أيّها المتأخّرون، رفقًا بمن التزَم

لا ينقضي عَجَبي من مكافأتنا للمتكاسلين، والمهملين، وقليلي الاهتمام في كلِّ حدَثٍ هام.

دعَوات الأفراح تطلبُ من الحضورِ الحضورَ في تمام السابعة، ويضمرون في أنفسهم أن يبدأوا في العاشرة والنصف، لكن كُتبت الدعوة هكذا لأنّ الناس يتأخرون.

كنتُ في عرضٍ مسرحيّ اليوم مكتوب على تذكرتي أنّ باب الدخول يُغلق في تمام الثامنة. لم أفهم معنى أن يُغلق باب دخول المسرح أصلًا، لكنني وصلت قبل الموعد بربع ساعة، لأجدَ أن الباب لم يُفتح بعد. وفُتح في الثامنة والنّصف!

الأحداث التي تنظّمها الأنشطة الطُلّابيّة تتعامل بنفس الطريقة. كتابة موعد مبكّر حتّى يأتي المتأخرون على راحتهم ولا يفوتهم شيء.

ولكن فات منظّمي تلك الأحداث أنّه ما زال هناك من يلتزم بموعده، وأنّ هذا الشخص الملتزم يُعاقَبُ في كلّ مرّة على التزامه. وأنّ المتأخّر يُكافأ، ويُشجّع الملتزم على أن يغيّر عادته السخيفة تلك، وأن يكون، ككلّ مَن حولَه، قليل الاكتراث. لكنه لا يستطيع؛ لا يمكنه أن يُسوّغَ لنفسه التأخير بأيّ عذر.

إنّ تأخرَك -عمدًا- عن موعدك مع صديقك خُلُقٌ سيّء. لكن أن تنظّم حدثًا رسميًا وتتأخر عمدًا، فهذه قلّة أدب.

الحلّ: أن تبدأ الأحداث والفعّاليّات في موعدها، ويفوتُ من تأخّرَ بعضُ العرض. في كلّ مرّة يحصل هذا معه، سيكون تشجيعًا له على الالتزام في المرّة التالية، وهكذا.

الحلّ من طرف المتأخِّر: تعامل مع كلّ موعد كأنّ حياتك تتوقّف عليه، كأنّك لو لم تصل في موعدك، ستفقد كلّ ما تملك. فأنت ستفقد احترامَك لنفسك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *