أفضل ما يمكن أن تقدّمه للعالَم

ترقيةُ نفسك.

نحن معرّضون للتطلّع إلى ما لا نستطيعه. نودّ لو بإمكاننا تغيير العالَمِ بين ليلة وضحاها. نريد إيقاف الحروب، والتأثير على دُوَل كاملة، وإبادة أمراض، ونشر السّلام، وحلّ مشكلة المناخ .. نريد كلّ ذلك دفعةً واحدة. فإذا لم نستطع، قُلنا: لا نستطيع من شيء، وفقدنا الأمل!

مُهملين قاعدةً أساسية: اعمل في حدود دائرة تأثيرك قدر المستطاع تتّسع لك وتزيد ويزيد أثرك.

لو كانت هذه الأحلام النبيلة خارج قدراتي أنا، فمن يستطيع التأثير فيها؟

ستجد أنّ أحد أكبر المؤثرين في مجال اللقاحات وإبادة الأمراض مثلًا هو (بِل جيتس). رجل قضى عمرَه في تطوير التكنولوجيا، ثمّ زاد أثره حتى استطاع الوصول إلى ما وصل إليه.

ستجدُ (إلون مَسك) يستطيع قلب موازين صناعات مختلفة بسهولة، ولكنّه لم يستطع ذلك منذ عشرين عامًا.

فكّر في أي رمز يمكنه تغيير العالم بالمقدار الذي ترجوه ستجد أنّهم بدأوا من نقطة بعيدة تمامًا عن ذلك. ولكنّ سرّ قوّتهم اليوم هو أنّهم قبل أربعين سنةً أتقنوا ما بين أيديهم وعملوا على ترقية أنفسهم وزيادة أثرهم تدريجيًا حتّى وصلوا إلى ما هم عليه اليوم.

ما بالك بدائرة تأثير طفلٍ رضيع؟ أنّى له التأثير في أيّ شيء؟! في حاله الذي هو عليه اليوم، لا يستطيع. ولكنّه بالعمل على تقوية جسده، ثمّ تعلّم القراءة والكتابة، ثمّ الترقية بعد الترقية حتّى يصبح عَلَمًا من الناس.