إذا علمتَ أنّ فلانًا محتاج إلى المال، فزرته وشاركته مشاعر الأسى وأخبرته أنّك تتفهّم الضائقة التي يمرّ بها، ثمّ عدتَ دون أن تعطيه المال، لم يُفِد منك شيئًا. لا قيمة لتعاطفك معه ما لم تساعده.
إذا علمتَ أنّ فلانًا قد فقد عزيزًا، فأرسلتَ إليه ظرفًا به بضعة ألوف من الجنيهات كنوع من التّعزية، ما كان لمالك قيمة عنده. هو لا يحتاج المال، وإنّما يحتاج صديقًا قريبًا.
في المثال الأوّل، ظرفٌ مغلق به بضعة مئات من الجنيهات ترسله مع شخص غيرك هو الفعل الكريم. وفي الثّاني، وجودك معه هو عَيْنُ الكرم.
الكرَم أشكال متعدّدة، والكريم حقًا مَن عرَف متى يكون كريم المشاعر، ومتى يكون كريمَ اليد، ومتى يكون كريم الرّأي. تجني الرُّوح ثمرة النّوع الأول، ويجني الجسد ثمرة النوع الثاني، ويجني العقل ثمرة النوع الأخير.