دعني أتكلّم حتى أراك

ومن الأمثلة على الانغماس في الذات (وهو الموضوع الذي طرحته بالأمس) أن ترى من يحدّثك عن نفسه وحياته وعمله وهواياته ولا يملّ ولا ينقطع حديثه دقيقة لترتاح أذنك قليلًا من الاستماع. رافعًا شعار “دعني أتكلّم حتى أراك”.

وفي الغالب، إذا استمر الحديث في اتجاه واحد هكذا لعدّة دقائق، يفقد الطرف المستمع الاهتمام، ويبدأ ذهنه يشرد ويفكّر في أيّ شيء آخر، وهذا طبيعيّ.

ما ليس طبيعيًا هو أنّه نادرًا ما ينتبه المتكلّم لشرود المستمع! فتراه يكتفي منه بالإيماءات المتتالية في الأماكن المناسبة لذلك (السكتات التي يلتقط فيها المتكلّم أنفاسه).

يحزنني أن نكون منغمسين في أنفسنا لهذه الدرجة. وللحديث بقيّة ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *