظع، يقلّ إنكارك للأمر وتبدأ في التعوّد عليه.

لدرجة أننا أصبحنا لا نعتبر كلمات مثل: حمار، وأحمق، وكلب من الشتائم أصلًا! هذا لأنّنا اعتدنا سماع ما هو أفظع.

على الجانب الآخر، لا ترى من يُقتل أمامك كلّ يوم. ولو رأيت حادثة قتل يومًا ما، ستنكرها بشدّة، وقد تسبّب لك صدمة. لكن ماذا عن من ينشأ مثلًا في أسرة إرهابيّة اعتادوا القتل والحياة بين الأسلحة؟ قد يكون طفلًا ويرى من يُقتل أمامه ولا يهتزّ. لأنّه اعتاد هذا الأمر. بل ربّما أيضًا يتقبّله ويرحّب به.

هذه هي قوّة التعوّد على الشيء، خيرًا كان أم شرًا. ولهذا السبب، فإنّ البيئة التي نحيط بها أنفسنا، والكتب التي نقرأها، والأشخاص الذين نتابعهم على وسائل التواصل الاجتماعي لهم أثرٌ كبير في وجداننا، من حيث تقبّل بعض الأمور ورفض بعضها.

وينبغي علينا أن نقي أنفسنا تكرار التعرّض للعنف بكلّ أشكاله، حتّى لا نجد أنفسنا يومًا نقبل كُلّ قبيح ونرحّب به، كأنّه أمر عاديّ تمامًا. والوقاية خيرٌ من العلاج.

الوقاية خيرٌ من العلاج Read More »

قليلٌ دائم خيرٌ من كثيرٍ منقطع

صفحة واحدة من الكتاب كلّ يوم، تساوي كتابًا أو اثنين في نهاية العام.

جنيه واحد من الصدقة كلّ يوم، يساوي تقريبًا اثني عشرة وجبة غَداء في نهاية العام.

خمس دقائق من التمارين الرياضية يوميًا، كفيلة بأن تبقي جسدك نشيطًا إلى حدٍ ما.

أن تتّصل بصديق واحد كلّ أسبوع، سيبقيك على صلة بكلّ أصدقائك المقرّبين، ولن تشعر أبدًا بانقطاعك عنهم.

كلّ شيء إذا قمنا بأقلّ القليل منه بشكل منتظم، يتجمّع هذا القليل ويكون له أهمّية كبيرة. لكنّنا لا نقنع بالقليل. نحن نريد أن نتمرّن ساعتين يوميًا، وأن نقرأ كتابًا كلّ أسبوع، وأن نُطعِم فقراء الحيّ كلّهم في يوم واحد، وأن نقابل كل أصدقائنا كلّ أسبوع. نحن نريد أن نقوم بالأمر كما نطمح، أو ألّا نقوم به.

ولكنّنا لا نفكّر في عاداتنا اليومية الموجودة بالفعل، والتي سيكون علينا استبدالها بالعادات الجديدة التي نطمح إليها. لا نفكّر في صعوبة التخلّص من القديم، ناهيك عن صعوبة اكتساب الجديد. لا نفكّر أين نقف. فقط نفكّر في أين نريد أن نذهب.

والعجيب، أنّنا لا نصل أبدًا، ونصرّ على عدم الالتفات لقراءة لافتات الطريق.

قليلٌ دائم خيرٌ من كثيرٍ منقطع Read More »

حكم غيابي بالإعدام

تطرّق بي الكلام مع أمّي اليوم إلى فكرة من ينتظر تنفيذ حكم الإعدام فيه. ولوهلة، بدأنا في التأسّف على حال أولئك المحبوسين الذين صدر بحقّهم الحكم النهائي بالإعدام، ولا يعرفون متى يدخل عليهم الجنديّ بأمر تنفيذ الحكم. يا لها من حياة بائسة، أو هكذا ظننّا..

ثمّ لم نلبث أن خطرت ببالنا فكرة واحدة في نفس الوقت. قد تكون خطرتْ ببالك الآن. ألسنا جميعًا في هذه الحال؟ أليس مصيرنا جميعًا، عاجلًا أم آجلًا، أن نموت. هو حكم نهائيّ على جميع الخلائق، ولا ندري متى يأتي إلينا ملَك المَوت بتنفيذ الحكم.

لكنّنا، لسبب عجيب لا أعرفه حقّ المعرفة، لا نحيا كما يحيا ذلك السجين. لا نفكّر في الموت، كما يفكّر فيه. بل ونتأمّل في حالهم ونشفق عليهم. على الرغم من أنّ أجلنا قد يكون أسرع من أجلهم. من يدري؟

ليس هذا فقط. ماذا لو كان ذلك السجين ابنك؟ أو زوجك؟ أو أحد والدَيك؟ كيف ستشعر؟ كيف ستعامله؟

أليس هذا هو الواقع؟ ألم يُحكم على كلّ من تحبّ (ومن لا تحبّ) بالإعدام غيابيًا منذ أن خُلقوا؟


كُتبت هذه التدوينة بالأمس. وفوجئت الآن أنّه لم يتمّ نشرها بعد، وقد نشرتها بالأمس على فيسبوك.

حكم غيابي بالإعدام Read More »

الوسيط يسمح لك

ننظر إلى الوسيط عادة على أنّه مستغلّ. نفكّر فيه كأنّه شخص (أو مؤسسة) ثانوية، لا أهمّية له في الحقيقة. ونشعر أنّه يتقاضى منّا مالًا حرامًا لا يستحقّه. كيف يتربّح من شيء لم يملكه؟

لا يشترط أن يكون الوسيط فردًا. ربّما تكون الشركة التي تعمل بها وسيط بينك وبين شركة أخرى، وهو ما يعرف بالمصادر الخارجية أو Outsourcing.

كل وكيل لشركة أجنبية وسيط.

كلّ هؤلاء يتيحون لنا فرصًا لم تكن لتتح لنا لولا وجودهم ومجهودهم. فلم لا نرحّب بهم ونحترمهم. لم لا نعترف بحقّهم في الكسب من وراء الفرص التي يقدّمونها لنا.

إذا كان الأمر يزعجك كثيرًا، لا تستعن بهم. اذهب مباشرةً إلى الشركة الأمّ، أو إلى الطرف الآخر، بدون الاستعانة بهم. هل تستطيع؟

في أغلب الوقت، تكون الإجابة لا. فلتشكرهم إذن على إتاحة الفرصة لك. ولتكن ممتنًا لهم.

الوسيط يسمح لك Read More »

نحتاج أن نستيقظ

ماذا لو لم تنم أبدًا، ولم يشعرك ذلك بالتعب أو الإرهاق؟ تظلّ نشيطًا وواعيًا لما حولك وبكامل قوّتك.

كم ساعة ستكسب يوميًا؟ تقريبًا سيزيد عمرك الثُلُث. يا له من وقت طويل! يمكنك أن تستغلّه في الكثير من الأمور، أليس كذلك؟

لكن، ماذا عن عمرك الحالي؟ ماذا عن ساعات يومك الحالية، وأنت تنام بشكل طبيعي؟ كيف تستغلها؟

كم ساعة أهدرنا اليوم؟ كم ساعة أهدرنا هذا الأسبوع وأنت مستيقظ؟

نحن لا نحتاج ألّا ننام من أجل أن نزيد من أعمارنا. نحن محتاجون فقط أن نستيقظ.

نحتاج أن نستيقظ Read More »

أنت أنت، وأنا أنا

أنا لا أعرف ما تعرفه.

أنا لا أفكّر فيم تفكّر فيه.

أنا لم أمرّ بما مررت أنت به.

أنا لا أعتقد فيما تعتقد، ولا أصدّق ما تصدّق.

عدستي غير عدستك.

أنا لست أنت.

لا ينبغي أن أفترض أنّ علينا أن نتّفق. ولا ينبغي أن أفرض عليك ما أراه.

قد أرى الشمسَ ساطعةً، وترى أنت عتمة الليل، وكلانا ينظر إلى نفس المشهد.

لو لم أدرك ذلك، لو لم أبحث عن الأرض المشتركة التي يمكن أن نتّفق عليها، قبل أن أحاول أن أشير إلى الضوء لتراه، لن ترى. لن تسمح لي أن أوجّه بصرك. وهذا حقّك.

والعكس.

أنت أنت، وأنا أنا Read More »

إشارة (٤٤)

في كلّ يوم أكتب، أشعر أنّني أكتب أشياء بديهيّة، ومكرّرة.

وفي كلّ يوم أكتب، أتعجّب كيف لا ننتبه إلى هذه الأشياء معظم الوقت، ولو انتبهنا إليها على مستوى التفكير، كيف لا يترجم هذا الفكر إلى عمل.

وأنا أوّل الملومين.

إشارة (٤٤) Read More »

خطرت ببالي فكرة غريبة هذا الصباح

حاولت أن أتذكّر بسرعة عناوين السِّيَر الذاتية التي يؤرخ فيها أصحابها ما عاشوه في حياتهم، فتذكّرت منها أسماء مثل: حياتي، أنا، البحث عن الذات، الفوز، أن تصبح، حياة قلم … إلخ. ولاحظتُ أنّ هناك أشياء لا يتمّ ذكرها كعنوان أبدًا، من بينها الظلم.

أي أنّه لم يختر شخص أن يتناول سيرته الذاتية من منطلق أنّ جميع الظروف كانت ضدّه وبالتالي ترتّب على هذا انتهاء حياته بالفشل. كلّهم تعاملوا مع هذه الأمور كعوارض، لهم حرّيّة التعامل معها كما يشاؤون، وترتّب على هذا التعامل نتائج أدّت إلى ما هم عليه الآن.

كلّهم يصِفون حياتهم كأنّها رحلة. رحلة فيها المغامرة أحيانًا، والسكينة أحيانًا، والقلق أحيانًا، والطموح والتفاؤل أحيانًا، والجزع والمصائب أحيانًا .. لكن كلّها طوارئ لا تلبث أن تمرّ. ويبقى الأثر المترتّب على تعاملنا مع هذه الأحداث.

ولمّا قارنتُ بين هذا الطرح للحياة، وبين الطرح الذي نتداوله يوميًا مع بعضنا البعض٫ البَون شاسع. في حياتنا اليومية، نحن مظلومون. الشركة التي نعمل بها عليها أن تزيد من أجرنا، ذلك السائق الأحمق عليه أن يتركني أمرّ أوّلًا، تلك القناة الفضائية إدارتها غبيّة لأنّها لم تخترني مذيعًا، والناس جاهلون لأنّهم لا يعرفونني …

أنا على حقّ، والعالَم ضدّي.

أنا أستحقّ. ولكن الظروف لا تسمح. الدولة لا تسمح، أبي لا يسمح ..

وبعدُ، فالسؤال هو: هل سمحنا لأنفسنا؟ ماذا لو كنّا يوميًا نكتبُ سيرتنا الذاتية بحبر الكلام، كيف سنشعر حين نقرأها؟

ما فات فات. اليوم، صفحة جديدة، فصل جديد. ماذا ستكتب فيه؟

خطرت ببالي فكرة غريبة هذا الصباح Read More »

إشارة (٤٣)

نحن لا نرى الدنيا بألوانها الحقيقية. نحن نراها بألوان عدساتنا التي ننظر من خلالها إلى الأشياء. والعجيب، كما يقول جايسون سيلفا، أنّنا دائمًا ما نرى من خلال هذه العدسات، لكنّنا قلّما نرى العدسات نفسها، وقلّما ننتبه إليها.

 

إشارة (٤٣) Read More »

العِلمُ حُجّة على العالِم

قلّما تكون مشكلتنا عدم معرفة التصرّف الصحيح. المشكلة هي أن نتصرّف وفقًا لما نعرفه، أن نتغلّب على الهوى، وعلى حميّة اللحظة.

المشكلة تكمن في ضعف الإرادة، والاستسلام للعاطفة.

كلّنا نعرف، إن لم يكن بالتجربة، فبالعقل والمنطق، أنّ الأفضل حين نغضب أن نسكت؛ وأننا لو تكلّمنا سنندم على ما نقوله لاحقًا. ولكننا نتكلّم.

كلّنا نعرف أنّ العمل خير من الكسل، ولكنّنا، إذا أُعطينا الفرصة، نتكاسل.

كلّنا نعرف أنّ الصلاةَ خيرٌ من النوم. لكنّنا ننام عن الصلاة، وقد نتجاهلها تمامًا.

نحن نعرف. أنت تعرف. المعرفة وحدها لا قيمة لها. بل إنّي أظنّ أنّ الجاهل يفضُل العالِم الذي لم ينفعه علمه. فعلى الأقلّ الجاهل معذور بجهله!

فما عُذرنا نحن العارفين؟

العِلمُ حُجّة على العالِم Read More »

طفولة الكبار عند الرأي والحوار

قد يخطئ فهمَنا المقرّبون منّا أحيانًا، فيؤذينا هذا الخطأ، وقد يجرح مشاعرنا. ولكن، لو تأمّلنا، لوجدنا هذا الأذى طفوليًا على نحو ما؛ لأنّه يعني ضمنيًا عدّة أمور، أبرزها:

أولًا، أنّنا نفترض أنّ الأصل في الأمر أن يفهمَ النّاس ما نقصده كما نقصده، وكما نراه من وجهة نظرنا. وهذا محال؛ لأنّ لكلٍّ منّا عدسة يرى بها الأشياء. وليست هناك عدستان متطابقتان.

ثانيًا، أنّنا بشكل من الأشكال، نحاول أن نحجر على حقّ الطرف الآخر في التعبير وفي الفهم. فلو كنّا سنشعر بالأذى في كلّ مرّة تُفهم فيها مقاصدنا على غير ما هي عليه، قد يتجنّب الطرف الآخر أن يكشف لنا عن فهمه وعمّا يدور في خلده؛ خوفًا علينا من ذلك الشعور.

ثالثًا، أنّنا نهمل احتماليّة أن يخوننا التعبير فنرسل رسالةً غير التي نقصدها أصلًا. بمعنى أن تُفهم رسالتنا كما ينبغي أن تُفهم الرسالة، ولكن أن تكون الرسالة ذاتها ليست كما نريد. فلا لَوم على من فهم كلامَنا على نحوه بأيّ شكل من الأشكال.

رابعًا: أنّنا لا نقدّر المناقشة والأعمال حقّ قدرها. فقد يتغيّر الفهم الخاطئ بالمناقشة العادلة الهادئة، أو بإثبات العكس عن طريق الأعمال التي تعاكس الفكرة الخاطئة. ولكنّنا كثيرًا ما نلجأ إلى نوع من الابتزاز العاطفي، وهو أن نحزن، ونرجو أن يعطف علينا الطرف الآخر ويتراجع، حتى ينجلي عنّا الحزن!

كلّ هذه الأشياء، وغيرها من الحيودات (التحيّزات) التي قلّما ننتبه إليها، تؤثّر على تفاعلاتنا مع الناس. وينبغي أن نراقب أنفسنا، كيف نتعامل مع الناس، وخاصّة، مع المقرّبين لنا بشكل ناضج.

طفولة الكبار عند الرأي والحوار Read More »

إشارة (٤٢)

كلّ عمل تقوم به مع عدم ميلك إليه يقوّي من إرادتك ويكسبها عادة العزم.

وكلّ عمل تعزم عليه، ولا تقوم به، يضعف إرادتك، ويكسبها عادة الكسل.

وضعيف الإرادة لا يستطيع سوى أن يتقهقر.

إشارة (٤٢) Read More »

الحياة ليست خطّيّة

احسب العشر سنوات القادمة من حياتك. ما هو مقدار ثروتك الذي تتوقّعه؟

لو كنت مثلي في العشرينات من عمرك، فعلى الأرجح، ما ستحسبه وفقًا لدخلك الحالي ومصروفاتك الحالية لن يكفي لشراء سيّارة. أمر مؤسف، أليس كذلك؟ إن كنت لن تستطيع أن تشتري سيارة، ماذا عن البيت، ومدارس الأطفال، وما لا نتوقّعه من صروف الدهر؟!

لكن، لا تقلق. أنا لا أكتب هنا لأسبّب لك الاكتئاب، أو أفقدك الأمل. ولكنني أظنّ أنّ حساباتنا هذه هي التي تسبب الكثير من حالات الاكتئاب، وفقد الأمل.

لنعد عشر سنين إلى الوراء، ونعيد حساباتنا من تلك النقطة. كم كان لدينا من دخل حينها؟ وكم كانت مصروفاتنا؟ هل يمكن أن نحسب دخلنا بعد عشر سنوات (دخلنا الحالي) من دخلنا في ذلك الوقت الذي غالبًا ما كنّا نتقاضاه مصروفًا أسبوعيًا من الأهل؟ سذاجة الأمر واضحة الآن.

ما زلنا نحسب بنفس السذاجة، ولكنّنا نظنّ أنّنا كبرنا وفهمنا. الحياة ليست خطّيّة، بمعنى أنّ النموّ ليس ثابت المقدار مع الزمن. بل هي أُسّيّة، فيها قفزات سريعة جدًا، لا يمكننا أن نتنبّأ بها بتفكيرنا الخطّيّ. ولو فكّر كلٌّ منّا في حياته الشخصية، وحياة المقرّبين منه، لما استطاع أن يهمل هذه الحقيقة التي تحدّق به كما الشمس في نهار الصيف.

لا تهتمّ بالحسابات المستقبليّة البعيدة، فأنت لا تدري شيئًا عن المنحنى الذي تسير عليه. واكتفِ بحساب الأزمنة القصيرة فقط وتدبير ما كان منها في حكم المضارع.

الحياة ليست خطّيّة Read More »

هل أتقنته؟

الشوارع مليئة بحُفَر، ومطبّات غير مستوية، وانحرافات غير ضروريّة. لا يخفى على أحد أنّ الشارع الذي نسير عليه يوميًا عبارة عن سلسلة من غياب الإتقان. بدءًا من العامل إلى المشرف العام.

في صفحة الإهداء، مكتوب :هذا كاتب إلى . . . والصواب: هذا كتاب إلى. كيف لم تُلحظ قبل الطباعة في صفحة من سطرَين؟ غياب الإتقان.

تلتقِط عبوّة عصير من السوق، فلا تجد الماصّة (الشفّاط). أين ذهبت؟ غابت مع الإتقان!

تستلم قميصك من المغسلة، وتضطر أن تكويه قبل ارتدائه. لأنّه لم يُكو جيّدًا أوّل مرّة.

حسنًا .. هذه الأعمال التي يقوم بها الآخرون، غائبو الضمير .. ماذا عن آخر خمسة أعمال قمنا بها اليوم؟ كم منها كان مُتقنًا؟

 

هل أتقنته؟ Read More »

العادات تتسرّب إلينا دون أن نشعر

تتغيّرُ عاداتُنا شيئًا فشيئًا، ببطء، نقوم بتصرّفٍ محدد بدون أن نعيره الكثير من الانتباه أوَّل الأمر.

ثمّ يتكرر نفس التصرف عندما تكون الظروف ملائمة له. ثمّ يتحوّل، مرّةً بعد مرّة، إلى عادة.

كأنّ العادة لصٌّ ماكر ، يتسرّب دون أن يحدث صوتًا لكي لا ينتبه إليه أحد، حتّى يتمكّن. لكن، بالطبع، ليس للعادة قصد معيّن أو نيّة. هي فقط تتكوّن عندما يتكرر التصرّف في نفس الظروف مع تكرّر الميل إليه والرغبة فيه.

ينبغي علينا، إذن، أن ننتبه لأفعالنا المتكرّرة، ونرى ما إذا كانت مفيدةً أم لا قبل أن نستمرّ في تكرارها.

هل تُقرّبنا مما نريد؟ هل تبُعدنا عمّا نريد؟ هذا هو السؤال.

العادات تتسرّب إلينا دون أن نشعر Read More »

المجهول مجهول

فلا تظنّ أنّك تعرفه أو أنّه يمكنك أن تتوقّعه بدقّة.

من مشكلاتنا أنّنا كثيرًا ما نركَنُ إلى توقّعاتنا للمجهول، فتصيب مرّة، وتخيب مرّات. ومن تحيّز البشر أنّ ما أصاب منها قوّى إحساسهم بالتمكّن، وما خاب لم ينتبهوا إليه، وكأنّه لم يكن.

فانتبه لحدود علمك، وكن حذرًا في حدود المجهول، ولا تطمئنّ.

المجهول مجهول Read More »

مشكلة الكبير والصغير

الكبير: أنا الكبير. أنا أكثر منك خبرة. أنا أفهم أكثر منك.

الصغير: أنت قديم. لا تواكب العصر. أنا أفهم أكثر.

كلاهما محقّ. لكن ليس كلّ الوقت. أحيانًا تفيد الخبرة، وأحيانًا تفيد الحداثة. علينا فقط أن نتعلّم متى نلجأ لمن.

مشكلة الكبير والصغير Read More »

الشيطان يكمن في التفاصيل

كثيرًا ما تشغلنا التفاصيل عن النظرة العامّة لما نقوم به. نركّز على تفادي السيّارات المجاورة وزيادة السرعة وتقليل استهلاك الوقود، وننسى إلى أين نقود.

نركّز على المنتج الذي نريد إخراجه للناس، وننسى إلى من نريد أن نخرج هذا المنتج.

نركّز على كيف ردّ عليّ الزوج، أو الصديق، أو الأبّ، أو الابن، وننسى أن نفكّر فيما كان يدور في الخلفيّة عندما قال ما قال.

الإفراط في التفاصيل ينسينا الصورة الكبيرة، ينسينا السبب الأساسي وراء ما نقوم به.

الشيطان يكمن في التفاصيل Read More »

وما أدراك ما وُسعُك؟

قلتُ لأبّي يومًا: لن أستطيع.

قال: كيف تحكم على نهاية طريق لم تبدأه بعد؟ سِر وابذل ما يسعك من الجهد، ثمّ ليكُن ما يكون.

وقد اكتشفتُ، بعد عبور ذلك الطريق، وطرق غيره أكثر وعورة، أنّني كنتُ مستهينًا بقدرتي.

وظنّي أننا بين الاستهانة الشديدة بقدرتنا فيما لا نريد، والمبالغة فيها فيما نريد.

وعسى كلٌّ منّا، يومًا ما، أن يتعلّم ألّا يتعجّل الحكم على النهاية قبل أن يبدأ المسير.

وما أدراك ما وُسعُك؟ Read More »

للناس حياة غنيّة مثلنا

نميل إلى اختزال تصرّفات الناس في ظاهرها. كثيرًا ما نغفل عن أنّ وراء كلّ كلمة وكلّ فعل حياة كاملة، غنيّة، ومُركّبة، ولّدت هذه الكلمة أو هذا الفعل.

وقد اختُرع لفظ Sonder ليعبّر عن هذه الحالة في اللغة الإنجليزية. ولا يوجد ما يكافئه في العربية على حد علمي.

وعندما نغفل عن هذه الحقيقة، وهذا التداخل والتركيب، نحكم بسرعة على ما نرى، ويكون ردّ فعلنا، عادة، لا يتناسب مع حقيقة الأمر.

ربّما هذا الشخص متعب. ربّما هو يعاني من مرضٍ ما، أو من عقدة نفسيّة منذ الصغر. ربّما توفّي عزيز عليه مؤخرًا.

هناك احتمالات لا حصر لها.

الحلّ أن نتمهّل، ونحسن الظنّ.

للناس حياة غنيّة مثلنا Read More »

إشارة (٤١)

كن قدوة، إمَا سيتبعوك، أو لن يتبعوك. لا يمكنك أن تفعل أفضل من ذلك.

قدّم النّصح، واجعلهم يرون ذلك في سلوكك، واتركهم. ليس عليك أكثر من ذلك.

 

إشارة (٤١) Read More »

صدّق أو لا تصدّق

أظنّ أنّ أصعب ما نواجهه حين نحاول تغيير أنفسنا هو أن نصدّق الشخص الجديد الذي نسعى أن نكون عليه. أن نصدّق أننا نستطيع أن نكون هذا الشخص.

لا أقصد أن نؤمن بقدرتنا في أن نكون من نريد، هذا أساس مسلّم به، ولكن أن نصدّق أنفسنا حقًا. بمعنى ألّا نشعر أننا كاذبون، أو مزيّفون.

فقد اعتدنا على أنفسنا بشكل معيّن، بتصرّفات معيّنة. محاولة تغيير هذه التصرفات وهذا الشكل يسبب لنا مشكلة في الهويّة. نحن لا نصدّق أنّنا هذا الشخص الجديد. حتى لو كان شخصًا أفضل. هو لا يشبهنا.

وأظنّ أن جوهر قرار التغيير والالتزام به هو أن نختار تصديق هويّتنا الجديدة. وأن نغيّر مفهومنا عن أنفسنا، وعمّا يشبهنا.

صدّق أو لا تصدّق Read More »

التعلّم سهل، ولكن

الصعوبة تكمن في نسيان ما تعلّمناه. في كثير من الأمور، يكون لدينا خلفيّة تعلّمناها بالفعل عن هذا الأمر. ولكي نتعلّم شيئًا جديدًا، لا بدّ لنا من التخلّص أولًا من المعرفة التي لدينا.

تمامًا كما لا يمكنك أن تملأ كوبًا ممتلئًا إلّا بعد إفراغ محتواه، لا يمكننا أن ندخل معلومات جديدة إلى عقولنا إلّا بالتخلّص من المعلومات القديمة التي تخصّ نفس الموضوع. وما أصعب أن نتخلّص ممّا ألِفنا وصدّقنا لوقت طويل!

وهنا سرّ مهارة سرعة التعلّم. هي، في حقيقتها، مهارة سرعة التخلّص من العلم القديم.

التعلّم سهل، ولكن Read More »

ما دليلك؟

كثير من مشكلاتنا، وكثير من مواقفنا التي ندافع عنها، لو دقّقنا النظر، لوجدناها مبنيّة على ظنّ محض.

ونسينا أنّ الله قال: “إنّ الظنّ لا يغني من الحقّ شيئًا”

هل القصّة التي تحكيها لنفسك حقيقية فعلًا؟ ما مصادرك؟ هل لديك دليل؟

أم أنّك بنيت على ظنّ.

لا بأس أن تبني على الظنّ، فلا بدّ من ذلك في بعض الأحوال. لكن عليك أن تدرك وتقرّ بأنّه ظن. أنّك ربما تكون مخطئًا. وتتعامل معه على هذا الأساس.

ما دليلك؟ Read More »

الحياة سلسلة من الأولويّات

من يشرع في الزواج يعرف أنّه سيحتاج أن يعطّل أشياءً كثيرة حتّى يقوم بكلّ التجهيزات.

من يبدأ مشروعًا تجاريًا جديدًا يقضي الشهور الأولَى كلّها في العمل أو مشغولًا به، حتّى يعتادَه ويستقرّ به الحال.

من له قريبٌ مريض يوقف أشغالَه أو بعضها ليزوره ويعتني به.

لا تحدّثني عن التوازن. فكلُّ خطوة نخطوها تبعدنا عن التوازن.

لا شيء اسمه التوازن بين العائلة والعمل والأصدقاء. لكلّ شيء وقته. كلٌّ حسب أولويته.

 

الحياة سلسلة من الأولويّات Read More »

اليوم في معرض الكتاب

سمعت أحد الناشرين يقول لمن بدا وكأنّه أحد الكتّاب الذين نشروا معه كتابًا منذ عامَين: “يبدو أنّك نسيت الكتاب. الكتاب لا يحقق المبيعات المتوقّعة.”

وأتساءل أنا كيف يفكّر هذا الناشر؟ لماذا يختار المؤلّف ناشرًا أصلًا؟ أليس، في المقام الأوّل، من أجل أن يقوم ذلك الناشر بتسويق الكتاب؟ فما بالك أنّه هو من يلوم على المؤلّف أنّ التسويق ضعيف.

مع ازدياد كبير في الأعوام الأخيرة في عدد دور النشر، ورواج الكتابة كصناعة، وليس كوسيلة لنقل المعرفة والخبرات. ومع ازدياد أُسّيّ في عدد الكتب المنشورة سنويًا. ومع ضَعف المحتوى المُقدّم للقرّاء. ومع تشابه العناوين والأغلفة والتصميمات الداخلية. مع كلّ ذلك، على الكاتبَ أن يفكّر جيدًا لِمَ يكتب؟ وعلى أيّ أساس يختار الناشر الذي يتعامل معه؟

للأسف، الكثيرون جدًا من الكتّاب الشباب يضحّون بقيمة العمل الذي بذلوا فيه من أرواحهم باختيار أي ناشر يقبل بهم مهما كان ضعيفًا أو مغمورًا. آملين في أن يحالفهم الحظّ وينجح الكتاب نجاحًا باهرًا.

ثمّ تمرّ الأيّام، وينتهي المعرض. ينتهي موسم الحصاد، بلا حصاد، أو يكاد. ويكتشف الكاتب أنّه كان يجب عليه هو أن يسوّق لكتابه لأنّ ما من أحد على وجه الأرض يعرف شيئًا عن هذا الناشر. ثم يكتشف بعد ذلك بشهور عدم التزام الناشر بسداد الحقوق المالية، القليلة أصلًا، له.

فلو كان الأمر كذلك، بدون تسويق، وبدون مستحقّات، على الكاتب أن يتأمّل في هدفه من اختيار طريقة نشر الكتاب. هناك بدائل متاحة لكلّ الناس عن طريق الإنترنت. منصّة نشر شخصي تتيح لك فرصة الحصول على الربح مثل كتبنا، أو كتابة الكتاب في مدوّنات، أو نشره كاملًا بالمجّان. هناك طرق كثيرة، لكن، قبل اختيار الطريقة، عليك أن تختار الهدف من النشر.

اليوم في معرض الكتاب Read More »

نحن لا نختلف عن الآخرين

شعورنا الدائم بالأفضلية؛ شعورنا أننا استثنائيون، أننا لسنا من الجماهير، لسنا ككلّ الناس، قد يجعلنا لا ننتبه للأخطاء التي نقوم بها. أو قد يجعلنا نُقدم بلا استعداد، ونندفع بدون تجهيز المكابح.

ومع وجود المايكروفون بين أناملنا جميعًا، يزداد هذا الشعور بالأفضليّة. ويتغذّى على كل تعليق ومشاركة وعلامة إعجاب نحصل عليها من الإنترنت.

والعجب فعلًا أن يشعر كلّ واحدٍ أنّه الاستثناء، فأين الجماهير إذَن؟

نحتاج أن ننظر إلى الأرقام، وندرك أنّ أغلب الظنّ أننا ضمن الجمهور، ضمن العوام. ربّما يكون لدينا مزيّة ما في جانب ما تجعلنا استثنائيين في هذا الجانب. لكن، حتى لو صحّ هذا، واستطعت أن تكتشف مزيّتك تلك، فما زلت من الجماهير في كلّ الجوانب الأخرى.

بقليل من التركيز، والتأمّل، سنجد أنّنا، في النهاية، لا نختلف كثيرًا عن الآخرين في كثيرٍ من الأمور.

نحن لا نختلف عن الآخرين Read More »

إشارة (٤٠)

كثيرًا ما نعطي أنفسنا أكثر مما نستحقّ. وكثيرًا ما نقلّل من الآخرين.

وجدير بنا أن ننتبه لهذا التحيّز. لا أقول أن نتغلّب عليه في جميع الأحيان، فهذا صعب. فقط أن ندرك وجوده ما استطعنا، لعلّنا نتواضع قليلًا.

إشارة (٤٠) Read More »

إشارة (٣٩)

الناس لا يريدون ما تريد. هم يريدون ما يريدون.

إذا أردت أن تؤثر فيهم، لا تحاول تغيير ما يريدون أو إقناعهم أن يريدوا شيئًا آخر. لهم ابحث عن طريقة جديدة ليحققوا ما يريدون.

إشارة (٣٩) Read More »

إشارة (٣٨)

ليس لمدى الرؤية علاقة بخصائص الشخصيّة. فعامل السفينة الذي يقف أعلى الصاري يرى أبعد من القبطان. وهذا عامل، وذاك قبطان.

لا شكّ أنّ القبطان لو صعد الصاري لفهم ممّا يرى أكثر ممّا يفهم العامل. ولكنّه لن يرى أصلًا ما دام لا يخرج من غرفة التحكّم.

والغرور كلّ الغرور، أن يظنّ القبطان في نفسه رؤية أبعد، فقط لأنّه القبطان.

إشارة (٣٨) Read More »

رأيُنا دائمًا مشوّش

نحن فقط لا ننتبه لهذا الأمر في كثير من الأحيان.

رأيُنا مشوّش بأهوائنا، وبمن نجالسهم، وبكثير من الأشياء على المستوى اللاواعي مثل كتاب قرأناه منذ زمن ونسيناه، أو فيلمًا شاهدناه، أو موقفًا عبرنا أمامه ولم ننتبه له كثيرًا.

رأيُ غيرنا مشوّش أيضًا.

لا بدّ أن رأيَك يعجبك. إنّه رأيك، أليس كذلك؟

ولكن من الغرور أن تثق به ثقةً تامّة. أن تظنّ أنّه لا رأي غيره.

ربّما من حقّك أن ترجّح رأيَك في بعض الأحيان. ولكن إذا وجدتَ الكثير من المعارضة من أُناس هم أهل للثّقة، لا تغلق باب عقلك، تراجع خطوتين للوراء وأفسح لهم المجال. وفكّر فيما بنيت عليه رأيك، وانتبه لهواك ما استطعت، ثمّ اتّخذ القرار.

ولا أنسى أبدًا قولَ الشاعر الحكيم

إذا احتار أمرك في معنيَين
ولم تدرِ أيّما الخطا والصوابُ
فخالف هواك فإنّ الهوى
يقود النفوسَ إلى ما يعابُ

رأيُنا دائمًا مشوّش Read More »

لكي تحافظ على من تحبّ

إذا لم يقضِ الناس وقتًا ممتعًا معك، لن يقضوا وقتًا طويلًا معك ما لم يضطروا لذلك. فإذا كنت ترغب في صحبتهم طويلًا، وفّر لهم المزيد من الرعاية والاهتمام.

تعلّم الأشياء التي تستهويهم لتستطيع أن تحدّثهم عنها. راقب حركات أجسادهم لتفهم حين يملّون من الحديث أو حين يشغلهم طارئ ما. أنصت جيّدًا لما يقولون، وانتبه لما وراء الكلام. أشعرهم بيقظتك وأنت معهم، وحبّك لهم، واستمتاعك بمجالستهم. أكثِر الثناء الصادق عليهم. واجزل لهم العطاء. هادهم بما يحبّون.

إذا لم تتوفّر على الأقلّ بعض من هذه الأشياء فيمن تجالسه، هل ستحبّ مجالسته؟

لكي تحافظ على من تحبّ Read More »

اصدُق مع نفسك

لا يمكنك أن تغيّر شيئًا لا تراه.

ولا يمكنك أن تراه وأنت تدفنه تحت الخوف.

ولا يمكنك أن تكشف عنه غطاءه ما لم تعترف بوجوده تحت الغطاء.

أعظم هديّة تهديها لنفسك هي أن تَصدُقَها. أن تعرف مشاعرك العميقة، وتعترف بها، وتتصالح معها؛ لا يمكنك أن تغيّرها بالتحارب معها.

الاختباء جُبن.

الاستسلام جُبن.

فَقدُ الأمَل جُبن.

اصدُق مع نفسك Read More »

نحن نعذّب أنفسنا

ما هي الفكرة التي تتردّد في رأسك اليوم؟ هل هي شيء يخيفك؟ أم شيء يملؤك بالرجاء؟

أكاد أجزم أنّ أكثر الأفكار التي ترد على ذهن معظم الناس هي أفكار يشفقون منها ولا يرجونها، ومع ذلك، يفكّرون فيها طوال الوقت.

ويظنّ أكثرنا أنّ هذه الأفكار جبرية لا اختيار له فيها. “أنا لا أريد أن أفكّر في هذا الأمر ولكن الأمر ليس بيدي.” هكذا نفكّر. في الواقع، إنّ الأمر بيدك. وأنا أعرف كيف تمنع نفسك عمدًا من التفكير فيما لا تريد. الأمر ليس سرًّا، ولا سحرًا.

أولًا: امتنع عن كلّ ما يذكّرك به. اقطع الصلات المرئيّة كلّها بينك وبينه.

ثانيًا: ازرع أفكارًا أخرى تريد أن تفكّر فيها. (الأفكار لا تختفي، فقط تُستبدلُ بغيرها)

ثالثًا: كوّن صلات مرئيّة بينك وبين الفكرة الجديدة حتّى تلحّ عليك في أن تفكّر فيها.

مبروك، لقد سيطرتَ على أفكارك.

نحن نعذّب أنفسنا Read More »

هناك ثمن

لكلّ شيء ثمن.

إذا أردت أن تكون الوحيد بين أصدقائك الذي لا يُشتم، هناك ثمن. عليك أن تكون صارمًا مع من يشتمك، وعليك أن تكون مستعدًا لقطع اتصالك بواحد أو اثنين ممّن لن يقبلوا الوضع الجديد.

إذا أردت أن تضع حدًا لاستغلال مديرك في العمل، عليك أن تكون مستعدًا لمواجهة صارمة معه عن مهامك وحقوقك قد يترتّب عليها فصلك عن العمل، وقد لا يحصل.

إذا أردت الالتزام بوعد قطعته لأسرتك بقضاء يوم الإجازة معهم، عليك أن ترفض عرض صديقك للسّهر خارج المنزل في عطلة نهاية الأسبوع.

إذا لم تكن متسعدًا لدفع الثمن، ستكون واحدًا من الكثيرين الساخطين على حالهم ولا يحرّكون ساكنًا.

هناك ثمن Read More »

فخّ الاستهانة بالتغيير البسيط

نحن نعاني من هذا الأمر كثيرًا. وأزعم أن الاستهانة باليسير من التغيير سبب رئيسيّ في حالة الإحباط المنتشرة بيننا في هذه الأيّام. وسأضرب مثالًا، وبالمثال يتضح المقال.

من المشاكل المعروفة في الشركات متعددة الطوابق مشكلة الزحام في المصاعد، وطول وقت الانتظار أمام المصعد ووقت الرحلات بين الطوابق. قامت شركة تيليبيرفورمانس ببناء زحلوقة (وهي الكلمة العربيّة الفصيحة لزوحليقة العامّيّة) حتّى يستخدمها الموظّفون في النزول سريعًا من الطوابق العليا، مخفّفين بذلك الضغط على المصاعد شيئًا ما.

انتشرت القصّة لغرابتها في مصر وحكيت عنها لبعض معارفي. وكان الردّ الأشهر الذي سمعته: ولكن كيف سيصعد الناس إذن؟ مازالت المشكلة موجودة.

لم ينظر أولئك لفكرة أنّ الشركة نفّذت حلًّا مبتكرًا للإسهام في حلّ المشكلة جزئيًّا. نظروا مباشرةً للجزء الذي لم يتمّ حلّه بعد. واستهانوا بالأمر كأنّما لم يحدث فرقًا.

تمامًا كما استاء المعلّمون في وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنّي بعد صدور نظام التعليم الجديد واشتكَوا أنّ الوزير لم يحلّ بعد مشكلة المعلّم. واستغلّوا هذا في مهاجمة النظام الجديد. أليست تلك نقرة أخرى؟ أليس النظام الجديد خطوة جديرة بالاحترام في طريق طويل لا يبدو أنّ له نهاية؟

نحن أيضًا قساة بنفس الطريقة مع أنفسنا. عندما نحاول أن نغيّر كلّ شيء دفعة واحدة، فنجد أنّنا عاجزون عن ذلك لضخامة الحِمل، فنستسلم، ونستخفّ بقدراتنا، ونقنع أنفسنا أنّنا لا قيمة لنا، وأنّنا لن ننفع العالَم بشيء أبدًا.

هذه نظرة خطيرة وقصيرة المدى للتغيير. وجهل بقدراتنا التي من الممكن أن تنكشف لنا بالسعي المبدأي في الخطوات الصغيرة الأولى.

فانتبه.

فخّ الاستهانة بالتغيير البسيط Read More »

لا شيء يسير حسب الخطّة المرسومة

لذلك، من لا يتحلّ بالمرونة فقد خسر. عليك أن تستعدّ للتغيير في كلّ لحظة. وأن تنتبه متى يكون التغيير واجبًا.

حتّى الشمس يتغيّر موعد شروقها وغروبها كلّ يوم.

لا شيء يسير حسب الخطّة المرسومة Read More »

إشارة (٣٦)

أحيانًا نُثقلُ على الناس في النصيحة، مستعجلين تنفيذهم لها. لاحظتُ أنني أقوم بذلك كثيرًا عندما أرشّح لأحدٍ شخصًا يتابعه أو كتابًا يقرأه أو فيلمًا يشاهده … إلخ.

صحيح أننا نتحمّس لمن نحبّ مشاهدته أو القراءة له. لكن كذلك من نكلّمهم متحمّسون لأشياء أخرى، ولديهم خطط مستقرّة، قد يربكها ما نسألهم تنفيذه.

علينا أن نحترم خطتهم. وألّا ننسى أننا لهم ناصحون، لا آمرون. ومن ظنّ أنّه آمرٌ شخصًا راشدًا فقد غرّته نفسه.

إشارة (٣٦) Read More »

إشارة (٣٥)

في الأيام التي يطول فيها الزمن، كمناسبات الفرح والحزن،فرصة للانغماس بالكامل في شعور معيّن. وفرصة للتأمل، والتعلّم.

لا تنس أن تتزود بالوقود في تلك المحطات.

 

إشارة (٣٥) Read More »

إشارة (٣٤)

الزمن لا يُقاس بالوقت الذي يمرّ، بل بالمشاعر. فلا تستهِن بمشاعر أحد لأنّها نمت في وقت قصير. ففي حساب الزمن، هذا الوقت القصير دهور.

لنَقدُر كلّ موقف حسب زمن صاحبه. وليس حسب زمننا نحن.

إشارة (٣٤) Read More »

إشارة (٣٣)

اختبار بسيط لأي اعتقاد أو تصرّف: هل يجعل قابليّتك للتعارف مع الناس أكبر أم أصغر؟ قال الله تعالى (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) الحجرات: ١٣.

وبالتالي، كلّ ما يسهم في الفصل بينك وبين الآخر باطل. وكلّ ما يقرّب بينك وبينه حقّ.


*فكرة مقتبسة من برنامج خطوات الشيطان

إشارة (٣٣) Read More »

الحياة سلسلة من المستحيلات تتحقق

هل كنت تظنّ أن ما أنت فيه الآن ممكن؟

لو فكّرنا قليلًا في حياتنا ونظرنا إلى ما نحن فيه الآن وما كنّا فيه قبل سنوات لما صدّقنا. نحن فقط تعوّدنا.

بمقياس جماعيّ، لم يكن أجدادنا ليحلموا، أو حتّى يتخيّلوا، ما لدينا من وسائل للاتصالات والمواصلات الآن.

وبمقياس فرديّ، لا بدّ أنّك في يومٍ ما، نظرت إلى الجهاز الذي تقرأ منه الآن من بعيد بعينٍ متمنّية. الآن أنت تملكه. لا بدّ أنّ زوجتك كانت حُلمًا بعيد المنال. لم تتخيّل، في بداية معرفتك بها، عندما كنت تخجل أن تسألها عن اسمها، أنّها ستكون زوجتك يومًا ما.

كلّ ما في واقعنا الحاضر، تقريبًا، كان مستحيلًا يومًا ما.

ما الذي يمنعنا، إذن، من السعي نحو المستحيل؟ أليس مستحيلًا فقط حتّى يتحقّق؟!

الحياة سلسلة من المستحيلات تتحقق Read More »

التحرّر من القيد

عندما نتحرر من قيدٍ ما، نندفع بقوّة. كأننا نحاول الانتقام. كأننا لا نصدّق أننا أحرار الآن، ونريد أن نثبت لأنفسنا ذلك بالانطلاق بأقصى سرعة في جميع الاتجاهات. ونتعجّل البحث عن الفرص البديلة.

الفتاة التي يتركها من تحبّ تعلن خطبتها بعد أسبوع واحد من الرجل الذي كان يطاردها منذ شهور بلا جدوى. وذلك الرجل الذي ترك عمله يحاول الاشتراك في عدّة مشاريع في نفس الوقت… إلخ.

ربّما علينا أن نتريّث قليلًا؛ خاصّة بعد التحرّر من القيد الذي كان يكبح جموحنا. أن ننظر حولنا مليًّا، وننظر داخل أنفسنا. أن نبحث عن الإجابة الأنسب، وليس فقط عن أي إجابة متاحة. أن ننظر أيضًا إلى الخلف ونحلّل الأسباب ونفهم المقدّمات التي أدّت إلى هذه النتائج.

وربّما يكون انطلاقنا الجامح، في الحقيقة، هروبًا من هذا التفكير، ومن البحث، ومن الفهم.

التحرّر من القيد Read More »

لكي لا تنسى

كثيرًا ما تطرأ على بالي فكرة تعجبني أقرّر أن تكون هي الفكرة التي سأكتب عنها اليوم. وكثيرًا ما أنسى هذه الفكرة قبل أوان الكتابة.

أحاول عادةً أن أحتفظ بها في شكل تسجيل صوتي صغير أو قصاصة ورقيّة أو كمسوّدة في المدوّنة نفسها أو كملاحظة على الهاتف. وأحيانًا أكون في وضع لا يسمح لي بتسجيل الفكرة.

اليوم، نسيت فكرة المقال الذي أردتُ أن أكتب عنها. فأحببتُ أن أشير إلى أهمية تسجيل كلّ ملاحظة هامة تخطر ببالنا. فهي أشياء ثمينة لا ينبغي أن نفقدها.

وغدًا، إن شاء الله، نكتب فكرةً جديدة.

لكي لا تنسى Read More »

تبادل الأدوار

في المسلسل الأمريكي Suits، يجد البطل مديرتَه في العمل تعامله بقسوة في إحدى الحلقات ولا تسمح له بمناقشتها في القرار الذي اتّخذته. بعد قليل، وفي نفس الحلقة، نجد البطل يقسو على تلميذه في العمل ولا يسمح له بمناقشته في القرار الذي اتّخذه.

يسهل على المشاهد من بعيد أن يلتقط مثل هذه اللحظات ويقارن بينها ويلاحظ أنّ البطل الذي كره أسلوب مديرته يعامل تلميذه بنفس الأسلوب. ويتكرّر ما يشابه هذا الموقف كثيرًا في المسلسل.

ويتكرّر كثيرًا في الواقع الذي نعيشه أيضًا. ولكنّنا، كأبطال المسلسل، لا نشعر بما نقوم به. نلعب أدوارًا لا تعجبنا عندما نشاهدها من بعيد أو نتعرّض لها من شخص آخر.

يعجبني أن أفكّر في نفسي كلّما تعرّضت لموقف لا يعجبني مع أيّ شخص؛ هل قمتُ بهذا الأمر من قبل مع غيري؟ وقد لاحظتُ أنّ النتيجة، غالبًا، تكون ضدّي!

تبادل الأدوار Read More »

ماذا ستفعل الآن؟

في كلّ لحظة، هناك الكثير من الخيارات التي يمكنك أن تنفق وقتك عليها. دعني أصنّف الخيارات كلّها صنفين، صنف اللهو، وصنف صناعة المجد. في أيّ جهة ستنفق وقتك؟ بمعنى آخر، هل ستنفقه في شيء ذي معنى، وله غاية تسعى إليها؟

الوقت والمال يمكن إنفاقهما. المال الذي أنفقته قد يعود إليك. الوقت الذي تنفقه لن يعود أبدًا.

فماذا ستفعل الآن؟

لا تتسرّع في الإجابة.

ماذا ستفعل الآن؟ Read More »

المسافة بين الفعل ورد الفعل

من البديهي أنّك لا تستطيع التحكّم في الظروف. ولكن لك حريّة مطلقة في اختيار ردّ فعلك على هذه الظروف.

المساحة بين الفعل وردّ الفعل هي الميزة الأساسيّة للإنسان.

نعم، معك حقّ. هذا كلام مُعاد ومكرّر. ولكن، برغم ذلك، لا أزال أقابل يوميًا من يشكو أنّه مجبرٌ على كذا وكذا.

لستَ مُجبرًا. كن صادقًا. قل: أنا اخترت كذا. ثمّ احكِ لنفسك وللناس قصّتك كيف اخترت، ولم اخترت. لكن لا تقل أنا مجبر.

ابدأ بالاعتراف: أنا اخترت.

المسافة بين الفعل ورد الفعل Read More »

ماذا لو لم تفعل؟

“ولكن، ماذا لو لم تفعل؟”

هذا هو السؤال السحري الذي يمكنك، بالإجابة عليه، أن تُقيم الحُجّةَ على نفسك. أن تتأكّد من أنّ الخيار لك، والقرار بيدك. أن تدرك عاقبة الفعل، وعاقبة الترك.

هذا السؤال السحري هو الذي يؤكّد لك حرّيّتك، والتي بالضرورة تصاحبها مسؤوليّتك.

ماذا لو لم تفعل؟ Read More »

إشارة (٣٢)

ليست مشكلة المسير بلا هدف أنّك لن تصل أبدًا. المشكلة هي أنّك لن تشعر أبدًا بالتقدّم.

ومن يسير طويلًا ولا يشعر بالتقدّم، يبدأ بالموت تدريجيًا.

إشارة (٣٢) Read More »

إشارة (٣١)

مع بداية عام جديد، من المناسب أن نسأل أنفسنا: كم عامًا مرّ على الحُلم الذي يراودنا، والذي تخلّينا عنه لأنّه سيتطلّب أعوامًا لتحقيقه؟

ألم يمرّ الوقت على كلّ حال؟

لا يمكننا أن نستعيد الأعوام التي مضت. ولكن يمكننا أن نختار أن نبدأ الآن، أو أن نختار إضافة عام جديد لرصيد الأعوام المهدرة.

 

إشارة (٣١) Read More »

نحن لا نأخذ العواقب مأخذ الجدّ

لو كنّا نفعل، لأحجمنا عن كثير ممّا نفعل.

فكّر في آخر موقف أو تصرّف قمت به دون أن تحسب عواقبه، وكانت نتيجته وبالًا عليك، أو على شخص تحبّه. ربّما آخر مرّة أنفقت فيها مالك دون حساب لطارئ قد يحصل، وحصل. ربّما آخر مرّة تفوّهت فيها بكلام لم تزِنْه، ودفعت الثمن. ربّما آخر مرّة تقاضيت فيها رشوة، وفُضح أمرك.

كلّ هذه الأشياء هي أشياء لو تدبّرناها وأدركنا سوء عواقبها لما أقدمنا عليها. ولكنّه نقصُ الإيمان بالعاقبة هو الذي يدفعنا إليها غير مبالين.

فتأمّل.

نحن لا نأخذ العواقب مأخذ الجدّ Read More »

التعبير عن الحبّ

التعبير عن الحبّ يختلف من شخص لآخر. لا يمكنك أن تقارن بين الناس وتقول فلان لا يحبّني مثل فلان لأنّه لا يفعل مثله.

هناك صديق يعبّر عن حبّه لك بـ”عزومة” وآخر يعبّر عن حبّه لك بأن يستمع إليك حين تتكلّم، وينتبه.

كلاهما مُحبّ. ولكلّ منهما طريقته. لا تستطيع أن تحكم على شخص أنّه يحبّك أم لا إلا إذا فهمت كيف يعبّر عن حبّه.

ويبقى التعبير الأبسط، والذي لا لبس فيه، هو أن تقول أحبّك. فإن أحببتَ، قُلها.

التعبير عن الحبّ Read More »

انتحار بشكل آخر

“الأشخاص الذين لا يفكّرون أبدًا في الانتحار قد يهدروا الدقائق والساعات يوميًا بدون شعور بالذنب.”

هكذا سمعت من المحاضر الشهير، براين تريسي. ويا لها من فكرة!

قد يظنّ الواحد منّا أنّ حياته أغلى بكثير من أن يقتل نفسه. ولكن لا مشكلة لدينا في إهدار الوقت الثمين في أعمال لا فائدة منها على الإطلاق.

ماذا عنك؟ كم ساعة تضيع بلا فائدة من حياتك؟ كم سنة تضيع؟

انتحار بشكل آخر Read More »

سؤال وجيه

من الذي اختار لك الوضع الذي تشكو منه حاليًا؟

من الذي أدخلك فيه؟

ومن بيده أن يخرجك منه؟

هل الإجابة هي الشخص الذي ينظر إليك في المرآة؟ لو كان الأمر كذلك، إما أن تختار غيره، أو تكفّ عن الشكوى.

 

سؤال وجيه Read More »

بالفعل. وليس بالكلام

كان هذا هو شعار الحملة الانتخابية للمرشّح الرئاسي “أحمد شفيق” بعد ثورة يناير المصريّة. وبغض النظر عن هذه اللفتة التاريخيّة للجملة، ما يعنيني هنا هو تفشّي ظاهرة من الممكن أن نطلق عليها اسم: بالكلام، وليس بالفعل.

كلّنا نتكلّم. ونجادل. ونحاول إقناع الآخرين. كلّنا لنا آراء نراها سديدة وموفّقة. ونرى أنّ آراء غيرنا ليست كذلك.

رأيُك فيّ لا يهمّني، لأنني أعرف من أنا. أنا أتأخّر كثيرًا، ولكنّني أقول أنّي ملتزم. أنا أخالف القانون، ولكنّني أقول أنّني مواطن صالح. أنا أشكو فقط، ولا أرى إلّا السوء، ولكنّني أقول أنني لست سوداويًا. أنا خامل لا أعمل ولا أريد أن أبذل جهدًا، ولكنني أقول أنني أقوم بكلّ ما يمكنني القيام به. أنا أكره التغيير، وأدّعي أنني مغامر … إلخ.

كلّ هذه الأمثلة نعيشها حرفيًا كلّ يوم. ونراها بأعيننا. ولو لم تلحظ هذه الأشياء في نفسك، فهذا أسوأ.

ابدأ بتحليل كلامك وقارنه بتصرّفاتك. وتوقّف عن الادّعاء، والأفضل ألا تتكلّم أصلًا. فقط اعمل. واضرب المثل بالعمل.

بالفعل، وليس بالكلام.

بالفعل. وليس بالكلام Read More »

من أنت؟

ما هي الكلمة التي تسمعها كثيرًا من معارفك حين يصفوك؟ هل هي صفة إيجابيّة أم سلبيّة؟

هل تعجبك؟

هل ستساعدك هذه الصفة على تحقيق أهدافك؟ أو على التقدّم بشكل عام؟ أم أنّها تسحبك للخلف؟

قد لا تصدّق أنّك تتصف بهذه الصفة. وربّما هم مخطئون. ولكن إن كانت تتكرّر من أناس كثيرين وعلى فترات طويلة، فربّما عليك أن تعيد النظر في رأيك عن نفسك. وربّما عليك أن تأخذ هذا الأمر على محمل الجد.

ربّما.

من أنت؟ Read More »

خلط الأوراق

لا يمكنك أن تقرأ الأوراق كلها في نفس الوقت. ولا يمكن أن تقرأ سطرًا من كلّ صفحة لتفهم الرواية.

لماذا نصرّ على التعجّل في الحكم على أشياء مركّبة دون النظر إلى تفاصيلها، وفصل كلّ جزء على حدة. أظنّ أنّنا لا نريد فعلًا أن نصل إلى حلّ. نحن نريد أن نشكو، فقط.

لو نظرنا إلى التفاصيل، قد نفهم. ولو فهمنا، قد نكون مخطئين في حكمنا الذي أصدرناه بالفعل، دون فهم. ولو كنا مخطئين، سيكون علينا أن نعترف بخطئنا وأن نتراجع. سيكون علينا أن نتحمّل المسؤوليّة. أمر مرعب، أليس كذلك؟

الأسلَم، أن نشكو من كلّ شيء دفعةً واحدة. وأن نستبدل الشكوى من الأحداث، إلى الشكوى من الأشخاص. وأن نكرّر الشكوى لكلّ من نراه، ونؤكد، أننا قد ظُلمنا.

خلط الأوراق Read More »

في أيّ سجن أنت؟

نحن نعيش بين سجون. سجون من العادات الفكريّة والسلوكيّة قلّما نخرج منها ونرى الشمس. بعض هذه السجون يسمح لك أن تخرج منه بين الحين والآخر، أو، على الأقل، أن تنظر خارجه. له أبواب ونوافذ.

وأكثرها حوائط مصمتة لا ينفذ منها الضوء. لا يمكنك، طالما أنت داخل السجن، أن ترى أيّ شيء غير ما بين هذه الحوائط.

قد تكون مسجونًا في عملٍ ما، أو تلعب دورًا ما في حياة المقرّبين إليك، أو تكون سجين فِكرة تدفعك بسرعة نحو الهاوية. السجون لا نهائية، ولا بدّ أنّك مسجونٌ.

لكن، لا بأس ببعض القيود، وبعض الحوائط؛ للحماية ربّما، وربّما للشعور بالدفء في مكان تألفه وتعرفه.

البأس كلّ البأس في أن تبني سجونًا مصمتة، تحيط بك من جهاتك كلّها. البأس كلّ البأس أن تمنع الضوء من النفاذ إليك، إلا بالحفر في الصخر، وشقّ الأنفس.

في أيّ سجن أنت؟ Read More »

سلوك الإنسان

سلوكيّات الإنسان شديدة التعقيد والتداخل. والتعقيد هنا بمعنى أنّها مركّبة من مكوّنات كثيرة، وليست بسيطة من مكوّن واحد فقط. وغالبًا ما تكون شديدة الحساسيّة للسياق الذي حولها.

قد يصدر عن شخص هادئ بطبعه سلوك عنيف، أو عن شخص عنيف سلوك هادئ.

ولذلك، يخطئ من يحكم على شخص من ظاهر سلوكِه. وينبغي أن ننظر للناس كلٌّ في سياقيِه هو، وفي أحواله هو، وأن ننظر في تاريخ معاملات هذا الشخص كاملًا، لنفهم. وإذا فهمنا، سنعرف كيف نتعامل معهم.

سلوك الإنسان Read More »

الثُقلاء

هؤلاء الذين لا يلبثون أن يرَوك حتّى يبدأوا مباشرةً بالشكوَى. الشكوى من أيّ شيء، ومن كلّ شيء.

يشكون إليك يومهم في العمل، وهموم أولادهم، وضيق الرزق، وطول الأرق، وآلام الظهر… أي شيء. المهم أنّهم متضايقون، وغاضبون، ويعانون. ولا بدّ، لأنّك لا تبدو عليك نفس الأعراض، أن يشاركوك كلّ هذه الشكاوَى.

نعم، هذا الشخص الثقيل الذي تمرّ صورته في خيالك الآن. الثِقَل الذي تشعر به في قلبك عندما تعرف أنّك ستقابله قريبًا.

هل أنت هذا الشخص الثقيل بالنسبة إلى أحد؟

من الذي ترتاح له فتظلّ تشكو، حتى لو ليست عادتك الشكوى؟ هل هو أعزّ أصدقائك؟ هل هو أحبّ أقاربك إليك؟

هل تحبّ أن تكون عليه ثقيلًا؟

الثُقلاء Read More »

أنا أكره الانتظار

وقد دفعني هذا الكره إلى البحث المستمرّ عن أشياء أستغلّ بها أوقات الانتظار، وما أكثرها!

نحن ننتظر بالسّاعات أن نصل إلى العمل، أو البيت. وننتظر بالساعات أن ينتهي الطابور الطويل في المصلحة الحكومية، أو البنك، أو المشفى، أو غيرها الكثير. وكثيرًا ما ننتظر أصدقاءنا -عديمي الإحساس- معتادي التأخّر بلا سبب… وغيرها من أوقات الانتظار.

في كلّ هذه الأوقات، أكون في أشدّ حالات التوتّر العصبي إذا لم يكن هناك ما يشغلني أو إذا أحسست أن وقتي يضيع وليس لي اختيار في الأمر أو إرادة. لا أريد أن أبدو وكأنّني أستثمر كلّ دقيقة من وقتي، فأنا لست كذلك. ولكنني أحبّ أن أقضي وقتي كما أختار أنا، حتى لو قضيته فيما لا ينفع إلا قليلًا.

المهم، أنّني توصّلتُ أنّ هناك دائمًا طريقة لاستغلال هذا الوقت وتحويله من مجرّد وقت للانتظار إلى وقت حيويّ هام في حياتك.

مثلًا، لاحظتُ مؤخّرًا أنني في عطلة نهاية الأسبوع أقضي وقتًا أقلّ في القراءة والاطّلاع والتواصل مع الناس. والسبب هو أنني أقوم بكلّ هذه الأمور وأنا في الطريق من وإلى العمل. أقرأ إذا استخدمت الباص، وأسمع برامج البودكاست إذا كنت أقود سيّارتي، وأتواصل مع الناس وأردّ على رسائلهم أيضًا وأنا في الباص، وأقوم بعمل بعض المكالمات الهامّة مثل الاطمئنان على أفراد عائلتي وغيرها. كلّ هذه الأشياء أنسى أن أقوم بها في يوم العطلة، لأنني، يوم العطلة، لا أركب الباص.

احسب عدد الساعات التي تقضيها يوميًا وأنت في حالة انتظار، ستصاب بالذهول. حاول أن تجد حلولًا ملائمةً لك كي تستغلّ هذه الأوقات. ستصاب بالذهول مرّة أخرى عندما تجد أنك تفتقد أوقات الانتظار في الأيام التي لا تخرج فيها من المنزل ولا تحتاج أن تنتظر شيئًا.

أنا أكره الانتظار Read More »

قبل أن تضغط على share

كثرة الشائعات وسهولة انتشارها يشيرُ إلى قلّة اكتراثنا بمصادر معلوماتنا، وعدم اهتمامنا بتمحيص ما نتبنّاه من أفكار تتحوّل، فيما بعد، إلى معتقدات قائمة بلا أساس فما تلبث أن تُهدم مع أوّل اختبار. أو -وربّما يكون هذا أخطر- لا تُختبر فتظلّ قائمة.

وفي نفس الإطار، يسهلُ علينا جدًا أن ننتقد أشياءً نحن لا نعرف عنها شيئًا أصلًا. ونحن في هذا أشبه بمراهق لا تعجبه أغاني أمّ كلثوم، ولا يكتفي بإبداء استيائه من أغانيها، بل يتمادى ويقول إنّ صوتها سيّء! وكالعادة، يكون الردّ عليه من الكبار بكلّ ثقة: عندما تكبر ستحبّها.

الأحرى بنا، قبل أن نبديَ رأينا في أيّ شيء، أو أن ننقل أيّ خبر غير معلوم المصدر، أن ننتظر حتّى نكبر، حتّى نبحث، ونفهم، ونطمئنّ أنّ لدينا من المعرفة ما يؤهلنا لإبداء هذا الرأي.

 

قبل أن تضغط على share Read More »

بنك المعرفة المصري

بنك المعرفة المصري مشروع مذهل. لا ينبغي المرور أمامه مرورًا عابرًا.

بنك المعرفة المصري هو بوّابة لكلّ مصري تسمح له بالدخول في قصور من الثقافة والمعرفة والعِلم لا ترى آخرَها.

يكاد بنك المعرفة المصري أن يكون حُلمًا لولا أنّه أمام عيني الآن! وبين يديك.

بنك المعرفة المصري Read More »

إشارة (٣٠)

بعض الأمور أجمل من أن نتكلّم عنها. وبعض الأمور أقسى من أن نتكلّم عنها. وكلّ ما نتكلّم فيه يقعُ بين هاتين المنزلتين.

إشارة (٣٠) Read More »

وإن تعدّوا نعمةَ الله لا تحصوها

أكثرنا حظًّا هم أولئك العاملون في المؤسّسات الصحّية، والخيرية، ومؤسسات مثل التموين والدعم وما إلى ذلك. هذه المؤسسات تعرّضك كلّ يوم إلى أناسٍ معدَمين أو أقرب ما يكون إلى ذلك. ويا لَها من نعمة! أن ترى، كلّ يومٍ تقريبًا، نعمة الله عليك. وأن تدرك القيمة الحقيقية للصحّة، والبيت الآمن، وطعامك الذي يكفيك طول الشهر.

حين ترى كيف هو حال المريض، وحال الشريد، والفقير .. حين تسمع توسّلاتهم .. حينها فقط تدرك حجم ما أنت فيه من نِعَم. ولكن، لا تبالي!

إذا لم يكن في حياتنا ما يعرّضنا لهؤلاء، فنحن نستحقّ الشفقة حقًا.

وإن تعدّوا نعمةَ الله لا تحصوها Read More »

فخّ الإقرار بالذنب

“على الأقل، نحن نعرف أننا مذنبون، ونُقرّ بهذا الذنب. نحن أفضل من الذين هم في ضلالهم غارقون، يحسبون أنهم يحسنون صنعًا. نحن سيهدينا ربُنا يومًا ما. لكن ليس اليوم.”

هكذا نخدع أنفسنا كثيرًا، لنستمرّ في ضلالنا وضمائرنا مرتاحة. أليس كذلك؟

فخّ الإقرار بالذنب Read More »

عن الهمّ

عندما يصيبنا كدَر أو همّ، ألاحظ أنّ كلّ تصرفاتنا التالية له هي عبارة عن استزادة لهذا الهمّ؛ كأنّنا نحبّ أن نهتمّ. كما يمكنك ملاحظة سرعة اهتمام الناس أيضًا، وكأنّنا دائمًا مستعدّون له، متحفّزون لمجيئه.

الهمّ ضيف حساس جدًا. بمجرّد أن تترك الباب مفتوحًا، أو حتّى النافذة، أو إذا تشاغلت عنه قليلًا بأي شيء آخر، يشعر أنّك لا ترغب في وجوده معك، فيتركك احترامًا لهذه الرغبة.

ولكنّنا، على الرغم من استثقالنا لوجوده معنا، إلّا أننا نحبّ أن نحافظ عليه. وكأننا نخجل أن نسيء إليه. ندعوه بكل السبل إلى البقاء معنا. عندما يدخل، نغلق كل الأبواب والشبابيك ولا نسمح حتّى للهواء بالمرور، ونعطيه اهتمامنا الكامل؛ خوفًا أن يهرب منّا!

عن الهمّ Read More »

حصل خير

هذه الكلمة التي نقولها عندما نريد تجنّب استمرار الحديث في مشكلةٍ ما.

حصل خير. يبدأ بها أحد الطرفين المتنازعين، أو من يحاول الإصلاح بينهما، فكأنّه قرارٌ جمهوريّ بوقف الكلام، وتمثيل المصالحة. بمجرّد ما ينطق بها أحد الحاضرين، لا يستطيع أيّ شخص أن يقول أيّ شيء آخر، إلا ترديدها فقط.

حصل خير. ويقبّل أحدهما رأس الآخر، ويتصافحا ظاهريًّا فقط. تبقى الغضاضة في القلوب. أيّ صلحٍ هذا؟

ولماذا لا بدّ لكلّ المشكلات أن تنتهي بأنّ خيرًا قد حصل؟ ربّما حصل شرًّا يستحقّ الجزاء.

حصل خير تمنع المظلوم من المطالبة بحقّه.

حصل خير تنهي الكلام، ولا تنهي المشكلة.

إذا خرجنا من مجلس التحكيم، أو من النقاش، يدعو كلٌّ منّا على الآخر، فلم يحصل خير. الأولى أن نتكلّم بشفافية، وأن يُجازى الظالم. الأولى أن نستبدل (حصل خير) بـ (هل أنت راض؟)

حصل خير Read More »

فيلم حياتي

كثيرًا ما أشعر أنني أشاهد حياتي من بعيد، كفيلم سينمائيّ. أقصد اللحظة الحالية، التي أعيشها الآن. أتخيّلها بموسيقى تصويريّة خفيّة تتناسب مع الموقف. وكأنني بطل هذه اللحظة في الفيلم. وهو شعور غريب لأنّني، حينها، أشعر أنّ كل ّ ما أقوم به مصطنع، تمثيل!

في هذه اللحظات، أنا المخرج، والمؤلّف، والبطل. أنا المتحكّم في كلّ شيء يخصّ هذا الفيلم.

والمفارقةُ أنّ، في أغلب الأحيان، ليست هذه الأفكار وَهمًا أو محض خيال. هي الحقيقة. ولكن، ماذا سنفعل بالحقيقة؟ الحقيقة مخيفة. لأنّ معناها أنّ مصيرنا في أيدينا، وأنّنا قد نغيّر (السيناريو) في أي وقت.

وما أصعب هذه الفكرة، وما أثقلها على العقول البليدة، التي حصرت أصحابها في (دور الضحيّة.)

فيلم حياتي Read More »

إشارة (٢٩)

إذا وجدتَ أنّك تتلفّت كثيرًا في الطريق، وتتكرّر انعطافاتك الجانبيّة المؤقتة. سل نفسك: لماذا أسير في هذا الاتجاه؟ لماذا أتلفّت كثيرًا؟ ما هو الاتجاه الذي قد يدفعني إلى المُضيّ قدمًا بحماس، دون الحيود يمينًا أو يسارًا؟

قيل قديمًا: متلفّتٌ لا يصل.


اليوم، لا صوت يعلو فوق صوت أحمد مكّي.

إشارة (٢٩) Read More »

إلى من تنصت؟

“وأنتَ في طريقك، اسمع صوتين: الصوت الذي بداخلك، وصوت خارجيّ يحاول توجيهك.” هكذا قدّم المهندس هشام الجمل نصيحته لكلّ من يتلمّس طريقه بعدُ.

الصوت الداخلي هو القصّة التي تحكيها لنفسك. لماذا تسلك هذا الطريق، وما معناه بالنسبة إليك، وأين يقع دورك في مسار التاريخ؟

الصوت الخارجيّ هو الأكثر خداعًا في رأيي. الأصوات الخارجية كثيرة جدًا، ومتضاربة جدًا. لا تجمعها قصة واحدة، بل هي العديد من القصص المتداخلة التي، وإن تقاطعت في نقطة واحدة -معك، لا ترمي إلى نفس الوِجهة.

وبالتالي يكون السؤال الأهم: إلى من تنصت؟

ولهذا، عليك اختيار النماذج العليا الذين تحترم آراءهم و تطمح أن تكون مثلهم. وتبحث عن أصواتهم، وتنظر في تأثير هذه الأصوات على حكايتك الداخليّة.

إلى من تنصت؟ Read More »

أشجار الكَرَم

ألقِ بعض البذور في الطريق، واروِها كلّ فترة.

يومًا ما، ستنمو البذور أشجارًا عالية.

هذه البذور هي أشياء صغيرة تهمّك؛ تعتني بها لأنّها تشعرك بالسعادة. هي سويعاتٌ من كرَم، تمارسها مع من تحبّ، ومن يحتاج؛ تشحن بها طاقتك أثناء الرّحلة الطويلة الشاقّة. وتستسظلّ في ظلّها في لحظات التعب. وستسافر ثمارها معك إلى وجهتِك التي شددت لها الرّحال.

أشجار الكَرَم Read More »

قل لي من “تتابع” أقل لك من أنت

قالوا قديمًا قل لي فيم تفكّر أقل لك من أنت. وقالوا قل لي ماذا تقرأ أقل لك من أنت. وأقول أنا قل لي من تتابع على فيسبوك وتويتر وإنستجرام ويوتيوب، أقل لك من أنت.

ما القراءة إلا وسيلة من وسائل المعرفة. قبل الإنترنت كانت الوسيلة الوحيدة أن تقرأ أو أن تقابل الشخص بنفسه. اليوم، تدخل المعلومات عقولنا من عشرات المصادر، وبصور شتّى. وكل ما تتابعه وتسمح له أن يدخل عقلك يشكّل جزءًا منك، جزءًا من عقلك وتفكيرك وتصرّفاتك.

ماذا ترى حين تتصفّح صفحتك الرئيسية على هذه المواقع؟ هل ترى النكات وآخر أخبار الفنّانين ومن تزوّج ومن طلّق ومن ارتدى ومن تعرّى ومن فاز في مباراة الأمس وأسماء محرزي الأهداف؟ أم هل تتعثّر في فيديو لشخص يحكي تجربة إنسانيّة وآخر يلقي إليك بمعلومة وثالث يشير إلى اكتشاف جديد في علم من العلوم ورابع يقوم بتجربة فكريّة مثيرة للعقل؟

أيًا يكن ما تراه، هذه مرآتك.

قل لي من “تتابع” أقل لك من أنت Read More »

إنّ الظنّ لا يغني من الحقّ شيئًا

من المفقودات في عالمنا الحاضر حسنُ الظنّ بالنّاس، على كلّ المستويات. نحن نسيء الظنّ بأصدقائنا، وبزملاء العمل، وبمديرنا في العمل، وبالحكومة، وبرئيس الجمهوريّة، وبحكومات الدول الأخرى، بل ونسيء الظنّ، كثيرًا، بالله سبحانه وتعالى.

تسيطر علينا نظريّة المؤامرة، وأنّ كلّ ما يحدث في الدنيا يحدث بخطّة واضحة ليُنالَ منّا نحن، المساكين، الضحايا.

لا أعرف كيف بدأ هذا الأمر. ولكن، علينا جميعًا أن نقف مع أنفسنا في كل يوم لحظات ونفكّر: في الساعة الماضية، أسأتُ الظنّ بكم من الناس؟ هناك فرق بين أن تكون على علم بشيء ما، وأن تبني رأيًا حول شيء ما أو نظريّة.

يقول الله سبحانه وتعالى: (وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلَّا ظَنًّا ۚ إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ) يونس: ٣٦.

إنّ الظنّ لا يغني من الحقّ شيئًا.

إنّ الظنّ لا يغني من الحقّ شيئًا Read More »

إشارة (٢٧)

وعندما نتعامل مع من نحب، علينا ألّا نزن أعمالنا وأعمالهم في كفّتين متقابلتين. ميزان الحبّ له كفّة واحدة. كلّما وضع عليها أحدنا ثقلًا ازدادت ثباتًا. ولكن، من له مثل هذا العزم؟!

إشارة (٢٧) Read More »

أثر النصيحة

كيف نستهين بالنصيحة وبقوّة الكلام ونحن، لو تفكّرنا في أفكارنا، لوجدنا كثيرًا منها متأثّر بنصيحة شخص لنا في وقتٍ ما؟

النصيحة حلقة مؤثّرة في سلسلة من الأحداث التي تشكّل فكرةً معيّنة في عقل المتلقّي.

أثر النصيحة Read More »

الرؤية ضبابيّة في الحياة

لن تستطيع أن ترى خطّ الأفق. نظرك لن يقوَ على رؤية أبعد من حدّ معيّن.

أحيانًا ينحسر الضباب قليلًا إلى الوراء، فيفتح لك مجالًا أوسع للرؤية.

وأحيانًا تزيد كثافته فتكاد لا ترى محلّ وقوفك.

تقبّلك لضبابيّة الرؤية هو أحد أسرار السكينة أثناء سيرك في حياتك.

من يطالب الحياة بالكشف عن خط الأفق، لم يتعلّم قواعد اللعبة بعد.

الرؤية ضبابيّة في الحياة Read More »

كيف تبني إنسانًا آليًّا ليقتل؟

“إذا أردت أن تبنيَ إنسانًا آليًا ليَقتُل، ابدأ ببناء واحدٍ يستطيع تحريك يده فقط.” هكذا قال لنا أستاذ تصميم الهياكل بقسم هندسة الطيران ونحن في السنة الأولى.

لا أحد يقفز قبل أن يحبو، ثمّ يقف، ثمّ يمشي … وبعد كل هذا، من الممكن أن يقفز. ولكن علينا أن نحبو أولًا.

كنتُ أقرأ في كتاب “تراث مصري” لـ أيمن عثمان كيف تطوّرت السينما في مصر. ضحكتُ كثيرًا من حال السينما قبل ١٠٠ عام. وذُهلت من تطوّرها الرهيب.

لم أكُن لأتخيّل أن قصة الفيلم كانت تقدّم للمشاهد في دار العرض من خلال لافتات مكتوبة بخط اليد يحملها عامل. ولا أنهم حين عرضوا الأفلام لمن لا يعرف القراءة استأجروا “مفهّماتي” كي يشرح للناس ما يحصل. لم يكن هناك صوت مع الفيلم حتى يشرح لك صوت في الخلفية Narrator كما يحدث الآن.

كانت الترجمة تُعرَض على شاشة صغيرة بجوار شاشة العرض؛ لأنه لم يكن من الممكن أن تعرض على شريط الفيلم نفسه!

ثمّ تطوّرت إلى ما نراه الآن. شيء لا يصدّق.

كثيرًا ما يقف الطموح الكبير عقبةً في طريق النموّ إذا لم نفطِن أنه علينا أن نسير إليه حبوًا لفترة، ثمّ مشيًا، ثم هرولةً، ثمّ ركضًا، ثمّ نقفز ثمّ نطير!

كيف تبني إنسانًا آليًّا ليقتل؟ Read More »

لا تختبئ وراء “يجب”

لا يجب عليك أن تقوم بأيّ شيء.

سل نفسك: “ماذا لو لم أفعل؟” الإجابة هي الثمن الذي تستطيع أن تختار أن تدفعه أو لا تدفعه. وأيًا يكن اختيارك، صرّح به لنفسك. كن واضحًا. لا تبحث عن مسوّغات.

لا تختبئ وراء”يجب.”

واجه. اختر بوضوح.

لا تختبئ وراء “يجب” Read More »

مفتّش مباحث – قسم العادات

إذا أراد مفتّش المباحث أن يمسك بأحد المجرمين يقوم، أوّلًا، بمراقبته. يرصد كلّ تحرّكاته. يتابع أعوانه. يحاول فَهم النمط الذي يستخدمه حتّى يجد الثغرة التي يتسلّل إليه منها. ويضعه خلف القضبان.

إذا أردتَ أن تغيّر عادةً ما، تقمّص طريقة مفتّش المباحث. عليك أن تراقب العادة، وما يسبقها وما يلحقها. ماذا يعينك عليها؟ ماذا تحقّق لك؟ ما هو النمط الذي يؤدي إليها عادةً؟

إجابات هذه الأسئلة ستسهّل عليك كثيرًا أن تغير العادة. لأنّك تفهمها الآن. كمفتّش مباحث يقرأ أفكار المجرم الذي يتتبّعه.

مفتّش مباحث – قسم العادات Read More »

الحاسد أتعس الناس

أؤمن أن الحاسدين والحاقدين، والمتعاملين مع الحياة بعنف، الذين لا يقبلون الهزيمة بروح التحدّي، ويشعرون بالنقص إذا خالطوا من هم أفضل منهم في جانبٍ ما؛ يعيشون حياة بائسة حقًا، وتعيسة.

لا شيء أثقل على النفس من الحسد.

لا شيء أكثر ألمًا وأكثر خِسّةً من أن ترى نعمةً منّ الله بها على عبدٍ، فترجو زوالها من عنده!

كن رحيمًا بنفسك. تمنّ الخير لكلّ النّاس.

الحاسد أتعس الناس Read More »

قانون لعبة الحياة

في ألعاب الفيديو القديمة، كان هناك عدد محدود من المحاولات. إذا لم تستطع اجتياز المرحلة التي أنت فيها الآن قبل نهاية محاولاتك (حيواتك)، فسوف تضطر لإعادة اللعبة من البداية، وتخسر كلّ التقدّم الذي أحرزته حتّى الآن. فكانت خطورة التجربة الخاطئة كبيرة.

وفي كثيرٍ من الأحيان، أشعر أننا نتعامل مع حياتنا كأنّها لعبة فيديو، فيها عدد محدود من المحاولات. وأننا إذا لم نستطع اجتياز المرحلة في هذه المحاولة، فسنكون قد خسرنا إلى الأبد؛ لأننا، على عكس لعبة الفيديو، لا نستطيع أن نعيد الزمن ونبدأ ثانيةً من نقطة الانطلاق.

غير أنّي لا أظنّ أنّ هذه هي اللعبة في الحقيقة. أظنّ أنّ لعبة الحياة تتميّز بشيئين عن هذا النوع من الألعاب. الأوّل هو أنّ بها عدد لا نهائي من المحاولات. بمعنى أنّه لن يأتي وقت -ونحن أحياء- نجد أنّه لا خيارات أمامنا، ولا يمكننا محاولة اتخاذ خطوة جديدة. دائمًا هناك محاولة إضافية متاحة، ولا تنتهي المحاولات إلا بانتهاء الحياة نفسها.

الشيء الثاني هو أنّنا عندما نخسر في محاولة لا نبدأ مرّة أخرى من نقطة الانطلاق. بل نبدأ من النقطة التي توقّفنا فيها تمامًا، مكتسبين خبرة هذه التجربة غير الموفّقة.

إذن، في لعبة الحياة، القانون هو أن تتحرّك باستمرار. بالحركة، تكتسب خبرةً إضافية، وتكتسب محاولةً إضافيّة.

في لعبة الحياة، السكون هو الموت.

قانون لعبة الحياة Read More »

إشارة (٢٦)

إمّا أن تختار (أ) أو أن تختار (ب). التردّد لن ينفعك. ولكن، ليست هذه مشكلتنا. مشكلتنا أننا نختار (أ) ثمّ نقضي اليوم كلّه نفكّر في (ب). فلا نستمتع باختيارنا ولا نعطيه حقّه؛ لأننا خائفون جدًا أن نكون قد فوّتنا فرصةً أفضل على الجانب الآخر.

لن تعرف أبدًا ما يمكن أن يحصل على الجانب الآخر. ولن ترَ أبدًا الجانب الآخر على حقيقته وأنت في الجهة المقابلة منه. فقرّر، وتوكّل على الله. ولا تكترث.

إشارة (٢٦) Read More »

من لا ينفق من القليل، لا ينفق من الكثير

قال لي صديقي مرّة: مَن لا يُنفق ومعه القليل، لن ينفق بعد أن يرزقه الله بالكثير.

بما أنّك تمتلك الجهاز الذي تقرأ منه الآن هذا الكلام، ولك وصول على شبكة الإنترنت، فأنت على الأرجح تملك ما يكفيك قوتَ يومِك ولك بيت آمن تبيت فيه وتتّقي به برودة النسمات الخريفيّة والشتاء الذي اقترب. وبالتالي، تستطيع إنفاق بعض المال، ولو اليسير جدًا على المحتاجين دون أن تتأثر حياتك أو تضطر للجوع.

لا بدّ أنّك تأتيك أخبارٌ من بعض الأصدقاء عن أشخاص محتاجين أو يمرّون بضائقة مالية ويحاولون جمع ما تيسّر من المال للمساعدة. فإذا كنت تنهرهم بقولك: وهل معي شيء لأعطيه؟ وربّما لا يكون معك الكثير فعلًا. لكن إذا أغدق الله عليك من نعمته ووسّع رزقك وأصبحت من الأثرياء. ستكتشف أنّ مصروفاتك قد زادت، وطموحاتك. سيّاراتك تحتاج إلى صيانة دورية، ووقود. والملابس باهظة الثمن والماركات العالميّة واحتياجاتك منها المتزايدة وأسرتك. وستجد أنّك ما زلت تقول: وهل يكفيني ما معي حتّى أنفق على غيري؟ لأنّك لم تدرّب نفسك على الإنفاق إلا لنفسك فقط.

فإن لم ينفق الإنسان، على قدر وُسعه، وإن ضاق، لن ينفق مهما اتّسع الوُسع.

فمِن القليل، أنفق قليلًا، وقليلٌ دائم خير من كثيرٍ منقطع.

من لا ينفق من القليل، لا ينفق من الكثير Read More »

ثمّ تأتيك الفرصة، فتقول: ولكن

ثمّ تأتيك الفرصة التي كنت تحلم بها، وتنتظرها، وتترقّبها، وتتمنّاها. فتقول: ولكن.

كنت تشكو من عملِك ومديرك وزملائك والبيئة غير الصحّيّة والضغط النفسي الذي يقع عليك ولا يعطيك فرصة للحياة. ثمّ جاءت فرصة، عمل جديد، براتبٍ أكبر. ولكن، (أبعد مسافةً، الشركة أصغر حجمًا، لا أشعر بالراحة، جديد!) ولكن.

كنت تشكو من الوَحدة، والعُزلة، وشعورِك بأنّ حياتك بلا قيمة، وأنّك غير مؤثّر في من حولك. ثمّ جاءتك الفرصة. الإنترنت مفتوح للجميع. يمكنك التواصل مع الناس كما تشاء. يمكنك نشر كتابك الذي كنت تحلم بنشره منذ زمن وكانت حجّتك أنّه ليس هناك ناشر. ولكن، أنت تخاف ألّا يعجب الناس. أنت تخاف أن يُنشر الكتاب في موقع إلكتروني لا يعرفه سوى عشرة آلاف فقط! بينما دار النشر المرموقة (أو غير المرموقة إطلاقًا!) يعرفها الملايين، أو هكذا تظنّ.

أنت تشكو فقط. أنت تشكو لأنّك لا تريد التغيير. ولأنّ في الشكوى شيء يعطيك إحساسًا زائفًا بالأهمّية، أو ربّما إحساسًا زائفًا برغبتك في التغيير. أنت تشكو لأنّ لك صوت، ومعك ميكروفون، لا تعرف ماذا تفعل به. ولكنّك ستقرأ هذا الكلام وتقول أنّه ترّهات ومحض خيالات. ولكن، لا تحكم الآن. احكم عند الامتحان. عندما تأتيك الفرصة. ماذا ستقول لها؟

ثمّ تأتيك الفرصة، فتقول: ولكن Read More »

إشارة (٢٥)

لا يمكنك أن تحصل على شيء دون أن تدفع ثمنه. وتمنّي ذلك هو توهّمٌ منك بإمكان حصول المستحيل. إذا أردتَ شيئًا ولم تبذل له الثمن المطلوب، فأنت لا تريده حقًّا. كن أمينًا في رغباتك.

إشارة (٢٥) Read More »

إشارة (٢٤)

إيّاك أن تشتكي معاملةَ شخص معك. أو أن تقول أنّه يتجاوز حدودَه دائمًا. ربّما مرّة أو مرّتان. ولكن إذا كان دائمَ التجاوز، فأنتَ دائم السماح له بالتجاوز. ولستَ مجبرًا على شيء. هو اختيار. فاختر حدودَك. وألزم بها الجميع. ولا تلومنّ إلا نفسك.

إشارة (٢٤) Read More »

راعِ

قليلون هم من يراعون الآخرين في سلوكهم. للأسف.

مثلًا من يقف بسيارته في منتصف الطريق لتحميل وإنزال الركّاب.

ومن يسدّ الباب بجسده لأنّه رأى صديقه بجوار الباب فقرر أن يخبره بآخر نكتة.

ومن يرفع صوته غاضبًا أو ضاحكًا في مكان العمل الهادئ.

ومن يتناسى أن يحوّل هاتفه الجوّال إلى وضع “صامت” أثناء الصلاة في المسجد، ويتغافل عن إغلاقه عندما يرنّ!

ومن يلقي سيجارته خارج “الميكروباص” ثم يركب لينفث دخان “النَفَس*” الأخير بالداخل، وتظل الرائحة الكريهة تفوح منه طول الطريق.

ما يستحقّ الاهتمام أنّك ستبذل نفس القدر من المجهود، بل وربما أقلّ، حين تراعي من حولك. لن تستغرق وقتًا طويلًا حتى تتنحّى جانبًا من المدخل، أو من الشارع. في الحقيقة، ستنعم بالراحة. لن يزعجك أحد بسباب لا داعي له، أو نظرة اشمئزاز، أو بوق سيارة مزعج.

ربما لن يراعي البعضُ البعضَ الآخر. ولكن ما أسهلَ أن تُسهمَ في جمال المكان الذي أنت فيه في ظلّ هذا القبح المنتشر. لتكن أنانيًا جدًا وتراعي الناس من أجل أن تكسب سيرة عطِرة بين الناس. صدّقني، الأمر سهل جدًا.

* ملاحظة: لا أعرف كيف يُسمّون دخان السجائر والشيشة “نَفَس” وهو يسدّ أنفاس المدخن ومن حوله

راعِ Read More »

من سيربح المليون؟

إذا عدتَ لمشاهدة برنامج من سيربح المليون، خاصّة الحلقات المخصّصة للأزواج، ستجد أنّك، مع القليل من التركيز، ستتمكّن من معرفة طباع الزوجين بشكل كبير. وقد أثار اهتمامي بشدّة ما لاحظتُهُ أثناء مشاهدة هذا البرنامج في الليالي الماضية -ولا أعرفُ بشكل دقيق سبب متابعتي له هذه الأيّام.

الكثير من الرجال يُجيبُ على السؤال مباشرةً، دون استشارة زوجته، إذا كان يعرف الجواب وواثق منه. فقط ينتهي السيّد جورج قرداحي من طرح السؤال والإجابات الأربعة فينطلق الرجل مسرعًا بالإجابة كأنّه ظفر بغنيمة. مع أنّه، لو استشار زوجته، أو أعطاها الفرصة للمشاركة، لن يخسر شيئًا!

إحدى الزوجات كانت قلقة دائمًا وتخشى أن يخسرا فكانت تقول لزوجها كلّما أجاب على سؤال: “لا تقُل جواب نهائي”. هي تريد التريّث والتفكير، حتى لو كان هو يعرف الجواب، وحتّى حين لا تكون لديها أدنى فكرة عن السؤال. فقط لا تقل جواب نهائي. سألها السيّد جورج مرّة عن رأيها فأجابت: أنا أثق به جدًا. فكّرتُ مباشرةً: واهِمة!

أحد الرجال كان ربّما يميل بالاختيار إلى إجابة معيّنة (ولتكن رقم ١ مثلًا) فتقترح زوجته إجابةً أخرى (رقم ٣ مثلًا) فيقول مباشرةً: أنا أشكّ أنّها ربما تكون رقم ٣. وقد قال قبلها بثانيتَين أنه يفكّر في رقم ١. وقد تكرر هذا الأمر في كثير من الأسئلة. واتّضح أيضًا عندما اختارت هي الاستعانة بالصديق، واختارت كذلك الصديق الذي ستستعين به، وقرأت له السؤال. وبالطبع، اقترحت الإجابة، فأجاب الرجل من فورِه بنفس الذي قالته. ثمّ قال: جواب نهائي.

لا يهمّني من صاحب الجواب النهائي. ومن الذي يقرأ السؤال للصديق. ومن الذي يفكّر. فقط لفت انتباهي التناقض بين الكلام والأفعال. إن كنتِ لا تثقين بمعلومات زوجك أو بحسن قراره أنّه إذا قال: أنا واثق من الجواب فهو واثق بالفعل، لا مشكلة عندي، ولكن لا توهمي نفسك أنّك “تثقين به جدًا!” ويسعدني أن تثق في رأي زوجتك وعقلها ومعلوماتها ولكن، إن كنتَ ستتبع خطاها، دعها تقل هي جواب نهائي. ولا تمثّل أنّك أنت صاحب القرار. كن فخورًا باتّباعك لها، لأنّ معلوماتها أفضل من معلوماتك.

هذا بمتابعة دقائق معدودة على الشاشة. ماذا إذا لاحظنا أفعالَنا نحن، وما نقوم به كلّ يوم؟ كيف نعامل من هم حولنا؟ ولو عقدنا المقارنة بين معاملتنا لهم، وبين ما نحكيه لأنفسنا عن معاملتنا لهم، ماذا سنرى؟

من سيربح المليون؟ Read More »

آفةُ دوام النّعمة أن تألَفَها

ربّما يكون إلفُ النّعمة، وعدم الإحساس بقيمتها سببًا لزوالها؛ حتى نشعر بقيمتها من جديد، ونسعى جاهدين أن نعود إليها. فالصحيح قد تعجبه قوّته حتّى إذا ما أصابه مرضٌ ألزمه الفراش، أسرع للاستنجاد بالطبّ والدواء، وأسباب الشفاء. وما كان مرضُه إلّا تذكيرًا له بنعمة الصحّة من قبل المرض ومن بعدِه.

وهكذا في كلّ نعمة. وبالتالي، فإنّ سبيلَ استدامة النّعمة هو عدم مؤالفتها. هو الشعور المتجدّد بقيمتها. وهذه الحالة من الامتنان الدائم لواهبِ النِّعَم تضفي على النفسِ حالةً من الرّضا، والسكينة.

انظر حولك.

انظر في نفسك.

اشكر الله.

آفةُ دوام النّعمة أن تألَفَها Read More »

من أين تستقي معلوماتك؟

يدهشني كيف نكوّن آراءً عن أشياءٍ لا نعرف عنها شيئًا في الحقيقة، إلا كلمات عابرة تعثّرنا بها في طريقنا نحو شيءٍ آخر. فما نلبث أن نكوّن عنها رأيًا نؤمن بقوّته بشكل غريب.

نحن عادةً لا ننتبه لمصدر المعلومة التي عندنا، ولا لصحّة المنهجيّة التي اتبعناها في اكتسابها. لا نسأل أنفسنا من أين لنا بهذه المعرفة. على الرغم من أنّ المنهج الذي نتبعه في اكتساب المعلومات ربّما يكون أهم من المعلومة نفسها.

بدون منهجية سليمة، لا نستطيع معرفة ما إذا كانت هذه المعلومة ذات قيمة أم لا. ولا شيء أسوأ من الجهل، سوى الجهل المقنّع بقناع العلم.

فانتبه!

من أين تستقي معلوماتك؟ Read More »

عرفتُ مرّة شخصًا مهذّبًا

تذكّرت اليوم أحد زملائي في الكلّيّة، وكان طالبًا خلوقًا هادئًا. يحبّه الجميع. لم يقل لأحد كلمة تؤذيه، ولم يجادل أحدًا بغير داع، ولم يغتب أحدًا، ولم يتأخر عن مهام دراسته أبدًا. لا عجب أنّه كان محبوبًا من كلّ الناس، بغض النظر عن اختلاف الناس الذين يحبونه.

وكان بيننا، كما هو في كلّ وسط من الأوساط، أناس مختلفون شكلًا وخُلُقًا ومزاجًا، ولكنّه كان يتعامل مع الجميع بنفس الطريقة التي تعبّر عنه هو، لا عمّن يتعامل معه. وكان شديد الاحترام للجميع، فكسب احترام الجميع.

أذكر أنّ العقّاد كتب مرّة ما معناه أنّ عليك أن تعامل الناس بأخلاقك لا بأخلاقهم؛ فالناس فيهم الغشّاش والخائن والكاذب، ولو عاملتهم بأخلاقهم لاجتمع فيك ما تفرّق فيهم فصرت أحطّ النّاس.

أيّ واحد سيقرأ هذا الكلام من زملائي في الكلّيّة سيعرف عمّن أتكلّم.

عرفتُ مرّة شخصًا مهذّبًا Read More »

نَسَمات الرّحمة

أذكر أنّي كنتُ أطوف حول الكعبة المشرّفة بالمسجد الحرام في يومٍ شديد الحرارة، وأثناء الطواف، وفي الزحام الشديد، إذا بنسمة هواء باردة تمرّ بي، فكأنّها تروي الظمأ.

وقبل يومين، في يوم مزدحم في العمل، وفي وسط اليوم في وقت الذروة، إذا بطفلة بريئة لم تدخل الصفّ الأوّل بعد، تمرّ عليّ في عملي فتدخل على قلبي البهجة والسرور. وشعرت حينها كأنّها نسمة هواء باردة تهدّئ من حرارة اليوم. كتلك التي مرّت بي في الحرم.

في كلّ يوم، مهما بلغت صعوبته، هناك تفاصيل دقيقة قد تعادل كلّ هذه المشقّة. ووجودها في هذه الأوقات الصعبة بالذات، يجعل لها قيمة خاصّة. كلّ ما علينا هو أن نراها، حين ننظر إليها.

نَسَمات الرّحمة Read More »

إشارة (٢٣)

لا تفرح بالأفكار. افرح بالأعمال. طالما لم تتحوّل الفكرة من الخيال إلى العمل، لن يتغيّر أيّ شيء. كم نتجاهل هذه الفكرة، ولا نحوّلها إلى عمل!

إشارة (٢٣) Read More »

لنلعب لعبة

سنرتدي معًا نظارات  الواقع الافتراضي الكبيرة، وسندخل إلى عالَمٍ مشابه لعالمنا الحالي، ولكن مع فرق واحد. في هذا العالَم الافتراضي، تتكوّن الأشياء عبر النطق باسمها. يعني إذا قلت “مال” ستجد المال أمامك. وإذا قلت “سعادة” ستشعر بالسعادة. وبنفس الطريقة، إذا قلت “فقر” ستخسر أموالك التي لديك، وإذا قلت ما يفيد البؤس أو الحزن، ستفقد المتعة وتشعر بالحزن حقًا.

ما رأيك؟ هل تظنّها لعبة سهلة؟

لو دخلت هذه اللعبة لمدّة شهر، وعشت في هذا الشهر كما تعيش الآن. بنفس الكلمات التي تتفوّه بها عادةً. بم ستشعر أثناء الشهر؟ كم من المال سيكون لديك؟ ما هي حالتك المزاجية أثناء الشهر؟

ربّما خمّنت ما أريد أن أقوله لك الآن. أنا لم أخترع هذه اللعبة من خيالي. لقد استوحيتها من الواقع! كلماتنا تصنع حياتنا، وتتشكّل أمامنا كلّ يوم. ولكننا لا ننتبه.

لنلعب لعبة Read More »

سأحكي لك قصّة (٢)

كنت أتصفّح، في العام الماضي، صفوف الكتب المصفوفة على رفوف المحل، المريح للعين، (فيرجين) وإذا بصورة المهندس نجيب ساويرس على أحد الكتب. لفتت نظري صورته فاقتربت من الكتاب وقرأت عنوانه (مصر من غير لفّ ودوران). ودار في بالي حوار سريع مع نفسي بشأن هذا الكتاب، الذي لم أسمع عنه قبلها. هل أشتريه، أم لا؟

لم أقرأ شيئًا للمهندس نجيب ساويرس من قبل. ولا أعرف أصلًا إن كان قد كتب كتابًا غير هذا الكتاب. وهذه أول مرة أرى فيها الكتاب، ولم يقم أحد أصدقائي بترشيحه مثلًا أو أي شيء من هذا القبيل. وكذلك، لست متابعًا جيّدًا للمهندس نجيب ولا أعرف الكثير عنه. كلّ ما أعرفه هو أنه أحد أغنى أغنياء مصر، والعرب.

ثمّ حسمت الموضوع في نفس اللحظة بأن اشتريت الكتاب. والسبب البسيط هو أنّ كاتب هذا الكتاب هو أحد أغنى أغنياء العرب! أليس هذا سببًا كافيًا لأعرف ماذا لديه كي يقول؟ أليس هذا سببًا كافيًا لأن أنصتَ إليه حين يتكلّم، وأن أقرأ له، حين يكتب؟

لا أخفيك سرًّا لم يكن الكتاب كما رجوت أن يكون. كان كتابًا سياسيًا من الدرجة الأولى. ويناقش الكاتب فيه أحوال مصر العامّة (كما هو واضح من عنوانه) وكنت أرجو لو كان يحكي فيه عن قصّته هو وأظنّ أنني كنت سأستفيد بشكل أكبر في هذه الحالة. ولكن، على أي حال،  لقد ساعدني في الكتاب في رؤية بعض الأمور من زاوية مختلفة. وهناك بعض الأمور التي انتبهت إليها على الصعيد العام للدولة التي أعيش فيها.

سمعت جيم رون -المحاضر الشهير- مرّة يقول: إذا اكان الشخص ثريًّآ وسعيدًا، لا بدّ أن تنصت.

ولا أستطيع التفكير في أيّ طريقة أفضل من هذه الطريقة لصياغة هذا المبدأ. وكرّرتُ نفس الموضوع مرّة أخرى قبل أسابيع قليلة في نفس المكان عندما رأيت كتابًا يحكي فيه ريتشارد برانسون، مؤسس مجموعة فيرجين عن قصة حياته في العشرين عامًا الأخيرة. فكّرتُ مباشرةً: هذا الشخص ثري، وسعيد. واشتريت الكتاب.

سأحكي لك قصّة (٢) Read More »

لا بدّ من إقالة المدير الفنّي

بعد هزيمة مريرة في مباراة، يهتف الجمهور: لا بد من إقالة المدير الفنّي. وربّما -كما نشر في صفحة لمشجّعي النادي الأهلي االيوم، إقالة رئيس النادي!- ويحمّلوه وحده المسؤولية التي تتدخل فيها عوامل عديدة. لا أدّعي أنني متابع جيّد لكرة القدم، ولا حتى متابع غير جيّد. ولكن، للمساحة التي تحتلّها الكُرة عند الناس، لا بدّ لكل من يتابع أو لا يتابع أن يعرف نتائج المباريات.

وبنفس الطريقة، نتعامل مع كل شيء. بتسرّع وجَهل، نحكمُ على “عنوان” الموضوع، وليس على ملابساته وتركيباته الداخليّة. عندما تنهار عمارة مثلًا، نطالب بإقالة رئيس مجلس إدارة الشركة المنفّذة. عندما تنكسر ماسورة صرف صحي -كالعادة- نطالب بإقالة المحافظ. وعندما تزيد الأسعار، نطالب برحيل رئيس الجمهوريّة!

لا أقف هنا في أيّ صف. فكما قلتُ من قبل، والحمدلله على نعمة الاعتراف بالجهل عند الجهل، أنّي متابع بليد. قد أتابع بعض الأخبار في مجالات محددة، قصدًا أو عن غير قصد، ولكنني، لإدراكي لهذا الأمر، ووعيي بتقصيري في معرفة الحقائق المركّبة داخل كلّ مجال من هذه المجالات، أتجنّب إصدار الأحكام. وأعطي أولويّة لحسن الظنّ فيما لا أعرف دليلًا على سوء النيّة فيه.

غير أننا نتناسى أنّ أكبر مدرّبي العالم -عودة لمثال كرة القدم- يخسرون العديد من المباريات، والبطولات. وأكبر أندية العالم تفشل كثيرًا في تحقيق ما تريد. وإلّا لفقدت اللعبة إثارتها، إذا كنّا نعرف من البداية من الفائز!

لا أظنّ أنّ ثقافة إقالة المدير الفنّي ستفيد أي جهة من الجهات. ولا أظنّ أنّ لأحد، كان من كان، أن يتّخذ هذا القرار وهو مرتاح على أريكته الوثيرة، أو حتّى حصيرته الخشنة. لا بدّ لمن يجرؤ على الكلام بمثل هذا أن يكون له أساس متين من الدلائل والحقائق والمعلومات والاستنتاجات الذكيّة التي أدّت به لهذا القرار. وليس فقط نوعًا من العاطفة الثائرة المؤقّتة التي لا تنفع.

وحدّث ولا حرج عن انعدام خطة مسار استئناف العمل بعد إقالة المدير الفنّي. وحدّث ولا حرج عن طريقة اختيار المدير الفنّي الجديد التي تعتمد فقط على نتائج الموسم الأخير، بغض النظر عن الفريق وإمكانياته وتاريخ هذا المدير. وحدّث ولا حرج عن الخروج عن حدود الأدب واللياقة في الكلام عن المدير الفنّي السابق والذي لا يوجد له مسوّغ في أي دين، أو أي ميثاق أخلاقي مجتمعي. وحدّث ولا حرج أنّ كثيرًا ممّن يقومون بهذه التصرفات يقومون بها باسم الدّين، أو باسم الأخلاق، أو باسم حقوق الإنسان.

لا بدّ من إقالة المدير الفنّي Read More »

سل نفسك هذا السؤال

ما هو الشيء الذي أقوم به يوميًا ويسهم في تقدّمي في حياتي؟

إذا لم تجد إجابة على هذا السؤال، أدعوك أن تفكّر به جيّدًا، وأن تبدأ بتطبيق خطوات عملية، ولو صغيرة، في كلّ يوم.

لا يشترط أن تكون الخطوة واسعة أو عظيمة. فقط خطوة، مهما كانت صغيرة. قالوا إنّ أفضل وقت للبداية هو منذ عشرين سنة. ولكن، ستمرّ عشرين سنةً أخرى بعد اليوم. وستصل إلى هناك متسائلًا: لماذا لم أبدأ منذ أربعين؟!

لا تحقرنّ من الخطوة شيئًا. ابدأ بأصغر خطوة ممكنة، ولكن ابدأ اليوم، واجعلها عادة لكلّ يوم.

سل نفسك هذا السؤال Read More »

دورات الحماس والفتور

سأحكي لك قصّة:

في كلّ مرّة أقتني فيها كتابًا جديدًا، أشعر برغبة كبيرة، وفضول شديد، أن أبدأ في قراءته وأستكشف ما تحتويه صفحاته. ولا فرق في ذلك في نوع الكتاب، سواءً قصّة، أو كتاب علمي، أو غير ذلك. ولاحظتُ أنني بمجرّد مروري بالصفحات العشرين الأولى أكون قد كوّنت انطباعًا عن الكتاب وما يحتويه، وتبدأ مرحلة جديدة يقلّ فيها الحماس، وربّما، في بعض الأحيان، يحلّ محلّه الملل.

ولمّا لاحظتُ أنّ عندي الكثير من الكتب المفتوحة التي لم أنهِ قراءتها بعد، فكّرتُ أن أستغلّ حماسي لبداية كتاب جديد، في إنهاء الكتاب الذي بين يديّ الآن. أي أنني سأحاول أن أستمرّ في الكتاب وأنهيه قبل أن أسمح لنفسي بالبدء في تصفّح الكتاب الجديد. وسيدفعني فضولي الشديد لمعرفة ما في الكتاب الجديد لإنهاء الكتاب الحالي في وقت مناسب.

ليست القصّة التي أحكيها لك الآن عن الكتب. المثال حقيقيّ فعلًا، وأنا أحاول تطبيقه، ولكن ليس هدفي هو المثال. فقد اكتشفت أنني أحب البدايات في كلّ الأشياء، وليس في الكتب فقط! إذن، أنا أحاول أن ألقي الضوء على شيء أوسع. وهو فكرة الحماس والفتور.

أنا اكتشفت ما يحمّسني للقراءة، وما يقلّل رغبتي فيها. فحاولت أن أستغلّ حماسي لإحراز النتيجة التي أرجوها؛ وهي إنهاء هذا الكتاب الذي قررت أن أقرأه لأنه سيفيدني بشكل ما.

ماذا عنك؟

ما هي الأشياء التي تدفعك للأمام؟ إذا عرف كلّ منّا ما يحمّسه حقًا ويدفعه نحو العمل ويثير اهتمامه وفضوله، سيمكننا، أولًا، أن نفهم الأوقات التي لا نشعر فيها بهذه الطاقة القويّة، وبالتالي نتعامل معها بشكل أهدأ، وليس بطريقة أنا فاشل لأنني غير متحمس الآن. وثانيًا، سيمكننا استغلال فترات الحماس في دفع أنفسنا نحو الأشياء المفيدة التي لا نندفع لها عادةً.

دورات الحماس والفتور Read More »

إشارة (٢٢)

تجاهل المعلومات غير المهمّة، أو غير الموثوقة مهمّ بنفس قدر أهمّيّة الاهتمام بالمعلومات الجيّدة والمفيدة والموثوق بها.

وللأسف، تجاهلنا لتجاهل التافه من الأمور يعطيها أنفاس الحياة.

إشارة (٢٢) Read More »

لهذه الأسباب الخمسة، أشكر الله اليوم

اليوم سأكتب قائمة امتناني على الملأ، لأنها ليست قائمتي وحدي. يجب أن تكون قائمتك أيضًا، اليوم، وكلّ يوم. ولن أتوقّف عن تشجيع شمعارفي أن يكتبوا في كلّ يوم بضعة أشياء يعترفون فيها بفضل الله عليهم. وإذا قلت لا أعرف علامَ أشكر الله اليوم، فهاكَ خمسة تشكر الله عليهم في كلّ يوم.

أنا ممتنّ اليوم من أجل:

١- الصحّة الجيّدة، والتمتّع. بنعم البصر والسمع واللمس والشمّ والتذوّق والقدرة على الحركة.
٢- نعمة القراءة، التي لا تعادلها نعمة. والتي تفتح لك أبواب العلم والمعرفة.
٣- نعمة الوصول للإنترنت في البيت وفي أي مكان. والتي تفتح لنا وسائل التواصل مع العالم كلّه.
٤- امتلاك الجهاز الذي أكتب عليه الآن، وتقرأ أنت عليه الآن. وهذه الشاشة الصغيرة التي لدينا لها قوّة خارقة لو تخيّلها أجدادنا لربّما أصابهم الجنون.
٥- نعمة المأوى والسكن الآمن، والطعام الذي يكفيني ويزيد.

قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “من أصبح منكم آمنا في سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا.”
أخرجه الترمذي

لهذه الأسباب الخمسة، أشكر الله اليوم Read More »

أغرب مفاجأة هي تلك التي تفاجؤك كلّ يوم!

إذا كان ضيق الوقت هو المسوّغ لتأخّرك في تحصيل ما تريد، فربّما من الأفضل أن تنسى ما تريده، ولا تفكّر فيه مرّةً أخرى؛ فالوقت لن يتّسع أبدًا.

ولا أدري من أين جاءتنا هذه الفكرة الغريبة بضيق الوقت دائمًا. المشكلة ليست في الوقت. المشكلة في استخدامنا لهذا الوقت.

منذ قليل، كان يحدّثني زميل لي عن طموحه في التقدم في مجال معيّن ولكن يمنعه ضيق الوقت. وبعد قليل أخبرني بأنه يقضي ٤ ساعات يوميًا في اللعب بألعاب الفيديو!

وللأسف، كلنا هذا الرجل. لكلّ منا عادات يومية غير نافعة على الإطلاق تستهلك وقتنا بدون أن نشعر بها. ثمّ نتفاجأ أغرب مفاجأة؛ بأنّ الوقت قد انتهى. والأعجب من ذلك، أننا نتفاجأ نفس المفاجأة، كلّ يوم!

أغرب مفاجأة هي تلك التي تفاجؤك كلّ يوم! Read More »

زاحم بالخير

في ظلّ القبح المنتشر، ليس لنا إلا أن نزاحمه بالخير.

في هذا العالَم الافتراضي، الواقعي جدًا، المملوء بالأفكار المظلمة، والسباب، والجدال بغير طائل، ماذا نعمل؟ هل نعتزله تمامًا؟ ونحرم أنفسنا من الخير الذي فيه؛ فهو، على أيّ حال، فيه الخير الكثير.

كلّا. علينا أن نزاحمه بالخير. توثّق من معلوماتك، وانشر الخير، وتجنّب كلّ ما لا يفيدك والناس. كن شمعةً مضيئة في الظلام، واشتعل بقدر استطاعتك.

لا تدري؛ لعلّ هناك من يهتدي بضوئك في صمت.

زاحم بالخير Read More »

انقراض كلمة

كلمة “لا أعرف” أشرفت على الانقراض. وأرى أنّه لا بدّ من تدخّل لجان حماية الكلمات النافعة. وبناء محميّة لغويّة تضمّ هذه الكلمة، عسى أن ننقذ أنفسنا من خطر انقراضهما.

الكل أصبح يعرف كل شيء. والإنترنت أعطى لكلّ واحد ميكروفونًا يخاطب به الناس. والضوضاء تملأ المكان، في كلّ مكان.

لا أعرف هي الكلمة التي تحميك من الإقدام غير المحسوب على المجهول، ومن الغرور. لا أعرف هي أفضل ما يمكن أن تقول في كثير من الأمور التي لا تعرفها فعلًا، وترفض الاعتراف بذلك.

أحلم بعالمٍ يعترف فيه كلّ الناس بأنّهم لا يعرفون. واطمئنّ، سأبدأ أنا بالاعتراف. فأنا، حقًا، لا أعرف، ولا عيب في ذلك.

انقراض كلمة Read More »

وهم السعي

يقضي الكثيرون أوقاتهم يتأمّلون فكرةً ما، ويشعرون أنها معضلة لا حلّ لها. ويفكّرون ويفكّرون، باحثين عن حلّ لهذه المشكلة، مهما كان الثمن؛ أو هكذا يعتقدون!

والحقّ أنهم لا يبحثون سوى عن الرضا الناتج عن توهّم السعي. هم يبحثون عن البحث، والتفكير، ولا يريدون رؤية الحلّ الواضح، المباشر، الذي يحدّق في أعينهم بجرأة.

يقول سيث جودن في مقال قويّ مكوّن من سطرين: الحلّ أمامك. أنت فقط لا تريد أن تراه، لأنّه يتضمّن الكثير من المشقّة.

ولكي لا نشعر أننا متخاذلون، نفكّر. ثمّ نعيد التفكير. ثمّ نقول، لقد فكّرنا ولم نجد الحل، ولكن، لا مشكلة. المهم أننا قد سعينا!

وهم السعي Read More »

مرّن عقلك على التشبيهات

كثيرًا ما يكون من المفيد لفَهم موضوعٍ ما أن تشبّهه بموضوعٍ آخر يلتقي معه في بعض الوجوه. فتستوعبه عن طريق فهمك للمثال الذي شبّهته به.

مثلًا: يستخدم الناس كثيرًا مقارنة سيّارة مثل مرسيدس مع سيّارات فيات من أجل وصف شخصين أو حتى دولتين أحدهما إمكانياته أفضل بكثير من الآخر.

هكذا مرّن عقلك على التشبيهات لفهم ما يعسر فهمه بشكل مباشر.

مرّن عقلك على التشبيهات Read More »

مصادر للمعرفة

لو سألوني عن أفضل مورد أعرفه للقراءة الإنجليزية -غير المتخصّصة- لأشرت إلى مدوّنة سيث.

ولو سألوني عن خير ما يقرأ المرء باللغة العربية لأشرتُ إلى كتاب وحي القلم.

ولو سألوني عن أفضل مورد صوتي عربي لزيادة الأفق، لأشرت إلى بودكاست حياة أكثر.

ولو سألوني عن أفضل محتوى مرئي بالعربية، لا أعرف ماذا سأقول. لا أظنّ أنني أتابع شيءًا واحدًا ثابتًا من حيث الجودة ومنتظمًا في أدائه وبه إفادة تستحق المتابعة. وأحب أن تدلّني إذا لديك المكان المناسب.

مصادر للمعرفة Read More »

إشارة (٢١)

والشعور الدائم بالامتنان، والعودة المتكرّرة لتأمل نعم الله عليك، من أساسيّات الاستمرار في حياة سعيدة، أو تغلب عليها السعادة.

إشارة (٢١) Read More »

فخّ المرة الواحدة (بالعكس)

يمكننا أن نطبّق فكرة المرة الواحدة التي تكلمنا عنها بالأمس بشكل عكسيّ. ومع قليلٍ من التفكّر، نجد أنها فكرة جيدة جدًا.

يقول توماس إديسون، المخترع الشهير، أنّ السرّ المضمون للنجاح هو أن تقول: “سأحاول مجدّدًا مرّة واحدة فقط”.

إذا قارنت حجم قرار المحاولة مرة واحدة فقط بحجم قرار عدم الاستسلام مطلقًا ستجدّ أن القرار الأخير يبدو صعبًا جدًا، بينما قرار المحاولة مرّة واحدة فقط قرار سهل جدًا.

ومع كلّ محاولة، تحاول مجددًا مرة واحدة فقط، حتى تتفاجأ بأنك قد وصلت.

توقّف عن هذه العادة فقط هذه المرّة، في كلّ مرة.

ابدأ هذا العمل فقط هذه المرة، في كل مرة.

فخّ المرة الواحدة (بالعكس) Read More »

فخّ المرّة الواحدة

مرّة واحدة هي كلّ ما تحتاجه لتتخلّى عن مبادئك للأبد.

مرّة واحدة. هذا الحاجز الذي إذا كسرته، يظلّ في ذهنك مكسورًا ما حييت. حاجز المرّة الواحدة. في كلّ مرّة تالية ستفكّر: لقد قمت بهذا من قبل، ليست هذه المرة الأولى. أو ستفكر: هي فقط مرّة واحدة، كيف يمكن لمرّة واحدة أن تضرّني؟

ولا تتوقّف المرّات الواحدة بعد هذه المرّة الأولى أبدًا. أفضل ضمان لتحمي نفسك من فخ المرّة الواحدة هو ألّا تسمح لنفسك بهذه المرة أصلًا.

لا تسمح لنفسك بأن تختار الكسل مرّة، أو التجاهل مرّة، أو الاستسلام مرّة. هذه المرّة التي تختارها أنت هي فخّ لم ينصبه لك أحد، ولم يضعه القدر في طريقك. هذه المرّة فخّ أنت نصبته لنفسك، واخترت أن تقع فيه.

فخّ المرّة الواحدة Read More »

إن شكرتم

بالنسبة إلى أجدادنا، نحن أفضل حالًا منهم بكلّ المقاييس. ليس علينا أن نواجه الطاعون مثلًا، وعندنا إنترنت، ونستطيع باستخدام قطعة معدنية صغيرة أن نصل إلى كلّ الناس حول العالم.

وفي ظلّ هذه النعم العظيمة كلها، نشتكي.

تأمّل قوله تعالى: (ما يفعلُ الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم وكان الله شاكرًا عليمًا) النساء: ١٤٧.

إن شكرتم Read More »

وُحوش يعيشون بيننا

تدخل إلى مكتبها المشترك مع زملائها في العمل وترمي أشياءها بقوّة على سطح المكتب مسبّبة إزعاج لمكان من المفترض، لطبيعة العمل، أن يكون هادئًا.

يدخل من باب البيت غاضبًا وعلى جبهته علامة ١١١، جالبًا الكآبة معه إلى المنزل.

لا يتوقّف عن إطلاق بوق السيارة في ازدحام الإشارة المرورية الحمراء وشدّة حرّ الصيف، مزعجًا لجميع خلق الله من حوله، وليس الإنسان فقط.

في ليلة زفافها، تريد أن تشعر بأنها ملِكة فتسير سيارتها في الشارع محفوفة بموكب هائل من الدراجات النارية التي يقودها المراهقون والسيارات، ويتهادى الموكب بسرعة السلحفاة في الطريق السريع، مثقلًا لحركة المرور.

هذه بعض نماذج أسوقها إليك لنتأمّل معًا إن كنا نشارك فيها أو في بعضها أو في مثلها. هذه نماذج ليست لبني آدم. هذه نماذج لوُحوش لا تعرف معنى التقدير، ولا معنى الرحمة. هذه نماذج لوُحوش تقودها غريزتها، ولا عقل لها. وللأسف كثير من هذه الوحوش يعيشون بيننا.

وُحوش يعيشون بيننا Read More »

عادة بسيطة تكسبك حبّ الناس

للكلمة الطيبة أثر عميق في نفوس سامعيها. لا تبخل على الناس بمجاملة رقيقة صادقة.

في كتابه، كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الناس، يعتبر ديل كارنيجي إبداء الإعجاب الصادق بصفة ما عند الآخر من أساسيات كسب حب الناس وتقديرهم لك.

والسرّ في هذا الموضوع هو صدق المجاملة. فلو كانت مزيّفة أو من باب التنمّق فهي غير فعالة وساذجة.

والظريف أنّك عندما تحاول الالتزام بإبداء الإعجاب بصدق، تتحوّل بشكل تلقائي للبحث عن صفة أو شيء يعجبك في كل شخص تقابله حتّى تقدم له الثناء عليه. وهي عادة جميلة.

عادة بسيطة تكسبك حبّ الناس Read More »

الكلمة تسبق الفعل

صحيحٌ أن الفعل أصعب كثيرًا من الكلام، وأنّ الكلام وحده لا يكفي.

ولكن صحيحٌ أيضًا أنّ كلَّ فعلٍ قد بدأ بكلمة.

اتخذ من كلماتك بداية لطريق الفعل. وإن كنت لم تستطع بعد أن تطابق الأفعال والكلمات، ليس الحلّ في التوقّف عن الكلام، بل في البدء بالفعل.

لا يشترط أن يكون الكلام على الملأ، أو لأناس آخرين. الأفضل أن بكون كلامك موجهًا لنفسك، إلى أن تطابق الفعل والكلمة. عندها تتكلّم مع الآخرين بكل ثقة، وثبات.

الكلمة تسبق الفعل Read More »

الدليل: قالوا له

من الخطأ أن نحكم على أمر لم نجرّبه، أليس كذلك؟

هذا سؤال سهل جدًا. كلنا يعرف الإجابة. بالتأكيد، نعم. ولكن، مع ذلك، ما زلنا نحكمُ باستمرار على ما لم نختبر بأنفسنا.

على هذا الشخص الجبان، الذي هرب من خطر ما، ولم يواجه.

وعلى هذا الخائن، الذي باع مبادئه، بحجّة الظروف.

بل وعلى هذا الوزير، وعلى هذا الرئيس، وعلى سياسات أمريكا، وإسرائيل!

عن ماذا تتحدثون؟

على ماذا تحكمون؟

وما الدليل؟! وأين الإثبات؟ ومَن الشهود؟

وللأسف، الدليل: “قالوا له”. والشاهد الذي يتكلّم، “ماشافش حاجة”.

الدليل: قالوا له Read More »

أنت لا تستحقّ

تذكّر أنك لا تستحقّ.

استبدل شعورك بالاستحقاق بشعور الامتنان.

شعورك بالاستحقاق يجعلك تهمل النعمة التي تملكها بالفعل، وتركّز على ما تفقد. وتفكّر بطريقة لماذا لا أملك؟ أنا أستحقّ. بينما شعورك بالامتنان يجعلك تنتبه لما لديك بالفعل. ويجعلك شاكرًا وسعيدًا.

أنت لا تستحقّ شيئًا.

أنا لا أستحقّ شيئًا.

ولكلٍّ ما كسبت يدُه.

أنت لا تستحقّ Read More »

للمرة الثالثة

بتغيير نظام اليوم، تختلف العادات. يسقط بعضها، ويظهر بعضها. لأنّ العادات تعتمد على إشارات محدّدة مسبقًا. إذا غابت، تغيب العادة كاملةً.

تغيّرت مواعيد عملي هذا الأسبوع، ووسيلة انتقالي إلى العمل. فلم أستطع الكتابة في الباص كالمعتاد، أو في الوقت المعتاد.

ولذلك، علينا أن ننتبه.

ملحوظة: لقد كتبت عن هذا الأمر مرتين من قبل. ولا أستطيع التنبّؤ به والانتباه له حتى الآن. وهذه الثالثة!

للمرة الثالثة Read More »

لم يظهر المريض!

ومن أمثلة الانغماس في النفس (السلسلة التي بدأناها في مقالات سابقة) أنْ تجد بين الأطبّاء من يحاول تزييف عدم ظهور المريض لشريكه التسويقي حتى لا يعطيه نسبته في الرّبح.

هذا التفكير المنحصر في المنفعة الشخصية، ومحاولة الكسب بشتّى الطرق، المشروعة وغير المشروعة، منتشر في كلّ المجالات وبين كلّ الطبقات. وما ضربتُ المثال بالطبيب إلّا لأنّ مهنة الطب أكثر المهن إنسانيّة وشرفًا (المفروض!).

ولكن، ماذا يعنينا الآن من هذا الكلام؟

أن نبدأ بأنفسنا في أن نعطي كلّ ذي حقٍّ حقّه. وأن نشهد، في حال طلب الشهادة منّا، بالحقّ. وأن نقدّر من يتعامل بنزاهة.

وبانتشار هذا الأمر، سيصبح الغشّاش أو المخادع تحت ضغط مجتمعي نحو احترام الحقوق. ولكن، هيهات.

لم يظهر المريض! Read More »

لا متعة تفوق متعة الكتب الجديدة

كلّما مللتُ من القراءة، أذهب إلى المكتبة، وأقضي فيها وقتًا طويلًا أتصفّح الكتب وعناوينها، ومؤلفيها، وصفحاتها الأولى، وأغلفتها. وهذه الأوقات هي أكثر الأوقات متعةً عندي.

وأكثر ما يُثير اهتمامي في تصفّح الكتب هو مساحة الجَهل الشاسعة التي أستكشفها صفحةً صفحة، وعنوانًا عنوانا. كأنّني أسير في بقعة شاسعة من الأرض المظلمة ومعي بطّارية ضوء صغيرة، أوجّهها يمينًا وشمالًا.

حتّى تقع عيني على مشهد يستوقفها، ويثير اهتمامي، فأمشي في هذا الاتجاه، وأشتري الكتاب.

عندي، لا متعة تفوق متعة الكتب الجديدة.

لا متعة تفوق متعة الكتب الجديدة Read More »

انظر إلى الأرض. انظر إلى السماء!

كنتُ أنظر إلى أحد المباني العالية ذات الواجهة الزجاجية الفخمة. والأنوار تشعّ عبر الزجاج دالّة على النشاط والعمل داخل المبنى، عندما خطرت لي فكرة، أكتبها الآن لأستكشفها.

وردنا أنّ رسول الله، صلى الله عليه وسلم، كان نظره إلى الأرض أطول من نظره إلى السماء.

لستّ خبيرًا في الثقافة الإسلامية ولا أدعي علمًا ليس عندي، ولكن فكّرتُ أن السبب في هذا هو أنه كان في السماء؛ فينظر إلى الأرض تواضعًا.

أما أنا -أو نحن، إن شئت- فنحتاج أن نقيّم أنفسنا، ووضعنا الحالي، موقعنا بين دوائرنا القريبة، والبعيدة، وموقعنا على خريطة العالَم.

علينا أن نتفكّر لنعرف أين نحتاج أن ننظر. هل نطيل النظر إلى الأرض؛ تواضعًا، أم نطيل النظر إلى السماء؛ طموحًا وأملًا.

انظر إلى الأرض. انظر إلى السماء! Read More »

نصف العلم = نصف الجهل

قرأتُ للرافعي مرّة أنّ من أتى بنصف العلم فقد أتى كذلك بنصف الجهل.

وهذه حقيقة هامة، كثيرًا ما نغفل عنها. وكثيرًا ما نحاول تعليم غيرنا نصف العلم الذي لدينا، ظانّين أننا نفيدهم بذلك.

وحسب سياق الموضوع وخطورته ربما يكون هذا مقبولًا. ولكن علينا أن ننتبه للحد الفاصل بينهما.

نصف العلم = نصف الجهل Read More »

صيانة الأفكار

لا تخرب الأجهزة والماكينات مع الصيانة الستمرّة.

ونحن نرى في الشوارع سيارات عمرها عقود وما زالت بحالة جيّدة، لأنّ صاحبها يعتني بها. بالطبع لكل قطعة من السيارة عمر افتراضي تنتهي صلاحيتها عنده. ولكن بدون الصيانة، سينتهي عمرها مبكّرًا.

هذا صنع الإنسان، فماذا عن صنع الله؟

ما أريد أن أشير إليه باستخدام هذا التشبيه هو الفكرة الشائعة، السهلة، أنّ الإنسان لا بدّ وأن يأتي عليه وقت لا يستطيع فيه أن يكون منتجًا. أيًا ما كان نوع هذا الإنتاج.

هذه الفكرة -أنّ الإنسان في مرحلة ما يفقد القدرة على الإنتاج- لا أظنّها صحيحة، أو منطقيّة. وأظنّ أن سبب انتشار هذه الحالة هو عدم صيانة الإنسان لنفسه وأفكاره.

بالضبط كسيّارة تلف جزء منها بسبب عدم الصيانة. ومع العناية الجادّة يعود إلى طبيعته.

احفظ نفسك واحفظ أفكارك واعتنِ بها. وإذا لم تكن تعرف كيف، فربّما تضع اكتساب هذه المعرفة في قائمة أولوياتك من الآن.

صيانة الأفكار Read More »

ابتسم

لاحظتُ أنّ أغلب الناس لا يبتسمون. حتى عندما يسلّمون على أصدقائهم! قد يُبدوا علامات الدهشة، أو يرفعوا حواجبهم، لكنهم لا يبتسمون.

ولاحظتُ أنّ القلّة القليلة الذين يبتسمون يبدون أكثر إشراقًا، وبهجة.

ولاحظتُ أنني لا أبتسم كثيرًا، ولم أنتبه لهذا الأمر.

ولكن اليوم، سأبتسم لكلّ من أقابله.

راقب نفسك أثناء اليوم. وابتسم. فتبسّمك في وجه أخيك صدقة.

ابتسم Read More »

ابدأ بالفَهم، ثمّ اقترح

لا يمكنك تغيير الطريق إذا لم تعرف الوِجهة. لا يمكن أن تقترح على من يعطيك التوجيهات طريقًا بديلًا. طريق بديل إلى أين؟

ربّما كان الطريق الذي تسلكه الآن ليس الطريق الأسرع، أو الأقصر، أو الأفضل. ولكن كيف لك أن تعرف قبل أن تصل؟

ولهذا، إذا أردتَ اقتراح تغيير الطريق الحالي، عليك دائمًا أن تبدأ بالسؤال عن الوِجهة، وعن سبب استخدام هذا الطريق من البداية.

لا تقترح التغيير قبل أن تفهم.

ابدأ بالفَهم، ثمّ اقترح Read More »

التافُه أهمّ!

نعشقُ التوافه، والسفاسف، واللغو. وعندما يحاول أحد الجالسين أن يتحدّث في أمر هام، يتناوله الآخرون بنظرات الاستنكار، وربّما قالوا منكرين عليه رغبته في التعلّم وإثراء النقاش: يا أخي، دعكَ من العمق والتفكير، واضحك معنا.

وكأنّ التفكير دعوة للنّكد!

إنّا لله وإنّا إليه راجعون.

التافُه أهمّ! Read More »

أوقات الانتظار هي الأفضل

أكثر وقت ممتع بالنسبة لي، وأكثره حماسًا، هو الوقت الذي أكون فيه منتظرًا حدوث شيء ما ..

أنتظر استقبال جهاز جديد، أو وظيفة جديدة، أو انتقالي إلى مكان جديد …

انتظار أيّ شيء جديد..

أكون متحمّسًا في هذا الوقت أكثر بكثير من حماسي عند حصول الأمر المنتظر وظفري به حقًا.

ولذلك، أستمتعُ جدًا بهذا الانتظار، وأحاول استغلاله بأفضل شكل ممكن. عادةً بالبحث عن معلومات أكثر حول هذا الأمر، وتأهيل نفسي لاستقباله والتعامل معه بشكل جيّد.

وعادةً ما تكون هذه الفترة هي الفترة الأكثر خصوبة من حيث قدرتي على التعلّم. حتّى بعد حصولي عليها.

أوقات الانتظار هي الأفضل Read More »

حلّ جزء كبير من أزمة المرور

بعض المشكلات حلولها واضحة وسهلة، ولا ألهم كيف لم يتمّ تنفيذ هذه الحلول حتى الآن.

مثلًا: مشكلة المرور في مصر والزحام الشديد في العاصمة وما حولها. جزء لا يستهان به من الحلّ هو إجبار الشركات والبنوك وكلّ مكان بتردّد عليه الناس على توفير مواقف خاصّة لسيارات العملاء والزبائن تحت مبنى الشركة أو البنك.

مهما كان اتساع الشارع، بدون مواقف تحت الأرض، لن يجدي الاتساع شيئًا.

وكذلك لن يكلّف وجود هذا القانون، أو الشرط، الدولة جنيهًا واحدًا. ولن يمتنع أحد الملّاك أو يتباطأ نتيجة هذا الشرط؛ فالتكلفة، بالنسبة إليه، ليست كبيرة.

وستوفّر هذه المواقف على الدولة ملايين الجنيهات المصروفة على صيانة وتصليح الشوارع نتيجة الازدحام والوقوف الطويل للسيارات، وكذلك البنزين الذي يستهلك بدون فائدة، والعوادم المتكدّسة.

وسيرتاح الجميع من بلطجة “السايس” الذي امتهن الوقوف بجوار أي رصيف لينادي على السائق: تعالى يا باشا، ويسلّم عليه بـ كل سنة وأنت طيب، لكي “يسترزق، ويستفتح” بخمسة جنيهات!

وفوق كلّ هذا، سيجد أي مواطن مكانًا يوقف سيارته فيه، في أي مكان. وهو حلمٌ، لو تعلمون، كبير.

(ياللا بقى)

حلّ جزء كبير من أزمة المرور Read More »

عدم الرضا يوجب التغيير

حين تكون غير راضٍ عن وضعٍ معيّن، فتغيير هذا الوضع ومحاولة تحسينه هو أمرٌ محمود بالبديهة.

ولكن، قد تتفاوت درجات عدم الرضا. حين تكون على ثقة تامّة أن الوضع القائم سيّء تمامًا، ولا فائدة من استمراره ألبتّة؛ يصبح التغيير ضرورة حتميّة.

المضحك المبكي هو أن تجد من يعترض على الوضع القائم، ويعترض كذلك على تغييره!

هذا ما يحدث اليوم بالنسبة إلى التعليم المصري. أرى أنّ ما يُواجَه به الدكتور طارق شوقي من مقاومة من بعض المصريين، أمر مضحك، ومبكي. وكذلك شبه التجاهل الخاص بمدينة زويل العلميّة.

عدم الرضا يوجب التغيير Read More »

لا تختفي المشاكل من تلقاء نفسها

عندما تقوم بتشخيص مشكلة سلوكية عندك، أو مشكلة نفسيّة، كأن تعرف مثلًا أنّك أصبحتَ مؤخّرًا متقلّب المزاج، أو حادّ المزاج، يسهل استفزازك من أيّ عارض؛ حين تعرف هذا الأمر وتنتبه إليه، فقد شخّصت مشكلةً وتحتاج إلى الشروع في الحلّ على الفور.

عليك أن تبدأ بتحليل أسباب هذا التغيّر، وأن تحاول البحث عن كيفية منع هذه الأسباب أو تفاديها مستقبلًا، وعن طريقة للعلاج بالضدّ، كما تحدّثنا من قبل.

عليك أن تتحرّك من مكانك الذي أنت فيه. لا يمكنك أن تبقى كما أنت، وأن تتوقّع اختفاء المشكلة من تلقاء نفسها. والوقت الذي يضيع بلا حراك منك، هو وقت ضائع قد تندم عليه. وقد تخسر فيه ما كان يمكن أن تربحه.

لا تختفي المشاكل من تلقاء نفسها Read More »

أصبحتُ انطوائيًا

منذ أعوام، كنتُ أستمدّ طاقتي ونشاطي، من وجودي مع الناس. من الخروج من المنزل والسهر مع الأصدقاء.

وعلى غير ما توقّعتُ، صرتُ الآن، بمخالطتي للناس، أستنفذ طاقتي، وإرادتي. وأصبحتُ أنشط وأكثر حماسًا حين أكون وحدي.

اليوم، أحبّ أن أبقى في بيتي. مع كتبي، وحاسوبي، والهاتف. لا أحبّ الضوضاء. ولا أحبّ الأماكن المزدحمة.

حين أخرج، أخرج في النّهار، أو في أيام العمل؛ هربًا من الزحام.

أصبحتُ انطوائيًا Read More »

نصف الحلّ لا يفيد

تشخيص المشكلة نصف طريق حلّها.

ونصف الحلّ ليس حلًّا.

فلا يغرّنّك أنّك استطعت تشخيصها، إذا لم تعمل على حلّها.

نصف الحلّ لا يفيد Read More »

إشارة (١٨)

من المحتمل أن تأتي عليك أيّام تكون فيها على غير طبيعتك، تتغير فيها عاداتك، وتختلف طريقة تعاملك مع نفسك، ومع من حولك.

لا تكن قاسيًا على نفسك في تلك الأيام. فقط انتبه لنفسك، وأدرك ما يحدث. وانتقل بسلام إلى مرحلة الاستقرار الجديدة.

خذ وقتك للوصول إليها. ولكن احرص أن يكون هناك خيط ممتدّ بين ذاتك التي تعرفها، وبين ذاتك الجديدة هذه. خيط أمل يطمئنك ويخفّف عنك.

إشارة (١٨) Read More »

أنا أولًا، وأخيرًا

للطريق العام حُرمة يجب أن تُحترم، من قِبل الجميع. وأيّ انتهاك لهذه الحرمة، بأي شكلٍ، هو جريمة لا تغتفر، وتعبير صارخ عن شعار “أنا أوّلًا وأخيرًا”.

وللأسف، نرى كلّ يوم هذه الجرائم ترتكب. تارة باسم الأفراح، وتارةً تحت مظلّة الأحزان، وتارةً باسم الحكومة.

وكلّ هذه السلوكيات المنحرفة تدلّ بشكل قاطع على ثقافة الانغماس في الذات التي نعاني منها الآن.

ابدأ بنفسك. احترم الطريق. احترم من حولك. كن جزءًا من المجتمع.

أنا أولًا، وأخيرًا Read More »

الثّقات

أرى أنّ اختيار مجموعة من “الثّقات” يسهّل علينا الكثير من الأمور في حياتنا.

هؤلاء الثقات هم أناس أنت تثق في تفكيرهم وأسلوب حياتهم، وهم خبراء في مجالات معيّنة تهمّك ولكن ليست من تخصّصك، وليس لديك الفرصة أن تكون متخصّصًا فيها.

مثلًا: علوم الدّين تهمّ جميع المتديّنين، وليس جميع المتدينين علماء في الدين. ويحتاج المتديّن أحيانًا إلى من يرشده لأمر فقهيّ أو شرعيّ، وعليه أن يختار منهم من يثق به ويتّبعه.

مثال آخر هو ما يمكن أن نطلق عليه فلسفة الحياة، مثل طريقة اتخاذ القرارات الصعبة التي نحتاجها بين الحين والآخر. على كلّ منّا أن يختار هؤلاء الثقات الذين يتّبع خطواتهم، أو يتبنّى فلسفتهم في الحياة.

ويبقى السؤال: كيف نختار الثّقات؟ وسيكون هذا موضوع مقال قادم، إن شاء الله.

الثّقات Read More »

إنّا لله وإنّا إليه راجعون

في بلاد المسلمين، تُمنع الفتاة المحجّبة من الدخول إلى بعض الأماكن؛ حفاظًا على هويّة المكان وصورته!

في بلاد المسلمين، يُمنع الرجال ذوي الزوجات المحجّبات من شراء العقارات في بعض الأماكن؛ حفاظًا على هويّة المكان وعلى مشاعر الجيران!

في بلاد المسلمين، تباع الخمور، ويتمّ إصدار تراخيص للراقصات وفقًا للقانون!

إنّا لله وإنّا إليه راجعون.

إنّا لله وإنّا إليه راجعون Read More »

فليذهب الجميع إلى الجحيم

وما زلنا في حديث الانغماس في الذات وعدم مراعاة الآخرين.. ويجلس أمامي في الباص شابّ يحمل حقيبة سفر، هداه عقله أن يضعها بجانبه في الممرّ بين جانبي الباص.

وبالطبع، أصبح الممرّ أكثر ضيقًا، وبدأ المارّون بالميل أو المشي الجانبي ليستطيعوا المرور. مع العلم أنّ هناك مكانًا واسعًا بجوار الباب مخصص لذوي الاحتياجات الخاصّة، يمكنه أن يجلس فيه ويضع حقيبته معه بدون أن يؤذي أحدًا.

تكلمت معه محاولًا نصحه أن يضعها هناك ويراقبها من مكانه أو أن يجلس بجانبها إذا أراد، وأن يفسح الممرّ للناس. ابتسم بسماجة وقال: “خلاص، محدش هيركب تاني” مشيرًا إلى امتلاء الباص.

أو بمعنى آخر: أنا مرتاح هكذا، وليذهب الجميع إلى الجحيم.

فليذهب الجميع إلى الجحيم Read More »

دعني أتكلّم حتى أراك

ومن الأمثلة على الانغماس في الذات (وهو الموضوع الذي طرحته بالأمس) أن ترى من يحدّثك عن نفسه وحياته وعمله وهواياته ولا يملّ ولا ينقطع حديثه دقيقة لترتاح أذنك قليلًا من الاستماع. رافعًا شعار “دعني أتكلّم حتى أراك”.

وفي الغالب، إذا استمر الحديث في اتجاه واحد هكذا لعدّة دقائق، يفقد الطرف المستمع الاهتمام، ويبدأ ذهنه يشرد ويفكّر في أيّ شيء آخر، وهذا طبيعيّ.

ما ليس طبيعيًا هو أنّه نادرًا ما ينتبه المتكلّم لشرود المستمع! فتراه يكتفي منه بالإيماءات المتتالية في الأماكن المناسبة لذلك (السكتات التي يلتقط فيها المتكلّم أنفاسه).

يحزنني أن نكون منغمسين في أنفسنا لهذه الدرجة. وللحديث بقيّة ..

دعني أتكلّم حتى أراك Read More »

اقرأ وجوه الناس

نحن ننغمس في أنفسنا حتّى أننا لا نستطيع أن نقرأ في وجوه الآخرين ما يفكّرون فيه. نكون بجوارهم ولا نعرف إذا كانوا قلقين، أو متوتّرين، أو مطمئنّين، ولا نهتم أصلًا أن نعرف.

هذه الحالة من الانغماس في النفس، وتجاهل الآخرين أصبحت عامّة، وهي حالة خطيرة، وقد تكون سببًا في كثير من المشكلات التي نراها اليوم في مجتمعنا.

والحلّ بسيط جدًا. فقط انتبه لمن حولك، واقرأ في وجوههم ما يحتاجون إليه، ولبِّهِ، إن استطعت.

اقرأ وجوه الناس Read More »

هل طريقة الاستعداد تؤثر في النتيجة؟

قبل أعوام، قمتُ بطباعة بطاقات عمل Business Cards تحمل اسمي، ومكتوب تحته اللقب: Chairman (رئيس النشاط).

و كنتُ، في ذلك الوقت، مرشّحًا لرئاسة نشاط طلّابي في الجامعة، ولم تكن الانتخابات قد أُجريَت بعد. ولكنني كنت أراهنُ نفسي على الفوز وكانت هذه من وسائل الاستعداد للمنصب الجديد، والذي تصاحبه رحلة جديدة كنت متحمّسًا لها كثيرًا.

وبعد شهر، أجريت الانتخابات، وفزتُ.

قبل أيام، وأنا في مرحلة تدريبية للتأهيل لوظيفة ما، وقبل الاختبار النهائي، أخبرتني إحدى زميلاتي في التدريب أنها تبحث عن وظيفة أخرى وتقوم بتقديم طلبات التوظيف في عدة أماكن، لعلّها تحتاج إليها إذا لم تنجح في الاختبار.

خطرت ببالي مباشرةً تلك الذكرى من أعوام مضت، وتساءلتُ: هل حقًا طريقة استعدادك تحدّد مصيرك؟

وبعد الاختبار، كالمتوقّع، ظهرت النتيجة بأنها رسبت.

أرجو أن تخبرني برأيك في إجابة هذا السؤال.

هل طريقة الاستعداد تؤثر في النتيجة؟ Read More »

إشارة (١٧)

في كلّ عقبة، فرصة للنموّ. فرصة لأن تكون أفضل، وتصبح حياتك أغنى. لا تستسلم لظاهرها المؤلم، ولا تغضب. لا تستنفذ طاقتك في مقاومة المشكلة. بل أعطها حقّها من العرفان، والتقدير.

هي فرصة أتت إليك وأنت غير راغب فيها، ولكنّها أتت لتشير إلى احتياج لم تكن تدرك وجوده من قبل.

إشارة (١٧) Read More »

العودة للأساسيات

من المفيد أن نعود بين حين وآخر لمراجعة الأساسيّات. أساسيات التواصل مع الناس، أو أساسيات العمل، أو أي شيء آخر اهتممنا به يومًا وتعلّمنا أساسياته التي نبني عليها حياتنا.

فالإنسان معرّض دائمًا للنسيان، واختلاف الظروف والأحوال يغيّر منّا دون أن نشعر.

وسأعطيكم مثالًا شخصيًا:

لاحظتُ في الأسابيع الأخيرة قلّة حماسي للمعرفة عن الآخرين والاستماع إليهم، وانجرافي مع الميل الفطري لكلّ منّا في الحديث عن نفسه ومشاركته بالحصة الأكبر من الكلام. ولم تكن هذه عادتي منذ قرأت عنها في كتاب كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الناس.

ولا شكّ أنّ الأساس، إذا اختلّ، اختلّ المبنى وتضعضعت أطرافه.

العودة للأساسيات Read More »

سبّوبة التعليم

أظنّ أنّ أهم ما يجري في مصر حاليًا هو تجربة نظام التعليم الجديد تحت رعاية د. طارق شوقي. وقد أتت هذه التجربة بعد انهيار المنظومة التعليمية في مصر والتي أصبحت مجرّد “سبوبة” على مختلف المستويات.

ففي المدارس الشعبية تكمن “السبوبة” في الدروس الخصوصية التي تعمّمّ بشكل إجباري على جميع الطلاب تقريبًا في كلّ المواد؛ فنجد طالبًا في السنة الدراسية الأولى، وربما في مرحلة سابقة أيضًا، يذهب للدروس الخصوصية. بأي شيء يمكن أن نفسر ذلك؟

وفي أرقى المدارس وأغلاها (المدارس الدولية International) تكون “السبوبة” أكبر. فالطالب في مرحلة الحضانة يدفع سنويا عشرات الآلاف من الجنيهات، ولا تكتفي المدرسة -المحترمة- بهذا، بل تطلب من أولياء الأمور مبالغ إضافية للباص، والزي المدرسي، والتبرع الإجباري! ناهيك عن مستلزمات الحمّام من مناديل ورقية وخلافه، وكذلك الأقلام والكتب وجميع الأدوات المكتبية. لم يبقَ سوى أن يطلبوا من الأهالي أن يدفعوا إيجار الكرسي الذي يجلس عليه الطفل في المدرسة!

كلّي أمَل أنّ النظام الجديد سيكون خطوة راسخة على طريق التغيير للأفضل، فعلى أيّ حال، أي شيء غير الوضع الحالي سيكون أفضل.

سبّوبة التعليم Read More »

دراسة المرحلة من أهمّ أسباب تخطيها بسلام

ومما يساعد الإنسان على تخطّي المراحل الانتقالية في حياته في هدوء وسلام، أن يفهم موقعه منها وموقعها منه. وأن يدرك أنّها فترات من التكيّف، وأن يدرس عن هذه المرحلة ويفهمها من تجارب من سبقوه.

فهو بهذا يحصّن نفسه، قدر المستطاع، ضدّ التخبّط، والتهوّر في قرارات غير مدروسة. ويأمن بذلك على نفسه من الانجراف نحو ما لا يريد.

دراسة المرحلة من أهمّ أسباب تخطيها بسلام Read More »

المراحل الانتقاليّة

نعيش حياتنا بين فترات من الاستقرار، ومراحل انتقاليّة بين كل فترة استقرار والأخرى.

نولد فنظلّ في بيت أهلنا يرعَونا ويهتمّون بنا ونحن لا ندري شيئًا عن دنيانا، ثمّ ننفصل عنهم جزئيًا في المدرسة. فترى الطفل في أوّل أيامه في المدرسة يبكي بكاءً شديدًا متواصلًا يطلب أمَّه التي لم يعتد أن تتركه ولا يشعر بالأمان إلا معها.

ثم تنتهي المدرسة بعد حين لندخل الجامعة، ويقلّ اعتمادنا على أهلنا في أعمالنا اليومية، ويبقى الاعتماد المادّي. ثم تنتهي الجامعة لتبدأ رحلةٌ جديدة من البحث عن عمل، وتستقلّ مادّيًا عن أهلك، أو تتزوّج وتستقل ببيت خاص منفصل.

ومرحلة جديدة عندما يرزقك الله بذريّة ترعاها لتبدأ الرحلة من جديد. وربما بين الحين والآخر تنتقل من عمل إلى عمل، أو من سكن إلى سكن. فبين كل هذه المراحل من الاستقرار، مراحل انتقاليّة تكون خلالها مضطربًا ومرتبكًا ولا تعرف بالتحديد ماذا تخبّئ لك الأيام المقبلة، وتقلق على الأيام الفائتة وتخاف من التغيير.

ولكن هذه المراحل لا بدّ منها، ولا يمكن بحال أن نعيش حياتنا دون المرور بها. ومن المهم أن نراها ونعترف بوجودها وأن نحترمها ونقدّرها ونتركها تأخذ وقتها المطلوب لننتقل لمستوى الاستقرار الجديد .. وهكذا.

المراحل الانتقاليّة Read More »

ليس معنى الرحمة أن نتهاون

هناك فرق بين الرّحمة،  والتساهل وبين إحسان الظنّ والتجاهل. لا يمكن أن نترك السارق طلقًا وندّعي أنّنا نرحمه ونحسن الظنّ به، وأنّه ربما يكون محتاجًا.

ولا يمكن أن نترك الراشي والمرتشي دون معاقبة، ونحاول أن نلتمس لهما الأعذار بأنّ هذا هو حال الدنيا اليوم، وهكذا تُقضى، في بلادنا، المصالح.

وكذلك لا يمكن أن نسامح أو نتساهل مع من يقيم عزاءً في نهر الطريق، ومن يقيم الأفراح في الشارع، بحجّة أنّهم لا يملكون المقدرة المادّية على الاحتفال في الأماكن المخصّصة لذلك. مع أني لا أرى أن هذا هو العائق أبدًا.

هناك قاعدة تقول: “درء المفاسد مقدّم على جلب المصالح” ولا مفسدة أكبر من قطع الطريق، ولا جريمة أكبر من إزعاج الناس ساعات متوالية بدون حقّ.

إنّا لله وإنّا إليه راجعون.

ليس معنى الرحمة أن نتهاون Read More »

إشارة (١٦)

إنّ من أكثر الاستثمارات خسارةً تلك الطاقة التي نستنفذها في القلق والغضب مما لا يمكن لنا التأثير فيه أو تغييره.

فانتبه.

إشارة (١٦) Read More »

إشارة (١٥)

علينا أن نتعلّم احترام الاختلافات بين النّاس حتّى تكتمل إنسانيّتنا. ليس لكلّ البشر نفس القدرة على الفهم، وليس لكل البشر نفس القوّة، وليس لكلّ البشر نفس المقدار من الذكاء ونفس النوع. إذا لم نحترم هذه الاختلافات، لا تكتمل إنسانيتنا.

كن رحيمًا مع الضعيف، وصبورًا مع بطيء الفهم، وحليمًا مع الجاهل.

إشارة (١٥) Read More »

العالم الافتراضي الواقعي

إذا كنت ما زلت، حتى عام ٢٠١٨، تظنّ أنّ المواقع مثل فيسبوك، وتويتر، وإنستجرام، ويوتيوب، وغيرها هي عالم “افتراضي” فأرجوك أن تعيد التفكير في هذه التسمية.

إنّ هذا العالم “الافتراضي” يحدث فيه تفاعل “حقيقي” بين أشخاص “حقيقيين” في زمن “حقيقي”، وتحدث فيه صفقات بيع وشراء، وتحديد مواعيد لمقابلات ستحدث على أرض الواقع، وغيرها الكثير من الأمور التي تنعكس مباشرةً في الواقع.

لماذا أكتب عن هذا الأمر؟

لأنني عبرت منذ قليل على منشور في إحدى هذه المواقع يفيد بأنّ صاحب الحساب عاد بعد غياب طويل إلى هذا الموقع وأنّه كان في راحة بال من هذه الضوضاء في هذا العالم الافتراضي، ويطلب من أصدقائه أن يسامحوه لأنّه لم يكن متاحًا لهم خلال الفترة السابقة وما إلى ذلك من كلام لا بدّ أنّك تستطيع تخمين ما تبقّى منه.

أريد أن أؤكّد أن هذا هو العالَم الذي نعيش فيه الآن، وهو عالَم حقيقيّ بكلّ ما تعنيه الكلمة من معنى، ولا أظنّ أنّ الأمر يحتاج إلى زيادة في الإيضاح. وعدم وجودك في هذا العالَم يعني انقطاعك عن جزء أساسي ومهمّ من العالَم والحياة، ويعني أنّك تبني سياجًا حول منطقة ما حتى لا تقترب منها أو لا تقترب منك.

والأفضل من الانقطاع التامّ، عندي، هو أن تتخيّر ما تسمح له بالظهور أمامك، وأن تبتعد عن كلّ ما يؤذيك، وتتابع كلّ ما يضيف إليك. وبهذا، تستطيع بسهولة أن تستمتع بالمزايا الخالصة، تقريبًا، بدون عيوب.

 

العالم الافتراضي الواقعي Read More »

الداءُ يُعالَجُ بضدّه

من البديهيّات التي نتجاهلها كثيرًا أو نغفل عنها أن الداء يعالج بضدّه. بمعنى أننا عندما نعاني من ارتفاع حرارة الجسم، ينصحنا الطبيب بوضع كمّادات باردة لتخفيض الحرارة. بديهيّ، أليس كذلك؟

للأسف، ليس هذا ما نقوم به عادةً. فعلى سبيل المثال، لا الحصر: إذا كنا نعاني من الاكتئاب (بالمعنى الاصطلاحي وليس بالمعنى المرضي) لا نفكّر في تفعيل تمرين الامتنان.

وإذا كنا نعاني من الأفكار السلبية، لا نقوم بشكل تلقائيّ بتزويد عقولنا بالأفكار الإيجابية.

وإذا كنا نعاني من الشعور بالفقر، والحاجة، لا نقوم بالتركيز على النِّعم التي نملكها ولا نستطيع حصرها.

في أكثر الأحيان، يكون الأمر بسيطًا وبديهيًا، لمن يتأمّل قليلًا.

الداءُ يُعالَجُ بضدّه Read More »

الأساتذة

أظنّ أنّه من واجبنا تجاه أنفسنا وعقولنا أن نرقّيها باستمرار عن طريق التعرّض لأفكار الأساتذة العالميين بشكل دوري.

ودائمًا ما أنصح المقرّبين منّي بهذا الأمر. دعني أوضّح لك ما أعنيه.

إنّ المواقف والأفكار التي نتعرض إليها يوميًا، مهما اختلفت، هي محدودة بحدود دائرتنا. وكذلك كل الناس. وبما انّ هناك أناس من دوائر أكبر أو أرقى، أو أصغر أو أدنى، فالمواقف التي يتعرضون إليها مختلفة عنا.

وهذه المواقف والأفكار اليومية تشكّل، بشكل أو بآخر، جزءًا من حياتهم بشكلها الحالي. فإذا كان هذا الشكل يعجبنا ونطمح إليه، علينا أن نحاول التعرّض لأفكارهم بأكبر شكل ممكن.

ونحن محظوظون بالطبع لأن هذا سهل جدًا الآن، عن طريق الإنترنت والمحاضرات المسجّلة وكذلك الكتب.

وبناء على ما سبق، أرى أن على كلٍّ منا تخصيص وقت محدد بشكل يوميّ، ربما ساعة، وربما عشر دقائق، يطّلع فيه على أفكار من يطمح أن يكون مثلهم.

ومن الأشخاص الذين أحبهم أنا شخصيًا:

سيث جودن. (الذي ألهمني بإنشاء هذه المدوّنة)

جيف بيزوس.

جيسون سيلفا.

مالكولم جلادويل.

الأساتذة Read More »

إشارة (١٤)

الحمدلله الذي رزقني هذا من غير حول منّي ولا قوة.

لا تتوقف عن التأمّل والتدبّر في كلّ نعمة لديك، وفكر كم إنسانًا، بل كم من الكائنات الحيّة، سخّره الله لك حتى تصلك هذه النعمة.

إشارة (١٤) Read More »

إشارة (١٣)

الحياة متقلّبة بين الأفراح والأحزان، بين الرّخاء والشدّة. فانعم في وقت الرخاء، وافرح. لا تبحث عما يحزنك، ولا تخشَ شدّة الغد. فمن يدري، ربّما لا يأتي الغد، وتكون قد خسرت اليوم.

إشارة (١٣) Read More »

البُعد الخفيّ في تقييم الشخص لنفسه

يتحدّد شعورنا نحو أنفسنا عادةً بالنسبة إلى من حولنا، ويرتبط بهذه الفكرة، بشكل مباشر، أمران لا يسعنا أن نغفلهما.

أوّلًا: أن ننتبه بمن نحيط أنفسنا. من هم أصدقاؤنا؟ وأيّ أقربائنا قريبون منا حقًا؟ ومن من زملاء العمل نتقرّب إليهم؟

ولن أطيل الحديث في هذه النقطة، لانتشار الكلام عنها وبداهته. ولكن النقطة التالية هي الأخطر، من وجهة نظري.

ثانيًا: ما معنى هذا في المطلق؟

ربّما تكون الأقوى في دائرتك، أو الأمهر، أو الأذكى، وسيعزّز هذا من ثقتك بنفسك جدًا، وسيجعلك سعيدًا، وتشعر بالتميّز. ولكن إن كانت هذه الدائرة مليئة بالضعفاء، والبلداء، والأغبياء، فهذه الثقة التي تكوّنت لديك من مخالطتهم هي ثقة زائفة، لا أساس لها.

وإذا استسلمت لها، سترضى بمكانة دنيئة، ومستوى وضيع. وبمعنًى آخر، ستعيش بلا حياة.

وعلى الجانب الآخر، هناك من هو أذكى منك، وأمهر، وأقوى، ولكنه في دائرته يحتلّ المرتبة الأخيرة. ستهتزّ ثقته كثيرًا، وسيشعر أنه فاشل.

أظنّ أن علينا أن ننظر في الجانبين معًا. أن نقيم أنفسنا بين من حولنا، وأن نقيّم من حولنا بين الناس. وبهذا فقط، نعرف مكاننا الحقيقيّ، فنطمح للمزيد، ونسعى، وننمو.

البُعد الخفيّ في تقييم الشخص لنفسه Read More »

من أهم مسببات السعادة في مصر

ومن العجيب في بلادنا أنّ الموظفين المسؤولين عن تقديم الخدمة لك عادةً ما يعاملونك على أنّهم ذوي فضل عليك، وأنّ خدمتهم لك (بالأحرى، قيامهم بمهام وظيفتهم) هي نوع من الجَميل، أو المعروف الذي يُلزمك الامتنان والشعور بفضلهم عليك!

فتجد مثلًا سائق عربات الأجرة يتردّد في الوقوف إليك، ويفكّر مليًّا قبل أن يوافق أن يوصلك المكان الذي تريد. وسائق “الميكروباص” يقول لك، حين “يحالفك الحظ” وتجلس بجواره على الكرسي الأمامي، مازحًا، أنّ عليك أن تدفع أكثر من الأجرة. والموظّف المسؤول عن الأختام يطلب دائمًا أن تعطيه الثمن “فكّة” ويتأفف في وجهك قبل أن يعطيك الباقي، ولا يخلو الأمر من نظرة احتقار حقيرة، مع أنّ الباقي معه!

وموظفة شؤون الطلبة المشهورة التي لا بدّ لها أن تفطر أوّلًا في حوالي ساعة كاملة قبل أن تبدأ عملها. وطبعًا لا وقت للإفطار في البيت فلا بدّ أن تعذّب الطلّاب بجوارها حتى تنتهي.

والأمثلة اليومية التي نشهدها لا تنتهي. حتّى أصبحت، من صعوبتها وثقلها، من أكثر مسببات السعادة لدى المواطن المصريّ أن ينتهي من أيّ إجراء يتطلب التعامل مع البشر!

من أهم مسببات السعادة في مصر Read More »

إشارة (١٢)

ليس من حقّ الناصح على المنصوح أن يتّبع نصيحته. وبالتالي، ليس له أن يغضب عندما يختار المنصوح طريقًا آخر.

إشارة (١٢) Read More »

إشارة (١١)

من حسن أدب المتعلّم، أن يحترم العلم والعلماء، بأن يعيرهم انتباهه الكامل أثناء التعلّم. إعطاؤهم نصف عقلك فقط نوعٌ من الاستهانة، وقد يضيّع منك فوائد عديدة.

إشارة (١١) Read More »

جرائم الأحزان

واستكمالًا لما بدأناه بالأمس، وقد رأينا نموذجًا من طريقة “الفرح” لدينا، دعونا نسلّط الضوء على النموذج المضادّ، نموذج “الحزن”.

الحزن.. ذلك الشعور الرّاقي، الكامن، الدّفين.. الذي، في أصله، يُلقي على صاحبه بالهدوء والضعف، تحوّل لدينا إلى مباهاة ومفاخرة ولا يخلو، كالعادة، من قلّة الأدب، والبلطجة!

فترى “الصوانات” تسدّ الشوارع، ومكبّرات الصوت تصمّ الآذان، والأنوار الكاشفة السّاطعة تحوّل ظلمة الليل إلى نهارٍ (وبااطبع فكهرباء هذه الأنوار ومكبرات الصوت مسروقة من عامود الكهرباء الضعيف على رصيف الشارع!)

ولو كان أهل الميّت يرجون رحمة الله له، حقًا، لما توسّلوا إليها بالجرائم (قطع الطريق، والسرقة)، ولكنّهم لا يرجون إلّا “الفشخرة”. ولا أدري كيف تكون هذه “المناسبة” مدعاة للتفكير في مثل هذه الأمور!

وما هذه إلا مقتطفات بسيطة من جرائم الأحزان في بلادي.

جرائم الأحزان Read More »

لا بارك الله لكما

قبل أمس، وعند عودتي من زيارة أحد أقاربي، في حوالي الساعة العاشرة والنصف مساءً على طريق الكورنيش، كان الطريق مزدحمًا بشكل عجيب. بالطبع، لا يخفى عليكم أنّ الزّحام في القاهرة ليس عجيبًا أبدًا! ولكنّه كان أكثر من المعتاد. وظننتُ، كالعادة أنّ السبب في هذا الزحام هو الملفّ الذي يبعد بضعة مئات من الأمتار من موقعي الحالي؛ فسائقو السيّارات المجاورة عادةً ما يفضّلون أن “يأخذوا الملفّ على الواسع جدًا” من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، معطّلين بذلك جميع الممرّات في الشارع إلى حين انتهائهم من الالتفاف!

ثمّ اكتشفت، بعدما اقتربنا قليلًا من الملفّ، أنّ هناك “زفّة” على الناحية الأخرى من الطريق هي السبب في هذه الأزمة. في هذه الزفّة، وقف العروسان في نهر الطريق، يطوف عليهم شابّ متهوّر بدرّاجته الناريّة التي يقودها، بمهارة، على عجلة واحدة رافعًا مقدّمتها إلى الأعلى، وحولهم الألعاب الناريّة لإضافة بعض الإثارة. ناهيك عن أنّ هذا الصّخب والضوضاء يحدث في الجهة المقابلة مباشرةً لمستشفى.

يبدأ هذان العروسان حياتهما الجديدة بقطع الطريق العام من أجل الاحتفال. أيّ حياة هذه؟ وأيّ بداية هذه؟ وأيّ تربية سيربّونها لأولادهم؟

أما أنا، فاضطررت أن أمشي في طريقٍ آخر، أطول كثيرًا من طريقي المعتاد، لكي يفرحوا هم بالزفّة. ألا لا بارك الله لهما!

لا بارك الله لكما Read More »

إشارة (١٠)

نحن نرى العالَم من خلال عدسات خاصّة بنا وحدنا. ولكننا لا نرى العدسات، وقد لا ندرك وجودها. وهذا هو سرّ تمسّكنا الشديد بآرائنا. نحن نظنّ أنّ ما نراه هو الحقيقة. نحن نظنّ أنّ عدساتِنا شفّافة، لا لون لها. نحنُ واهِمون!

إشارة (١٠) Read More »

نسبيّة المعايير

علينا أن ننتبه إلى المعايير التي نقيس بيها الأشياء وتصرّفات الغير. علينا أن ندرك أنّنا، عادةً ما نقيسها بمعاييرنا الخاصّة، ونظنّ أنّ هذه المعايير “قياسية” أو “صحيحة”.

يجب علينا الأخذ في الاعتبار -إذا كان لا بدّ أن نحكم- معاييرهم هم، وتصوّراتهم هم عمّا يقومون به. عندها فقط، يمكننا أن نتفهّم بشكل أفضل، ويصبح حكمنا أدقّ.

نسبيّة المعايير Read More »

من يتحدّث أخيرًا، يتحدّث كثيرًا

عادةً ما يميل الإنسان إلى أن يكون هو المتكلّم، هو البطل، هو صاحب الدور الرئيسيّ في الحوار. وإذا كان هذا هو حالُ طرفَي الحوار، فسيخرج الحوار بالشكل الذي نراه يوميًا في المواصلات، والشارع، وعلى صفحات الإنترنت.

هذا الشكل السّمج، الأبله، الذي لا فائدة منه لأيّ من المتكلمين، أو المستمعين.

ويغفل الواحد منّا، حين يستسلم لتلقائيّته، أن عليه -إذا أراد أن يقنع الطرف الآخر بأيّ شيء- أن يسمع أولًا، وينصت لما يقوله محاوره، ويحاول فقط أن يفهم جيدًا ما يقوله. وإذا انتهى الآخر من كلامه تمامًا، وأصبح مستعدًّا أن يسمع الردّ، حينها فقط يمكن أن نبدأ بالكلام.

حينها فقط، يكون بحثنا عن “الأرضية المشتركة” التي سننطلق منها إلو مرمانا يجدي نفعًا. حينها، يمكننا أن نستغل الأمر أكثر ونوجّه الأسئلة؛ بهدف استكشاف هذه الأرضية، وبهدف إثبات اهتمامنا (الحقيقي أصلًا) للطرف الآخر.

وبعد ذلك، ستكون فرصة الخروج المثمر من هذا النقاش أكبر بكثير.

ولكنّنا نعشق التكلّم. نعشق أن يسلّط الضوء علينا نحن. لم ندرك بعد أنّ من يتحدّث أخيرًا يتحدّث كثيرًا، ويعيره الناس انتباههم، لأنهم قد انتهوا من الكلام.

من يتحدّث أخيرًا، يتحدّث كثيرًا Read More »

إشارة (٩)

إذا كنت تعيش في هذا العصر، عصر الإنترنت، وثورة الاتصالات والمواصلات، وما زلت تعتقد أنّ هناك شيئًا مستحيلًا، فأنت بحاجة إلى مراجعة هذا الاعتقاد. فما زالت الأيّام تثبت لنا أنّ المستحيلَ ممكن جدًا، بل وأقرب من الممكن.

إشارة (٩) Read More »

البدايات مثيرة دائمًا

دائمًا ما تكون البدايات حماسيّة، ومشوّقة. وأظنّ أنّ ذلك يرجع، بنسبة كبيرة، للفضول. يكون لدينا الفضول نحو اكتشاف المزيد عن الأمر.

هذه المرحلة الاستكشافية هي مرحلة ممتعة. تميل، بالتدريج، نحو الملل. كلّما تخطيت بابًا من المعرفة بالأمر وأصبحت ملمًّا به أكثر، كلّما أصبح الأمر أكثر مللًا. وهنا، يكمن الاختبار، ويكون الاختيار بين التوقّف والاستمرار.

وأرى أنّ التوقّف، في مرحلة الملل، عبث. لأنّك، لا محالة، واصل إليها في أيّ أمر تبدأ فيه. فلن تستطيع إكمال شيء أبدًا.

وأظنّ أنّ هذه الفكرة هي التي دعت الدكتور يوسف زيدان أن يكتب: إتمام الخيرِ خيرٌ من بدئه وأشقّ؛ لأن الابتداء هوى، والاستكمال صبر. والصبر أشق من الهوى، وأعمق، وأدقّ، وأليق بالمبدعين.

البدايات مثيرة دائمًا Read More »

مزيد من التفهّم، مزيد من الحياة

أشرتُ إلى موضوع “التفهّم” سابقًا، ولكنّني أرى أنّ بعض التوضيح فيه سيفيد.

قلنا أنّ التفهّم لموقف شخصٍ ما هو أن ترى الأمر من زاويته. وقلنا أيضًا أنّه لا يتطلّب منك أن تعترف بهذه الزاوية أو تقتنع بها، أو تعتقد في صحّتها. ولكن فقط أن تتفهّم أنّ هناك رأي آخر مخالفٌ لرأيك وتستطيع تحليل هذا الرأي وإدراكه.

وأظنّ أنّ أهميّة التفهّم تكمن في مجالات التعامل التي، بدونه، لا يمكن أن تفتح لك. فبالتفهّم فقط يمكن أن تتعامل مع الموقف بشكل حكيم لا يغضب الطرف الآخر. أو، باختصار، بالتفهّم فقط يمكن أن تضع الشخص الآخر في الحسبان. وبدونه، أنت لا تحسب إلّا حساب نفسك.

ومن البديهيّ، أنّك، إن كنت لا تحسب إلا حساب نفسك، فلن تستطيع حلّ شيء. ومما يجب علينا الاعتراف به أيضًا أنّه لا أحد منا يملك الحقّ المطلق أو الحقيقة الكاملة، وأنّه ربّما كنّا مخطئين فيما نرى. وإذا سلّمنا بهذَين، لا غناء لنا عن مجاهدة الغرور، والمحاولة بإخلاص لأن نتفهّم الآخر.

مزيد من التفهّم، مزيد من الحياة Read More »

لماذا تقرأ؟

أظنّ أنّ أكثر ما يثير دهشتي ومتعتي عند القراءة هو معرفتي بمساحات ما لا أعرف. وفضولي لزيادة المعرفة بهذه المساحات.

قيل أنّ المعرفة ثلاثة أنواع: معرفةٌ تعرفها، وتعرف أنّك تعرفها، وهي ضئيلة محدودة. ومعرفةٌ لا تعرفها، وتعرف أنّك لا تعرفها. ومعرفةٌ لا تعرفها، ولا تعرف أنّك لا تعرفها، وهي الأوسع والأكبر.

وأكثر ما يجذبني للقراءة، وتصفّح الكتب في المكتبات هو أن أعرف أنّني لا أعرف عن عِلمٍ ما، أو زمنٍ ما، أو شخصٍ ما. ولا أدري إن كان هذا الأمر خاصّ بي وحدي، ويختلف بين كلّ قارئ، أو كان عامًّا يشعر به غيري كما أشعر به.

ولكنّني أحبّ أن تشاركني بأكبر متعة تشعر بها عند القراءة، لأستفيد منك، وأكوّن صورةً أكثر وضوحًا. فقل لي، بربّك، لماذا تقرأ؟

لماذا تقرأ؟ Read More »

هل هناك علاقة حقيقية بين هذا وذاك؟

نميل كثيرًا للربط الخاطئ بين أشياء لا علاقة لها ببعضها. مثلما حدث مع الصحابة يوم وفاة ابن رسول الله صلى الله عليه وسلّم، وانكسفت الشمس. فسارع الناس إلى الظنّ بأنّها انكسفت لوفاة ابن النبيّ. فقال النبيّ عليه الصلاة والسلام: إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينكسفان لموت أحد ولا لمولده.

وكان هذا النفي هامًّا جدًا لكيلا يربط الناس هذا الحدث بالآخر. وإذا تأمّلنا قليلًا، نرى مثل هذه الروابط المفتعلة في كثير من المواقف التي نمر بها يوميًا.

فهذا كُسرت يده لأنّه اشترى ساعةً جديدة ورآها الجيران. وآخر صار له حادث بسبب أنّه، وبعد طول انتظار، ابتسمت له دنياه العابسة، فكان على ثقة أنّ الراحة لن تستمرّ، وقد كان!

ربّما لأنّ بهذه الطريقة تكون القصة أكثر إثارةً. وأسهل للتداول بين الناس. ونحن نعشق الإثارة، ونحبّ أن تنتشر القصص التي نرويها. ماذا سنقول لأصدقائنا لو لم نختلق هذه الروابط الزائفة؟ أين الخبر إذا كسرت الساعة قدَرًا؟!

*ملحوظة: عادةً ما يكون اختلاق هذه الروابط تلقائي، نقوم به بغير قصد.

هل هناك علاقة حقيقية بين هذا وذاك؟ Read More »

إشارة (٨)

أسهل شيءٍ نقوم به لنشعر بالرضا (الزّائف، والمؤقّت) عن أنفسنا هو إلقاء الاتهامات على الآخرين، والتركيز على عيوبهم. حينها تبدو عيوبنا وكأنّها ضئيلة جدًا بالنسبة إلى عيوبهم. حينها نبدو لأنفسنا أقرب إلى الملائكة. فمهما كان، نحن لا نقوم بما يقومون به!

إشارة (٨) Read More »

من الجهل أن نحكم على ما نجهل

أظنّ أنّ بعد قيام ثورة ٢٥ يناير (وقبلها أيضًا، ولكن الأمر بات مبالغًا فيه بعدها) وبعد ظهور “الخبراء الاستراتيجيين” في كل مكان، أصبحنا جميعًا نحبّ أن نلعب دور هذا الخبير.

نكوّن آراء حول قضايا معقّدة جدًا بدون أيّ خلفية أو أرضيّة حقيقية نقف عليها لتكوين هذا الرأي. فنقول، مثلًا، أنّ حال البلد سيّء بسبب غلاء الأسعار. هكذا فقط. بدون معرفة بأسباب هذا الغلاء وبالعوامل التي تؤثّر عليه. لا أقول أنه أمر جيّد، ولكن الحكم بهذه البساطة في مسألة شديدة التركيب هو حكم، لا محالة، متسرّع وغير دقيق.

وغيرها من القضايا الكثيرة المتخصّصة التي صار يتحدّث فيها “عوامّ الناس”. بالمناسبة، كامة عوام الناس ليست سُبّة، وإنّما تدلّ على غير المتخصّصين.

علينا أن نعود ونتدارك أنّ لكلّ لعبة قواعدها، ولكلّ علم مداخله، وأنّه لو أردنا حقًا أن نكوّن رأيًا ونتحدّث مع المتحدّثين، علينا أن نبدأ بفهم ما يقوله المتخصّصون، ومتابعة الأمرِ مدّة من الزمان، واللجوء إلى الآراء المختلفة، وفهم حجج أصحابها، ثمّ تفنيد ما فهمنا، ثمّ تكوين رأينا الخاصّ. ولا نكون قد أحطنا بالأمر بعد، ولكن، على الأقلّ، نكون قد بنينا رأينا على أساس.

ولكننا، للأسف، لا نريد بناء الرأي، ولا نعبّر عنه لنؤثّر في إصلاح الأمر. نحن فقط نريد أن نلعب دور “الخبير الاستراتيجي”!

من الجهل أن نحكم على ما نجهل Read More »

من مقتضيات الصداقة

ليس من المعقول، أو المنطقي، أن نتوقّع من الآخرين أن يتنبّأوا بمشكلاتنا، دون أن نخبرهم نحن بها. ودعوني أوضّح ما أعنيه.

ربّما تمرّ بظرفٍ سيّء أو تنغمس في حالة نفسية سيئة، وفي أثناء هذه الحالة، تتذكّر صديقك (فلان) الذي تزوّج حديثًا، أو تخرّج حديثًا، أو انتقل من مكان سكنه إلى حيٍّ آخر… إلخ، فتقول آسفًا لحالك: “وهذا فلان لا يدري ما أنا فيه!”. وكأن صداقتكما أصبحت، فجأة، سطحيّة.

وما أدراه بما أنت فيه؟! وهل تدري أنت ما هو فيه؟ لماذا نفترض دائمًا أنّ وضعنا هو الأسوأ؟ أو أن كل الناس سعداء إلّا نحن؟ لماذا ننتظر سؤالهم عنّا ولا نبادر نحن باللجوء إليهم وتعريفهم بحالنا؟

من مقتضيات الصداقة أن أتابع أحوالك وأتشوق لمعرفة أخبارك. ومن مقتضياتها أيضًا أن ترتاح في اللجوء إليّ عند الحاجة. دون انتظار لسؤالي عنك.

من مقتضيات الصداقة Read More »

إشارة (٧)

هل تقضي يومك تفكّر: هذا سيّء. هذا خطأ. هذه مصيبة؟

أم تفكّر: هذا حسن. ما أجمل هذا. هذه نعمة؟

لاحظ ما تلاحظه.

إشارة (٧) Read More »

الحَيْرةُ عنوان المرحلة

أظنّ أنّ سنّ ما بين العشرين والثلاثين في عصرنا الحالي خاصّة هو سنّ ارتباك وتخبّط وحيرة. قبل الإنترنت،. كان كلّ شيء واضحًا. الاتجاه قد رُسم بمجرّد اختيارك لكلّيّتك. أما الآن، الكلّيّة لا تكاد تعني شيئًا.

وقد قرأنا منذ أيام قليلة أن شركات مثل جوجل وآپل قد أسقطت المعيار الجامعي من معايير قبول الموظفين لديهم. المهم، هو أن تمتلك المهارة. ويمكنك امتلاك أيّ مهارة تشاء وأنت في بيتك.

وبهذا التعدد من الاختيارات أصبحت أمامنا فرص لا نهاية لها. وأصبح المجال مفتوحًا أمام الجميع للتجربة واختبار أنفسهم في مجالات عديدة؛ لاكتشاف المجال الأنسب لهم.

أقول هذا الكلام لأنّني لا أعرف بالتحديد ماذا يخبّئ لي الغد. ولأنني لا أعرف بالتحديد ما هو المجال الذي سأقضي فيه باقي حياتي، أو إذا كان هناك مجال واحد سأقضي فيه عمري. ولأنّني لا أظنّ أنّ حالة الحيرة هذه غريبة أو مكروهة. بل أظنّها شيء حسن، ومطلوب أيضًا.

فإن كنت مثلي، لا تقلق. كلّ ما عليك فعله هو أن تنتهز الفرص الحالية بأفضل شكل ممكن، وأن تصحّح المسار كلّما رأيت أنّك تبتعد. عادةً ما يكون تصحيح المسار (التغيير) مخيفًا، ولكن عليك أن تقوم به على أيّ حال. وربّما نناقش الخوف في مرّةٍ لاحقة.

الحَيْرةُ عنوان المرحلة Read More »

الفخّ الساذج

فخّ آخر نقع فيه عادةً، وهو خطأ ساذج إذا تفكّرت فيه قليلًا، هو أننا كثيرًا ما نقارن أنفسنا في المرحلة الحالية (بداية حياتنا العملية) بشخص ما في مرحلة متقدّمة من حياته.

كأن تقارن نفسك وأنت في العشرين بشخص في الخامسة والثلاثين مثلًا. بالنسبة إليك، يبدو شابًا مثلك. ولكن الحقيقة أنّه متقدم جدًا عنك. والمقارنة هنا ظالمة جدًا. وكذلك أن تقارن نفسك بأشخاص كلّ ما تعرفه عنهم هو الصور التي ينشرونها عبر الإنستجرام! وأنت لا تعرف خلفيّة هؤلاء الأشخاص أو لا تضعها في حساباتك. فتظنّ أنّك متأخّر.

لا أقول أن تقارن نفسك بمن هو في نفس عمرك. لأنّك -كما ذكرنا من قبل- لا تعرف سوى جزء صغير من الصورة.

وتجدر الإشارة هنا إلى توضيح معنى “تحمّل المسؤوليّة”، وهو المبدأ الأوّل للنجاح عند كلّ من كتب عن النجاح. تحمّل المسؤوليّة يعني أن تركّز بالكامل على نفسك، وعلى دائرة تأثيرك. كلّ ثانية تقضيها في متابعة شخص آخر لا علاقة لك به ولا تستفيد منه، هي ثانية تضيع من وقتك الثمين.

فلنتحمّل مسؤوليّة أنفسنا، ونتائجنا، ولنعترف بكلّ شيء أمام أنفسنا. حينها فقط، نبدأ الطريق نحو الأمام.

الفخّ الساذج Read More »

إشارة (٦)

لن نستطيع أن نتفهّم ما يمرّ به الآخرون ونحن ننظر بعيوننا نحن.

ليس هذا الأمر جديدًا، نظريًا. ولكنّه جديد كلّيًّا من الناحيّة العمليّة، حسبما نرى في أغلب النقاشات، سواءً على صفحات الإنترنت، أو وجهًا لوجه.

إشارة (٦) Read More »

ثانية زيادة

أظنّ أنّنا لا نعطي الأمور حقها في التفكير قبل أن نقول رأينا فيها. لا أعرف لماذا بالتحديد، ربما نظنّ أنّ سرعة تكوين الرأي من سداده.

أرى أنّنا بحاجة إلى التمهّل قبل إبداء الرأي في أيّ شيء. نحتاج أن نسأل بدل أن نفترض. نحتاج أن نسمع قبل أن نتكلّم.

ويذكّرني هذا الموضوع بالحملة الذكية التي أطلقتها “كوكاكولا” قبل سنتين تقريبًا: حملة “ثانية زيادة”. نحن حقًا نحتاج أن نتمهّل “ثانية زيادة”.

ثانية زيادة Read More »

لماذا يصيح المصريون ضد نظام التعليم الجديد؟

رغم أنّ جميع المصريين يعرفون أنّ النظام التعليمي (السابق) هو عمليّة محو للشخصية وطمس للعقول، إلا أنهم يدافعون عنه باستماتة حين تغيّر.

أشار الدكتور يوسف زيدان إلى هذا الأمر قبل أسابيع على صفحته على فيسبوك.

يبدو الأمر غير منطقيّ طبعًا. ولكن، مع إمعان النظر، نجد أنه لا يمكن أن يحصل غير هذا.

فالأمر كلّه نتيجة تغيير المألوف لديهم. الإنسان بطبعه يميل لمقاومة التغيير أيًا يكن اتجاهه. وقد تعوّدنا لعشرات السنين على النظام الحالي.

وهذا التعوّد هو الذي يدفع أولياء الأمور لتسجيل أبنائهم في الدروس الخصوصية الآن رغم عدم فعاليتها مع النظام الجديد. وهو الذي يدفعهم لتصديق المدرّسين -الذين كانوا ينتفعون من الدروس الخصوصية سابقًا- حين يقولون لهم أنّه نظام فاشل وسيقضي على مستقبل أولادكم، غافلين عن المصلحة الشخصية للمدرّس.

وهذا التعوّد هو الذي سيجعلهم، مع أول امتحان، يتظاهرون ضدّ هذا النظام ويعلنون غضبهم ويحكمون عليه بالفشل، حين يحرز ابنهم أو بنتهم درجة أقل من النهائية، ولو بدرجتين فقط. وفي أثناء هذا الغضب والثورة سينسون تمامًا أنه حتى لو لم يتغير نظام التعليم، وامتحن الطلاب مع المدرّس الخصوصي امتحانًا تجريبيًا، لم يكن ليحرز الدرجة النهائية أيضًا!

علينا أن نقاوم رغبتنا في المقاومة؛ لأننا ندرك تمامًا أنّ أيّ تغيير في منظومة التعليم هو تغيير محمود لا محالة؛ فليس هناك أسوأ مما نحن فيه.

لماذا يصيح المصريون ضد نظام التعليم الجديد؟ Read More »

تأكّد قبل أن تنشر

نشرتُ بالأمس صورة للممثّل الشهير أرنولد شوارزنيجروهو نائم على الرصيف بجوار تمثالٍ له. وقد أُرفق مع الصورة قصّة تحكي كيف تبدّل به الحال بعدما كان في منصب رفيع كحاكم لولاية كاليفورنيا إلى أن ينام في الشارع!

وقد دفعني إلى نشر هذه القصة ما فيها من عِبرة لعلّنا نستفيد منها شيئًا. ثمّ اتضح أن القصّة ملفّقة، رغم أن الصورة حقيقية.

أخطأتُ حين نشرتُ القصّة دون بحث عن مصدرها ومصداقيتها، وهو خطأ شهير نقع فيه جميعًا نظرًا لسهولة النشر بضغطة زرّ (أو بلمسة إصبع).

نحن في حاجة ماسّة إلى التأكّد من كلّ ما نساعد في نشره. الأمر خطير ونحن نستهين به أكثر من اللازم.

تأكّد قبل أن تنشر Read More »

دينُ المناسبات

الدّينُ عندنا حالة، وليس حياة. هكذا يقول الدكتور مبروك عطية.

نحن نتديّن جدًا في “المناسبات”. يوم عرفة، شهر رمضان، يوم عاشوراء… إلخ. في هذه المناسبات، نتذكّر المصاحف ونقرأ القرآن، نتذكّر أنّ لنا نبيًا ونقضي اليوم في الصلاة عليه، وربّما نقوم ببعض النوافل مثل الصدقات والصلوات وما إلى ذلك.

وبمجرّد انتهاء “المناسبة” الدينية، تمامًا كالمناسبات الأخرى، نخلع الزيّ الذي لبسناه ونعود كما كنّا، بالـ”بيجاما”!

دينُ المناسبات Read More »

إشارة (٥)

إذا فكٌرنا قليلًا في مشاكلنا التي نشكو منها وقمنا بعمل مقارنة بسيطة بين هذه المشكلات وبين ما كان يشكو منه أجدادنا، سنعرف قدر النعمة التي نتمتّع بها.

نحن نملك من المعجزات ما لم يكونوا يحلمون به. الهاتف الذي أكتب من خلاله هذه الكلمات، وشاشات التلفاز، والإنترنت، وحتّى الحمّامات!

لم يكن لديهم أيّ من هذا.

ممّ تشكو؟!

إشارة (٥) Read More »

الوحدة شعور زائف أحيانًا

كثيرًا ما يكون شعورنا بالوحدة شعور زائف. لأنّ ربّما السبب في هذا الشهور هو بحثنا عن أناس محدّدين نريد صلتهم ودعمهم. في حين أنّ هناك آخرين وضعهم الله في طريقنا، يقدّمون لنا الدّعم، أو الحبّ، ونحن عنهم غافلين أو متغافلين.

الوحدة شعور زائف أحيانًا Read More »

إشارة (٤)

لا ينبغي أن تغضب من ظنّ الآخرين فيك، أو أن تحزن. ولا ينبغي أن تفرح، أو تفخر. ففي النهاية، لا أحد يعرفك حقًّا إلّا أنت.

لا ينبغي أن تحاول تغيير الآخرين. فقط شجّع من يريد أن يتغيّر. ألهمهم بتغيير نفسك أوّلًا. اجعلهم يرَون نتيجة ما تدعوهم إليه فيك أنت. اجعلهم يتطلّعون إليك. حينها، ربّما تستطيع تغييرهم. ليس بالكلمات، ولكن بالإلهام.

إشارة (٤) Read More »

هل أناقضُ نفسي وأنصحكم بما لا أقوم به؟

منذ يومين، كتبت عن النصيحة التي قدّمها لي رجلٌ جلس بجانبي لمدّة خمس دقائق. وكتبتُ عن تضييع فرصٍ كثيرة تظهر لنا في شكل نصائح من المقرّبين أو العابرين.

انتهز أبي هذه الفرصة ليناقشني في نصيحة قدّمها لي ولم أنفّذها بعد. وفتح هذا باب النقاش لفكرة “المعيار” الذي نقوم على أساسه باتّباع نصيحة ما على الفور، أو تأجيلها، أو التغاضي عنها تمامًا.

وكما أدعو إلى اعتبار النصائح وتنفيذها وأخذها مأخذ الجدّ، وكما أرى أنّ تجاهلها قد يضيّع من أيدينا فرصةً للتغيير، أرى أيضًا أنّه من المستحيل أن ننفّذ كلّ النصائح المقدّمة لنا. وأنّه لا بد لنا من الاختيار.

ونعود إلى السؤال: ما هو المعيار؟

بالنسبة إلى أبي، المعيار هو احترامك للشخص الذي ينصحك وتقديرك أنه يحبك ويريد مصلحتك وأنه مخلص لك، حتّى لو لم تكن النصيحة متماشيةً مع هواه. فبما أنّ من قدّم لك النصيحة مخلص وأنت تحترم رأيه، فلم لا تقوم بتنفيذها على الفور؟

وأقول: أتّفق مع هذا الكلام، ولكنّي أظنّ أنّ الأمر أكثر تركيبًا. وأظنّ أنّ طبيعة شخصيّة المتلقّي تلعب دورًا كبيرًا. وفقًا لجريتشن روبن، هناك نمط من الشخصيّات متسائل دومًا Questioner. هذا الشخص لا يفعل شيئًا إلا إذا اقتنع به منطقيًّا. فإذا قلت له: افعل كذا، يسألك: ما الفائدة؟ وهكذا حتى يقتنع. وبغير هذا الاقتناع، لن يقوم به. وعلى النقيض منه، هناك الشخص المطيع Obliger. وهو يحاول جاهدًا تلبية توقّعات الغير، حتى لو لم يقتنع بها. مجرّد أن تطلب وتتوقّع منه تنفيذ ما تريد كافٍ بالنسبة إليه.

أما أنا، فأكاد أجزم أنّني من النوع المتسائل. وأظنّ أنّ أبي من نفس النّوع أيضًا. وقد أثّر والدي كثيرًا في تكوين رؤيتي عن الحياة، وعن حياتي، وفي طريقة استيعابي للأمور. ودائمًا ما أرى تأثير كلامه معي في طريقة تفكيري، على الرّغم من أنّه قد لا يشعر بهذا.

وهناك عاملٌ آخر أرى أنّه يجب أن يُضاف إلى المُعادلة، وربّما يكون هو المفتاح النهائي الذي نستطيع أن نضمّ إليه كلّ ما سبق من احترام النّاصح وقدره عند مستقبلِ النصيحة، وطبيعة شخصيّة المتلقّي، وهذا الأمر هو ما سمّاه العقّاد في كتابه عبقريّة عمر: الاستعداد.

قال العقّاد: بل سمع الاقتراح ولبّاه لأنّه كان قبل ذلك مستعدًّا للتحوّل ماضيًا في طريقه. ولو سمعه مائة معه لم يكونوا مستعدّين مثله لما عملوا به ولا التفتوا إليه.

لا ينقصُك شيئٌ، مع الاستعداد، سوى الشرارة. 

ولكن بدون الاستعداد، ألف شرارةٍ لن تعمل شيئًا.

ونعود إلى سؤالنا: ما المعيار؟ والإجابة، في كلمةٍ واحدة، الاستعداد.

وعاملٌ رابع يدخل في الحكم على النصيحة هو الموازنة بين الثمن الذي ستدفعه إذا قررت تنفيذها، والثمن الذي ستدفعه إذا لم تنفّذها. فإن كان ثمن التنفيذ زهيدًا، مثل أن تقضي بعض الوقت في القراءة، أو أن تستمع إلى محاضرة في وقت فراغك، فلا شكّ أنّ الأمر يستحقّ المحاولة؛ فربّما تغيّر هذه المحاضرة حياتك أو الكتاب.

أما إذا كان الثمن باهظًا، مثل أن تغيّر مسار حياتك بالكلّيّة، أو أن تترك عملك، أو أن تتزوّج فلانة، فهذا ثمن يستحق التروّي والدراسة قبل أن تقرّر القيام به. وأخيرًا، إذا لم تكن النصيحة مرتبطة بوقت محدود، وتستطيع تنفيذها في وقت لاحق دون أن تخسر شيئًا، فلا داعي للعَجَلة.

وكنتُ أودّ أن أكتب أيضًا عن مسؤوليّة الناصح، ومسؤوليّة متلقّي النصيحة، وحدود دور كلّ منهما. وربّما أعود للكتابة عنها في يومٍ جديد.

سيفيدني جدًا ويسعدني أن تشاركني، بعد أن وصلت لنهاية المقال، بمعيارك أنت في اختيار النصيحة التي تنفّذها، إذا أردت.

هل أناقضُ نفسي وأنصحكم بما لا أقوم به؟ Read More »

المال أمامك، كلّ ما عليك أن تلتقطه

يتساءل جيم رون مستغربًا: هل تعلمون أنّ هناك كتبًا سطّرَ أصحاب الإنجازات فيها كيف حققوا هذه الإنجازات، وأن الناس لا يقرؤونها، مع أنهم يستطيعون القراءة؟! بم تفسّرون هذا؟!

أقول، له كلّ الحقّ في العَجَب. حقًا كيف لا نقرأ تجارب الناس الذين سبقونا، خاصّة من نرى في حياتهم أثر هذه التجارب الرائع الذي نرجوه لأنفسنا؟!

كيف نعلم أنّ هذه الكتب موجودة، ونحن نستطيع القراءة، ثمّ نتجاهلها؟ كيف نعلم أنّ المال أمامنا، ولا نلتقطه؟! أو الحب، أو السعادة.

أظنّ أنّه حان وقت الانتباه.

المال أمامك، كلّ ما عليك أن تلتقطه Read More »

لا تضيّع الفرصة، أو، على الأقل، حاول.

منذ شهور، كتبتُ عن مصادفةٍ عجيبة حدثت معي. أثناء انتظار دوري في البنك، جلس بجانبي رجلٌ تخطّى عمرُهُ الستّين. وكنت أقرأ كتابًا للعقّاد -كعادتي في محاولة استغلال أوقات الانتظار في التعلّم- لا أذكر اسمه الآن.

نظر الرّجل وسألني بشيءٍ من العَجَب: أتقرأ للعقّاد؟ أجبته: نعم. وكانت هذه بداية حوار لم يدُم أكثر من خمس دقائق. ولكن هذه الدقائق الخمس كانت سببًا في أحداث لا أظنّها خطرت على بال الرجل أثناء الحديث.

فقد نصحني بقراءة كتاب “الفتنة الكبرى” لطه حسين، كما نصحني ألّا أسمع لمن يتّهمونه بالكفر وما إلى ذلك من أقاويل، وأن أقرأ بنفسي.

لم أستهن بالأمر وعزمت على قراءته. ووجدته في مكتبةِ دار المعارف في منطقة وسط البلد بالصدفة أيضًا؛ حيث كنت أنتظر صديقًا لي فوجدت المكتبة هناك. ولم أدخلها مرّة أخرى منذ ذلك الحين!

ساعدني هذا الكتاب كثيرًا في تغيير فكرتي عن الدّين وعن المتديّنين وعن صحابة رسول الله. وكان كأنّه المفتاح الذي من خلاله عرفت أنّ هناك الكثير ممّا لا أعرفه حول هذه الأمور. وكان بداية رحلة قراءة متقطّعة في هذا المجال على مدار السنوات الثلاثة أو الأربعة الماضية، قرأتُ فيها عدّة كتب.

ولم يقف الأمرُ عندي، بل كنتُ أنا سببًا في التأثير فيمن حولي وشجعت الكثيرين على قراءته، ومن أكثر من تأثّر به أبي، وأصبح كلًّا منّا الآن يشجّع الآخر على البحث في هذا الموضوع، ونشتري الكتب معًا ونقرأها معًا ونتناقش حولها ويسمع كلّ من في البيت نقاشنا.

وما زالت الأحداث تتوالى ولا أظنّها تنتهي.

كلّ هذا، بسبب كلمة عابرة قالها لي رجل عابر، ربّما نسي أنّه قد قابلني أصلًا. وبسبب استعدادٍ كان عندي، ومجهود بذلته في اتّباع النّصيحة. ووجدتُ أنّ الأمر يستحقّ. وتغيّرت حياتي بسببه.

فتأمّل كم فرصة نضيّعها بتجاهلنا نصيحة عابرة، من شخص عابر، أو نصيحة متكرّرة، من شخص نحبّه ونقدّره!

لا تضيّع الفرصة، أو، على الأقل، حاول. Read More »

أنا لا أعلمُ شيئًا

كثيرًا ما يردّ عليّ أحدٌ من أصدقائي حين أرشّح لهم كتابًا أو محاضرة عن موضوعٍ معيّن بـ “ماذا سنتعلّم من هذه المحاضرة أصلًا؟ الأمر لا يحتاج إلى تعلّم.”

أظنّ أنّ كلّ شيء وكلّ مجال، فيه أعماق لا تعرفها دون الغور فيها. وربّما تظنّ أنّك تعلم كلّ شيء عن شيء ما لأنّك لا تعلم عنه شيئًا! وإذا بحثت ستتأكّد من جهلك. قال أحد العلماء: كلّما ازداد علمي، زادت معرفتي بمساحة جهلي. وأنا أعيش هذه الجملة مع كلّ فكرة جديدة أتعلّمها.

لا أظنّ أنّ أيًّا منّا له الحقّ في التعالي على العِلم أو له الحقّ في أن يظنّ نفسه عالمًا بشيء قبل أن يختبر علمه بهذا الأمر حقًا ويبحث فيه. وحين يفعل، سيدرك الحقيقة. والخاسر، على أيّة حال، هو من ظنّ نفسه يعلم ما لا يعلم.

أنا لا أعلمُ شيئًا Read More »

خزّان الحبّ

بداخل كلّ منّا خزّان حبّ، يشبه خزّان الوقود في السيّارات. هذا الخزّان يفرغ ويمتلئ.

يمتلئ كلّما قال لنا أحدٌ كلامًا مشجّعًا، أو لمسنا لمسة حنونة، أو أنصت لمشكلتنا، أو قدّم لنا خدمة … إلخ. ويفرغ كلّما احتجنا أحد هذه الأشياء ولم نجد من يلبّيها.

لكلّ منّا احتياجات محدّدة لو لم يتمّ إشباعها سنشعر أنّنا غير محبوبين، وستقلّ ثقتنا في أنفسنا، ويفرغ خزّان الحب بداخلنا. وبامتلاء هذا الخزان نشعر وكأنّنا نستطيع أن نغزو العالَم.

أظنّ أنّ هذا هو السبب الذي يدفع كثيرًا من المراهقين نحو العلاقات المبكّرة بالجنس الآخر (على الأقل في مجتمعنا). هم يبحثون عمّن يملؤ خزّان العاطفة لديهم.

وربّما هذا هو السبب أيضًا في فشل أغلب الزيجات، وارتفاع نسبة الطلاق. أظنّ أنّ على كلّ أسرة أن تهتمّ بصغارها وكبارها، وأن يبحثوا عمّا يملأ خزّان الحبّ عند كلّ فرد داخل الأسرة، ويقدّموا له الحبّ بطريقته، بلغته التي يفضّلها.

*ملحوظة: تعلّمتُ فكرة خزّان الحبّ من كتاب لغات الحب الخمسة لجاري تشابمان.

خزّان الحبّ Read More »

نسيت أن أكتب اليوم!

فات اليوم، وتجاوز الليل منتصفه، ونسيت أن أكتب.

وقد مرّ بي في الأيام الماضية فترات نسيت فيها أن أكتب، وتذكّرت في وقت متأخّر. وانتبهت لفكرة ترتيب العادات.

علماء السلوك يشجّعون فكرة اختيار عادة موجودة بالفعل لتكون هي إشارة البدء للعادة الجديدة التي تريد تكوينها. وهذا يساعدك ألّا تنسى مثلما فعلتُ أنا اليوم.

المشكلة التي أواجهها حاليًا هي عدم استقرار المهام اليومية التي أقوم بها. يتغيّر يومي باستمرار ولا أستطيع أن أجد شيئًا ثابتًا أو مناسبًا للكتابة بعده. وأقول هذا فقط للتنبيه أنّ تغيير نظام اليوم يربك العادات.

نسيت أن أكتب اليوم! Read More »

إشارة (٣)

الخوف والإيمان كلاهما يتطلّبان التصديق في أمرٍ لم يحدث بعد. لماذا نختار الخوف في أغلب الأحيان؟

فرض حسن النّيّة وفرض سوء النّيّة كلاهما يتطلّبان “الفرض”، لماذا نختار فرض سوء النيّة في أغلب الأحيان؟

الخوف والإيمان يتطلّبان نفس المجهود. التصديق في الخير والتصديق في الشّرّ يحتاجان إلى نفس الطاقة. فرض حسن النية أو سوء النية يحتاجان نفس مقدار التفكير. الأمر كلّه أن تفكّر في اتجاه معاكس.

لماذا نستسهل الشرّ والخوف وسوء الظّنّ؟

إشارة (٣) Read More »

إشارة (٢)

أصبحنا نفكّر في أناس لا نعرفهم أصلًا أكثر مما نفكّر في أنفسنا، وأحبّائنا!

أظنّ أنّ علينا أن نراقب أفكارنا أكثر، ونبذل الجهد في توجيهها نحو ما ينفعنا، وألّا ننساق وراء الموجات الفكرية التي لا تنفعنا.

أظنّ أنّنا بحاجةٍ إلى تخصيص وقت محدّد من كلّ يوم لنفكّر في حياتنا نحن، أين نحن الآن وأين نريد أن نذهب؟ وماذا نفعل بوقتنا، بعمرنا؟

إشارة (٢) Read More »

اللغةُ

كثيرًا ما نظنّ أنّ اهتمام المرء بلغته هو نوعٌ من الرفاهية، أو نوعٌ من التخصّص. أي أنّه مقصورٌ على من يريد أن يكون عالِمًا لغويًّا. ولكن، أظنّ أنّ الأمر غير ذلك.

أظنّ أنّ اهتمام الإنسان بلغته هو اهتمامٌ بأصله الذي جاء منه، واهتمامٌ بعينه التي يرى بها الحياة.

اهتمامٌ بأصله من حيث أنّ اللغة ومعاني الكلمات تصل بيننا وبين ماضينا. فرجلٌ يجهل لغةَ بلده هو رجلٌ يجهل تاريخها مقطوعٌ عن ماضيه. وأظنّ أيضًا أنّ هذا الجهل بالتاريخ يسبّب قصرًا في النظر، وضيقًا في النّفس.

واهتمامٌ بعينه التي يرى بها الحياة من حيثُ أنّنا لا نعرف حقًّا إلّا ما نستطيع أن نعبّر عنه بالكلمات. كالطفل الصغير الذي لا يعرف الفرق بين الحزن والغضب، فإذا نهرتهُ أمّهُ واشتدّت عليه في أمرٍ فعله قال: “أمي حزينة.” والحزن أعمق من الغضب، وأهدأ. ولكنّ الطفل لا يدري.

هكذا أيضًا كلّما تعلّمنا كلماتٍ جديدة، وأضفنا إلى قاموسنا معانٍ لم نعرفها من قبل، ازدادت الدنيا وضوحًا وصار فهمنا لها أعمق.

اللغةُ Read More »

لا حول ولا قوّة إلّا بالله

لاحظتُ اليوم أنّ كلّ شيء أراه في البيت الذي أسكنُ فيه قد سبقه العديد من عمليّات “التمهيد” حتّى أتمكّن من رؤيته أمامي. الحائط الملوّن، والأرض الناعمة، والفراش الوثير، والتلفاز، والتليفون، والإنترنت، والجبن الذي بالثلّاجة … كلّ هذه الأشياء وراءها ملايين العمليّات التي سبقت ظهورها أمامي. وقليلًا ما أنتبه إلى هذه التمهيدات.

لنأخذ الجبن فقط كمثال (ذكر أحمد الشقيري هذا المثال في برنامجه: خواطر). بدأ الأمر ببقرة تمّت رعايتها لتدرّ حليبًا نافعًا. يتمّ إجراء عمليّات كثيرة معقّدة على هذا الحليب ويتمّ تحويله إلى جبن. ثمّ يحفظ الجبن بطريقة معيّنة لفترة زمنيّة معيّنة، ثمّ يتم شحنه إلى تاجر، ثمّ إلى السّوق، ثمّ أشتريه أنا لأضعه في ثلّاجتي!

ربّما تُجرى بعض هذه العمليّات في بلاد أخرى بعيدة، وربّما يمرّ هذا الجبن على أكثر من ١٠٠ عامل قبل وصوله إليّ، وربّما يقطع آلاف الكيلومترات. كلّ هذا سخّره الله لي، لأشتريه جاهزًا، ولا حول لي ولا قوّة!

ربّما نستشعر بهذا المثال صدق قوله صلّى الله عليه وسلّم: {من أكل طعاماً فقال: الحمدلله الذي أطعمني هذا ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة، غفر له ما تقدم من ذنبه.}

وكذلك في الملبس، والمركب، والمسكن، والمشرب… إلخ

لا حول ولا قوّة إلّا بالله Read More »

إشارة

يجدر بنا ألّا ننسى، ونحن نشيرُ إلى أخطاء الآخرين، أنّنا مخطئون أيضًا. وربّما يكون خطؤنا أكبر؛ لأنّنا برغم خطايانا ما زلنا نشير بأصابع الاتّهام إلى النّاس، وكأنّنا لا نخطئ.

إشارة Read More »

قصة الرّجل وثمار النخل

مرّ رجلٌ جائع ببستان من النخيل في فصل الخريف. وأعجبه منظر البلح بألوانه المتناسقة مع ألوان النخل، وكثرته. وتفكّر قليلًا في المال الذي سيجمعه صاحب هذا البستان من البلح بعد بيعه للتجّار، فلمعت في ذهنه فكرة!

سوف أشتري قطعة أرض صغيرة وأشتري بضع نخلات، وفي كلّ عام، سأحصد البلح وآكل منه وأبيع ما يزيد عن حاجتي. وأربح مالًا كثيرًا.

وقام على الفور باستثمار ماله في هذا المشروع. وخسر جميع ماله!

لا تتعجّب. فهناك قطع ناقصة من الصورة التي رسمتُها لك.

هذا الرجل يعيش بالمدينة، لم يزرع أرضًا في حياته. ولا أحد ممن يعرفه يستطيع العناية بالأرض والزرع كالفلّاح. لقد مرّ من جوار هذا البستان أثناء سفره من مدينة إلى أخرى لإجراء بعض الأعمال.

لم يدرك الرجل أنّ البلح الذي رآه لا يظهر بمجرّد زراعة النخلة. لم يدرك أنّ الأمر يتطلّب رعاية يوميّة على مدار سنوات طويلة. وأنّ البلح لا يستمرّ طول العام، فقط في فصل الخريف. لم يمهل نفسه أن يراقب الفلّاح الذي يزرع، ولا عملية الزراعة. رأى الثّمرة فاندفع.

كانت هناك قطع ناقصة من الصورة التي رسمها الرجل لنفسه.

كم من مغرور بالثمار!

قصة الرّجل وثمار النخل Read More »

لا تطمع. ولكن إيّاك ألّا تطمح!

مرّت سيّارة فخمة من جانبنا ونحن نسير في الشارع أنا وصديق لي، فتأمّلناها معًا وقلتُ له مداعبًا: رزقك الله بمثل هذه السيّارة يا صديقي. فردّ بسرعةٍ شديدة: ولو كانت سيّارة ١٢٨، أنا راضي!

ليست هذه الأحداث حقيقيّة. ولكنّها، في نفس الوقت، حقيقيّة جدًا.

أكثر الناس لا يجرؤون حتى على أن يحلموا حلمًا كبيرًا. ما ضرّك إن حلمت بأفضل سيارة؟ وأفضل مسكن؟ وأفخم ملبس؟ لا أقول أن تطمع ولا ترضى، ولكن أقول أن تطمح وتحلم.

وتجد هؤلاء الناس يتعاملون حتى مع الحياة الآخرة بنفس المبدأ، فيقول أحدهم: لا أريد الفردوس، أنا راضي ولو بغرفة فوق السطح في أسفل درجة من الجنّة!

ولماذا لا تسأل الفردوس وتطمح إليها؟ إلى أين تظنّ هذا الحلم سيقودك؟

يقول الدكتور مصطفى محمود: لكلٍّ ما سأل، وهذا هو منتهى الكَرَم.

فانظر ماذا تسأل.

لا تطمع. ولكن إيّاك ألّا تطمح! Read More »

المشكلة أنّ مَن في الأسفل يغفلون عن موقعهم!

نرى في أفلام البحّارة عاملًا في السفينة يصعد برجًا عاليًا ليراقب البحر من بعيد وينبّه القبطان في حال رأى شيئًا غريبًا.

ماذا لو رأى هذا الرجل جبلًا ثلجيًا وأخبر القبطان بوجوده؟ رغم أنّ القبطان لا يستطيع رؤية الجبل من موقعه داخل المقصورة، سيقوم على الفور بتوجيه السفينة بعيدًا عن مسارها الحالي.

ما السّرّ؟! لماذا يسمع القبطان -رغم منصبه العالي- لعاملٍ بسيط؟ الإجابة بديهية، أليس كذلك؟ العامل يرَى ما لا يراه القبطان، بسبب موقعه العالي.

نحن نغفل عن هذه الحقيقة في أغلب الأحيان، وننسى فكرة المواقع العليا والسفلى. لا أتكلم عن البحار بالطبع، ولكن عن الهيكل المؤسّسي والوظيفي.

مديري في العمل يرى ما لا أراه بحكم موقعه الأعلى. ومديره يرى أكثر منه.. وهكذا! وبالتالي، لا يشترط، بل لا يمكن أصلًا، أن أفهم كلّ شيء يقوم به هذا المدير. ولا بدّ لي أن أعترف بعدم أهليّتي لمحاسبته ما لم أرَ الصورة التي يراها، أي ما زلت في مكاني.

فتأمّل!

المشكلة أنّ مَن في الأسفل يغفلون عن موقعهم! Read More »

صديق العائلة

كعادتي، كنت أستمع إلى محاضرة صوتيّة أثناء الطريق. كان المُحاضر يتحدّث عن الموت والحياة.

أثناء الكلام، سأل السؤال التالي: “لو متَّ الآن، ستوصّي من مِن أصدقائك العناية بأمّك وأبيك؟”

فكّرت في السؤال قليلًا، ثمّ صُدمت! لا أحد من أصدقائي يعرف أمّي أو أبي أصلًا، إلّا سماعًا! ولا يعرف أبي أو أمي أصدقائي.

ولا أظنّ أنّني الوحيد. لأنّي لا أعرف أيضًا أهل أصدقائي. إذن هي حالة عامّة بيننا اليوم. ولا أعرف تحديدًا ما سبب اختفاء أصدقاء العائلة.

ربّما انتشار المولات والمقاهي يسمح بالمقابلات خارج المنزل، وربّما وجود الإنترنت في كلّ هاتف وتسهيل التواصل يقلّل من الداعي للاجتماع وجهًا لوجه مع الناس أصلًا.

ولا أدري إن كان هذا الموضوع أصلًا مهمّ أم لا! ولكنّني فوجئتُ حقًّا لمّا لم أجد للسؤال جوابًا.

ماذا عنك؟ من الذي ستوصيه بأهلك إذا متّ اليوم؟

صديق العائلة Read More »

لغات الحبّ

تعلّمت مُؤخّرًا أمرًا أذهلني جهلي به رغم بساطته وبداهته!

من المعروف أنّك إذا أردت أن تتواصل مع شخص بشكل فعّال، عليك أن تتكلّم بلغةٍ يفهمها، فإن كان لا يعرف غير اليابانيّة، وأنت لا تعرف غير العربيّة، فالتواصل صعبٌ جدًا بينكما.

الجديد الذي تعلمته مؤخرًا هو أنّ التعبير عن الحبّ له لغات مختلفة أيضًا، باختلاف الأشخاص. وربّما تكون تحاول التعبير عن حبّك للطرف الآخر بلغة لا يفهمها، ولا يتعامل بها، فلا تصل رسائلك إليه.

ثمّ تجد أنه لا يقدّر حبّك ورسائلك المتكرّرة، فتغضب وتشعر أنّك غير مقدّر. ولكن، الحقيقة أنه لم يستقبل كل هذه الرسائل لأنها بلغة لا يفهمها.

عليك أن تبذل الوقت والجهد في تعلّم لغة الحبّ الخاصّة بك، وبالطرف الآخر. وستجد التواصل بينكما يتحوّل تدريجيًا إلى الأفضل.

لغات الحبّ Read More »

معجزة التدبير الإلهي

خلال الأسابيع القليلة الماضية، تعرّضت لأكثر من مرّة إلى شيء أشبه بالمعجزة.

أحاول التخطيط لتحقيق هدفٍ محدّد أرغب فيه، ولا يحالفني الحظّ في البداية. أبحث في كلّ مكان عن سبيل إلى تحقيقه، وأبذل جهدًا كبيرًا، ولكنّني لا أصل إلى شيء. أحاول بكلّ طاقتي أن أعدّل الخطّة وأبحث عن طريقٍ آخر. ولا فائدة.

إلى أن أصل إلى نقطة اليأس من تحقيقه في الموعد المحدّد. وأقول لنفسي، لا بأس، ربّما هو شرٌّ لك إن حصل، فالحمدلله على كلّ حال.

ثمّ تدفعني الرّغبة لمعاودة المحاولة مرّةً أخرى والتفكير في حلّ جديد. إلى أن أجد، فجأةً، هدفي قد تحقّق بطريقة أفضل من خطّتي التي كنت أرغب في تحقيقها في البداية. أجد أنّني حقّقت أكثر مما أريد.

وأنظر ورائي فأجد أنّ كلّ العقبات التي واجهتُها خلال الفترة السابقة وكنت أكرهها وأنزعج منها، أجد أنّ كلّ هذه العقبات، كانت تدبيرًا من الله، لأنّه أراد لي المزيد. أراد لي تحقيق أكثر مما أريد.

ولكن، لم تكن النتيجة النهائية لتحصل، لولا أنّي سعَيت بجهد حثيث نحو التخطيط وتعديل المسار كلّما سنحت لي فرصة. وكان جزاء هذا الجهد، هو التحقيق الأكيد لما أريد، بل وأكثر ممّا أريد.

سبحان مدبّر الأحوال.

معجزة التدبير الإلهي Read More »

عن الإخلاص

الحبّ مكفولٌ لجميع المخلوقات عند من يعي.

ولكنّه يزيد تجاه المُخلصين.

ربّما لا يستطيع صديقك أن يهديك كلّ الانتباه الذي تريد، ولكنّك تستطيع، بلا شكّ، أن تشعر بإخلاصه تجاهك، وهذا هو المهمّ. ربّما لا يستطيع زوجُكِ أن يحقّق لكِ كلّ ما تريدين، ولكنّك تعلمين أنّه أخلص في سعيه.

ربّما لا تتّفق مع رؤية مديرك في العمل، ولكنّك تستطيع أن تكنّ له الاحترام الكامل، رغم الاختلاف، لأنّك تعلم أنّه مخلص في عمله، ويقوم بما يراه الأفضل.

لا ينقص الحبّ باختلاف الرّأي، أو بأي شكل من أشكال النّقص، ما دام الإخلاص موجودًا.

أحبِب المخلصين. وادعُ لهم.

عن الإخلاص Read More »

عن البدايات

البدايات دائمًا مثيرة، وممتعة.

ربّما يكون هذا بسبب الفضول الذي يصاحبها، والتشوّق لمعرفة أشياء لم نعرفها، واختبار تجارب لم نعشها من قبل.

ولكن، بعد أن تختفي هذه الإثارة، وهي حتمًا ستختفي، يكون الامتحان الحقّ. امتحان الصبر. وامتحان قوّة الرغبة في الاستمرار. وامتحان الإصرار.

استمتع بالبدايات، ولكن كن مدركًا أنّها دائمًا مؤقّتة. وأنّك داخلٌ لا محالة في المنتصف، حيث لا شيء سوى الملل والتعب والفوضى.

إتمام الخير خيرٌ من بدئه، وأشقّ. لأنّ الابتداء هوَى، والاستكمال صبر.. والصّبر أشقّ من الهوى، وأعمق، وأدقّ، وأليق بالمبدعين.
د. يوسف زيدان

عن البدايات Read More »

من أمراض السّلوك المزمنة

استأجرت اليوم عاملًا ليقوم بإصلاح خطّ التليفون في المنزل. وذكّرني سلوك هذا العامل بمرض من أمراض السّلوك المزمنة. وهو مرض الشّكوى الدائمة.

وليست هذه هي المرّة الأولى التي يأتيني فيها، تقريبًا في كلّ عامٍ مرّة. وأوّل تعاملي معه كان تقريبًا منذ ثلاث سنوات. وما زال هذا الرّجل كما عرفته أوّل مرّة. لم يتغيّر حاله، أو ربّما زاد سوءًا.

ولا أعرف عن حاله الكثير، ولكنّه على عادة المصريّين، كثير الكلام، ومن كثر كلامه زلّ لسانه بما يدور في خاطره وما يشغل فكره ولو لم يقصد. وعلى مدار السنوات الثلاث، لم يتغيّر كلامه أبدًا. ولم يحصل شيئًا جديدًا! نفس الشكاوى المعادة مرّة بعد مرّة. ونفس طريقة الاعتذار بأعذار لا أساس لها. واتّخاذ دور ضحيّة الحياة المظلومة منهاجًا وديدنًا.

أشفقت عليه، واتّخذت دور طبيب القلوب، وأخبرته -ولا أدري إن كان يسمع لي- أنّ المسؤوليّة عليه وحده، وأنّ المرض داخليّ وليس خارجيّ. وأرشدته إلى كتابة قائمة من عشر نِعَم يحمد الله عليها في كلّ يوم. وقلت له إن مارست تمرين الامتنان هذا، ستسعد سعادةً لا تحلم بها.

عندما أنهى عملَه، وأعطيته الأجرة -المتّفق عليها قبل بدء العمل- مع زيادة بسيطة، شكى لي قلّتها، وأنّ العمل كان أصعب مما توقّع (ولم يكن بالطّبع)، وأنّه مظلوم بهذه الأجرة! فقلتُ له: اذهب، واكتب النّعم العشرة كلّ يوم، ثمّ اتصل بي بعد شهر، لعلّ النّصيحة تكون أغلى من الزيادة الّتي تطلبها وأنفع.

طبعًا، لم يعجبه الكلام.

من أمراض السّلوك المزمنة Read More »

الإنترنت يخلق عالَمًا بلا حدود

قبل شيوع الإنترنت، لم يكن أحد يطّلع على الناس من غير طبقته، فضلًا أن يتطلّع إليهم. كانت كلّ معرفة الناس ببعضهم عن طريق الاتصال المباشر.

إذا كنت تسكن في قرية صغيرة متواضعة من حيث الإمكانيّات المادّية والرفاهيات، كانت هذه القرية هي العالَم باانسبة إليك. لم تكن تتعرّض مثلًا إلى فلان الذي يعيش في كاليفورنيا ويملك ما لا تملك. ولم تكن تعرف ماذا يحدث في الصين ولا في إنجلترا.

وبالتالي، لم تشغل هذه الأشياء تفكيرك مطلقًا. كنت تعلم، بلا شكّ، أنّ هناك أماكن أخرى في العالَم وبشر يعيشون حياةً مختلفةً عنك. ولكنك لم تكن تتعرّض إليهم مئات المرات في اليوم الواحد!

الآن، أنت ترى العالَم كلّه بلمسات قليلة على شاشة هاتفك. وهو تقدّم مذهل ورائع. ولكن، في نفس الوقت، اختفت الحدود بين الطبقات المختلفة. فأصبح الفقير يشاهد الغنيّ كلّ يوم ويتابع أخباره، فيصاب بعدم الرّضا عن حاله. وأصبح يتعرّض بشكل مستمرّ لدعايا مختلفة وإعلانات تحثّه على امتلاك هذا الشيء الذي يملكه “الجميع” إلا أنت.

أضف هذا إلى تسهيلات الشراء مثل بطاقات الائتمان والأقساط تجد نتيجة مروّعة. وهي أنّ كل الناس تشتري باستمرار ما لا تحتاجه، وما لا تستطيع إيجاد ثمنه حتّى! وما يزالون يتذمّرون ويشكون.

الإنترنت يخلق عالَمًا بلا حدود Read More »

لكلّ مدينة توقيت، ولكلّ إنسان أيضًا

لكلّ مدينة توقيت خاصّ بها وفقًا لموقعها الجغرافي (دوائر العرض وخطوط الطول). وكذلك لكلّ إنسان توقيت خاصّ به.

ليس شرطًا أن تتزوّج في سنّ معيّنة، ولا أن تنجب في سنّ معيّنة، ولا أن تحقق إنجازًا ما في وقت محدد مسبقًا.

ربّما تكون في التاسعة عشرة من عمرك وتصبح أحد أهم لاعبي كرة القدم في العالم، وقد رأينا اللاعب الفرنسي “إمبابي” وأداءه في كأس العالم هذا العام. وربّما تكون في التاسعة عشرة ولم تحقّق شيئًا بعد.

لا يعني هذا أنّك فاشل. أو أنّه عليك أن تكون مثل فلان. لا تقارن نفسك بالآخرين. أنت لا تعلم العوامل التي أثّرت عليهم ليصبحوا في هذه المكانة في هذا السنّ. أنت لا تعرف موقعهم الجغرافي.

كما أنّك لا تعرف عن أحد سوى ما يظهر لك فقط. ربّما لا تعرف عنه سوى الصور ومقاطع الفيديو التي تشاهدها عبر حسابه على وسائل التواصل الجماعي الإلكترونية. وربّما للصورة بقيّة لا تعجبك.

لا تقارن نفسك بالآخرين.

فقط فكّر في خطوتك التالية، بإمكانيّاتك الحاليّة، في حدود قدراتك، ماذا يمكنك أن تفعل لتصبح أكثر قيمةً؟ ما هي الخطوة التالية التي ستؤثر بالإيجاب على حياتك أنت، في توقيتك أنت؟

لكلّ مدينة توقيت، ولكلّ إنسان أيضًا Read More »

اختر ذكرياتك

ما هي الأشياء التي تسترجعها من ذاكرتك بشكل متكرر؟

هل هي مشاكل ومواقف كنت تشعر فيها بمشاعر سلبيّة؟ أم هي ذكريات جميلة إيجابيّة؟

إنّ ذكرياتك التي تسترجعها باستمرار تؤثّر على حاضرك. فكلّ مرّة تسترجع فيها ذكرى ما يعيشها عقلك مرّةً أخرى كأنّها حاصلة الآن. والدليل على ذلك أنّك عادةً تشعر بنفس المشاعر التي شعرت بها حينها.

فإذا كانت الذكرى جميلة، تؤثر عليك بشكل جميل وتجعلك أكثر سعادة وبهجة، وإذا كانت ذكرى أليمة، تجعلك أكثر حزنًا وألمًا. وهذه المشاعر تجذب إليها المزيد من المشاعر المشابهة لها في الحاضر.

فكّر فيمَ تفكّر. واختر ذكرياتك.

اختر ذكرياتك Read More »

العالَم يفسح الطريق لمن يعرف أين يذهب

في كلّ مرّة حقّقتُ فيها شيئًا أو حصلت على شيء أريده، كان هناك عاملان موجودان. سواء انتبهت لهما أم لا: هما التحديد، والتوقّع. أي أنني أعرف بالضبط ماذا أريد، وأتوقّع أن أحصل عليه.

فكّر في كلّ ما حصلت عليه حتّى الآن.

ألم تكن هناك أسباب منطقيّة تمنعك من الحصول على هذه الأشياء أو بعضها؟

ولكن رغم وجود هذه الأسباب، استطعت أن تحصل عليها. ذلك لأنّك كنت تعرف بالتحديد ماذا تريد. وكنت تتوقّع حصوله، ربّما لأنّك لم تفكّر في المعوّقات أصلًا!

والآن فكّر في كلّ ما أردت أن تحصل عليه، ولكنّك لم تحصل عليه بعد. هل تتوقّع حقًا أن تحصل عليه؟ أم أنك تؤمن أنّه بعيد جدًا عنك؟ وهو ما يطلق عليه بالإنجليزيّة Self-fulfilling proficy. أي أنّ هذا الاعتقاد بالتحديد -اعتقاد أنّك لن تحقق ما تريد- هو الذي يمنعك من تحقيقه!

عليك أن تعرف ما تريد وأن تصدّق في إمكانية حصولك عليه.

ليس هناك سبيل آخر.

العالَم يفسح الطريق لمن يعرف أين يذهب Read More »

إذا أردت أن تكون، افعل

لا بأس في أن تفكّر وتتأمّل فيما تريد أن تكون. ولكن عليك أن تعي تمامًا أنْ لن يتغيّر شيء ما لم تقم بعمل شيء.

وهذا هو الفرق بين التمنّي المجرّد وبين الهدف المحدّد.

حين تحلم أن تكون غنيًا أو تحلم بامتلاك سيّارة فارهة أو السكن في مدينة ما، كلّها مجرد أحلام وأمنيات ما لم تقم بالعمل على تحقيقها.

قال شيكسبير: “إمّا أن أكون، أو لا أكون.”

فإذا أردت أن تكون، افعل.

إذا أردت أن تكون، افعل Read More »

كيف تغيّر الواقع؟

“أنت لا تغيّر الأشياء بمحاربة الواقع الموجود. أنت تغيّر الواقع ببناء نموذج جديد تمامًا يجعل النموذج القديم لا قيمة له.”

هكذا قال المهندس المعماريّ الأمريكيّ بكمنستر فولر. وأظنّ أنّ علينا تأمّل هذه المقولة جيّدًا.

لأننا في أغلب الوقت نحارب ما لا نريد. يزعجنا. ويؤلمنا. ونقاتله.

أحيانًا ليس عليك أن تقاتل هذا الواقع، عليك فقط أن تتجاهله، وتركّز تفكيرك على واقع آخر. واقع جديد أنت تبنيه كما تحبّ.

ازرع بذرة جديدة في مكان مجاور للشجرة القديمة التي تكرهها. وكلّما وجدت نفسك تزور هذه الشجرة، حوّل نظرك إلى البذرة الصغيرة تحت الأرض، واسقِها. وفي كلّ مرةٍ تسقي فيها هذه البذرة، أنت تمنع الماء عن الشجرة القديمة، فتذبل، ثمّ تموت.

 

كيف تغيّر الواقع؟ Read More »

بمن تحيط نفسك؟

يتأثّر الإنسان كثيرًا بمن حوله.

أفكار من حولك وكلامهم وسلوكيّاتهم كلّها تؤثّر فيك بشكل مباشر. ربّما لا تعرف أنّ هذه الأشياء تؤثر عليك. وربّما تنكر ذلك ادّعاء منك أنّ لك شخصيّتك المستقلّة و و و … إلخ. ولكن تبقى الحقيقة أنّ عقل الإنسان يتأثّر بكلّ ما يدخل إليه.

وما زال الإنسان أبدًا شاكيًا غير راضٍ عن وضعه الحالي. ولكن بعد زمن الإنترنت، أصبح هناك عوامل لم تكن موجودة في الماضي. منها:

لم يكن بإمكانك أن تطّلع إلّا على حياة من تعرفهم فقط. وبالتالي لم يكن بإمكانك أن تطّلع على تفاصيل حياة نجوم السينما والفنّانين والمشاهير ولم تكن تتطلّع أن تعيش مثل حياتهم. وكلّ دقيقة تقضيها في متابعة أخبار الفنّانين ونجوم العالَم هي دقيقة ضائعة من وقتك كان يمكنك استغلالها في تطوير ذاتك أو التركيز على حياتك أنت.

ومنها أيضًا كثرة المحتوى الذي تتعرّض إليه يوميًا. فالآن، فقط بضغطة زرّ، أكتب شيئًا ويعترض هذا النّص طريقك عبر صفحة الفيسبوك الخاصّة بك مثلًا. وعلينا أن ننتبه إلى المحتوى الذي نسمح له بالدخول إلى عقولنا. علينا أن نُقصيَ تمامًا كلّ ما هو سلبيّ بغير إفادة. مثل الشكاوى المستمرّة من الناس عن الأوضاع السياسية أو عن غلاء الأسعار أو أو أو .. كل ما هو غير موضوعي وغير بنّاء، عليك أن تمنعه من الظهور أمامك. هناك الكثير من الخيارات مثل “عدم المتابعة” و”المنع” و”مسح الصداقة” وما إلى ذلك.

لا تستهن بما تعرّض عقلك إليه. لا تستهن بمن تحيط نفسك بهم. احرص على أن تحيط نفسك بما تريد أن تكون.

 

بمن تحيط نفسك؟ Read More »

بسم الله الرحمن الرحيم

سيرًا على خُطى الملهم سيث جودن، خصّصتُ هذه الصفحة لنشر فكرة واحدة يوميًا لمن يحبّ أن يقرأها.

أوثّق أفكاري هنا لعلّي أقرأها بعد مرور شهور وسنوات فأقول هذا أنا، هذا ما كنت أفكّر به. أو يقرأها من يخلفني، إن شاء، فيقول هذا أحمد وهذا ما كان يفكّر به.

أوثّق أفكاري هنا لعلّها تعطيك إشارةً نحو فكرة ربّما تنير لك طريقًا أو تفتح لك بابًا.

أوثّق أفكاري إيمانًا منّي بأنّ كلّ الأفكار تستحق النّشر. وكلّ التجارب تستحقّ الدراسة. وإيمانًا منّي بأنّ بين كلّ تجاربنا أشياء مشتركة قد نستطيع التعرّف عليها إذا ما اطّلعنا على أفكار بعضنا البعض.

أوثّق أفكاري هنا تدريبًا لنفسي على مَلَكة الكتابة. فهي، ككلّ المواهب، تتحسّن بالممارسة الجادّة.

أوثّق أفكاري هنا لتتّضح وتنتظم. فالأفكار في الرّأس مختلطةٌ جدًا ومُبَعثَرَة.

 لا أحدّثكم من موقع الخبير، أو العارف، فلست أيّهما .. ولكن أتحدّث هنا بصفتي أنا. أفكّر مع نفسي على هذه الصفحة، ومعك، إذا شئت أن تقرأ.

فكرة واحدة كلّ يوم. لنفسي، ولك.

 

بسم الله الرحمن الرحيم Read More »