أوقات الانتظار عمر يضيع سُدًى في عصر علامتُه السّرعة والإنتاج، ويُقاسُ الزّمنُ فيه بالفمتو ثانية.
في كلّ المدن الرئيسيّة زحام من المركبات والمشاة يسعون في الأرض بحثًا عن الرزق. وبسبب هذا الزحامُ الشديد، يضيّع الناسُ الكثير من الوقت ذهابًا وإيابًا. وبعمليّة حسابيّة بسيطة، نجدُ أنّ نصف ساعة يوميًا للذهاب إلى العمل تعني قضاء شهر عمل كامل في الطريق. ومتوسّطُ مدّة الرحلة في القاهرة يزيد عن الساعة، ما يعني ضياع شهرين أو أكثر كلّ عام.
شهران كان من الممكن أن تقضيهم في دورة تدريبيّة عن موضوع تحبّه، ولكنّك لا تحدُ وقتًا للذهاب إلى دورات.
الآن، ومنذ عام ٢٠٠٧، أصبح بإمكانك استغلال هذه الأوقات وإحياؤها. أصبح بإمكانك أن تحضر هذه الدورات سماعًا في طريقك.
لا تحتاجُ تركيزك الكامل، ولا تحتاج شغل عينيك بالكتاب أو الشاشة. ولا تحتاج استخدام يديك. ستدخل المادّةُ المفيدة إلى أذنيك مباشرةً. وستكون مُبسّطةً ومُصمّمةً لتستفيد منها حتّى إذا كنت تقود سيّارتك (أي إذا لم تعطها كامل تركيزك). ليس هذا فقط، بل هي مصمّمة بطريقة ممتعة جدًا، مليئة بالموسيقى والمؤثّرات الصوتية التي تضيف جوًّا مشوّقًا. هذه الطريقة اسمها البودكاست.
برامج صوتيّة أعدّها الكرماءُ من كبار المؤلّفين والصحفيين وروّاد الأعمال وذوي الفعالية العالية وشركات الإنتاج ليهدوك محتوًى هادفًا بالمجّان.
يمكنك تحميل الحلقات والاستماع إليها دون الحاجة إلى الاتّصال المباشر بالإنترنت. وتقوم تطبيقات مثل Podcasts وPodcast addict بتحميل الحلقات الجديدة نيابةً عنك باستخدام الإنترنت اللاسلكيّ وما عليك سوى أن تضغط زرّ التشغيل حين تبدأ رحلتك.
أحيِ أوقاتك الضائعة بالاستماع إلى بودكاست مفيد.