أنا، ونحن، لكن ليس هم

يشكو المصريُّ من المصريّين في كلّ مكان ذهبتُ إليه.

مَن سافر للعمل خارج مصر يعرف أنَّ “المصريّين أعداء في الغربة”! ومَتى تأخرَّ شخصٌ عن موعده، يُقال: هكذا نحن المصريّون. وهكذا إلى ما لا نهاية له من التعبيرات السخيفة التي تنعت المصريين بكلّ الصفات السلبية، وكأنَّ المتحدّثَ من أورُبّا!

وإذا نظرنا للشّعب المصريّ كجسدٍ واحد، فكأنّما هو شخص كاره لذاته، لا يطيق نفسَه التي بين جنبيه، عديم الثقة بنفسه، ويظلّ يسبّ نفسَه ليلَ نهار ويؤكّد سلبيّاتها، ولا يلتفت لمحاسنها أبدًا.

كيف، في رأيك، سيتعامل معه الآخرون؟ تمامًا كما يعامل نفسَه. لا يحترم أحدٌ أحدًا أكثر من احترام الشخص لِذاتِه. لا يُحبُّ أحدٌ أحدًا أكثر من حُبّ الشخص لذاته. أنت النموذج الذي يحتذي به الآخرون في التعامل معك.

فإنْ أنا سمحتُ لنفسي بشتم نفسي وتوبيخها علنًا أمام الناس فكيف أستنكر عليهم أن يقوموا بالمِثل؟

وبالتالي، أصبح كلُّ مَن هَبَّ ودَبَّ، مصريّ كان أو أجنبيّ، يتحدّث عن المصريين بسوء.

علينا احترام أنفسنا أولًا قبل مطالبة العالَم باحترامنا. علينا التخلّص من أفكارنا التعميمية عن المصريين، وأن نتعامل مع الأشخاص واحدًا واحدًا، وأن نبدأ بأهمّ شخص، أنفسنا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *