أنتِ كُلُّ حياتي

هذا شعار رومانسيّ جميل حين يقوله الحبيبُ لمحبوبته. ولكنّه، إذا كان حقيقيًّا، يكون مُدمّرًا لصاحبه.

أن يجعل الإنسانُ شيئًا أو شخصًا ما محور حياته الوحيد هو أمر في منتهى الخطورة. والأسباب مختلفة:

أوّلًا: كلُّ شيءٍ لا محالةَ زائل. كيف ستكون حياتك بعد اختفاء هذا الشيء أو الشخص منها؟ قد يتركك. وقد يتوفّى عنك. وقد تتركه أنت. فإذا اختفى أساسُ حياتِك طُمِسَت هويّتُك. ستقضي وقتًا طويلًا لا تعرف من أنت أو ماذا تفعل في غيابه.

ثانيًا: لا شيء يبقى كما هو. قد يتغيّر هذا الشخص من ناحيتك. ربّما تكرهه. فتصبح كارهًا لحياتك كلّها. هذه فكرة سيّئة.

ثالثًا: ماذا عن بقيّة الأشخاص والأمور التي ينبغي أن تكون جزءًا من حياتك وأنت تهملها؟ كيف تهتمّ بعائلتك؟ ماذا عن عملك؟ كيف هي علاقتك بأصدقائك؟

رابعًا: سوف تحكم على نجاحك وفشلك من خلال محور واحد. وهذا حكم غير دقيق. بل هو ضلال تامّ.

يقع الإنسان فريسةَ إحساسٍ مؤقّتٍ بالنّشوة في بدء علاقة جديدة بمحبوبته. ويقع فريسة شعور مشابه إذا وقع في غرام عمله مثلًا، أو أيّ شيء آخر يستنفذ كلَّ طاقته ويحتكر كُلّ اهتمامه.

حياتُك غنيّة. لا تختزلها في شخص. لا تختزلها في العمل فقط.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *