في العيد، وفي الأفراح، وفي كلّ مناسبة، يكمنُ امتحان. امتحان تكشف نتيجته عن جزء مخبوء بداخلنا لا يظهر في الأوقات العاديّة.
هناك شيء في الشعور بالفَرَح يزيل عنّا جزءًا من حيائنا، قلّ أو كَبُر.
ففي العيد مثلًا، تزيد حالات التحرّش بالفتيات، بل وتظهر حالة من التحرّش الجماعي! وفي العيد، تصطفّ السيّارات صفّين وثلاثة صفوف على بوّابات الملاهي الليلية. وفي العيد، يتنافس الشبابُ على أسوأ قصّة شعر مثلًا، وتتنافس الفتياتُ على أكبر كمّ من المساحيق على وجوههنّ.
وفي الأفراح مثلًا، تتراقص الدرّاجات الناريّة المحمّلة بمراهقين متهوّرين أمام سيّارة العروسَين وحولهما ضجيج لا يطاق من زمّور السيّارات المجاورة. وفي الأفراح، يُهدرُ الطعام بكمّيّات تكفي لإشباع عشرات الأُسر الجائعة، وتهدر الأموال بمبالغ تكفي لكسوة عشرات الأسر العارية.
المناسبات تكشف عن مبادئنا ومدى تمسّكنا بها. المناسبات تكشف عن مدى مجاراتنا للأعراف الاجتماعيّة لمجرّد المجاراة، بغضّ النظر عن صحّتها أو فسادها. المناسبات تُبدي لنا ما استتر من أنفسنا في الأيّام العاديّة.
فماذا تعلّمت عن نفسك في هذا العيد؟
وماذا تعلّمت عن النّاس مِن حولك؟