هل يتهاوى جسرٌ من الحديد الصلب بسبب قفل لا يبلغ وزنه ٢٠٠ جرامًا؟
اشتهر جسر الفنون الذي يعبر نهر السّين في فرنسا باسم “جسر الحبّ” لاعتياد العُشّاق تعليق قفل على سوره كرمز لحبّهما الذي لن ينتهي. وفي عام ٢٠٠٦، أطلقت البلديّة حملة لنزع هذه الأقفال، لأنّها أصبحت تشكّل خطرًا على بقاء الجسر.
مصير الجسر الحديديّ مرهون بقفل صغير. لأنّ مجموع وزن هذه الأقفال قد بلغ ٤٥ طنًّا!
لا أظنّ أنّ أوّل من علّق قفلًا على جسر الحبّ كان يتخيّل أن يصل الأمر لهذا الحدّ. ما كان يدور بخلده إلّا أنّ قفلًا صغيرًا لن يؤثّر في هذا الجسر العملاق.
وهكذا نفكّر أيضًا حين تلوح لنا فرصةً صغيرة. نقول لأنفسنا: “ما عسى هذه الفرصة الصغيرة أن تفعل في كلّ هذه المشكلات التي لدينا؟”
وحين يلوح لنا عملٌ من أعمال الخير الذي نستحقره. أو حين يلوح لنا عملٌ من أعمال الشرّ الذي نرغبه. نقول في الأولى: أيّ فارق سينتج عن هذه الحسنة؟ ونقول في الثانية: أيّ فارق سينتج من هذه السيّئة؟
كالرّجل الجائع الذي يرى أمامه فيلًا جاهزًا للأكل فيقول: ما عسى هذه القضمة الصغيرة أن تفعل بهذا الفيل؟!
{يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُن فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ}
– سورة لقمان
لا تَحقِرَنَّ مِنَ المَعْرُوف شَيْئًا، وَلَو أنْ تَلقَى أخَاكَ بوجهٍ طليقٍ.
– حديث شريف
لا تحقرنّ من أعمالك شيئًا، فربّما أسقط قفلٌ صغير جسرًا حديديًا عملاقًا.