عبارةٌ نقولها حين نروي قصّةً لا نعرف مصدرها ولسنا متأكّدين من صحّتها ولكنّنا لا نريد أن يُنقل الكلامُ عنّا أو أن نتحمّل وزر من يصدّقها ويعمل بها إن لم تكن صحيحة. وهي من المزالق الخطرة، التي نظنّ باستخدامها أننا قد أدّينا واجبنا في تعريف السامع أنّ القصة ربّما لا تكون حقيقية، وأنّنا نقلنا المسؤولية عليه هو ليبحث عن صحّتها إن أراد.
والفخّ واضح. والوهم ظاهر. والكسلُ يكاد ينطقُ بدلًا عنك تلك العبارة. أنت مسؤول عن كلّ ما تنقل. ألا ترى حين يذهب المستمع ويحكي هذه القصّة لصديقه ويقول له: والعهدة على الرّاوي، أنّك أنت الراوي؟
أكثر مشكلاتنا تأتي من تناقل قصص لا أصل لها. آخر ما ورد عليّ من هذه القصص أن قالت إحداهنّ لزوجتي حين علمت أنّ النّمل انتشر في البيت أنّ النمل الصغير من أسباب الرزق. ولا أعرف كيف يكون النّمل سببًا في الرزق! وما هو إلّا حرّ الصيف قد أخرجه من مخبئه باحثًا عن رزق يكفيه في الشتاء المقبل.
ما هذا الهراء؟ وما أكثر الهراء الذي نرى ونسمع كلّ يوم.
أرجوك، اجعلها تقف عندك. لن يغضب الله عليك، ولن يصفّق لك الشيطان، ولن تحلّ عليك لعنة الفراعنة. فقط أوقفها عندك إذا لم تكن تعرف مصدرها وصحّتها من عدمه. تحرَّ الحقيقة. أحرى بالباحث أن يصل، وبالكسول أن يضلّ.