تطرّق بي الكلام مع أمّي اليوم إلى فكرة من ينتظر تنفيذ حكم الإعدام فيه. ولوهلة، بدأنا في التأسّف على حال أولئك المحبوسين الذين صدر بحقّهم الحكم النهائي بالإعدام، ولا يعرفون متى يدخل عليهم الجنديّ بأمر تنفيذ الحكم. يا لها من حياة بائسة، أو هكذا ظننّا..
ثمّ لم نلبث أن خطرت ببالنا فكرة واحدة في نفس الوقت. قد تكون خطرتْ ببالك الآن. ألسنا جميعًا في هذه الحال؟ أليس مصيرنا جميعًا، عاجلًا أم آجلًا، أن نموت. هو حكم نهائيّ على جميع الخلائق، ولا ندري متى يأتي إلينا ملَك المَوت بتنفيذ الحكم.
لكنّنا، لسبب عجيب لا أعرفه حقّ المعرفة، لا نحيا كما يحيا ذلك السجين. لا نفكّر في الموت، كما يفكّر فيه. بل ونتأمّل في حالهم ونشفق عليهم. على الرغم من أنّ أجلنا قد يكون أسرع من أجلهم. من يدري؟
ليس هذا فقط. ماذا لو كان ذلك السجين ابنك؟ أو زوجك؟ أو أحد والدَيك؟ كيف ستشعر؟ كيف ستعامله؟
أليس هذا هو الواقع؟ ألم يُحكم على كلّ من تحبّ (ومن لا تحبّ) بالإعدام غيابيًا منذ أن خُلقوا؟
كُتبت هذه التدوينة بالأمس. وفوجئت الآن أنّه لم يتمّ نشرها بعد، وقد نشرتها بالأمس على فيسبوك.