كثيرًا ما ننظر إلى أسعار السلع والخدمات نظرةً، إذا فكّرنا فيها، سنجد أنّها ساذجة.
يُحكى أنّ رجلًا شكا إلى طبيبه أنّ ضرسه يؤلمه، فخلع الطبيب الضرس المريض، وطلب ثمنًا غاليًا لهذه الخدمة. تفاجأ الرجلُ بالثّمن واحتجّ بأنّ الأمر كله لم يشغل أكثر من خمس دقائق!
فكّر معي، ماذا نسي هذا الرجل؟
أنسيَ سنوات طويلة قضاها الطّبيب في دراسته؟ أنسيَ سنوات أخرى في التعلّم والتدريب؟ أنسيَ الأجهزة الطبّيّة المتطوّرة، التي لولاها لما استطاع الطبيب تنفيذ العملية بهذه الدقّة في هذا الوقت القصير؟
قيمة الخدمة المقدّمة إليك ليست في الوقت الذي تشغله منك، بل في الجهد المبذول فيها، وفي أثرها على حياتك من بعد. أنسيَ ألمَه الذي كان لا يستطيع النوم بسبب ما يعانيه منه؟ كم ينوي أن يدفع لينام؟ كم ينوي أن يدفع ليأكل بلا ألم؟
وهكذا علينا أن نعيد النّظر في فكرتنا عن الأسعار. خاصّة فيما يخصّ الأعمال الإبداعية، كالكتابة والفنّ والتصوير وغيرها.
لا ينبغي أن ننظر فقط فيما إذا كان السعر شامل الضريبة، بل ينبغي أن نراعي أيضًا أنّ السعر يشمل جهدًا ذهنيًا مُضنيًا لولا مقدّم الخدمة هذا لكان علينا أن نعيد بذله في كلّ مرة.