حرصًا على أن يتذكّرني النّاس. يقول الدكتور يوسف زيدان في روايته الأشهر، عزازيل، مخاطبًا بطلَ الرواية: اكتب يا هيبا، فإن مَن يكتب لا يموت. ويقدّم أحمد أمين لكتابه، فيض الخاطر، قائلًا أنّه اجتهد في جَمع هذه المقالات: “لأنّها قِطَع من نفسي أحرص عليها حرصي على الحياة”.
فهل يكتبُ كلُّ كاتبٍ ليَحيا بعد أن يموت؟
يقول العقّاد أنّ القراءة تُضيف إلى عمر القارئ أعمارًا عديدة بعدد من يقرأ لهم. فهل تضيف الكتابة للكاتب أعمارًا فوق عمره بعدد مَن يقرأون له؟
إنّها، إذن، صفقة رابحة لكلا الطرفين.
ها أنا ذا أكتب ما تعلّمتُه وما أفكّر به. وأدوّن أفكاري وخواطري، لعلّها تجدُ مَن يلقى فيها صدى صوته، ويشعر كأنّها صورة من أفكاره. فتزيد هذه الأفكار والصّور في عمره وعمري معًا.