الجهل صديقنا الحميم

ندرسُ الشيء مرارًا ونظنّ أنّنا أتقنّاه وفهمناه حقَّ الفَهم فما نلبث إلّا أن يتجلّى لنا —بإذن الله— نور جديد في القديم الذي لم نكن نفهمه بعد. أو يمرّ بنا حادثٌ يؤكّد لنا أنّنا لم نتقنه بعد. ولا نزال نتعلّم ما حيينا.

ولا نزال نواجه جَهلنا كلّ يوم عشرات المرّات.

الجهلُ صديقنا الحميم. يلازمنا أينما نذهب. ولا يتركنا وحدنا أبدًا.

الجهل صديق وفيّ يُمكن الاعتماد عليه. لن يخيّب ظنّنا أبدًا به. إذا صدّقناه صدّقنا أنّنا لا ندري وفتحنا قلوبَنا لتحصيل علم جديد وفتوحات جديدة في المعرفة، وفي التعامل مع النّاس، وفي إدارة حياتنا كلّها.

الجهل صديق صدوق. يعدُنا دائمًا بأنّنا لا نعرف. ويصدُقُنا في كلّ مرّة حتّى لو لم نصدّقه.

صادق جهلك تتفتّح لك الأبواب.

الجهل صديق عطوف يمدّنا بالأمل. لأننا لو كنّا نعلم —وهذا حالنا— فهو أمر يدعو إلى اليأس لا محالة. فلأنّنا لا نعلم، لا يزال هناك أمل.