يعبثُ طفلُك بهاتفك وتكتشف الأمر، فتحاول أخذه منه فلا يرضَى ويحاول مقاومتك. ولأنّك لا ترغب في تحمّل صراخه لعشر دقائق تالية، تساومه.
تعقد معه اتّفاقًا. سأتركه لك، قليلًا فقط، ثمّ ستعطينيه أنت بكامل إرادتك، ما رأيك؟ يقبل الطفل تلك الصفقة التي ستسمح له بالاستمتاع بهاتفك دون خوف منك لفترة، بدلًا من أن يضيع منه الآن.
المفارقة أنّ نفسَ هذه الحيلة يمكن أن نستخدمها مع أنفسنا أيضًا. فكثيرًا ما يكون علينا مهام وواجبات لا نرغب في القيام بها، ونهرب منها بكلّ السبل الممكنة. لكنّها أمور هامّة بالنسبة إلينا، ونريد أن نقوم بها فعلًا، لكن، ليس الآن. فنسوّفها.
لو كان الأمر مهمًا حقًا، قد يكون من المفيد أن تبرم اتّفاقًا مع نفسك، مثل ذلك الاتفاق مع الطفل الصغير. ستعطي نفسك إجازةً من هذه المهمّة الثقيلة مُدّةً محدّدة، ثمّ، بعد انقضاء المدّة، تبدأ العمل فورًا.
في هذه الإجازة، أنت تتمتّع بفُسحة نفسيّة؛ لأنّ ضميرك -الذي كان يلومك على التسويف- مرتاح الآن. ومعرفتك أنّها مدّة مؤقّتة يطمئنك من ناحية المهمّة المطلوبة، فهي ستتمّ – أو ستبدأ فيها على الأقلّ – بعد فترة معلومة.