حين يعفو الإنسان عن الإنسان، يكتفي عادةً بطيّ صفحة الخطأ. يذكرُها حين تتكرّر الملابسات أو تأتي ظروف مشابهة للظروف التي حصل فيها الخطأ أوّل مرّة. أي أنّ الإنسان لا ينسى حقًا، ولا يعفو تمامَ العفو.
قد يشعر أنّه عفا، لأنّه لم يعُد يعاتب. ولكن، من ذَكّر بالخطأ، ولو بعد حين، لم يعفُ.
حين يعفو اللهُ عن الإنسان، تُمحى صفحة الخطأ تمامًا، ويبدّلها له الكريمُ بصفحة من الحسنات.
مَن استطاع أن يعفوَ تمامَ العفو، ويمحو الصفحة تمامًا ولا يكتفي بطيّها فقط، كانت فيه صفة إلهيّة.
يقول د. مبروك عطيّة أنّ من أراد التقرّب إلى الله، فليتقرّب إليه بصفاته. فمَن أراد كرَم الله أكرمَ النّاس، ومن أراد عفوَ الله عفا عن النّاس.