انتهيت منذ عدّة أيّام من قراءة كتاب “حياة الرافعيّ” الذي يترجم فيه الدكتور محمّد سعيد العريان حياة صديقه المخلص، والأديب العظيم، مصطفى صادق الرّافعي.
وأيُّ كرَمٍ هذا الذي يدفع إنسانًا ليترجم للعالَم حياةَ إنسان عاش في عالَم التّراب كأنّ مادّته من السّحب، فيها لغيره الظلّ والماء والنّسيم، وفيها لنفسه الطهارة والعلوّ والجمال، يثبتُ للضعفاء أنّ غير الممكن ممكن بالفعل.
وكَم من مترجمين، وكَم من سيرة، وكلّها أعمارٌ تُضاف إلى عمرنا القصير. وخبرات تضاف إلى حياتنا القاصرة.
يتساءل جيم رون متعجّبًا: كيف يكتبُ أثرى شخصيّات العالَم أسرارَهم التي أوصلتهم إلى ثروتهم الطّائلة في كتاب، ثمّ يرى هذا الكتاب شابٌ طموحٌ يسعى أن يكون مثلهم، ثمّ يتجاهله كأن لم يره، وهو يعرف القراءة والكتابة؟! ألا ليته كان أُمّيًّا فكان له عذر!
التّراجم تثبت لنا أنّ ما لا نتصوّر حدوثه ممكن. أنّ دائرتنا تتّسع أسرع ممّا نتخيّل.
أتصوّر أنّ مترجمي الشّخصيات المؤثّرة أكرمُ الكتّاب.