حين يحكي لك صديق عن فيلم بديع شاهده وأذهله، تذهب لمشاهدته وقد رسمتَ في خيالك صورة معيّنة لهذا الفيلم، تتوقّع منه أشياء محدّدة، قد لا تعرف ما هي بالتحديد، ولكنّك تتوقّع أن يُذهلك. ثمّ قد تجد أنّه فيلم عادي! فتتعجّب.
وربّما تشاهد فيلمًا آخر مستواه الفنّيّ أقلّ منه، وتمثيل أبطاله أضعف، وكتابته غير متقنة كالأوّل، ولكنّه يعجبك؛ لأنّك حين سمعت من أصدقائك أنّه فيلم سيّء، رسمت في خيالك صورة معينة، كانت أسوأ من الواقع.
توقّعاتُك من الفيلم قبل أن تشاهده هي التي لعبت الدور الأكبر في حكمك عليه، وليس الفيلم نفسه.
كذلك الحالُ أيضًا مع أصدقائنا، وأهلنا، وزملاء العمل. وكذلك الحال مع العمل نفسه! نحن نتوقّعُ أشياء معيّنة من كلّ تجربة نخوضها، وكلّ شخص نتعامل معه. وحكمُنا على هذه التجربة وذلك الشخص يعود بشكل كبير إلى تلك التوقّعات، وليس إلى التجربة ذاتها.