أدوار

تأتي قيمة الشيء من أهمية الدور الذي يلعبه في هذه الحياة.

عبوّة المياه الغازية تُباع بعشرة جنيهات لأنّها تروي الظّمأ وتشعرك بالانتعاش. فإذا ما انتهيت منها يُباع الكيلوجرام من العبوات الفارغة بمئة جنيه فقط. قد يحتوي الكيلوجرام الواحد على ٧٠ عبوّة فارغة. قيمتها الأصلية ٧٠٠ جنيه.

فقدت العبوّة قيمتها حين فقدت الدور الذي تلعبه وتحوّلت للعب دور آخر أقلّ قيمة.

وكذلك جهاز الكمبيوتر إذا بعته لمن يُحسن استخدامه فربّما دفع لك عشرات الآلاف. وإذا أعطيته لمن لا يفقه عمله ولا حاجة له به ربّما استعمله كمسند لأريكته قيمته مثل قيمة الحجر الذي يجده في الشارع.

مَن أعظم النّاس قيمةً؟ محمّد رسول الله صلى الله عليه وسلّم والرّسل والأنبياء. لماذا عَلَتْ قيمتهم؟ لأنّهم يلعبون الدور الأهمّ في حياة النّاس؛ هدايتهم لله وتعريفهم بدورهم وقيمتهم. وقيمتهم هذه ليست ذاتيّة. فلو لم يلعبوا هذا الدور لما كانت لهم نفس القيمة.

ما قيمة وجود الأب والأم في حياة أولادهما؟ يقدّمان لهم الرعاية والطعام والشراب والعناية وكلّ ما يلزمهم من احتياجات. فتعلو قيمتهم بالنسبة إلى أبنائهم. وليس لهم نفس القيمة بالنسبة إلى باقي الناس؛ فهم يلعبون دورًا مختلفًا.

فاختر لنفسك دورًا يجعلك إنسانًا ذا قيمة.