اختلاف توقيت

ليس وقتُ المغادر كوقت المُقيم.

الأوّل يحسبُ كلّ دقيقة وكلّ ساعة ويحاول استغلالها بأفضل شكل ممكن. فمَن سافرَ منّا للسياحة أسبوعًا قضى كلّ أيّام الأسبوع ولياليه في الطرقات يحاول أن يقطف من كلّ بستان زهرة، ويزور أكبر عدد ممكن من الأماكن، ويخوض أكبر عدد من التجارب.

أما حين نعود إلى بلادنا، فنبيت شهورًا دون حركة، وتركد نفوسنا لأنّها تعلم –واهمة– أنّ الغد قريب، وأننا يمكننا زيارة ذلك المكان في أيّ وقت شئنا. وإذن، ليس اليوم!

ولكننا لا ندرك أنّنا جميعًا مسافرون.

لا أحد مقيم.

وينبغي لنا التعامل من هذا المُنطلق. وزراعة كل البذور التي نستطيع، في كلّ الأماكن التي نستطيع، في أسرع وقت ممكن.

فكلّنا مسافرون.