يُقال: إذا أردت أن تصل سريعًا، اذهب وحيدًا. وإذا أردتَ أن تصل بعيدًا، اذهب في صُحبة.
ويُقال أيضًا أنّ المرء ما هو إلّا متوسّط خمسة أشخاص يصحبهم باستمرار.
للمجتمع الذي نخالطه بشكل مستمرّ أثر كبير على المكان الذي سنكون فيه بعد شهور وسنوات من الآن.
حين كنتُ في المدرسة الإعداديّة، كنت طالبًا مشاكسًا جدًا وأتعرّضُ لكثير من المشكلات مع الأساتذة والزملاء. ولكن أيّام المدرسة الثانوية كنت أحد أبرز الطلّاب المجتهدين في المدرسة، وكنتُ محطّ تقدير جميع الأساتذة.
حين أفكّر في الأمر الآن أجدُ أنّ الصحبةَ كانت عاملًا أساسيًا في ذلك. في المدرسة الإعدادية كنتُ بين طلّاب يشبهون طلّاب مسرحيّة مدرسة المشاغبين، فلا يُتوقّع منّي غير أن أكون مثلهم. وفي الثانوية كنت بين طلّاب جادّين في دراستهم، ويحفظون القرآن كاملًا، ولا يخرج عنهم لفظٌ يسيء إلى من يسمعه. ولا يتوقّع منّي غير أن أتأثّر بهم، ونِعم هذا الأثر.
لا بدّ أنّك تفكّر الآن في صُحبتك وكيف أثّرت عليك. لا بدّ أنّك تذكر الآن صديقًا ما غيّرت علاقتُك به حياتَك تمامًا.
وهكذا، يصبح اختيار المجتمع الدّاعم الدّافعُ نحو الأمام واجبك الأوّل.