أتساءل كيف تكون كلّ اللافتات في الشوارع تشجّع على قول نعم، ولا لافتة واحدة تحثّ على قول لا؟
لماذا يلجأ معرض سيّارات مثلًا ليعرض مثل هذه اللافتة ويتكبّد هذه الأموال على شيء لا علاقة له بتسويق منتجاته؟
لا أملك سوى السؤال، ولا أظنّ أحدًا يملك إجابة حقيقية. كلّها تخمينات. ولكن، هناك أسئلة أهمّ، إجابتها معروفة أو يمكن التوصّل إليها بقليلٍ من التفكير.
هل توافق على التعديلات؟ إذا كانت إجابتك نعم، فعلى الأرجح، أنت متحمّس للذّهاب إلى الإدلاء بصوتك، وإذا كانت إجابتك لا، فعلى الأرجح أنت غير مهتمّ بالذهاب إطلاقًا. لماذا؟ مع أنّ لكلّ منهما رأي، ولكلّ منهما الحقّ (والواجب) في الإدلاء بهذا الرأي. والإجابة في ظنّي أنّ من يرفض التعديلات يؤمنُ أنّ اللعبة قد انتهت قبل أن تبدأ. كما نقول بالعامّيّة: خسرانة خسرانة.
لكن، إلى أين سيؤدّي هذا الطريق؟ إلى ٩٩٪ نعم. أنت تساعد على تحقيق ما لا تريد بتجاهلك لدورك. بل هي نبوءة تؤكّد نفسها بنفسها: خسرانة خسرانة، فلن أذهب، ولن نذهب جميعًا، فتخسر بالفعل. الأولى ظنّ، أمّا نتيجة التجاهل فهي حتميّة بلا شكّ.
اذهب. شارك. ارفض. ثمّ اقبل النتيجة بحماس. لأنّك قد أدّيت واجبك. وما بيدك غير ذلك لتقدّمه.
فإن فعلت، فلا حرج عليك. وإن لم تفعل، فقد انسحبتَ من اللعبة، فلا تتحدّث عنها بعدُ.