خطأ يؤدّي إلى حادث

حين نرى عملًا غير مُتقن، مثل شارع لم يُمهّد بشكل جيّد، أو إصلاحات في الطريق قد انتهت وبقيَ أثرُها يُجبرُك على الإبطاء خوفًا على سيّارتك، نكون أمام خيارات متعدّدة.

إمّا أنّنا سنمرّ بها مرور الكرام غير مكترثين لها ولا لما سبّبها ولا لأثرها. أو سننظر إليها نظرة الساخط الشاكي فنلعن مَن قام بهذا العمل الرّكيك. أو سننظر إليها كمشكلة تتطلّب حلّاً.

وفي الأخيرة احتمالات: قد تدخل مثل هذه الأمور في دائرة تأثيرنا ونستطيع تغييرها حقًا. فنعمل على ذلك. أو أنّها تقع خارج هذه الدائرة. فإذا وقعت خارجها سنتحوّل إلى أحد الاحتمالَين الأوّلَين—عدم الاكتراث أو الشكوى.

ولكن هناك خيار آخر. يسلُكُه المتبصّرون.

استثمار هذا الخطأ الذي يقع خارج دائرتنا والاعتبار منه والتفكّر فيه. ثمّ إسقاطه على ما هو داخل دائرتنا. إن لم يكن بوسعنا تغييره هو، فكيف بوسعنا تغيير ما بين أيدينا؟ هل نقوم بعملنا بشكل مُتقن؟ هل نحقّر من أثر بعض الأخطاء التي نقوم بها؟ أو التجاهلات المتعمّدة التي تتخلّل سلوكياتنا اليومية؟

ربّما نستطيع في كلّ مشكلة نواجهها أو نشهدها أن نرُدّ الأمور إلى مبادئها ونفكّر في استثمارها في حياتنا.

قد تفكّر أن تمهيد الطريق يختلف كثيرًا عن عملك أمام شاشة الكمبيوتر، أو في الفصل مع الطلّاب. فالخطأ أمام شاشة الكمبيوتر لن يؤدّي إلى حادث. ولكنّك بهذا تحقّر من أثر أسلوب الفكر على أسلوب الحياة.

بالتغاضي عن الأخطاء الهيّنة، تتولّد الأخطاء الجِسام.