نحنُ لا نحكمُ على الشّيء في المطلق. نحكم عليه نسبة إلى توقّعنا.
ونحنُ عادةً ما نبالغُ في توقّعاتنا، الإيجابيّة منها والسلبية. كأنْ نخطّط لسفر مثلًا فنتوقّع أن تكون الرّحلة أفضل بكثير ممّا هي عليه في الحقيقة. أو أن نخشى شيئًا فنتوقّعه أسوأ بكثير من حقيقته.
ثمّ تأتي الرّحلة فيخيبُ أملُنا شيئًا ما، لأنّها أقلّ من توقّعاتنا. وتأتي المصيبةُ فنرتاح شيئًا ما، لأنّها أهون من توقّعاتنا.
هذا طبعًا فيما يُتوقّع حصوله. أمّا الفرحة المفاجئة، والمصيبة المفاجئة فهما مؤثّران جدًا. الأولى تصيبنا بفرحة كبيرة، والأخيرة تصيبنا بجزع شديد. وفي الحالتين، كان عِظَمُ الأثر من غياب التوقّع.