سمعت أحد الناشرين يقول لمن بدا وكأنّه أحد الكتّاب الذين نشروا معه كتابًا منذ عامَين: “يبدو أنّك نسيت الكتاب. الكتاب لا يحقق المبيعات المتوقّعة.”
وأتساءل أنا كيف يفكّر هذا الناشر؟ لماذا يختار المؤلّف ناشرًا أصلًا؟ أليس، في المقام الأوّل، من أجل أن يقوم ذلك الناشر بتسويق الكتاب؟ فما بالك أنّه هو من يلوم على المؤلّف أنّ التسويق ضعيف.
مع ازدياد كبير في الأعوام الأخيرة في عدد دور النشر، ورواج الكتابة كصناعة، وليس كوسيلة لنقل المعرفة والخبرات. ومع ازدياد أُسّيّ في عدد الكتب المنشورة سنويًا. ومع ضَعف المحتوى المُقدّم للقرّاء. ومع تشابه العناوين والأغلفة والتصميمات الداخلية. مع كلّ ذلك، على الكاتبَ أن يفكّر جيدًا لِمَ يكتب؟ وعلى أيّ أساس يختار الناشر الذي يتعامل معه؟
للأسف، الكثيرون جدًا من الكتّاب الشباب يضحّون بقيمة العمل الذي بذلوا فيه من أرواحهم باختيار أي ناشر يقبل بهم مهما كان ضعيفًا أو مغمورًا. آملين في أن يحالفهم الحظّ وينجح الكتاب نجاحًا باهرًا.
ثمّ تمرّ الأيّام، وينتهي المعرض. ينتهي موسم الحصاد، بلا حصاد، أو يكاد. ويكتشف الكاتب أنّه كان يجب عليه هو أن يسوّق لكتابه لأنّ ما من أحد على وجه الأرض يعرف شيئًا عن هذا الناشر. ثم يكتشف بعد ذلك بشهور عدم التزام الناشر بسداد الحقوق المالية، القليلة أصلًا، له.
فلو كان الأمر كذلك، بدون تسويق، وبدون مستحقّات، على الكاتب أن يتأمّل في هدفه من اختيار طريقة نشر الكتاب. هناك بدائل متاحة لكلّ الناس عن طريق الإنترنت. منصّة نشر شخصي تتيح لك فرصة الحصول على الربح مثل كتبنا، أو كتابة الكتاب في مدوّنات، أو نشره كاملًا بالمجّان. هناك طرق كثيرة، لكن، قبل اختيار الطريقة، عليك أن تختار الهدف من النشر.