سأحكي لك قصّة:
في كلّ مرّة أقتني فيها كتابًا جديدًا، أشعر برغبة كبيرة، وفضول شديد، أن أبدأ في قراءته وأستكشف ما تحتويه صفحاته. ولا فرق في ذلك في نوع الكتاب، سواءً قصّة، أو كتاب علمي، أو غير ذلك. ولاحظتُ أنني بمجرّد مروري بالصفحات العشرين الأولى أكون قد كوّنت انطباعًا عن الكتاب وما يحتويه، وتبدأ مرحلة جديدة يقلّ فيها الحماس، وربّما، في بعض الأحيان، يحلّ محلّه الملل.
ولمّا لاحظتُ أنّ عندي الكثير من الكتب المفتوحة التي لم أنهِ قراءتها بعد، فكّرتُ أن أستغلّ حماسي لبداية كتاب جديد، في إنهاء الكتاب الذي بين يديّ الآن. أي أنني سأحاول أن أستمرّ في الكتاب وأنهيه قبل أن أسمح لنفسي بالبدء في تصفّح الكتاب الجديد. وسيدفعني فضولي الشديد لمعرفة ما في الكتاب الجديد لإنهاء الكتاب الحالي في وقت مناسب.
ليست القصّة التي أحكيها لك الآن عن الكتب. المثال حقيقيّ فعلًا، وأنا أحاول تطبيقه، ولكن ليس هدفي هو المثال. فقد اكتشفت أنني أحب البدايات في كلّ الأشياء، وليس في الكتب فقط! إذن، أنا أحاول أن ألقي الضوء على شيء أوسع. وهو فكرة الحماس والفتور.
أنا اكتشفت ما يحمّسني للقراءة، وما يقلّل رغبتي فيها. فحاولت أن أستغلّ حماسي لإحراز النتيجة التي أرجوها؛ وهي إنهاء هذا الكتاب الذي قررت أن أقرأه لأنه سيفيدني بشكل ما.
ماذا عنك؟
ما هي الأشياء التي تدفعك للأمام؟ إذا عرف كلّ منّا ما يحمّسه حقًا ويدفعه نحو العمل ويثير اهتمامه وفضوله، سيمكننا، أولًا، أن نفهم الأوقات التي لا نشعر فيها بهذه الطاقة القويّة، وبالتالي نتعامل معها بشكل أهدأ، وليس بطريقة أنا فاشل لأنني غير متحمس الآن. وثانيًا، سيمكننا استغلال فترات الحماس في دفع أنفسنا نحو الأشياء المفيدة التي لا نندفع لها عادةً.