حين يخطئ. مَن لا يشعر بالخزي من أخطائه عديم الشعور قليل الحياء. خاصّة ما إذا كانت هذه الأخطاء يتعدّى أثرها إلى الآخرين.
مثل أن يهمل طبيب يعرف أنّه مصاب بمرضٍ معدٍ إجراءات الوقاية ويتسبّب في إيذاء مرضاه، الذين من المفترض أن يعالجهم! مثل أن يتخطّى سائق إشارة المرور الحمراء، ويتسبب في تعطيل طريق النّاس. مثل أن يتبوّل أحدهم على رصيف المشاة، مؤذيًا جميع المارّة.
هذه الأعمال المخزية التي يصاحبها بلادة في الحسّ والمشاعر هي حقيقة بأن نشعر منها، جميعًا، بالخزي والضّآلة.
يشعرُ الكريمُ بالخزي بمجرّد أن يرى هذه الأمور متكرّرة معتادة كأنّما هي لازمة من لوازم الحياة الطبيعية، رغم أنّه لا يقوم بها. ولكن يشعر بالخزي لأنّه كريم الشعور.
إن كانَ الكرَمُ أن تملأ أكثر من مكانك في الدنيا، وتسهم في تقدّم العالَم، فلتعرف في قرارة نفسك، أنّك إن لم تفعل، فقد رضيتَ بالخزي. لا يسَعُ الكريمَ سوى أن يغيّر العالَم.