العالم الافتراضي الواقعي

إذا كنت ما زلت، حتى عام ٢٠١٨، تظنّ أنّ المواقع مثل فيسبوك، وتويتر، وإنستجرام، ويوتيوب، وغيرها هي عالم “افتراضي” فأرجوك أن تعيد التفكير في هذه التسمية.

إنّ هذا العالم “الافتراضي” يحدث فيه تفاعل “حقيقي” بين أشخاص “حقيقيين” في زمن “حقيقي”، وتحدث فيه صفقات بيع وشراء، وتحديد مواعيد لمقابلات ستحدث على أرض الواقع، وغيرها الكثير من الأمور التي تنعكس مباشرةً في الواقع.

لماذا أكتب عن هذا الأمر؟

لأنني عبرت منذ قليل على منشور في إحدى هذه المواقع يفيد بأنّ صاحب الحساب عاد بعد غياب طويل إلى هذا الموقع وأنّه كان في راحة بال من هذه الضوضاء في هذا العالم الافتراضي، ويطلب من أصدقائه أن يسامحوه لأنّه لم يكن متاحًا لهم خلال الفترة السابقة وما إلى ذلك من كلام لا بدّ أنّك تستطيع تخمين ما تبقّى منه.

أريد أن أؤكّد أن هذا هو العالَم الذي نعيش فيه الآن، وهو عالَم حقيقيّ بكلّ ما تعنيه الكلمة من معنى، ولا أظنّ أنّ الأمر يحتاج إلى زيادة في الإيضاح. وعدم وجودك في هذا العالَم يعني انقطاعك عن جزء أساسي ومهمّ من العالَم والحياة، ويعني أنّك تبني سياجًا حول منطقة ما حتى لا تقترب منها أو لا تقترب منك.

والأفضل من الانقطاع التامّ، عندي، هو أن تتخيّر ما تسمح له بالظهور أمامك، وأن تبتعد عن كلّ ما يؤذيك، وتتابع كلّ ما يضيف إليك. وبهذا، تستطيع بسهولة أن تستمتع بالمزايا الخالصة، تقريبًا، بدون عيوب.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *