راعِ

قليلون هم من يراعون الآخرين في سلوكهم. للأسف.

مثلًا من يقف بسيارته في منتصف الطريق لتحميل وإنزال الركّاب.

ومن يسدّ الباب بجسده لأنّه رأى صديقه بجوار الباب فقرر أن يخبره بآخر نكتة.

ومن يرفع صوته غاضبًا أو ضاحكًا في مكان العمل الهادئ.

ومن يتناسى أن يحوّل هاتفه الجوّال إلى وضع “صامت” أثناء الصلاة في المسجد، ويتغافل عن إغلاقه عندما يرنّ!

ومن يلقي سيجارته خارج “الميكروباص” ثم يركب لينفث دخان “النَفَس*” الأخير بالداخل، وتظل الرائحة الكريهة تفوح منه طول الطريق.

ما يستحقّ الاهتمام أنّك ستبذل نفس القدر من المجهود، بل وربما أقلّ، حين تراعي من حولك. لن تستغرق وقتًا طويلًا حتى تتنحّى جانبًا من المدخل، أو من الشارع. في الحقيقة، ستنعم بالراحة. لن يزعجك أحد بسباب لا داعي له، أو نظرة اشمئزاز، أو بوق سيارة مزعج.

ربما لن يراعي البعضُ البعضَ الآخر. ولكن ما أسهلَ أن تُسهمَ في جمال المكان الذي أنت فيه في ظلّ هذا القبح المنتشر. لتكن أنانيًا جدًا وتراعي الناس من أجل أن تكسب سيرة عطِرة بين الناس. صدّقني، الأمر سهل جدًا.

* ملاحظة: لا أعرف كيف يُسمّون دخان السجائر والشيشة “نَفَس” وهو يسدّ أنفاس المدخن ومن حوله

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *