الطريق القصير هو الأطول

السعي الحثيث وراء الطرق القصار يصيبنا بالشلل في كثير من الأحيان. عادةً، لا نستطيع رؤية الطريق بالكامل إلى أحلامنا، فنظنّها مستحيلة الحدوث لأنّها ليست في دائرة مجاورةٍ لنا. لكن، من قال أنّ كلّ ما ليس في الدائرة المجاورة لنا مستحيل؟

القائل بذلك هو إيمانُنا بقصر الطريق. لأنّنا ننخدع في من حقّقوا ما يبدو لنا كنجاح بين ليلةٍ وضحاها، غير منتبهين أنّنا لا نعرف عنهم شيئًا. فما عرفناهم إلّا بعد هذه الليلة، ولكنّهم كانوا يسعون قبلها بسنوات، مدركين أو غير مدركين، إلى هذا النجاح.

لا تفكّر في محطّات الوصول إلى الهدف على أنّها قفزات عليك أن تقوم بها بخفّة ومهارة لتصل بسرعة، هي ليست سباقًا قصيرًا أهمّ عامل للفوز فيه هو التسارع، بل ماراثونًا -إن جاز التعبير- أهم عامل فيه هو الخطوات الثابتة والتحكّم في السرعة في مقابل الطاقة المبذولة والوقت المتبقّي.

غير أنّ هذا الماراثون غير محدود بوقت أصلًا. يمكنك أن تركض مدى الحياة. فلا داعي أبدًا للعجَلة. المهم أن تستمرّ في الركض، وألا تضيع طاقتك كلّها في وقت قصير يضطرك للارتياح أيامًا بعدها، فتفقد إحساسك بالتقدم، وتفقد تقدّمك بالفعل. وتخسر.

لا تدع ضبابيّة الرؤية تعوقك عن التقدّم. استمرّ. قاوم. جرّب.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *