كان هذا هو شعار الحملة الانتخابية للمرشّح الرئاسي “أحمد شفيق” بعد ثورة يناير المصريّة. وبغض النظر عن هذه اللفتة التاريخيّة للجملة، ما يعنيني هنا هو تفشّي ظاهرة من الممكن أن نطلق عليها اسم: بالكلام، وليس بالفعل.
كلّنا نتكلّم. ونجادل. ونحاول إقناع الآخرين. كلّنا لنا آراء نراها سديدة وموفّقة. ونرى أنّ آراء غيرنا ليست كذلك.
رأيُك فيّ لا يهمّني، لأنني أعرف من أنا. أنا أتأخّر كثيرًا، ولكنّني أقول أنّي ملتزم. أنا أخالف القانون، ولكنّني أقول أنّني مواطن صالح. أنا أشكو فقط، ولا أرى إلّا السوء، ولكنّني أقول أنني لست سوداويًا. أنا خامل لا أعمل ولا أريد أن أبذل جهدًا، ولكنني أقول أنني أقوم بكلّ ما يمكنني القيام به. أنا أكره التغيير، وأدّعي أنني مغامر … إلخ.
كلّ هذه الأمثلة نعيشها حرفيًا كلّ يوم. ونراها بأعيننا. ولو لم تلحظ هذه الأشياء في نفسك، فهذا أسوأ.
ابدأ بتحليل كلامك وقارنه بتصرّفاتك. وتوقّف عن الادّعاء، والأفضل ألا تتكلّم أصلًا. فقط اعمل. واضرب المثل بالعمل.
بالفعل، وليس بالكلام.