آفة الإنترنت السريع

لا أعرف في عصرنا هذا آفةً مثل الاستهانة بالتغييرات الطفيفة.

في عصر التوصيل السريع، والتحميل اللحظي، والمشاهدة عند الطلب، يصعبُ علينا تحمّل ما ليس لحظيًا ولو كان على مرمى البصر!

أيّ شيء لن نحصل عليه خلال ٢٤ ساعة لن نصبر عليه.

نريد أن يكون لدينا مليون متابع في أسبوع. ومليون دولار في شهر. ومئة ألف مشاهدة خلال يوم واحد من نشر الفيديو. نشتري الإعجابات والمتابعين لنعزّز ثقتنا في أنفسنا وفيمَ نقدّم. ولا ندري أنّنا نعزّز وَهمًا.

هناك حلّ آخر.

أبسط.

وأكثر فعالية.

وأضمن للوصول.

وهو التغيّرات البسيطة جدًا، المستمرّة بلا انقطاع.

لو كنت تقود طائرةً من مطار القاهرة باتّجاه مدينة لوس أنجلس مثلًا، ثمّ حدتَ بمسارك مقدار ١٠ درجات فقط، سينتهي بك الأمر في مكان مختلف تمامًا عند الوصول. لن تصل إلى لوس أنجلس، ولكنّك ستكون بعيدًا جدًا عنها. هذه الدرجات العشر لن تؤثر لو كنت تسير من غرفة الجلوس نحو المطبخ مثلًا لأنّ المسافة قصيرة جدًا لا تسمح لهذا التغيير البسيط بإحداث أي تغيير فعليّ.

ولكن حين يطول الطريق، تجد أنّك قد انتهى بك المطاف إلى مكان آخر تمامًا.

وهذا مثل ما يحصل في التغيّرات البسيطة التي يمكننا فعلها في حياتنا اليومية.

الفكرة في التغيير البسيط أنّه أسهل كثيرًا من التغيير الكبير الذي نرجو القيام به “يومًا ما”. يمكننا تنفيذ التغيير البسيط الآن. لأنّه بسيط.

ما هو التغيير البسيط الذي يمكنك القيام به الآن وسيساعدك في الحصول على ما تريد بعد عشر سنوات؟