الكتاب

وسط سيء لنقل الحكايات. لا يسمع القارئ نبرةَ الكاتب ولا يرى حركات جسده وهو يقصّ القصّة عليه. يتخيّل. وربّما تخيّل شيئًا غير ما أراده الكاتب أصلًا.

أظنّ أنّ الكتابةَ انتشرت لأنّها وسيلة اعتماديّة وتنفيذها سهل نسبيًا، وليس لأنّها الوسيلة الأفضل لنقل المعلومات.

أفضل وسيلة على الإطلاق وأكثرها دقّة وضمانًا هي التحدّث وجهًا لوجه. ولكن طول المسافات وقصر الوقت يحولان دون ذلك في أغلب الأحيان. ربّما يكون الفيديو هو الخيار الأفضل بعد ذلك. ولكنّ تصوير الفيديو ونقله أصعب بكثير من كتابة ورقة ونقلها. خاصّة وأنه تقنية لم تكن موجودة أصلًا حتى وقت قريب.

الآن.. لدينا الكثير من الأدوات التي تنقل الصورة بشكل أفضل من مجرّد الكتابة. هناك الفيديو الذي سيسمح لك برؤية المؤلّف كأنّك تُجالسه، والكتب الصّوتية التي تستطيع معها سماع تفاعل المؤلّف مع عباراته المختلفة فتميّز الحُزن من الفرح والحماس من الهدوء.

يدهشني إذن كيف يقرأ الناسُ الكُتب الصوتية عادةً وكأنهم روبوت لا قلب لهم ولا شعور. نغمة ثابتة لا تتغيّر ولا يبدو عليها التأثّر بالمواقف المحكيّة في الكتاب. وكأنّنا نقرأ الصفحات بآذاننا!

إنّ مُسجّلي الكتب والمواد العلمية الصوتية بشكل عام ينبغي لهم نقل مشاعر المؤلّف لا كلامه فقط. وإلا فما الفائدة المكتسبة من تحويل الورق إلى سمعيّات؟